الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1287 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:

في الجزائر انطلق محمد المقراني مجاهدًا في سبيل الله ثائرًا على المغتصبين الفرنسيين الصليبيين، مدافعًا عن حقوق العباد، فزحف على بلدة البرج في تاريخ 28 ذي الحجة 1287هـ / 16 آذار 1871م وفي الوقت نفسِه أمر أخاه بو مرزاق بالتحرُّك في منطقة سور الغزلان، وابنَ عمِّه وصهرَه السعيد بن داود بالتحرُّك في منطقة الحضنة وبلاد أولاد نائل، وابنَ عمه الثاني بوزيد بن عبد الرحمن بالزحف إلى البرج مع خمسة عشر ألف مقاتل لدعم الثورة، غير أنه فَشِل في دخول بلدة البرج بعد حصار دام عدة أيام، ثم انتشرت ثورةُ المقراني عبر العديدِ مِن مناطق الشرق الجزائري. إلى أن اغتاله الفرنسيون سنة 1288ه ومع أنَّ ثورته لم تدُمْ كثيرًا لكنها تعتبَرُ من أكبر حركات المقاومة الجزائرية ضِدَّ الفرنسيين؛ إذ تولى قيادتَها بعد مقتل المقراني أخوه أبو مزراق، واشترك فيها أكثر من مائتي ألف مجاهد، وخاضوا أكثر من ثلاثمائة وأربعين معركة، وعمل ضدهم ما يزيد على ثمانمائة ألف مقاتلٍ فرنسي.

العام الهجري : 1027 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1618
تفاصيل الحدث:

انتصر الصفويون على العثمانيين في معركة "بول شكسته"، وخسر العثمانيون في هذه المعركة 15 ألف قتيل.

العام الهجري : 94 العام الميلادي : 712
تفاصيل الحدث:

هو أبو بَكْرِ بن عبدِ الرَّحمن بن الحارِث بن هِشام أَحَد الفُقَهاء السَّبعَة بالمَدينَة، كان ثِقَةً، فَقِيهًا، عالِمًا سَخِيًّا، كَثيرَ الحَديثِ، حَدَّث عن عَدَدٍ مِن الصَّحابَة كأَبيهِ، وعائِشَةَ، وأبي هُريرَةَ، وعَمَّارِ بن ياسِر، وغَيرِهم، جَمَعَ العِلْمَ والعَمَل والشَّرَف، وكان ممَّن خَلَفَ أَباهُ في الجَلالَة، كان يُقالُ له: رَاهِب قُريشٍ. لِكَثْرَةِ صَلاتِه، وكان مَكْفوفًا كَثيرَ الصَّوْم، تُوفِّي في المَدينَة.

العام الهجري : 94 العام الميلادي : 712
تفاصيل الحدث:

هو عُروَة بن الزُّبير بن العَوَّام، أَحَد الفُقَهاء السَّبعَة في المَدينَة، كان عالِمًا كَريمًا، رَوَى الحَديثَ عن كَثيرٍ مِن الصَّحابَة، تَفَقَّه على خالَتِه عائِشَة رَضِيَ الله عنها، انْتَقَل إلى البَصْرَة ثمَّ إلى مِصْرَ ثمَّ عاد إلى المَدينَة وتُوفِّي فيها، وهو الذي أُصِيبَت رِجْلُهُ بِمَرَضِ الآكال (الغرغرينا) فنُشِرَت وقُطِعَت وهو يَقرأُ القُرآن، وتُوفِّي له بِنَفْسِ اليَومِ أَحَبُ أوَّلادِه، فما تَسَخَّطَ ولا تَضَجَّرَ رَحِمَه الله تعالى.

العام الهجري : 497 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1103
تفاصيل الحدث:

أغار الفرنج من الرها على مرج الرقة وقلعة جعبر، وكانوا لما خرجوا من الرها افترقوا فرقتين، وتواعدوا يومًا واحدًا تكون الغارة على البلدين فيه، ففعلوا ما استقرَّ بينهم، وأغاروا، واستاقوا المواشيَ، وأسَروا من وقع بأيديهم من المسلمين، فكانت قلعة جعبر والرقة لسالم بن مالك بن بدران بن المقلد بن المسيب، سلَّمها إليه السلطان ملكشاه سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

