الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 8 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

ثبَت أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتمَرَ مِنَ الجِعْرانةِ عامَ حُنينٍ، وهذه العُمرَةُ هي الثَّالثةُ بعدَ عُمرَةِ الحُديبيَةِ وعُمرَةِ القَضاءِ. قال ابنُ حَجَرٍ: فإنَّه صلى الله عليه وسلم أَحرَمَ مِنَ الجِعْرانةِ ودخَل مكَّةَ ليلًا فقَضى أمْرَ العُمرَةِ ثمَّ رجَع ليلًا فأَصبحَ بالجِعْرانةِ كَبائِتٍ. قال إبراهيمُ النَّخَعيُّ: كانوا يَستَحِبُّون أن يَدخلوا مكَّةَ نهارًا ويَخرُجوا منها ليلًا. وعن عطاءٍ: إن شِئْتُم فادْخُلوا ليلًا إنَّكم لَستُم كرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إنَّه كان إمامًا فأَحَبَّ أن يَدخُلَها نهارًا لِيَراهُ النَّاسُ. انتهى. وقَضيَّةُ هذا أنَّ مَن كان إمامًا يُقْتَدى به اسْتُحِبَ له أن يَدخُلَها نهارًا.

العام الهجري : 755 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1354
تفاصيل الحدث:

تعاظم أمرُ النَّصارى بمصر, فتباهَوا بالملابِسِ الفاخرة، وبَنَوا الأملاكَ الجليلة في مصرَ والقاهرة، واقتَنَوا الجواريَ الجميلةَ مِن الأتراك والمولَّدات، واستولَوا على دواوينِ السلطان والأمراء، وزادوا في الحُمقِ والرَّقاعة، وتعَدَّوا طَورَهم في الترفُّع والتعاظم، وأكثروا من أذى المسلمينَ وإهانتهم، وتحرَّكت الناسُ في أمر النصارى وماجوا، وانتَدَب عِدَّةٌ من أهل الخير لذلك، وصاروا إلى الأمير طاز الشريف أبى العباس الصفراوي، وبلَّغوه ما عليه النصارى مما يوجِبُه نَقضُ عَهدِهم، وانتَدَبوه لنصرة الإسلام والمسلمين، فانتفَضَ الأمير طاز لذلك، وحَدَّثَ الأميرين شيخو وصرغتمش وبقية الأمراء في ذلك بين يدي السلطانِ، فوافقوه جميعًا، وكان لهم يومئذٍ بالإسلامِ وأهلِه عِنايةٌ، ورَتَّبوا قِصَّةً على لسان المسلمين، قُرِئَت بدار العَدلِ على السلطانِ بحَضرةِ الأمراء والقُضاة وعامة أهل الدولة، فرَسَمَ بعَقدِ مَجلِسٍ للنَّظَرِ في هذا الأمر؛ لِيُحمَلَ النصارى واليهود على العهدِ الذي تقَرَّرَ في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وطُلِبَ بطرك النصارى ورئيس اليهود، وحَضَرت قضاة القضاة وعلماء الشريعة، وأمراءُ الدولة، وجيء بالبطرك والرئيس، فوقفا على أرجُلِهما وقرأ العلائيُّ علي بن فضل الله كاتِبُ السر نسخةَ العهد الذي بين المسلمين وبين أهل الذمة، بعد ما أُلزِموا بإحضاره، وهو ألَّا يُحدِثوا في البلاد الإسلامية وأعمالها دِيرًا ولا كنيسةً ولا صومعةً، ولا يجَدِّدوا منها ما خَرِبَ، ولا يَمنَعوا من كنائِسِهم التي عاهدوا عليها أن يَنزِلَ بها أحدٌ مِن المسلمين ثلاثَ ليالٍ يُطعِمونَه، ولا يكتموا غشًّا للمسلمين، ولا يعَلِّموا أولادَهم القرآنَ، ولا يمنعوهم من الإسلامِ إن أرادوا، وإن أسلم أحدُهم لا يردُّوه، ولا يتشَبَّهوا بشيءٍ مِن ملابِسِ المسلمين ويلبَسُ النصرانيُّ منهم العمامةَ الزرقاءَ عَشرَ أذرُعٍ فما دونَها، واليهوديُّ العِمامةَ الصفراء كذلك، ويُمنَع نساؤُهم من التشبُّه بنساء المسلمين، ولا يتسَمَّوا بأسماءِ المُسلِمين، ولا يكتَنُوا بكُناهم، ولا يتلقَّبوا بألقابهم، ولا يركبوا على سَرجٍ، ولا يتقَلَّدوا سيفًا، ولا يركبوا الخيلَ والبِغالَ، ويركبون الحميرَ عَرضًا بالكَفِّ مِن غيرِ تزيينٍ ولا قيمةٍ عظيمة لها، ولا ينقُشوا خواتمهم بالعربيَّة، وأن يَجُزُّوا مقادِمَ رُؤوسهم، والمرأةُ من النصارى تلبَسُ الإزارَ المصبوغ أزرق، والمرأةُ مِن اليهود تلبَسُ الإزار المصبوغ بالأصفر، ولا يدخل أحَدٌ منهم الحمامِ إلَّا بعلامة ممَيِّزة عن المسلم في عُنُقِه، من نحاسٍ أو حديد أو رصاصٍ أو غير ذلك، ولا يستخدموا مُسلِمًا في أعمالهم، وتلبَسُ المرأة السائرةُ خُفَّين أحدهما أسود والآخر أبيض، ولا يجاوروا المسلمينَ بموتاهم، ولا يرفَعوا بناءَ قُبورهم، ولا يعلُوا على المسلمين في بناءٍ، ولا يضربوا بالنَّاقوسِ إلَّا ضربًا خفيفًا، ولا يرفَعوا أصواتَهم في كنائِسِهم، ولا يشتَرُوا من الرقيقِ مُسلمًا ولا مُسلِمةً، ولا ما جَرَت عليه سهامُ المسلمين، ولا يمشُوا وسَطَ الطريق توسِعةً للمُسلمين، ولا يَفتِنوا مُسلِمًا عن دينه، ولا يدُلُّوا على عوراتِ المسلمين، ومن زنى بمُسلمةٍ قُتِل، ومن خالف ذلك فقد حَلَّ منه ما يحِلُّ مِن أهل المعانَدةِ والشِّقاقِ، وكلُّ من مات من اليهود والنصارى والسامرة، ذكرًا كان أو أنثى، يَحتاطُ عليه ديوانُ المواريثِ الحَشريَّة، بالديارِ المصريَّة وأعمالِها وسائِرِ الممالك الإسلامية، إلى أن يُثبِتَ ورَثَتُه ما يستحقُّونه بمقتضى الشرع الشريف، فإذا استحَقَّ يعطونه بمقتضاه، وتُحمَلُ البقيَّةُ لبيت مال المسلمين، ومن مات منهم ولا وارِثَ له يُحمَلُ موجوده لبيتِ المال، ويُجرى على موتاهم الحوطةُ من ديوان المواريث ووكلاء بيت المال مجرى من يموتُ من المسلمين، إلى أن تُبَيَّن مواريثهم، وكان هذا العهدُ قد كتب في رجب سنة 700 في الأيام الناصريَّة محمد بن قلاوون، فلمَّا انتهى العلائي علي بن فضل الله كاتِبُ السرِّ مِن قراءته، تقلد بطركُ النصارى وديان اليهود حُكمَ ذلك، والتَزَما بما فيه، وأجابا بالسَّمع والطاعة، ثم جال الحديثُ في أمر اليهود والنصارى وإعادةِ وقائِعِهم الماضية، وأنهم بعد التزامِهم أحكام العهد يعودونَ إلى ما نُهُوا عنه، فاستقَرَّ الحال على أنهم يُمنَعونَ مِن الخِدَم في جميع الأعمال، ولا يُستخدَمُ نصراني ولا يهودي في ديوانِ السلطان، ولا في شيءٍ مِن دواوين الأمراء، ولو تلفَّظ بالإسلامِ، على أنَّ أحدًا