الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1175 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1187 العام الميلادي : 1773
تفاصيل الحدث:

بعد دخولِ الإمام عبد العزيز بن محمد الرياضَ، أرسل إلى زيد بن زامل رئيس الدلم يذكِّره الالتزامَ بالعهد الذي بينهم, فلم يلتفِتْ زيد لهذا العهدِ، وأخذ يؤلِّبُ على الدرعية، فأرسل إلى المكرمي رئيسِ نجران يستحِثُّه على حرب الدرعية ويبذلُ له المالَ، ولم يستجب له، حتى طلب منه مزيدًا من المالِ، فبذل له زيدٌ كُلَّ ما طلب مقابِلَ أن يرسِلَ له رهائِنَ مِن قومِه إلى أن يتِمَّ مقصودُه، فأرسل النجراني رؤساءَ قَومِه رهائِنَ.

العام الهجري : 1386 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1966
تفاصيل الحدث:

قام قائدُ الجيش جونسون أغوي إيرونسي وهو من قبائل الإيبو (الوثنية) بإقالةِ الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية، وعيَّن حاكِمًا عسكريًّا لكل إقليم، وبذلك صارت البلاد كلُّها تحت قبضته، وشكَّل مجلسًا عسكريًّا أعلى، وأعلنت السلطةُ العسكريةُ مقترحاتٍ في شوال 1385هـ / شباط 1966م لإلغاء الدولة الاتحادية وإقامة دولة وَحدَوية، ثم غيَّرَت السلطة العسكرية اسمَ البلاد؛ فأصبحت جمهورية نيجيريا الاتحادية بعد أن كانت اتحاد نيجيريا.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

بإعلانٍ من الرئيس السوري بشار حافظ الأسد سُحِبَت قواتُ سوريا من لُبنان على مرحلَتَينِ: إلى البقاع أولا، ثم الحدود الدولية مع لُبنان، وكانت القواتُ السورية أصلًا قد دخلَت إلى لُبنان بعد اتفاق الطائف الذي أنهى الحربَ الأهلية في لُبنان عامَ 1989م، وكان من مُقرَّرات هذا الاتفاق أنْ تكونَ القواتُ السوريةُ هي عنصر الأمان في لُبنان، والفاصل بين هذه القوى الأهلية المتحارِبة، وبَقِيَت في لُبنان كلَّ هذه السنوات حتى باتَت لُبنان كمحافظةٍ من محافظات القُطر السوري (كما كانت قبلَ الاحتلال الفرنسي).

العام الهجري : 8 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم أبا عُبيدةَ بنَ الجَرَّاحِ على رأسِ ثلاثمائةِ رجلٍ إلى سِيفِ البَحرِ, وكان الغَرَضُ مِن هذه السَّرِيَّةِ رَصْدَ عِيرٍ لقُريشٍ، ومُحارَبةَ حَيٍّ مِن جُهينةَ, وزَوَّدَهُم جِرابًا مِن تمرٍ, فجعل أبو عُبيدةَ يَقُوتُهُم إيَّاهُ, حتَّى صار إلى أن يَعُدَّهُ لهم عددًا, حتَّى كان يُعطي كُلَّ رجلٍ منهم كُلَّ يومٍ تمرةً, فقَسَمَها يومًا فنَقصَتْ تمرةٌ عن رجلٍ, فوَجَد فَقْدَها ذلك اليومَ, فلمَّا نَفَدَ ما كان معهم مِنَ الزَّادِ أَكلوا الخَبَطَ وهو وَرَقُ السَّلِمِ, فسُمِّيَ الجيشُ لذلك "جيشَ الخَبَطِ"، وأصابَهُم جوعٌ شَديدٌ, فنَحَرَ قيسُ بنُ سعدِ بنِ عُبادةَ -وكان أحدَ جُنودِ هذه السَّرِيَّةِ- ثلاثَ جَزائِرَ، ثمَّ نَحَرَ ثلاثَ جَزائِرَ، ثمَّ نَحَرَ ثلاثَ جَزائِرَ، ثمَّ إنَّ أبا عُبيدةَ نَهاهُ، فأَلقى إليهم البَحرُ دابَّةً يُقالُ لها: العَنْبَرُ، فأكلوا منها عِشرين ليلةً، وادَّهَنوا منه, حتَّى ثابَتْ منه أَجسامُهم، وصَلحتْ، وأخَذ أبو عُبيدةَ ضِلعًا مِن أَضلاعِه فنظَر إلى أَطولِ رجلٍ في الجيشِ وأَطولِ جَملٍ فحُمِلَ عليه ومَرَّ تَحتَهُ، وتَزوَّدوا مِن لَحمِه وَشَائِقَ، فلمَّا قَدِموا المدينةَ، أَتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذَكَروا له ذلك، فقال: "هو رِزقٌ أَخرَجهُ الله لكم، فهل معكم مِن لَحمِه شيءٌ تُطْعِمونا؟). فأَرسلوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم منه فأَكلَهُ".

