الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 482 العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

كان قد مَلَكَ سمرقند أحمدُ خان بن خضر خان، وهو ابنُ أخي تركان خاتون، زَوجةِ السُّلطانِ ملكشاه، وكان صَبِيًّا ظالِمًا، قَبيحَ السِّيرَةِ، يُكثِر مُصادَرةَ الرَّعيَّةِ، فنَفَروا منه، وكَتَبوا إلى السُّلطانِ سِرًّا يَستَغيثون به، ويَسأَلونَه القُدومَ عليهم لِيَملِك بِلادَهم، فتَحرَّكَت دَواعي السُّلطانِ إلى مُلْكِها، فسار من أصبهان، وجَمعَ العَساكرَ من البلادِ جَميعِها، فعَبَرَ النهرَ فلمَّا قَطعَ النهرَ قَصَدَ بُخارى، وأَخذَ ما على طَريقِه، ثم سار إليها ومَلَكَها وما جاوَرَها من البلادِ، وقَصَدَ سمرقند ونازَلَها، وحَصرَ البلدَ، وضَيَّقَ عليه، وأَعانَه أَهلُ البلدِ بالإقاماتِ، وفَرَّقَ أحمد خان، صاحِبُ سمرقند، أَبراجَ السُّورِ على الأُمراءِ ومَن يَثِقُ بهِ مِن أَهلِ البَلدِ، فرَمَى السُّلطانُ ملكشاه السُّورَ بالمنجنيقات، فأَحدثَ فيه عِدَّةَ ثُلَمٍ، وأَخَذَ أَحدَ الأَبراجِ، فلمَّا صَعدَ عَسكرُ السُّلطانِ إلى السُّورِ هَربَ أحمدُ خان، واختَفَى في بُيوتِ بَعضِ العامَّةِ فدُلَّ عليه وأُخِذَ وحُمِلَ إلى السُّلطانِ وفي رَقَبَتِه حَبلٌ، فأَكرَمَه السُّلطانُ، وأَطلَقَه وأَرسلَه إلى أصبهان، ومعه مَن يَحفَظهُ، ورَتَّبَ بسمرقند الأَميرَ العَميدَ أبا طاهرٍ عَميدَ خوارزم.

العام الهجري : 484 العام الميلادي : 1091
تفاصيل الحدث:

في أيامِ السُّلطانِ ملكشاه، فإنه اجتَمعَ منهم ثمانية عشر رجلًا، فصَلُّوا صلاةَ العِيدِ في ساوة، ففَطَنَ بهم الشِّحْنَةُ –المسؤول عن ضبط أمن ساوة-، فأَخَذَهم وحَبَسَهم، ثم سُئِلَ فيهم فأَطلَقَهم، فهذا أَوَّلُ اجتِماعٍ كان لهم، ثم إنهم دَعوا مُؤذِّنًا من أَهلِ ساوة كان مُقيمًا بأصبهان، فلم يُجِبهُم إلى دَعوَتِهم، فخافوه أن يَنِمَّ عليهم، فقَتَلوه، فهو أَوَّلُ قَتيلٍ لهم، وأَوَّلُ دَمٍ أَراقوهُ، فبَلغَ خَبرُه إلى نِظامِ المُلْكِ، فأَمَرَ بأَخْذِ مَن يُتَّهَم بِقَتلِه، فوَقعَت التُّهمَةُ على نَجَّارٍ اسمُه طاهِر، فقُتِلَ، ومُثِّلَ به، وجَرُّوا بِرِجْلِه في الأَسواقِ، فهو أَوَّلُ قَتيلٍ منهم، وأَوَّلُ مَوضِعٍ غَلَبوا عليه وتَحصَّنوا به بَلدٌ عند قاين، كان مُتَقَدِّمُه على مَذهَبِهم، فاجتَمَعوا عنده، وُقُووا به، فتَجَرَّدَ للانتِقامِ منهم أبو القاسم مَسعودُ بنُ محمدٍ الخجنديُّ، الفَقيهُ الشافعيُّ، وجَمَعَ الجَمَّ الغَفيرَ بالأَسلِحَةِ، وأَمَرَ بحَفْرِ أخاديد، وأَوْقَدَ فيها النِّيرانَ، وجَعلَ العامَّةَ يَأتون بالباطِنيَّة أَفواجًا ومُنفَرِدين، فيُلقَونَ في النارِ، وجَعَلوا إنسانًا على أخاديد النِّيران وسَمَّوهُ مالِكًا، فقَتَلوا منهم خَلْقًا كَثيرًا.

