الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 666 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 843 العام الميلادي : 1439
تفاصيل الحدث:

جرت حروب بأفريقية من بلاد المغرب، وذلك أنه لما مات أبو فارس عبد العزيز، وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبى عبد الله، ولى عمه أبا الحسن على بن أبي فارس بجاية وأعمالها، فلما مات المنتصر، وقام من بعده أخوه أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله، امتنع عمه أبو الحسن من مبايعته، ورأى أنه أحق منه، ووافقه فقيه بجاية منصور بن علي بن عثمان وله عصبة وقوة، فاستبد بأمر بجاية وأعمالها، فسار أبو عمرو من تونس في جمع كبير لقتاله، فالتقيا قريبًا من تبسة وتحاربا، فانهزم أبو الحسن إلى بجاية، ورجع أبو عمرو إلى تونس، ثم خرج أبو الحسن من بجاية، وضم إليه عبد الله بن صخر من شيوخ إفريقية، ونزل بقسنطينة وحصرها وقاتل أهلها مدة، فسار إليه أبو عمرو من تونس في جمع كبير، فلما قرب منه سار أبو الحسن عائدًا إلى جهة بجاية، فتبعه أبو عمرو حتى لقيه وقاتله، فانهزم أبو عمرو بعدما قتل أبو الحسن عدةً من أصحابه، وعاد كل منهما إلى بلده، فلما كان في هذه السنة أعمل أبو عمرو الحيلةَ في قتل عبد الله بن صخر حتى قتله، وحُمِل رأسه إليه بتونس، ففَتَّ ذلك في عضد أبي الحسن، ثم جهز أبو عمرو العساكر من تونس في إثر ذلك، فنازلت العساكر بجاية عدة أيام، حتى خرج الفقيه منصور بن علي إلى قائد العسكر، وعقد معه الصلح ودخل به إلى بجاية، وعبر الجامع وقد اجتمع به الأعيان، وجاء أبو الحسن ووافق على الصلح، وأن تكون الخطبة لأبي عمرو، ويكون هو ببجاية في طاعته، وترجع العساكر عن بجاية إلى تونس، فلما تم عقد الصلح أقيمت الخطة باسم أبي عمرو، وعادت العساكر تريد تونس، فبلغهم أن أبا عمرو خرج من تونس نحوهم لقتال أبي الحسن، فأقاموا حتى وافاهم، ووقف على ما كان من أمر الصلح، فرضي به، وأخذ في العود إلى جهة تونس، فورد عليه الخبر بأن أبا الحسن خاف على نفسه من أهل بجاية، فخرج ليلًا حتى نزل جبل عجيسة، فأقر عساكرَه حيث ورد عليه الخبر، وسار جريدة في ثقاته، ودخل مدينة بجاية، فسُرَّ أهلها بقدومه، وزينوا البلد، فرتب أحوالها واستخلف بها أصحابه، وعاد إلى معسكره، واستدعي شيوخ عجيسة، فأتاه طائفة منهم فأرادهم على تسليم أبى الحسن إليه، وبذل لهم المال، فأبوا أن يسلموه، فتركهم وعاد إلى تونس، فكثُرَ جمع أبي الحسن بالجبل، وأقام به مدة، ثم خاف من عجيسة أن تغدر به، ولم يأمنهم على نفسه، فسار ونزل جبل عياض قريبًا من الصحراء.