العام الهجري : 792 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1390
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ البريدُ بنُزولِ عِدَّةِ مراكب للإفرنج على طرابلس، فعندما أشرفوا على الميناءِ بَعَث الله عليهم ريحًا أغرَقَت مركبًا، وفَرَّقَت البقية، وكانت نحو السبعين، فرُدُّوا خائبين، قَدِم الخبَرُ من الإسكندرية بأنَّ الفرنج الذين مَزَّقَت الريحُ مراكِبَهم على طرابلس ساروا إلى إفريقيَّة وحاصروا المهدية، وبها وَلَدُ أبي العباس صاحِبُ تونس، فكانت حروبًا شديدةً، انتصر فيها المسلمونَ على الفرنج، وقَتَلوا كثيرًا منهم.

العام الهجري : 272 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 885
تفاصيل الحدث:

وقَعَت حربٌ شديدة بين أذكوتكين بن أساتكين أحدِ قوَّاد التُّرك وبين محمَّد بن زيد العلوي، صاحِبِ طبرستان، ثم سار أذكوتكين من قزوين إلى الريِّ ومعه أربعةُ آلاف فارس، وكان مع محمد بن زيد من الديلم والطبريَّة والخراسانية عالَمٌ كبير، فاقتتلوا فانهزم عسكرُ محمد بن زيد وتفَرَّقوا، وقُتِل منهم ستةُ آلافٍ وأُسِرَ ألفانِ، وغَنِمَ أذكوتكين وعسكَرُه من أثقالِهم وأموالِهم ودوابِّهم شيئًا لم يَرَوا مِثلَه، ودخل أذكوتكين الريَّ فأقام بها وأخذ من أهلِها مائةَ ألفِ ألف دينار، وفرَّقَ عمالَه في أعمالِ الريِّ.

العام الهجري : 630 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1233
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ المَلِكُ المعَظَّم: مظفر الدين أبو سعيد كوكبري بن علي بن بكتكين بن محمد التركماني، صاحب إربل، وابنُ صاحبها, وقد مصرَها الملك زين الدين علي كوجك. ثمَّ وهبها لأولاد مظفر الدين صاحب الموصل، وكان يوصَفُ بقوةٍ مُفرِطة، وطال عمره، وله أوقافٌ وبر ومدرسة بالموصل. ولد مظفر الدين في المحرم، 549، بإربل. تولى مظفَّرُ الدين إربل بعد وفاةِ أبيه وأقام بها مدَّةً وانتقل إلى الموصِلِ، ثمَّ دخل الشام واتصل بالملك الناصرِ صلاحِ الدين فأكرمه كثيرًا، وكانت له آثارٌ حسنة، وقد عمر الجامِعَ المظفري بسفحِ قاسيون، وكان قد هَمَّ بسياقة الماء إليه من ماء بذيرة، فمنعه المعظم من ذلك، واعتَلَّ بأنه قد يمُرُّ على مقابر المسلمين بالسفوح، وكان يهتَمُّ بعمل المولد الشريف اهتمامًا زائدًا حتى إنه كان يرقُصُ بنفسِه ويمارس هذه البدعةَ بنَفسِه، وقد صنَّف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدًا في المولد النبوي سماه " التنوير في مولد البشير النذير "، فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية، وقد كان محاصِرًا عكا، وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمينِ وغيرهما. بنى أربع خوانك للزمنى- ذوو الأمراض المزمنة- والأضراء، وكان يأتيهم كل اثنين وخميس، ويسألُ كل واحد عن حاله، ويتفقده، ويباسطه ويمزح معه, وبنى دارًا للنساء، ودارًا للأيتام، ودارًا للُّقَطاء، ورتَّب بها المراضع, وكان يدورُ على مرضى البيمارستان, وله دار مضيف ينزلها كل وارد، ويعطى كل ما ينبغي له, وبنى مدرسة للشافعية والحنفية، وكان يمدُّ بها السماط، ويحضر السماعَ كثيرًا، لم يكن له لذَّةٌ في شيء غيره. وكان يمنع من دخول منكَر بلدَه، وبنى للصوفية رباطين، وكان ينزل إليهم لأجل السَّماعات, ويفتَكُّ من الفرنجِ في كلِّ سنةٍ خَلقًا من الأُسارى، حتى قيل: إن جملة من استفَكَّه من أيديهم ستون ألف أسير، مات ليلة الجمعة، رابع عشر رمضان, وكانت وفاته بقلعة إربل، وأوصى أن يُحمَل إلى مكة فلم يتَّفِقْ، فدفن بمشهد علي, وقد عاش اثنتين وثمانين سنة.

