الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 779 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1377
تفاصيل الحدث:

صار الأمرُ في المملكة لأيبك البدري وَحْدَه من غير منازع، وأخذ أيبك في المملكة وأعطى، وحكم بما اختاره وأراده، فمِن ذلك أنَّه في رابع شهر ربيع الأول رَسَم بنفي الخليفة المتوكِّل على الله إلى مدينة قوص، فخرج المتوكِّلُ على الله، ثم شُفِعَ فيه فعاد إلى بيته، ومن الغَدِ طَلَب أيبك نجم الدين زكريا بن إبراهيم ابن الخلفية الحاكمِ بأمر الله وخَلَع عليه واستقَرَّ به في الخلافة عِوَضًا عن المتوكل على الله من غير مبايعةٍ ولا خَلعِ المتوكِّلِ مِن الخلافةِ نَفسَه، ولُقِّبَ زكريا بالمعتصم بالله، ثم في العشرين من شهر ربيع الأول تكلَّم الأمراء مع أيبك فيما فعله مع الخليفةِ، ورَغَّبوه في إعادته، فطلبه وأخلع عليه على عادتِه بالخلافةِ، وعزل زكريَّا, ومن الناس من لم يُثبِتْ خلافة زكريا؛ فإنَّه لم يخلَع المتوكِّلُ نَفسَه من الخلافة حتى يبايَعَ زكريا!

