الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 573 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1177
تفاصيل الحدث:

حصَرَ الفرنجُ مدينةَ حماة، وسَبَبُ ذلك أنَّه وصل من البحرِ إلى الساحل الشامي كند- يعني قائد-  كبيرٌ من الفرنج من أكبر طواغيتِهم، فلما رأى أنَّ صلاح الدين قد عاد منهزمًا لمصرَ، اغتنم خلو البلاد؛ لأنَّ توران شاه بن أيوب كان بدمشق ينوبُ عن أخيه صلاح الدين ليس عنده كثيرٌ من العسكَرِ، وكان أيضًا كثيرَ الانهماك في اللذَّاتِ مائلًا إلى الرَّاحات، فجمع ذلك الكند الفرنجيُّ مَن بالشام من الفرنج، وفَرَّقَ فيهم الأموال، وسار إلى مدينةِ حماة فحصرها وبها صاحِبُها شهاب الدين محمد الحارمي ابنُ خال صلاح الدين، وهو مريضٌ شديدُ المرض، وكان طائفةٌ مِن العسكر الصلاحي بالقُربِ منها، فدخلوا إليها وأعانوا من بها، وقاتل الفرنجُ على البلد قتالًا شديدًا وهَجَموا بعض الأيام على طَرفٍ منه، وكادوا يملِكونَ البلد قهرًا وقَسرًا، فاجتمع أهلُ البلد مع العسكر إلى تلك الناحية واشتَدَّ القتال، وعَظُمَ الخطب على الفريقين، واستقتَلَ المسلمون وحامَوا عن الأنفُسِ والأهل والمال، فأخرجوا الفرنجَ من البلد إلى ظاهِرِه، ودام القتالُ ظاهِرَ البلد ليلًا ونهارًا، وقَوِيَت نفوس المسلمين حين أخرجوهم من البلد، وطَمِعوا فيهم وأكثَروا فيهم القتلَ، فرحل الفرنجُ حينئذ خائبينَ، وكفى الله المُسلمينَ شَرَّهم، وساروا إلى حارم فحَصَروها، وكان مقامُهم على حماة أربعة أيام، ولَمَّا رحل الفرنجُ عن حماة مات صاحِبُها شهاب الدينِ الحارمي.

العام الهجري : 579 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1183
تفاصيل الحدث:

نزل صلاحُ الدين بحرزم، تحت ماردين، فلم يَرَ لأخذها وجهًا، فسار عنها إلى آمد، على طريق البارعيَّة، وكان نور الدين محمد بن قرا أرسلان يطالبُه في كل وقتٍ بقَصدِها وأخْذِها وتَسلِيمها إليه، على ما استقَرَّت القاعدةُ بينهما، فوصل إلى آمد سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ونازلها، وأقام يحاصِرُها، وقاتلهم صلاح الدين، ونصب المجانيقَ، وزحف إليها، وهي الغايةُ في الحصانة والمَنَعة، بها وبسورِها يُضرَبُ المثل، وابن نيسان على حالِه من الشُّحِّ بالمال، وتصَرُّفِه تصرُّفَ مَن ولَّت سعادته وأدبَرَت دولته، فلما رأى الناسُ ذلك منه تهاونوا بالقتال، وجَنَحوا إلى السلامة، وأمَرَ صلاح الدين أن يكتب على السِّهامِ إلى أهلِ البلد يَعِدُهم الخيرَ والإحسان إن أطاعوه، ويتهَدَّدُهم إن قاتلوه، فزادهم ذلك تقاعدًا وتخاذلًا، وأحبُّوا مُلكَه وتركوا القتال، فوصل النقَّابون إلى السور، فنَقَبوه وعَلِقوه- حازوه- فلما رأى الجندُ وأهلُ البلد ذلك، طمعوا في ابن نيسان واشتَطُّوا في المَطالَبِ، فحين صارت الحالُ كذلك أخرج ابن نيسان نساءَه إلى القاضي الفاضل، وزير صلاح الدين، يسألُه أن يأخُذَ له الأمان ولأهلِه وماله، وأن يؤخِّرَه ثلاثةَ أيام حتى ينقُلَ ما له بالبلدِ مِن الأموال والذخائر، فسعى له الفاضل في ذلك، فأجابه صلاحُ الدين إليه، فسَلَّمَ البلد في العشر الأُوَل من المحرم، فلما تسَلَّمَها صلاح الدين سلمها لنور الدين صاحِبِ الحصنِ.

