الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1003 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 434 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1043
تفاصيل الحدث:

خرج بمِصرَ إنسانٌ اسمُه سكين وقيل سُليمان، كان يُشبِهُ الحاكِمَ صاحِبَ مِصرَ، فادَّعى أنَّه الحاكِمُ، وقد رجعَ بعد موتِه، فاتَّبَعه جمعٌ مِمَّن يعتَقِدُ رَجعةَ الحاكِمِ، فاغتنموا خُلوَّ دار الخليفةِ بمصرَ مِن الجند وقصَدوها معه نِصفَ النَّهار، فدخلوا الدهليز، فوثَبَ من هناك من الجندِ، فقال لهم أصحابُه: إنَّه الحاكِمُ، فارتاعوا لذلك، ثمَّ ارتابوا به، فقَبَضوا عليه، واقتَتلوا، فتراجع الجندُ إلى القصرِ، والحَربُ قائمة، فقُتِلَ من أصحابه جماعة، وأُسِرَ الباقون وصُلِبوا أحياءً، ورماهم الجندُ بالنشابِ حتى ماتوا.

العام الهجري : 563 العام الميلادي : 1167
تفاصيل الحدث:

أرسل آقسنقر الأحمديلي، صاحب مراغة، إلى بغداد يسأل أن يخطب للملك الذي هو عنده، وهو ولد السلطان محمد شاه، ويبذل أنه لا يطأ أرض العراق، ولا يطلب شيئًا غير ذلك، وبذل مالًا يحمله إذا أجيب إلى ما التمسه، فأجيب بتطييب قلبه، وبلغ الخبر إيلدكز صاحِبَ البلاد، فساءه ذلك، وجهَّزَ عسكرًا كثيفًا، وجعل المقدَّمَ عليهم ابنَه البهلوان، وسيَّرَهم إلى آقسنقر، فوقعت بينهم حربٌ أجْلَت عن هزيمةِ آقسنقر وتحصُّنه بمراغة، ونازله البهلوان بها وحصَره وضَيَّقَ عليه. ثم ترددت الرسل بينهم، فاصطلحوا، وعاد البهلوان إلى أبيه بهمذان.

العام الهجري : 724 العام الميلادي : 1323
تفاصيل الحدث:

وقعت فِتنةٌ بأصبهان قُتِلَ بسَببِها ألوفٌ من أهلها، واستمَرَّت الحربُ بين أهلها شهورًا، وقَحَطَت بلادُ الشرق، فقَدِمَت طوائف إلى بلاد الشام، وكان الجراد قد أتلف زُروعَها، فجهز الأمراءُ مِن مِصرَ الغِلالَ الكثيرةَ في البحر إلى بيروت وطرابلس، فكان ما حُمِلَ من جهة السلطان الناصر محمد بن قلاوون والأمراء نحو عشرين ألف أردب سوى ما حمله التجَّار، فانحَطَّ السِّعرُ وكُتِبَ بإبطال مُكسِ الغَلَّة بالشام، وفَشَت الأمراضُ في الناس بالشام ومصر والصعيد، وكثر الموت السريعُ، ومَرِضَ السلطانُ ثمانية عشر يومًا وعُوفِيَ.

العام الهجري : 893 العام الميلادي : 1487
تفاصيل الحدث:

كانت الحرب الأولى للعثمانيين مع المماليك في سنة 891 حيث أُسِرَ فيها القائد العثماني أحمد بك بن هرسك، فأراد السلطان العثماني بايزيد الثاني الثأرَ فجهَّز جيوشًا برية وبحرية وانضم للماليك زعيم الآق قوينلو، ثم أراد السلطان المملوكي قايتباي أن يصلحَ الأمر فأطلق سراح الأسارى العثمانيين، ومنهم أحمد هرسك، ولكن هذا لم يُجدِ نفعًا, فنجح قائد الجيوش المملوكية الأمير أزبك في الوصول إلى أذنة ومن معه من القوات الموالية، فحاصرها ثلاثة أشهر ثم دخلها عَنوةً، وأسر وغنم واحتفلت القاهرة بهذا النصر أسبوعًا.

