الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.023 )

العام الهجري : 175 العام الميلادي : 791
تفاصيل الحدث:

أخذ الرَّشيدُ بولاية العهدِ مِن بعده لولَدِه محمَّد بن زبيدة وسمَّاه الأمين، وعمُرُه إذ ذاك خمسُ سنين، وقد كان الرشيد يتوسَّمُ النجابةَ والرَّجاحة في عبد الله المأمون، ويقول: والله، إنَّ فيه حزمَ المنصور، ونُسُك المهديِّ، وعِزَّة نفسِ الهادي، ولو شئتُ أن أقولَ الرابعةَ مني لقُلتُ، وإني لأقَدِّمُ محمَّد بن زبيدة، وإنِّي لأعلَمُ أنَّه مُتَّبِعٌ هواه، ولكن لا أستطيعُ غيرَ ذلك، ثمَّ لَمَّا حج علَّقَ هذا الكتاب في جوفِ الكعبة، كنوعٍ مِن التثبيتِ لهذا العهدِ، فلا يستجرئُ أحدٌ على نقضِه.

العام الهجري : 686 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1287
تفاصيل الحدث:

أُمطِرَت المدينةُ النبويَّةُ في ليلة الرابع من المحرم مطرًا عظيمًا فوكَفَت سقوفُ المسجِدِ النبوي والحُجرة الشريفة، وخَربت عدَّةُ دُورٍ وتَلِفَ نخلٌ كثيرٌ من السيولِ، ثم عقب ذلك جرادٌ عظيمٌ صار له دويٌّ كالرعد، فأتلف التَّمرَ وجريد النخلِ وغيرَه من المزارع، وكانت الأعينُ قد أتلَفَها السيلُ، وخَرَّبَ عين الأزرق حتى عادت مِلحًا أُجاجًا، فكتب بذلك إلى السُّلطانِ قلاوون، وأنَّ الحُجرةَ الشَّريفةَ عادتُها أن تُشمسَ في زَمَن الخُلَفاء إذا وَلِيَ الخليفةُ، فلا تزالُ حتى يقومَ خليفةٌ آخرُ فيُشمِسوها، وأنَّ المنبرَ والرَّوضةَ يُبعَث بكسوتِها في كلِّ سَنةٍ، وإنَّهما يحتاجانِ إلى كسوةٍ.

العام الهجري : 437 العام الميلادي : 1045
تفاصيل الحدث:

أمر السُّلطانُ طغرلبك السلجوقيُّ أخاه إبراهيم ينال بالخروجِ إلى بلد الجَبَل وملكها، فسار إليها من كرمان، وقصد همذان، وبها كرشاسف بن علاء الدَّولة، ففارقها خوفًا، ودخلها ينال فمَلَكها، والتحَقَ كرشاسف بالأكراد الجوزقان، وكان أبو الشوك حينئذ بالدينورِ، فسار عنها إلى قرميسين خَوفًا وإشفاقًا مِنْ ينال، فقَوِيَ طَمَعُ ينال حينئذ في البلادِ، وسار الدينور فمَلَكَها ورتَّبَ أمورَها، وسار منها يطلُبُ قرميسين، فلما سَمِعَ أبو الشوك به سار إلى حلوان وترك بقرميسين مَن في عسكَرِه من الديلم، والأكراد الشاذنجان؛ ليمنعوها ويحفظوها، فقاتلوا ينال، فدفعوه عنها، فانصرف عنهم وعاد بحلله، فقاتلوه، فضَعُفوا عنه وعَجَزوا عن منعه، فملك ينال البلَدَ في رجب عَنوةً، وقتل من العساكر جماعةً كثيرة، وأخذ أموالَ مَن سَلِمَ مِن القتل، وسلاحِهَم، وطَرَدَهم، ولحقوا بأبي الشوك، ونهَبَ البلدَ وقتل وسبى كثيرًا مِن أهله، ولَمَّا سَمِعَ أبو الشوك ذلك سيَّرَ أهله وأمواله وسلاحَه من حلوان إلى قلعة السيروان، وأقام جريدة -الجريدة خَيْلٌ لا رَجَّالةَ فيها- في عسكَرِه، ثمَّ إنَّ ينال سار إلى الصيمرة في شعبان، فملكها ونهَبَها، وأوقع بالأكرادِ المجاورين لها من الجوزقان، فانهزموا، وكان كرشاسف بن علاء الدَّولة نازلًا عندهم، فسار هو وهم إلى بلدِ شِهابِ الدَّولة أبي الفوارس منصور بن الحسين، ثم إنَّ إبراهيم ينال سار إلى حلوان، وقد فارقها أبو الشوك، ولحِقَ بقلعة السيروان، فوصل إليها إبراهيمُ آخِرَ شعبان، وقد جلا أهلُها عنها، وتفَرَّقوا في البلاد، فنَهَبها وأحرَقَها، وأحرق دار أبي الشوك، وانصرف بعد أن اجتاحها ودرَسَها، وتوجَّه طائفةٌ مِن الغز إلى خانقين في أثَرِ جماعةٍ مِن أهل حلوان كانوا ساروا بأهليهم وأولادهم وأموالهم، فأدركوهم وظَفِروا بهم وغَنِموا ما معهم، وانتشر الغزُّ في تلك النواحي، فبلغوا مايدشت وما يليها، فنهبوها وأغاروا عليها.