العام الهجري : 1036 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1626
تفاصيل الحدث:

هو السلطان نور الدين محمد جهانكير بن أكبر بن همايون بن بابر الكوركاني المغولي، من سلالة تيمورلنك سلطان الهند، ولِدَ في ربيع الأول سنة 977 بأكبر آباد، وتولى المملكة بعد والده يوم الخميس لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة 1014، وكان اسمُه سليمًا، سماه به والده على اسم الشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي؛ لأن الشيخ بشَّر به والده قبل ولادته ودعا له، فلما استقلَّ بالملك لقَّب نفسَه نور الدين محمد جهانكير، وافتتح أمرَه بالعدل والسخاء، وقرَّب إليه العلماء، وكان صحيح العقيدة خلافًا لوالده، سمع الحديث من الشيخ محمد سعيد الهروي المشهور بمير كلان، وقرأ عليه شيئًا من العلم بأمر والده، وسمع أيضًا من المفتي صدر جهان البهانوي. تزوج بمهر النساء بنت غياث الدين الطهراني، وكانت عشيقته، فخطبها بعد ما قَتَل بعلها شيرافكن خان، فأبت ثم رضيت، فتزوج بها ولقَّبها نور جهان بيكم، فحُبِّبت إليه وملكت فؤادَه حتى ألقى زمام السلطنة بيدها، فدبَّرت لخَتنها شهريار بن جهانكير من زوجته الأخرى ليولِّيه الملك، ورغَّبت زوجها جهانكير عن ابنه شاهجهان الذي دبَّر الملك لولايته بالمُلك بعده، فوقع الخلافُ بينهما وآل إلى الحرب، وتوفي جهانكير ساخطًا عنه. وكان جهانكير رحيمًا حليمًا كريمًا شاعرًا لطيف الطبع، حسن المعاشرة ظريف المحاضرة، حسن الصورة سليم الذهن، باهر الذكاء فصيح العبارة، له يد بيضاء في التحرير والتحبير، صنَّف كتابًا في أخباره وسماه "تزك جهانكيري" وهو مقبول متداول في أيدي الناس، وصنف في أخباره معتمد خان كتابَه: إقبال نامه، ومرزا كامكار الملقب بعزت خان كتابه مآثر جهانكيري، ومن مصنفات جهانكير بندنامه بالفارسية في أوراق عديدة صنفه لأبنائه، وأمر الشيخ محمد ابن الجلال الحسيني الكجراتي أن يترجم القرآن الكريم بالفارسية ولا يباشر فيه التصنع، ولا يزيد على الترجمة اللفظية حرفًا من جانبه. توفي لثلاث بقين من صفر سنة ست وثلاثين وألف، وكانت مدت حكمه إحدى وعشرين سنة وثمانية أشهر وثلاثة عشر يومًا.

العام الهجري : 397 العام الميلادي : 1006
تفاصيل الحدث:

كان أبو ركوة من سُلالةِ هِشامِ بنِ عبدِ الملك بنِ مروان الأموي، واسمُه الوليد، هرب مِن الأندلُسِ وقصَدَ مِصرَ، بعد أن استبَدَّ المنصورُ ابنُ أبي عامرٍ بالحُكمِ في الأندلُس, وإنَّما لُقِّبَ بأبي رَكْوة؛ لرَكْوةٍ (سقاءٍ صغيرٍ) كان يصحَبُها في أسفارِه على طريقةِ الصُّوفيَّةِ، وقد سَمِعَ أبو رَكوةَ الحديثَ بالدِّيارِ المِصريَّة، ثمَّ أقام بمكَّةَ ثُمَّ رحَل إلى اليمَنِ ثمَّ دخل الشَّامَ، وهو في غُضونِ ذلك يبايِعُ مَن انقاد له، ممَّن يرى عنده هِمَّةً ونهضةً للقيام في نُصرةِ ولَدِ هِشامٍ، ثمَّ إنه أقام ببعضِ بلادِ مِصرَ في محلَّةٍ من محالِّ العَرَب، يُعَلِّمُ الصِّبيانَ ويُظهِرُ التقَشُّفَ والعبادةَ والوَرَع، ويخبِرُ بشَيءٍ مِن المُغَيَّبات، حتى خضعوا له وعَظَّموه جِدًّا، ثمَّ دعا إلى نَفسِه وذكَرَ لهم أنَّه الذي يُدعى إليه مِن الأُمَويِّين، فاستجاب له بنو قرَّةَ وغيرُهم، وسَبَبُ استجابتهم أنَّ الحاكمَ بأمرِ الله كان قد أسرَفَ في مِصرَ في قَتلِ القُوَّاد، وحَبْسِهم، وأخْذِ أموالِهم، وسائِر القبائِلِ معه في ضَنكٍ وضِيقٍ، ويودُّونَ خُروجَ المُلْك عن يَدِه، وكان الحاكِمُ في الوَقتِ الذي دعا أبو رَكوةَ بني قرَّةَ قد آذاهم، وحَبَس منهم جماعةً مِن أعيانِهم، وقتَلَ بَعضَهم، فلمَّا دعاهم أبو رَكوةَ انقادوا له. وكان بينَ بني قرَّةَ وبين زناتةَ حُروبٌ ودِماءٌ، فاتَّفَقوا على الصُّلحِ ومَنْعِ أنفُسِهم من الحاكِمِ العُبَيديِّ، فاجتمعوا على بيعةِ أبي ركوة، وخاطَبوه بأميرِ المُؤمِنينَ، ولُقِّبَ بالثَّائِرِ بأمرِ اللهِ المُنتَصِر من أعداء الله، ودخَلَ برقةَ في جَحفلٍ عَظيمٍ، فجمع له أهلُها نحوًا مِن مِئَتي ألفِ دينار، ونقَشُوا الدَّراهِمَ والدَّنانيرَ بألقابِه، فالتَفَّ على أبي ركوة من الجنودِ نحوٌ مِن سِتَّةَ عَشَرَ ألفًا، فلما بلغَ الحاكِمَ أمْرُه وما آل إليه حالُه، عَظُمَ عليه الأمرُ، وأهمَّتْه نَفسُه ومُلكُه، وعاود الإحسانَ إلى النَّاسِ، والكَفَّ عن أذاهم، ثمَّ بعث إليه جيشًا بقيادةِ ينال الطويل التركي الذي انهزم أمامَ أبي ركوةِ، وقُتِلَ ينال، فانتشَرَ ذِكرُ أبي رَكوةَ، وعَظُمَت هَيبتُه، وأقام ببرقةَ، وترَدَّدَت سراياه إلى الصعيدِ وأرضِ مِصرَ، وقام الحاكِمُ مِن ذلك وقَعَد، وسُقِطَ في يَدِه، ونَدِمَ على ما فَرَّط، وفَرِحَ جُندُ مِصرَ وأعيانُها بأمرِ أبي ركوة، وعَلِمَ الحاكِمُ بذلك، فاشتَدَّ قَلَقُه، وأظهَرَ الاعتذارَ عن الذي فعَلَه، وكتب النَّاسُ إلى أبي رَكوةَ يَستدعونَه، ومِمَّن كتَبَ إليه الحُسَينُ بنُ جوهر المعروف بقائِدِ القُوَّاد، فسار حينئذٍ عن برقةَ إلى الصَّعيدِ، وعَلِمَ الحاكِمُ، فاشتَدَّ خَوفُه، وبلغ الأمرُ كُلَّ مَبلغٍ، وجمَعَ عساكِرَه واستشارهم، وكتَبَ إلى الشَّامِ يَستدعي العساكِرَ فجاءته، وفَرَّقَ الأموالَ والدَّوابَّ والسِّلاحَ، وسَيَّرَهم وهم اثنا عشرَ ألفَ رجلٍ بين فارسٍ وراجلٍ، سِوى العرب، بقيادة الفَضلِ بنِ عبد الله الذي استطاع بعد عدَّةِ وقائِعَ أن يَهزِمَ أبا ركوةَ، فأسَرَه وأكرَمَه حتى أدخَلَه مِصرَ، ثم حُمِلَ أبو رَكوةَ على جَملٍ مُشهَّرًا به وبأصحابِه، ثُمَّ قُتِلَ وصُلِبَ، ثمَّ أكرمَ الحاكِمُ الفَضلَ وأقطَعَه أقطاعًا كثيرة، ثمَّ اتَّفَق مَرَضُ الفَضلِ فعاده الحاكِمُ مَرَّتين، فلمَّا عوفِيَ قَتَلَه شَرَّ قِتلةٍ.