العام الهجري : 491 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1098
تفاصيل الحدث:

سار الفرنجةُ إلى أنطاكية ولم ينازلوها، وجاؤوا إلى المعرَّة فنصبوا عليها السَّلالم فنزلوا إليها فقَتَلوا من أهلها مائة ألف إنسان، وسَبَوا مثلها. ثمَّ دخلوا كفر طاب وفعلوا مثل ذلك، وعادوا إلى أنطاكية، وكان بها الأميرُ باغي سيان، وكان على الفرنج صنجيل، فحاصرها مدَّة، فنافق رجلٌ من أنطاكية يقال له فيروز,, وفتح لهم في الليل شبَّاكًا فدخلوا منه, قال أبو يعلى بن القلانسي: "في جمادى الأولى ورد الخبر بأنَّ قومًا من أهل أنطاكية عملوا عليها وواطؤوا الفرنجَ على تسليمها إليهم لإساءة تقدَّمت من حاكم البلد في حقِّهم ومصادرته لهم، ووجدوا الفرصةَ في برج من الأبراج التي للبلد مما يلى الجبل، فباعوهم إيَّاه، وأصعدوا منه في السَّحَر وصاحوا، فانهزم ياغي سيان وخرج في خلقٍ عظيمٍ، فلم يسلم منهم شخصٌ! فسقط الأمير عن فرسه عند معرَّة مصرين، فحمله بعضُ أصحابه وأركبه فلم يَثبُت على ظهر الفرس وسقط ثانيًا فمات. وأمَّا أنطاكية فقتل منها وسُبي من الرجال والنساء والأطفال ما لا يدرِكُه حصر، وهرب إلى القلعة قدر ثلاثة آلاف تحصَّنوا بها".

العام الهجري : 514 العام الميلادي : 1120
تفاصيل الحدث:

كان دبيس بن صدقة صاحب الحلة بالعراق، فلما بلغه خبر انهزام الملك مسعود أمام أخيه محمود، ركب دبيس بنفسه إلى بغداد، ونصب خيمته بإزاء دار الخلافة، وأظهر ما في نفسه من الضغائن، وذكر كيف طِيفَ برأس أبيه في البلاد أيام السلطان محمد بعد قتله في المعركة سنة 501، فنهب البلاد وخربها، وفعل فيها الأفاعيل القبيحة, وتهدد المسترشد بالله، فأرسل إليه الخليفة يسكِّن جأشه ويَعِدُه أنه سيصلح بينه وبين السلطان محمود، إلى أن أتاه رسول السلطان محمود، وطَيَّب قلبه، فلم يلتفت، فلما قدم السلطان محمود بغداد أرسل دبيس يستأمن فأمنه وأجراه على عادته، ثم إنه نهب جسر السلطان، فركب السلطان بنفسه لقتال دبيس، واستصحب معه ألف سفينة ليعبُرَ فيها، فهرب دبيس والتجأ إلى إيلغازي فأقام عنده سنة، ثم عاد إلى الحلة، وأرسل إلى الخليفة والسلطان يعتذر إليهما مما كان منه، فلم يقبلا منه، وجهز إليه السلطان جيشًا فحاصره وضيق عليه قريبًا من سنة، وهو ممتنع في بلاده لا يقدر الجيشُ على الوصول إليه.

العام الهجري : 565 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1170
تفاصيل الحدث:

أرسل صلاح الدين إلى نور الدين يطلُبُ أن يرسِلَ إليه والِدَه نجم الدين أيوب، فجَهَّزه نور الدين وسَيَّرَه، وسيَّرَ معه عسكرًا، واجتمع معه من التجار خلق كثير، وانضاف إليهم من كان له مع صلاح الدين أُنس وصحبة، فخاف نور الدين عليهم من الفرنجِ، فسار في عساكره إلى الكرك، فحصَرَه وضيَّقَ عليه ونصب عليه المجانيق، فأتاه الخبَرُ أن الفرنج قد جمعوا له، وساروا إليه، وقد جعلوا في مقدمتهم إليه ابن هنفري وقريب بن الرقيق، وهما فارسا الفرنج في وقتهما، فرحل نور الدين نحو هذين المقَدَّمين ليلقاهما ومن معهما قبل أن يلتَحِقَ بهما باقي الفرنج، فلما قاربَهما رجعا واجتمعا بباقي الفرنج, وسلك نور الدين وسطَ بلادهم يسلُبُ ويَحرِق ما على طريقه من القرى إلى أن وصل إلى بلاد الإسلام، فنزل على عشترا، وأقام ينتظِرُ حركة الفرنج ليلقاهم، فلم يَبرَحوا من مكانهم، فأقام هو حتى أتاه خبر الزلزلة الحادثة فرحل, وأما نجمُ الدين أيوب فإنَّه وصل إلى مصر سالِمًا هو ومن معه وخرج العاضِدُ الحاكم الفاطمي فالتقاه؛ إكرامًا له.

