الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 257 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 871
تفاصيل الحدث:

أوقع سعيد الحاجب أمير البصرة بجماعةٍ مِن الزنج، فهزمهم واستنقذَ مَن معهم من النساء والذريَّة، واسترجع منهم أموالًا جزيلةً، وأهان الزنجَ غايةَ الإهانة، فكانت المرأةُ من نساء تلك الناحية تأخذ الزنجيَّ فتأتي به عسكرَ سعيدٍ فلا يمتنِعُ عليها، ثم عبَرَ سعيد إلى غرب دجلة فأوقع بصاحِبِ الزنج عدةَ وَقعاتٍ، ثم عاد إلى معسكرِه بهطمة فأقام من ثاني رجب إلى آخر شعبان. ثم أوقع صاحِبُ الزنج بسعيد، وذلك أنَّه سيَّرَ إلى سعيد جيشًا، فأوقعوا به ليلًا وأصابوا مقتلةً من أصحاب سعيد، فقَتلوا خلقًا كثيرًا وأحرقوا عسكرَه، فأمر بالمسير إلى باب الخليفة، وترك بغراج بالبصرة، فسار سعيد من البصرة وأقام بها بغراج يحمي أهلها، فردَّ السلطان أمرَها إلى منصور بن جعفر الخياط بعد سعيد، فجمع منصور الشذا وسار نحو صاحبِ الزنج، فكَمَن له صاحِبُ الزنج كمينًا، فلما أقبل منصورٌ خرج عليه الزنج فقتَلوا في أصحابِه مقتلةً عظيمة، وغرق منهم خلقٌ كثير، فلم يقابِلْهم منصور بعد ذلك.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

لما استولى جاولي سقاوو على الموصل وعلى الأموال الكثيرة منها، لم يحمل إلى السلطان منها شيئًا، فلما وصل السلطان إلى بغداد لقصد بلاد سيف الدولة صدقة، أرسل إلى جاولي يستدعيه إليه بالعساكر، وكرر الرسُلَ إليه، فلم يَحضُر، وغالط في الانحدار إليه، وأظهر أنه يخاف أن يجتمِعَ به، ولم يقنع بذلك حتى كاتب صدقة، وأظهر له أنه معه، فلما فرغ السلطان من أمر صدقة وقتله، أرسل مجموعة من أمرائه الكبار على رأسهم مودود بن طغتكين إلى الموصل، وبلاد جاولي، وأخذها منه، فتوجهوا نحو الموصل فوجدوا جاولي عاصيًا قد استعدَّ للحصار وحبَسَ الأعيان وخرج عن البلد ونهب السواد. فطال الحصار على أهلها من خارج، والظلم من داخل إلى آخِرِ المحرَّم، والجند بها يمنعون القربَ من السور. فلما طال الأمر على الناس خرج بعض الحامية من فرجة من السور وأدخلوا منها مودودًا وعساكره، فملكوا البلد, فلما دخله الأمير مودود نودي بالسكون والأمن، وأن يعود الناس إلى دورهم وأملاكهم، ووَلِيَ مودود الموصل وما ينضاف إليها.

العام الهجري : 515 العام الميلادي : 1121
تفاصيل الحدث:

سار بلك بن بهرام، ولد أخي إيلغازي، إلى مدينة الرها، فحصرها وبها الفرنج، وبقي على حصرها مدة، فلم يظفر بها، فرحل عنها، فجاءه إنسان تركماني وأعلمه أن جوسلين، صاحب الرها وسروج، قد جمع مَن عنده من الفرنج، وهو عازم على كبسه، وكان قد تفرَّق عن بلك أصحابه، وبقي في أربعمائة فارس، فوقف مستعدًّا لقتالهم، وأقبل الفرنج، فمِن لطف الله تعالى بالمسلمين أن الفرنج وصلوا إلى أرض قد نضب عنها الماء، فصارت وحلًا غاصت خيولُهم فيه فلم تتمكَّن مع ثقل السلاح والفرسان من الإسراع والجري، فرماهم أصحاب بلك بالنشاب، فلم يُفلِت منهم أحد، وأُسِرَ جوسلين وجُعِل في جلد جمل، وخيط عليه، وطلب منه أن يسلِّمَ الرها، فلم يفعَلْ، وبذل في فداء نفسِه أموالًا جزيلة، وأسرى كثيرة، فلم يُجِبْه إلى ذلك، وحمله إلى قلعة خرتبرت فسجنه بها، وأسر معه ابن خالته، واسمه كليام، وكان من شياطين الكفَّار، وأسر أيضًا جماعة من فرسانه المشهورين، فسجنهم معه.

