الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.001 )

العام الهجري : 919 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1513
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ المحدث المقرئ الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن غازي، العثماني المكناسي ثم الفاسي المالكي، عالم المغرب وراويته الحيسوبي الفَرَضي صاحب الحواشي على الصحيح, والمعروف بابن غازي المكناسي. ولد سنة 841 بمكناس. برع في عدة فنون، لكنه اشتهر بالفقه، وكان بديع الخط متقِن الضبط. لم يكتفِ بالتعليم والتأليف، بل شارك في جهاد الإفرنج لحماية ثغور المغرب، حتى إنه توفي وهو في غزوة ضد النصارى بآصيلا؛ حيث مرض في هذه الغزوة، فأمر السلطان بحمله إلى منزله من فاس، فلما وصل إلى قرب عقبة المساجين اشتد به الحال وأمر أصحابَه أن يريحوا به هنالك، فبينما هو كذلك إذ مر به الشيخ أبو عبد الله الغزواني في سلسلته فسأل الموكلين به أن يعَرِّجوا به على الشيخ ابن غازي كي يعوده ويؤدي حقَّه، فلما وقف عليه طلب ابن غازي منه الدعاءَ، فدعا له بخير وانصرف. فلما غاب عنه قال ابن غازي لأصحابه: احفظوا وصيتي؛ فإني راحل عنكم إلى الله تعالى بلا شكٍّ، ثم حملوه إلى منزله فكان آخِر العهد به.

العام الهجري : 920 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1514
تفاصيل الحدث:

بعد أن نشأت الدولة الصفوية لم تكتفِ بفرض مذهبِها الشيعي على الناس بالقوةِ والقهر، بل بدأت تتحرَّش بالدولة العثمانية عن طريق إثارة الموالين لها من أصحابِ العمائم الحمر المعروفين بـ (قزلباش) ذوي التدين الشيعي، وأيضًا إثارتهم البرتغاليين وإرسال الرسائل لهم وحثهم على حرب العثمانيين، كما أنَّ احتضان الدولة لمراد بن أحمد الهارب من عمه السلطان سليم، كلُّ هذه الأمور اجتمعت لإثارة الحرب بين الدولتين العثمانية والصفوية، فتوجَّه السلطان العثماني سليم الأول بجيشٍ عظيم من أدرنة إلى الصفويين، وكان قد أحصى الشيعةَ الذين يقيمون في شرقي الدولة؛ لأنهم سيكونون أنصارًا للصفويين، وأمر بقتلهم جميعًا، ثم تقدَّم نحو تبريز عاصمة الصفويين الذين أرادوا الخديعة بالتراجُعِ حتى إذا أُنهك الجيش العثماني انقضُّوا عليه، وبقي السلطان العثماني في تقدُّمِه حتى سهل جالديران جنوب قارص شرقي الأناضول، وكانت فيه معركةٌ شرسة في شهر رجب من هذا العام عُرِفت بمعركة جالديران، انتصر فيها العثمانيون وفَرَّ من الميدان إسماعيل شاه الصفوي، ثم دخل السلطان العثماني تبريز في شهر رمضان واستولى على الخزائن ونقلها إلى إستانبول وتتبَّع إسماعيل لكنَّه لم يستطع القبض عليه، وأقبل فصلُ الشتاء فاشتد الأمرُ على الجنود وبدأ تذمُّرُهم، فترك السلطان المنطقة وسار نحو أماسيا حتى انتهى فصل الشتاء فرجع إلى أذربيجان، ففتح بعض القلاع ودخل إمارةَ ذي القادر، ثم رجع إلى إستانبول بعد أن ترك الجيش العثماني الذي دخل أورفة والرقَّة وماردين والموصل.