العام الهجري : 603 العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

لَمَّا سَلَّم خوارزم شاه ترمذَ إلى الخطا سار عنها إلى ميهنة وأندخوي، وكتب إلى سونج أمير أشكار، نائب غياث الدين محمود بالطالقان يستميلُه، فعاد الرسول خائبًا لم يجِبْه سونج إلى ما أراد منه، وجمع عسكَرَه وخرج يحارِبُ خوارزم شاه، فالتَقَوا بالقرب من الطالقان، فلما تقابل العسكرانِ حمل سونج وحده مجِدًّا حتى قارب عسكرَ خوارزم شاه، فألقى سونج نفسَه إلى الأرض، ورمى سلاحه عنه، وقَبَّلَ الأرضَ، وسأل العَفْوَ، فظَنَّ خوارزم شاه أنَّه سَكرانُ، فلمَّا عَلِمَ أنه صاح ذَمَّه وسَبَّه، وقال: من يثِقُ بهذا وأشباهِه، ولم يلتفت إليه، وأخذ خوارزم شاه ما بالطالقانِ مِن مالٍ وسلاح ودوابَّ وأنفَذَه إلى غياث الدين مع رسولٍ، وحمَّله رسالةً تتضَمَّنُ التقَرُّبَ إليه والملاطفة له، واستناب بالطالقان بعضَ أصحابه، وسار إلى قلاع كالوين وبيوار، فخرجَ إليه حسام الدين عليُّ بن أبي علي، صاحب كالوين، وقاتله على رؤوس الجبال، فأرسل إليه خوارزمُ شاه يتهَدَّدُه إن لم يسَلِّمْ إليه، فقال: أمَّا أنا فمملوك، وأمَّا هذه الحصونُ فهي أمانةٌ بيدي، ولا أسَلِّمُها إلَّا إلى صاحبها، فاستحسن خوارزم شاه منه هذا، وأثنى عليه، وذمَّ سونج, ولَمَّا بلغ غياث الدين خَبَرُ سونج، وتسليمُه الطالقان إلى خوارزم شاه، عَظُمَ عِندَه وشَقَّ عليه، فسَلَّاه أصحابه، وهوَّنوا الأمر، ولَمَّا فرغ خوارزم شاه من الطالقان سار إلى هراة، فنزل بظاهِرِها.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

هي المَلِكةُ عِصمةُ الدين أمُّ خليل شَجَرةُ الدر كانت تركيةَ الجنس، وقيل بل أرمنيَّة، اشتراها الملِكُ الصالح نجم الدين أيوب، وحَظِيَت عنده بحيث كان لا يفارِقُها سفرًا ولا حضرًا، هي أوَّلُ مَن ملك مصر من ملوكِ الترك المماليكِ، وذلك أنَّه لما قُتِلَ الملك المعظم غياث الدين توران شاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب، اجتمع الأمراءُ المماليك البحرية، وأعيانُ الدولة وأهل المشورة، بالدهليز السلطاني، واتفقوا على إقامةِ شَجرةِ الدر أمِّ خليل زوجةِ الملك الصالح نجم الدين أيوب، في مملكةِ مِصرَ، وأن تكونَ العلاماتُ السلطانيَّة على التواقيعِ تَبرُز مِن قِبَلِها، وأن يكون مُقَدَّم العسكر الأميرَ عِزَّ الدين أيبك التركماني الصالحيَّ أحدَ البحرية، وحَلَفوا على ذلك في عاشر صفر، وخرج عزُّ الدين التركماني من المعسكَرِ إلى قلعة الجبل، وأنهى إلى شَجرةِ الدر ما جرى من الاتفاقِ، فأعجَبَها، وصارت الأمورُ كُلُّها معقودةً بها، والتواقيعُ تبرز من قلعة الجبل، وعلامتُها عليها والدةُ خليل، وخُطِبَ لها على منابِرِ مصر والقاهرة، ونُقِشَ اسمها على السكة، ومثالُه المستعصمة الصالحيَّة، ملكةُ المسلمين، والِدةُ الملك المنصورِ خليلٍ أمير المؤمنين، وكان الخطباءُ يقولون في الدعاء: اللهمَّ أدِمْ سلطان السِّترِ الرفيع، والحِجابِ المنيع، مَلِكة المسلمين، والِدَة الملك الخليل، وبَعضُهم كان يقول بعد الدعاء للخليفة: واحفَظِ اللهم الجُبَّةَ الصالحيَّة، ملكةَ المسلمين، عِصمةَ الدنيا والدين، أمَّ خليل المستعصميَّة صاحبة الملك الصالحِ.

