الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 407 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

وَلِيَ الأندلُسَ عليُّ بنُ حَمُّود بنِ أبي العَيشِ بنِ ميمون بنِ أحمَدَ بنِ عليِّ بنِ عبد اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ إدريس بن إدريسَ بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقيل في نَسَبِه غيرُ ذلك، مع اتِّفاقٍ على صِحَّةِ نَسَبِه إلى أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ الله عنه، وكان سَبَبُ تَوَلِّيه أنَّ الفتى خيرانَ العامريَّ لم يكُنْ راضيًا بولايةِ سُلَيمانَ بنِ الحاكِمِ الأُمويِّ؛ لأنَّه كان من أصحابِ المؤيَّدِ، فلمَّا مَلَك سُلَيمانُ قُرطُبةَ انهزم خيرانُ في جماعةٍ كثيرةٍ مِن الفتيان العامريِّينَ، ثمَّ هَرَب وقَوِيَ أمرُه، وكان عليُّ بنُ حمود بمدينةِ سبتة، وكان أخوه القاسمُ بنُ حمود بالجزيرةِ الخَضراءِ مُستَوليًا عليها، فحَدَثَ لعليِّ بنِ حمود طَمَعٌ في مُلكِ الأندلُسِ لِمَا رأى من الاختلافِ، وكان خيرانُ يُكاتِبُ النَّاسَ، ويأمُرُهم بالخُروجِ على سُلَيمانَ، فوافَقَه جَماعةٌ منهم عامِرُ بنُ فتوح وزيرُ المؤَيَّد، وهو بمالقةَ، وكاتَبوا عليَّ بنَ حَمُّود، وهو بسبتة؛ لِيَعبُرَ إليهم ليقوموا معه ويَسيروا إلى قُرطبة، فعَبَرَ إلى مالقة في سنة 405، ثم تجَهَّزوا وجَمَعوا مَن وافقهم، وساروا إلى قُرطبةَ وبايعوا عليًّا على طاعةِ المُؤَيَّد الأمويِّ، فلمَّا بلغوا غرناطةَ وافَقَهم أميرُها، وسار معهم إلى قُرطبة، فخرج سُلَيمانُ والبربَرُ إليهم، فالتَقَوا واقتتلوا، فانهزم سُلَيمانُ والبربَرُ، وقُتِلَ منهم خَلقٌ كثيرٌ، وأُخِذَ سُليمانَ أسيرًا، فحُمِلَ إلى عليِّ بنِ حمُّود ومعه أخوه وأبوه الحاكِمُ بنُ سُلَيمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الناصر، ودخَلَ عليُّ بنُ حمود قُرطُبةَ في المحَرَّم سنة 407 ودخل خيرانُ وغَيرُه إلى القَصرِ؛ طمعًا في أن يجدوا المؤيَّدَ حَيًّا، فلم يَجدِوه، فأَخَذَ عليُّ بنُ حَمُّود سليمانَ وقَتَلَه سابعَ المحَرَّم، وقتَلَ أباه وأخاه، واستولى عليُّ بنُ حمود على قُرطُبة، ودعا النَّاسَ إلى بيعتِه، فبُويِعَ، واجتَمَعَ له المُلْكُ، ولُقِّبَ المتوكِّلَ على الله.

العام الهجري : 1255 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1839
تفاصيل الحدث:

حدَثَت ثوراتٌ في بلاد الشام ضِدَّ حُكمِ إبراهيم باشا فأخضَعَها بكُلِّ شِدَّةٍ، فهدأت، وفاتَحَ محمد علي وكلاءَ الدول الأوربية في مصرَ بأنه يريد ولايةَ مصر والشام وجزيرة العرب له ولأولاده من بعدِه، ونُقِلَت هذه الرغبات إلى الدولة العثمانية التي أرسلت له مندوبًا اتَّفَق معه على أن تكون مصرُ وجزيرة العرب مِلكًا متوارثًا لأسرة محمد علي باشا وبلاد الشام لمحمد علي مدَّةَ حياتِه، وأما جبال طوروس فتكون كُلُّها للعثمانيين، وتكون هي الحدَّ الفاصل بين الدولتين، ولكِنَّ محمد علي أصرَّ على أن تكون الجبالُ له، وسار حافظ باشا على رأس جيشٍ مِن أرمينيا وسيواس وتقَدَّم إلى بلاد الشام، وفي الحادي عشر من ربيع الثاني من هذا العام التقى مع إبراهيم باشا في بلدة نزيب (نصيبين) الواقعة اليوم في تركيا إلى الغربِ مِن نهر الفرات قريبًا من الحدود السورية، فانهزم الجيشُ العثماني تاركًا عَتادَه في ساحةِ القتال، فأخذ المصريون مائة وستة وستين مدفعًا وعشرين ألف بندقية! ويذكر أنه كان في الجيشِ العثماني القائِدُ الألماني المشهور فون مولتكه، وتوفِّيَ الخليفةُ قبل أن تَصِلَه أنباءُ المعركةِ.

