كانت اللجنةُ المَلَكية البريطانية (لجنة بيل الملكية) سنة 1356هـ / 1937م قد أصدرت بعد دراسةٍ عدَّةَ توصياتٍ؛ منها: تقسيم فلسطين حيث أوصت اللجنة بقيام كيانٍ صهيوني في فلسطين بناءً على أحلام اليهود، وإعطائهم نصف فلسطين؛ لتكون دولتهم مستقلة تمامًا، مع وضع القدس وما حولها تحتَ الانتدابِ البريطاني؛ لأنها مدينة مقدسة لدى كافة الأديان، ورفضَ العرَبُ هذا القرار، واليهود كذلك رفضوه لأنهم لا يريدون نصفَ فلسطين فقط، بل يريدونها كلها!! ثم حاولت بريطانيا تشكيلَ لجنة فنية، هي لجنة وود هيد؛ لدراسة مشروع التقسيم، إلى أن تراجَعَت بريطانيا عن المشروعِ بسبب مقاطعة الطرفين للَّجنة، ونادت بدلًا عنه بضرورة إقامة سلام بين العرب واليهود، ثمَّ رُفِعَ أمر القضية الفلسطينية إلى عُصبة الأمم في حينها التي شَكَّلت هي الأخرى لجنةً لتحقيقٍ شاملٍ، والتي لم تقَدِّم تقريرها إلا للأمم المتحدة في آب 1947م واشتمل على مشروعين: الأول وهو مشروع الأكثرية، ويوصي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، مع وحدة اقتصادية بينهما، والثاني: مشروع الأقلية ويوصي بقيامِ دولةٍ عربية يهودية اتحادية مستقلَّة، تكون مدينةُ القدسِ عاصمةً لها، وتبَنَّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروعَ الأغلبية، وأوصت بتقسيم فلسطين، كما أوصت بإنهاء الانتداب البريطاني، ورفض قرارَ التقسيمِ كُلُّ الدول العربية والإسلامية.
قامت القواتُ والميليشيات الصربيةُ والكُرواتيةُ بعمليات وَحشيةٍ ضدَّ مُسلِمي البوسنة والهرسك وكوسوفو، باسم التطهير العِرقي، حيث اجتاحَ الصربُ أراضيَ البوسنة ومدنَها؛ لتنفيذ خُطتهم، للاستيلاء على أراضي هذه الجمهورية، وطرد المسلِمينَ منها، حتى تكون خالصةً فقطْ للصربِ، ومن أجْل ذلك ارتكَبَ الصربيونَ صُنوفًا من أبشعِ الجرائمِ التي لم يشهَدْ لها تاريخُ أوروبا مثيلًا منَ القتلِ والظلم، والدمار، والاغتصاب، فقَتَلوا أكثَرَ من 300 ألفِ شخصٍ من مسلِمي البوسنة، وطَرَدوا وشرَّدوا أكثَرَ من ثلاثةِ ملايينِ مسلمٍ، هَرَبوا إلى دول مجاوِرةٍ في النمسا، والمجر، وكرواتيا، وسلوفينيا، وألمانيا، تاركينَ أراضيَهم وأموالَهم وأهاليَهم، كما هَدَموا بالمدافع والطائرات الكثيرَ من مدنِ المسلمين وقُراهم، مُستهدِفين إزالةَ كلِّ الآثار والمعالم التاريخية، التي تُثبِتُ الهُويَّةَ الإسلامية لهذه البلاد وأهلها عبرَ التاريخ، فهَدَموا المساجدَ، وحَرَقوا عددًا من المكتبات، منها مكتبةُ سيراييفو التي كانت تضمُّ مخطوطاتٍ تاريخيةٍ ترجِعُ إلى العهد العثماني، ومكتبة خسرو بك، والتي تحوي أكثر من 9000 مخطوطةٍ إسلاميةٍ، إضافةً إلى 3000 وثيقةٍ تركيةٍ، وأكثَرَ من 10.000 كتابٍ.
وفوقَ كلِّ ذلك مارست الحكومةُ الكرواتيةُ ضُغوطًا على مئاتِ الآلاف من اللاجِئين المسلِمين، لكي يُهاجِروا منها إلى بُلدانٍ إسلاميةٍ مثلِ باكستانَ وماليزيا، كما منَعَ الصِّربُ قوافلَ الإغاثة من دُخولها، ومن دخول كوسوفو.