العام الهجري : 523 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1129
تفاصيل الحدث:

دخل السلطان محمود إلى بغداد، واجتهد في إرضاء الخليفة عن دبيس بن صدقة، وأن يسلِّمَ إليه بلاد الموصل، فامتنع الخليفةُ من ذلك وأبى أشدَّ الإباء، وقد تأخَّر دبيس عن الدخول إلى بغداد، ثم دخلها وركِبَ بين الناس فلعنوه وشتموه في وجهه، وقَدِم عماد الدين زنكي فبذل للسلطان في كل سنة مائة ألف دينار، وهدايا وتحفًا، والتزم للخليفة بمثلِها على ألَّا يولي دبيسًا شيئًا، وعلى أن يستمر زنكي على عمله بالموصل، فأقرَّه على ذلك وخلع عليه، ورجع إلى عمله فملك حلب وحماة، وفي رمضان جاء دبيس في جيش إلى الحلة فملكها ودخلها في أصحابه، وكانوا ثلاثمائة فارس، ثم إنه شرع في جمع الأموال وأخْذ الغلات من القرى حتى حصَّل نحوًا من خمسمائة ألف دينار، واستخدم قريبًا من عشرة آلاف مقاتل، وتفاقم الحالُ بأمره، وبعث إلى الخليفة يسترضيه فلم يرضَ عليه، وعرض عليه أموالًا فلم يقبلها، وبعث إليه السلطان جيشًا فانهزم إلى البرية، ثم أغار على البصرة فأخذ منها حواصِلَ السلطان والخليفة، ثم دخل البرية فانقطع خبرُه.

العام الهجري : 543 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ جرجي صاحب صقليَّة بالمَهديَّة، سَيَّرَ أسطولًا بعد أسبوع إلى مدينة صفاقس، وسَيَّرَ أسطولًا آخَرَ إلى مدينة سوسة، فأمَّا سوسة فإنَّ أهلَها لَمَّا سَمِعوا خبَرَ المهديَّة، وكان واليها عليَّ بنَ الحَسَن الأمير، فخرج إلى أبيه، وخرج النَّاسُ لخروجه، فدخلها الفِرنجُ بلا قتالٍ ثانيَ عَشَرَ صَفر، وأمَّا صفاقس فإنَّ أهلَها أتاهم كثيرٌ مِن العَرَبِ، فامتنعوا بهم، فقاتَلَهم الفرنج، فخرج إليهم أهلُ البَلَدِ فأظهَرَ الفِرنجُ الهزيمةَ، وتَبِعَهم الناسُ حتى أبعدوا عن البَلَدِ، ثمَّ عطَفوا عليهم، فانهزم قومٌ إلى البلد وقومٌ إلى البرِّيَّةِ، وقُتِلَ منهم جماعة، ودخل الفرنجُ البَلَدَ فمَلَكوه بعد قتالٍ شَديدٍ وقتلى كثيرةٍ، وأُسِرَ مَن بقي من الرجالِ وسُبِيَ الحَريمُ، وذلك في الثالثِ والعشرين من صفر، ثمَّ نودي بالأمان، فعاد أهلُها إليها، وافتَكُّوا حَرَمَهم وأولادَهم، ورَفَق بهم وبأهلِ سوسة والمهديَّة، وبعد ذلك وَصَلَت كتُبٌ مِن رجار لجميعِ أهلِ إفريقيَّة بالأمانِ والمواعيدِ الحَسَنةِ.