العام الهجري : 714 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1315
تفاصيل الحدث:

هي الشيخةُ العاملةُ الفقيهة الزاهدة القانتة الواعظة سيدة نساء زمانها: أم زينب فاطمة بنت عياش بن أبي الفتح البغدادية، كانت تفقه الفقه جيدًا, وانتفع بها خلقٌ من نساء أهل دمشق لصِدقِها في وعظها، ثم تحولت إلى القاهرة فحصل بها النفع وارتفع قدرُها وبعُدَ صيتُها، وكانت قد تفقهت عند المقادسة، كالشيخ ابن أبي عمر وغيره. كانت وافرة العلم، فائقة قانعة باليسير، حريصة على النفع والتذكير، ذات إخلاص وخشية، انصلح بها نساء دمشق، ثم نساء مصر، وكان لها قبول زائد، ووقْع في النفوس, وقل من أُنجِبَ من النساء مثلها. قال ابن كثير: "كانت من العالِمات الفاضلات، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بالاحتساب على الأحمدية في مواخاتهم النساء والمردان، وتنكر أحوالَهم وأصول أهل البدع وغيرهم، وتفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال، وقد كانت تحضر مجلس الشيخ تقي الدين ابن تيمية، فاستفادت منه ذلك وغيره، وقد سمعتُ الشيخ تقي الدين يثني عليها ويصفها بالفضيلة والعلم، ويذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيرًا من المغني أو أكثره، وأنه كان يستعد لها من كثرة مسائلِها وحسن سؤالاتها وسرعة فهمها، وقد ختم لديها نساء كثيرًا القرآن، منهن أم زوجتي عائشة بنت صديق، زوجة الشيخ جمال الدين المِزِّي، وهي التي أقرأت ابنَتَها زوجتي أَمَة الرحيم زينب" ماتت فاطمة ليلة عرفة عن نيف وثمانين سنة، وشيَّعها خلائق.

العام الهجري : 747 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1346
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبيرُ سَيفُ الدين الحاج آل ملك الجوكندار الناصري، نائِبُ السَّلطنة بالديار المصرية، أصله من كسب الأبلستين في الأيام الظاهريَّة بيبرس في سنة 676، واشتراه قلاوون ومعه سلَّار النائب، فأنعم بسلار على ولَدِه علي، وأنعم بآل ملك هذا على ولَدِه الآخر, وقيل قدَّمَه لصِهْرِه الملك السعيد بركة خان ابن الملك الظاهر بيبرس، فأعطاه الملك السعيد لكوندك, وترقَّى آل ملك في الخَدَم إلى أن صار من جملةِ أمراء الديار المصرية. وتردَّد للملك الناصر محمد بن قلاوون في الرسليَّة لَمَّا كان بالكرك من جهة المَلِك المظفَّر بيبرس الجاشنكير، فأَعجَبَ الملِكَ الناصِرَ عَقلُه وكلامُه، فلمَّا أن عاد الملك الناصر إلى مُلكِه رقَّاه وولَّاه الأعمالَ الجليلة إلى أن وَلِيَ نيابة السلطنة بديار مصر في دولة الملك الصالح إسماعيلَ بعد أن شَرَط على السلطان ألا يفعَلَ شيئًا في المملكة إلا برأيِه وأنه يمنَعَ الخَمرَ مِن البيع ويقيم منار الشَّرعِ وأنَّه لا يعارَضُ فيما يفعَلُه. فقَبِلَ السلطان شروطه، فكانت له أيادٍ بيضاءُ في الاحتسابِ وإقامةِ مَنارِ الشَّرعِ في مِصرَ والشَّامِ, وأنشأ المدرسة الملكية سنة 719 بالقاهرة وتُعرَفُ بجامع الجوكندار, فلمَّا وليَ الملك الكامل شعبان عَزَله من نيابة مصر, وأخرجه لنيابة صفد، ثمَّ طَلَبه وقَبَض عليه وقتَلَه. وقيل وُجِدَ مقتولًا بالإسكندرية، وأُحضِرَ مَيِّتًا إلى القاهرة في يوم الجمعة تاسِعَ عشر جمادى الآخرة.