العام الهجري : 839 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1435
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس ملك تونس وبلاد إفريقية من الغرب، تولى الملكَ بعد وفاة جَدِّه أبي فارس عبد العزيز بن أحمد سنة 837, وقام بمملكة تونس من بعده أخوه أبو عمرو عثمان، فقَتَل عدة من أقاربه وغيرهم، وكان من خبر المنتصر مع أخيه أبي عمر: أنه لما ثقل في مرضه حتى أقعد، وصار إذا سار يركب في عمَّاريَّة نوع من المحامل تُحمَل على بغل- وتردد كثيرًا إلى قصر بخارج تونس للتنزه به، إلى أن خرج يومًا ومعه أخوه أبو عمرو عثمان صاحب قسنطينة، وقد قدم عليه وولَّاه الحكم بين الناس، ومعه أيضًا القائد محمد الهلالي، وقد رفع منه حتى صار هو وأبو عمرو عثمان مرجِعَ أمور الدولة إليهما، وحَجَباه عن كل أحد، فلما صارا معه إلى القصر المذكور تركاه به، وقد أغلقا عليه، يوهمان أنه نائم، ودخلا المدينة، وعبرا إلى القصبة، واستولى أبو عمرو على تخت الملك، ودعا الناس إلى بيعته، والهلالي قائم بين يديه، فلما ثبتت دولته قبض على الهلالي وسجَنَه، وغيَّبَه عن كل أحد، ثم التفت إلى أقاربه، فقَتَل عمَّ أبيه الأمير الفقيه الحسين بن السلطان أبي العباس، وقتل معه ابنيه وقد فرَّ بهما إلى العرب، فنزل عندهم، فاشتراه منهم بمالٍ جَمٍّ، وقتل ابني عم أبيه الأمير زكريا بن العناب ابن أبي العباس، وقتل ابني الأمير أبي العباس أحمد صاحب بجاية، فنفرت عنه قلوب الناس، وخرج عليه الأمير أبو الحسن بن السلطان بن أبي فارس عبد العزيز، متولي بجاية، وحاربه، ووقع له معه أمور كثيرة، إلى أن مات أبو عمرو، وأما المنتصر فإنه قُتِلَ بعد خلعه بمدة، وقيل: مات من شدة القهر يوم الخميس الحادي والعشرين صفر بتونس، ولم يتهنَّ في ملكه؛ لطول مرضه وكثرة الفتن.