العام الهجري : 126 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

بُويِعَ لِيَزيد بن الوَليدِ الذي يُقالُ له: النَّاقِص، وإنَّما سُمِّيَ النَّاقِصَ لأنَّه نَقَصَ الزِّيادَة التي كان الوَليدُ زادَها في عَطِيَّاتِ النَّاس، وهي عشرة عشرة، ورَدَّ العَطاءَ إلى ما كان أيَّام هِشام، لمَّا قُتِلَ الوليد بن يَزيد خَطَب يَزيدُ بن وَليد النَّاسَ فذَمَّ الوَليدَ بن يَزيد وأنَّه قَتلَه لِفِعلِه الخَبيث. قال: (... ظَهَر الجَبَّارُ العَنيد، المُستَحِلُّ الحُرْمَة، والرَّاكِب البِدعَة، والمُغَيِّر السُّنَّة، فلمَّا رأيتُ ذَلِكَ أَشفَقتُ إذ غَشِيَتكم ظُلْمَة لا تَقلَع عَنكم عَلَى كَثرَةٍ مِن ذُنوبِكم، وقَسوَةٍ مِن قُلوبِكم، وأَشفَقتُ أن يَدعو كَثيرٌ مِن النَّاس إِلَى ما هُوَ عَليهِ، فيُجيبُه مَن أَجابَه مِنكم، فاستَخرتُ اللَّه فِي أَمرِي، وسَألتُه ألا يِكِلَني إِلَى نَفسِي، ودَعوتُ إلى ذلك مَن أَجابَني مِن أَهلِي وأَهلِ وِلايَتِي، وهو ابْنُ عَمِّي فِي نَسَبي وكُفْئِي فِي حَسَبي، فأَراحَ اللَّه مِنه العِبادَ، وطَهَّر مِنه البِلادَ، وِلايَةً مِن اللَّه، وعَونًا بِلا حَوْلٍ مِنَّا ولا قُوَّة، ولكن بِحَوْلِ اللَّه وقُوَّتِه ووِلايَتِه وعَوْنِه. ثمَّ قال: أيُّها النَّاس إنَّ لكم عَليَّ أن لا أَضَعَ حَجرًا على حَجَر ولا لَبِنَة، ولا أَكتَري نَهرًا، ولا أُكثِر مالًا، ولا أُعطِيَه زَوجةً ووَلدًا، ولا أَنقُل مالًا عن بَلدٍ حتَّى أَسُدَّ ثَغرَه وخَصاصَة أَهلِه بما يُغنيهم، فما فَضَل نَقلتُه إلى البَلدِ الذي يَليهِ، ولا أُجَمِّرَكُم في ثُغورِكم فأَفتِنَكم، ولا أُغلِق بابي دونكم، ولا أَحمِل على أَهلِ جِزْيَتِكم، ولكم أُعطِياتُكم كُلَّ سَنَة، وأَرزاقُكم في كُلِّ شَهر حتَّى يكونَ أَقصاكُم كَأدناكُم، فإن وَفَّيتُ لكم بما قلتُ فعليكم السَّمعُ والطَّاعة وحُسْنُ الوِزارَة، وإن لم أَفِ فلكم أن تَخلَعوني إلَّا أن أَتوبَ، وإن عَلِمتُم أَحدًا ممَّن يُعرَف بالصَّلاح يُعطيكم مِن نَفسِه مِثلَ ما أُعطيكم وأَردتُم أن تُبايِعوه فأنا أوَّلُ مَن يُبايعهُ. أيُّها النَّاس لا طاعةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيةِ الخالِق).

العام الهجري : 139 العام الميلادي : 756
تفاصيل الحدث:

غزا العبَّاسُ بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الصائفةَ مع صالحِ بنِ علي وعيسى بن علي، وبنوا ما أخربه الرومُ مِن ملطية، ثم غزَوا الصائفةَ من درب الحدثِ، فتوغلوا في أرض الروم، وغزا مع صالحٍ أختاه أم عيسى ولبابة بنتا علي، وكانتا نذَرَتا إن زال مُلكُ بني أميَّة أن تجاهِدا في سبيل الله، وغزا من درب ملطية جعفرُ بن حنظلة المرهاني، وفي هذه السَّنة كان الفداءُ بين المنصور وملك الروم، فاستفدى المنصورُ أسرى قاليقلا وغيرَهم من الروم، وبناها وعمَرها، وردَّ إليها وندب إليها جندًا من أهلِ الجزيرة وغيرهم، فأقاموا بها وحَمَوها