العام الهجري : 99 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 717
تفاصيل الحدث:

هو سُليمان بن عبدِ الملك بن مَرْوان بن الحَكَم بن أبي العاص بن أُمَيَّة بن عبدِ شَمس القُرشيُّ الأُمَويُّ، أبو أَيُّوب. كان مَولِده بالمدينة في بني جَذيلَة، وهو الخَليفَة الأُمَوي السَّابِع، ويُعَدُّ مِن خُلفاء بني أُمَيَّة الأقوِياء, وُلِدَ بدِمشق عام 54هـ ووَلِيَ الخِلافَة بعدَ أَخيه الوَليد  عام 96هـ. ومُدَّة خِلافَتِه لا تَتَجاوز السَّنَتيْنِ وسَبعَة شُهور. كان النَّاس في دِمشق يُسَمُّونه مُفتاحَ الخَير، ذَهَبَ عنهم الحَجَّاجُ، فوَلِيَ سُليمان، أَحَبَّهُ النَّاسُ وتباركوا به، أَشاعَ العَدلَ، وأَنصفَ كُلَّ مَن وَقَف بِبابِه، كان فَصيحًا, ويَتَّصِفُ بالجَمالِ والوَقارِ، عَظيم الخِلْقَة، طَويل القامَة، أَبيض الوَجْه، مَقْرون الحاجِبَيْنِ، فصيحًا بليغًا، عَمِلَ في فَترةِ تَوْلِيَةِ الخِلافَة كُلَّ ما فيه مَصلحَة النَّاس، وحافَظَ على اتِّساع وقُوَّة الدَّولة الأُمويَّة، واهْتَمَّ بِكُلِّ ما يَعْنِي النَّاس، أَطلَق الأَسْرَى، وأَخلَى السُّجونَ، وأَحسَن مُعاملَة الجَميعَ، فكَسَب مَحَبَّتَهم، وكان مِن أَعدَل خُلفاء بني أُمَيَّة والمسلمين، واسْتَخْلَف عُمَرَ بن عبدِ العزيز مِن بَعدِه. مُحِبًّا للغَزْوِ، فَتَحَ في عَهدِه جُرجان وطَبَرِسْتان، وجَهَّزَ جَيشًا كَبيرًا مِن سَواحِل الشَّامِ بقِيادَة أَخيهِ مَسلمَة ومعه ابنُه داود، وسَيَّرَهُ في السُّفُن لِحِصارِ القُسطنطينيَّة، وسار سُليمان بن عبدِ الملك مع الحَمْلَة حتَّى بَلَغ دابِق، وعَزَم أن لا يَعود منها حتَّى تُفتَح القُسطنطينيَّة أو يموت، فمات مُرابِطًا في دابِق شَمالَ مَدينَة حَلَب.