العام الهجري : 137 العام الميلادي : 754
تفاصيل الحدث:

كان عبد الله بن علي في الصائفة في الجنود حين مات السفَّاح، وكان المنصور يخشى أن يثورَ عليه، ولَمَّا وصل الكتاب إلى عبد الله بموت السفَّاح وهو في الصائفة دعا لنفسه، وذلك أنَّه قال: إنَّ السفاحَ لَمَّا أراد قتلَ مروان انتدب الناسَ من يقتُلُه من أهل بيته- يعني بيت العباسيين- فإنَّه يكونُ وليَّ عَهدِه، فانتدب لذلك عبد الله، فهو الأحق بالأمر من المنصورِ، فبايعه بعضُ قوَّاده، فسار إلى الكوفة وحاصرها أربعينَ يومًا، ولَمَّا رجع المنصور من الحجِّ ومعه أبو مسلم الخرساني، سيَّرَه لقتال عبد الله، فاقتتلوا وبَقُوا على ذلك خمسة أشهر، ثم مكَرَ بهم أبو مسلم فانهزم جيش عبد الله وفرَّ، وبقي متخفِّيًا بالبصرة إلى أن أعطى الأمانَ أبو مسلم.

العام الهجري : 261 العام الميلادي : 874
تفاصيل الحدث:

عصيَ أهلُ بُرقةَ على أحمد بن طولون، وأخرجوا أميرَهم محمد بن الفرج الفرغاني، فبعث ابنُ طولون جيشًا عليه غلامُه لؤلؤ، وأمَرَه بالرِّفقِ بهم، واستعمالِ اللين، فإن انقادوا وإلَّا فالسَّيفُ، فسار العسكرُ حتى نزلوا على بُرقة، وحصروا أهلَها وفعلوا ما أمَرَهم من اللين، فطَمِعَ أهلُ برقة، وخرجوا يومًا على بعضِ العسكرِ، وهم نازلون على باب البلدِ، فأوقعوا بهم وقَتَلوا منهم. فأرسل لؤلؤ إلى صاحِبِه أحمد يعَرِّفُه الخبَرَ، فأمره بالجِدِّ في قتالهم، فنصَبَ عليهم المجانيق، وجَدَّ في قتالهم، وطلبوا الأمانَ فأمَّنَهم، ففتحوا له الباب، فدخل البلد وقبض على جماعةٍ من رؤسائهم، وضَرَبهم بالسياط، وقطعَ أيديَ بَعضِهم، وأخذ معه جماعةً منهم وعاد إلى مصر، واستعمل على برقة عامِلًا، وطِيفَ بالأسرى في البلدِ.

العام الهجري : 779 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1377
تفاصيل الحدث:

صار الأمرُ في المملكة لأيبك البدري وَحْدَه من غير منازع، وأخذ أيبك في المملكة وأعطى، وحكم بما اختاره وأراده، فمِن ذلك أنَّه في رابع شهر ربيع الأول رَسَم بنفي الخليفة المتوكِّل على الله إلى مدينة قوص، فخرج المتوكِّلُ على الله، ثم شُفِعَ فيه فعاد إلى بيته، ومن الغَدِ طَلَب أيبك نجم الدين زكريا بن إبراهيم ابن الخلفية الحاكمِ بأمر الله وخَلَع عليه واستقَرَّ به في الخلافة عِوَضًا عن المتوكل على الله من غير مبايعةٍ ولا خَلعِ المتوكِّلِ مِن الخلافةِ نَفسَه، ولُقِّبَ زكريا بالمعتصم بالله، ثم في العشرين من شهر ربيع الأول تكلَّم الأمراء مع أيبك فيما فعله مع الخليفةِ، ورَغَّبوه في إعادته، فطلبه وأخلع عليه على عادتِه بالخلافةِ، وعزل زكريَّا, ومن الناس من لم يُثبِتْ خلافة زكريا؛ فإنَّه لم يخلَع المتوكِّلُ نَفسَه من الخلافة حتى يبايَعَ زكريا!

