الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1037 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 257 العام الميلادي : 870
تفاصيل الحدث:

اختلف مساور الخارجي مع رجلٍ من الخوارج- يقال له عُبيدة، من بني زهير العمروي- على توبةِ المخطئ، فقال مساور: نقبلُ توبته؛ وقال عبيدة: لا نقبل، فجمع عبيدةُ جمعًا كثيرًا وسار إلى مساور، وتقدَّمَ إليه مساور من الحديثة، فالتَقَوا بنواحي جهينة، بالقرب من المَوصِل، واقتتلوا أشدَّ قتال، فترجَّل مساور ومن عنده، ومعه جماعةٌ من أصحابه، وعرقبوا دوابَّهم، فقُتِل عبيدة وانهزم جمعه، فقُتِل أكثَرُهم، واستولى مساور على كثير من العراق، ومنع الأموالَ عن الخليفة، فضاقت على الجندِ أرزاقُهم، فاضطَرَّهم ذلك إلى أن سار إليه موسى بن بغا وبابكيال وغيرهما في عسكرٍ عظيم.

العام الهجري : 387 العام الميلادي : 997
تفاصيل الحدث:

قام أهلُ صور بالثَّورةِ على الحاكِمِ الفاطميِّ لَمَّا لَحِقَهم مِن جُندِه المغاربة البَربرِ الظُّلمُ والجَورُ، وأخذ الحريم من الحَمَّامات والطُّرُق, فقام أهلُ صور عليهم, بعد أن استنجَدوا بالإمبراطورِ البيزنطيِّ باسيل الثاني، فأمَدَّهم بأسطول. فقتلوا المغاربةَ البَربرَ، فأرسل جيشُ ابنِ الصمصامة جيشًا مِن مصر بقيادةِ أبي عبد الله الحسن بن ناصر ومعه ياقوت الخادِمُ, كما أرسل الحاكِمُ أسطولًا إلى طرابلسَ، فحاصر الجيشُ مدينةَ صور واشتبَكَ أسطولُ الحاكِمُ بالأسطولِ البِيزنطيِّ في معركةٍ عنيفةٍ كانت نتيجتُها هزيمةَ البيزنطيِّينِ والقضاءَ على ثورةِ أهلِ صورٍ.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

كان موسى بن نُصَير قد غَضِبَ على مَولاهُ طارِق بِسَبَب تَوَغُّلِه في أَرضِ العَدُوِّ, فاسْتَخْلَف على أفريقيا ابنَه عبدَ الله بن موسى، ثمَّ دَخَل الأَندَلُس وبَقِيَ فيها سَنتَيْنِ يَفتَح البُلْدان ويَغْنَم حتَّى صارت الأَندَلُس تحت سَيْطَرَتِه, عَبَرَ موسى إلى الأَندَلُس في جَمْعٍ كَثيرٍ قِوامُه ثَمانِيَة عشر ألفًا، فتَلَقَّاهُ طارِق وتَرَضَّاهُ، فرَضِيَ عنه وقَبِلَ عُذْرَه وسَيَّرَهُ إلى طُلَيْطُلَة، وهي مِن عِظام بِلادِ الأَندَلُس، وهي مِن قُرْطُبَة على عِشرين يومًا، ففَتَحَها ثمَّ فَتَحَ المُدَنَ التي لم يَفتَحها طارِق كشَذونَة، وقَرْمونَة، وإشْبِيلِيَة، ومارِدَة.

العام الهجري : 353 العام الميلادي : 964
تفاصيل الحدث:

نزل مَلِكُ الرومِ على طرسوس وحَصَروها، وجرى بينهم وبين أهلِها حروبٌ كثيرةٌ سقط في بعضها الدُّمُسْتُق بن الشمشقيق إلى الأرضِ، وكاد يُؤسَرُ، فقاتل عليه الرومُ وخَلَّصوه، وأسَرَ أهلُ طرسوس بِطريقًا كبيرًا من بَطارقةِ الرُّومِ، ورحل الرُّومُ عنهم، وتركوا عسكرًا على المصيصةِ مع الدُّمُسْتُق، فحصرها ثلاثةَ أشهر لم يمنَعْهم منها أحد، فاشتَدَّ الغلاءُ على الرومِ، وكان شديدًا قبل نزولِهم، فلهذا طَمِعوا في البلاد لعدمِ الأقواتِ عندهم، فلما نزل الرومُ زاد شدةً، وكثُرَ الوباء أيضًا، فمات من الرومِ كثيرٌ فاضطُرُّوا إلى الرحيلِ.