منهم لا يُكرَهُ على الإسلام، فإن أسلم برِضاه، لا يدخُلُ مَنزِلَه، ولا يجتَمِعُ بأهله إلَّا إن اتَّبَعوه في الإسلام، ويُلزَمُ أحدُهم إذا أسلم بملازمة المساجد والجوامع، وكُتِبَ بذلك كُلِّه مراسيم سلطانية سار بها البريدُ إلى البلاد الإسلامية، فكان تاريخُها ثاني عشر جمادى الآخرة، وقُرئ منها مرسومٌ بمجلس السلطان في يوم الخميس خامس عشر، وركب من الغد يوم الجمعة سادس عشر الأميرُ سيف الدين قشتمر الحاجب، ومعه الشريف شهاب الدين المنشئ بالمراسيم السلطانيَّة إلى البلاد الإسلامية، وقُرئ مرسومٌ بجامع عمرو بن العاص من مدينة مصر، وآخَرُ بجامع الأزهر من القاهرة، فكان يومًا عظيمًا هاجت فيه حفائِظُ المسلمين، وتحَرَّكت سواكِنُهم؛ لِما في صدورهم من الحَنَق على النصارى، ونهضوا من ذلك المجلس بعد صلاة الجمعة، وثاروا باليهودِ والنصارى، وأمسكوهم من الطرقات، وتتَبَّعوهم في المواضِعِ وتناولوهم بالضرب، ومَزَّقوا ما عليهم من الثياب، وأكرهوهم على الإسلام، فيَضطرُّهم كثرةُ الضرب والإهانة إلى التلفظ بالشهادتينِ خوفَ الهلاك، فإنَّهم زادوا في الأمر حتى أضرموا النيران، وحملوا اليهود والنصارى، وألقَوهم فيها، فاختَفَوا في بيوتهم، حتى لم يوجَدْ منهم أحد في طريق ولا ممر، وشربوا مياه الآبار لامتناعِ السقَّائين مِن حَمل ِالماء من النيل إليهم، فلما شنع الأمر نُودِيَ في القاهرة ومصر ألا يُعارَضَ أحدٌ مِن النصارى أو اليهود، فلم يرجِعوا عنهم، وحَلَّ بهم من ذلك بلاءٌ شديد، كان أعظَمَه نكايةً لهم أنَّهم منعوا مِن الخِدَم بعد إسلامِهم، فإنهم كانوا فيما مضى من وقائِعِهم إذا مُنِعوا من ذلك كادوا المُسلمين بإظهارِ الإسلام، ثمَّ بالغوا في إيصال الأذى لهم بكلِّ طريق، بحيث لم يبقَ مانع يمنَعُهم لأنه صار الواحِدُ منهم فيما يظهَرُ مُسلِمًا ويَدُه مبسوطةٌ في الأعمال، وأمْرُه نافذٌ، وقولُه مُمتَثَل، فبطل ما كانوا يعملونَ، وتعطَّلوا عن الخِدَم في الديوان، وامتنع اليهودُ والنصارى من تعاطي صناعة الطب، وبذل الأقباط جُهدَهم في إبطال ذلك، فلم يجابُوا إليه، ثمَّ لم يكْفِ الناس من النصارى ما مَرَّ بهم حتى تسَلَّطوا على كنائسهم ومساكِنِهم الجليلة التي رفعوها على أبنيةِ المسلمين، فهدموها، فازداد النصارى واليهودُ خوفًا على خوفهم، وبالغوا في الاختفاءِ، حتى لم يظهَرْ منهم أحدٌ في سوق ولا في غيره، ثم وقعت قِصَصٌ على لسان المسلمين بدار العدل تتضَمَّنُ أنَّ النصارى استَجَدُّوا في كنائِسِهم عُمالًا، ووسعوا بناءها، وتجَمَّع من الناس عدد لا ينحصر، واستغاثوا بالسلطانِ في نصرة الإسلام، وذلك في يوم الاثنين رابع عشر رجب، فرسم لهم أن يَهدِموا الكنائِسَ المُستَجَدَّة، فنزلوا يدًا واحِدةً وهم يضِجُّون، وركب الأميرُ علاء الدين علي بن الكوراني والي القاهرة ليكشِفَ عن صحة ما ذكروه، فلم يتمَهَّلوا بل هجموا على كنيسةٍ بجوار قناطر السباع، وكنيسة للأسرى في طريق مصر، ونهبوهما وأخذوا ما فيهما من الأخشاب والرخام وغير ذلك، ووقع النهبُ في دير بناحية بولاق الدكرور، وهَجَموا على كنائس مصر والقاهرة، وأخربوا كنيسةً بحارة الفهادين من الجوانية بالقاهرة، وتجمعوا لتخريب كنيسة بالبندقانيين من القاهرة، فركب والي القاهرة وما زال حتى ردَّهم عنها، وتمادى هذا الحالُ حتى عجَزَت الحكَّامُ عن كفهم، وكثُرَت الأخبار من الوجه القبلي والوجه البحري بدخولِ النصارى في الإسلامِ، ومُواظبتِهم المساجِدَ، وحِفظِهم للقرآن، حتى إنَّ منهم من ثبتت عدالتُه وجلس مع الشهودِ، فإنه لم يبقَ في جميع أعمال مصر كُلِّها قِبليِّها وبحريِّها كنيسةٌ حتى هُدِمت، وبُني مواضِعَ كثيرٍ منها مساجد، فلما عَظُم البلاء على النصارى، وقَلَّت أرزاقهم، رأوا أن يدخلوا في الإسلام، ففشا الإسلامُ في عامَّة نصارى أرض مصر، حتى إنه أسلم من مدينة قليوب خاصة في يوم واحد أربعمائة وخمسون نفرًا! وممَّن أسلم في هذه الحادثة الشمس المقسي، جدُّ بني المقسي الذي منهم التاج ناظر الخواصِّ، والهيصم جدُّ بني الهيصم الوزراء, وحمَلَ كثيرٌ من الناس فِعْلَهم هذا على أنه من جملةِ مَكْرِهم؛ لكثرةِ ما شنَّعَ العامة في أمرهم، فكانت هذه الواقعةُ أيضًا من حوادث مصر العظيمة، ومن حينئذ اختلطت الأنسابُ بأرض مصر، فنكح هؤلاء الذين أظهروا الإسلامَ بالأرياف المُسلِماتِ، واستولدوهنَّ، ثمَّ قَدِمَ أولادُهم إلى القاهرة، وصار منهم قضاةٌ وشهود وعلماء، ومَن عَرَف سيرتَهم في أنفُسِهم، وفيما وَلُوه من أمور المسلمين، تفطَّنَ لِما لا يمكِنُ التصريحُ به.

