الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 895 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 1409 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1989
تفاصيل الحدث:

وقعَتْ أزمةٌ بين موريتانيا والسنغال، بسبب الزُّنوجِ في الصحْراءِ المتاخِمة للبلَدَينِ، فقد قُتِلَ اثنانِ من السنغاليِّينَ في قريةٍ على الحدود في الجنوب الشرقي من موريتانيا على يدِ رُعاةٍ موريتانيِّينَ من الزُّنوج، وقام وزيرُ الداخليَّةِ السنغاليِّ بزيارة موريتانيا، وقابَلَ الرئيس، وأعلَنَ الوزيرُ أنَّ الأمر مُبَيَّتٌ، ولن تَسكُتِ السنغالُ، فقام في اليوم التالي السنغاليُّونَ بمظاهَراتٍ في البلدة القريبة من الحادث، وهاجموا محلاتِ الموريتانيِّينَ، ونهبوها، ثم حَرَقوها، وقَتَلوا مَنِ استطاعوا قَتلَه منهم، ومَثَّلوا بجُثَثِهم، وعمَّتِ المظاهَراتُ أجزاءَ السنغال، وفعَلوا كما فعَلَ إخوانُهم في تلك القرية، وهرَبَ مَنِ استطاع الهربَ منَ الموريتانيِّينَ إلى المساجِدِ، أو القُنْصليَّة التي لم تَسلَمْ كذلك من الهجومِ، وتَعرَّضَ ما يُقارِبُ من نصف مليون موريتانيٍّ في السنغال للأذى، ثم في 19 رمضان انفجَرَ الوضْعُ في موريتانيا على ما فعَلَه السنغاليون في بلادهم، فهاجموا الرعايا السنغاليِّينَ في موريتانيا، وقاموا بنفس ما قام به السنغاليُّونَ بإخوانِهم الموريتانيِّينَ، ثم سَيْطَرت الحكومةُ على الوضع، وأُعلن منعُ التجوُّلِ، وجُمِعَ السنغاليُّونَ في المساجِدِ والمعارضِ، وشُدِّدت عليهم الرقابةُ، ثم عاد الأمر، وتفجَّرَ في السنغال في 24 رمضان، وأخذ القتلُ يلحَق بالموريتانيِّينَ حتى أَعلنت الدولةُ حالةَ الطوارئِ، ثم تمَّ الاتفاق على نقلِ رَعايا كل بلدٍ إلى بلدِه، فنُقِلَ أكثرُ من مِئَتَيْ ألف موريتانيٍّ من السنغال، ومئةُ ألفِ سِنغاليٍّ من موريتانيا.

العام الهجري : 168 العام الميلادي : 784
تفاصيل الحدث:

ثار أبو الأسود محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفِهري بالأندلس، وكان من حديثه: أنَّه كان في سِجنِ عبد الرحمن بقُرطبةَ مِن حينِ هرب أبوه، وقُتِل أخوه عبد الرحمن، وحُبِس أبو الأسود، وتعامى في الحبسِ ثمَّ هرب منه واجتمعَ حَولَه خَلقٌ كثيرٌ، فرجع بهم إلى قتال عبد الرحمن الداخل، فالتقيا على الوادي الأحمر بقسطلونة، واشتدَّ القتال، ثم انهزم أبو الأسودِ، وقُتِلَ من أصحابِه أربعةُ آلاف سوى من تردَّى في النهر، واتَّبَعه الداخل يقتُلُ من لحِقَ، حتى جاوز قلعةَ الرباح، ثم جمَعَ وعاد إلى قتالِ الداخل، في سنة تسع وستين، فلما أحسَّ بمَقْدَمةِ الأمويِّ انهزم أصحابُه وهو معهم، فأُخِذَ عيالُه، وقُتِلَ أكثَرُ رجاله، وبَقِيَ إلى سنة سبعين، فهلك بقريةٍ مِن أعمال طليطِلة. وقام بعده أخوه قاسِمٌ وجمع جمعًا، فغزاه الأميرُ، فجاء إليه بغيرِ أمانٍ فقَتَله.