العام الهجري : 487 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

هو المُستَنصِر بالله أبو تَميمٍ مَعَدُّ بنُ أبي الحَسنِ عليٍّ الظاهر بن الحاكم الفاطِميُّ العُبيديُّ صاحِبُ مصر والشام، وُلِدَ سَنةَ 420هـ, ووَلِيَ الأَمرَ بعدَ أَبيهِ الظاهرِ وله سَبعُ سنين، في شعبان سنة 427هـ، وفي وَسطِ دَولتِه خُطِبَ له بإَمْرَةِ المؤمنين على مَنابرِ العِراقِ. قال ابنُ خلكان: "جَرَى في أَيامِه ما لم يَجرِ على أَيامِ أَحَدٍ مِن أَهلِ بَيتِه ممَّن تَقدَّمهُ ولا تَأخَّرهُ: منها قَضيةُ البساسيري فإنه لمَّا عَظُمَ أَمرُه، وكَبُرَ شأنُه ببغداد قَطعَ خُطبةَ الخَليفةِ العبَّاسيِّ القائمِ بأَمرِ الله، وخَطبَ للمُستَنصِر العُبيديِّ سَنةَ 450هـ، ودَعَا له على مَنابِرِها مُدَّةَ سَنَةٍ, ومنها أنه ثار في أَيامِه عليُّ بنُ محمدٍ الصليحيُّ ومَلَكَ بِلادَ اليَمنِ، ودَعَا للمُستَنصِر على مَنابِرِها, ومنها أنه أقامَ في الأَمرِ سِتِّينَ سَنَةً، وهذا أَمرٌ لم يَبلُغه أَحدٌ مِن أَهلِ بَيتِه ولا مِن بَنِي العبَّاسِ, ومنها أنه وَلِيَ الأَمرَ وهو ابنُ سَبعِ سِنين. ومنها أن دَعوتَهم لم تَزل قائمةً بالمَغربِ منذ قام جَدُّهُم المَهديُّ إلى أَيامِ المُعِزِّ ولمَّا تَوَجَّه المُعِزُّ إلى مصر واستَخلَف بلكين بن زيري، كانت الخُطبةُ في تلك النواحي لا زالت للعُبيديِّين، إلى أن قَطَعَها المُعِزُّ بن باديس في أَيامِ المُستَنصِر سَنةَ 443هـ، وفي سَنةِ 449هـ قُطِعَ اسمُ المُستَنصِر واسمُ آبائِه مِن الخُطبةِ في الحَرَمينِ، وذُكِرَ اسمُ المُقتدِي بأَمرِ الله خَليفةِ بغداد، ومنها أنه حَدَثَ في أَيامِه الغَلاءُ العَظيمُ الذي ما عُهِدَ مِثلُه منذ زَمانِ يوسف عليه السلام، وأقامَ سَبعَ سِنينَ، وأَكلَ الناسُ بَعضُهم بَعضًا، حتى قِيلَ: إنه بِيعَ رَغيفٌ واحدٌ بخَمسين دِينارًا، وكان المُستَنصِر في هذه الشِّدَّةِ يَركَب وَحدَه، وكلُّ مَن معه من الخَواصِّ مُتَرَجِّلون ليس لهم دَوابٌّ يَركَبونَها، وكانوا إذا مَشوا تَساقَطوا في الطُّرُقاتِ من الجُوعِ، وآخِرُ الأمرِ تَوجَّهَت أُمُّ المُستَنصِر وبَناتُه إلى بغداد من فَرْطِ الجُوعِ سَنةَ 462هـ، وتَفَرَّق أَهلُ مصر في البِلادِ وتَشتَّتوا"، وتُوفِّي المُستَنصِر لَيلةَ الخميسِ لاثنتي عشرة لَيلةً بَقِينَ من ذي الحجَّةِ سَنةَ 487هـ وكانت مُدَّةُ حُكمِه سِتِّينَ سَنةً وأربعةَ أَشهُر، ولمَّا مات وَلِيَ بَعدَه ابنُه أبو القاسمِ أحمدَ المُستَعلِي بالله، وكان قد عَهِدَ في حَياتِه لابنِه نزار، فخَلَعهُ الأفضلُ أبو القسمِ شاهنشاه بن أَميرِ الجُيوشِ وبايَعَ المُستَعلِي بالله، وسَببُ خَلعِه أن الأفضلَ رَكِبَ مَرَّةً، أَيامَ المُستَنصِر، ودَخلَ دِهليزَ القَصرِ من بابِ الذَّهبِ راكِبًا، ونزار خارِجٌ، والمَجازُ مُظلِمٌ، فلم يَرَهُ الأفضلُ، فصاحَ به نزار: انزِل، يا أرمني، كلب، عن الفَرَسِ، ما أَقَلَّ أَدَبَك! فحَقَدَها عليه، فلمَّا مات المُستَنصِر خَلَعهُ خَوفًا منه على نَفسِه، وبايَعَ المُستَعلي، فهَرَب نزار إلى الإسكندريةِ، وبها ناصِرُ الدولةِ أفتكين، فبايَعَهُ أَهلُ الإسكندريةِ وسَمَّوهُ المُصطفَى لدِينِ الله، فخَطَبَ الناسَ، ولَعنَ الأَفضلَ، وأَعانَه أيضًا القاضي جَلالُ الدولةِ بنُ عَمَّارٍ، قاضي الإسكندريةِ، فسار إليه الأَفضلُ، وحاصَرَهُ بالإسكندريةِ، فعاد عنه مَقهورًا، ثم ازدادَ عَسكرًا، وسار إليه، فحَصَرهُ وأَخَذهُ، وأَخذَ أفتكين فقَتَلهُ، وتَسلَّم المُستعلِي نزارًا فبَنَى عليه حائِطًا فماتَ، وقَتَلَ القاضيَ جَلالَ الدولةِ بنَ عَمَّارٍ ومَن أَعانَه.

العام الهجري : 496 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1103
تفاصيل الحدث:

كان الخليفة العباسي قد ولَّى السلطان محمدًا المُلكَ، واستنابه في جميع ما يتعلَّقُ بأمر الخلافة دون ما أغلق عليه الخليفةُ بابَه، ثم خرج السلطانُ محمد ومعه أخوه سنجر قاصدًا قتال أخيه بركيارق، وفي هذه السنة ثامن جمادى الآخرة كان المصاف الخامس بين السلطان بركيارق والسلطان محمد, فأقبل بركيارق في خمسة عشر ألفًا فحاصره في أصبهان وعددُ أصحاب محمد قليل، فضاقت الميرةُ على محمد، فقسط على أهل البلد على وجه القرض فأخذ مالًا عظيمًا، ثم عاود عسكره الشغب، فأعاد التقسيطَ بالظلم والعذاب، وبلغ الخبز عشرةَ أَمْناء بدينار، ورطل لحم بربع دينار، ومائة منًا تبنًا بأربعة دنانير، وقُلِعت أخشاب المساجد وأبواب الدكاكين، هذا والقتالُ على أبواب البلد، وينال صاحِبُ محمد يحرق الناسَ بالمصادرة، وعسكر بركيارق في رُخصٍ كثير، فاجتمع على أهل أصبهان الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ثم خرج السلطان محمد من أصبهان هاربًا فأرسل أخوه في أثره مملوكَه إياز، فلم يتمكَّن من القبض عليه، ونجا بنفسه سالمًا، وعاد إياز فأخبر بركيارق فلم يَسُرَّه سلامة أخيه, وفي يوم الاثنين ثالث عشرين ربيع الأول أعيدت الخطبة لبركيارق فخطب في الديوان، ثم تقدم إلى الخطباء في السابع والعشرين من هذا الشهر بأن يقتصروا على ذِكرِ الخليفة، ولا يذكروا أحدًا من السلاطين المختلفين, ثم التقى السلطان محمد وبركيارق في يوم الأربعاء في جمادي الآخرة، فوقعت الحربُ بينهما فانهزم محمد إلى بعض بلاد أرمينية على أربعين فرسخًا من الوقعة، ثم سار منها إلى خلاط ثم عاد إلى تبريز، ومضى بركيارق إلى زنجان، ثم في العام التالي صار الصلحُ بينهما بعدما تحوَّل الأمن إلى خوفٍ، وبدا السلبُ والنهب والقتلُ والضعفُ.

العام الهجري : 1265 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1849
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رحل الشريف محمد بن عون العامَ الماضي من القصيم عائدًا إلى مكة بعد الفشل في تحقيق مرادِه، أوفد أهل القصيم إلى الإمام فيصل منهم رجالًا يعتذرون عمَّا بدر منهم، فقَبِلَ عُذرَهم وغفر لهم خطأَهم، ثم إن الإمام فيصل عزل عن إمارة عُنيزة إبراهيمَ بن سليمان بن زامل؛ لأن الشريف لم ينزِلْ عُنَيزةَ إلا بإذنه، وجعل مكانَه ناصِرَ بن عبد الرحمن السحيمي من أهل العقيلية، الذي قدِمَ إلى عنيزة بكتابٍ فيه توليته الإمارة من الإمام فيصل، فأخرج آل زامل من القصر وأنزله أخاه وضبَطَه برجالٍ واستقام له الأمرُ وبايعه أهلها، ثم تعرَّض لمحاولة اغتيالٍ فاشلة، فقَتَل السحيميُّ إبراهيمَ بن سليمان أميرَ عنيزة السابق فاشتعلت الفتنة، فأراد فيصل إخمادها فأرسل إلى السحيمي ليقدمَ عليه في الرياض، فلما قَدِم حكم عليه القضاءُ بديةِ إبراهيم بن سليمان وأقعده فيصلٌ عنده في الرياضِ، ثم جهَّزَ الإمام عبد الله المداوي ورجالًا معه إلى عُنيزة وأمرهم أن يدخلوا القصرَ فلم يتمكَّنْ من دخولِه، ثم إن أهل عنيزة أجمعوا على الحربِ، فلما علم بذلك السحيمي عرض على الإمام أنَّه هو الذي يُخمِدُ الفتنة وأعطى العهودَ والمواثيق بذلك، فأذِنَ له الإمام بالذهاب إلى عُنيزة، فلما وصلها نقضَ عهودَه ودخل مع أهل عنيزةَ في أمرِهم، ثم عرضوا على أميرِ بريدة عبد العزيز المحمد أبو العليان أن يدخُلَ معهم وهو أميرُ الجميع فوافَقَهم فتعاقدوا على نكثِ عهد الإمام، وقاموا لحربه وجمعوا جموعًا كثيرة من رجالِ بلدانهم ومن كان حولَهم من بُدوانهم، فأعطوهم السلاحَ وبذلوا لهم الأموالَ وعاقدوهم على بيع الأرواح، وضربوا طبولهم بالليلِ والنهار، وكان الإمام فيصل قد أمَرَ على أهل البلدان من رعيتِه بالغزوِ، فتجهَّز غازيًا وخرج من الرياض لثلاثٍ بَقِين من ربيع الثاني، وخرج معه أولاده عبد الله ومحمد، ولحق به ابنه سعود بأهل الخَرج، وخرج معه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ إمامًا وقاضيًا، ولَمَّا نزل قرب المجمعة لقِيَه ابن بشر (صاحب كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد) الذي يقول: "ثم رحل ونزل قريبًا من المجمعة، فركبتُ إليه للسلام عليه، فكان وصولي إلى مخيَّمِه قبل صلاة العصر، فصليت معهم وإذا المسلمون مجتمعون للدرس في الصيوان الكبير، وإذا الإمام جالس فيه والمسلمون يمينه وشماله، ومِن خَلفِه وبين يديه، والشيخ عبد اللطيف إلى جنبه، فأمر القارئ عليه بالقراءةِ، فقرأ عليه في كتاب التوحيد، فقرأ آية وحديثًا، فتكلم بكلامٍ جَزْلٍ وقولٍ صائبٍ عَدْلٍ، بأوضح إشارة وأحسن عبارة، فتعجَّبْت من فصاحته وتحقيقه وتبيينه وتدقيقِه... ثم سلمتُ على الإمام فقابلني بالتوقير والإكرام ورحَّبَ بي أبلغَ ترحيب وقرَّبني أحسن تقريب.. وسلمت على الشيخين عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وعبد الله بن جبر، فقمنا ودخلنا مع الإمام خيمته وجلسنا عنده، فابتدأ الشيخ عبد الله يقرأ على الإمام في كتاب سراج الملوك، والشيخ عبد اللطيف يسمع، ولكِنَّ الإمامَ هو الذي يتكلم على القراءة ويحقِّق المعنى". ثم في الصباح رحل الإمام إلى المجمعة ومنها إلى أُشيقر إلى أن نزل المذنب فبايعه أهلها، ثم أرسل إلى أهل القصيم يذكِّرُهم أن الدِّينَ لا يستقيم إلَّا بجماعة ولا يكون إلا بالسمع والطاعة، وأنَّه يعِزُّ عليه أن يُقتَلَ رجلٌ واحد من المسلمين، فلا تكونوا سببًا في إهراق دمائكم، فأرسلوا إليه رجلًا من رؤساء بريدة يقال له مهنا بن صالح، فلما وصل تم الصلحُ على أن يؤدِّيَ أهل القصيم الزكاةَ للإمام، ويركبون معه غزاةً ويدخلون في الجماعة والسمع والطاعة.