العام الهجري : 563 العام الميلادي : 1167
تفاصيل الحدث:

أرسل آقسنقر الأحمديلي، صاحب مراغة، إلى بغداد يسأل أن يخطب للملك الذي هو عنده، وهو ولد السلطان محمد شاه، ويبذل أنه لا يطأ أرض العراق، ولا يطلب شيئًا غير ذلك، وبذل مالًا يحمله إذا أجيب إلى ما التمسه، فأجيب بتطييب قلبه، وبلغ الخبر إيلدكز صاحِبَ البلاد، فساءه ذلك، وجهَّزَ عسكرًا كثيفًا، وجعل المقدَّمَ عليهم ابنَه البهلوان، وسيَّرَهم إلى آقسنقر، فوقعت بينهم حربٌ أجْلَت عن هزيمةِ آقسنقر وتحصُّنه بمراغة، ونازله البهلوان بها وحصَره وضَيَّقَ عليه. ثم ترددت الرسل بينهم، فاصطلحوا، وعاد البهلوان إلى أبيه بهمذان.

العام الهجري : 574 العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

انقطعت الأمطارُ بالكليَّةِ في سائِرِ البلاد الشاميَّة والجزيرة والبلاد العراقية، والديار البكريَّة، والموصل وبلاد الجَبَل وخلاط، وغير ذلك، واشتدَّ الغلاء، وكان عامًا في سائرِ البلاد، واستسقى الناسُ في أقطار الأرض، فلم يُسقَوا، وتعَذَّرَت الأقوات، وأكَلَت الناس الميتةَ وما ناسَبَها، ودام كذلك إلى آخِرِ سنة خمس وسبعين؛ ثم تَبِعَه بعد ذلك وباءٌ شديد عامٌّ أيضًا، كَثُرَ فيه الموت، وكان مَرَضُ الناس شيئًا واحدًا، وهو السرسام- ورم في حجاب الدماغ تَحدُثُ عنه حُمَّى دائمة- وكان الناسُ لا يلحقون يدفنون الموتى، إلا أنَّ بعض البلاد كان أشَدَّ مِن البَعضِ.

العام الهجري : 1361 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

بعد أن أجبَرَ الإنجليز رضا شاه بهلوي بالتنازل عن الحكم لابنه محمد بسبب ميوله للألمان عُقِدَت معاهدة ثلاثية بين إيران وبريطانيا وروسيا في 12 محرم / 29 يناير اعترفت بريطانيا وروسيا فيها بوَحدة الأراضي الإيرانية واستقلالها وسيادتها، وتعهدت الدولتان بالدِّفاعِ عن إيران ضِدَّ أي اعتداء، كما احتفظتا بما تراه ضروريًّا من قوات برية وبحرية وجوية على أرض إيران، وتعهَّدتا بسحب قواتهما خلال ستة أشهر بعد انتهاءِ الحرب مع ألمانيا، ولكِنَّ المعاهدة كانت في الواقع عبارةً عن إطلاق يدِ كُلٍّ من هاتين الدولتين في إيران وسياستِها.