العام الهجري : 1348 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

اندلعت في فلسطينَ ثورةٌ مَعروفةٌ باسم حائط البراق في 15 أغسطس من هذا العامِ، لكِنَّ إرهاصاتها تعودُ إلى نحو 12 شهرًا سابقة على هذا التاريخ مع وقوعِ عَدَدٍ من المواجهات بين الفلسطينيين واليهود في القدس؛ بسبب حائط البُراق -الحائط الغربي للمسجد الأقصى- الذي أطلق عليه اليهودُ اسمَ حائط المَبكى، وذلك بعد أن انعقد المؤتمرُ الصهيوني العالمي في السادس عشر في مدينة زيورخ السويسرية في صيف 1928م، وخرج "الحزب الإصلاحي" بزعامة الصهيوني المتطرف "زئيف جابوتنسكي" من المؤتمر بأجندة جديدة داعيًا اليهود في فلسطين إلى التسلُّحِ وسلوكِ طَريقِ العُنفِ واستخدام القوَّة لتحقيق أهدافهم. ثمَّ خرجت مُظاهراتٌ يهودية يوم 15 أغسطس 1928م حتى الحَرَم القدسي الشريف انتهت إلى "حائط البراق" وقام اليهود برفع العلم اليهودي على الحائط رافعينَ شِعارًا يقول: "الحائط حائطنا" مُنشِدين الأناشيد اليهودية. وكان القائِدُ العسكري البريطاني الميجور "ساندرس" قد بدأ بتوزيع السلاحِ على اليهود في فلسطين وتجنيدِ بَعضِهم في الفِرَق النظامية للجيش البريطاني باعتبارهم من الرعايا البريطانيين، أي: من حاملي الجنسية الإنجليزية. إلى أن كان يوم 15 أغسطس هذا العامَ؛ حيث كان اليهود يحتفلون بعيد الغُفران، فقامت منظمة "بيتار" الصهيونية المتطرِّفة بزعامة "يوسف ترمبلدور" بتنظيم مظاهرة للاستيلاء على الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف بحُجَّة أنَّه من بقايا هيكل سليمان، فاندلعت الثورة في "القدس" أولًا، ثم في عموم فلسطين بعد ذلك؛ حيث اجتاحت الاشتباكاتُ مُدُنَ "الخليل" و"عكا" و"حيفا" و"يافا" و"صفد" و"بيسان" وغيرها من مدن فلسطين. وبعد عدَّةِ أيام من الاشتباكات المتفرِّقة بين العرب من جهة وبين اليهود وقوات الاحتلال البريطاني الموجودة في فلسطين من جهة أخرى بدأت ثورةُ البراق تتَّخِذُ طابعًا أكثر تنظيمًا؛ ففي يوم 20 أغسطس 1929م قامت معركةٌ عنيفة عند ممرِّ البراق في بيت المقدِسِ لم يتمكَّن البوليس البريطاني من إنهائِها إلا بعد مشقة بالغة. وجدد الفلسطينيون هجومَهم في القدس وفي أنحاءٍ مختلفة من فلسطين خاصةً على المجموعات المسلَّحة من اليهود، استمَرَّت طيلةَ يوم 23 أغسطس جُرِحَ خلالها 107 من الجانبين، وخَسِرَ اليهود 28 قتيلًا، وقُتِل 13 من العرب، وكانت هذه المعركة تدور في مدينة القدس من شارع إلى شارعٍ، ومن ركن إلى ركن. ومع سَرَيان أنباء الثورةِ في عموم فلسطين قامت معركةٌ أخرى في مدينة الخليل جنوبيَّ القدس؛ حيث أُعلِنَ رسميًّا عن مصرع ستين يهوديًّا وإصابة خمسين آخرين، وهوجِمَت مراكز البوليس البريطانية، ونَشَبت معركةٌ جديدة في ضواحي الخليل. وفي صفد نشبت معركةٌ أخرى في نفس يوم معركة مدينة الخليل استمَرَّت لساعات طويلة جُرِحَ خلالها 28 يهوديًّا وقُتِل تسعة آخرون. وفي توثيق الكاتب "عيسى السفري" لأحداث ثورة البراق في فلسطين -كما عاصرها- يقول: "إن الثورة استمَرَّت 15 يومًا، قُتِلَ وجُرِحَ خلالها 472 يهوديًّا".