العام الهجري : 860 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1456
تفاصيل الحدث:

في يوم الخميس الخامس عشر جمادى الآخرة من هذه السنة أمسك السلطان الأشرف إينال الأمير زين الدين الأستادار، واستقرَّ عِوَضَه في الأستادارية سعد الدين فرج بن النحال الوزير، فلمَّا سمعت المماليك الأجلاب بهذا العزل والولاية نزلوا من وقتهم غارةً إلى بيت الأستادار لينهبوه، فمنعهم مماليك زين الدين، وقاتلوهم وأغلقوا الدروبَ، فلما عجزوا عن نهب بيت زين الدين نهبوا بيوت الناسِ من عند بيت زين الدين فأخذوا ما لا يدخُلُ تحت حصر كثرةً، واستمرُّوا في النهب من نهار الغد إلى قريب العصر، وفعلوا بالمسلمين أفعالًا لا تفعلها الكفَرةُ ولا الخوارجُ، فكانت هذه الحادثةُ من أقبح الحوادث الشنيعة، ومن ثمَّ دخل في قلوب الناس من المماليك الأجلاب من الرجيف والرعب أمرٌ لا مزيد عليه؛ لعلمهم أنه مهما فعلوا جاز لهم، وأنَّ السلطان لا يقوم بنصرِ من قُهِرَ منهم، وفي يوم الأربعاء الثالث والعشرين رمضان نودي بالقاهرة من قبل السلطان بعدم تعرُّض المماليك الأجلاب إلى الناس والباعة والتجار، فكانت هذه المناداة كضرب رباب أو كطنين ذباب، واستمرُّوا على ما هم عليه من أخذِ أموال الناس والظلمِ والعنف حتى غلت الأسعارُ في سائر الأشياء من المأكول والملبوس والغلال والعلوفات، وصاروا يخرجون إلى ظواهر القاهرة، ويأخذون ما يريدون بأبخس الأثمان، إن أعطوا ثمنًا، وإن شاؤوا أخذوه بلا ثمنٍ، ثم شرعوا في نهب حواصل البطيخ الصيفي وغيره، ثم تزايد أمرُهم، فغلت جميع الأسعار مع كثرتِها عند أربابها، فضرَّ ذلك بحال الناس قاطبة؛ رئيسِها وخسيسِها.

العام الهجري : 863 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1459
تفاصيل الحدث:

تعرَّض جماعة من المماليك الأجلاب للأمير زين الدين الأستادار، فهرب منهم فضربوه، ولا يختلف اثنان في قوة شوكة الأجلاب في هذه الأيام، حتى تجاوزت الحدَّ، وبطل أمر حكام الديار المصرية قاطبةً، وصار من كان له حقٌّ أو شِبهُ حق لا يشتكي غريمَه إلا عند الأجلاب، ففي الحال يخلص حقه من غريمه، إما على وجه الحقِّ أو غيره، فخافهم كل أحد، لا سيما التجَّار والبَيَعة من كل صنف، وترك غالب الناس معايشَهم؛ خوفًا على رأس مالهم، فعزَّ بسبب ذلك وجود أشياء كثيرة، ووقع الغلاء في جميع الأشياء، ثم في يوم الأحد السابع عشر رجب تعرَّض بعض المماليك الأجلاب للقاضي محب الدين ابن الشحنة كاتب السر، وهو طالِعٌ إلى الخدمة السلطانية، وضربه من غير أمرٍ يوجِبُ ضربه أو الكلام معه، وفي يوم الأحد تاسع شعبان ضرب السلطان مملوكينِ من مماليكه الأجلاب وحبَسَهما؛ لأجل قتلهما نانق الظاهري، ولم يقتُلْهما به كما أمر الله تعالى, ثم في يوم الجمعة الثاني عشر رمضان نهبت العبيد والمماليك الأجلاب النسوةَ اللاتي حضرن صلاة الجمعة بجامع عمرو بن العاص بمصر القديمة، وأفحشوا في ذلك إلى الغاية، وفي يوم الأحد الحادي والعشرين منه أغلقت المماليك الأجلاب باب القلعةِ، ومنعوا الأمراء والمباشرين من النزول إلى دورِهم؛ بسبب تعويق عليقِ خيولهم، وفعلوا ذلك أيضًا من الغدِ إلى أن رُسِمَ لهم عوضًا عن كل عليقة مائتا درهم!