العام الهجري : 921 العام الميلادي : 1515
تفاصيل الحدث:

بعد أن استطاع السلطان العثماني سليم الأول أن ينتصرَ على الصفويين في معركة جالديران، ترك جيشًا كان مهمتُه الاستيلاء على الرقَّة وأورفة وماردين والموصل، وقبل هذا قام السلطان بعد أن انتهى من استراحته حتى انتهى الشتاء بالرجوع إلى أذربيجان ففتح فيها بعض القلاع ودخل إمارة ذي القدر السلجوقية، وأميرُها علاء الدولة، التي كانت تعتبر تحت سيطرة المماليك، وهذه الإمارة تضم مدن أبلستين ومرعش وعينتاب، فأصبحت ضمن أراضي الدولة العثمانية، وقد عين عليها السلطانُ سليم ابنَ شاه سوار، وهذا الأمر أثار حفيظة السلطان المملوكي قانصوه الغوري الذي جهَّز جيشًا وتوجَّه به إلى الشام لقتال العثمانيين الذين توجهوا هم أيضًا إلى الشام.

العام الهجري : 921 العام الميلادي : 1515
تفاصيل الحدث:

ما إن هُزمَ إسماعيل شاه الصفوي في موقعة جالديران العام الماضي أمام السلطان العثماني سليم الأول حتى كان أكثرَ استعدادًا وتقبلًا من قبلُ للتحالف مع البرتغاليين، وبدأ في الاستعداد للارتباط بالبرتغال عقِبَ استيلاء البوكرك على هرمز، عندها وصل سفيرٌ من لدى إسماعيل شاه وتمَّ الدخول في اتفاقية محدودة بين البرتغاليين والصفويين نصَّت على ما يلي: أن يقدِّم البرتغال أسطولَه ليساعدَ الفُرسَ في غزو البحرين والقطيف، كما يقدِّم البرتغال المساعدة لإسماعيل شاه لقمع الثورة في مكران وبلوجستان، وأن يكوِّن الشعبان البرتغالي والفارسي اتحادًا ضد العثمانيين، إلَّا أن وفاة البوكرك التي أتت بعد ذلك قد أعاقت ذلك التحالف، ولقد أظهر البرتغاليون تودُّدًا لإسماعيل شاه قبل معركة جالديران، وكانوا يهدفون من وراء تودُّدهم للصفويين أن تتاح لهم فرصة تحقيق أهدافهم في إيجاد مراكزَ لهم في الخليج العربي، وكانوا يُدركون أنهم إذا لم يكسبوا وُدَّ الصفويين فإن تعاوُنَ قوَّتِهم مع القوى المحلية في الخليج قد يؤدي إلى فشلِهم في تحقيق أهدافهم ولا سيما أن مشروعاتِهم في إيجاد مراكز نفوذ في البحر الأحمر مُنِيت بالفشل إلى حدٍّ كبير، لقد أدَّت هزيمة إسماعيل شاه أمام العثمانيين إلى حرصه الشديد للتحالف مع النصارى وأعداء الدولة العثمانيَّة؛ ولذلك تحالف مع البرتغاليين وأقرَّ استيلاءهم على هرمز في مقابل مساعدتِه على غزو البحرين والقطيف، إلى جانب تعهدِهم بمساندتهم ضد القوات العثمانية، وقد تضمَّن مشروع التحالف البرتغالي الصفوي تقسيمَ المشرق العربي إلى مناطقِ نفوذٍ بينهما، حيث اقترح أن يحتلَّ الصفويون مصرَ، والبرتغاليون فلسطينَ.