العام الهجري : 544 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1149
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ سَيفُ الدين غازي بن أتابك زنكي صاحِبُ المَوصِل تَمَلَّكَ المَوصِلَ بعدَ أبيه، واعتَقَلَ ألب أرسلان السلجوقي, وكان عاقِلًا حازِمًا شُجاعًا جَوادًا، محبًّا أهلَ الخَيرِ، لم تَطُلْ مُدَّتُه، وعاش أربعين سنة. وكان أحسَنَ الملوك شكلًا، وله مَدرسةٌ كبيرة بالمَوصِل، وهي من أحسَنِ المدارس، وقَفَها على الفُقَهاءِ الحَنَفيَّة والشَّافعيَّة، توفِّيَ في المَوصِل بمَرَضٍ حادٍّ، ولَمَّا اشتَدَّ مَرَضُه أرسل إلى بغدادَ واستدعى أوحَدَ الزَّمان، فحضَرَ عنده، فرأى شِدَّةَ مَرَضِه، فعالجَه فلم يَنجَعْ فيه الدَّواءُ، وتوفِّيَ أواخِرَ جمادى الآخرة، وكانت ولايتُه ثلاث سنين وشهرًا وعشرين يومًا، توفِّيَ ولم يترك سوى ولدٍ مات شابًّا، ولم يُعقبْ. ولَمَّا تُوفِّيَ سَيفُ الدين غازي كان أخوه قُطب الدين مودود مُقيمًا بالمَوصِل، فاتَّفَق جمال الدين الوزير وزَينُ الدين عليٌّ أميرُ الجَيشِ على تمليكِه، فأحضروه، واستحلفوه وحَلَفوا له، وأركَبوه إلى دارِ السَّلطَنةِ، وزينُ الدين في ركابِه، وأطاعه جميعُ بلاد أخيه سيفِ الدين كالمَوصِل والجزيرةِ والشَّامِ.

العام الهجري : 557 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

قَصَد السلطانُ محمود بن محمد الخان، وهو ابن أخت السلطان سنجر، مَلِك خراسان بعده. سار محمود لحصار المؤيَّد أي أبه صاحب نيسابور بشاذياخ، وكان الغز الأتراك (التركمان) مع السلطان محمود، فدامت الحربُ إلى سنة 556, ثم إن محمودًا أظهر أنَّه يريدُ دُخولَ الحمَّام، فدخل إلى شهرستان، آخر شعبان، كالهارب من الغز، وأقاموا على نيسابورَ إلى آخرِ شوال، ثم عادوا راجعين، فعاثُوا في القرى ونَهَبوها، ونهبوا طوس نهبًا فاحشًا، فلما دخل السلطانُ محمود إلى نيسابور أمهلَه المؤيدُ إلى أن دخل رمضانُ من سنة 557 فأخذه وكحَّله وأعماه، وأخذ ما كان معه من الأموالِ والجواهرِ والأعلاقِ النفيسة، وكان يُخفيها خوفًا عليها من الغز لَمَّا كان معهم، وقطَعَ المؤيدُ خطبته من نيسابور وغيرِها ممَّا هو في تصَرُّفِه، وخطَب لنفسِه بعد الخليفة المستنجد بالله، وأخذ ابنَه جلالَ الدين محمدًا الذي كان قد ملَّكه الغز أمْرَهم قبل أبيه، وسجنهما، ومعهما جواريهما وحشمهما، وبقيا فيها فلم تطُل أيامهما، ومات السلطان محمود، ثم مات ابنُه بعده من شدة وجْدِه لموت أبيه.