العام الهجري : 866 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1462
تفاصيل الحدث:

حاول الأمير جانم نائب دمشق قبل هذا أن يتسلطنَ، ولكنه كان يخاف، وكان قد أرسل ولده يحيى في السنة الماضية إلى مصر أيام السلطان المؤيد أحمد وكلم بعض الأمراء بذلك وبعضهم وعده أن يقِفَ معه، حتى إنَّ أمر سلطنة خشقدم السلطان الحالي كان على أساس أنه يكون مؤقتًا؛ لأن كثيرًا من الأمراء كاتبوا الأمير جانم على أنهم يسلطنونه وأرسلوا له أن يحضُرَ إلى مصر لذلك؛ لذا فإن جانم هذا وفي هذا شهر جمادى الأولى من هذا العام أرسل يدعو تركمان الطاعة إلى موافقته، كما أنه دُعي لجانم على منابر ديار بكر، ثم ورد الخبر بأن جانم نائب الشام كان عدَّى الفرات في جمعٍ كثير من المماليك وتركمان حسن بك بن قرايلك، وسار بعساكره حتى وصل إلى تل باشر من أعمال حلب، وتجهَّز نائب حلب لقتاله، ففي الحال عين السلطان تجريدةً إلى حلب لقتال جانم ثمَّ رسم بإبطال التجريدة، وسَبَبُ ذلك ورود الخبر من نائب حلب بعود جانم على أقبحِ وجه، وأن جماعة كثيرة من مماليكه فارقوه، وقَدِموا إلى مدينة حلب، وأمرُ رجوع جانم أنَّه كان لما وصل إلى تل باشر وقع بينه وبين تركمان حسن بك- الذين كانوا معه- كلامٌ طويل، فتركوه وعادوا، فتلاشى أمر جانم لذلك وعاد، ثم في يوم الثلاثاء الثالث عشر ربيع الآخر من سنة 867 ورد الخبر من جانبك التاجي نائب حلب أن جانم نائب الشام قُتِل بمدينة الرها، وقد اختُلِف في قتله على أقاويل.

العام الهجري : 920 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1514
تفاصيل الحدث:

بعد أن نشأت الدولة الصفوية لم تكتفِ بفرض مذهبِها الشيعي على الناس بالقوةِ والقهر، بل بدأت تتحرَّش بالدولة العثمانية عن طريق إثارة الموالين لها من أصحابِ العمائم الحمر المعروفين بـ (قزلباش) ذوي التدين الشيعي، وأيضًا إثارتهم البرتغاليين وإرسال الرسائل لهم وحثهم على حرب العثمانيين، كما أنَّ احتضان الدولة لمراد بن أحمد الهارب من عمه السلطان سليم، كلُّ هذه الأمور اجتمعت لإثارة الحرب بين الدولتين العثمانية والصفوية، فتوجَّه السلطان العثماني سليم الأول بجيشٍ عظيم من أدرنة إلى الصفويين، وكان قد أحصى الشيعةَ الذين يقيمون في شرقي الدولة؛ لأنهم سيكونون أنصارًا للصفويين، وأمر بقتلهم جميعًا، ثم تقدَّم نحو تبريز عاصمة الصفويين الذين أرادوا الخديعة بالتراجُعِ حتى إذا أُنهك الجيش العثماني انقضُّوا عليه، وبقي السلطان العثماني في تقدُّمِه حتى سهل جالديران جنوب قارص شرقي الأناضول، وكانت فيه معركةٌ شرسة في شهر رجب من هذا العام عُرِفت بمعركة جالديران، انتصر فيها العثمانيون وفَرَّ من الميدان إسماعيل شاه الصفوي، ثم دخل السلطان العثماني تبريز في شهر رمضان واستولى على الخزائن ونقلها إلى إستانبول وتتبَّع إسماعيل لكنَّه لم يستطع القبض عليه، وأقبل فصلُ الشتاء فاشتد الأمرُ على الجنود وبدأ تذمُّرُهم، فترك السلطان المنطقة وسار نحو أماسيا حتى انتهى فصل الشتاء فرجع إلى أذربيجان، ففتح بعض القلاع ودخل إمارةَ ذي القادر، ثم رجع إلى إستانبول بعد أن ترك الجيش العثماني الذي دخل أورفة والرقَّة وماردين والموصل.