العام الهجري : 846 العام الميلادي : 1442
تفاصيل الحدث:

لما ملك شاه رخ ابن الطاغية تيمورلنك، واستقلَّ بممالك العجَم وعراقة، وعظُمَ أمرُه وهابَتْه الملوك، وحُمِدَت سيرته، وشُكِرت أفعالُه، وقَدِمَت رسله إلى البلاد المصرية مرارًا عديدة, وراسلته ملوكُ مصر، إلى أن تسلطن الملك الأشرف برسباي، طلب شاه رخ أن يكسو البيت الشريف، فأبى الأشرفُ برسباي وخشَّن له الجواب. وترددت الرسلُ بينهما مرارًا، واحتجَّ شاه رخ أنَّه نذر أن يكسو البيت الشريف، فلم يلتفت الأشرف برسباي إلى كلامه، ورد قُصَّاده إليه بالخيبة. ثم أرسل بعد ذلك شاه رخ بجماعة أُخرى وزعم أنهم أشراف، وعلى يدِهم خلعة للملك الأشرف برسباي، فجلس الأشرف مجلسًا عامًّا للحكم بالإصطبل السلطاني على عادة الملوك، ثم طلب القصَّاد رسل شاه رخ، فحضروا ومعهم الخِلعة، فأمر بها الأشرف فمُزِّقت الخلعة شذَرَ مذَرَ، ثم أمر بضرب حامِلِها عظيم القصَّاد، فضُرِبَ بين يديه ضربًا مُبَرِّحًا أشرف منه على الهلاك، ثم ضَرَب الباقين، ثم أمر بهم فأُلقوا في فسقية ماء بالإصطبل السلطاني منكوسين، رؤوسُهم إلى أسفل وأرجلهم إلى فوق، والأوجاقية تمسِكُهم بأرجلهم، واستمرُّوا يغمسِونَهم في الماء حتى أشرفوا على الهلاكِ، ولا يستجرئُ أحد من الأمراء يشفَعُ فيهم ولا يتكلَّم؛ لشدة غضب السلطان في أمرِهم بكلمةٍ واحدة، والسلطان يسبُّ شاه رخ جهارًا، ويحطُّ من قَدْره، على أنه كان قليلَ الفحش والسبِّ لآحاد الناس، وصار لونُه يتغير لعِظَمِ حَنَقِه، ثم طلب القصَّادَ بين يديه، وحدَّثَهم بكلام طويل، محصولُه أنه قال لهم: قولوا لشاه رخ: الكلامُ الكثيرُ ما يصلحُ إلا من النساء، وأما الرجالُ فإن كلامهم فعلٌ، لا سيما الملوك، فإن كان له مادة وقوَّة فيتقَدَّم ويسير نحوي، وأنا ألقاه حيث شاء، وإن كان بعد ذلك ما ينتجُ منه أمرٌ فكلامُه كله فشارٌ، وهو أفشَرُ من كلامه، وكتب له بأشياءَ من هذا المعنى، وانفَضَّ الموكب، فتحققَّ كل واحد بمجيء شاه رخ إلى البلاد الشاميَّةِ، وقاسوا على أنَّه ما أرسل هذه الخِلعةَ إلا وهو قد تهيأ للقتال، وقد أفحش الأشرفُ أيضًا وأمعن في الجوابِ. فلما بلغ القان شاه رخ ما فعل الأشرف بقصَّاده، ما زاده ذلك إلا رعبًا، وسكت عن كسوةِ الكعبة، ولم يذكُرْها بعد ذلك إلى أن مات الملِكُ الأشرف، وآل المُلكُ إلى الملك الظاهر جقمق، فبعث شاه رخ رسُلَه إلى الملك الظاهر بهدايا وتُحَف، وأظهر السرورَ الزائد بسلطنته، وأنَّه لما بلغه سلطنة الملك الظاهر جقمق دُقَّت البشائر بهراة، وزُيِّنت له أيامًا، فأكرم الملك الظاهر جقمق قصَّاده وأنعم عليهم، ثم بعث السلطان إليه في الرسلية الأمير ششك بغا دوادار السلطان بدمشق، فتوجَّه إليه وعاد إلى السلطان الملك الظاهر جقمق بأجوبة مرضية. ثم بعد ذلك في سنة 846، أرسل شاه رخ يستأذِنُ في إرسال ما نذر قديمًا أنه يكسو الكعبة، فأذِنَ له السلطان الملك الظاهر جقمق في ذلك، فأرسل شاه رخ بعد ذلك كسوةً للكعبة. فصعب ذلك على الأمراء وعلى أعيان الديار المصريةِ، فلم يلتفِت السلطانُ لكلامهم، وأمر أن يأخُذَها ناظِرُ الكسوة بالقاهرة، ويبعَثَها كي تلبسَ من داخل البيت، وتكون كسوةُ السلطان من خارج البيت على العادةِ، قال ابن تغري بردي: "رأيتُ أنا الكسوةَ المذكورة، وما أظنُّها تساوي ألف دينار".