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

بعد أن توقَّف زحفُ الجيش السعودي على اليمن بقيادة الأمير سعود والأمير فيصل، استدعى الملكُ عبد العزيز عبدَ اللهِ ابنَ الوزير إلى الطائِفِ، وأطلَعَه على برقية الإمام يحيى -التي أرسلها بعد انهيار قوات جيشه- ثمَّ أملى الملك عبد العزيز على ابن الوزير ومن حضر من المستشارين السعوديين فقراتٍ أشبَهَ بالمواد التي تُبنى عليها معاهدةٌ للصلح، فتولى المستشارون وابن الوزير صياغتَها، فكانت معاهدة الطائف، ثم جرى توقيعها في جدة -بعد أن اطَّلع الإمامُ يحيى على نصها- في 6 صفر 1353ه - 21/ 5/ 1934م. على أن تكون الحُديدة لليمن، وجازان ونجران وعسير وتوابعها للسعودية، وقد وقَّعه نيابةً عن الملك عبد العزيز ابنُه الأمير خالد بن عبد العزيز، ونيابة عن الإمام يحيى عبدُ الله بن أحمد الوزير، وقد نصت المعاهدة على 23 مادة وملحق فيه خمس مواد، وممَّا ورد في هذه المعاهدة:
1/ تنتهي حالة الحرب القائمة بين البلدين بمجرَّد توقيع المعاهدة، وتنشأ فورًا بينهما حالةُ سلم دائم وصداقة وطيدة، وأُخوَّة إسلامية عربية دائمة.
2/ يعترف كل منهما للآخر باستقلالِ كُلٍّ من المملكتين استقلالًا تامًّا مطلقًا، ويُسقِطُ كلٌّ منهما أيَّ حَقٍّ يدعيه في قسم أو أقسام من بلاد آخر خارج الحدود القطعية المبينة في صلب هذه المعاهدة.
3/ خطُّ الحدود الذي يفصل بين بلاد كلٍّ مِن الفريقين المتعاقدين موضَّحٌ بالتفصيل الكافي كما هو في نص المعاهدة، ويعتبر هذا الخط حدًّا فاصلا قطعيًّا بين البلاد التي تخضع لكل منهما.
4/ نظرًا لرغبة الفريقين في دوام السلم والطمأنينة يتعهدان تعهدًا متقابلًا بعدم إحداث أي بناء لحصون في مسافة خمسة كيلومترات في كل جانب من جانبي الحدود في كل المواقع والجهات على طول خط الحدود.
5/ يتعهَّدُ كل من الفريقين بأن يسحب جندَه فورًا عن البلاد التي أصبحت بموجِبِ هذه المعاهدة تابعة للفريق الآخر، مع صون الأهلين والجند عن كل ضرر.
6/ يتعهد كل من الفريقين بأن يمنع كُلٌّ منهما أهاليَ مملكته عن كلِّ ضَررٍ وعدوان على أهالي المملكة الأخرى في كل جهةٍ وطريق، وبأن يمنعَ الغزوَ بين أهل البوادي من الطرفين، ويَرُدَّ كلَّ ما ثبت أخذه بالتحقيق الشرعي من بعد إبرام هذه المعاهدة، وضمان ما تَلَف وبما يلزم بالشَّرعِ فيما وقعَ من جناية قَتلٍ أو جرحٍ، بالعقوبة الحاسمة على من ثبت منهم العدوان.
7/ يتعهد كل من الفريقين تعهدًا متقابلًا بأن يمتنعا عن الرجوع للقوة لحلِّ المشكلات بينهما، وبأن يعملا جهدَهما لحلِّ ما يمكنُ أن ينشأ بينهما من الاختلاف، سواء كانت سببه ومنشؤه هذه المعاهدة، أو تفسير كل أو بعض موادها، أم كان ناشئًا عن أي سبب آخر بالمراجعات الودِّية.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