العام الهجري : 170 العام الميلادي : 786
تفاصيل الحدث:

هو الخليلُ بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيديُّ الأزدي اليحمدي، أبو عبد الرحمن: من أئمَّة اللغة والأدب، وواضِعُ علم العروضِ، إمامُ اللغة المعروف، ولد سنة 100هـ ونشأ بالبصرة، وأخذ النحوَ والقراءةَ والحديث عن أئمَّة العربية وكِبار الرواة، رحل إلى الباديةِ فسَمِعَ الفصيحَ وجمَع الغريبَ، حتى نبغَ في اللغة فأصبح عَلَمَها المشهورَ، وعنه أخذ سيبويهِ، انكَبَّ على العلم يستنبِطُ ويُعَلِّم ويؤلِّف، مع تقشُّفٍ في المعيشة وزُهدٍ، قيل: كان أوَّلًا على مذهب الخوارج الإباضيَّة، ثم رجع إلى مذهب أهل السنَّة، وهو أوَّل من ابتكر عِلمَ العَروضِ، وابتكر المُعجَمات ووضَعَ الخَطَّ على الشَّكلِ المُستعمَل، ألَّفَ في العَروض والخَطِّ والشَّكل والنَّقط والإيقاع، وأما أهمُّ مؤلَّفاته فهو كتاب "العَين" وهو معجَمٌ مُرَتَّبٌ على حسَبِ مخارجِ الحروفِ، مُبتدئا بحرفِ العين، فسُمِّي بذلك، لكنه لم يُتِمَّه، وكان سببُ موتِه أنَّه اصطدم رأسُه بساريةٍ في المسجدِ ارتَجَّ منها دماغُه، فكانت سببَ موته.

العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:

بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1968
تفاصيل الحدث:

كان الفلسطينيون يشكِّلون نسبةً عاليةً من تَعداد سكان الأردن في تلك الفترة، يتمركزون في بلدة الكرامة على الجانب الأردني، وكانوا قد استهدفوا إسرائيلَ مرارًا عبر هَجَمات خلال الحدودِ مِن قِبَل الفدائيين الفلسطينيين. وكرَدِّ فعلٍ على مجموعةٍ من الهجمات التي صدرت من جانب حدود الأردن قام جيشُ الدفاع الإسرائيلي باجتياح بلدة الكرامة في 21 مارس، وقد أعلن رئيسُ الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول في حينها أنَّ الهدفَ من العملية هو منعُ موجة جديدة من الإرهاب؛ فقُتِلَ في ذلك الاجتياح 128 فلسطينيًّا، وقيل 170. وكاد الإسرائيليون أن ينتصروا ويُكمِلوا اجتياحهم لولا تدخُّل الجيش الأردني بقيادة "مشهور حديثة" فقامت معركة كبيرةٌ بين الجيشين عُرِفَت باسم معركة الكرامة. قُتِلَ في المعركة 250 جندي إسرائيلي وجُرح 450، كما فقد جيشُ الدفاع الإسرائيلي مئات الآليات. وقُتِل من جانب الجيش الأردني 60 جنديًّا. وصُنِّف هذا النصرُ على أنَّه أول انتصار لجيش عربي على إسرائيل.

العام الهجري : 1440 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

أعلنَ الجيشُ السودانيُّ عَزلَ الرئيسِ عُمرَ البشيرِ واعتِقالَه في مكانٍ آمِنٍ، بعدَ احتِجاجاتٍ واسِعةٍ في الشارعِ السودانيِّ، وتمَّ تولِّي المجلِسِ العَسكريِّ برئاسةِ وزيرِ الدِّفاعِ أحمدَ عوض بنِ عوفٍ مقاليدَ السُّلطةِ في 11 أبريلَ 2019م، مُزيحًا البشيرَ عن رأسِ السلْطةِ.
ويُعدُّ عُمر حسن أحمد البشيرِ من مواليدِ 1 يناير 1944م وهوَ رئيسُ جُمهوريَّةِ السودانِ منذُ (1989م – 2019م)، ورئيسُ حِزبِ المؤتمرِ الوطنيِّ، وصلَ إلى السُّلطةِ بانقِلابٍ عسكريٍّ على حكومةِ الصادقِ المهْديِّ، وتولَّى عمرُ البشيرُ منصِبَ رئيسِ مجلسِ قيادةِ ثَورةِ الإنقاذِ الوطنيِّ، وجمعَ بين منصِبِ رئيسِ الوزراءِ ومنصِبِ رئيسِ الجُمهوريَّةِ حتى عامِ 2017م عندما فَصلَ منصِب رئيسِ الوزراءِ وَفقًا لتوْصِياتِ الحوارِ الوطنيِّ السودانيِّ وعُيِّنَ بكري حسن صالح رئيسًا للوزراءِ. وتُعدُّ فترةُ حُكمِه الأطولَ في تاريخِ السودانِ الحديثِ؛ حيثُ قضى ثلاثينَ عامًا تقريبًا في السُّلطةِ.