العام الهجري : 29 العام الميلادي : 649
تفاصيل الحدث:

كان بِناءُ المسجدِ النَّبويِّ بالمدينةِ باللَّبِنِ والجَريدِ وأَعمِدَةِ الخشبِ، فزاد فيه عُثمانُ زِيادةً كبيرةً فجَعَله بطُولِ مائةٍ وسِتِّين ذِراعًا، وعَرْضِ مائةٍ وخمسين ذِراعًا، وجعَل بِناءَهُ مِن الحِجارةِ المَنْقوشَةِ التي كُسِرَتْ بِطريقةٍ مُناسِبةٍ للبِناءِ، وجعَل الأَعمِدةَ مِن حِجارةٍ مع الرَّصاصِ لزِيادةِ القُوَّةِ والتَّحَمُّلِ، وسَقْفَهُ بالسَّاجِ، وجعَل له سِتَّةَ أبوابٍ كما فعَل عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنهما.

العام الهجري : 1401 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

عُقِدَت قِمةُ عَمَّان في 25 – 27 تشرين الثاني 1980م، وأكَّدت هذه القِمةُ التي شاركتْ فيها 15 دولةً دَعْمَها لِوَحدة وسلامة أراضي لُبنان، ووافقَتْ على استمرارِ مُقاطَعة مصرَ، ودعمَت العراقَ في حَرْبه ضدَّ إيرانَ.
وصدَر عن المؤتمر بيانٌ خِتامي تضمَّن مجموعةً من القراراتِ؛ أهمُّها:
- عَزْم القادةِ العربِ على إسقاط اتِّفاقيتي كامب دِيفيد للسلامِ مع إسرائيلَ.
- التأكيدُ على أنَّ قرارَ مجلس الأمْن رقم (242) لا يتَّفق مع الحُقوق العربية، ولا يُشكِّل أساسًا صالحًا لحلِّ أزمة القضية الفلسطينيَّة.
- الدعوةُ إلى وَقفِ إطلاق النار بين العراقِ وإيرانَ، وتأييدُ حُقوق العراق المشروعةِ في أرْضِه ومِياهه.
- إدانةُ الاعتداء الإسرائيلي على لُبنانَ، ودَعمِ وَحدة وسلامة أراضي لُبنانَ.
- إدانةُ استمرار حُكومة واشنطن في تأْييد إسرائيلَ، وإلصاقِ صِفة الإرهاب بمنظَّمة التحريرِ الفلسطينية.
- المصادقةُ على وَثيقةِ إسْتراتيجيةِ العملِ الاقتصادي العربيِّ المشترك حتى عام 2000م.
- الموافقةُ على استمرار مُقاطَعة مصرَ.