العام الهجري : 921 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1515
تفاصيل الحدث:

بلغ منويل البرتغالي أنَّ مينا المعمورة جيِّدة وبلادها نفاعة، فبعث إليها طائفةً من جنده فوصلوا إلى ساحلِها ونزلوا في البرِّ المقابل لها، وبنَوا هنالك برجًا لحصارها، ثم أردفهم مَلِكُهم منويل بعمارة تشتملُ على مائتي مركبٍ مشحونة بثمانية آلاف من المقاتلة، وكان خروج هذه العمارة من مدينة أشبونة، فوافت مينا المعمورة في الثالث والعشرين من يونيه من هذه السنة، وحاصروها وألحُّوا عليها بالقتال أيامًا، وبلغ الخبر بذلك إلى السلطان أبي عبد الله محمد البرتغالي، فبعث أخاه الناصر صريخًا في جيشٍ كثيف، وقاتل البرتغال قتالًا شديدًا وهزمهم هزيمةً قبيحة، ثم كانت لهم الكَرَّة على المسلمين فهزموهم واستولوا على المعمورة، وثبت قدمُهم بها وحصَّنوها بالسور الموجود بها الآن، واستمروا بها نحو خمس سنين ثم استرجعها المسلمون منهم بعد ذلك.

العام الهجري : 922 العام الميلادي : 1516
تفاصيل الحدث:

هو القائد البحري فاسكو دي جاما البرتغالي، ولد سنة 1460م في عائلة نبيلة، ودرس الملاحة البحرية، أوكل إليه ملك البرتغال مانويل الأول حملةً بحرية يصل فيها لبلاد الشرق دون المرور ببلاد المسلمين, فانطلق برحلته سنة 1497م من لشبونة ووصل بلاد الهند عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وذلك بعد اعتماده على معلومات وخبرات البحَّار المسلم أحمد بن ماجد النجدي العماني، وكان من أثر هذه الرحلة زيادةُ أطماع البرتغال الاستعمارية، فبعث الملك مانويل الأول حملةً بحرية عسكرية من 13 سفينة إلى الهند، فصدَّها الهنود، وقتلوا عددًا كبيرًا منها, فأوكل الملك مانويل إلى فاسكو دي جاما رحلة من 15 سفينة سنة 1502م, فعبَرَت رأس الرجاء الصالح ثم المحيط الهندي، حتى وصلت إلى بحر العرب، فسيطروا على مركب تجاري للمسلمين عدد ركابها 380 راكبًا كانوا عائدين من الحجِّ, فأمر فاسكو دي جاما بقتلهم جميعًا, فأضرم بها النار, واستغرقت السفينة أربعة أيام لتغرق في البحر؛ مما أدى إلى مقتل جميع من فيها من رجال ونساء وأطفال؛ مما أدى إلى ثورة المسلمين ضدَّه فهرب دي جاما شرقًا حتى وصل إلى مدينة غوا، وقد عمِلَ فاسكو دي جاما على قرصنة سفن المسلمين، فحطم لهم أسطولًا كاملًا عدد سفنه تسع وعشرين سفينة. كما قام بشنق 38 صيادًا ثم قطع رؤوسهم وأطرافهم ورمى بالجثث والأشلاء في البحر لتطفوَ بالقرب من شاطئ مدينة كاليكوت ليُرهب المسلمين فيها, ثم عاد إلى البرتغال سنة 1503م فتنقل في عدَّة مناصب عسكرية وإدارية، ثم عُيِّن نائبًا عن ملك البرتغال في الهند، وبعد وصوله بلاد الهند عاجلته المنية فهلك في الهند، ثم نُقل رفاتُه إلى البرتغال.

العام الهجري : 922 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1516
تفاصيل الحدث:

عندما استولى السلطان سليم الأول العثماني على إمارة ذي القادر التي كانت تابعة للدولة المملوكية وتوجَّه إلى الشام، أثار مخاوف السلطان المملوكي قانصوه الغوري الذي جهز جيشًا وتوجه به إلى الشام، وزاد هذا الأمر أنَّ المماليك وقفوا مع الصفويين ضد العثمانيين في ذي القادر ومرعش، بينما أمراء الشام شجَّعوا العثمانيين على القدوم إلى الشام؛ لخوفهم من الزحف البرتغالي، وربما أيضا زاد هذا أن علاء الدين الهارب من عمِّه سليم الأول والذي لجأ إلى قانصوه الغوري ولم يسلِّمْه الأخير للسلطان سليم، كلُّ ذلك ولَّد هذا التنافر بين الدولتين اللتين أصبحتا على عتبة الحرب، وكان السلطان قانصوه الغوري لعلمِه بقوة الجيش العثماني أرسل رسولًا للصلح الذي رفضه سليم الأول، فسار بجيشه إلى الشام والتقى الطرفان في مرج دابق غربيَّ مدينة حلب في الخامس والعشرين من رجب، ثم إن نواب الشام: خيري بك نائب حلب، وجانبردي نائب الشام، انضموا إلى العثمانيين فانتصر العثمانيون على المماليك، وقُتِل قانصوه الغوري فيها، ودخل السلطان سليم حلبَ وحماة وحمص ودمشق دون أي مقاومة، وأبقى ولاةَ الشام على ولاياتهم حسبما وعدهم، فعيَّن السلطانُ سليم جانبردي الغزاليَّ على دمشق، وعين فخر الدين المعني على جبال لبنان، وهو درزي لكنه كان ممن ساعد العثمانيين على المماليك رغبةً في الولاية, ثم اتجه إلى مصر، وكان المماليك قد عيَّنوا سلطانا آخر هو طومان باي.

العام الهجري : 922 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1516
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه بن بيبردى الغوري الجركسي الجنس, وهو من سلاطين المماليك البرجية. ولِدَ سنة 850 امتلكه الأشرف قايتباي وأعتقه وعيَّنه في عدة وظائف في خدمته. كان في أوائل الأمر أميًّا لا يعرف شيئًا؛ لأنه جُلب من بلاده وهو كبير قد شَرَع فيه الشيب، وصار السلطان قايتباي يرقِّيه لكونه أخًا لزوجته، وهي التي بذلت الأموال للجند ومكَّنَته من الخزائن حتى ملَّكوه بعد السلطان قايتباي، فاستمر سلطانًا سنة وسبعة أشهر، ثم خلعوه وكان قد تلقب بالأشرف وأخرجوه من المملكة سنة 905 وولي بعده أميران لم يثبت قدمُهما في السلطنة، ثم أجمع الأجناد على تولية السلطان قانصوه الغوري، وكان من أقَلِّ الأمراء شأنًا وأحقرهم مكانةً، لكن الأمراء الكبار تحامَوا الإقدام على السلطنة خوفًا من بعضهم البعض، فولوا قانصوه فقَبِلَ بعد أن شرَطَ عليهم أنهم لا يقتلونه إذا أرادوا خلعَه، فقبلوا منه ذلك فولي السلطنة سنة 906 وكان عظيم الدهاء قويَّ التدبير، فثبت قدمه في السلطنة ثباتًا عظيمًا، وما زال يقتل أكابِرَ الأمراء حتى أفناهم وصَفَت له المملكة ولم يبقَ له فيها منازعٌ، ولكنه مال إلى الظلم والعسف وانتهب أموال الناس وانقطعت بسببه المواريثُ، فضجَّ أهلُ مصر ومَن تحت طاعتِه؛ مِن أخذِه لأموالهم، فسلط الله عليه السلطان سليم الأول سلطانَ العثمانيين؛ فإنه غزاه إلى دياره ووقع بينهما مصاف، فقُتِل قانصوه الغوري تحت سنابك الخيل في معركةِ مرج دابق وعمرُه إذ ذاك يقارب الثمانين عامًا، وكانت مدة سلطنته ستة عشر سنة وعدة أشهر، فاختار المصريون سلطانًا جديدًا هو نائبه الذي تركه السلطان قانصوه على مصر: طومان باي، الذي تلقَّب بالملك الأشرف بعد أن أقسَمَ له الأمراء بالطاعة وبايعوه، وبايعه الخليفة كذلك.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