العام الهجري : 698 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1299
تفاصيل الحدث:

قُتِلَ السلطانُ المَلِكُ المنصورُ حسام الدين لاجين ونائبُه سيف الدين منكوتمر، ليلةَ الجمعة حادي عشر ربيع الآخر، على يدِ الأمير سيف الدين كرجي الأشرفي ومَن وافقه من الأمراء، وذلك بحضورِ القاضي حسامِ الدين الحنفي وهو جالسٌ في خدمته يتحَدَّثان، وقيل كانا يلعبانِ بالشطرنج، فلم يشعُرا إلَّا وقد دخلوا عليهم فبادروا إلى السلطانِ بسُرعةٍ جَهرةً ليلةَ الجمعة فقَتَلوه وقُتِلَ نائبُه منكوتمر صبرًا صبيحة يوم الجمعةِ وألقِيَ على مزبلة، واتفق الأمراءُ على إعادة ابنِ أستاذهم المَلِك النَّاصر محمدِ بنِ قلاوون، فأرسلوا وراءَه، وكان بالكرك ونادَوا له بالقاهرة، وخُطِبَ له على المنابر قبل قدومِه، وجاءت الكتُبُ إلى نائِبِ الشامِ قبجق فوجدوه قد فَرَّ خَوفًا من غائلة لاجين، فسارت إليه البريديَّةُ فلم يدركوه إلا وقد لحِقَ بالمغول عند رأسِ العين، من أعمال ماردين، وتفارط الحالُ ولا قُوَّة إلَّا بالله، وكان سَبَبُ قتل لاجين ونائبه منكوتمر هو ما بدر منهما تجاهَ الأمراءِ؛ فإن لاجين كان قد حَلَف لهم يوم أن نَصَبوه سلطانًا بعد قتْلِه كتبغا أنَّه لن يولي منكوتمر شيئًا بل سيقَدِّمُهم فَهُم الأمراءُ, ولكِنَّ هذا ما لم يكُنْ، فقَدَّمَ مَملوكَه وجعَلَه نائبَه وأصبح يعتَقِلُ الأمراء ويقتُلُ بَعضَهم، حتى إنه في أسبوعٍ واحد قتل خمسةً مِن الأمراء، والذي لم يُقتَل أو يُعتَقَل أُبعِدَ في الولاياتِ السخيفةِ التي لا تليقُ بهم في الأماكِنِ البعيدة، وكُلُّ ذلك بتدبيرِ النائب منكوتمر؛ طمعًا منه أن يليَ السلطنة؛ لأنَّ لاجين لا ذريَّةَ له من الذكور، فأفعالُه تلك أوغَرَت عليه صدورَ الأمراء ممَّا حدا بهم إلى قتلِهما جميعًا، ثم كان دخولُ الملك الناصر إلى مصرَ يوم السبتِ رابِعَ جمادى الأولى، وكان يومًا مشهودًا، ودُقَّت البشائِرُ ودخل القضاةُ وأكابِرُ الدولة إلى القلعة، وبويع بحضرةِ عَلَم الدين أرجواش، وخُطِبَ له على المنابر بدِمشقَ وغيرها بحضرةِ أكابر العلماء والقُضاة والأُمراءِ.

العام الهجري : 1319 العام الميلادي : 1901
تفاصيل الحدث:

تعتبَرُ بروتوكولات حُكَماءِ صهيون من أخطَرِ الكتُبِ المنتَشِرة حولَ العالم، ذلك أنَّها تتحَدَّثُ عن خطةٍ مَرسومةٍ وجاهزةٍ وُضِعَت للسيطرةِ على العالم. يقالُ إنَّ مَن وضع هذه البروتوكلات هم رجالُ المال والاقتصاد اليهود؛ لتخريب المسيحيةِ والبابوية، ثم الإسلام؛ للسيطرةِ على العالم أكمَلَ، وذلك خلال مئة سنةٍ مِن تاريخ وَضعِها، يُقالُ: إنَّها كُتِبَت عام 1897 في بازل بسويسرا، أي: في العام نفسه الذي عُقِدَ فيه المؤتمر الصهيوني الأوَّلُ، بل ويزعم البعضُ أنَّ تيودور هرتزل تلاها على المؤتمرِ وأنَّها نوقِشَت فيه، وقد تعدَّدَت المصادِرُ التي تتكلَّمُ عن مصدر البروتوكولات...فمن قائلٍ إنَّ واضِعَها رجلٌ غامِضٌ في الجيشِ الروسي ليوقِعَ باليهودِ الذين عارضوا الدولةَ القيصريةَ، وذلك للإيقاعِ بهم في روسيا، إلى قائلٍ إنَّ أصلَها قد جاء من أوروبا، ولكِنْ لم تُعرَفْ حقيقةُ واضِعِها؛ لأنَّها لم تُرفَق باسم أحد أو بتوقيعِه. وبغضِّ النظر عن كلِّ هذه الأقاويل فإنَّ البروتوكولات يهوديَّةٌ، وعندما ظهرت بروتوكولات حكماء صهيون (وكان ذلك في روسيا في مطلعِ القرن الماضي، ولعله ما جعل البعضَ يعتقد أنَّ أصلَها روسيا) أحدَثَت ردَّةَ فعلٍ كبيرةً في أوساطِ العالم وضجَّةً عظمى بين الحكَّام اليهود حول العالم، وعلى رأسهم هرتزل الذي صرَّح بأن ظهورَها في ذلك الوقتِ يشكِّلُ خطرًا كبيرًا على كلِّ اليهود حول العالم، وأن أحدًا ما أخرجها من قُدسِ الأقداس الذي لا يُسمَحُ لكبارِ الحكَّام اليهود برؤيتِها فيه، ويقال: إنَّ أوَّلَ ظُهورٍ لها كان على يد صحفيَّة فرنسيَّة اختطفَتْها من أحد الزعماءِ اليهود أثناء لقاءٍ صَحفيٍّ جمعهما، ولكنَّها لم تترجَمْ أوَّلَ مَرَّةٍ إلا باللغة الروسية بعد انتقالها إلى هذه الأخيرةِ، ومنها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، أمَّا على الصعيد العسكري فقد هبَّت مئات الفِرَق في الجيش الروسي (بأمرٍ مِن الحكومة القيصرية) لتقتُلَ آلاف اليهود وتحرقَ منازِلَهم وتصادِرَ أموالهم. ويظَلُّ الجدلُ قائمًا في معرفة مصدرِ هذه البرتوكولات وصِحَّتِها.