أوَّلُ ما غَزا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الأَبْواءَ ثمَّ بُواطَ ثمَّ العُشَيْرَةَ. وهي قريةٌ مِن عَمَلِ الفُرْعِ، بينها وبين الجُحْفَةِ مِن جِهَةِ المدينةِ ثلاثةٌ وعِشرون مِيلًا. قِيلَ سُمِّيتْ بذلك لِما كان فيها مِنَ الوَباءِ، وهي غَزوةُ وَدَّانَ بِتَشديدِ الدَّالِ، قال إسحاقُ: خرج النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم غازِيًا بِنَفْسِهِ حتَّى انتَهى إلى وَدَّانَ، وهي الأَبْواءُ. خرج مِنَ المدينةِ على رأسِ اثنيْ عشرَ شهرًا مِن مَقْدَمِهِ المدينةَ يُريدُ قُريشًا، فَوادَعَ بني ضَمْرَةَ بنِ بكرِ بنِ عبدِ مَناةَ، مِن كِنانةَ، وادَعَهُ رَئيسُهم مَجْدِيُّ بنُ عَمرٍو الضَّمْريُّ، ورجع بغيرِ قِتالٍ. وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد استعمل على المدينةِ سعدَ بنَ عُبادةَ. وقِيلَ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا وصل إلى الأَبْواءِ بعَث عُبيدةَ بنَ الحارثِ في سِتِّينَ رجلًا فَلَقوا جمعًا مِن قُريشٍ فتَراموا بالنَّبْلِ، فَرَمى سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ بِسَهمٍ، وكان أوَّلَ مَن رَمى بِسَهمٍ في سَبيلِ الله.

العام الهجري : 60 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 680
تفاصيل الحدث:

بِمُجَرَّد وَفاةِ مُعاوِيَة بن أبي سُفيان سارَع زُعماءُ الكوفَة بالكِتابةِ إلى الحُسين بن عَلِيٍّ رضي الله عنه، وطلبوا منه المَسيرَ إليهم على وَجْهِ السُّرعةِ, فلمَّا تَواتَرت الكُتُبُ إليه مِن جِهَةِ أهل العِراق, وتَكرَّرت الرُّسُلُ بينهم وبينه, وجاءَهُ كِتابُ مُسلِم بن عَقِيلَ بالقُدومِ عليه بأَهْلِه, ثمَّ وقَع في غُبونِ ذلك ما وقَع مِن قَتْلِ مُسلمِ بن عَقِيلَ والحُسينُ لا يَعلَم بشيء مِن ذلك, فعزَم على المَسيرِ إليهم, والقُدومِ عليهم, فاتَّفَق خُروجُه مِن مكَّة أيَّام التَّرويَةِ قبلَ مَقتَلِ مُسلِم بيومٍ واحدٍ, فإنَّ مُسلِمًا قُتِلَ يومَ عَرفَة, ولمَّا اسْتَشعر النَّاسُ خُروجَه أشْفَقوا عليه مِن ذلك, وحَذَّروهُ منه, وأشار عليه ذوو الرَّأي منهم والمَحَبَّةِ له بعَدمِ الخُروجِ إلى العِراق, وأَمَروهُ بالمُقامِ بمكَّة, وذَكَّروهُ ما جَرى لأبيه وأخيه معهم, وكان ممَّن نَهاهُ عن الخُروجِ عبدُ الله بن عبَّاس، وعبدُ الله بن عُمَر، وعبدُ الله بن الزُّبيرِ، وأبو سعيدٍ الخُدريُّ, إلَّا أنَّه أَصَرَّ على الخُروجِ إلى الكوفَة.

العام الهجري : 211 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 826
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ السري أميرُ مصرَ للمأمونِ، وليَ بعدَه ابنُه عُبيدالله، ولَّاه الجُندُ وبايعوه، ثم حدَّثَته نفسُه الخروجَ عن طاعة المأمونِ وجَمَع وحَشَد، فبلغ المأمونَ ذلك وطلب عبدَ الله بنَ طاهرٍ لقتالِه وقتالِ الخوارج بمصرَ، فسار إليه ابنُ طاهر فتهَّيأ عُبيد الله بن السري لحَربِه وعبَّأ جيوشَه وحفَرَ خندقًا عليه، ثم تقدَّم بعساكِرِه إلى خارج مصرَ والتقى مع عبد اللهِ بنِ طاهر وتقاتلا قتالًا شديدًا، وثبت كلٌّ من الفريقينِ ساعةً كبيرةً حتى كانت الهزيمةُ على عُبيد الله بن السري أميرِ مصر، وانهزم إلى جهةِ مِصرَ، وتَبِعَه عبد الله بن طاهر بعساكِرِه فحاصره عبدُ الله بن طاهر وضيَّقَ عليه حتى أباده وأشرف على الهلاكِ، فطلب عُبيد الله بن السري الأمانَ مِن عبد الله بن طاهر بشُروطِه، فأمَّنَه عبدُ الله بن طاهر بعد أمورٍ صَدَرت، فخرج إليه عُبيد الله بن السري بالأمانِ، وبذل إليه أموالًا كثيرةً، وأذعن له وسلَّمَ إليه الأمرَ.