العام الهجري : 616 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1219
تفاصيل الحدث:

كان عسكر البدري يحاصر العماديَّة وبها عمادُ الدين زنكي بن مودود، فلمَّا عاد العسكرُ عنها قَوِيَت نفسُه وفارقها، وعاد إلى قلعة العقر التي له ليتسَلَّط على أعمال المَوصِل بالصحراء، فإنَّه كان قد فرغ من بلدِ الجبل، وأمدَّه مظفر الدين بطائفةٍ كثيرة من العسكَر. ولَمَّا اتَّصل الخبَرُ ببدر الدين لؤلؤ أتابك صاحِبِ الموصل سيَّرَ طائفةً من عسكره إلى أطراف الموصِل يحمونَها، فأقاموا على أربعة فراسخ من الموصل، ثمَّ إنهم اتَّفقوا بينهم على المسير إلى زنكي، وهو عند العقر في عسكره، ومحاربته، ففعلوا ذلك، ولم يأخذوا أمرَ بدر الدين بل أعلموه بمسيرِهم جريدة ليس معهم إلَّا سلاحهم، ودواب يقاتلون عليها، فساروا ليلتَهم، وصبَّحوا زنكي بكرة الأحد لأربع بقين من المحرم من سنة 616، فالتقوا واقتتلوا تحت العقر، وعظُم الخطب بينهم، فانتصر العسكرُ البدري، وانهزم عماد الدين وعسكرُه، وسار إلى إربل منهزمًا، وعاد العسكرُ البدري إلى منزلته التي كان بها، وحضرت الرسلُ من الخليفة الناصر لدين الله ومِن المَلِك الأشرف في تجديد الصلح، فاصطلحوا، وتحالفوا بحضور الرسُل.

العام الهجري : 623 العام الميلادي : 1226
تفاصيل الحدث:

كان التركمان الإيوانية قد تغلَّبوا على مدينة أسنة وأرمية، من نواحي أذربيجان، وأخذوا الخراجَ من أهلِها ليكفُّوا عنهم، واغتروا باشتغال جلال الدين بالكرج، وبُعدِهم بخلاط، وازداد طمعُهم، وانبسطوا بأذربيجان ينهبون، ويقطعون الطريقَ، والأخبار تأتي إلى جلال الدين بن خوارزم شاه، وهو يتغافل عنهم لاشتغاله بما هو المهمُّ عنده، فلما اشتد ذلك على الناس وعظُمَ الشَّرُّ أرسلت زوجة جلال الدين ابنة السلطان طغرل ونوابه في البلاد إليه يستغيثون، ويعرفونَه أن البلاد قد خربها الإيوانية، ولئن لم يلحَقْها وإلا هلكت بالمرَّة، فاتفق هذا إلى خوفِ الثلج، فرحل عن خلاط، وجدَّ السير إلى الإيوانية، وهم آمنون مطمئنون؛ لعِلمِهم أن خوارزم شاه على خلاط، وظنوا أنَّه لا يفارِقُها، فلم يَرُعْهم إلا والعساكر الجلالية قد أحاطت بهم، وأخذهم السَّيفُ من كل جانب، فأكثروا القتلَ فيهم، والنهبَ والسبي، واسترقُّوا الحريم والأولاد، وأخذوا من عندهم ما لا يدخلُ تحت الحصر، فرأوا كثيرًا من الأمتعة التي أخذوها من التجَّار بحالها في الشذوات، هذا سوى ما كانوا قد حلوه وفصلوه، فلما فرغ عاد إلى تبريز.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