تُوفِّي صباح الأحد المؤرِّخُ السُّوريُّ محمود شاكر في منزلِه بالعاصِمَة السُّعودية الرِّياض، وقد أَثرى رحمه الله المكتبةَ الإسلاميَّةَ بعشراتِ الكتبِ، كان أَبرزُها موسوعةَ "التَّاريخ الإسلامي"، كما عُرِف باهتِمامه البالِغِ بأحوالِ الأقلِّيَّات المسلِمةِ حولَ العالَمِ. وُلِد أبو أسامةَ محمودُ بنُ شاكرٍ في حَرَسْتا شمالَ شرقيِّ دِمَشق في شهر رمضان عامَ (1351هـ-1932م)، دَرَس الابتدائيةَ والإعداديةَ والثانويَّةَ وتخرَّج فيها عامَ (1371هـ-1952م)، وتلقَّى العلومَ الشرعيَّةَ على أيدي بعضِ أهلِ العِلْم في مساجدِ بلدتِه، ثم التَحَق بجامعةِ دِمَشق ليَدرُس عِلْمَ الجغرافيا، ثم تخرَّج فيها عامَ (1956-1957م). الْتَحَق بعد ذلك بالخِدْمةِ العسكريَّة الإلزاميَّة، وتخرَّج ضابطًا برُتْبة مُلازِم، ثم أُرسِلَ إلى الجَبهة كضابِطِ مَدفعيَّةٍ على الحدودِ مع فِلَسطين في القِطاعِ الشماليِّ وذلك عامَ (1960م)، عاد بعدها إلى التَّدريسِ؛ حيث درَّس في مناطِقَ عديدةٍ في سوريَة. عمِل مُدرِّسًا في مدارسِ وِزارة التَّربية السورية حتى عام (1977م). وانْتَقل رحِمه الله إلى المملكة العربية السُّعودية عامَ (1392هـ)، وتَعاقَد مع إدارةِ الكُلِّيات والمعاهِدِ العلميَّة، التي غَدَتْ بعد ذلك جامعةَ الإمامِ محمدِ بنِ سعودٍ الإسلاميَّة، وعَمِل أستاذًا للجُغرافيا والتاريخِ الإسلاميِّ في كُلِّيَّة العلومِ الاجتماعِيَّة بالرياض والقصيم. له أكثرُ من مائتَي مُصنَّفٍ في التاريخِ والفِكْر الإسلاميِّ والجغرافيا.
بعد مُكاتَبةِ الحُسَينِ بنِ خرميل، والي هراة، خوارزمَ شاه، ومراسَلَتِه في الانتماءِ إليه والطاعة له، تَرَكَ طاعةَ الغورية، وخِداعه لغياث الدين، ومغالطته له بالخُطبة له والطاعة؛ انتظارًا لوصولِ عسكر خوارزم شاه، ووصل عسكَرُ خوارزم شاه، فلَقِيَهم ابن خرميل، وأنزلهم على بابِ البلد، فقالوا له: قد أَمَرنا خوارزم شاه ألَّا نُخالِفَ لك أمرًا، فشَكَرَهم على ذلك، وكان يخرج إليهم كلَّ يَومٍ، وأقام لهم الوظائِفَ الكثيرةَ.
حج الملك مسعود بن أقسيس بن الكامل صاحب اليمن، فبدت منه أفعال ناقصة بالحرمِ مِن سُكرٍ ورَشقِ حمامِ المسجِدِ بالبندق من أعلى قبَّة زمزم، وكان إذا نام في دار الإمارة يُضرَبُ الطائفون بالمسعى بأطرافِ السيوف لئلَّا يشوشوا عليه، وهو نوم سكر، وكان مع هذا كله مهيبًا محترمًا والبلاد به آمنة، وقد كاد يرفع سنجق أبيه يوم عرفة على سنجق الخليفة، فيجري بسبب ذلك فتنة عظيمة.
توجَّهَ من حلب ستُّمائة فارس عليهم الأميرُ شهاب الدين قرطاي للغارة على بلاد ماردين ودنيسر لقلة مراعاة صاحب ماردين لِما يُرسَم به، فشَنَّ قرطاي الغارةَ على بلاد ماردين يومين، فصادف التتارَ قد قَدِموا إلى ماردين على عادتهم كلَّ سَنةٍ لجباية القطيعة، وهم في ألفي فارس، فحارَبَهم قرطاي وقتل منهم ستَّمائة رجل، وأسَرَ مائتين وستين، وقَدِمَ بالرؤوس والأسرى إلى حلب، ومعهم عِدَّةُ خُيولٍ.
بعد وفاةِ أبي يحيى المتوكِّل أبي بكر الحفصي ظهَرَت فِتَنٌ أثارها أمراءُ البيت الحفصي؛ ممَّا أتاح الفرصةَ أمام بني مرين بزعامة مَلِكِهم أبي الحسن علي بن عثمان للانقضاضِ على دولتِهم، فسار إلى تونس واستولى عليها، وفَرَّ أبو الحسن بن أبي حفص عمر الثاني ملك الحفصيينَ، ثمَّ قبض عليه بعد ذلك وقُتِل، فتمَّ للمرينيين مُلكُ المغرب كلِّه الأقصى والأوسط والأدنى.