العام الهجري : 247 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 862
تفاصيل الحدث:

هو أميرُ المؤمنينَ أبو الفضلِ بنِ المعتَصِم بالله محمَّد بن هارون الرَّشيد القُرَشي العبَّاسي البغدادي. ولِدَ سنةَ خَمسٍ ومائتين، وبويعَ في ذي الحِجَّة سنةَ اثنتينِ وثلاثين بعد الواثقِ, وتلقَّبَ بالمتوكِّل على الله. وكان أسمَرَ مليحَ العينينِ، نحيفَ الجِسمِ خفيفَ العارِضَينِ، إلى القِصَرِ أقرَب. وأمُّه أمُّ ولد اسمُها: شجاع. قال خليفة: "استُخلِفَ المتوكِّلُ، فأظهرَ السُّنَّةَ وعَمِلَ بها في مجلِسِه، وكتبَ إلى الآفاقِ برَفعِ المحنةِ؛ خلْق القرآنِ، وإظهارِ السُّنَّة وبَسْطِها ونصرِ أهلِها"، كان إبراهيمُ بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاءُ ثلاثة: "أبو بكرٍ الصِّديقُ يومَ الرِّدَّة، وعمرُ بنُ عبد العزيز في رَدِّ مظالمِ بني أميَّة، والمتوكِّلُ في محوِ البِدَع وإظهارِ السُّنَّة". وقد قِدَمَ المتوكِّلُ دمشقَ في صفر سنة أربع وأربعين، وعزم على المُقام بها وأعجَبَته، ونقل دواوينَ المُلك إليها. وأمرَ بالبناء بها. وأمر للأتراكِ بما أرضاهم من الأموالِ، وبنى قصرًا كبيرًا بداريَّا من جهة المزَّة، لكنَّه عاد إلى سامرَّا, وقد قتله ابنُه المنتصِرُ بعد أن تآمرَ مع الأتراكِ على قَتلِه.

العام الهجري : 489 العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

دَعا البابا أوربان الثاني إلى حَربٍ صَليبيَّةٍ ضِدَّ المسلمين واستَجابَ أُمراءُ أوربا لهذا النِّداءِ فأَوقَفوا الحُروبَ بينهم وأَعَدُّوا حَملَةً صَليبيَّةً مُنَظَّمَةً اشتَركَ فيها الدوق جودفري بويون أَميرُ مُقاطَعَةِ اللورين السُّفلَى، وأَخوهُ بودوان، وريمون أَميرُ تولوز، وبروفانس وبوهمند النورماندي أَميرُ تارانت، وابنُ أُختِه تانكرد، وروبير أَميرُ نورماندي وهو ابنُ وليم الفاتح، وصِهرُه اتيان أَميرُ مُقاطَعةِ بلوا وشارتر، وبَدَأوا بالمَسيرِ من مَدينةِ كولونيا إلى بِلادِ البَلقان. ونُفوسُهم تَسمُوا للوُصولِ للشامِ ثم بَيتِ المَقدِس مَسجِدِ أَنبِيائِهِم ومَطلَعِ دِينِهم، فتَتابَعوا إليه نِهايةَ القَرنِ الخامس الهِجريِّ، وتَواثَبوا على أَمصارِ الشامِ وحُصونِه وسَواحِلِه. ويُقال: "إنَّ المُستَنصِرَ العُبيديَّ هو الذي دَعاهُم لذلك وحَرَّضَهم عليه لِمَا رَجَى فيه مِن اشتِغالِ مُلوكِ السَّلجوقيَّةِ بأَمرِهِم، وإقامَتِهم سَدًّا بينه وبينهم عندما سَمَوا إلى مُلْكِ الشامِ ومصر" وقد ذَكَرَ السيوطيُّ في تاريخِ الخُلفاءِ: "أن صاحِبَ مصر لمَّا رأى قُوَّةَ السَّلجوقيَّةِ واستِيلائِهِم على الشامِ كاتَبَ الفِرنجَ يَدعوهُم إلى المَجيءِ إلى الشامِ لِيَملكُوها، وكَثُرَ النَّفيرُ على الفِرنجِ مِن كُلِّ جِهَةٍ"