العام الهجري : 918 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1512
تفاصيل الحدث:

بعد أن وزَّعَ السلطان بايزيد الثاني الولايات على أولاده حاول سليم أن يعلِنَ نفسه سلطانًا فحاربه أبوه، ثم عفا عنه، ثم في 18 صفر من هذه السنة ترك السلطان بايزيد حكمَ الدولة لابنه سليم الأول، وذلك بدعم من الجيش الانكشاري الذي سار به إلى استانبول، وكان الانكشارية ينظرون إليه على أنه الأمل المرتجى في بعثِ النشاطِ الحربيِّ للدولة العثمانية بصورة أوسع، ودفْع حركة الفتوحات إلى الأمام؛ ولذلك بادر الجيش إلى معارضة والده وتولية ابنه سليم مكانَه، فوافق واستقال من السلطنة معلنًا ابنه سليمًا الأول سلطانًا على الدولة العثمانية.

العام الهجري : 945 العام الميلادي : 1538
تفاصيل الحدث:

كان العثمانيون قد تحالفوا مع الفرنسيين على غزو إيطاليا: العثمانيون بحرًا من الجنوب، والفرنسيون برًّا من الشمال، لكنَّ العثمانيين ترددوا في الاستمرار؛ خشية من التمرد الأوربي عمومًا، وكانت فرنسا تشجِّعُها على الاستمرار لإنقاذ جزيرة كورفو من البنادقة، فتابعت فرنسا سيرَها من الشمال حتى احتلَّت ميلانو وجنوة، ثم قام البابا بالتوسُّط بين فرانسوا ملك فرنسا، وبين النمسا في سبيل الوحدة الأوربية عمومًا، ووعد فرانسوا أيضًا بالاشتراك في حرب صليبية ضدَّ العثمانيين، في الوقت الذي كان العثمانيون يجهِّزون جيشًا من ألبانيا لنقله إلى إيطاليا، ووعد فرانسوا بسحب جيوشِه من الشمال.

العام الهجري : 1048 العام الميلادي : 1638
تفاصيل الحدث:

اندلعت الحرب مع الشيعة الصفوية في العراق عام 1044هـ/1634م، فقاد السلطان مراد الرابع الجيوش بنفسه واتجه إلى بغداد، وكان عباس شاه فارس قد استولى عليها وقتل واليها العثماني وأذل أهل السنَّة بها وعمل بهم الأفاعيل، فحاصر السلطان مراد بغداد وهدم جزءًا كبيرًا من أسوارها بالمدفعية ودخلها, وقتل من جنود الشيعة عشرين ألفًا، ثم أقام بها مدة جدَّد عمارتها، وأصلح ما تهدم من أسوارها، وعين لها وزيرًا، وكان هذا السلطان يباشر الحروبَ بنفسه، ثم تم الاتفاق بين الدولتين على أن تسترد إيران مدينة إيريفان وأن تتخلى عن مدينة بغداد.

العام الهجري : 1361 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

بعد أن أجبَرَ الإنجليز رضا شاه بهلوي بالتنازل عن الحكم لابنه محمد بسبب ميوله للألمان عُقِدَت معاهدة ثلاثية بين إيران وبريطانيا وروسيا في 12 محرم / 29 يناير اعترفت بريطانيا وروسيا فيها بوَحدة الأراضي الإيرانية واستقلالها وسيادتها، وتعهدت الدولتان بالدِّفاعِ عن إيران ضِدَّ أي اعتداء، كما احتفظتا بما تراه ضروريًّا من قوات برية وبحرية وجوية على أرض إيران، وتعهَّدتا بسحب قواتهما خلال ستة أشهر بعد انتهاءِ الحرب مع ألمانيا، ولكِنَّ المعاهدة كانت في الواقع عبارةً عن إطلاق يدِ كُلٍّ من هاتين الدولتين في إيران وسياستِها.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1960
تفاصيل الحدث:

اتفقت إنجلترا وفرنسا عام 1308هـ / 1890م على تعيين الحدود واقتسام مناطق النفوذ بينهما في منطقة وسط أفريقيا، وكانت منطقة النيجر من نصيبِ فرنسا، وتمكَّنَت من السيطرة التامة على النيجر كاملةً عام 1341هـ / 1923م وأخذت تطَبِّقُ سياسَتَها الاستعمارية، ثم بعد الحرب العالمية الثانية قَبِلَت النيجر بدستور ديغول وحصَلَت على الاستقلال الداخلي، وأعلنت الجمهورية ضِمنَ المجموعة الفرنسية، ثم أخذت بالمطالبة بالخروج من المجموعة والاستقلال التام، وحصلت عليه في 10 صفر 1380هـ / 3 آب وتولى هاماني ديوري زعيمُ الحزب النيجري التقدمي رئاسةَ الجمهورية.