العام الهجري : 294 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 907
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فعل زكرَوَيه بالحجاج ما فعل، عَظُمَ ذلك على الخليفة خاصَّةً، وعلى جميع المسلمين عامَّةً، فجهَّزَ المكتفي الجيوشَ، فلما كان أوَّل ربيع الأول سيَّرَ وصيف بن صوارتكين مع جماعةٍ من القوَّاد والعساكر إلى القرامطة، فساروا على طريقِ حفان فلَقِيَهم زكرَوَيه، ومن معه من القرامطةِ، فاقتتلوا يومهم، ثم حجزَ الليل، وباتوا يتحارَسون، ثمَّ بكَّروا إلى القتال، فاقتتلوا قتالًا شديدًا فقُتِلَ من القرامطة مقتلةٌ عظيمة، ووصل عسكَرُ الخليفة إلى عدُوِّ الله زكرَوَيه، فضربه بعضُ الجند بالسَّيفِ على رأسه، فبلغت الضربةُ دماغه، وأخذه أسيرًا وأخذ خليفتَه وجماعةً مِن خواصِّه وأقربائه، وفيهم ابنُه وكاتبه، وزوجتُه، واحتوى الجندُ على ما في العسكرِ، وعاش زكرَوَيه خمسةَ أيام ومات، فسُيِّرَت جيفتُه والأسرى إلى بغداد، وانهزم جماعةٌ من أصحابه إلى الشام، فأوقع بهم الحُسَين بن حمدان، فقتلوهم جميعًا، وأخذوا جماعةً مِن النساء والصبيان، وحُمِلَ رأس زكرويه- لعنه الله- إلى خُراسان، لئلَّا ينقَطِعَ الحُجَّاج، وأخذ الأعرابُ رَجُلين من أصحابِ زكرَوَيه يُعرَف أحدهما بالحداد، والآخر بالمُنتَقِم، وهو أخو امرأةِ زكرويه، كانا قد سارا إليهم يدعوانِهم إلى الخروجِ معهم، فلما أخذوهما سيَّرُوهما إلى بغداد، وتتَبَّع الخليفةُ القرامطة بالعراق، فقتل بعضَهم، وحبس بعضَهم، ومات بعضُهم في الحبس.

العام الهجري : 225 العام الميلادي : 839
تفاصيل الحدث:

هي ثاني دولة مستقِلَّة تقوم في اليمَنِ ويُنسَبُ اليعفريون إلى الملوك الحِمْيَريين، ويعتبر يعفرُ بن عبد الرحيم المؤسِّسَ الفعليَّ لهذه الدولة، وكان الخليفةُ المعتَمِد قد عيَّنه عاملًا على صنعاءَ قبل أن يستقِلَّ بالسلطة ويؤسِّسَ الدولة، ولكِنَّ الخلافاتِ نَشَبت بين أفراد الأسرة اليعفريَّة، فضَعُف مركزُها لتنتهي لاحقًا وتدخُلَ في طاعة دولة الأئمَّة. في آخِرِ عهدِ المتوكِّلِ ابتدأت الدولةُ اليعفرية بصنعاء، وكان جَدُّهم عبدُ الرحيم بن إبراهيم الحوالي نائبًا عن جعفرِ بنِ سليمان بن علي الهاشميِّ، الذي كان واليًا للمعتَصِم على نجدٍ واليمَنِ وصَنعاءَ وما إليها، ولَمَّا توفي عبد الرحيم قام في الولايةِ مقامَه ابنُه يعفر بن عبد الرحيم، وهو رأس الدولة ومبدأُ استقلالِها إلَّا أنَّه كان يهابُ آلَ زياد ويدفَعُ لهم خَراجًا يُحمَلُ إلى زَبيدٍ، كأنَّه عامِلٌ لهم ونائبٌ عنهم، وكان ابتداءُ استقلالِ يعفر بن عبد الرحيم سنة 247هـ، واستمَرَّ مُلْكُ صنعاءَ في أعقابِه إلى سنة 387هـ