العام الهجري : 610 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1213
تفاصيل الحدث:

هو شمسُ الدين إيدغمش صاحب همذان وأصبهان والري. كان قد تمكن وعَظُم أمرُه، وبَعُد صيتُه، وكثُرَ جَيشُه إلى أن حصر ابن أستاذه أبا بكر بن البهلوان صاحب أذربيجان، فلما كان في سنة ثمان وستمائة خرج عليه أحدُ مماليكه اسمه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليكُ البهلوانية. فهرب أيدغمش سنة ثمانٍ إلى بغداد وأقام بها، فأنعم عليه الخليفةُ، وشَرَّفه بالخِلَع، ثمَّ سَيَّرَه إلى همذان، فسار إيدغمش في جمادى الآخرة عن بغداد قاصدًا همذان، فوصل إلى بلاد سليمان بن ترجم واجتمعا، وأقام ينتظر وصولَ عساكر بغداد إليه ليسيرَ معه على قاعدة استقَرَّت بينهم، وكان الخليفة قد عزل ابن ترجم عن الإمارة على عشيرته من التركمان الإيوانية، وولى أخاه الأصغر، فأرسل ابن ترجم إلى منكلي يعَرِّفُه بحال إيدغمش، ومضى هو على وجهِه، فأرسل منكلي من أخَذَه وقَتَلَه، وحمل رأسَه إليه، وتفَرَّق أصحاب إيدغمش في البلاد، ووصل الخبَرُ بقتله إلى بغداد، فعظُم ذلك على الخليفة، وأرسلَ إلى منكلي ينكِرُ عليه ما فعل، فأجاب جوابًا شديدًا، وتمكَّن من البلاد، وقَوَيَ أمرُه، وكثرت جموعُ عساكِرِه.

العام الهجري : 639 العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

قام أبو زكريا الحفصي على رأس حملةٍ ضَخمةٍ قَدَّرَها بعض المؤرخين بستين ألف مقاتل، فدخل تلمسان، وأجبر واليها يغمراسن على الدخول في طاعتِه، والخُطبةِ باسمه، كما أدخل في طاعتِه القبائِلَ العربية والبربريَّة في المناطق المحيطة. وكان من أثر ازدياد قُوَّته واتساع نفوذه أن هادنه بنو مرين في المغرب الأقصى، وأقيمت الخطبةُ باسمه في عددٍ كبيرٍ مِن بلاد الأندلس التي لم تقع في براثن الأسبانِ، واحتفظت بحرِّيَّتها واستقلالها مثل: بلنسية، وإشبيلية، وشريش، وغرناطة, وبسبب هذه البيعات التي انثالت على أبي زكريا من سائر الجهاتِ وحَدَّثَته نفسه بالتوثُّب على كرسي خلافةِ الموحِّدين بمراكش وغَصَّ بنو عبد المؤمن بمكانه وعَظُم عليهم استبدادُه ثم طَمَعُه في كرسيِّهم، وقرارة عزهم مع أنه ما كان إلا جدولًا مِن بَحرِهم وفرعًا من دوحتِهم، والأمر كله لله. وأصبحت الدولة الحفصيَّة التي قام عليها مرهوبةَ الجانب، تسعى الدول الأوروبية إلى كسب وُدِّها، خاصةً التي تربطها بها مصالحُ اقتصاديَّةٌ وسياسية، فعقد مع البندقية، وبيزة، وجنوة معاهدات صداقة وسلامة. وقد ظلَّ أبو زكريا متوفرًا على شؤون الدولة حتى توفي سنة 647.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