العام الهجري : 8 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً في ثلاثةِ آلافِ مُقاتلٍ على الجيشِ زيدُ بنُ حارثةَ، فإن أُصيبَ فجَعفرُ بنُ أبي طالبٍ، فإنْ أُصيبَ فعبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ، وشَيَّعهُم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ووَدَّعهُم، ثمَّ انْصرَف ونهَضوا، فلمَّا بلغوا مَعانَ مِن أرضِ الشَّامِ، أَتاهُم الخبرُ: أنَّ هِرقلَ مَلِكَ الرُّومِ قد نزل أرضَ بني مآبٍ، -أرضَ البَلقاءِ- في مائةِ ألفٍ مِنَ الرُّومِ، ومائةِ ألفٍ أُخرى مِن نَصارى أهلِ الشَّامِ، فأقام المسلمون في مَعانَ لَيلتينِ، يتَشاوَرون في أمرِ اللِّقاءِ بِعَدُوِّهِم البالغِ مِائتي ألفٍ فقالوا: نَكتُب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نُخبِرُهُ بعَددِ عَدُوِّنا، فيَأمُرنا بأَمرِهِ أو يُمِدُّنا. فقال عبدُ الله بنُ رَواحةَ: يا قومُ، إنَّ الذي تَكرَهون لَلَّتِي خَرجتُم تَطلُبون -يعني الشَّهادةَ- وما نُقاتِلُ النَّاسَ بِعدَدٍ ولا قُوَّةٍ، وما نُقاتِلُهُم إلَّا بهذا الذي أَكرَمَنا الله به، فانْطَلِقوا فهي إحدى الحُسْنَيينِ: إمَّا ظُهورٌ، وإمَّا شَهادةٌ. فَوافقَهُ الجيشُ على هذا الرَّأيِ ونهَضوا، حتَّى إذا كانوا بتُخومِ البَلقاءِ لَقوا بعضَ الجُموعِ التي مع هِرقلَ بالقُربِ مِن قريةٍ يُقالُ لها: مُؤْتَةُ. فاقتَتَلوا، فقُتِلَ زيدُ بنُ حارثةَ، فأخَذ الرَّايةَ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ، فقاتَل حتَّى قُطِعَتْ يَمينُه، فأخَذ الرَّايةَ بِيُسْراهُ فقُطِعَتْ، فاحْتضَنَها فقُتِلَ كذلك، فأخَذ عبدُ الله بنُ رَواحةَ الرَّايةَ، وتَرَدَّدَ عنِ النُّزولِ بعضَ التَّرَدُّدِ، ثمَّ صَمَّمَ، فقاتَل حتَّى قُتِلَ، فأخَذ الرَّايةَ ثابتُ بنُ أَقرمَ، وقال: يا مَعشرَ المسلمين، اصْطَلِحوا على رجلٍ منكم. فقالوا: أنت. قال: لا. فاصطَلَح النَّاسُ على خالدِ بنِ الوليدِ، فلمَّا أخَذ الرَّايةَ دافَع القَومَ وحاشى بهِم، ثمَّ انْحازَ وانْحِيزَ عنه، حتَّى انْصرَف بالنَّاسِ، فتَمَكَّنَ مِنَ الانْسِحابِ بمَن معه مِنَ المسلمين، قال خالدُ بنُ الوليدِ: لقد انقْطَعَتْ في يَدي يومَ مُؤْتَةَ تِسعةُ أَسيافٍ فما بَقِيَ في يَدي إلَّا صَفيحةٌ يَمانِيَّةٌ». وهذا يقتضي أنَّهم أثْخَنوا فيهم قَتْلًا، ولو لم يكن كذلك لَما قَدَروا على التَّخَلُّصِ منهم، ولهذا السَّببِ ولِغيرِهِ ذهَب بعضُ المُحقِّقين إلى أنَّ المسلمين قد انتصروا في هذه المعركةِ ولم يُهزَموا. عن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، نَعَى زيدًا، وجعفرًا، وابنَ رَواحةَ للنَّاسِ، قبلَ أن يَأتِيَهُم خَبرُهُم، فقال: «أخَذ الرَّايةَ زيدٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخَذ جعفرٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخَذ ابنُ رَواحةَ فأُصيبَ، وعَيناهُ تَذْرِفانِ حتَّى أخَذ سيفٌ مِن سُيوفِ الله حتَّى فتَح الله عليهم».

العام الهجري : 1330 العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:

أبلى الشعب الليبي بلاءً حسنًا في جهاده ضد المحتل الإيطالي الصليبي، فلما طارت أخبارُ معارك بنغازي وطرابلس ودرنة إلى العالم أجمع، ورأت حكومة الأتراك أنَّ الشعب الليبي جديرٌ بالمساعدة وجادٌّ في جهاده وكفاحه ضِدَّ العدو، أرسلوا الإمدادات، فقام أنور باشا وزير الحربية التركية باختيار مجموعاتٍ من الشباب الليبي، واستقبلهم في استانبول لتعليمهم النظم السياسية والعسكرية الجديدة؛ ليُشرِفوا على قيادة الجيش الوطني، وتدافع المجاهدون المسلمون من كل مكان إلى ميدان القتال عن طِيبِ خاطر، وجاد المسلمون الخيِّرون بأموالهم وأعزِّ ما ملكت أيديهم، وفاضت قرائِحُ الشعراء وأقلام الكتَّاب بما أوحته ضمائرهم، وقامت الصحفُ، وفي طليعتها المؤيد الغراء المصرية بدورها، وكانت هذه الصحف حلقةَ الاتصال بين جهاد الليبيين والعالم الإسلامي، وكانت المساعدات تأتي إلى مصر ثم تُرسَل إلى المجاهدين، وكان الأميرُ عمر طوسون في مصر، ووالدة الخديوي (أم المحسنين) وخَلْفَهم مسلمو مصر قد وقفوا بما يملكون لدعم الشعب الليبي ماديًّا ومعنويًّا، فكانت أم المحسنين تنفق الأموال والمُؤَن، والملابس والأدوية، والقوافل المحمَّلة للمجاهدين، وعندما قابلت الوفد الذي تسلَّم هذه المواد والمؤن قالت: (إنني لم أفعل شيئًا يُذكَر في جانب ما يقوم به أولئك المجاهِدون في سبيل الله، وإنني قلقة لأنني لم أسمع منذ أيام خبرًا عن ميدان القتال) وكان الليبيون الذين هاجروا إلى مصر من عشرات السنين قد وقفوا وقفةَ رجل واحد بالمال والرجال، وكان أحمد الباسل من وجهاء مصر سندًا قويًّا لحركة الجهاد في ليبيا، وبدأت وفود المتطوِّعين من مصر والعالم الإسلامي تترى لمساعدة إخوانهم المسلمين في ليبيا، ووصلت البعثاتُ الطبية من تركيا ومصر، فقامت بدورها خيرَ قيام، كما وصل عددٌ من مراسِلي صحف إسلامية، ووصل الأمير شكيب أرسلان على رأس بعثة طبية كان عدد جمالها التي تحمل الأثقال من المؤن والأدوية 650 جملًا يصحبُه خمسة أشخص من أخصِّ رجاله، قد تطوعوا للجهاد ببرقة، ومن بين المتبرعين مسلمو أندونيسيا، ومسلمو الهند، وحاكم قطر الشيخ قاسم محمد؛ فقد تبرع للمجاهدين بعشرين ألف روبية، وملك أفغانستان حبيب الله خان وشعبه، وأهل البحرين، وجاء إلى ميدان القتال كلٌّ من محمد حلمي، وعبد المعطي صالح ضابط مصري، وعارف بك والي البصرة سابقًا، ونشأت بك أحد كبار رجالات تركيا المشهورين، ومحمد طاهر أفندي مصري، وغيرهم كثير!!

العام الهجري : 322 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 934
تفاصيل الحدث:

كان سببُ ذلك أنَّ الوزيرَ عليَّ بنَ مقلةَ كان قد هرب حين قُبِضَ على مؤنسٍ ومَن معه لإرادتِهم قتلَ القاهرِ بالله، وكان قد قَبَضَ عليهم وقتَلَهم إلَّا ابن مقلة فإنه هرب، فاختفى في داره، وكان يراسِلُ الجُندَ ويكاتبهم ويغريهم بالقاهرِ، ويخوِّفُهم سطوتَه وإقدامَه، وسرعةَ بطشِه، ويخبِرُهم بأنَّ القاهِرَ بالله قد أعدَّ لأكابرِ الأمراءِ أماكِنَ في دار الخلافة يسجنُهم فيها، ومهالك يُلقيهم فيها، كما فعل بفلان وفلان، فهيَّجَهم ذلك على القبضِ على القاهر بالله، فاجتمعوا وأجمَعوا رأيهم على مناجَزتِه في هذه الساعة، فرَكِبوا مع الأميرِ المعروف بسيما، وقصَدوا دارَ الخلافة فأحاطوا بها، ثم هَجَموا عليه من سائرِ أبوابِها وهو مخمورٌ، فاختفى في سطحِ حَمَّام، فظهروا عليه فقبضوا عليه وحبَسوه في مكان طريفِ اليشكري، وذلك يومَ السبت لثلاثٍ خَلَونَ مِن جمادى الأولى، ثم أمروا بإحضارِه، فلما حضر سَمَلوا عينيه حتى سالتا على خديه، وارتُكِبَ معه أمرٌ عظيم لم يُسمَعْ مِثلُه في الإسلامِ، ثم أرسلوه، وكان تارةً يُحبَسُ وتارة يُخلَّى سبيلُه، وقد تأخَّرَ مَوتُه إلى سنة 333, وتمَّت خلافة الراضي بالله أبي العبَّاسِ محمد بن المُقتَدر بالله. لَمَّا خَلَعَت الجندُ القاهِرَ أحضروا أبا العبَّاسِ محمَّدَ بنَ المقتدر بالله فبايعوه بالخلافة ولَقَّبوه الراضي بالله، وقد أشار أبو بكر الصولي بأن يُلَقَّبَ بالمَرضيِّ بالله فلم يقبلوا، وذلك يوم الأربعاء لستٍّ خَلَون من جمادى الأولى منها، وجاؤوا بالقاهرِ وهو أعمى قد سُمِلَت عيناه، فأوقِفَ بين يديه فسَلَّمَ عليه بالخلافةِ وسَلَّمَها إليه، فقام الراضي بأعبائِها، وأمر بإحضارِ أبي علي بن مقلة فولَّاه الوزارة، وجعل عليَّ بنَ عيسى ناظرًا معه، وأطلق كلَّ من كان في حبسِ القاهر بالله.