العام الهجري : 693 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1294
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ الحافِظُ غِياثُ الدين محمَّد بن الملك السعيد معين الدين بن الملك الأمجد بهرام شاه بن المعز عز الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب، وُلِدَ بدمشق أو ببعلبك سنة 616 وقد سَمِعَ الحديثَ وسَمِعَ البخاريَّ من الزبيدي وحدَّث به وأجاز مروياته للشيخِ شمس الدين، وكان أميرًا جليلًا متميزًا، نسَخَ الكثيرَ بخطه المنسوب وخَلَّف عدة أولاد، وكان يحبُّ العُلَماء والفقراء. وتوفِّيَ يوم الجمعة سادس شعبان‏, ودفن عند جدِّه لأمه ابن المقدم، ظاهر باب الفراديس.

العام الهجري : 321 العام الميلادي : 932
تفاصيل الحدث:

كان الإخوةُ الثلاثة (عماد الدولة) أبو الحسَن علي، و(رُكْن الدولة) أبو علي الحسَن، و(مُعِزُّ الدولة) أبو الحسين أحمد- أولادُ أبي شجاع بُوَيه بن قباخسرو فرس- من أحفاد الملك يزدجرد, وإنَّما قيل لهم الديالمة؛ لأنهم جاوروا الدَّيلم، وكانوا بين أظهُرِهم مُدَّةً، وقد كان أبوهم أبو شجاع بويه فقيرًا مُدقِعًا، يصطاد السَّمَك ويحتَطِبُ بنوه الحطَبَ على رؤوسهم، وهؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا عند ملِكٍ يقال له ماكان بن كاني في بلاد طبرستان، فتسَلَّطَ عليه مرداويج الديلمي فضَعُف، فتشاوروا في مفارقتِه حتى يكونَ من أمره ما يكون، فخرجوا عنه ومعهم جماعةٌ من الأمراء، فصاروا إلى مرداويجَ فأكرَمَهم واستعمَلَهم على الأعمالِ في البلدان، فأعطى أبا الحسَنِ على بن بويه نيابةَ الكرج، فأحسن فيها السيرةَ والتفَّ عليه النَّاسُ وأحبُّوه، فحَسَده مرداويجُ، وبعث إليه بعَزلِه عنها، ويستدعيه إليه فامتنَعَ من القدومِ عليه، وصار إلى أصبهانَ فحاربه نائبُها، فهزمه أبو الحسَنُ على بن بويه هزيمةً مُنكرةً، واستولى على أصبهان، وإنَّما كان معه سبعُمائة فارس، فقهر بها عشرةَ آلاف فارس، وعَظُمَ في أعيُنِ الناس، فلما بلغ ذلك مرداويج قَلِقَ منه، فأرسل جيشًا فأخرجوه من أصبهانَ، فقصد أذربيجان فأخذها من نائِبِها وحصل له من الأموال شيءٌ كثيرٌ جِدًّا، ثم أخذ بلدانًا كثيرة، واشتهَرَ أمرُه وبَعُدَ صِيتُه وحَسُنَت سيرتُه، فقصده النَّاسُ مَحبَّةً وتعظيمًا، فاجتمع إليه من الجُندِ خَلقٌ كثيرٌ وجَمٌّ غفير، فلم يزَلْ يترقى في مراقي الدنيا حتى آلَ به وبأخويه الحالُ إلى أن ملكوا بغدادَ مِن أيدي الخُلَفاء العباسيِّين، وصار لهم فيها القَطعُ والوَصلُ، والولايةُ والعَزلُ، وإليهم تُجبى الأموال، ويُرجَعُ إليهم في سائرِ الأمور والأحوال.

العام الهجري : 1336 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1918
تفاصيل الحدث:

عقد المجلسُ الأعلى للحلفاء اجتماعًا في سان ريمو في إيطاليا في نيسان 1920م وغايتُه وضع اتفاقية خاصة بتركيا غايتُها تصفية الخلافات الفرنسية الإيطالية؛ لهذا قرَّرت منح فرنسا منطقةَ أضنة على أن تضعَ إيطاليا يدَها على ما تبقَّى من أراضي جنوبي الأناضول، بما في ذلك أزمير، وولاية قونيا، ومتصرفيات أضاليا، وبقية أراضي الأناضول غربًا.