لما حلف الأمراء والأجناد واستقرت القاعدة على تملُّك شجرة الدر، نَدَب الأميرُ حسام الدين محمد بن أبي علي للكلامِ مع الملك لويس التاسع في تسليمِ دمياط، فجرى بينه وبين الملك مفاوضاتٌ ومحاورات ومراجعات، آلت إلى أن وقع الاتفاقُ على تسليمها من الفرنجِ، وأن يخلى عنه ليذهَبَ إلى بلاده، بعدما يؤدِّي نصفَ ما عليه من المالِ المقَرَّر، فبعث الملك الفرنسي إلى من بها من الفرنجِ يأمُرُهم بتسليمِها، فأبوا وعاوَدَهم مرارًا، إلى أن دخل العَلَمُ الإسلاميُّ إليها، في يوم الجمعة لثلاث مضينَ مِن صفر، ورفع على السُّورِ وأُعلِنَ بكلمة الإسلام وشهادةِ الحَقِّ، فكانت مدةُ استيلاء الفرنج عليها أحد عشر شَهرًا وتسعة أيام، وأُفرِجَ عن الملك لويس التاسع، بعدما فدى نفسَه بأربعمائة ألف دينار، وأفرج عن أخيه وزوجته ومن بقي من أصحابِه، وسائر الأسرى الذين بمصر والقاهرة، ممَّن أُسِرَ في هذه الواقعة، ومن أيام العادل والكامِلِ والصالح وكانت عِدَّتُهم اثني عشر ألف أسير ومائة أسير وعشر أسارى، وساروا إلى البر الغربي، ثم ركبوا البحرَ في يوم السبت تاليه، وأقلَعوا إلى جهة عكَّا.

العام الهجري : 659 العام الميلادي : 1260
تفاصيل الحدث:

أغار التتارُ على حلَب فلَقِيَهم صاحِبُها حسامُ الدين العزيزي، والمنصورُ صاحِبُ حماة، والأشرَفُ صاحِبُ حمص، وكانت الوَقعةُ شماليَّ حِمصَ قَريبًا من قَبرِ خالد بن الوليدِ، والتتار في ستة آلاف، والمسلمون في ألف وأربعمائة، فهزمهم الله عز وجل، وقتل المسلمونَ أكثَرَهم، فرجع التتار إلى حلب فحصروها أربعةَ أشهُر وضيَّقوا عليها الأقوات، وقَتَلوا من الغرباء خلقًا صبرًا، والجيوش الذين كسروهم على حمص مُقيمونَ لم يرجعوا إلى حلب بل ساقوا إلى مِصرَ، فتلقاهم الملك الظاهِرُ في أبَّهة السلطنة وأحسنَ إليهم، وبَقِيَت حلب محاصرة لا ناصِرَ لها في هذه المدة، ولكن سلم الله سبحانه وتعالى بتجهيز الظاهرِ بيبرس جيشًا إلى حلب ليطرُدَ التتار عنها، فلما وصل الجيشُ إلى غزة كتب الفرنجُ إلى التتار ينذِرونَهم، فرحلوا عنها مسرعينَ واستولى على حلب جماعةٌ من أهلها، فصادروا ونهبوا وبلغوا أغراضَهم، وقَدِمَ إليهم الجيش الظاهري فأزال ذلك كُلَّه، وصادروا أهلَها بألف ألف وستمائة ألف، ثم قَدِمَ الأمير شمس الدين آقوش التركي من جهة الظاهرِ فتسلم البلد فقطع ووصَل، وحكَمَ وعَدَل.

العام الهجري : 806 العام الميلادي : 1403
تفاصيل الحدث:

بعد أن توفي السلطان بايزيد الأول في الأَسْر, وكان أولاده الذين هربوا من المعركة كل منهم ولى إلى جهة، فلما سار تيمورلنك عن الأناضول عادت مجزَّأة كما كانت قبل أن يوحِّدها العثمانيون وأعلنت الإمارات الأوربية استقلالها لما رأت ما حلَّ بالعثمانيين من قِبَل تيمورلنك، فأعلن البلغار والصرب والأفلاق استقلالهم، واختلف أولاد السلطان بايزيد فزاد الضعف؛ فاستقل سليمان بن بايزيد في أدرنة والمناطق العثمانية في أوروبا تابعة له، وعقد حلفًا مع إمبراطور بيزنطة عمانويل الثاني وتنازل له عن مدينة سلانيك وعن سواحل البحر الأسود ليساعده على إخوته كما تزوج إحدى قريباته، أما عيسى بن بايزيد فقد كان مختبئًا بجهات بورصا، فلما علم بوفاة أبيه أعلن سلطنته على بورصا وساعده كبير قادة بني عثمان ديمور طاش، وأما محمد بن بايزيد فكان مخبؤه في أواسط الأناضول، فلما رأى أن ضغط التتار قد خفَّ جمع جموعه وانطلق محاربًا التتار فتمكن من أخذ مدينة توقات وأماسيا فقوي أمره واستطاع أن يخلص أخاه موسى من الأسر؛ حيث كان أُسِرَ مع أبيه عند تيمورلنك، ثم إن الإخوة بدأ بعضهم يقاتل بعضًا.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

قُرئ مرسوم السلطان الأشرف برسباي بمكة المشرفة في الملأ بمنْعِ الباعة من بَسطِ البضائع أيام الموسم في المسجد الحرام، ومِن ضَرْبِ الناسِ الخيامَ بالمسجد الحرام على مصاطبه وأمامها، ومن تحويل المنبر في يوم الجمعة والعيدين من مكانه إلى جانب الكعبة حتى يُسنَدَ إليها، فأُمِرَ أن يُتركَ مكانَه مُسامتًا لمقام إبراهيم الخليل عليه السلام، ويَخطُبَ الخطيب عليه هناك، وأمر أن تُسَدَّ أبواب المسجد بعد انقضاء الموسم إلا أربعة أبواب، من كل جهة باب واحد، وأن تُسَدَّ الأبواب الشارعة من البيوت إلى سطح المسجد، فامتُثِلَ جميع ذلك؛ أما منع الباعة بالحرم فكان من أكبر المصالح والمعروف؛ فإنه كان يقوم الشخص في طوافه وعبادته وأُذنُه ملأى من صياح الباعة والغوغاء من كثرة ازدحام الشراة، وأما نَصبُ الخيام فكان من أكبر القبائحِ، فإنه قيل: إن بعض الناس كان إذا نصب خيامَه بالمسجد الحرام نصب به أيضًا بيت الراحة وحفر له حُفرةً بالحرم، وفي هذا كفاية! وأما تحويل المنبر فإنه قيل للسلطان إن المنبر في غاية ما يكون من الثِّقلِ، وأنه كلما أُلصق بالبيت الشريف انزعج منه وتصدع، فمُنِعَ بسبب ذلك.

العام الهجري : 1223 العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

بعث الإمامُ سعود سَريَّةً قليلة إلى عمان لتعَلِّمَ أهلها فرائض الدين والاطلاع على أحوالهم, فلما وصلوا هناك فغذا قيسُ بن أحمد المسمى ابن الإمام رئيس سحار وجميع باطنة عمان وابن أخيه سعيد بن سلطان رئيس مسقط ومعهم من الجنود نحو عشرة آلاف رجل سائرين على النواحي التي تليهم من رعية الإمام سعود، الذين كان يرأسُهم من جهة سعود سلطانُ بن صقر بن راشد صاحِبُ رأس الخيمة، فأرسل إلى من يليه من أهل عُمان، فاجتمع عنده نحو ثلاثة آلاف رجل, فالتقى الجمعان: جمعُ قيس وجمع سلطان عند خوير بين الباطنة ورأس الخيمة، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فانهزم جمعُ قيس هزيمةً شنيعةً وقُتِلَ قيس وهلك من قومِه خَلقٌ كثير بين القتل والغرق في البحر, ثمَّ بعد هذه الوقعة أرسل ابن قيس إلى الإمام سعود وسلطان بن صقر، وطلبَ المبايعةَ على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وبايع على ذلك وبذل مالًا كثيرًا وشوكةً من الحرب, وصار جميعُ عمان تحت ولاية الإمام سعود