العام الهجري : 1412 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

البوسنة والهرسك هي إحْدى جُمهوريات يوغوسلافيا السابقة ذات الأغلبيَّة المسلِمة، وتقَع في جنوب أوروبا، وقد قامت بإعلان استقلالَها، ممَّا أدخلها في حرب أهليَّة معَ الصِّرْب، واعترفت المجموعة الأوروبيةُ والولاياتُ المتحدةُ باستقلال البوسنة والهرسك في العامِ نفْسِه.

العام الهجري : 311 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 924
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بنُ أبي الساج من أذربيجان إلى الرَّيِّ، فحاربه أحمدُ بن عليٍّ أخو صعلوك، فانهزم أصحابُ أحمد وقُتِلَ هو في المعركة، وأنفذ رأسَه إلى بغداد؛ وكان أحمدُ بن عليّ قد فارق أخاه صعلوكًا، وسار إلى المقتَدِر فأُقطِعَ الريِّ، ثمّ عصى، وهادن ماكان بنَ كالي وأولاد الحسن بن علي الأطروش، وهم بطبرستان، وجُرجان، وفارق طاعةَ المقتَدِر وعصى عليه، ووصل رأسُه إلى بغداد، وكان ابنُ الفرات يقعُ في نصر الحاجب، ويقول للمقتَدِر إنَّه هو الذي أمر أحمدَ بنَ عليٍّ بالعصيان لمودَّةٍ بينهما، وكان قتلُ أحمدَ بنِ عليٍّ آخر ذي القعدة، واستولى ابنُ أبي الساج على الرَّيِّ، ودخلها في ذي الحجَّة، ثمَّ سار عنها في أوَّل سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة إلى همذان، واستخلف بالريِّ غُلامَه مُفلحًا، فأخرجه أهل الريِّ عنهم، فلَحِقَ بيوسُف، وعاد يوسفُ إلى الريِّ في جُمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة واستولى عليها.

العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:

ظلَّت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد سلميةً دون الدخولِ مع خصوم الدعوة في أي صدامٍ عسكري منذ الاتفاق التاريخي بين أمير الدرعية والشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1157 إلى هذا العام، حين ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض، بعد انضمام منفوحة إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه السنة، حيث قام دهام بن دواس أميرُ الرياض بالهجوم على المنفوحة الذين لبَّوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودخلوا في طاعة الأمير محمد بن سعود، فعدا عليهم صباحًا على غِرَّة ومعه بعض أهل الرياض وبعض سكان البوادي من آل ظفير، فكمن لهم قرب البلد وأمر البوادي والخيل أن تغير على زرعهم ونخلِهم في أطراف البلدة، فهبَّ المقاتلون من أهل المنفوحة مع أميرِهم علي بن مزروع وردُّوهم على أعقابِهم بعد مقاومةٍ عنيفة، جُرح فيها دهام بن دواس وقُتِل فرَسُه، كما قُتل أحد عشر رجلًا من رجالِه.