العام الهجري : 1405 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1985
تفاصيل الحدث:

انعقدَتْ قمَّةُ الدار البَيْضاءِ بناءً على دَعْوةٍ من الحَسَنِ الثاني مَلِك المملكةِ المغربيَّةِ. وصدَرَ عن المُؤتَمَرِ بيانٌ ختاميٌّ تضمَّنَ مجموعةً من القراراتِ أهمُّها:
- تأليفُ لَجنَتَينِ لتنقيةِ الأجواءِ العربيَّةِ، وحلِّ الخلافاتِ بين الأشِقَّاءِ العرب.
- الاستنكارُ والأسَفُ الشديدُ لإصرار إيرانَ على مُواصلةِ الحربِ، وإعلانُ المؤتمر تعبئةَ جميع الجُهودِ لِوَضعِ حدٍّ سريعٍ للقتالِ.
- التَّنديد بالإرهابِ بجميع أشكالِهِ، وأنواعِهِ، ومصادِرِهِ، وفي مُقدِّمتِهِ الإرهابُ الإسرائيليُّ داخل فِلَسطينَ.
- المطالبةُ برَفعِ الحِصارِ الذي تفرضُهُ ميليشياتُ حركة أمل الشيعيَّةُ على المُخيَّماتِ الفِلَسطينيَّةِ.

العام الهجري : 259 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

أمر المعتمِدُ موسى بن بغا الكبيرَ بالمسير إلى حرب صاحبِ الزنج، فسيَّرَ إلى الأهواز عبد الرحمن بن مفلح، وإلى البصرة إسحاقَ بن كنداجيق، وإلى باذاورد إبراهيمَ بن سيما، وأمرهم بمحاربة صاحب الزنج، فلما وَليَ عبد الرحمن الأهوازَ سار إلى محاربة عليِّ بن أبان المهلبي، فتواقعا فانهزم عبدُالرحمن؛ ثم استعَدَّ وعاد إلى عليٍّ، فأوقع به وقعةً عظيمةً قَتَل فيها من الزنج قتلًا ذريعًا وأسَرَ خلقًا كثيرًا، وانهزم عليُّ بن أبان والزنج، ثم أراد رَدَّهم فلم يرجِعوا من الخوفِ الذي دخلهم من عبد الرحمن، فلمَّا رأى ذلك أذِنَ لهم بالانصرافِ، فانصرَفوا إلى مدينة صاحِبِهم، ووافى عبد الرحمن حِصنَ مهديٍّ ليُعسكِرَ به، فوجَّه إليه صاحِبُ الزنجِ عليَّ بن أبان، فواقعه فلم يقدر عليه، ومضى يُريدُ الموضِعَ المعروف بالدكة، وكان إبراهيمُ بن سيما بالباذاورد، فواقعه عليُّ بن أبان، فهزمه علي بن أبان، ثم واقعه ثانيةً، فهزمه إبراهيمُ، فمضى عليٌّ في الليل ومعه الأدلَّاء في الآجام، حتى انتهى إلى نهر يحيى، وانتهى خبَرُه إلى عبد الرحمن، فوجَّه إليه طاشتمر في جمعٍ من الموالي، فلم يصِلْ إليه؛ لامتناعه بالقصب والحلافي، فأضرمها عليه نارًا فخرجوا منها هاربينَ، فأُسِر منهم أسرى، وانصرف أصحابُ عبد الرحمن بالأسرى والظَّفَر، ثم سار عبد الرحمن نحوَ عليِّ بن أبان بمكانٍ نزل فيه، فكتب علي إلى صاحِبِ الزنج يستمِدُّه، فأمَدَّه بثلاثَ عشرة شذاة، ووافاه عبد الرحمن، فتواقعا يومَهما، فلما كان الليلُ انتخَبَ عليٌّ من أصحابِه جماعةً ممَّن يثِقُ بهم وسار وترك عسكرَه ليُخفِيَ أمرَه، وأتى عبد الرحمن من ورائه فبَيَّتَه، فنال منه شيئًا يسيرًا، وانحاز عبد الرحمن فأخذ عليٌّ منهم أربع شذوات، وأتى عبد الرحمن دولاب فأقام به، وسار طاشتمر إلى عليٍّ فوافاه وقاتله، فانهزم عليٌّ إلى نهر السدرة، وكتب يستمِدُّ عبد الرحمن، فأخبَرَه بانهزام عليٍّ عنه، فأتاه عبد الرحمن وواقع عليًّا عند نهر السدرة وقعةً عظيمةً، فانهزم علي إلى الخبيث، وعسكر عبدُ الرحمن، فكان هو وإبراهيم بن سيما يتناوبان المسيرَ إلى عسكر الخبيث فيُوقعان به، وإسحاق بن كنداجيق بالبصرة، وقد قطَعَ الميرةَ عن الزنج، فكان صاحِبُهم يجمع أصحابَه يوم محاربة عبد الرحمن وإبراهيم، فإذا انقَضَت الحرب سيَّرَ طائفةً منهم إلى البصرة يقاتِلُ بهم إسحاق، فأقاموا كذلك بضعةَ عشر شهرًا إلى أن صرف موسى بن بغا عن حرب الزنج، ووَلِيَها مسرور البلخي.