استولى القائد عروج باشا، وهو من قواد البحرية الترك، على تلمسان من أيدي بني زيان، إلَّا أن أهل تلمسان أنكروا سيرةَ الترك وسئِموا ملكَهم, ويقال: إن التركَ عسفوهم وصادروا أموالهم، فدارت الكَرَّة على عروج سنة 924 فقُتِل هنالك مع جماعة من وجوه عسكره، وتفرَّقت جموعه وعادت تلمسان مرةً أخرى لبني زيان.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

لم يلبث السلطانُ سليم الأول أن يفرغَ من انتصاراته في بلاد العربِ والعجمِ حتى دبَّ الرعبُ والفزع في قلوب الصليبيين، وما استطاعت الدولة العثمانية أن تحرِزَه من ضَمٍّ للبلدان الأوربية إليها حتى تصبِحَ تحت سيطرتِها، فحدا هذا بالبابا ليو العاشر الذي كانت أيضًا بينه وبين غيره من النصارى منافسات، فقام في هذه السنة بالنداء لحرب صليبية ضد الدولة العثمانية مانحًا صكوك الغفران كالعادة لمن يستجيب, ومثيرًا في النصارى عزائم الواجب المقدَّس لخدمة الصليب، لكن هذه الدعوة لم تلقَ سوى هزائم ولم تلقَ أي انتصار!

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:


هو السلطانُ أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن مخلوف بن زيدان، الملقَّب بالقائم بأمر الله، عميد الأسرة السعدية وسلطان المغرب. كان قد نشأ على عفافٍ وصلاحٍ وحجٍّ للبيت الحرام، وقيل: كان مجابَ الدعوةِ، من قرَّاءِ القرآن، ومن أهلِ العلمِ والدين، ولم يكن من بيت الرياسةِ، وكان له اطِّلاعٌ على تواريخ قُطره وعوائدِ جيله وأخلاقهم وطبائعهم، ورأى ما وصل إليه مُلكُ بني وطاس بالمغرب من الانحطاط والضعف، وتيقَّن أنَّه لا يصعب عليه تناولُه، فأعمل في ذلك فِكرَه وصار يحضُّ الناسَ على القيام بأمور دينهم والامتعاض لها، حتى ولي الأمرَ عندما بايعَتْه قبائل المغرب على حربِ البرتغال، وقدَّمت كلُّ قبيلة له عشرةَ رجال من أبنائها, فلما قضى الله ببيعته واجتماع الناس عليه، واطمأنت به في البلاد السوسية الدار وطاب له بها المقام والقرار؛ ندب الناس إلى بيعةِ أكبر ولديه، وهو الأمير أبو العباس أحمد المعروف بالأعرج، فبايعوه, ثم وفد على القائمِ بأمر الله أشياخُ حاحة والشياظمة لِما بلغهم من حسن سيرته ونصرة لوائه، فشَكَوا إليه أمر البرتغال ببلادهم, وشِدَّة شوكته واستطالته عليهم، وطلبوا منه أن ينتقل إليهم هو وولده ولي العهد، فأجابهم إلى ذلك ونهض معهم هو وابنه أبو العباس إلى الموضع المعروف بآفغال من بلاد حاحة، وترك ولده الأصغر أبا عبد الله محمد الشيخ بالسوس يرتِّب الأمور ويمهِّد المملكة ويباكر العدو بالقتال ويراوحه، واستمر الأمير أبو عبد الله القائم بمكانه من آفغال ببلاد حاحة مسموعَ الكلمة متبوعَ العقب إلى أن توفي بها وهو يجاهد النصارى الإسبان والبرتغال، ودفن بها ثم نقل إلى مراكش.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