العام الهجري : 112 العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

خَرَج الجُنَيْدُ المُرِّيُّ غازِيًا يُريدُ طَخارِسْتان، فوَجَّه عُمارَةَ بن حُرَيْم إلى طَخارِسْتان في ثمانِيَة عَشر ألفًا، ووَجَّهَ إبراهيمَ بن بَسَّام اللَّيْثِيَّ في عَشرةِ آلافٍ إلى وَجْهٍ آخَر، وجاشَت التُّرْكُ فأتوا سَمَرْقَنْد وعليها سَوْرَةُ بن الحُرِّ، فكَتَب سورةُ إلى الجُنَيْدِ: إنَّ خاقان جاشَ التُّرْكَ فخَرَجتُ إليهم فلم أَطِقْ أن أَمنَع حائِطَ سَمَرْقَنْد، فالغَوْثَ الغَوْثَ. وعَبَرَ الجُنيدُ فنَزَل كِشَّ وتَأَهَّبَ للمَسيرِ، وبَلَغ التُّرْك فغَوَّرُوا الآبارَ التي في طَريقِ كِشٍّ فأَخَذ الجُنيدُ طَريقَ العَقَبَة فارْتَقى في الجَبَلِ ودَخَل الشِّعْبَ، فصَبَّحَهُ خاقان في جَمعٍ عَظيمٍ، وزَحَف إليه أَهْلُ الصُّغْدِ وفَرْغانَة والشَّاش وطائِفَة مِن التُّرْك، فحَمَل خاقان على المُقَدِّمَة وأَخَذ الرَّايَة ابنُ مَجاعَة فقُتِلَ، وتَداوَلَها ثمانية عشر رَجُلًا فقُتِلوا، وصَبَر النَّاسُ يُقاتِلون حتَّى أَعْيوا، فكانت السُّيوف لا تَقطَع شَيْئًا، فقَطَع عَبيدُهُم الخَشَب يُقاتِلون به حتَّى مَلَّ الفَريقان، فكانت المُعانَقَة ثمَّ تَحاجَزوا فبَيْنا النَّاسُ كذلك إذ أَقْبَل رَهَجٌ وطَلَعَت فُرْسانٌ، فنادَى الجُنيدُ: الأرضَ الأرضَ! فتَرَجَّلَ وتَرَجَّل النَّاسُ، ثمَّ نادَى: لِيُخَنْدِق كُلُّ قائِدٍ على حِيالِه. فخَنْدَقوا وتَحاجَزوا ثمَّ طَلَب الجُنيدُ النَّجْدَة فعَرَفت التُّرْك بذلك فكَمُنَت له وقَتَلَته، فخَرَج مِن الشِّعْب واشْتَدَّ الأَمْرُ حتَّى قال الجُنيدُ: كُلُّ عَبدٍ قاتَل فهو حُرٌّ. فقاتَلوا قِتالًا عَجِبَ منه النَّاسُ حتَّى انْكَشَف العَدُوُّ ورَجَع الجُنيدُ إلى سَمَرْقَنْد.

العام الهجري : 207 العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:

وقعَت بين زيادةِ الله وبين الجُند الحُروبُ وهاجت الفِتَن. واستولى كلُّ رئيس بناحية فملكوها عليه كُلَّها، وزحفوا إلى القيروان فحَصَروه، وكان فاتحةَ الخلافِ أنَّ زيادَ بنَ سَهلِ بن الصقليَّة حاصر مدينةَ باجة فسَرَّحَ إليه زيادةُ الله العساكِرَ فهزموه وقتلوا أصحابَه. ثمَّ انتقض منصورُ الترمذي بطبنة، وسار إلى تونُس فملَكَها, فسرَّحَ زيادةُ الله العساكِرَ من القيروان مع غلبون ابنِ عَمِّه، ووزيره اسمُه الأغلب بن عبد الله بن الأغلب، وتهددهم بالقتل إن انهَزَموا، فهزمهم منصور الترمذي، وخَشُوا على أنفسهم ففارقوا غلبون، وافترقوا على إفريقيَّة، واستولوا على باجة والجزيرة وصطفورة والأربس وغيرها. واضطربت إفريقيَّة، ثم اجتمعوا إلى منصورٍ الترمذي، وسار بهم إلى القيروان فملَكَها، ثم خرج إليه زيادةُ الله فقاتله فهزَمه، ولحِقَ قوَّاد الجند بالبلاد التي تغلَّبوا عليها، ولم يبقَ على طاعةِ زيادة الله من إفريقيَّة إلا تونس والساحل وطرابلس ونفزاوة. وبعث الجندُ إلى زيادة الله بالأمانِ وأن يرتحِلَ عن إفريقيَّة، وبلغه أنَّ عامِرَ بنَ نافع الأزرق يريدُ نفزاوة وأنَّ برابرتَها دعَوه، فسرَحَّ إليهم مائتي مقاتلٍ لِمَنع عامر بن نافع، فرجع عامرٌ عنها، وهزَمَه إلى قسطيلة ورجع. ثم هرب عنها واستولَّى سفيانُ على قسطيلة وضبَطَها. وذلك سنةَ تسعٍ ومائتين، واسترجع زيادةُ الله قسطيلةَ والزاب وطرابلس واستقام أمرُه.

العام الهجري : 277 العام الميلادي : 890
تفاصيل الحدث:

بعد أن تمَّ القضاءُ على ثورةِ الزنج، بدأ بالظهورِ دَعوةٌ جديدة كان رائِدَها حمدانُ بن الأشعث المعروف بقَرمَط، جاء من خوزستان إلى الكوفةِ واستقَرَّ بمكانٍ يُسمَّى (النهرين)، وكان يُظهِرُ الزهدَ والتقشُّفَ ويسفُ الخُوصَ ويأكُلُ مِن كَسْبِ يَدِه، ويُكثِرُ الصلاة، فأقام على ذلك مدَّةً، فكان إذا قعد إليه رجلٌ ذاكَرَه في أمر الدينِ وزَهَّدَه في الدنيا وأعلَمَه أنَّ الصلاة المفروضةَ على الناسِ خمسونَ صلاةً في كلِّ يومٍ وليلة، حتى فشا ذلك عنه بموضِعِه، ثمَّ أعلَمَهم أنَّه يدعو إلى إمامٍ مِن آل بيتِ الرَّسولِ، فلم يزَلْ على ذلك حتى استجاب له جمعٌ كثيرٌ، وكان تأثَّرَ أصلًا بالحسين الأهوازي صاحب الإسماعيليِّين، واستلمَ الزَّعامة حمدانُ بعد موت الحسين، فابتنى دارًا لأتباعِه بالكوفة، وفرَضَ على أتباعه مبلغًا يدفعونَه ويَصرِفُه هو في الدَّعوة، كما جعل من أصحابِه اثني عشر نقيبًا، واشترى السلاحَ وأخافَ النَّاسَ فلَحِقَ به بعضُهم خوفًا، وكان القرامِطةُ دُعاةً للإسماعيليَّة في البداية، ثم انحرفوا عنهم بعد أن انحرَفَت الدعوة في السلميَّة- مقر الدَّعوة الإسماعيلية- ولم تعد لأولاد محمَّد بن إسماعيل بل لأولاد عبدالله بن ميمون القدَّاح- ابن مؤسِّس الدعوة- فبدأ بالدعوة بطريقٍ آخَرَ مخالِفًا عن الإسماعيليين؛ مما ولَّد الشقاق بينهم، وأصبحت كلُّ دعوةٍ مُستقلَّةً بنَفسِها، ومن المعروفِ أن هذه الدعوةَ فيها إسقاطٌ للفروضِ مِن الصلاةِ والصَّومِ والحَجِّ وغيرها من التعاليم.