لما حلف الأمراء والأجناد واستقرت القاعدة على تملُّك شجرة الدر، نَدَب الأميرُ حسام الدين محمد بن أبي علي للكلامِ مع الملك لويس التاسع في تسليمِ دمياط، فجرى بينه وبين الملك مفاوضاتٌ ومحاورات ومراجعات، آلت إلى أن وقع الاتفاقُ على تسليمها من الفرنجِ، وأن يخلى عنه ليذهَبَ إلى بلاده، بعدما يؤدِّي نصفَ ما عليه من المالِ المقَرَّر، فبعث الملك الفرنسي إلى من بها من الفرنجِ يأمُرُهم بتسليمِها، فأبوا وعاوَدَهم مرارًا، إلى أن دخل العَلَمُ الإسلاميُّ إليها، في يوم الجمعة لثلاث مضينَ مِن صفر، ورفع على السُّورِ وأُعلِنَ بكلمة الإسلام وشهادةِ الحَقِّ، فكانت مدةُ استيلاء الفرنج عليها أحد عشر شَهرًا وتسعة أيام، وأُفرِجَ عن الملك لويس التاسع، بعدما فدى نفسَه بأربعمائة ألف دينار، وأفرج عن أخيه وزوجته ومن بقي من أصحابِه، وسائر الأسرى الذين بمصر والقاهرة، ممَّن أُسِرَ في هذه الواقعة، ومن أيام العادل والكامِلِ والصالح وكانت عِدَّتُهم اثني عشر ألف أسير ومائة أسير وعشر أسارى، وساروا إلى البر الغربي، ثم ركبوا البحرَ في يوم السبت تاليه، وأقلَعوا إلى جهة عكَّا.

العام الهجري : 659 العام الميلادي : 1260
تفاصيل الحدث:

أغار التتارُ على حلَب فلَقِيَهم صاحِبُها حسامُ الدين العزيزي، والمنصورُ صاحِبُ حماة، والأشرَفُ صاحِبُ حمص، وكانت الوَقعةُ شماليَّ حِمصَ قَريبًا من قَبرِ خالد بن الوليدِ، والتتار في ستة آلاف، والمسلمون في ألف وأربعمائة، فهزمهم الله عز وجل، وقتل المسلمونَ أكثَرَهم، فرجع التتار إلى حلب فحصروها أربعةَ أشهُر وضيَّقوا عليها الأقوات، وقَتَلوا من الغرباء خلقًا صبرًا، والجيوش الذين كسروهم على حمص مُقيمونَ لم يرجعوا إلى حلب بل ساقوا إلى مِصرَ، فتلقاهم الملك الظاهِرُ في أبَّهة السلطنة وأحسنَ إليهم، وبَقِيَت حلب محاصرة لا ناصِرَ لها في هذه المدة، ولكن سلم الله سبحانه وتعالى بتجهيز الظاهرِ بيبرس جيشًا إلى حلب ليطرُدَ التتار عنها، فلما وصل الجيشُ إلى غزة كتب الفرنجُ إلى التتار ينذِرونَهم، فرحلوا عنها مسرعينَ واستولى على حلب جماعةٌ من أهلها، فصادروا ونهبوا وبلغوا أغراضَهم، وقَدِمَ إليهم الجيش الظاهري فأزال ذلك كُلَّه، وصادروا أهلَها بألف ألف وستمائة ألف، ثم قَدِمَ الأمير شمس الدين آقوش التركي من جهة الظاهرِ فتسلم البلد فقطع ووصَل، وحكَمَ وعَدَل.

العام الهجري : 687 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1288
تفاصيل الحدث:

كتب السلطان قلاوون إلى الأكابر ببلاد السند والهند والصين واليمن والنوبة صورةَ أمان لمن اختار الحضورَ إلى ديار مصر وبلادِ الشام، من إنشاءِ فَتحِ الدين بن عبد الظاهر، وسيَّرَه مع التجار، وفي أول جمادى الأولى ورَدَت كتب الأمير علم الدين سنجر المسروري الخياط من دنقلة (من بلاد النوبة)، بفتحها والاستيلاءِ عليها وأسرِ مُلوكها، وأخْذِ تيجانهم ونسائِهم، وكان الكِتابُ على يد ركن الدين منكورس الفاقاني، فخلع عليه وكتب معه الجوابَ بإقامة الأمير عزِّ الدين أيدمر والي قوص بدنقلة، ومعه مَن رسمَ لهم من المماليك والجُند والرجال، وأن يحضُرَ الأمير علم الدين ببقيَّة العسكر، وجهَّزَ من قلعة الجبل سعد ابن أخت داود؛ ليكونَ مع الأمير أيدمر لخبرته بالبلادِ وأهلها، فسار وقد أعطي سيفًا مُحلًّى، فأقام بقوص، وأما النوبةُ فإن عامون مَلِكَها رجع بعد خروج العسكر إلى دنقلة، وحارب من بها وهزَمَهم، وفَرَّ منه الملك وجريس والعسكر المجرد، وساروا إلى القاهرة، فغضب السلطانُ وأمر بتجهيز العسكر لغزو النوبةِ.

العام الهجري : 794 العام الميلادي : 1391
تفاصيل الحدث:

خرج جَماعةٌ مِن بلاد المغرب يريدون أرضَ مِصرَ لأداء فريضة الحجِّ، وساروا في بحر الملح، فألقَتْهم الريحُ إلى جزيرة صقلية، فأخذهم النصارى وما معهم، وأتَوا بهم إلى مَلِك صقلية، فأوقَفَهم بين يديه وسألهم عن حالِهم، فأخبروه أنَّهم خرجوا يريدون الحَجَّ، فألقَتْهم الريحُ إلى هنا، فقال: أنتم غنيمةٌ قد ساقكم الله إليَّ، وأمَرَ بهم أن يُقَيَّدوا حتى يُباعُوا ويُستَخدَموا في مِهَنِهم! وكان من جُملَتِهم رجلٌ شَريفٌ، فقال له على لسانِ تَرجُمانه: أيُّها المَلِكُ، إذا قَدِمَ عليك ابنُ ملك ماذا تَصنَعُ به؟ قال: أُكرِمُه, قال: وإن كان على غيرِ دينِك؟ قال: وما كرامتُه إلَّا إذا كان على غيرِ ديني! وإلَّا فأهلُ ديني واجِبٌ كرامَتُهم، قال: فإني ابنُ أكبَرِ ملوك الأرضِ، قال: ومَن أبوك؟ قال: عليُّ بنُ أبى طالب رَضِىَ الله عنه، قال: ولم لا قُلتَ: أبي محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم، قال: خشيتُ أن تَشتُموه، قال: لا نَشتُمُه أبدًا. قال: بيِّنْ لي صِدْقَ ما ادَّعَيْتَ به، فأخرَجَ له نِسْبَتَه وكانت معه في رَقٍّ، فأمر بتخليتِه وتخليةِ مَن معه لسَبيلِهم، وجَهَّزَهم!!

العام الهجري : 794 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1392
تفاصيل الحدث:

قام السلطانُ بايزيد بن مراد الأوَّل بالاتجاه إلى الغَربِ ومحاصرة القُسطنطينية وضَيَّقَ عليها الحصار، لكنَّه لم يستمِرَّ هو في الحصار، بل تركها محاصَرةً مِن قِبَل بعض الجيش، وتوجه هو إلى الأفلاق، وهي الجزء الجنوبي من رومانيا اليوم، وأجبر حاكِمَها على توقيع معاهدة يعتَرِفُ فيها بسيادة العُثمانيين على بلاده، ويدفع كذلك جِزيةً سَنَوية على أن يُبقِيَه حاكِمًا على بلاده بقوانينِه وأنظِمَتِه الخاصة، ولكنَّ بايزيد اضطر للعودةِ إلى الأناضول مسرعًا؛ لأن أمير دولة القرمان علاء الدين لَمَّا وجد السلطان العثماني مشغولًا، وكان قد نَدِمَ على إعطاء جزء من بلاده له، فاستغل الظرفَ وعَبَّأ جنوده وأثار خصومَ السلطان من بعضِ الأمراءِ وهاجم العثمانيِّينَ وأحرز بعض النصر، وأسَرَ أميرَ قُوَّاد العثمانيين في الأناضول، ولكِنَّ السلطان أسرع وهزمه ولاحَقَه حتى أخذه ووليدَه أسرى، وأنهى بذلك دولة القرمان، أمَّا القُسطنطينية فما زالت محاصرةً، وسار السلطانُ إلى البلغار وقد قُتِلَ أميرها سيسمان، فجعل تلك البلاد ولايةً عُثمانية، وأسلم ابنُ الأمير المقتول، فأخذه السلطانُ وجعله واليًا على صامسون.