العام الهجري : 1187 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1773
تفاصيل الحدث:

غزا الإمامُ عبد العزيز بن محمد بن سعود الرياضَ في صفَر, فنازل أهلَها أيامًا عديدة وضيَّق عليهم واستولى على بعضِ برودِها وهدم أكثَرَها وهدم المرقابَ، وحصل بينهم قتالٌ قُتِل فيه عددٌ من أهل الرياض، وكانت هذه الغزوةُ. يقول ابن بشر: "بعد هذه الوقعة دخل قلبَ دهام الرعبُ والخجَلُ، ودخله الخوفُ والوجَلُ، فلم تستقرَّ له عينٌ, وقام يحاول الانهزامَ، وجمع رؤساءَ بلَدِه وأخبَرَهم بحقيقة مقصِدِه وأنه ملئَ خوفًا ورعبًا، فصاحوا عليه بأجمَعِهم وقالوا: خذ منا العهدَ والميثاقَ، فقال لهم: دعوني، فليست هذه البلدُ لي وطنًا، ولا أجد لي بها أنسًا ولا سكنًا" فلما انتصف ربيع الثاني من هذا العام سار عبد العزيز للمرَّةِ الثانية في هذا العام لغزوِ الرياضِ، فلمَّا قَرُب منها جاءه البشير بأنَّ ابنَ دواس قد هرب من الرياض، فحَثَّ عبد العزيز السيرَ إليها فدخلها بعد أن ألقى اللهُ في قلب دهام  الرعبَ، فخرج منها هو ونساؤه وعياله وأعوانه. يصف ابنُ بشر خروجَ ابن دواس من الرياض ودخولَ الإمام عبد العزيز بن محمد بقوله: "وهذا شيء حدث، فإنَّه ما خاف من أهل بلدِه خيانةً، بل كلُّهم صادقون معه، ولا حصل عليه تضييقٌ يُلجِئه إلى ذلك، والحرب بينه وبين المسلمين له وعليه، ولكنَّ الله سبحانه جعلها آيةً لِمن افتكر، وعبرةً لمن اعتبر. قيل إنه انتفخ سَحرُه وطاش قلبُه ولبُّه، فقام فزعًا مرعوبًا وركب خيلَه وركابَه، فلما ظهر من القصر، قال: يا أهل الرياض، هذا لي مدة سنين أحارب ابنَ سعود، والآن سئمت من الحرب، فمن أراد أن يتبعني فليفعَلْ, ففَرَّ أهل الرياض في ساقتِه الرجال والنساء، هربوا على وجوههم إلى البَرِّ، وقصدوا الخرجَ، وهلك منهم خلقٌ كثير عطشًا وجوعًا.. والرجل من أهل الرياض يأخذُ الغرب- نوع من الدلو كبير-يجعل فيه ماء ويحمله على ظهرِه، والغرب لا يمسِكُ الماء، والإبل عنده لا يركَبُها، وتركوها خاويةً على عروشها: الطعام واللحم في القدور، والسواني في المناحي، والأبواب لم تغلق, وفي البلدِ مِن الأموال ما يعجِزُ عنه الحصر, فلما دخل عبد العزيز الرياضَ نادى فيها بالأمانِ، فرجع كثيرٌ منهم وسكنوها، وحاز عبد العزيز ما فيها من أموالِ الهاربين من السلاحِ والطعام والأمتعة وغير ذلك، ومات ممَّن مع دهام في هزيمتِه أربعمائة..  وقد أقام هذه الحرب سبعة وعشرين سنة، وذكر لي أنَّ القتلى في هذه المدة نحو أربعة آلاف رجل: من أهل الرياض ألفان وثلاثمائة, ومن المسلمين ألف وسبعمائة". وقد ترتَّب على خروج دهام بن دواس نهائيًّا من الرياض منهزمًا, وقُضِيَ على أعتى خصوم الدعوة في نجدٍ, ودخول الرياض تحتَ حُكمِ دولة الدرعية.

العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:

وقَّعت روسيا اتفاقًا سريًّا مع الأفلاق والبغدان (رومانيا) وضَعَت رومانيا بموجِبِه جميع إمكانياتها تحت تصرُّف روسيا، ثم قطعت روسيا العلاقاتِ السياسية مع الدولةِ العثمانية، وأعلنت الحربَ عليها بناءً على رفضِ البابِ العالي للائحةِ لندن-البابُ العالي هو قصرٌ في استانبول يقيمُ فيه السلاطين العثمانيون- وأخبر الباب العالي دولَ أوربا ثانيةً عمَّا تصرَّفت به روسيا فلم يَلقَ أيَّ موقف إيجابي، وذلك عام 1294هـ رغم المعاهدة السابقة التي وُقِّعَت بعد حرب القرم، وكانت روسيا قد اختَرَقت حدودَ رومانيا وانتصَرَت على العثمانيين في عِدَّةِ مواقِعَ، ثم توقَّفَت بعد المقاومة التي اعترضتها، وانقلب وضعُ الجيوش العثمانية من مُدافَعةٍ إلى مُهاجَمةٍ، وبعد تقدُّمٍ بسيطٍ عاد النصرُ إلى جانب الروس، واضطر القائِدُ العثماني عثمان باشا إلى الاستسلامِ وهو جريحٌ، وتوقَّفَ القتال في الجبهة الأوربية، أمَّا في شرقيَّ الأناضولِ فقد حاصر الروسُ عِدَّةَ مدن وقلاعٍ، ومنها قارص وباطوم، إلا أنهم اضطروا لفكِّ الحصار عنها والتراجُعِ، بجهود أحمد مختار باشا، وإسماعيل حقي باشا، وانتصر العثمانيون على الروس في ستة وقائع، وقد طلب الروسُ إمداداتٍ فجاءتهم جيوشٌ جرَّارة، ولم يتمكَّن العثمانيون من إرسال الإمدادات إلى الجبهةِ، وجاء الهجوم الروسي الثاني فتراجعت الجيوشُ العثمانية؛ حيث انسحب أحمد مختار باشا، وبسقوطِ قارص في جبهة الأناضول وسقوط بلافنا بعدها بشهرٍ على الجبهة الأوربية استأسَدَ الصرب فأعلنوا الحربَ على الدولة العثمانية بعد لقاءٍ بين إمبراطور روسيا وأمير الصرب، كما تابع سكانُ الجبل الأسود قتالَهم للعثمانيين، فأصدر الباب العالي منشورًا يُعلِنُ عزل أمير الصرب عن إمارتِه ويوضِّحُ للسكان هذه الخيانةَ، فلم يُجْدِ ذلك نفعًا! وتقَدَّم الروس فاحتلوا صوفيا عاصمة بلغاريا اليوم، ومنها ساروا إلى أدرنة فدخلوها وانطلقوا منها نحو استانبول، ولم يبقَ بينهم وبينها سوى خمسين كَيلًا وعندما اقتربت الجيوشُ الروسية من أراضي البلغار انقَضَّ النصارى على المسلمين يفتِكون بهم ذبحًا وقتلًا، وفرَّت أعدادٌ كبيرة من المسلمين متَّجِهة نحو استانبول، وأرسل البابُ العالي وفدًا عسكريًّا من نامق باشا وسرور باشا لوقفِ القتال، فقابل الوفدَ الروسيَّ وتوقَّف القتالُ في مطلع هذا العام، وأعلن الباب العالي عن رفع الحصارِ عن سواحل البحر الأسود، ولما علمت إنكلترا أنَّ قوات روسيا أصبحت على مَقرُبة من استانبول أمرت قطعاتها البحرية بدخول مضيق البوسفور ولو بالقوةِ، وقد تم ذلك وأرادت روسيا مقابِلَ ذلك أن ترسِلَ قوات إلى استانبول بحجَّة حماية النصارى، ثم اتفقت الدولتان وهدأت الأوضاع.