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

صدَّقَ الرئيسُ المصريُّ عبدُ الفتاحِ السيسي على اتفاقيةِ تيرانَ وصنافيرَ التي أقرَّها مجلِسُ النُّوَّابِ، والتي تنُصُّ على نقلِ السيادةِ على الجزيرتَينِ الواقعتَينِ في البحرِ الأحمرِ إلى المملكةِ العربيةِ السعوديةِ. وتتحكَّمُ جزيرتا تيرانَ وصنافيرَ غيرِ المَأهولتَينِ في مَدخَلِ خليجِ تيرانَ، وهو المَمَرُّ المِلاحيُّ الرئيسُ المُؤدِّي إلى ميناءِ إيلاتَ الإسرائيليِّ على خليجِ العقَبةِ. وتتمركَزُ القواتُ المصريةُ في الجزيرتَينِ منذُ عامِ 1950. وكانت الجزيرتانِ من بين القواعدِ العسكريةِ الاستراتيجيةِ لمِصرَ في فترةِ "العُدوانِ الثُّلاثيِّ" عامَ 1956، واستولت إسرائيلُ عليهما في ذلك الوقتِ. وسيطَرَت إسرائيلُ على الجزيرتَينِ مرةً أخرى في حربِ "نَكسةِ حُزَيرانَ" 1967، لكنها أعادتهما إلى مصرَ بعد توقيعِ البلدَينِ اتفاقيةَ سلامِ "كامب ديفيد" في عامِ 1979.

العام الهجري : 60 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 680
تفاصيل الحدث:


كان مُعاوِيَةُ في عام 50 هـ قد عَهِدَ إليه بالخِلافَة مِن بعدِه، وأخَذ ذلك على النَّاسِ؛ ولكنَّ البعضَ لم يَرْضَ مِثلَ ابنِ عُمَر، وابنِ الزُّبيرِ، وعبدِ الرَّحمن بن أبي بكرٍ، والحُسينِ بن عَلِيٍّ، ثمَّ لمَّا حضَرَت مُعاوِيَةَ الوَفاةُ كان يَزيدُ غائبًا فأَوْصى إليه، ثمَّ لمَّا تُوفِّي بايَعَت الأمصارُ لِيَزيدَ إلَّا مَن ذُكِرَ آنِفًا، وبذلك تَمَّتْ له الخِلافَة، ثمَّ بايَع له ابنُ عُمَرَ، وابنُ عبَّاسٍ، أمَّا ابنُ الزُّبيرِ فخرج إلى مكَّة وحصَل منه ما حصَل، وأمَّا الحُسينُ فلَحِقَهُ أيضًا إلى مكَّة حتَّى خرَج إلى الكوفَةِ وكان فيها ما كان.

العام الهجري : 100 العام الميلادي : 718
تفاصيل الحدث:

لمَّا وَلِيَ عُمَرُ بن عبدِ العزيز الخِلافَةَ اسْتَعمَل على الأَندَلُس السَّمْحَ بن مالِك الخَوْلاني خَلَفًا للحُرِّ بن عبدِ الرَّحمن الثَّقَفي لِمَا رَأَى مِن أَمانَتِه ودِيانَتِه, وأَمَره أن يُمَيِّز أَرضَها، ويُخرِج منها ما كان عَنْوَةً ويَأخُذ منها الخُمُسَ، ويَكتُب إليه بِصِفَة الأَندَلُس. فقَدِمَها السَّمْحُ، وفَعَل ما أَمَره عُمَرُ، وعَهِدَ إليه بإجْلاءِ المسلمين مِن الأَندَلُس خَشيَةً مِنه على أَرواحِهم، إلَّا أنَّ السَّمْح حين نَزَل الأَندَلُس واطَّلَع على أَحوالِها، طَمْأَنَ الخَليفةَ إلى قُوَّةِ حالِ المسلمين في الأَندَلُس. أَصلَح السَّمْحُ قَنْطَرَةَ قُرْطُبة على نَهرِ الوادي الكَبير, ونَظَّمَ البِلادَ ثمَّ تَوَجَّه لِفَتْحِ ما وَراءَ جِبالِ البرانس، ودَخَل فَرنسا واسْتُشْهِدَ فيها بعدَ مَعركَة تولوز عام 102هـ.