العام الهجري : 1430 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2009
تفاصيل الحدث:

أعلَنَ عددٌ من الدُّول اعترافَها باستقلالِ كوسوفا، وقد بلَغ عددُها (56) دولةً من دول العالَمِ الأعضاءِ في منظَّمة الأُمم المتحدة الـ(192)، من بينِها المملكةُ العربيةُ السعودية والإمارات العربيةُ المتَّحدة والولاياتُ المتَّحدة الأمريكيَّةُ، واليابانُ، ومُعظَمُ دولِ الاتحادِ الأوربِّيِّ، فيما رَفَضت صربيا هذه الخطوةَ بشدةٍ وساندَتْها الصينُ والهندُ وروسيا.

العام الهجري : 567 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1171
تفاصيل الحدث:

هو صاحِبُ مصرَ العاضد لدين الله خاتم الدولة العُبيدية: أبو محمد عبد الله بن الأمير يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر، العبيدي الحاكمي المصري الإسماعيلي المُدَّعي هو وأجدادُه أنهم فاطميون. ولد سنة 546. وليَ الحُكمَ بعد وفاة ابن عمه الفائز، وكان أبوه يوسف أحد الأخوين اللذين قتلهما عباس بعد الظافر، واستقر الأمر للعاضد اسمًا، والصالحُ بن رزيك الرافضي كان المتحكِّمَ في الحكم. كان العاضِدُ مليح النظم، قويَّ الرفض، يناظر على الإمامة والقَدَر, وكان سبَّابًا خبيثًا متخلِّفًا شديدَ التشيُّع، متغاليًا في سبِّ الصحابة- رضوانُ الله عليهم أجمعين- وإذا رأى سنيًّا استحل دمه، وسار وزيره الصالح بن رزيك في أيامه سيرةً مذمومة؛ فإنه احتكر الغَلَّات، فارتفع سعرها، وقتل أمراء الدولة خَشيةً منهم، وأضعف أحوالَ الدولة المصرية، فقتَلَ مُقاتِلَتَها، وأفنى ذوي الآراء والحزم منها، وكان كثيرَ التطلع إلى ما في أيدي الناس من الأموال، وصادرَ أقوامًا ليس بينه وبينهم تعلُّق، وفي أيام العاضد ورد أبو عبد الله الحسين بن نزار بن المستنصر من المغرب ومعه عساكر وحشود، فلما قارب بلاد مصر غدرَ به أصحابه وقبضوه وحملوه إلى العاضِدِ، فقتله صبرًا، ووزَرَ للعاضد بعد رزيك بن الصالح, الملك أبو شجاع شاوِر السعدي وهو سُنِّي، ثم استوزر له أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي، فلم تطُل أيامه، ومات بالخانوق بعد شهرين وأيام, وقام بعده صلاح الدين الأيوبي الذي شرعَ يَطلُبُ مِن العاضد أشياءَ مِن الخيل والرَّقيقِ والمال ليزيد بذلك مِن ضَعفِه, ثم قبض عليه صلاحُ الدين فحبَسَه في قصره مُضَيِّقًا عليه، لا يعلم كثيرًا مما يجري في دولته، وكان صلاح الدين قد استفتى الفقهاء في قَتلِ العاضد، فأفتوه بجواز ذلك؛ لِما كان عليه العاضِدُ وأشياعه من انحلال العقيدة وفساد الاعتقاد، وكثرة الوقوع في الصحابة والاستهتار بذلك. فقطعَ الخطبة للعاضد، وخطب للخليفة العباسي المستضيء بالله في أول جمعة من المحرم، وتسلَّمَ صلاح الدين القصرَ بما حوى من النفائس والأموال، وقبض أيضًا على أولاد العاضد وآله، فسجنَهم في بيت من القصر، وقمع غلمانهم وأنصارهم، وعفى آثارَهم. هلك العاضد يوم عاشوراء غَمًّا لَمَّا سمع بقطع خطبته وإقامة الدعوة للمستضيء. وقيل: سُقِيَ سمًّا. قال ابن خلكان: "من عجيب الاتفاق أنَّ العاضد في اللغة القاطِع، يقال: عضدتُ الشيءَ فأنا عاضدٌ له، إذا قطعته، فكأنه عاضدٌ لدولتِهم، وكذا كان؛ لأنَّه قطَعَها". قال الذهبي: "تلاشى أمرُ العاضد مع صلاح الدين إلى أن خلعه، وخطبَ لبني العباس، واستأصل شأفةَ بني عُبَيد، ومحقَ دولةَ الرفض, وكانوا أربعة عشر متخَلِّفًا لا خليفة، والعاضِدُ في اللغة أيضًا القاطع، فكان هذا عاضدًا لدولة أهلِ بيته". وبهلاك العاضد انتهت دولة الفاطميين، وكانت جميع مدة ملكهم من حين ظهر المهدي بسجلماسة في ذي الحجة من سنة 299 إلى أن هلك العاضد 272 سنة وشهر تقريبًا.