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

محمَّد عمارةَ مُصطفى عمارة، وُلِد عام 1350هـ / 1931م، وكان عضوًا في مَجمَعِ البحوثِ الإسلامية بالأزهَر، وعضْوَ هَيئةِ كِبار عُلماء الأزهر، وعضْوَ المجلِسِ الأعلى للشُّؤون الإسلاميةِ بمِصر، ورَئيسَ تَحرير مجلَّة الأزهرِ.
كان ماركسيًّا، ثم هَداهُ الله فأصبَح مِن الكُتَّاب الإسلاميِّينَ، ولكنَّه كان يَخلِطُ في كِتاباتِه بين الفِكر الاعتزاليِّ العَقْلاني والمنهجِ السَّلَفي، وله انتقاداتٌ جيِّدة على العَلْمانيِّين حتى أصبَح شَوكةً في حُلوقِهم.
له عشَراتُ المؤلَّفات؛ منها: (التفسير الماركسيُّ للإسلام)، و(نَهضتنا الحديثة بين العلْمانية والإسلام)، و(الإسلام والتعدُّدية)، و(جمال الدين الأفغانيُّ مُوقِظ الشرق وفَيلسوف الإسلام)، و(نقْض كتاب الإسلام وأُصول الحكم)، و(خطَر العَولمةِ على الهويَّة الثقافية)، و(المواجَهة بين الإسلام والعَلْمانية)،  و(تهافُت العَلمانية)، و(التشيُّع الفارسيُّ المعاصر - خَفايا المؤامرة). كما حقَّق مجموعةً من الأعمال الكاملة لعددٍ من الكُتاب؛ منهم: رِفاعة الطَّهطاوي، وجمال الدِّين الأفغاني، ومحمد عبْده، وعبد الرحمن الكَواكبي، وقاسم أمين.

العام الهجري : 140 العام الميلادي : 757
تفاصيل الحدث:

استطاع عاصِمُ بن جميل أن يهزِمَ حبيبَ بن عبد الرحمن الفهري، فدخل القيروان وولَّى عليها عبد الملك بن أبي الجعد، وسار هو خلفَ حبيب حتى قتلَه فأصبح للصفرية نفوذُهم الكبير في المغرب، ثم لما انهزموا أمام الإباضيَّة اتجهوا نحو المغرب الأقصى والأوسط، واستطاع أبو قرةَ تأسيسَ دولةٍ في ناحية تلمسان، كما استطاع أبو القاسِمِ سِمكو بن واسول إرساءَ قواعِدِ دولةِ بني مدرارٍ في سجلماسة.

العام الهجري : 552 العام الميلادي : 1157
تفاصيل الحدث:

جَمعَ شاه مازندران رستم بنُ عليِّ بنِ شهريار عَسكرَهُ، وسارَ ولم يَعلَم أَحَدٌ جِهَةَ مَقصِدِهِ، وسَلكَ المَضايِقَ، وجَدَّ السَّيْرَ إلى بلدِ ألموت، وهي للإسماعيليَّةِ على الرغمِ من أنه شِيعِيٌّ شَديدُ التَّشَيُّعِ، فأَغارَ عليها وأَحرقَ القُرَى والسَّوادَ، وقَتَلَ فأَكثرَ، وغَنِمَ أَموالَهم، وسَبَى نِساءَهُم، واستَرَقَّ أَبناءَهُم فباعَهُم في السُّوقِ وعادَ سالِمًا غانِمًا، وانخَذلَ الإسماعيليةُ، ودَخَلَ عليهم من الوَهَنِ ما لم يُصابوا بمِثلِه، وخَرِبَ من بِلادِهم ما لا يُعَمَّر في السِّنين الكَثيرَةِ.