كان العثمانيون قد حاصروا فيينا وكادوا يفتحونها لولا أن الصليبيين تحالفوا بفعل نداءات البابا لهم، فقاموا بالتكالب على الدولة العثمانية كلٌّ من طرف، فوصلت القوات من كل مكان من بولونيا وبافاريا الألمان إلى فيينا لفك الحصار، ثم بعد فك الحصار عقد البابا حلفًا مع الروس والألمان والبولنديين والبنادقة على طرد العثمانيين من المجر، فقامت كل دولة بالهجوم على الدولة العثمانية من طرق؛ لتشتيت قواها، فاستطاع الألمان أن يستعيدوا منها بودا بست في هذا العام.
كانت أندونيسيا اتحادية من الدويلات التي صنعَتْها هولندا، فكادت الحربُ أن تقومَ بينها فتقَدَّم محمد ناصر أحدُ زعماء حزب ماشومي في المجلس النيابي باقتراحٍ عُرِفَ باقتراح محمد ناصر الوحدوي، ويقضي بأن تقومَ كُلُّ دولة من دول الاتحاد بما في ذلك جمهورية أندونيسيا (جمهورية جوكاجكرتا) بحلِّ نفسِها، ثم تقومُ على أنقاض الجميعِ دولة جمهورية أندونيسيا، وقد حصلت الموافقةُ على هذا الاقتراح بالإجماعِ، وتم ذلك وابتعد شبحُ الحرب الأهلية.
صادَقَ البرلمانُ الكُويتي في جولةٍ أُولَى من التصويتِ على تعديلاتٍ قانونيَّةٍ تنصُّ على تطبيقِ عُقوبةِ الإعدامِ على كلِّ مَن يُدان بسبِّ الذاتِ الإلهيَّةِ أو النبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وزوجاتِه الكَريماتِ. وجاء تحرُّكُ البرلمانِ لتشديدِ العُقوباتِ على التَّجاوُزات الدينية بعد أنْ أوقَفَت السُّلطاتُ الشَّهرَ الماضيَ شَخصًا بتُهمةِ سبِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وزَوجاتِه الكريمات وبعضِ الصَّحابةِ عَبْرَ موقِعِ تويتر للتواصُل الاجتماعي.
تم تعيينُ عبدِ الفتاح سعيد حُسين خليل السيسي رئيسًا لمصر، بعد الإطاحَةِ بالرَّئيس محمد مرسي. والسِّيسي هو الرَّئيسُ السَّادسُ لجمهورية مصر العربية، شغَل سابقًا منصِبَ القائِدِ العامِّ للقُوَّات المسلحة المصريَّةِ، ووزيرَ الدِّفاع الرابعِ والأربعين. وكان تخرَّج من الكُلِّية الحربية عامَ (1977م)، وعَمِل في سلاح المُشاةِ، وعُيِّن قائدًا للمِنطَقة الشماليَّة العسكرية، وتولَّى منصبَ مديرِ إدارةِ المخابرات الحربيَّة والاستِطلاعِ.
يقول الجبرتي: "كانت الفرنسيسُ حين دخولهم بالإسكندرية كتبوا مرسومًا وطبَعوه وأرسلوا منه نُسخًا إلى البلاد التي يَقدَمون عليها؛ تطمينًا لهم، ووصل هذا المكتوبُ مع جملةٍ مِن الأُسارى الذين وجدوهم بمالطة وحضروا صُحبتَهم، وحضرَ منهم جملةٌ إلى بولاق، وذلك قبل وُصولِ الفرنسيس بيومٍ أو بيومين، ومعهم منه عِدَّةُ نُسَخ، ومنهم مغاربة وفيهم جواسيس وهم على شَكلِهم من كفَّار مالطة ويعرفون باللغات, وصورةُ ذلك المكتوب: "بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا اللهُ لا ولد له ولا شريكَ له في مُلكِه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السير عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابارته يعرف أهالي مصرَ جميعَهم أنَّ من زمان مديد الصناجق الذين يتسلَّطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حقِّ الملة الفرنساوية؛ يظلمون تجارَها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعةَ عقوبتهم وأخَّرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأزابكة والجراكسة يُفسِدون في الإقليم الحسن الأحسَنِ الذي لا يوجدُ في كُرة الأرض كلِّها، فأمَّا رب العالمين القادِرُ على كل شيء فإنه قد حكمَ على انقضاء دولتهم، يا أيها المصريون، قد قيل لكم إنَّني ما نزلت بهذا الطرفِ إلَّا بقصد إزالة دينكم، فذلك كَذِبٌ صريحٌ، فلا تصَدِّقوه، وقولوا للمفترين إنَّني ما قَدِمت إليكم إلَّا لأخَلِّص حَقَّكم من يد الظالمين، وإنني أكثَرُ من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترِمُ نبيه والقرآن العظيم، وقولوا أيضًا لهم إنَّ جميع الناس متساوون عند الله، وإنَّ الشيء الذي يفرقُهم عن بعضِهم هو العقلُ والفضائِلُ والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضاربٌ، فماذا يميزُهم عن غيرِهم حتى يستوجِبوا أن يتمَلَّكوا مصر وحدَهم ويختَصُّوا بكل شيءٍ أحسَن فيها من الجواري الحِسان والخيل العتاق والمساكِن المفرحة، فإن كانت الأرضُ المصرية التزامًا للمماليك فليُرونا الحُجَّة التي كتبها الله لهم، ولكنَّ رب العالمين رؤوفٌ وعادل وحليم، ولكنْ بعونه تعالى من الآن فصاعدًا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية؛ فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبِّرون الأمور، وبذلك يصلُحُ حال الأمَّة كُلِّها، وسابقًا كان في الأراضي المصرية المدنُ العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر، وما أزال ذلك كلَّه إلا الظلمُ والطمع من المماليك، أيها المشايخُ والقضاة والأئمة والجربجية وأعيان البلد، قولوا لأمَّتِكم إن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخرَّبوا فيها كرسيَّ الباب الذي كان دائمًا يحثُّ النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطة وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعُمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلةَ المسلمين، ومع ذلك الفرنساوية في كلِّ وقت من الأوقات صاروا محبِّين مخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداءِ أعدائِه، أدام الله مُلكَه، ومع ذلك إنَّ المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غيرَ ممتثلين لأمره، فما أطاعوا أصلًا إلَّا لطمع أنفسهم، طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتَّفقون معنا بلا تأخير، فيَصلُح حالهم وتعلو مراتبُهم، طوبى أيضًا للذين يقعُدون في مساكنِهم غيرَ مائلين لأحدٍ مِن الفريقين المتحاربين، فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلبٍ، لكنَّ الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتِنا فلا يجدون بعد ذلك طريقًا إلى الخلاص، ولا يبقى منهم أثر".
هو أنوجور بنُ الإخشيدِ مُحمَّد، تولَّى إمرةَ مِصرَ صَغيرًا، فكان الذي يتحَكَّمُ بالأمور كُلِّها كافور، ولَمَّا كَبِرَ أنوجور حصَلَت بينه وبين كافور وَحشةٌ؛ بسبب استبدادِ كافور بالحُكم والاسمُ لأنوجور، ولكِنْ لم يلبث أن توفِّيَ أنوجور في آخِرِ هذه السنة وحُمِلَ إلى القدس ودُفِنَ بجوار والده، بعد أن كانت مُدَّة ولايته أربع عشرة سنة، فخَلَّفَه أخوه عليٌّ الإخشيدي وأقَرَّه الخليفةُ على ذلك، ولكِنْ بقي كافور هو المستبِدَّ بالحُكمِ.
سار ركنُ الدَّولةِ إلى طبرستان، وبها وشمكير بنُ زيار الديلمي، فنزل على مدينةِ سارية فحصرها ومَلَكها، ففارق حينئذٍ وشمكيرُ طبرستان وقصَدَ جرجان، فأقام ركنُ الدولة بطبرستان إلى أنْ مَلَكَها كُلَّها، وأصلح أمورَها، وسار في طلَبِ وشمكير إلى جرجان، فأزاح وشمكيرَ عنها، واستولَّى عليها، واستأمَنَ إليه مِن عَسكرِ وشمكير ثلاثةُ آلاف رجل، فازداد قوَّةً، وازداد وشمكيرُ ضعفًا ووهَنًا فدخل بلادَ الجيل.
تحالفَت كُلُّ قوى النصرانيَّة مِن أجْلِ الصُّمودِ في وَجهِ قُوَّةِ المُسلِمينَ بقِيادةِ المنصورِ بنِ أبي عامرٍ في وقعة جربيرة، التقى فيها الفريقان عند مكانٍ شَديدِ الوُعورةِ يُسمَّى بصَخرةِ جربيرة، وكاد المنصور أن يُهزَمَ لأوَّلِ مَرَّة في معاركِه، ولكِنَّ بَسالةَ المُسلِمينَ وشِدَّةَ بأسِهم في القِتالِ أنهَت المعركةَ بهزيمةٍ مُرَوِّعة للتَّحالُفِ النَّصرانيِّ، وقُتِلَ مُعظَمُ قادة الصَّليبيِّينَ وواصل المنصورُ سَيرَه حتى فتح مدينةَ برغش عاصِمةَ قشتالة.