العام الهجري : 304 العام الميلادي : 916
تفاصيل الحدث:

كان كثيرُ بنُ أحمد بن شهفور قد تغلَّب على أعمال سجستان، فكتب الخليفةُ إلى بدر بن عبدالله الحماميِّ، وهو متقلِّدٌ أعمال فارس، يأمره أن يرسِلَ جيشًا يحاربون كثيرًا، ويؤمِّرَ عليهم دردا، ويستعمل على الخراج زيدَ بنَ إبراهيم، فجهَّزَ بدرٌ جيشًا كثيفًا وسيَّرَهم، فلمَّا وصلوا قاتلهم كثيرٌ، فلم يكُنْ له بهم قوَّةٌ، وضَعُفَ أمره وكادوا يَملِكونَ البلد، فبلغ أهلَ البلدِ أنَّ زيدًا معه قيود وأغلال لأعيانِهم، فاجتمعوا مع كثيرٍ، وشدُّوا مِن أزْرِه، وقاتلوا معه، فهزموا عسكرَ الخليفة، وأسَروا زيدًا، فوجدوا معه القيودَ والأغلالَ فجَعَلوها في رِجلَيه وعُنُقِه، وكتب كثيرٌ إلى الخليفة يتبرَّأُ من ذلك، ويجعَلُ الذنبَ فيه لأهل البلد، فأرسل الخليفةُ إلى بدر الحماميِّ يأمره أن يسير بنفسِه إلى قتالِ كثيرٍ، فتجهَّز بدر، فلمَّا سَمِعَ كثيرٌ ذلك خاف، فأرسل يطلُبُ المقاطعةَ على مالٍ يَحمِلُه كلَّ سنة، فأُجيب إلى ذلك، وقوطِعَ على خمسمائة ألفِ دِرهمٍ، وقُرِّرَت البلادُ عليه.

العام الهجري : 517 العام الميلادي : 1123
تفاصيل الحدث:

اشتدَّت نكاية الكرج (وهم الجورجيون، سكان جورجيا) في بلد الإسلام، وعظم الأمر على الناس، لا سيما أهل دربند شروان، فسار منهم جماعة كثيرة من أعيانهم إلى السلطان محمود بن محمد السلجوقي، وشكَوا إليه ما يَلقَون منهم، وأعلَموه بما هم عليه من الضعف والعجز عن حفظ بلادهم، فسار إليهم والكرج قد وصلوا إلى شماخي، فنزل السلطان في بستان هناك، وتقدَّم الكرج إليه، فخافهم العسكر خوفًا شديدًا، وأشار الوزير شمس الملك عثمان بن نظام الملك على السلطان بالعود من هناك، فلما سمع أهل شروان بذلك قصدوا السلطان وقالوا له: نحن نقاتِلُ ما دمتَ عندنا، وإن تأخَّرتَ عنا ضَعُفت نفوس المسلمين وهلكوا، فقَبِل قولهم، وأقام بمكانِه، وبات العسكر على وجَلٍ عظيم، وهم بنيَّة المصاف، فأتاهم الله بفرج من عنده؛ حيث وقع بين الكرج وقفجاق اختلاف وعداوة، فاقتتلوا تلك الليلة ورحلوا شبهَ المنهزمين، وكفى الله المؤمنين القتال، وأقام السلطان بشروان مدة، ثم عاد إلى همذان فوصلها في جمادى الآخرة.