العام الهجري : 415 العام الميلادي : 1024
تفاصيل الحدث:

وقَعَت بين المُختارِ أبي عليِّ بنِ عبيد الله العَلَويِّ وبين الزكيِّ أبي علي النهرسابسي، وأبي الحَسَن عليِّ بنِ أبي طالب بن عمر مُباينةٌ، فاعتضَدَ المُختارُ بالعباسيِّينَ، فساروا إلى بغدادَ، وشَكَوا ما يَفعَلُ بهم النهرسابسي، فتقَدَّمَ الخليفةُ القادِرُ باللهِ بالإصلاح بينهم مراعاةً لأبي القاسمِ الوَزيرِ المغربيِّ؛ لأنَّ النهرسابسي كان صديقَه، وابنُ أبي طالبٍ كان صِهرَه، فعادوا، واستعان كلُّ فريق ببني خفاجةَ، فأعان كلُّ فَريقٍ مِن الكوفيِّينَ طائفةً مِن خفاجة، فجرى بينهم قتالٌ، فظهر العَلويُّونَ، وقُتِلَ مِن العباسيِّينَ سِتَّةُ نَفَر، وأُحرِقَت دُورُهم ونُهِبَت، فعادوا إلى بغداد، ومَنَعوا من الخُطبةِ يومَ الجمعة، وثاروا، وقَتَلوا ابنَ أبي العبَّاس العلَويِّ وقالوا: إنَّ أخاه كان في جُملةِ الفَتَكة بالكوفة، فبرَز أمرُ الخليفةِ إلى المرتضى يأمُرُه بصرفِ ابنِ أبي طالب عن نقابةِ الكُوفةِ، ورَدِّها إلى المختارِ، فأنكر الوزيرُ المغربيُّ ما يجري على صِهرِه ابنِ أبي طالبٍ مِن العزل، وكان عند قرواش صاحبِ المَوصِل, فأرسلَ الخليفةُ القاضيَ أبا جعفرٍ السمناني في رسالةٍ إلى قرواش يأمُرُه بإبعادِ المغربيِّ عنه، ففعل، فسار المغربيُّ إلى ابنِ مَروانَ بديارِ بكرٍ، وغَضِبَ الخليفةُ على النهرسابسي، وبَقِيَ تحت السَّخَط إلى سنة ثماني عشرة وأربعمِئَة، فشَفِعَ فيه الأتراكُ وغَيرُهم، فرَضِيَ عنه، وحَلَّفَه على الطاعةِ فحَلَف.

العام الهجري : 521 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

كان السلطانُ محمود بن محمد بن ملكشاه قد أرسل إلى عماد الدين بواسط يأمره أن يَحضُر هو بنفسِه ومعه المقاتِلة في السفن، وعلى الدوابِّ في البر، فجمع كلَّ سفينة في البصرة إلى بغداد، وشحَنَها بالرجال المقاتِلة، وأكثَرَ من السلاح، وأصعد، فلما قارب بغداد أمرَ كُلَّ من معه في السفن وفي البر بلُبس السلاح، وإظهار ما عندهم من الجَلدِ والنهضة، فسارت السفنُ في الماء، والعسكرُ في البر على شاطئ دجلة قد انتشروا وملؤوا الأرض برًّا وبحرًا، فرأى الناس منظرًا عجيبًا، كَبُر في أعينهم، وملأ صدورَهم، وركب السلطانُ والعسكر إلى لقائِهم، فنظروا إلى ما لم يروا مثله، وعَظُم عماد الدين في أعينهم، وعزم السلطانُ على قتال بغداد حينئذ، والجِدُّ في ذلك في البر والماء. فلما رأى الخليفة المسترشد بالله الأمرَ على هذه الصورة، وخروج الأمير أبي الهيجاء من عنده، أجاب إلى الصلحِ، وترددت الرسل بينهما، فاصطلحا، واعتذر السلطانُ مما جرى، وكان حليمًا يسمَعُ سَبَّه بأذنه فلا يعاقِبُ عليه، وعفا عن أهل بغداد جميعِهم، وكان أعداءُ الخليفة يشيرون على السلطان بإحراق بغداد، فلم يفعل، وقال: لا تساوي الدنيا فِعْلَ مِثلِ هذا. وأقام ببغداد إلى رابع شهر ربيع الآخر سنة 521، وحمل الخليفةُ من المال إليه كما استقرت القاعدةُ عليه، وأهدى له سلاحًا وخيلًا وغير ذلك، فمرض السلطان ببغداد، فأشار عليه الأطباء بمفارقتها، فرحل إلى همذان، فلما وصلها عوفيَ.