العام الهجري : 557 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ الخليفةُ المستنجد بالله قلعة الماهكي، وسببُ ذلك أنَّ سنقر الهمذاني، صاحبها، سلَّمَها إلى أحد مماليكه ومضى إلى همذان، فضَعُف هذا المملوك عن مقاومة ما حولها من الغزِّ الأتراك التركمان والأكراد، فأشيرَ عليه ببيعها على الخليفةِ، فراسل في ذلك، فاستنزله المستنجِدُ عنها بخمسة عشر ألف دينار وسلاحٍ وغير ذلك من الأمتعة، وعِدَّة من القرى، فسلَمَّها واستلم ما استقَرَّ له، وأقام ببغداد، وهذه القلعة لم تَزَلْ من أيام المقتدر بالله بأيدي التركمان والأكراد.

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1927
تفاصيل الحدث:

هو سعدُ بنُ إبراهيم زغلول، لُقب بزعيم نهضة مصر السياسية، وكان من أبرز خطبائِها في عصره. ولِدَ في إبيانة من قرى الغربية في يوليو عام 1858م وتوفِّيَ والده وهو في الخامسة، التحق سعد زغلول في السابعة من عمره بكُتَّاب القرية، حيث مكث فيه خمس سنوات، تعلَّم فيه القراءة والكتابة، وحَفِظ القرآن الكريم في سنة 1873م. ثم انتقل سعد زغلول إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر، وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، ولازم جمالَ الدين الأفغاني مدة، واشتغل بالتحرير في جريدة الوقائع المصرية مع الشيخ محمد عبده، واشترك بالثورة العُرابية، وقُبِض عليه سنة 1299هـ بتهمة الاشتراك في جمعية سرية، قيل إنها تسعى لقلب نظام الحكومة، فسُجِن شهورًا، ثم أُفرِجَ عنه، وحصل على إجازة الحقوق، واشتغل بالمحاماةِ حتى اختيرَ قاضيًا ثم مستشارًا، ثم تولى وزارة المعارف، فالعدل، فوكالة رئاسة الجمعية التشريعية، وقاد مصر بعد الحرب العالمية الأولى فتسَلَّم رئاسة الوزراء، ورئاسة مجلس النواب، وقام بالثورات ضِدَّ الإنجليز وظهر في صورة البطل الذي عَمِلَ على استقلال البلاد، مع أنَّ كل ما كان يفعَلُه تحت مرأى ومسمع إنجلترا!! وكان منعه من العمل السياسي واعتقالُه ونفيُه أكثَرَ من مرة قد ساهم في جعله زعيمًا وطنيًّا نافس زعماء وطنيين مصريين، مثل: مصطفى كامل، وخليفته محمد فريد، بل قيل إن بريطانيا هي من كلَّفته بالعمل للسفر إلى باريس لعَرضِ قضية استقلال البلاد، ومع ذلك منعته من السفر، ثم نفته إلى مالطا؛ ليصبح بذلك بطلًا وزعيمًا وطنيًّا يُصَفِّق لكل قراراته الجمهورُ المصري!! وكانت زوجته صفية فهمي التي تُعرَف بصفية زغلول على مبدأ الغربِ، هي من قامت بحرق حجابها بعد أن خلعَتْه هي وهدى شعراوي في ميدان الإسماعيلية في إحدى المظاهرات المنَدِّدة بالاحتلال الإنجليزي لمصر خلال ثورة 1919م!! لَمَّا عاد سعد زغلول من بريطانيا سنة 1920م كبطل وزعيم قومي أُعِدَّ لاستقباله خيمتان كبيرتان: خيمة للرجال، وخيمة للنساء، ولَمَّا نزل من الطائرة بدلًا من أن يتجه إلى خيمة الرجال توجَّه إلى خيمة النساء، وكانت مليئة بالنساء المحجَّبات، فلما وصل الخيمة استقبلته هدى شعراوي أمام الناس جميعًا، وعليها حجابُها، فنزع حجابَها عن وجهها فصَفَّقَت هي وصَفَّق جميعُ النساء الحاضرات ونزَعْن حجابهن!!