العام الهجري : 377 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 987
تفاصيل الحدث:

هو أبو عليِّ الحسَنُ بنُ أحمد بن عبد الغَفَّار بن سليمان (أبو عليٍّ الفارِسيُّ) أحدُ عُلَماء العربيَّة المعدودينَ، وُلِدَ ببلده فسا, وقَدِمَ بغداد فاستوطَنَها، وكان فيه اعتزالٌ. عَلَت منزلتُه في النحوِ، حتى قال قومٌ مِن تلامذته هو فَوقَ المُبَرِّد، وأعلَمُ منه، وصنَّفَ كُتبًا عجيبةً حسَنة، لم يُسبَقْ إلى مثلِها، منها كتاب "الإيضاح"  وكتاب "التكملة" في النحو. واشتهر ذِكرُه في الآفاق، وبَرَع له غِلمانٌ حُذَّاقٌ، مثل: عُثمانَ بنِ جِنِّيٍّ، وعليِّ بنِ عيسى الشيرازي، وغيرهما، وتقدَّمَ عند عَضُد الدولة وقال عنه: "أنا غلامُ أبي عليٍّ النَّحويِّ في النحوِ". توفي ودفن بالشونيزيه، وقد عاش 89 سنة.

العام الهجري : 303 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 916
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ عليِّ بنِ شُعَيبِ بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النَّسائيُّ، صاحِبُ السُّنَن، كان إمامًا في الحديثِ ثِقةً ثبتًا حافِظًا. ولد سنة 215 كان مليحَ الوجهِ، مع كِبَرِ السِّنِّ. وكان يؤثِرُ لباسَ البرود النوبيَّة الخُضر، وكان له أربعُ زوجاتٍ يَقسِمُ لهن، ولا يخلو مع ذلك مِن سُرِّيَّة. وكان يُكثِرُ أكلَ الدُّيوكِ الكِبارِ تُشترى له وتُسمَّن. كان الإمامَ في عصرِه والمُقَدَّمَ على أضرابِه وأشكالِه وفُضَلاءِ دَهرِه، رحل إلى الآفاقِ، واشتغل بسَماعِ الحديثِ والاجتماعِ بالأئمَّةِ الحُذَّاق ومشايخِه الذين روى عنهم مُشافهةً، وقد أبان في تصنيفِه عن حفظٍ وإتقانٍ وصِدقٍ وإيمانٍ، وعلمٍ وعرفانٍ، قال الدارقطني: "أبو عبد الرَّحمنِ النَّسائي مُقَدَّمٌ على كلِّ من يُذكَرُ بهذا العِلمِ مِن أهلِ عَصرِه"، وكان يسمِّي كتابَه (الصَّحيحَ)، وقال أبو عليٍّ الحافِظُ "هو الإمامُ في الحديثِ بلا مدافعةٍ"، وقال أبو الحُسَين محمَّد بن مظفَّر الحافظ: "سمعتُ مَشايخَنا بمِصرَ يعترفون له بالتقَدُّمِ والإمامةِ، ويَصِفونَ مِن اجتهادِه في العبادةِ باللَّيلِ والنَّهارِ ومواظبته على الحَجِّ والجهاد"، وقيل: كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، وقال ابن يونس: "كان النَّسائيُّ إمامًا في الحديث ثقةً ثَبتًا حافِظًا"، وقال ابنُ عَدِيٍّ: سمعتُ منصورًا الفقيه وأحمدَ بنَ محمد بن سلامة الطحاويَّ يقولان: "أبو عبدِ الرَّحمنِ النَّسائي إمامٌ مِن أئمة المسلمين، وكذلك أثنى عليه غيرُ واحد من الأئمَّة، وشهدوا له بالفضلِ والتقَدُّمِ في هذا الشأنِ"، وقد قيل عنه: إنَّه كان يُنسَبُ إليه شيءٌ مِن التشيُّع، لكنْ نَقَلَ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمال ما يُبَرِّئُه من ذلك، فقال: "روى الحافِظُ أبو القاسم بإسنادِه عن أبي الحسين علي بن محمد القابسي قال: سمعتُ أبا عليٍّ الحسَنَ بنَ أبي هلال يقول: سُئِلَ أبو عبد الرَّحمنِ النَّسائيُّ عن معاويةَ بنِ أبي سفيانَ صاحِبِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم فقال: إنما الإسلامُ كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلامِ الصَّحابةُ، فمن آذى الصحابةَ إنما أراد الإسلامَ، كمن نقر البابَ إنَّما يريد دخولَ الدَّارِ، قال: فمن أراد معاويةَ فإنَّما أراد الصَّحابةَ".