عاد جماعة من القزلباش- أي أصحاب العمائم الحمراء- إلى الانقضاض على الدولة العثمانية في منطقة ما بين النهرين بشرق الأناضول، وقد أمدتهم الدولة الصفوية الشيعية بقوة عسكرية، فأخذوا يُغيرون على الجماعات الآشورية والجماعات الكردية السُّنَّة، واستولوا على حاضرتهم آمد التي عرِفَت فيما بعد بديار بكر، وجرت بين الفريقين وقائع كانت الغلبة فيها لجماعات القزلباش، فاستنجد الأكرادُ بالسلطان سليم الأول فأمَدَّهم بقوة كبيرة في أعقاب انتصاره على دولة المماليك في وقعة مرج دابق، فانتصرت قواتُه على القوات الصفوية، وطُرِد الأكراد القزلباش من شرقي الأناضول، واستولت على الموصل وثبتت سلطة الدولة العثمانية في شمال العراق.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

كان الخطر البرتغالي يهدد التجارة في البحر الأحمر والخليج العربي، وبالتالي يهدِّد التجارة المصرية التي يتولاها المماليك، ولما كان البرتغاليون وصلوا إلى مرحلة هددوا فيها كل شيء للعرب أو المسلمين في البحر، وليس فقط التجارة، فأرسل المماليك قوة إلى اليمن لتواجه القوة البرتغالية؛ فقد أرسل السلطان قانصوه الغوري أسطولًا بحريًّا بقيادة حسين الكردي سنة 922 إلى اليمن؛ حيث طلب حسين من الملك عامر الثاني الطاهري العونَ، ولكنَّ طاهرًا رفض ذلك، فقام حسين الكردي بمقاتلته فجرت بينهما معركة كان نتيجتها أن احتلَّ حسين زبيدَ عاصمةَ اليمن وقتَها، ونصب أخاه برسباي حاكمًا عليها، وهرب عامر الطاهري وأخوه عبد الملك إلى تعز، وقد حاولا في العام التالي محاربة بارسباي؛ لاستعادة ملكِهما وإعادة البلاد لحكمِهما، فاستعدَّا بجيش من الذين بقوا معهم وممن والاهم في تعز وساروا إلى برسباي لقتاله، فوقعت بينهم معركة في الصافية استطاع جيش المماليك أن يقضيَ على جيش الملك عامر وأخيه اللذين قُتِلا في المعركة، فكان ذلك انقراضًا لدولة الطاهريين في اليمن.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو البحار المشهور شهاب الدين أحمد بن ماجد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي ابن أبي الركائب النجدي العماني، عُرِفَ بأسد البحر أحد كبار الملاحين العرب، ولد سنة 838 في مدينة جلفار- تقع في رأس الخيمة اليوم- ونشأ بها. ينحدر ابن ماجد من أسرة اشتهرت بالملاحة وارتياد البحار, اشتهر ابن ماجد بعلمه في شؤون البحار وما يتصلُ بذلك من علوم الملاحة والفلك والرياضيات والجغرافيا. رحل إلى بلاد كثيرة مدونًا كلَّ ما يشاهده من بلدان؛ فقد ذكر في مؤلفاته أسماء الجزر التي رآها والقياسات البحرية ومطالع النجوم، وطريقة استخراج القبلة، وشرحَ المسالكَ البحرية بين ساحل وآخر، ودَوَّن علمه ومعرفته في مؤلفات عديدة، منها: كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد، وهو أكبر أعماله، ويعُتبر علم الملاحة الفلكية من أهم أعماله؛ فقد كانت قياساته دقيقة ومبتكَرة، كما كانت مشاهداته للنجوم ومطالعها ومغاربها كذلك، وله أراجيز تحمل علومهَ، منها: حاوية الاختصار في علم البحار، وله قصائد في وصف شواطئ جزيرة العرب, ومن أسباب اشتهار ابن ماجد في تاريخ الملاحة ارتباطُ اسمه برحلة البرتغالي فاسكو دي جاما سنة (1498م) من ساحل إفريقيا الشرقي إلى كلكتا في الهند، وكان لهذا الحادث أثرٌ خطير في تاريخ الملاحة، وأثرٌ في الحملات الاستعمارية الأوربية لاحتلال سواحل ومراكز مهمة في بحر العرب والمحيط الهندي.