العام الهجري : 298 العام الميلادي : 910
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ يحيى بن إسحاق الراوندي نسبةً إلى راوند بلدةٍ مِن أصبهان، ولد عام 210, فيلسوف مجاهرٌ بالإلحاد، له مناظراتٌ ومجالسُ مع علماء الكلام، انفرد بمذاهِبَ نُقِلَت عنه في كتبه، كالقول بالحُلوليَّة، وتناسُخ رُوح الإله في الأئمَّة، وكان يلازِمُ الرافضةَ والملاحِدةَ، فإذا عوتِبَ قال: "أنا أريدُ أن أعرِفَ مذاهبَهم"، ثم كاشَفَ وناظَرَ، وصنَّف في الزندقة- لعنه اللهُ- قيل: إنَّ أباه كان يهوديًّا فأظهَرَ الإسلامَ، قال ابن حجر: "كان أوَّلًا مِن متكَلِّمي المعتَزِلة، ثم تزندقَ واشتَهَر بالإلحادِ" وقيل: إنه كان لا يستقِرُّ على مذهبٍ ولا يَثبُتُ على شيءٍ، ويقال: كان غايةً في الذكاءِ، قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي: "كنتُ أسمع عنه بالعظائمِ، حتى رأيتُ له ما لم يَخطُرْ مِثلُه على قلبٍ" وهو أحدُ مشاهير الزنادقة، طلبه السلطانُ فهرب إلى ابن لاوي اليهودي بالأهواز، وصَنَّفَ عنده مصنَّفات، منها كتاب "الدامغ للقرآن" وضعه ليطعنَ به في القرآنِ، وفي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم. ثمَّ لم يلبث إلَّا أيامًا حتى مرِضَ ومات, وكتابٌ في الرَّدِّ على الشريعةِ سمَّاه "الزمردة"، قال ابن عقيل: "عجبي كيف لم يُقتَلْ وقد صنَّف «الدامغ»" قال بعضُ اليهودِ للمُسلمينَ: لا يُفسِدَنَّ عليكم هذا كتابَكم، كما أفسَدَ أبوه علينا التوراةَ". واختُلِفَ في موته، فقيل: مات وهو عند اليهوديِّ، وقيل: بل صُلِبَ، عاش أكثَرَ مِن ثمانين سنة، فلا رَحِمَه الله. وجازاه بما يستحِقُّه.

العام الهجري : 589 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

هو أتابك أبو المظفر عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي بن آقسنقر التركي، صاحِبُ الموصل، وكان عزُّ الدين مُقَدَّم الجيوش في أيام أخيه سيف الدين غازي, وكان يزور الصالحينَ، وفيه حِلمٌ وحياءٌ ودينٌ وقيامُ ليل، وفيه عَدلٌ. ولما توفي أخوه سيف الدين استقَلَّ عز الدين بالمُلك من بعده، وعمل المصافَّ مع صلاح الدين على قرونِ حماة، فانكسر مسعودٌ سنة سبعين، ثم ورث حلب، أوصى له بها ابن عمه الصالح إسماعيل، فساق وطلع إلى القلعة، وتزوج بوالدة الصالح، فحاربه صلاحُ الدين، وحاصر الموصِلَ ثلاث مرات، ولَمَّا بلغ صلاح الدين أن مسعودًا راسل الفرنج يحثُّهم على حرب صلاح الدين، غضب وسار، فنازل حلب جمادى الأولى سنة ثمان، ثم ترحَّل بعد ثلاث، وجرت بينهما أمور، ثم تصالحا، وكان موتُهما متقاربًا, وتمكن حينئذ مسعود، واطمأن، إلى أن مات بعد صلاحِ الدين بأشهر بعلة الإسهالِ، فعاد إلى الموصل مريضًا، فبَقِيَ في مرضه إلى التاسع والعشرين من شعبان، فتوفي بالموصل، ودُفِنَ بالمدرسة التي أنشأها مقابِلَ دار الملكة، وقيل: إنه كان قد بقي ما يزيد على عشرة أيام لا يتكلم إلَّا بالشهادتين، وتلاوة القرآن، وإذا تكَلَّم بغيرها استغفَرَ الله، ثم عاد إلى ما كان عليه، فرُزِقَ خاتمة خَيِّرة، وقد خلَّفَه بعد موته أخوه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود. مات عن ابنين: القاهر مسعود، والمنصور زنكي.