العام الهجري : 1213 العام الميلادي : 1798
تفاصيل الحدث:

بعد أن احتلَّ الفرنسيون يافا اتَّجَهوا إلى عكَّا بلد أحمد الجزَّار، فحاصروها وهاجموها مرارًا على مدى ستين يومًا، لكنهم لم يتمكَّنوا من فتحِها بسبَبِ مناعة حُصونِها, ووصولِ المدد إليها تباعًا من طريق البحر, واستيلاءِ الأميرال الإنجليزي سدني سميث على مدافِعِ الحصار التي أرسلها بونابرت من مصر لإطلاقها على أسوار عكَّا، ولتيَقُّظِ أحمد باشا الجزَّار قائدِ حاميتها، وإفسادِه الألغام التي زرعها الفرنسيون, وشِدَّةِ وطأة وباءِ الملاريا ثمَّ الطاعون الذي فتك بالفرنسيين فتكًا ذريعًا. ولَمَّا بلغ نابليون تحركُ جيش دمشق العثماني لإنقاذ مدينة عكَّا، أرسل كليبر مع فرقة من الجيش لمحاربتِه ومنعه من الوصول إليها. أمام هذه التحديات لعملياتِ بونابرت في بلاد الشام وتيقُّنِه عدم نجاحه فيها، اضطر بونابرت إلى رفع الحصار عن عكا والتراجع إلى مصر, ولكي يسرِّع من تحرك الجيشِ، أمر بأن يُدَسَّ السمُّ لكُلِّ جندي فرنسي مُصابٍ بالمرض؛ كي لا يكون هناك ما يُلكئ المسير!

العام الهجري : 1224 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1809
تفاصيل الحدث:

كان حمُّود بن محمد أبو مسمار صاحب أبو عريش  قد بايع الإمامَ سعودًا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، ثم ظهر منه ما يريبُ من مخالفة المسلمين ومعاداتِهم، وحدثت عداوةٌ بينه وبين عبد الوهاب أبو نقطة ومنابذة, فكتب الإمامُ سعود إلى حمود بن محمد أبو مسمار يأمرُه أن يحارب أهلَ صنعاء ويسَيِّرَ إليهم جنوده، فلم يفعَلْ، فأمر سعود أهلَ النواحي الحجازية واليمنية ومن يليهم بالمسيرِ لقتاله, وبعث من الدرعيةِ فرسانًا انتقاهم مع نائِبِه غصاب العتيبي، وجعله ناظرًا على أمراءِ النواحي، ونهاه عن المخالفةِ لعبد الوهاب أبي نقطة؛ لأنَّه أمير الجميع، فسار عبد الوهاب بجميع رعاياه من عسير وألمع وغيرهم من أهل الطور وتهامة، وسار علي بن عبد الرحمن المضايفي من الطائف وقراه وبوادي الحجاز وغيرهم أهل بيشة وشهران وعبيدة وقحطان، فاجتمع ما ينيفُ على خمسين ألف مقاتل يقودُهم أبو نقطة, ثم حشد أبو مسمار بمن معه من أهل اليمن ونجران وقبائل يام وحاشد وبكيل وغيرهم من همدان, وداهم أبو مسمار جمعَ عسير الذي فيهم عبد الوهاب أبو نقطة وهم على غير أهبةِ قتال وحصل قتالٌ شديد، وقُتِل عبد الوهاب وعِدَّةٌ من رجال قومِه في هذه الواقعة, ثم كرَّت الجموع على قوم أبي مسمار فهزموهم هزيمة شنيعة، واستمروا في ساقتهم يقتُلون ويغنمون، واستولوا على بعضِ خيامهم ومحطَّتِهم، واستمر أبو مسمار في الهزيمة إلى حصنه أبو عريش، وأخذ المسلمون ظاهر بلاد صبيا ونواحيها، وغنموا أموالًا كثيرة, واستولوا على حصنها صُلحًا، وجعل فيه غصاب عسكرًا مُرابطين، وبعثوا السرايا في تهامة، فقتلوا ودمَّروا وغنموا، وانفضت تلك الوقعة عن قتلى كثيرة من الفريقين, وكان للمسلمين سفنٌ في البحر، فأخذوا غنائم كثيرة من بندر جازان.

العام الهجري : 522 العام الميلادي : 1128
تفاصيل الحدث:

هو وزيرُ الديار المصرية العبيدي، الملك أبو عبد الله المأمون بن البطائحي الرافضي، ويقال: إنَّ أباه كان من جواسيس الأفضل بالعراق، وإنه مات ولم يخلِّفْ شيئًا، فتزوَّجت أمه وتركته فقيرًا، ثم صار من أجناد المشارقة, وهو ممَّن خدم المستنصر، وإنه الذي لقبه بالمأمون. وترقى به الحال إلى المُلك، وهو الذي أعان الآمر بالله على الفتك بالوزير أمير الجيوش الأفضل السُّني، وولي منصبه، وكان المأمون شهمًا مِقدامًا، جوادًا بالأموال، سفَّاكًا للدماء، عضلةً من العضل، ثم إنَّه زين لأحد إخوة الآمر قَتلَ الآمر، ودخل معهما أمراء، فعرف بذلك الآمر، فقبض على وزيره المأمون في ليلة السبت لأربع خلون من شهر رمضان سنة519، وقبض على إخوته الخمسة مع ثلاثين رجلًا من أهله وخواصِّه، ولَمَّا اعتُقِل المأمون وُجِد له سبعون سرجًا من ذهب مرصع ومائتا صندوق مملوءة كسوة بدنه. ووجد لأخيه المؤتمن أربعون سرجًا بحُلي ذهب وثلاثمائة صندوق فيها كسوة بدنه، ومائتا سلة ما بين بلور محكم وصيني لا يُقدَر على مثلها، ومائة برنية (فخار كبير) مملوءة كافور قنصوري؛ ومائة وعاء مملوء عودًا، ومن ملابس النساء ما لا يُحَد. حُمل جميع ذلك إلى القصر، وصُلِب المأمون مع إخوة الآمر سنة 522. وقيل: إن سبب القبض عليه أنه بعث إلى الأمير جعفر بن المستعلى، أخي الآمر، يعزِّيه بقتل أخيه الآمر ووعده أنه يُعتمَدُ مكانه في الحكم، فلما تعذَّر ذلك بينهما بلغ الشيخَ الأجَلَّ، أبا الحسن علي بن أبي أسامة، كاتب الدست، وكان خصيصًا بالآمر قريبًا منه، وكان المأمون يؤذيه كثيرًا. فبلَّغ الآمرَ الحالَ، وبلَّغه أيضًا أن بلغ نجيب الدولة أبا الحسن إلى اليمن وأمره أن يضرب السكة ويكتبَ عليها: الإمام المختار محمد بن نزار. ويقال: إنه سمَّ مِبضَعًا ودفعه لفصَّاد الآمر، فأعلم الفصَّاد الآمر بالمِبضَع. وكان مولد المأمون سنة 478، وقيل سنة تسع. وكان من ذوي الآراء والمعرفة التامة بتدبير الدول، كريما واسع الصدر، سفاكًا للدماء، شديد التحرُّز، كثير التطلع إلى أحوال الناس من الجند والعامة؛ فكثر الواشون والسعاة بالناس في أيامه. وكان المأمون شديد المهابة في النفوس وعنده فطنة تامة وتحرز وبحث عن أخبار الناس وأحوالهم، حتى إنه لا يتحدث أحد من سكان القاهرة ومصر بحديث في ليل أو نهار إلا ويبيت خبره عند المأمون، ولا سيما أخبار الولاة وعمَّالهم. ومشت في أيامه أحوال البلاد وعمرت، وساس الرعايا والأجناد وأحسن سياسته، إلا أنه اتُّهِم بأنه هو أقام أولئك الذين قتلوا الأفضل وأعدَّهم له وأمرهم بقتلِه؛ ليجعل له بذلك يدًا عند الآمر، ولأنَّه كان يخاف أن يموتَ الأفضل فيَلقى من الآمر ما يكرهه؛ لأنه كان أكبر الناس منزلةً عند الأفضل ومتحكِّمًا في جميع أموره. وكان مع ذلك محبَّبًا إلى الناس؛ لكثرة ما يقضيه من حوائجهم ويتقربُ به من الإحسان إليهم، ويأخذ نفسه بالتدبير الجيد والسيرة الحسنة.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

أعلَنَت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ عن قَتلِ أسامةَ بنِ لادن زعيمِ تنظيمِ القاعدةِ في أبوت آباد الواقعةِ على بُعد (120كم) عن إسلام أباد، عَبْرَ عمليةِ اقتحامٍ استغرَقَت (40) دقيقةً. بعد أن داهَمَت مجمعًا سكنيًّا كان يُقيمُ به ابنُ لادن مع بعضِ زَوجاتِه وأبنائِه.

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

أعلَنَت الولاياتُ المتَّحِدةُ الأمريكيةُ وجُمهوريةُ السودانِ تَبادُلَ السُّفراء بيْنهما بعد انقطاعٍ استمرَّ لأكثرَ مِن عِقدَينِ من الزمَنِ. وكان ذلك دعْمًا أمريكيًّا للحُكومة الانتقاليةِ في السُّودان، حيث وعَدَت بإزالةِ اسم السُّودانِ مِن الدُّول الراعية للإرهابِ ورفْعِ العُقوباتِ الاقتصادية كافَّةً عنها.

العام الهجري : 1428 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2007
تفاصيل الحدث:

وُلد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز سنةَ 1362هـ، 1943م في الرياض، ونشأ في رعايةِ والدِه، وتلقَّى تعليمَه الأوليَّ على يد الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط، وتعلَّم منه القرآنَ الكريمَ، ومبادئَ العلوم الدينية، ثم انتقَلَ إلى مدرسة الأنجال في الرياض، فدرسَ المرحلة المتوسطة، ثم التحَقَ بالقوات البحْرية السعودية عامَ 1374هـ، وسافَرَ إلى بريطانيا للدراسة.
تولَّى إمارة تبوكَ سنةَ 1400هـ، وعندما تُوفيَ أميرُ المدينة المنورة عبد المحسن بن عبد العزيز، صدر الأمرُ بتَعْيينِه أميرًا للمدينة خلَفًا له سنةَ 1406هـ، وعُيِّنَ أميرًا لمنطقة مكَّة المكرَّمة في 16/8/1420هـ بمرتبة وزيرٍ.
أُعلن عن وَفاتِه -رحمَه الله- رسميًّا في يوم السبت 18/4/1428هـ 5 مايو 2007م في الولايات المتحدة الأمريكية إثْرَ مرض اللوكيميا (ابيضاض الدم) عن عمرٍ يُناهزُ خمسةً وستينً عامًا، وصُلِّيَ عليه يوم الاثنين بعد صلاة الظهر في جامع الإمام تركي بن عبد الله، ثم بعد ذلك نُقلَ جُثمانُه إلى مقابر العود، وتولَّى بعده إمارةَ مكَّةَ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز.