العام الهجري : 567 العام الميلادي : 1171
تفاصيل الحدث:

لما مات العاضد غَسَّله ابنه داود وصلى عليه، وجلس على الشدَّة، واستدعى صلاح الدين ليبايعَه، فامتنع، وبعث إليه: أنا نائبٌ عن أبيك في الحُكم ولم يوصِ بأنَّك وليُّ عهده، وقبَضَ عليه وعلى بقيَّةِ أولاد العاضد وأقاربه، ونقله هو وجميع أقاربه وأهله إلى دار المظفر من حارة برجوان، ووكل عليهم وعلى جميع ذخائر القصر، وفَرَّق بين الرجال والنساء حتى لا يحصُلَ منهم نسل. وأُغلِقَت القصور وتُمُلِّكَت الأملاك التي كانت لهم، وضُرِبَت الألواح على رِباعِهم، وفُرِّقَت على خواص صلاح الدين كثيرٌ منها وبِيعَ بَعضُها. وأعطى القصر الكبير لأمرائه فسكنوا فيه. وأسكن أباه نجم الدين أيوب في اللؤلؤة على الخليج، وصار كل من استحسن من الغز الأتراك (التركمان)  دارًا أخرج صاحِبَها منها وسكَنَها، ونُقلوا إلى قلعة الجبل، وهم ثلاثة وستون نفرًا، فمات منهم إلى ربيع الأول سنة أربع وعشرين وستمائة ثلاثة وعشرون. وتولى وضع القيود في أرجلهم الأمير فخر الدين الطبنا أبو شعرة بن الدويك والي القاهرة.

العام الهجري : 744 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

هو حَسَنُ بن الشيخ محمد السكاكيني، كان والده الشيخ محمد السكاكيني يَعرِفُ مَذهَب الرافِضةِ الشِّيعةِ جَيِّدًا، وكانت له أسئلةٌ على مذهب أهلِ الجَبْرِ، ونَظَم في ذلك قصيدةً أجابه فيها شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمه الله، وذكر غيرُ واحدٍ مِن أصحابِ الشَّيخِ أنَّ السكاكيني ما مات حتى رجع عن مذهَبِه، وصار إلى قَولِ أهلِ السنَّةِ، فالله أعلم، وقيل إنَّ وَلَدَه حَسَنًا هذا القبيحَ، كان قد أراد قَتْلَ أبيه لما أظهر السُّنَّةَ. قُتِلَ حَسَن بسوق الخيل في صبيحة يوم الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الأولى على ما ظهَرَ منه من الرَّفضِ الدَّالِّ على الكُفرِ المَحضِ، بعد أن شُهِدَ عليه عند القاضي شرف الدين المالكي بشهاداتٍ كثيرةٍ تدُلُّ على كُفرِه، وأنَّه رافِضيٌّ جَلْدٌ، فمن ذلك تكفيرُ الشَّيخينِ- رَضِيَ اللهُ عنهما- وقَذْفُه أمَّيِ المُؤمِنينَ عائشةَ وحفصةَ- رَضِيَ اللهُ عنهما- وزَعَم أنَّ جبريلَ غَلطَ فأوحى إلى محمَّدٍ، وإنَّما كان مُرسَلًا إلى عليٍّ! وغيرُ ذلك من الأقوالِ الباطلة القبيحةِ- قَبَّحَه اللهُ.

العام الهجري : 803 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1400
تفاصيل الحدث:

نزل مرزه شاه بن تيمورلنك على مدينة حماة بكرة يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول، وأحاط بسورها، ونهب المدينة، وسبى النساء والأطفال، وأسر الرجال، ووقع أصحابه على النساء يطؤونهن ويفتضُّون الأبكارَ جهارًا من غير استتار وخرَّبوا جميعَ ما خرج عن السور، وقد ركب أهل البلد السور، وامتنعوا بالمدينة، وباتوا على ذلك، فلما أصبحوا يوم الأربعاء فتحوا بابًا واحدًا من أبواب المدينة، ودخل ابنُ تيمورلنك في قليلٍ من أصحابه ونادى بالأمان، فقَدَّمَ الناس إليه أنواع المطاعم فقَبِلَها، وعزم أن يقيم رجلًا من أصحابه على حماة، فقيل له: إن الأعيان قد خرجوا منها، فخرج إلى مخيمه، وبات به، ودخل يوم الخميس ووعد الناس بخير وخرج، ومع ذلك فإن القلعة ممتنعة عليه، فلما كان ليلة الجمعة نزل أهل القلعة إلى المدينة وقتلوا من أصحاب مرزه شاه رجلين كانا أقرَّهما بالمدينة، فغضب من ذلك وأشعل النار في أرجاء البلد، واقتحمها أصحابه يقتلون ويأسرون وينهبون، حتى صارت كمدينة حلب: سوداء، مغبرة، خالية من الأنيس!