العام الهجري : 987 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:

لما شفيَ المنصور أحمد السعدي من مرضه الذي ألمَّ به, وعاد إلى حاله من الصحة؛ أجمع رأي أعيان الدولة السعدية واتَّفقت كلمة كبرائها على أن يطلبوا منه تعيينَ من يلي الأمرَ بعده، ويكون وليَّ عهده، وكان المنصور مهيبًا لا يقدِرُ أحد على مواجهته بمثل هذا، فاتفقوا على أن يكون البادئ لذلك القائِدَ المؤمن بن الغازي العمري؛ لِما له من الإدلال على المنصور بطول الخدمة وسالف التربية، فقال له ابن الغازي: يا مولانا، الله تعالى حَفِظَ البلاد بإبلالك من هذا المرض، وقد بقي الناس في أيام سقمك في حيرةٍ عظيمةٍ، ودخلهم من الدهَشِ ما لا يخفى عليك، فلو عيَّنت لنا من أبنائك من تجتمعُ كلمة الإسلام عليه، ويشار بالخلافةِ إليه من بعدُ؛ لكان أولى وأليق بسياسة المُلك, وإنَّ ابنك أبا عبد الله محمد المأمون حقيقٌ بذلك, فاستحسن المنصور ذلك وأعجبه ما أشار عليه به، فقال له: سوف أستخير الله في ذلك، فإن يكن من عند الله يُمضِه, ثمَّ لبث المنصور بعد هذه الإشارة أيامًا يستخير ربه في ذلك ويستشير من يعلمُ أهليَّته للمشورة من أهل العلم والصلاح، فلما انقضت أيام الاستخارة وتواطأت الآراءُ على حسن تلك الإشارة، جمع المنصور أعيان حاضرة مراكش وأعيان مدينة فاس، وغيرهم من أشياخ القبائل بوجوه الناس من أهل الحواضر والبوادي، وأوصى بالعهد لولده أبي عبد الله محمد المأمون، وذلك يوم الاثنين مُنسلَخَ شعبان من هذه السنة.

العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:

هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.

العام الهجري : 1326 العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:

هو المشيرُ محمد رؤوف باشا بن عبدي باشا الجركسي، قائِدُ الجيش العثماني. ولِدَ في استانبول عام 1832م، وتلقَّى علومَه العسكريَّةَ في الأكاديميَّةِ الحربية في استانبول. شارك في المعارِكِ التي جرت في كُلٍّ مِن البوسنة والقَرم تحت قيادة عمر باشا. التحق بمدرسةِ سانت سير الفرنسية العسكرية، ثم التحَقَ بأركان حربِ الجيش العثماني، وحصل على رُتبة الباشوية. تمَّت ترقيته في عام 1869م إلى رتبة مُشير. تولَّى منصب الوالي في كلٍّ من كريت، وإيشكودرا، وكاستامونو، وبغداد، وسيلانيك والبوسنة. أصبح قائدًا عامًّا للجيش العثماني في أثناء حربِ البلقان في عام 1877م، ونجح في هزيمة الصربِ وحلفائِها أمام مدينة بلغراد. ولَمَّا صدر الدستور العثماني الأول عُيِّن وزيرًا للبحرية العثمانية، وقد أُصيب في إحدى المعاركِ التي كان يخوضُها، فاضطُرَّ الأطباءُ إلى بتر ساقه، ولكنَّه تحامل على نفسِه ولم يترك ميدانَ المعركة، وظلَّ مستمرًّا في قيادته للقوات العُثمانية. وقد قُوبِلَت شجاعته بالتقدير والاحترام، فأنعَمَ عليه السلطان بلقب (سِر عسكر) وهو أكبَرُ ألقاب الدولة العثمانية. عَهِد إليه السلطان العثماني بمهمَّة خاصَّة كسفير خاص فوق العادةِ لدى الإمبراطور ألكسندر الثاني قُبَيل عقد مؤتمر برلين. عاد لتولِّي قيادة الجيش العثماني مرةً أخرى، وظلَّ في هذا المنصب الهامِّ إلى أن توفي عن 82 عامًا. وهو جدُّ الوجيه المصري محمد علي رؤوف، زوج الأميرة فائزة شقيقة الملك فاروق ملك مصر السابق.