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

سار محمد علي بعساكِرِه إلى بلد طامي عسير وألمع ورفيدة وغيرهم فأطاعت لهم رفيدة، وثبت طامي بن شعيب ومن معه من عسير وألمع وبني أحمر والأسمر، واستعَدُّوا لقتال محمد علي ومحاربته, ورتَّب طامي جموعَه ورعاياه، فجعل مع حوان عسكرًا عند الطلحة- وهي عدَّةُ قرى في بلاد ربيعة رفيدة- فزحف محمد علي على الطلحة فقاتله حوان وهزمه ثم تراجع الروم وثبتوا، ووقع في قوم حوان خيانةٌ وخِذلان فانهزموا واستولى الروم على عددٍ مِن الحصون.

العام الهجري : 312 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 925
تفاصيل الحدث:

ظهر في الكوفةِ رجلٌ ادَّعى أنه محمَّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمَّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، وهو رئيسُ الإسماعيليَّة، وجمع جمعًا عظيمًا من الأعرابِ وأهل السواد، واستفحل أمرُه، فسُيِّرَ إليه جيشٌ من بغداد، فقاتلوه، فظَفِروا به وانهزم، وقُتِلَ كثيرٌ مِن أصحابِه.

العام الهجري : 633 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1235
تفاصيل الحدث:

هو أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن محمد بن فرج بن خلف بن قومس بن أحمد بن دحية بن خليفة الكلبي الحافظ، شيخ الديار المصرية في الحديث، ولد سنة 546. كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي، وأنه سبطُ أبي البسام الحسيني الفاطمي. كان بصيرًا بالحديث معتنيًا بتقييده، مكبًّا على سماعه، حسنَ الحَطِّ معروفًا بالضبط، له حظٌّ وافر من اللغة، ومشاركة في العربية وغيرها. وهو أول من باشر مشيخة دار الحديث الكامليَّة بها، وقد كان يتزيد في كلامه، فترك الناس الرواية عنه وكذَّبوه، وقد كان الكامِلُ مقبلًا عليه، فلما انكشف له حاله أخذ منه دار الحديث وأهانه، توفي بالقاهرة ودفن بقرافة مصر، قال ابن خلكان: وكان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقنًا لعلم الحديث وما يتعلَّقُ به، عارفًا بالنحو واللغة وأيَّام العرب وأشعارها، اشتغل ببلادِ المغرِب، ثمَّ رحل إلى الشام ثم إلى العراق، واجتاز بإربل سنة 604، فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب " التنوير في مولد السراج المنير " وقرأه عليه بنفسه، فأجازه بألف دينار، ولي قضاء دانية مرتين، ثم صُرِف عن ذلك لسيرة نُعِتَت عليه، فرحل منها. روى عنه الدبيثي فقال: "كان له معرفة حسنة بالنحو واللغة، وأنسة بالحديث، فقيهًا على مذهب مالك، وكان يقول: إنه حفظ " صحيح مسلم " جميعه، وأنه قرأه على بعض شيوخ المغرب من حفظه، ويدعي أشياء كثيرة. قلت (الذهبي): كان صاحب فنون، وله يد طولي في اللغة، ومعرفة جيدة بالحديث على ضعف فيه. قرأت بخط الضياء الحافظ قال: لقيت الكلبيَّ بأصبهان، ولم أسمع منه شيئًا، ولم يعجبني حالُه، وكان كثير الوقيعة في الأئمة، وأخبرني إبراهيم السنهوري بأصبهان أنه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفَه. وقد رأيتُ منه أنا غير شيء ممَّا يدل على ذلك" قال ابن نقطة: "كان موصوفًا بالمعرفة والفضل، ولم أره إلَّا أنه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها. ذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام - ثقة - قال: نزل عندنا ابنُ دحية، فكان يقول: أحفظ " صحيح مسلم "، و" الترمذي "، قال: فأخذت خمسة أحاديث من " الترمذي "، وخمسة من " المسند " وخمسة من الموضوعات فجعلتها في جزء، ثم عرضتُ عليه حديثًا مِن " الترمذي "، فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال: لا أعرفه. ولم يعرف منها شيئًا. قلت (الذهبي): ما أحسن الصدق، لقد أفسد هذا المرءُ نَفسَه". قال ابن كثير: وقد تكلَّمَ الناس فيه بأنواع من الكلام، ونسبه بعضهم إلى وضعِ حديثٍ في قَصرِ صلاة المغرب، ولابن دحية مصنفات منها: المطرب في أشعار أهل المغرب، ونهاية السول في خصائص الرسول، والنبراس في خلفاء بني العباس، وغيرها.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا مات يَزيدُ بن مُعاوِيَة أَقْلَع جَيشُه عن مكَّة، وهم الذين كانوا يُحاصِرون ابنَ الزُّبيرِ وهو عائِذٌ بالبيتِ، فلمَّا رجَع حُصينُ بن نُميرٍ السَّكونيُّ بالجيشِ إلى الشَّام بعدَ أن عرَض الحُصينُ على ابنِ الزُّبيرِ أن يُبايِعَه بالخِلافَة شَرْطَ أن يَأتِيَ معهم للشَّامِ؛ لكنَّ ابنَ الزُّبيرِ رفَض الذِّهابَ إلى الشَّام, كان يَزيدُ قد أَوْصى بالخِلافَة لابنِه مُعاوِيَة؛ لكنَّه لم يكُن راغِبًا فيها فترَكَها وجعَلَها شُورى للمسلمين. اسْتَفْحَل أَمْرُ ابنِ الزُّبير بالحِجازِ وما والاها، وبايَعَهُ النَّاسُ في العِراق وما يَتْبَعُه إلى أقصى مَشارِق دِيارِ الإسلامِ، وفي مِصْرَ وما يَتْبَعُها إلى أقصى بِلادِ المغربِ، وبايَعَت الشَّامُ أيضًا إلَّا بعضَ جِهاتٍ منها، ففي دِمشقَ بايَع الضَّحَّاكُ بن قيسٍ الفِهرىُّ لابنِ الزُّبيرِ، وفي حِمْص بايَع النُّعمانُ بن بَشيرٍ، وفي قِنَّسْرين زُفَرُ بن الحارثِ الكِلابيُّ، وفي فِلَسْطين بايَع ناتِلُ بن قيسٍ، وأَخرَج منها رَوْحَ بن زِنْباع الجُذاميَّ، ولم يكُن رافضًا بَيْعَة ابنِ الزُّبيرِ في الشَّام إلَّا مِنطقةُ البَلْقاءِ وفيها حَسَّان بن مالكِ بن بَحْدَل الكَلبيُّ. وقد كان الْتَفَّ على عبدِ الله بن الزُّبيرِ جَماعةٌ مِن الخَوارِج يُدافِعون عنه، منهم نافعُ بن الأزرقِ، وعبدُ الله بن إباض، وجَماعةٌ مِن رُؤوسهم, فلمَّا اسْتَقَرَّ أَمْرهُ في الخِلافَة قالوا فيما بينهم: إنَّكم قد أَخْطأتُم لأنَّكم قاتَلتُم مع هذا الرَّجُلِ ولم تَعْلَموا رَأيَه في عُثمان بن عفَّان -وكانوا يَنْتَقِصون عُثمانَ- فاجْتَمَعوا إليه فسألوه عن عُثمانَ فأجابهم فيه بما يَسُوؤهُم، فعند ذلك نَفَرُوا عنه وفارقوه وقَصَدوا بِلادَ العِراق وخُراسان، فتَفَرَّقوا فيها. صَرَّح العديدُ مِن العُلماءِ والمُؤَرِّخِين بأنَّ بَيْعَة ابنِ الزُّبير بَيْعَة شَرْعِيَّةٌ، وأنَّه أَوْلى بها مِن مَرْوان بن الحكمِ, فيَروِي ابنُ عبدِ البَرِّ، عن مالكٍ أنَّه قال: إنَّ ابنَ الزُّبيرِ كان أفضل مِن مَرْوان وكان أَوْلى بالأمرِ منه، ومِن ابنِه عبدِ المَلِك. ويقولُ ابنُ كثيرٍ عن ابنِ الزُّبيرِ: ثمَّ كان هو الإمام بعدَ مَوتِ مُعاوِيَة بن يَزيدَ لا مَحالَة، وهو أَرْشَدُ مِن مَرْوان بن الحكمِ، حيث نازَعَهُ بعدَ أن اجْتَمَعت الكَلِمَةُ عليه، وقامَت البَيْعَة له في الآفاقِ، وانْتَظَم له الأمرُ، والله أعلم.