العام الهجري : 1365 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:

أصدر مجلِسُ السوفييت الأعلى قرارًا بإلغاء "جمهورية القرم" ذات الاستقلال الذاتي؛ بذريعة خيانة شعب القرم للسوفييت أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعاونهم مع الألمان. وشِبهُ جزيرة القرم جمهوريةٌ ذاتُ حكم ذاتي تقع حاليًّا في أوكرانيا، ويحيط بها البحرُ الأسود من الجنوب والغرب، وبحر أزوف من الشرق، وتبلغ مساحتها 27 ألف كم، وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة. وقد تمكَّن الروسُ من غزوها في سنة 1198ه - 1783م في عهد كاترين الثانية إمبراطورة روسيا المتعصبة للنصرانية. وهكذا فقَدَت دولةُ تتار القرم حريتَّهَا، وبدأ الاضطهاد الديني لمسلِمي القرم، وطَرَد الروس من شبه جزيرة القرم نِصفَ مليون نسمة، وصدرت عدةُ قوانين تحَرِّم الدعوةَ إلى الإسلام، وظَلَّ هذا الغَبنُ مفروضًا على التتار المسلمين طيلةَ قرن وربع، ولَمَّا صدر قانون حرية التعبُّد أعلن التتار الدعوةَ الإسلامية، بعد أن كانوا يمارِسونَها سِرًّا بين جيرانهم، وزاد عدد الداخلين في الإسلام. ونَشِط تتار القرم في استعادة كيانهم منذ صدور قانون حرية العقيدة في روسيا القيصرية في سنة 1323ه - 1905م، فلما استولى الشيوعيُّون على حكم روسيا في سنة 1336ه - 1917م، وقاوم المسلِمون من تتار القرم الخضوعَ لهم، لجأ السوفييت الشيوعيون إلى حربِ التجويعِ والحصار، وقد نشرت جريدةُ أزفسيتا السوفيتية جانبًا من حرب التجويعِ التي فُرِضَت على تتار القرم، واستمَرَّت طيلة عام 1922، ومات في هذه المجاعة أكثر من ستين ألف مسلمٍ من تتار القرم، وقُتِلَ مئة ألف، وحُكِمَ على خمسين ألفا بالنفي!! وهكذا قَدَّم تتار القرم العديدَ من الضحايا قبل الاستسلام لحكمِ السوفييت، وأُعلِنَ قيام جمهورية القرم السوفييتية، وخضعت للحكم الذاتي. وفي سنة 1347ه - 1928م اتَّجه الروس إلى جَعلِ شبه جزيرة القرم موطِنًا ليهود روسيا، واحتجت حكومةُ القرم، فأُعدِمَ رئيسُ جمهوريتها وأعضاءُ حكومته، ونفيَ أربعون ألف مسلم من القرمِ إلى سيبيريا (تشمل منطقة آسيا الشمالية). وبعد قرار إلغاء "جمهورية القرم" شُرِّدَ تتارُ القرم وأُرغِمَ أهلُها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى خصوصًا في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا وأوروبا الغربية، وبعضهم إلى بلغاريا ورومانيا، وأُعدم الكثير، ولم يبقَ مِن خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون، وهدم السوفييت ألفًا وخمسمائة مسجد في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس!! وفي سنة 1387ه - 1976م قرَّر مجلس السوفييت براءةَ تتار القرم من تهمة التعاون مع الألمان بعد تشريدِ شَعبٍ كاملٍ، وإلغاء جمهوريته؛ نتيجةَ تهمة باطلة أُلصِقَت به، وطالب تتار القرم بالعودةِ إلى وطنهم!!