العام الهجري : 856 العام الميلادي : 1452
تفاصيل الحدث:

منذ أن تولى محمد الفاتح السلطنة مشى على ما كان عليه أبوه من الجهاد والغزو؛ فأول ما بدأ به أن أرجع زوجة أبيه الأميرة الصربية النصرانية مارا إلى أبيها، ثمَّ بنى قلعة على مضيق البوسفور على الشاطئ الأوربي مقابِلَ القلعة التي بناها السلطان بايزيد على الشاطئ الآسيوي، كل ذلك ليُحكِمَ قبضته على المضيق ويمنعَ من وصول الإمدادات إلى القسطنطينية من مملكة طرابزون الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال شرق الأناضول، ورأى قسطنطين أن محمد الفاتح عازم على دخول مدينته، فعرض دفع الجزية فرفض السلطان محمد ذلك، فاستنجد الإمبراطور قسطنطين بالدول النصرانية، فأرسل له البابا ثلاثين سفينة حربية لكنها هربت من القرن الذهبي، ثم طلب من الروس المساعدة لكنهم لم يكونوا وقتها أصحاب قوة، ثم إن الجنويين الذين كانوا في غلطة الواقعة في نقطة التقاء مضيق البوسفور مع القرن الذهبي، تظاهروا أنهم حياديون، ولكنهم أرسلوا دعمًا بقيادة جوستينان؛ قوة بحرية كبيرة اصطدمت مع السفن البحرية العثمانية، وتمكنت من هزمها والدخول إلى القرن الذهبي، ورفعت السلاسل في وجه السفن العثمانية، كل هذه الأمور كانت إرهاصات لفتح القسطنطينية.

العام الهجري : 962 العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

بعد عودة فاس للسعديين ظهر السلطان محمد الشيخ السعدي كخصم عنيد للعثمانيين، ومن المعارضين لسياستهم التوسعيَّةِ في بلاد المغرب، بل والأكثر من ذلك أنه أعلن إثرَ دخوله فاس بأنه عازمٌ على الذهاب إلى الجزائر لمنازلة العثمانيين هناك، فهذا التنافسُ السعديُّ العثماني على شمال إفريقيا، بل وعلى الخلافةِ الإسلامية كان في صالحِ الإسبان والبرتغال، ولا عجب إذا رأينا بعد ذلك تقاربًا بين هؤلاء جميعًا ضد العثمانيين حيث بعث الملك البرتغالي جون الثالث رسالةً إلى حاكم مازكان البرتغالي الفارودي كالفولو ردًّا على الطلب الذي تقدم به السلطانُ محمد الشيخ إلى كلٍّ من مدريد ولشبونة لتزويده بقوات عسكرية ضد العثمانيين، كما حددت الرسالةُ بعض الشروط التي يراها البرتغاليون لمساعدة السعديين، كتسليم بعض المراكز البحرية المغربية، مثل: بادس بنيون والعرائش، بالإضافة إلى تموين القوات التي سيرسلها لمساعدته، وأخيرًا يختتمُ الملك جون الثالث بضرورة إخبار الإمبراطور الإسباني بذلك للتنسيق في عمل مشترك ضِدَّ العثمانيين؛ ونتيجة لهذا التقارب فقد عُقِدت هدنةٌ بين السعديين والبرتغال بواسطة حاكم مازكان لمدة ستة أشهر, وظلَّ مفعول هذه الهدنة زمنًا طويلًا.

العام الهجري : 1018 العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:

فخرُ الدين المعني الثاني هو حفيد فخر الدين المعني الأول، الدرزي الأصل الذي قاتل مع السلطان سليم، فتولى بذلك لبنان والجبال المحيطة به، ولما تولى هذا الحفيدُ السلطة في لبنان عام 999هـ وكان درزيًّا وصوليًّا كبيرًا واستطاع أن يجمع المُعادين للإسلام من نصارى ونُصيرية ودروز، وأمثالهم، حتى تمكَّن من جبال لبنان، والسواحل وفلسطين، وأجزاء من سورية، ولما قوِيَ أمره فاوض الطليان فدعموه بالمال وبنى القلاع والحصون، وكوَّن لنفسه جيشًا زاد على الأربعين ألفًا، ثم أعلن الخروجَ على الدولة العثمانية عام 1022هـ غيرَ أنه هُزم وفرَّ إلى إيطاليا، وكان قد تلقَّى الدعم من إمارة فلورنسا الإيطالية، ومن البابا، ورهبان جزيرة مالطة (فرسان القديس يوحنا)، وقد عاد فخر الدين إلى لبنان بعد أن أصدر السلطانُ فرمانًا بالعفو عنه واندفع لتغريب البلادِ، ثم أعلن التمردَ من جديد مستغلًّا الحرب العثمانية الصفوية الشيعية، ولكنه فشِلَ وأُسِر وسيقَ إلى إستانبول، ثم اندلعت الثورة عام 1045هـ ولكنه هذه المرة أُسِر وشُنِق، وفَشِلت الحركة المسلَّحة التي قادها ابن أخيه ملحم للأخذِ بثأره.