العام الهجري : 692 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1293
تفاصيل الحدث:

وقع ببعلبكَّ أمطار وسيولٌ خارجةٌ عن الحد، ففسد من كرومِها ومزارعِها ومساكِنِها ما تزيد قيمتُه على مائةِ ألفِ دينار.

العام الهجري : 502 العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

كان حِصنُ عرقة، وهو من أعمال طرابلس، بيد غلام للقاضي فخر الملك أبي علي بن علي بن عمار، صاحب طرابلس، وهو من الحصون المنيعة، فعجز غلام ابن عمار عن حمايته، فضاق به القوت وانقطعت عنه الميرة؛ لِطولِ مُكث الفرنج في نواحيه، فأرسل إلى أتابك طغتكين، صاحب دمشق، وقال له: أرسل من يتسلمُ هذا الحصن مني؛ قد عجزت عن حفظه، ولأن يأخذَه المسلمون خيرٌ لي دنيا وآخرة من أن يأخُذَه الفرنج. فبعث إليه طغتكين صاحبًا له اسمه إسرائيل في ثلاثمائة رجل، فتسلم الحصن، فلما نزل غلام ابن عمار منه رماه إسرائيل في الأخلاط بسهمٍ فقَتَله، وكان قصده بذلك ألَّا يَطَّلِعَ أتابك طغتكين على ما خلفه بالقلعة من المال، وأراد طغتكين قَصْدَ الحِصنِ للاطلاع عليه، وتقويته بالعساكر والأقوات وآلات الحرب، فنزل الغيث والثلج مدة شهرين ليلًا ونهارًا فمنعه، فلما زال ذلك سار في أربعة آلاف فارس ففتح حصونًا للفرنج، منها حصن الأكمة. فلما سمع السرداني الفرنجي ابن أخت صنجيل بمجيء طغتكين، وهو على حصار طرابلس، توجَّه في ثلاثمائة فارس، فلما أشرف أوائل أصحابه على عسكر طغتكين انهزموا، وخلوا ثقلهم ورحلهم ودوابَّهم للفرنج، فغنموا وقَوُوا به، وزاد في تجمُّلِهم، ووصل المسلمون إلى حمص على أقبح حال من التقطُّع، ولم يُقتَل منهم أحد لأنه لم تجرِ حربٌ، وقصد السرداني إلى عرقة، فلما نازلها طلب من كان بها الأمان، فأمنهم على نفوسهم، وتسلم الحصن، فلما خرج من فيه قبض على إسرائيل، وقال: لا أطلقه إلا بإطلاق فلان، وهو أسير كان بدمشق من الفرنج منذ سبع سنين، ففودي به وأُطلقا معًا، ولما وصل طغتكين إلى دمشق بعد الهزيمة أرسل إليه ملك القدس يقول له: لا تظن أنني أنقض الهدنة لِلَّذي تمَّ عليك من الهزيمة، فالملوك ينالهم أكثرُ مما نالك، ثم تعود أمورُهم إلى الانتظام والاستقامة، وكان طغتكين خائفًا أن يقصِدَه بعد هذه الكسرة فينالَ من بلده كلَّ ما أراد.