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

نفَّذَت قواتٌ روسيةٌ خاصةٌ تُساندُها القواتُ الشيشانيةُ -المواليةُ لموسكو- عمليةَ اغتيال، قُتل على إثْرها الزعيمُ والرئيسُ (الشرعي) لجمهورية الشيشان أصلان مسخادوف، داخلَ الأراضي الشيشانية، وُلد أصلان مسخادوف في 21 / 9 /1951م بجمهورية كازاخستانَ في الفترة التي كان الشعب الشيشاني قد نُفي خلالها إلى آسيا الوسطى وسيبيريا (تشمل منطقة آسيا الشمالية)، وفي عام 1957م عاد أصلان مسخادوف مع والدَيْه من كازاخستانَ إلى موطِنه في قرية زبيريورت بمنطقة نادتيرتشني في جمهورية الشيشان، وفي عام 1973م تخرَّج في المدرسة المدفعية العُليا بمدينة تبيليسي عاصمة جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفيتية، بعد تخرُّجِه من المدرسة قاد الفصيل بالشرق الأقْصى بالاتحاد السوفيتي، ومرَّ بجميع درجاتِ السُّلَّم العسكري، وارْتَقى حتى وصلَ لمندوب رئيس أركان الحرب للكتيبة، وفي عام 1981م تخرَّج أصلان مسخادوف في أكاديمية لينينجراد للمدفعيَّة، التي تحمل اسم كلينن، وبعد تخرُّجه فيها خدَم في جمهورية المجر في منصب قائد الكتيبة، وبعد ذلك قائدًا للفوجِ، ثم عُيِّن في منصب رئيس القوات الصاروخية ومدفعية الفرقة المرابطة في نفس المنطقة، وفي عام 1993م استقال العقيد مسخادوف من جيش روسيا، وحصل على وظيفة النائب الأول لرئيس أركان الحرب للقوات المسلحة الشيشانية، ومن عام 1993م شغَل مسخادوف منصب رئيس الدفاع المدني للجمهورية الشيشانية، وفي مارس من عام 1994م، تمَّ تَعْيينُه رئيسًا لأركان الحرب بالقوات المسلَّحة للجمهورية للشيشانية، ومن شهر ديسمبر من عام 1994م إلى يناير من عام 1995م كان أصلان مسخادوف يترأَّسُ ويقودُ الدفاع عن القصر الرئاسي في مدينة جروزني، وفي عام 1995م ترأَّسَ فريقَ المندوبين العسكريين للوفد الشيشاني في المفاوَضات الشيشانية الروسية، وفي عام 1996م غادَر الجيشُ الروسيُّ بكامل قوَّته أراضيَ الجمهورية الشيشانية إتشيكريا، وفي 27 من يناير عامَ 1997م انتُخِب أصلان مسخادوف رئيسًا للجمهورية الشيشانية بعد أن حصَلَ على 93.5% من أصوات الناخبين، وفي 12 مايو عامَ 1997م وقَّع رئيسُ الجمهورية الشيشانية إتشكيريا أصلان مسخادوف، ورئيسُ روسيا الفيدرالية بوريس يلتسن في موسكو على معاهَدة الصلحِ "عن السلام والتعاون" التي أصبحت في الحقيقة اعترافًا قانونيًّا باستقلال الجمهورية الشيشانية إتشكيريا، تمَّت محاولات عديدةٌ لاغتيال رئيس الجمهورية الشيشانية إتشكيريا، أكَّد مسخادوف مرارًا معارَضَته أيةَ شروط مُسبَقة لبَدء المفاوضات السِّلْميَّة لتسوية النزاع الشيشاني الروسي، وقد قاد الزعيم الشيشاني عملياتِ المقاوَمة والجهاد ضدَّ الوجودِ الروسيِّ غيرِ الشرعيِّ في جمهوية الشيشان، إلى جانب شامل باسييف أبرز قادة المجاهِدين الشيشان، حيث كبَّدت قواتُه خسائرَ فادحةً للقوات الروسية التي ارتكبت مجازرَ وحشيةً ضدَّ الشعب الشيشاني.