العام الهجري : 710 العام الميلادي : 1310
تفاصيل الحدث:

بعد أن رجع الناصِرُ محمَّد إلى السلطنة وقَتَل المظَفَّر بيبرس الجاشنكيري، بقِيَ هناك الكثيرُ مِن الأمراء الذين كان يتخَوَّفُ منهم فبدأ بالقَبضِ عليهم فاستدعى من دمشقَ سبعةً من الأمراء واعتقَلَهم وحبَسَهم عنده، وفي مِصرَ قَبَض على أربعةَ عَشرَ أميرًا وحَبَسَهم، ومنهم من قُتِلَ وأُخِذَت إقطاعاته، وقُبض أيضًا على مماليك المظَفَّر بيبرس، ولكِنَّه تَرَكهم رحمة لهم، ثم إنَّه كان يهتَمُّ أكثَرَ شَيء ٍلأمرِ الأمير سيف الدين سلار المغولي الذي كان نائِبَ السلطان بيبرس الجاشنكيري، فهو الذي كان الآمِرَ الناهيَ في الدولة، وهو الذي حَرَّض بيبرسَ على كلِّ الأفعال التي صدرت منه وخاصةً مُصادرة أموال الناصر، وكان سلار قد هرب إلى الشوبك، ثمَّ إنَّه قَرَّر الحضورَ إلى السلطانِ النَّاصر، فلمَّا حضر حبَسَه وبقي محبوسًا شَهرًا حتى مات في سِجنِه جُوعًا وعَطَشًا، وقد استُخرِجَت منه كلُّ أمواله وإقطاعاته، فكانت كثيرة جدًّا بما لا يُحَدُّ ولا يوصَفُ من الذهب والفضَّة والجواهر الثمينة من الياقوت والزمُرُّد واللؤلؤ وغير ذلك من الأموال والأراضي والحيوانات الشيء المهول، ويُذكَرُ أنَّ سلار أصله من المماليك التتار الأويراتية، وصار إلى الملك الصالحِ عليِّ بن قلاوون، وبقِيَ بعد موته في خدمة الملك المنصورِ قلاوون حتى مات، ثم دخل في خدمةِ الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وحَظِي عنده، فلما قُتِلَ حظي عند لاجين لمودَّة كانت بينهما، وترقى إلى أن صار نائِبَ السلطنة بديار مصرَ للسُّلطانِ المظَفَّر بيبرس.

العام الهجري : 1326 العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:

هو المشيرُ محمد رؤوف باشا بن عبدي باشا الجركسي، قائِدُ الجيش العثماني. ولِدَ في استانبول عام 1832م، وتلقَّى علومَه العسكريَّةَ في الأكاديميَّةِ الحربية في استانبول. شارك في المعارِكِ التي جرت في كُلٍّ مِن البوسنة والقَرم تحت قيادة عمر باشا. التحق بمدرسةِ سانت سير الفرنسية العسكرية، ثم التحَقَ بأركان حربِ الجيش العثماني، وحصل على رُتبة الباشوية. تمَّت ترقيته في عام 1869م إلى رتبة مُشير. تولَّى منصب الوالي في كلٍّ من كريت، وإيشكودرا، وكاستامونو، وبغداد، وسيلانيك والبوسنة. أصبح قائدًا عامًّا للجيش العثماني في أثناء حربِ البلقان في عام 1877م، ونجح في هزيمة الصربِ وحلفائِها أمام مدينة بلغراد. ولَمَّا صدر الدستور العثماني الأول عُيِّن وزيرًا للبحرية العثمانية، وقد أُصيب في إحدى المعاركِ التي كان يخوضُها، فاضطُرَّ الأطباءُ إلى بتر ساقه، ولكنَّه تحامل على نفسِه ولم يترك ميدانَ المعركة، وظلَّ مستمرًّا في قيادته للقوات العُثمانية. وقد قُوبِلَت شجاعته بالتقدير والاحترام، فأنعَمَ عليه السلطان بلقب (سِر عسكر) وهو أكبَرُ ألقاب الدولة العثمانية. عَهِد إليه السلطان العثماني بمهمَّة خاصَّة كسفير خاص فوق العادةِ لدى الإمبراطور ألكسندر الثاني قُبَيل عقد مؤتمر برلين. عاد لتولِّي قيادة الجيش العثماني مرةً أخرى، وظلَّ في هذا المنصب الهامِّ إلى أن توفي عن 82 عامًا. وهو جدُّ الوجيه المصري محمد علي رؤوف، زوج الأميرة فائزة شقيقة الملك فاروق ملك مصر السابق.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