العام الهجري : 1376 العام الميلادي : 1956
تفاصيل الحدث:

بدأ العمل داخِلَ الجيش العراقي منذ عودته من فلسطين، فتشكَّلَت عدةُ مجموعات سرية أولُها نَظَّمَها الرائد "رفعت الحاج سري" عام 1952م، وقد انضَمَّ معه في التنظيم عددٌ من الضباط، على الرغم من تبايُنِ توجُّهاتِهم الفكرية، ثم تشكَّلت مجموعات أخرى من التنظيمات السرية، ثم اندمجت مجموعتا بغداد والمنصور في مجموعة واحدة وتولَّى قيادتها العميد عبد الكريم قاسم، وكان لقيادات هذه المجموعات صِلاتٌ مع قيادات بعض الأحزاب السياسية المعارضة أو بعض المسؤولين الكبار في الدولة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين؛ من أجل الدعم أو الحماية، فكان العميد عبد الكريم قاسم شديدَ الصلة برئيس الوزراء نوري السعيد حتى غدا من المقرَّبين إليه ويثِقُ به ولا يهتَمُّ بما يقال عنه، بينما كان عبد السلام عارف يتَّصِلُ بالفريق رفيق عارف ويتودَّدُ إليه حتى صار من أعوانه؛ يدافِعُ عنه ويحميه، وليس بينهما صلة قرابة، وإنما تشابُهٌ في اسم الأسرة. وتدريجيا صار أكثَرُ هؤلاء الضباط في هذه المجموعات على الرغم من تبايُنِ توجُّهاتهم الفكرية وتنوُّع انتماءاتهم يَعرِفُ بعضهم بعضًا، ويجمعهم هدف مشترك هو معارضة الحكم الملَكي القائم والرغبة في تغييره، فأطلقوا على أنفسهم "الضبَّاط الأحرار" نفس الاسم الذي تسمى به قادة ثورة 23 يوليو في مصر، ثم شكَّلوا لجنةً منهم لتنظيم الأمر أطلق عليها "المنظمة المركزية" دلالة على تأثرهم بالحركة الشيوعية، ووصل عدد أعضاء هذه المنظَّمة قبل الثورة بسنة 14 ضابطًا: اثنين عمداء، وستة برتبة مقدم، واثنين برتبة رائد. جميعُهم عرب، ولم يكن بينهم أيُّ كُردي، وأغلبهم سُنَّة عدا اثنين شيعة، وكانت أكثر اللقاءات تُعقَدُ في منزل الرائد الطيار محمد السبع، ولَمَّا لم يكن جميعُ أعضاء المنظَّمة المركزية أصحاب فكر واحد؛ لذا لا يمكن أن يتَّفِقوا على صيغة محددة للعمل بعد نجاح حركتِهم، وإنما اكتَفَوا بوضع خطوط عريضة أطلَقَ عليها اسم "الميثاق الوطني"، وكان هدفهم إنهاء الحكم الملكي في العراق.

العام الهجري : 300 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الداخِل، صاحِبُ الأندلس، وليَ الأمرَ بعد أخيه المُنذِر بن محمد في صفر سنة 275، وطالت أيامُه، وبقي في المُلكِ خمسًا وعشرين سنةً وأحد عشر شهرًا، وكان من الأمراءِ العادلين الذين يَعِزُّ وجودُ مثلهم. كان صالحًا تقيًّا، كثيرَ العبادةِ والتلاوة، رافعًا لِعَلمِ الجِهادِ، مُلتَزِمًا للصَّلواتِ في الجامعِ، وله غَزواتٌ مَشهورةٌ، منها غزوةُ "بلي" التي يُضرَبُ بها المثل. وذلك أنَّ ابنَ حفصونَ حاصرَ حِصنَ بلي في ثلاثين ألفًا. فخرج الأميرُ عبد الله من قُرطُبةَ في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابنَ حَفصونَ، وتبعه قتلًا وأسرًا، حتى قيل: إنَّه لم ينجُ مِن الثّلاثين ألفًا إلَّا النَّادُّ, وكان عبد الله أديبًا عالِمًا. مات وكان عمُرُه اثنتين وأربعين سنة، وخلَّف أحدَ عشَرَ ولدًا ذكرًا، أحدُهم محمَّد المقتول, وهو والدُ عبد الرحمن الناصر، قتله أخوه المطرف فِي صدرِ دولة أبيهما، ولَمَّا توفِّيَ عبدالله تولى بعده ابنُ ابنِه عبد الرحمن بن محمَّد لمدة خمسينَ سنةً.