العام الهجري : 16 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 637
تفاصيل الحدث:

لمَّا افْتَتَح سعدُ بن أبي وَقَّاص المدائنَ بَلغَه أنَّ أهلَ المَوْصِل قد اجْتَمعوا بِتَكْريت على رَجُلٍ يُقال له: الأنطاق, فكتَب إلى عُمَر بن الخطَّاب بأَمْرِ جَلُولاء، واجْتِماع الفُرْسِ بها, وبأَمْرِ أهلِ المَوْصِل, فكتَب عُمَر في قَضِيَّةِ أهلِ المَوْصِل أن يُعَيِّنَ جيشًا لِحَرْبِهم, ويُؤَمِّرَ عليه عبدَ الله بن المُعْتَمِّ, ففَصَلَ عبدُ الله بن المُعْتَمِّ في خمسةِ آلافٍ مِن المدائنِ, فسار في أربعٍ حتَّى نزَل بِتَكْريت على الأنطاقِ، وقد اجْتَمع إليه جماعةٌ مِن الرُّومِ, ومِن نَصارى العَربِ, مِن إيادٍ, وتَغْلِبَ, والنَّمِرِ, وقد أَحْدَقوا بِتَكْريت, فحاصَرهُم عبدُ الله بن المُعْتَمِّ أربعين يومًا, وزاحَفوهُ في هذه المُدَّةِ أربعةً وعشرين مَرَّةً, ما مِن مَرَّةٍ إلَّا ويَنْتَصِرُ عليهم, وراسَل عبدُ الله بن المُعْتَمِّ مَن هنالك مِن الأَعرابِ, فدَعاهُم إلى الدُّخولِ معه في النُّصْرَةِ, وفَلَّ جُموعَهم, فضَعُفَ جانِبُهُم, وعزَمَت الرُّومُ على الذِّهابِ في السُّفُنِ بأَموالِهم إلى أهلِ البلدِ, فجاءت القُصَّادُ إليه عنهم بالإجابةِ إلى ذلك, فأرسَل إليهم: إن كنتم صادِقين فيما قُلتُم فاشْهَدوا أنَّ لا إلهَ إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله, وأَقِرُّوا بما جاء مِن عند الله. فرجعت القُصَّادُ إليه بأَنَّهم قد أسلموا, فبعَث إليهم: إن كنتم صادِقين، فإذا كَبَّرْنا وحَمَلْنا على البلدِ اللَّيلةَ فأَمْسِكوا علينا أبوابَ السُّفُنِ, وامْنَعوهُم أن يَركَبوا فيها, واقْتُلوا منهم مَن قَدَرْتُم على قَتلِه, ثمَّ شَدَّ عبدُ الله وأصحابُه, وكَبَّروا تَكبيرةَ رَجُلٍ واحدٍ, وحَمَلوا على البلدِ, فكَبَّرت الأعرابُ مِن النَّاحيةِ الأُخرى, فَحَارَ أهلُ البلدِ, وأخذوا في الخُروجِ مِن الأبوابِ التي تَلِي دِجْلَة, فتَلَقَّتْهُم إيادٌ والنَّمِرُ وتَغْلِبُ, فقَتَلوهُم قتلًا ذَريعًا, وجاء عبدُ الله بن المُعْتَمِّ بأصحابِه مِن الأبوابِ الأُخَرِ, فقتَل جميعَ أهلِ البلدِ عن بَكْرَةِ أَبيهِم ولم يُسْلِم إلَّا مَن أَسلَم مِن الأعرابِ مِن إيادٍ وتَغْلِبَ والنَّمِرِ, وقد كان عُمَرُ عَهِدَ في كِتابِه إذا نُصِروا على تَكْريت أن يَبعَثوا رِبْعِيَّ بن الأفْكَلِ إلى الحِصْنَيْنِ، وهي المَوْصِل سريعًا, فسار إليها كما أَمَرَ عُمَرُ، ومعه سَرِيَّةٌ كثيرةٌ وجماعةٌ مِن الأبطالِ, فسار إليها حتَّى فاجَأَها قبلَ وُصولِ الأخبارِ إليها, فأجابوا إلى الصُّلْحِ, فضُرِبَت عليهم الذِّمَّةُ عن يَدٍ وهُم صاغِرون, ثمَّ قُسِّمَت الأموالُ التي تَحَصَّلت مِن تَكْريت, فبلَغ سَهمُ الفارسِ ثلاثةَ آلافٍ، وسَهمُ الرَّاجِل ألفَ دِرهَم، وبَعَثوا بالأخماسِ مع فُراتِ بن حَيَّانَ, وبالفَتحِ مع الحارِث بن حَسَّانَ, ووَلِيَ إِمْرَةَ حَربِ المَوْصِل رِبْعِيُّ بن الأَفْكَل ووَلِيَ الخَراجَ بها عَرْفَجَةُ بن هَرْثَمَةَ.