العام الهجري : 478 العام الميلادي : 1085
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَةِ استَولَى الفِرنجُ على مَدينةِ طُليطِلة من بِلادِ الأندلس، وأَخذُوها من المسلمين، وهي من أَكبرِ البلادِ وأَحصَنِها. وسببُ ذلك أن الأذفونش، (ألفونسو السادس) مَلِكَ قشتالة، كان قد قَوِيَ شَأنُه، وعَظُمَ مُلكُه، وكَثُرت عَساكِرُه، مُذ تَفرَّقَت بِلادُ الأندلس، وصار كلُّ بَلدٍ بِيَدِ مَلِكٍ، كما دَبَّ النِّزاعُ بينهم واستَعانوا بالفِرنجَةِ على بَعضٍ، فحينئذٍ طَمِعَ الفِرنجُ فيهم، وأَخَذوا كَثيرًا من ثُغورِهم. وكان ألفونسو خَدَمَ صاحِبَ طُليطلة القادرَ بالله بنَ المأمونِ بن يحيى بن ذي النونِ، وعاش في طُليطلة سَنواتٍ، فعَرِفَ مِن أين يُؤتَى البلدُ، وكيف الطريقُ إلى مُلْكِها, ولم يكن أحدٌ من مُلوكِ الطَّوائفِ قادِرًا على نَجْدَتِها، حتى إنَّ المُعتَمِدَ بن عبَّاد صاحِبَ أشبيلية وهو أَقوَى مُلوكِ الطَّوائفِ لمَّا رَأى استِفحالَ أَمرِ ألفونسو وقُوَّتَه رَأى أن يَعقِدَ مُهادَنةً وصُلْحًا معه يَأمَن بها على أَراضِيه، فبَعَثَ وَزيرَهُ ابنَ عمَّارٍ لِيَتفاوَضَ مع ألفونسو، وتَمَّت المُعاهدَةُ والاتِّفاقُ على بُنودٍ منها: أن يُؤَدِّي المُعتَمِدُ الجِزيةَ سَنويًّا, ويُسمَح للمُعتَمِد بِغَزْوِ أراضي طُليطلة الجنوبية على أن يُسَلِّم منها إلى ألفونسو الأراضي الواقعةَ شمالي طليطلة, و لا يَعتَرِض المُعتَمِد على استِيلاءِ ألفونسو على طُليطلة, وفي شَوَّال سَنةَ 474هـ ضَربَ ألفونسو الحِصارَ على طُليطلة، وشَدَّدَ غاراتَه عليها، وظلَّ على ذلك أَربعَ سَنواتٍ كاملةً؛ يُخَرِّب في الزُّروعِ والأراضي والقُرى، وعاشَ الناسُ في ضِيقٍ وكَربٍ، وليس بين المسلمين مُجِيرٌ، قال ابنُ بسام: "دَخلَ على الأذفونش يومئذٍ جَماعةٌ فوَجَدوه يَمسَح الكرى من عَينيهِ، ثائرَ الرَّأسِ، خَبيثَ النَّفْسِ، فأَقبلَ عليهم بوَجهٍ كَريهٍ، وقال لهم: إلى متى تَتَخادَعون، وبأيِّ شَيءٍ تَطمعون؟ قالوا: بِنا بُغيَةٌ، ولنا في فُلانٍ وفُلانٍ أُمنِيَّةٌ، وسَمُّوا له بَعضَ مُلوكِ الطَّوائفِ، فصَفَّقَ بِيَديهِ، وتَهافَت حتى فَحَصَ برِجلَيهِ، ثم قال: أين رُسُلُ ابنِ عبَّادٍ؟ فجِيءَ بهم يَرفُلون في ثِيابِ الخَناعَةِ، وينبسون بأَلسِنَةِ السَّمعِ والطَّاعةِ. فقال لهم: مُذ كم تَحُومون عليَّ، وتَرومون الوصولَ إليَّ؟ ومتى عَهْدِكم بفُلانٍ؟ وأين ما جِئتُم به ولا كُنتم ولا كان؟ فجاءوا بجُملَةِ مِيرَةٍ، وأَحضَروها, ثم ما زادَ على أن رَكَلَ ذلك برِجلِه، وأَمَرَ بانتِهابِه كُلِّهِ؛ ولم يَبقَ مَلِكٌ من مُلوكِ الطَّوائفِ إلا أَحضرَ يَومئذٍ رُسُلَه، وكانت حالُه حالَ مَن كان قَبلَه. وجَعلَ أَعلاجَه يَدفَعون في ظُهورِهم، وأَهلُ طُليطلة يَعجَبون مِن ذُلِّ مَقامِهم ومَصيرِهم، فخَرجَ مَشيَختُها من عندِه وقد سُقِطَ في أَيدِيهم. وطَمِعَ كلُّ شيءٍ فيهم. وخَلُّوا بينه وبين البلدِ، ودَخلَ طُليطلة على حُكمِه، وأَثبَتَ في عَرصَتِها قَدَمَ ظُلمِه، حُكْمٌ مِن الله سَبَقَ به القَدَرُ، وخَرجَ ابنُ ذي النون خائبًا مما تَمَنَّاهُ، حدَّثنِي مَن رَآهُ يَومئذٍ بتلك الحالِ وبِيَدِه اصطرلاب يَرصُد فيه أيَّ وَقتٍ يَرحَل، وعلى أيِّ شَيءٍ يُعَوِّل، وأيَّ سَبيلٍ يَتَمَثَّل، وقد أَطافَ به النَّصارَى والمسلمون، أولئك يَضحَكون مِن فِعْلِه، وهؤلاء يَتَعجَّبون مِن جَهلِه. وعَتَا الطاغِيةُ الأذفونش -قَصَمَهُ الله- لحين استِقرارِه بطُليطلة واستَكبَر، وأَخَلَّ بمُلوكِ الطَّوائفِ في الجَزيرَةِ وقَصَّرَ، وأَخذَ يَتَجنَّى ويَتَعتَّب، وطَفِقَ يَتَشَوَّف إلى انتِزاعِ سُلطانِهم والفَراغِ مِن شانِهم" في الوقتِ الذي كانت قُوَّاتُ ألفونسو تُحاصِر فيه طُليطلة كان مُلوكُ الطَّوائفِ يُقَدِّمُون مِيثاقَ الوَلاءِ والمَحَبَّةِ له؛ مُمَثَّلَةً في الجِزيَةِ والإتاوَةِ، ولم يَجرُؤ أَحدٌ منهم على الاعتِراضِ عليه في ذلك إلاَّ المُتَوكِّل بن الأَفطَس الذي أُخْرِج من طُليطلة قُبيلَ دُخولِ الطَّاغيةِ، وفي الوقتِ نَفسِه الذي تُحَاصَر فيه طُليطلة كانت مَمالكُ الطَّوائفِ الأُخرى تَتَنازَع فيما بينها، أو تَرُدُّ غاراتِ النَّصارَى المُتواصِلَة عليها. ثم قام ألفونسو باتِّخاذِ طُليطلة عاصِمةً له وحَوَّلَ مَسجِدَها إلى كَنيسةً.