وقَّعت الدولةُ العثمانية معاهدةَ سيفر مع الحلفاء بعد هزيمتها في الحربِ العالمية الأولى واحتلالِ معظَمِ أراضيها، في مدينة سيفر الفرنسية، وكانت هذه المعاهدةُ بمثابة المسمار الأخير في نعش الدولة العثمانية وتفكُّكِها ثم انهيارها؛ بسبب شروطها القاسية والمُجحِفة، والتي كانت بدافع النِّقمةِ مِن هزيمة الحُلَفاء في معركة غاليبولي، وضخامة الخسائر التي تكبَّدها الحلفاء على يد القوات العثمانية؛ فقد نصَّت المعاهدة على التالي: أن تكون سوريا وفلسطين وبلاد ما بين النهرين (العراق حاليًّا) دُولًا مستقلَّةً، تتولى الوصايةَ عليها القواتُ المنتدَبة من عُصبةِ الأمم. تَخلِّي الدولةِ العثمانية عن كلِّ سلطاتها الإقليمية في شمال إفريقيا. تخلِّي الدولة العثمانية عن تراقيا الشرقية لليونان، على أن تكون سميرنا (أزمير حاليًّا) والإقليم الأيوني تحت حكمِ اليونان لمدة خمس سنوات. الاعترافُ باستقلال أرمينيا، ويُضمُّ إليها جزءٌ كبير من شرق تركيا. منحُ حريةِ الملاحة في كلِّ المياه التي حول الدولة العثمانية لسفن جميع الدول. تقلُّصُ القوات التركية المسلَّحة إلى قوة شرطة فقط. هيَّأت معاهدةُ سيفر أن يكون الاقتصادُ التركي محكومًا من قِبَل لجنةٍ للحلفاء. وكان من النتائج المباشِرة لتلك الاتفاقية سقوطُ هيبة الدولة العثمانية، وكانت الضربةُ قبل الأخيرة في إلغائِها؛ حيث وقَّعت الحكومة العثمانية هذه المعاهدةَ، فكانت خسارة فادحة للاتحاديين الأتراك لذلك لم يُقِرُّوها، بينما كانت نصرًا لمصطفى كمال الذي أطاح بالحكومة العثمانية الضعيفة، وأقام كيانًا تركيًّا علمانيًّا مستقلًّا، عاصمته أنقرة.

العام الهجري : 1365 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:

بَقِيَت ألبانيا تحت الاحتلالِ الإيطالي نحو أربع سنوات، ثم وقَعَت تحت الاحتلال الألماني، لكِنَّها ما لبثت أن انسحبت منها بعد عام واحد، وكانت الهزائِمُ قد توالت عليها، ولم تجد مفرًّا من تَرْك ألبانيا؛ فتسَلَّم الحكمَ فيها جبهةُ التحرير القومية بقيادة الشيوعيين، وكانت هذه الجبهةُ قد تأسَّست في سنة 1360هـ / 1941م، وقادت حركةَ المقاومة ضِدَّ الغزو الإيطالي والألماني. ولما وضعت الحربُ أوزارَها، وعاد الهدوء إلى ألبانيا؛ أُجريت انتخاباتٌ في سنة 1365هـ أسفرت عن فوز "أنور خوجا" زعيم الحزب الشيوعي الألباني، وأُعلِنَت ألبانيا جمهوريةً شعبية. حكم خوجا بلادَه بالحديد والنار، وفَرَض عليها عزلةً صارمة. وحارب الأديانَ كُلَّها، وأصدر على مدارِ سنواتِ حُكمِه العديدَ من القرارات التي هدفت إلى تجريم ممارسة الشعائر الدينية، وإلى تحويل المساجِدِ إلى متاحفَ ومخازن ومتاجر ومراقِصَ!! وظل أنور خوجا يحكُمُ ألبانيا إحدى وأربعين سنة حتى تُوفي في 20 رجب 1405هـ / 11 إبريل 1985م، عن عمر يناهز السابعة والسبعين، وخلفه "رافر عليا" الذي قام بعددٍ من الإصلاحات، بعد أن هبَّت رياح الحرية في أوربا الشرقية، وشَمِلَت هذه الإصلاحات التي قام بها رفعَ القيود على ممارسة الألبان لشعائِرِهم الدينية، وإعادة فتحِ المساجدِ التي أُغلِقَت من قَبلُ، والموافقة على حرية السفر، والاعتراف بحقِّ كُلِّ مواطن في الحصول على جواز سفر. واتجهت ألبانيا بعد ذلك إلى الانفتاحِ على أوربا والتقارب مع دولها، ورفع القيود عن الاستعمار الأجنبي، وإنهاء الحظر على التعددية الحزبية.

العام الهجري : 1376 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1956
تفاصيل الحدث:

بعد أن قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، ورفضت فرنسا وإنجلترا دفعَ الرسوم على سُفُنِها، وتم الاتفاق مع ثمانية دول أخرى كلُّها من المنتفعين بالقناة؛ تم الاتفاق بينهم على إنشاء هيئةٍ عُرِفَت بهيئة المنتفعين؛ بهدف تولي إدارة القناة مع اعترافهم بسيادة مصر عليها، وأصدر مجلِسُ الأمن قراراتٍ أخرى قبلتها مصر إلَّا أن فرنسا وإنجلترا أصرَّتا على قرار هيئة المنتفعين، وبدأ الاستعدادُ بين هذه الدول بالإضافة إلى إسرائيل على عملٍ عسكري ضِدَّ مصر، وفي يوم 25 ربيع الأول 1376هـ / 29 أكتوبر من يوم الاثنين قامت إسرائيلُ بالهجوم على سيناء وأنزلت المظليين عند ممر متلا، وأرسلت إنجلترا وفرنسا إنذارًا لكل من مصر وإسرائيل بسَحبِ قوَّاتِهما بعيدًا عن القناة بما لا يقِلُّ عن عشرة أميال، وأن قوات فرنسا وإنجلترا ستحتَلُّ النقاط الرئيسة في كلٍّ من بور سعيد والإسماعيلية والسويس لضمان الملاحة بالقناة لجميع سفُنِ العالم، فانسحبت القواتُ المصرية من سيناء وبدأت الغاراتُ على القاهرة، واستمَرَّت يومين، ودمَّرت الطائراتِ المصريةَ بضربة واحدةٍ! كما ازدادت الغاراتُ على بورسعيد، فتقرر الانسحاب منها، وبعد أن توقَّف إطلاقُ النار وانسحبت فرنسا وإنجلترا في جمادى الأولى 1376هـ / 23 ديسمبر، وبعد ثلاثة أشهر انسحبت إسرائيل ولكن بَقِيَت قوة دولية في شرم الشيخ كي تتمكَّن إسرائيل من الملاحة في خليج العقبة، والانطلاق منه إلى البحر الأحمر فشرقي إفريقيا وجنوبي آسيا وشرقيها.