العام الهجري : 207 العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:

تُنسبُ الدَّولةُ الطاهريَّةُ إلى طاهر بن الحُسين بن مصعب بن رُزَيق، وكان أبوه أحدَ وُجَهاءِ خراسان ومِن سادتِها في عصر الخليفة العباسيِّ هارون الرشيد، وقد ولَّاه الرشيد بوشنج- إحدى مدن خراسان- والتي تقعُ بين هراة وسرخس. وبعد وفاة هارونَ الرشيد سنة 194هـ حدث نزاعٌ حول الخلافة بين ابنيه: الأمينِ والمأمون، وتصاعد الخِلافُ إلى حدِّ الحرب والاقتتال، وفي ظلِّ تلك الأجواء المشحونةِ بالقتال والصِّراع، وجد طاهِرُ بن الحسين طريقَه إلى الاستقلالِ بخراسان حينما استطاع إلحاقَ الهزيمة بجيش الأمينِ الذي أرسلَ عدَّةَ مرَّات ليقضي عليه، وكل ذلك لا يستطيعُ، وأدَّت تلك الانتصاراتُ المتتالية التي حَقَّقَها طاهِرٌ إلى خروج عمَّالِ الأمين عن طاعتِه، والمسارعةِ إلى خلْعِه وإعلان الطاعةِ لأخيه، واتَّجه طاهِرٌ بجُيوشه إلى بغداد فحاصرها مدَّةً طويلة حتى ضاق الناسُ واشتَدَّ الجوعُ، فلمَّا تمكَّنَ من دخولِها قبض على الأمينِ ثمَّ أمرَ بقَتلِه، واستقَرَّ الأمر للمأمونِ بالخلافة سنة 198هـ فأسند إلى طاهرٍ ولاية خراسانَ وبقية ولاياتِ المَشرِق، فلمَّا توفي طاهر سنة 207هـ عهِدَ المأمونُ إلى عبد الله بن طاهر بولاية خراسانَ خلفًا لأبيه، ثم أخذَ الطاهريُّونَ يَفقِدونَ السيطرةَ على مناطِقِهم لصالحِ الصفاريِّين الذين استطاعوا أخيرا سنة 259ه أن يُنهوا حكمَ الطاهريِّين.

العام الهجري : 585 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1189
تفاصيل الحدث:

سار صلاحُ الدين إلى شقيف أرنون، وهو من أمنَعِ الحصون، ليحصُرَه، فنزل بمرج عيون، فنزل صاحِبُ الشقيف، وهو أرناط صاحب صيدا، وكان أرناط هذا من أعظَمِ النَّاسِ دهاءً ومكرًا، فدخل إليه واجتمع به، وأظهر له الطاعةَ والمودة، وقال إنَّه سيُسَلِّمُ له الحِصنَ، فظن صلاحُ الدين صِدقَه، فأجابه إلى ما سأل، فاستقر الأمرُ بينهما أن يسلِّمَ الشقيفَ في جمادى الآخرة، وأقام صلاح الدين بمرج عيون ينتظر الميعاد، وكان أرناط في مدة الهدنة يشتري الأقواتَ مِن سوق العسكَرِ والسلاحَ وغير ذلك مما يُحصِّن به شقيف، فلما قارب انقضاءُ الهدنة تقدَّمَ صلاح الدين من مُعسكَرِه إلى القرب من شقيف أرنون، وأحضر عنده أرناط وقد بَقِيَ من الأجل ثلاثة أيام، فقال له في معنى تسليمِ الشقيف، فاعتذر بأولادِه وأهله، وأنَّ المركيس لم يمكِّنْهم من المجيء إليه، وطلب التأخيرَ مُدَّةً أخرى، فحينئذ عَلِمَ السلطان مَكْرَه وخداعه، فأخذه وحبسه، وأمَرَه بتسليم الشقيف، فطلب قسيسًا- ذكَرَه- لحَملِه رسالةً إلى من بالشقيف ليُسَلِّموه، فأحضروه عنده، فسارَّه بما لم يعلموا، فمضى ذلك القسيسُ إلى الشقيف، فأظهر أهلُه العصيان، فسيَّرَ صلاح الدين أرناط إلى دمشقَ وسَجَنَه، وتقَدَّم إلى الشقيف فحصَره وضَيَّقَ عليه، وجعل عليه من يحفَظُه ويمنَعُ عنه الذخيرة والرِّجال.