العام الهجري : 824 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1421
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى السلطان مراد الثاني سلطنة الدولة العثمانية، طلب منه إمبراطور القسطنطينية إيمانويل أن يتعهد له بعدم محاربته مطلقًا وأن يسلمه اثنين من إخوته تأمينًا على نفاذ هذا التعهد وتهدده بإطلاق سراح عمه مصطفى بن بايزيد ولَمَّا لم يجبه مراد الثاني لطلبه أخرج مصطفى من منفاه وأعطاه عشرة مراكب حربية تحت إمرة دمتريوس لاسكاريس, فحاصر بها مدينة غاليبولي فسُلِّمَت إلا القلعة فتركها مصطفى بعد أن أقام حولها من الجند ما يكفي لمنع وصول المدد إليها وسار ببقية جيشه قاصدًا أدرنه، فخرج الوزير بايزيد باشا لمحاربته فتقدم مصطفى وخطب في العساكر بإطاعته؛ لأنه أحق بالملك من ابن أخيه فأطاعته الجيوش وقتلت بايزيد باشا قائدهم فسار مصطفى بعد ذلك لمقابلة ابن أخيه مراد الثاني الذي كان متحصنًا مع من معه من الجنود خلف نهر صغير، وهناك خان مصطفى بعضُ قواده فتركه أغلبُ جنوده حتى التزم الهروبَ إلى مدينة جاليبولي فسلَّمه بعض أتباعه إلى ابن أخيه مراد الثاني فأمر بشنقِه.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

أول ما بدأ به الأشرف في سلطنته أنَّه منع الناس كافةً من تقبيل الأرض بين يديه، فامتنعوا من ذلك، وكانت عادةُ تقبيل الأرض جرت بالديار المصرية من أيام المعزِّ معد أول خلفاء بني عُبَيد بمصر، وبقيت إلى يوم تاريخه، وكان لا يُعفى أحد عن تقبيل الأرض، والكل يُقَبِّل الأرض: الوزير والأمير والمملوك وصاحب القلم ورسل ملوك الأقطار، إلا قضاة الشرع وأهل العلم وأشراف الحجاز! حتى لو ورد مرسوم السلطان على ملك من نواب السلطان قام على قدميه وخرَّ إلى الأرض وقبَّلها قبل أن يقرأ المرسوم، فأبطل الملك الأشرف برسباي ذلك وجعل بدلَه تقبيل اليد، فمشى ذلك أيامًا، ثم عاد تقبيل الأرض لكن بطريق أحسن من الأولى؛ فإن الأولى كان الشخص يخرُّ إلى الأرض حتى يقبِّلَها كالساجد، والآن صار الرجل ينحني كالراكع ويضع أطرافَ أصابع يده على الأرض كالمقَبِّل، ثم يقوم ولا يقبِّل الأرضَ بفَمِه أبدًا، بل ولا يَصِلُ بوجهه إلى قريب الأرض، فهذا على كل حال أحسنُ مما كان أولًا!

العام الهجري : 891 العام الميلادي : 1486
تفاصيل الحدث:

حدثت معارك بين العثمانيين والمماليك على الحدود الشامية، إلا أنها لم تحتدم إلى حد التهديد بحدوث حرب شاملة بينهما، حيث استطاع قائد الجيوش المملوكية الأمير أزبك أن يأسر القائد العثماني أحمد بك بن هرسك، فأسهمت هذه الحرب في الشعور بعدم الثقة بينهما، الأمر الذي أدى إلى تعثر مفاوضات الصلح سنة 896. حتى إن السلطان المملوكي " قايتباي" قد ساورته مخاوف من احتمال قيام حرب واسعة بينه وبين العثمانيين؛ سواء لإدراكه ما كان عليه العثمانيون من قوة، أو لانشغال جزء هام من قواته في مواجهة البرتغاليين، إلا أن السلطان العثماني بايزيد الثاني قد بدَّد له هذه المخاوف؛ حيث قام بإرسال رسول من قِبَله إلى السلطان المملوكي معه مفاتيح القلاع التي استولى عليها العثمانيون على الحدود، وقد لقي هذا الأمر ترحيبًا لدى السلطان المملوكي، فقام بإطلاق سراح الأسرى العثمانيين، وأسهمت سياسة بايزيد السلمية في عقد صلح بين العثمانيين والمماليك في نفس السنة، وظل هذا الصلح ساريًا حتى نهاية عهد السلطان بايزيد الثاني سنة 917 وأكد هذا الحدث على حرص السلطان بايزيد في سياسة السلام مع المسلمين.

العام الهجري : 917 العام الميلادي : 1511
تفاصيل الحدث:

كان السلطان بايزيد الثاني قد عين أولاده الثلاثة الذين بقُوا على قيد الحياة على الولايات، فكان كركود واليًا على شرقي الأناضول، وأحمد على أماسيا، وسليم على طرابزون، كما عيَّن حفيده سليمان بن سليم على مدينة كافا في شبه جزيرة القرم، وكان سليم محاربًا طموحًا فاراد أن يكون واليًا على بعض المقاطعات في أوربا ليمارس الجهادَ، ويؤيِّدُه في ذلك الانكشارية والعسكريون عامة، ولكن السلطان رفض من ابنه ذلك، كما رفض الولد ولاية طرابزون وانتقل إلى ابنه في كافا، ثم جمع جيشًا وسار إلى أوربا وحاول السلطان تهديدَ ولده الذي أصرَّ على القتال ونتيجة حبه للسِّلم تراجع عن قرارِه وعَيَّنه على بعض المقاطعات الأوربية، فطَمِعَ سليم وسار إلى أدرنة وأعلن نفسه سلطانًا عليها فحاربه أبوه وهزمه وفَرَّ إلى القرم، ثم تدخلت الانكشارية فعفا عنه السلطان، وأعاده إلى أوربا، أما كركود وهو الكبير فقد رأى أخاه سليم يفرض رأيه؛ لذا اتجه إلى مقاطعة صاروخان واستلمها دون أمر أبيه فحاربه أبوه وهزمه أيضًا قبيل وفاته بقليل.

العام الهجري : 1015 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:

دعا الشيخ المأمون ابن السلطان أحمد المنصور السعدي تجارَ فاس فاستسلف منهم مالًا كثيرًا وأظهر من الظلمِ وسوءِ السيرة وخُبث السريرة ما هو شهيرٌ به، ثم تتبَّع قوَّاد أبيه فنهب ذخائِرَهم واستصفى أموالَهم وعذَّب من أخفى من ذلك شيئًا منهم، ثم جهز جيشًا لقتال أخيه أبي فارس بمراكش، وكان عدد الجيش نحو الثمانية آلاف، وأمَّرَ عليه ولده عبد الله فسار بجيوشه فوجد أبا فارس بمحلتِه في موضع يقال له إكلميم، ويقال في مرس الرماد، فوقعت الهزيمةُ على أبي فارس وقُتِل نحو المائة من أصحابِه ونُهِبت محلتُه، وفرَّ هو بنفسه إلى مسفيوة، ودخل عبد الله بن الشيخ مراكش فأباحها لجيشه، فنهبت دورَها واستبيحت محارمَها واشتغل هو بالفساد، ومن يشابِهْ أباه فما ظلم!! حتى حُكِي أنَّه زنى بجواري جدِّه المنصور واستمتع بحظاياه، وأكل في شهر رمضان وشَرِب الخمرَ فيه جِهارًا، وعكف على اللذات، وألقى جلباب الحياء عن وجهه، وكان دخولُه مراكش في العشرين من شعبان من هذه السنة.