العام الهجري : 1332 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1914
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ شبلي حبيب الله بن سراج الدولة النعماني، أحد علماء الهند. اعتنى به والدُه الشيخ "حبيب الله"؛ حيث كان من العلماء، فنشأ محبًّا للعلم. رحل شبلي في طلب العلم، وتنقل بين لكنو ودلهي ولاهور ورامبور وسهارنبور وغيرها من المدن الهندية، فدرس الأدب والفقه، والحديث وعلوم الفارسية والأدبية والعربية، كما درس الهندسة والمنطق والفلسفة، وتلقَّى العلم على عدد من شيوخ الهند، منهم الشيخ "محمد فاروق الجرياكوتي"، والشيخ "أحمد علي"، والشيخ "إرشاد حسين"، والشيخ "فيض الحسن". وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره سنة (1293هـ/1876م) قرَّر شبلي أداء فريضة الحج، وهناك اتصل بعددٍ مِن علماء الحجاز، وأتم تعليمَه بالأراضي المقدسة، ثم عاد بعد ذلك إلى "أعظم كره" حيث عمل بالمحاماة لفترة قصيرة، ولكنه لم يستطع أن يندمِجَ في تلك المهنة طويلًا، وسرعان ما تركها ليعمَلَ بوظيفة أخرى، إلا أنه لم يستطِعْ أن يعيش بعيدًا عن البحث والدراسات، فدعاه حنينه للعلم وشوقه للمعرفة إلى التفرغ للقراءة والاطلاع، فترك الوظائف العامة وعكَفَ على المطالعة والدراسة والبحث، ثم ما لبث أن بدأ في الكتابة والتصنيف، وظهرت مواهبه وقدراته في التأليف ونظْم الشعر، وبدأ اسمُه يلمع ويشتهر ذِكرُه بين قراءة الأردية والفارسية. عَمِلَ في جامعة عليكرة، واشتغل بالدعوةِ والدفاع عن الإسلام، وشارك في تأسيسِ ندوة العلماء بمدينة لكنو.

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

في بدايةِ عَهدِ الملك عبد العزيز كان التعليمُ في معظم أنحاء الجزيرة العربية -عدا منطقتي الحجاز والأحساء اللَّتينِ كانتا تخضعان للحكم العثماني- يعتَمِدُ على النظام التقليدي (الكتاتيب)، ولم يكن في نجدٍ وما حولها أيُّ مدرسة نظامية، وإنما حلقات لدراسة العلوم الشرعية، والتاريخ واللغة في المساجد والجوامع والكتاتيب التي يُعلَّم فيها الأطفال في المنازل القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وتمَّ فتحُ أول مدرسة في الرياض على يدِ الشيخ عبد الله آل الشيخ بعد أن عاد إلى نجدٍ من الحجاز، ثم ظهرت مدارسُ العلماء في منازلهم يهتمُّون فيها بحفظ القرآن الكريم، وتعلُّم أصول الفقه، والحديث، والعقيدة، والتاريخ، والسيرة، ويتخرج الطلبةُ من هذه المدارس على أساسِ العمَلِ في القضاء، وبعد ضَمِّ الحجاز أُعجِبَ الملك عبد العزيز بنظام التعليم الحجازي، فأسَّس في هذا العام إدارةَ المعارف العامة التي جَلَبت المعلمين من الدول العربية، وتأسَّس في نفس العام 12 مدرسة حكومية وأهلية في الرياض وما حولها، ثم انتشرت في المدنِ الكبيرة، وما إن حَلَّ عقدُ السبعينيات الهجري حتى أصبح عددُ المدارس الابتدائية 90 مدرسة، و10 مدارس ثانوية، و50 مدرسة في القرى يَدرُسُ فيها 16 ألف طالب، ثم توسَّع التعليمُ في المملكة بتوسُّع مناهجه وأساليبه، وفتح مدارس لتعليم البنات، وإرسال البعثات الطلابية للخارج، واستقدام الكفاءات العربية والأجنبية، وأُنشِئَت كلية الشريعة في مكة عام 1365هـ.