العام الهجري : 636 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1238
تفاصيل الحدث:

بلنسية مدينة شهيرة بالأندلس، تقع شرقيَّ مدينتي تدمير، وقرطبة، وتتَّصِلُ بزمام إقليم مدينة تدمير. وفي بلنسية تأسَّست مملكة إسلامية عام 401 (1010م) على يدِ اثنين من موالي المنصور بن عامر ووقعت بلنسية في القرون التالية تحت سيطرة حكام ملوك الطوائف. ثمَّ المرابطين، ثم الموحدين، إلى أن سقطت في أيدي الفرنجة سنة 636 (1238م) بعد سقوط قرطبة. وفي يوم الجمعة 27 صفر سنة 636 (9 أكتوبر 1238م) دخل خايمي ملك أراجون بلنسية ومعه زوجته وأكابر الأحبار والأشراف والفرسان، بعد أن قام بحصارِ مدينة بلنسية التي تعتبر كبرى قواعد شرقي الأندلس، فاستولى عليها الإفرنج الأسبان بعد هذا الحصارِ، وكان أميرُها أبو جميل زيان بن سعد بن مردنيش يرسِلُ إلى أبي زكريا يحيى الحفصي صاحبِ تونسَ وفدًا برئاسة كاتبه عبد الله بن الأبار القضاعي يستنجِدُه ويطلُبُ عَونَه، فلم تغن هذه الاستغاثة شيئًا، ويذكر أن البابا غريغوار التاسع قد أسبغ على هذا الاستيلاء صفةَ الحرب الصليبية، ورفع علم أراجون على المدينة المنكوبة، وحُوِّلت المساجد إلى كنائس، وطُمِسَت قبور المسلمين، وقضى المَلِك عدةَ أيام يقسم دور المدينة وأموالها بين رجاله وقادته ورجال الكنيسة, وهكذا سقطت بلنسية في أيدي نصارى الأسبان بعد أن حكَمَها المسلمون أكثر من 5 قرون.

العام الهجري : 1280 العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:

هي لالا فاطمة نسومر، وتسمى أيضًا لالة فاطمة، واسمُها الحقيقي هو (فاطمة سيد أحمد محمد بن عيسى)، و"لالة أو لالا" هي لفظةُ توقير أمازيغية تعني "السيدة" وهي من أبرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية في بدايات الغزو الفرنسي للجزائر. وُلِدَت لالا فاطمة نسومر بقريةِ ورجة قرب عين الحمام سنة 1246هـ /1830م في أسرةٍ تنتمي إلى الطريقة الرحمانية، وأبوها محمد بن عيسى مقدَّم زاوية الشيخ سيدي أحمد أومزيان شيخ الطريقة الرحمانية. وأمُّها لالا خديجة. نشأت لالا فاطمة نشأةً دينية وبعد وفاةِ أبيها وجدت نفسَها وحيدةً منعزلة عن الناس فتركت مسقَطَ رأسها وتوجَّهت إلى قرية سومر؛ حيث يقطنُ أخوها الأكبر سي الطاهر، وإلى هذه القريةِ نُسِبَت. قاومت الاستعمارَ الفرنسي مقاومةً عنيفة أبدت خلالَها شجاعةً وبطولة متفردتين، حتى تمكَّن الفرنسيونَ مِن إلقاء القبض عليها في وادي يسر، فحُكِمَ عليها بالإقامة الجبرية بـ(تورثاثين) بمنطقة العيساوية التي تبعد15 كم عن مدينة تابلاط التي تحتَضِنُ الزاوية العيساوية التي كان يديرها "الباي محي الدين" كسجن، فاختارت لالا فاطمة لنفسِها هذه الزاوية للتعبُّدِ والدراسة، حتى مرضت وانتقلت إلى جوار ربِّها دون أن يتجاوزَ عُمرُها 33 سنة, ويقال إنها ماتت مسمومة في فرنسا، ثم دُفِنَت في مقبرة سيدي عبد الله قبل أن يتمَّ نَقلُ رُفاتها إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية سنة 1995م.