العام الهجري : 389 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 999
تفاصيل الحدث:

أراد الشِّيعةُ أن يصنَعوا ما كانوا يصنعونَه من الزينة يومَ غديرِ خُمٍّ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحِجَّة فيما يزعمونَه، فقاتلهم جهَلَةٌ آخرون في المنتَسِبينَ إلى السُّنَّة بعد أن ادَّعَوا أنَّ في مثل هذا اليوم حُصِرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ في الغار فامتنعوا من ذلك، وهذا أيضًا جَهلٌ من هؤلاء، ولَمَّا كان الشِّيعةُ يصنعون في يوم عاشوراء مأتمًا يُظهِرونَ فيه الحُزنَ على الحُسَين بن علي، قابلَتْهم طائفةٌ أخرى مِن جَهَلةِ أهلِ السُّنَّة ادَّعَوا أن يوم الثاني عشر من المحرَّم قُتِلَ فيه مُصعَب بن الزبير، فعَمِلوا له مأتمًا كما تَعمَلُ الشِّيعةُ للحسين، وزاروا قَبرَه كما زاروا قبر الحسين، وهذا من بابِ مُقابلةِ البِدعةِ ببِدعةٍ مِثلِها، ولا يَرفَعُ البِدعةَ إلَّا السُّنَّةُ الصَّحيحةُ.

العام الهجري : 3 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 620
تفاصيل الحدث:

لمَّا انصرف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائفِ راجعًا إلى مكَّة، حتَّى إذا كان بِنَخْلَةَ، قام من جوفِ اللَّيلِ يُصلِّي، فمَرَّ بهِ النَّفرُ مِنَ الجِنِّ الذين ذكَرهُم الله تعالى، وكانوا سَبعةَ نَفَرٍ من جِنِّ أهلِ نَصِيبِينَ، فاستمعوا لِتِلاوةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا فرغ من صلاتهِ، وَلَّوْا إلى قَومهِم مُنذِرين، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمِعوا، وفيهِم نزل قولُه تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(31) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (32)) [الأحقاف]  وبعدَ عِدَّةِ أَشهُرٍ من لِقاءِ الوفدِ الأوَّلِ مِنَ الجِنِّ بِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم, جاء الوفدُ الثَّاني مُتشوِّقاً لِرُؤيةِ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم, والاستماعِ إلى كلامِ رَبِّ العالمين.

العام الهجري : 793 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1391
تفاصيل الحدث:

في أوَّلِ شَهرِ رَجَب قَدِمَ منطاش دمشق، وسار إليها من مرعش على العُمق، حتى قارب من حماة، فانهزم منه نائِبُها إلى جهة طرابلس من غيرِ لقاء، ودخلها منطاش، ولم يُحدِثْ حدثًا، وتوجَّه منها إلى حمص، ففَرَّ منه أيضًا نائِبُها إلى دمشق، ومعه نائِبُ بعلبك، فخرج الأميرُ يلبغا الناصري يريد لقاءه من طريق الزبداني، فثار أحمد شكر بجماعة البيدمرية، ودخل دمشقَ من باب كيسان، وأخذ ما في الإسطبلاتِ من الخيول، وخرج في يوم الأحد التاسع والعشرين جمادى الآخرة، وقدم منطاش في يوم الاثنين أولَ رَجَب من طريق أخرى، ونزل القصرَ الأبلق، ونزل جماعتُه حوله، وقد أَحضر إليه أحمد شكر من الخيول التي نهبها ثمانمائة فرس، وندبه ليدخُلَ المدينة ويأخذ من أسواقها المالَ، فبينا هو كذلك إذ قَدِمَ الناصري بعساكر دمشقَ فاقتتلا قتالًا كبيرًا مدَّةَ أيام، ثم إن منطاش انكسر وقُتِلَ كثيرٌ مِمَّن معه، وفَرَّ معظم التركمان الذين قَدِمَ بهم، وصار محصورًا بالقَصرِ الأبلق، ثم إنَّ السلطان برقوق سار بنفسِه إلى دمشق ثم سار إلى حلب وفي ذي القعدة قَبَض سالم الذكرى على منطاش، وإن صاحب ماردين قبض على جماعةٍ مِن المنطاشية حَضَروا إليه، فبعث السلطانُ قرا دمرداش نائِبَ حلب على عسكر، والأميرَ يلبغا الناصري نائب دمشق على عسكرٍ، والأميرَ أينال اليوسفي أتابك العساكر على عسكر، فساروا لإحضارِ منطاش ومن معه، فنودِيَ في القاهرة بالأمان، وقد حصل غريمُ السلطان.
 وقَدِمَ البَريدُ مِن حَلَب بِأَن الأمير قرا دمرداش وصل بعسكر حلب إلى أبيات سالم الذكرى، وأقام أربعة أيام يطالِبُه بتسليم منطاش وهو يماطِلُه، فحنق منه وركب بمن معه ونهب بيوته، وقتل عِدَّة من أصحابه، ففَرَّ سالم بمنطاش إلى سنجار وامتنع بها، ثم إنَّ الأميرَ يلبغا الناصري حضر بعساكر دمشق بعد ذلك، فأنكر على قرا دمرداش ما وقع منه وأغلَظَ في القول وهَمَّ بضَربِه، فكادت تكون فتنةٌ كبيرة وعادا، وإن الأمير أدينال وصل بعسكرِ مِصرَ إلى رأس عين، وتسَلَّمَ من صاحب ماردين الذين قَبَضَهم من المنطاشية، وكبيرهم قشتمر الأشرفي، وحضر بهم وبكتاب صاحب ماردين، وهو يعتذر ويَعِدُ تحصيل غريم السلطان، وفي يوم الاثنين أول ذي الحجة خرج السلطان من حلب يريد دمشق، وفي سادسه قدم البريد بأن السلطان لما بلغه ما جرى من قرا دمرداش وما وقع بينه وبين الناصري من الفتنة، وأنهما عادا بغير طائل، غَلَب على ظَنِّه صِحَّةُ ما نُقِلَ عن الناصري مِن أنَّ قَصْدَه مطاولةُ الأمر مع منطاش، وأنه لم يحضُرْ إلى دمشق إلا بمكاتبَتِه له بذلك، وأَنه قَصَّر في أخذه بدمشق، وأنَّ سالم الذكرى لم يرحَلْ بمنطاش إلى سنجار إلا بكتابِ الناصري إليه بذلك، فلما قَدِمَ إلى حلب قُبِضَ عليه وعلى شهاب الدين أحمد بن المهمندار نائب حماة، وكشلي أمير أخور الناصري، وشيخ حسن رأس نوبته، وقَتَلَهم في ليلة قَبْضِهم، ويُذكَرُ أن يلبغا الناصري هذا هو الذي تمالأ مع منطاش أولًا على برقوق، وسَعَيَا حتى خلعاه، ثم فسد الحالُ بينهما وفاز منطاش بالنيابةِ فسَجَنَ يلبغا، وعندما تسلَّم برقوق السلطنة مرة أخرى أخرج يلبغا وعفا عنه رغم ما فعَلَه ضِدَّه وأنعم عليه بنيابةِ دمشق، ثمَّ إنه تمالأ مرةً أخرى مع منطاش، فكان عاقبته القتل!

العام الهجري : 287 العام الميلادي : 900
تفاصيل الحدث:

اجتمَعَت الروم وتحشَّدَت، ووافت بابَ قلميَّة من طرسوس، فنفر أبو ثابتٍ أميرُ طرسوس بعد كوت بن الإخشيد، وكان استخلَفَه عند موته، فبلغ أبو ثابتٍ في نفيرِه إلى نهر الرجان في طلَبِهم، فأُسِرَ أبو ثابت، وأصيبَ النَّاسُ معه، وكان ابن كلوب غازيًا في دربِ السَّلامة – موقِعٌ كان يسمَّى بدرب الحدث، لكنَّ بني أمية سمَّوه بدرب السلامة- فلمَّا عاد ابنُ كلوب جمعَ مشايخَ الثغرِ لِيَتراضَوا بأميرٍ، فأجمعوا رأيَهم على ابنِ الأعرابيِّ، فولَّوه أمرَهم.