العام الهجري : 8 ق هـ الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 615
تفاصيل الحدث:

قالتْ أمُّ سَلمةَ رضي الله عنها: لمَّا ضاقتْ علينا مكَّة، وأوذِيَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفُتنوا، ورَأَوْا ما يُصيبهُم مِنَ البلاءِ والفِتنةِ في دينهِم، وأنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيعُ دفعَ ذلك عنهُم، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَنَعَةٍ من قومهِ وعمِّه، لا يَصِلُ إليه شيءٌ ممَّا يَكرهُ ممَّا ينالُ أصحابَه، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ بأرضِ الحَبشةِ مَلِكًا لا يُظلمُ عنده، فالحقوا ببلادهِ حتَّى يجعلَ الله لكم فَرَجًا ومَخرجًا ممَّا أنتم فيهِ. فخرجنا إليها حتَّى اجتمعنا بها، فنزلنا بخيرِ دارٍ إلى خيرِ جارٍ، أَمَّنَّا على ديننا، ولم نخشَ منه ظُلمًا.... وقيل: كان مخرجهُم إلى الحَبشةِ في رجبٍ في السَّنةِ الخامسةِ مِنَ البِعثةِ النَّبويَّةِ. هاجر مِنَ المسلمين فيها اثنا عشرَ رجلًا، وأربعُ نِسوةٍ، منهم عُثمانُ بنُ عفَّانَ، وهو أوَّلُ من خرج ومعه زوجتُه رُقيَّةُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

العام الهجري : 201 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 817
تفاصيل الحدث:

لَمَّا جاء الخبَرُ أن المأمونَ بايع لعليِّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن الحسين بالولايةِ مِن بعده؛ وذلك أن المأمون رأى أنَّ عليًّا الرضا خيرُ أهل البيت، وليس في بني العباس مثلُه في عِلمِه ودينِه، فجعله وليَّ عهده من بعده- اختلفوا فيما بينهم، فمِن مجيبٍ مبايعٍ، ومِن آبٍ ممانعٍ، وجمهورُ العباسيِّين على الامتناعِ من ذلك، وقام في ذلك ابنا المهديِّ إبراهيم ومنصور، فلما كان يوم الثلاثاءِ لخَمسٍ بَقِينَ مِن ذي الحجة فأظهر العباسيونَ البيعةَ لإبراهيم بن المهدي، ولقبوه بالمُبارك- وكان أسودَ اللون- ومِن بعده لابنِ أخيه إسحاق بن موسى بن المهدي، وخَلَعوا المأمون. فلمَّا كان يومُ الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحِجَّة أرادوا أن يَدعُوا للمأمونِ ثم من بعده لإبراهيمَ فقالت العامة: لا تدعُوا إلَّا إلى إبراهيم فقط، واختلفوا واضطربوا فيما بينهم، ولم يُصَلُّوا الجمعةَ، وصلَّى الناسُ فرادى أربعَ ركعاتٍ.

العام الهجري : 280 العام الميلادي : 893
تفاصيل الحدث:

أوَّلُ مَن بناها المعتضدُ بالله في هذه السَّنة، وهو أوَّلُ مَن سكَنَها من الخلفاءِ إلى آخرِ دولتِهم، وكانت أولًّا دارًا للحسَنِ بنِ سَهلٍ تُعرَفُ بالقصرِ الحَسَني، ثم صارت بعد ذلك لابنتِه بُوران زوجةِ المأمون، ثم أَصلحَت ما وَهَى منها ورَمَّمَت ما كان قد تشعَّثَ فيها، وفرَشَتْها بأنواعِ الفُرشِ في كُلِّ مَوضعٍ منها ما يليقُ به من المفارشِ، وأسكَنَتْه ما يليقُ به من الجواري والخَدَمِ، وأعدَّت بها المآكلَ الشَّهيَّة وما يَحسُن ادِّخاره في ذلك الزمان، ثم أرسَلَت مفاتيحَها إلى المعتَضِد، فلمَّا دخلها هالَه ما رأى من الخيراتِ، ثمَّ وسَّعَها وزاد فيها وجعل لها سورًا حَولَها، وكانت قدرَ مدينة شيراز، فبنى المعتضِدُ فيها الميدانَ، ثم بنى فيها قصرًا مُشرِفًا على دجلةَ، ثمَّ بنى فيها المُكتفي التَّاجَ، فلما كان أيَّام المقتدر زاد فيها زياداتٍ أخرى كبيرةً وكثيرةً جِدًّا، ثم بعد هذا كُلِّه خَربَت حتى كأنْ لم يكُنْ مَوضِعَها عمارةٌ، وتأخَّرَت آثارُها إلى أيام التتار الذين خَرَّبوها وخَرَّبوا بغداد، وقال الخطيبُ البغدادي: والذي يُشبِهُ أنَّ بُورانَ وهبت دارها للمعتَمِد لا للمعتَضِد؛ فإنَّها لم تعِشْ إلى أيَّامه, وقد تقَدَّمَت وفاتُها".

العام الهجري : 544 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1149
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ سَيفُ الدين غازي بن أتابك زنكي صاحِبُ المَوصِل تَمَلَّكَ المَوصِلَ بعدَ أبيه، واعتَقَلَ ألب أرسلان السلجوقي, وكان عاقِلًا حازِمًا شُجاعًا جَوادًا، محبًّا أهلَ الخَيرِ، لم تَطُلْ مُدَّتُه، وعاش أربعين سنة. وكان أحسَنَ الملوك شكلًا، وله مَدرسةٌ كبيرة بالمَوصِل، وهي من أحسَنِ المدارس، وقَفَها على الفُقَهاءِ الحَنَفيَّة والشَّافعيَّة، توفِّيَ في المَوصِل بمَرَضٍ حادٍّ، ولَمَّا اشتَدَّ مَرَضُه أرسل إلى بغدادَ واستدعى أوحَدَ الزَّمان، فحضَرَ عنده، فرأى شِدَّةَ مَرَضِه، فعالجَه فلم يَنجَعْ فيه الدَّواءُ، وتوفِّيَ أواخِرَ جمادى الآخرة، وكانت ولايتُه ثلاث سنين وشهرًا وعشرين يومًا، توفِّيَ ولم يترك سوى ولدٍ مات شابًّا، ولم يُعقبْ. ولَمَّا تُوفِّيَ سَيفُ الدين غازي كان أخوه قُطب الدين مودود مُقيمًا بالمَوصِل، فاتَّفَق جمال الدين الوزير وزَينُ الدين عليٌّ أميرُ الجَيشِ على تمليكِه، فأحضروه، واستحلفوه وحَلَفوا له، وأركَبوه إلى دارِ السَّلطَنةِ، وزينُ الدين في ركابِه، وأطاعه جميعُ بلاد أخيه سيفِ الدين كالمَوصِل والجزيرةِ والشَّامِ.

العام الهجري : 640 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

تولى الخلافةَ المستعصمُ بالله وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد، وهو الخليفة الذي قتله التتار بأمر هلاكو بن تولي ملك التتار بن جنكيزخان، سنة 656، وآباؤه ثمانية نسقًا وَلُوا الخلافة لم يتخلَّلهم أحد، وهو التاسِعُ، ولما توفي أبوه بكرةَ الجمعة عاشر جمادى الآخرة استدعي هو من التاج يومئذ بعد الصلاة، فبويع بالخلافة، ولقب بالمستعصم بالله، وله من العمر يومئذ ثلاثون سنة وشهور، وقد أتقن في شبيبته تلاوة القرآن حفظًا وتجويدًا، وأتقن العربية والخطَّ الحسن وغير ذلك من الفضائل، وكان مشهورًا بالخير مشكورًا مقتديًا بأبيه المستنصر بالله جهده وطاقتَه، وكان القائمُ بهذه البيعة المستعصمية شرف الدين أبو الفضائل إقبال المستنصري، فبايعه أولًا بنو عمه وأهله من بني العباس، ثم أعيان الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة والعلماء والفقهاء ومَن بعدهم من أولي الحَلِّ والعقد والعامة وغيرهم، وجاءت البيعةُ من سائر الجهات والأقطار والبلدان والأمصار، وخُطِب له في سائر البلدان.