العام الهجري : 40 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 661
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن قُتِلَ الخليفةُ الرَّاشدُ عَلِيُّ بن أبي طالبٍ رضِي الله عنه وأَرضاهُ اتَّجهَ أهلُ الكوفةِ إلى الحسنِ بنِ عَلِيٍّ فبايَعوهُ بالخِلافةِ، وكان أوَّلَ مَن بايَعهُ قيسُ بن سعدٍ، وبَقِيَ في الخِلافةِ سِتَّةَ أَشهُرٍ، رأى خِلالَها تَخاذُلَ أصحابِه، فرأى ضَرورةَ اتِّفاقِ الأُمَّةِ فآثَر الصُّلْحَ وتَنازَل لِمُعاويةَ بالخِلافةِ، وسُمِّيَ ذلك العامُ بعامِ الجَماعةِ، وكان كما قال عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ابْنِي هذا سَيِّدٌ، وسَيُصْلِح الله به بين فِئَتَيْنِ عَظيمتَين مِن المسلمين). فجَزاهُ الله خيرًا ورضي الله عنه وأَرضاهُ.

العام الهجري : 180 العام الميلادي : 796
تفاصيل الحدث:

خرج حمزةُ بن أترك السجستاني الخارجيُّ في خراسان، فجاء إلى بوشنج، فخرج إليه عَمرَوَيه بن يزيد الأزدي، وكان على هراة، في ستةِ آلاف، فقاتَلَه فهزمه حمزة، وقتَلَ مِن أصحابه جماعةً، ومات عَمرَويه في الزحام، فوجَّه عليُّ بن عيسى- وهو أميرُ خراسان- ابنَه الحُسَينَ في عشرة آلاف، فلم يحارِبْ حمزة، فعَزَله وسَيَّرَ عِوَضَه ابنَه عيسى بن علي، فقاتل حمزة، فهَزَمه حمزةُ، فرَدَّه أبوه إليه أيضًا فقاتله بباخرز، وكان حمزةُ بنيسابور، فانهزم حمزةُ، وبَقِيَ أصحابه، وبقي في أربعينَ رَجُلًا فقَصَد قهستان. وأرسل عيسى أصحابَه إلى أوق وجوين، فقَتَلوا مَن بها من الخوارج، وقصَدَ القرى التي كان أهلُها يُعِينون حمزة، فأحرَقَها وقتَلَ مَن فيها حتى وصل إلى زرنج، فقتَلَ ثلاثين ألفًا ورجَعَ عيسى بن علي، وخلف بزرنج عبد الله بن العباس النسفي، فجبى الأموالَ وسار بها، فلَقِيَه حمزةُ بنُ أترك بأسفزار، فقاتله، فصبَرَ له عبد الله ومن معه من الصغد، فانهزم حمزةُ، وقُتِل كثيرٌ من أصحابه، وجُرِحَ في وجهه، واختفى هو ومن سَلِمَ من أصحابه في الكروم، ثم خرج وسار في القُرى يَقتُل ولا يُبقي على أحدٍ. وكان علي بن عيسى قد استعمَلَ طاهر بن الحسين على بوشنج، فسار إليه حمزةُ، وانتهى إلى مكتبٍ فيه ثلاثون غلامًا فقَتَلهم وقتَلَ مُعَلِّمَهم، وبلغ طاهرًا الخبَرُ، فأتى قريةً فيها قُعَّدُ الخوارجِ- وهم الذين لا يُقاتِلونَ، ولا ديوانَ لهم- فقَتَلهم طاهِرٌ وأخذ أموالَهم، وكان يشُدُّ الرجُلَ منهم في شجرتين، ثم يجمَعُهما ثمَّ يرسِلُهما، فتأخذ كلُّ شَجرةٍ نِصفَه، فكتب القُعَّدُ إلى حمزةَ بالكَفِّ، فكَفَّ وواعَدَهم، وأمِنَ النَّاسُ مدَّةً، وكانت بينه وبين أصحابِ عليِّ بنِ عيسى حروبٌ كثيرةٌ، حتى غُلِبَ وفَرَّ إلى كابل.