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام العلامة الحافظُ الحجَّة الرُّحَلة الفقيه المقرئ المسنِد المؤرخ الخطيبُ: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، القتيبي المصري الشافعي، ويعرف بالقسطلاني علَّامة الحديث, وأمُّه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس. ولِدَ في الثاني والعشري ذي القعدة سنة 851 بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين, والقراءات السبع ثم العشر، وكذا أخذ القراءات عن الشمس بن الحمصاني إمام جامع ابن طولون, وقرأ صحيحَ البخاري بتمامه في خمسة مجالسَ على الشاوي، وكذا قرأ عليه ثُلاثيات مسند أحمد، وحجَّ غير مرة وجاور سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع وتسعين وسنتين قبلها على التوالي. وجلس للوعظ بالجامع العمري سنة ثلاث وسبعين وكذا بالشريفية بالصبانيين، بل وبمكة, ولم يكن له نظيرٌ في الوعظ، وكان يجتمع عنده الجمُّ الغفير مع عدم ميلِه في ذلك، وولي مشيخة مقام أحمد بن أبي العباس الحرَّاز بالقرافة الصغرى، وأقرأ الطلبة وجلس بمصر شاهدًا رفيقًا لبعض الفضلاء, وبعده اعتزل وتفرَّغ للكتابة, فكتب بخطِّه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، ومن مؤلفاته: إرشاد الساري على صحيح البخاري، انتهى منه سنة 916, وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري, ونفائس الأنفاس في الصحبة واللباس, والروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر, وعمل تأليفًا في مناقبه سماه: نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرَّار, وتحفة السامع والقارئ بختم صحيح البخاري. وهو كثير الأسقام قانعٌ متعفِّف جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجيُّ الصوت بها، مشارك في الفضائل، متواضع متودِّد لطيف العشرة سريعُ الحركة. قال محي الدين عبد القادر العَيدَروس: "وارتفع شأنُه بعد ذلك فأُعطيَ السعدَ في قَلَمِه وكَلِمِه، وصنَّف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبانُ في حياته، ومن أجَلِّها شرحُه على صحيح البخاري مزجًا في عشرة أسفار كبار، لعله أحسَنُ شروحِه وأجمعُها وألخصُها، ومنها المواهب اللدُنِّية بالمنح المحمدية، وهو كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع، ليس له نظير في بابه، ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغُضُّ منه ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمدُّ منها ولا ينسبُ النقل إليها، وأنَّه ادَّعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا فألزمه ببيان مدَّعاه، فعدد عليه مواضِعَ قال إنه نقَلَ فيها عن البيهقي، وقال إن للبيهقي عدةَ مؤلفات فليذكرْ لنا ما ذكر في أي مؤلفَّاته ليُعلَمَ أنَه نقل عن البيهقي، ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقلَ عن البيهقي فنقله برُمَّته، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن البيهقي، وحكى الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله: أنَّ الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالةَ ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة، وكان السيوطي معتزلًا عن الناس بالروضة فوصل القسطلاني إلى باب السيوطي ودق الباب فقال له: من أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئتُ إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيبَ خاطرُك عليَّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله! وبالجملة فإنه كان إمامًا حافظًا متقنًا جليل القدر حسن التقرير والتحرير، لطيف الإشارة بليغ العبارة، حسن الجمع والتأليف، لطيف الترتيب والتصنيف، كان زينة أهل عصره، ونقاوة ذوي دهره، ولا يقدح فيه تحامُلُ معاصريه عليه، فلا زالت الأكابر على هذا في كل عصرٍ- رحمهم الله" أصيب القسطلاني بالفالج، ثم توفي ليلة الجمعة السابع محرم بالقاهرة ودفن بالمدرسة العينية جوار منزله، ووافق يومُ دفنه الثامن محرم دخولَ السلطان سليم الأول العثماني عَنْوةً إلى مصر وتملُّكه بها.