العام الهجري : 424 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1033
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ المُلكُ لمسعود بن سبكتكين بعد أبيه أقرَّ بما كان قد فتَحَه أبوه من الهندِ نائبًا يُسمَّى أحمد ينالتكين، وقد كان أبوه محمَّد استنابه بها ثقةً بجَلَدِه ونَهضَتِه، فرَسَخت قَدَمُه فيها، وظَهَرت كِفايته. ثمَّ إنَّ مسعودًا بعد فراغِه مِن تقرير قواعِدِ المُلك، والقَبضِ على عَمِّه يوسف والمخالفين له، سار إلى خراسان عازمًا على قَصدِ العراق، فلمَّا أبعد عصى ذلك النائِبُ بالهند، فاضطُرَّ مسعودٌ إلى العودة، فأرسَلَ إلى علاء الدَّولة بنِ كاكويه. وأمَّرَه على أصبهان على مالٍ يؤدِّيه إليه كلَّ سنة، وكان علاء الدَّولة قد أرسل يطلُبُ ذلك، فأجابه إليه، وأقَرَّ ابنَ قابوس بن وشمكير على جرجان وطبرستان على مالٍ يؤدِّيه إليه، وسَيَّرَ أبا سهل الحمدوني إلى الرَّيِّ للنظَرِ في أمورِ هذه البلاد الجبليَّة، والقيامِ بحفظها، ولَمَّا سار أبو سهل إلى الريِّ أحسَنَ إلى النَّاسِ، وأظهَرَ العدل، فأزال الأقساطَ والمصادراتِ، وكان تاش فراش والي الرَّيِّ السابقِ قد ملأ البلادَ ظُلمًا وجَورًا، حتى تمنَّى الناسُ الخلاصَ منه ومِن دولة ابن سبكتكين، وخَرِبت البلادُ، وتفَرَّق أهلُها، فلمَّا وَلِيَ الحمدوني، وأحسن وعَدَل، عادت البلادُ فعَمَرت، والرَّعيَّة أمِنَت، وكان الإرجافُ شديدًا بالعراق لَمَّا كان المَلِك مسعود بنيسابور، فلمَّا عاد سكن النَّاس واطمأنُّوا.

العام الهجري : 436 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1044
تفاصيل الحدث:

هو أبو القاسِمِ عليُّ بنُ الحُسَين بن موسى بن محمد بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الشَّريفُ الموسويُّ، المُلَقَّب بالمرتضى، ذي المجدين، كان نقيبَ الطالبيِّينَ وكان إمامًا في عِلمِ الكلامِ والأدبِ وجيد الشعر. وُلِدَ سنة 355, وكان أكبَرَ مِن أخيه ذي الحَسَبين الشريف الرضي، كان على مذهَبِ الإماميَّةِ والاعتزال، يُناظِرُ على ذلك، وكان يُناظِرُ عنده في كل المذاهب، وله تصانيفُ في التشيُّعِ، أصولًا وفروعًا. قال الذهبي عنه: " هو جامِعُ كتاب "نهج البلاغة"، المنسوبةِ ألفاظُه إلى عليِّ بنِ أبي طالب ولا أسانيدَ لذلك، وبعضُها باطِلٌ، وفيه حَقٌّ ولكِنَّ فيه موضوعاتٍ حاشا الإمامَ مِن النطق بها، ولكنْ أين المُنصِفُ?! وقيل: بل جَمْعُ أخيه الشَّريف الرضي, ثم قال: وكان من الأذكياءِ الأولياءِ المتبَحِّرينَ في الكلامِ والاعتزالِ، والأدبِ والشِّعرِ، لكنَّه إماميٌّ جَلْدٌ. نسأل الله العفو.". قال ابن كثير: "وقد نقل ابنُ الجوزي أشياءَ مِن تفرُّداتِه في التشَيُّع، فمِن ذلك أنَّه لا يصِحُّ السجودُ إلَّا على الأرضِ أو ما كان مِن جِنسِها، وأنَّ الاستجمارَ إنمَّا يُجزِئُ في الغائطِ لا في البولِ، وأنَّ الكتابيَّاتِ حَرامٌ، وكذا ذبائِحُ أهل الكتاب، وأنَّ المرأة إذا جَزَّت شَعْرَها يجب عليها كَفَّارة قتل الخطأ، وغير ذلك كثيرٌ، وأعجَبُ منها ذَمُّ الصحابةِ رَضِيَ الله عنهم، ثمَّ سَرَدَ من كلامِه شيئًا قبيحًا في تكفيرِ عُمَرَ بنِ الخطاب وعثمانَ وعائشة وحفصة رضي الله عنهم". قال ابنُ حزم: الإماميَّةُ كلُّهم على أنَّ القُرآنَ مُبَدَّلٌ، وفيه زيادةٌ ونَقصٌ سوى المرتضى، فإنَّه كفَّرَ مَن قال ذلك. قال الذهبيُّ مُعَلِّقًا على كلامِ ابنِ حزم، قلتُ: وفي تواليفِه سَبُّ أصحاب رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنعوذُ باللهِ مِن عِلمٍ لا ينفَعُ". ولم يتكَلَّمْ فيه وفي أخيه الرضي كثيرٌ مِن المؤرخين رعايةً لِشَرَفِ نَسَبِهم، وإلَّا فإنهم كانوا على مذهَبِ الرَّفضِ والاعتزال، توفِّيَ في يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول.