الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.013 )

العام الهجري : 571 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ملك صلاح الدين إعزازَ رحل إلى حلب فنازلها منتصَفَ ذي الحجة وحَصَرَها، وبها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود ومَن معه من العساكِرِ، وقد قام العامَّةُ في حفظِ البَلَدِ القيامَ المَرضِيَّ، بحيث إنَّهم منعوا صلاح الدين من القُربِ مِن البلد، لأنَّه كان إذا تقدم للقتال خَسِرَ هو وأصحابُه، كَثُرَ الجراح فيهم والقَتلُ، كانوا يخرجُون ويقاتلونه خارج البلد، فترك القتالَ وأخلدَ للمطاولة، وانقَضَت سنة إحدى وسبعين، ودخلت سنة اثنتين وسبعين، وهو محاصِرٌ لها، ثم ترددت الرسُلُ بينهم في الصُّلحِ في العشرين من المحرم، فوقَعَت الإجابةُ إليه من الجانبين؛ لأن أهل حلب خافوا من طول الحصارِ؛ فإنَّهم ربمَّا ضَعُفوا، وصلاحُ الدين رأى أنه لا يقدِرُ على الدنوِّ مِن البلد، ولا على قتالِ مَن به، فأجاب أيضًا، وتقرَّرَت القاعدة في الصلحِ للجميع، للمَلِك الصالحِ، ولسيف الدين صاحِبِ الموصل، ولصاحِبِ الحصن، ولصاحِبِ ماردين، وتحالفوا واستقَرَّت القاعدة أن يكونوا كُلُّهم عونًا على الناكِثِ الغادر، فلمَّا انفصل الأمرُ وتمَّ الصلحُ، رحل صلاح الدين عن حلب، بعد أن أعاد قلعةَ إعزاز إلى الملك الصالح، وكان في شروط الصلح أن يُطلِقَ صَلاحُ الدين عزَّ الدين جورديك، وشمسَ الدين علي بن الداية، وأخويه سابق الدين، وبدر الدين. فسار أولادُ الداية إلى الملك الناصر، فأكرمهم، وأنعمَ عليهم. وأما جورديك، فأقام في خدمةِ الملك الصالح، وعَلِمَ الجماعةُ براءتَه ممَّا ظنوا به.

العام الهجري : 739 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1339
تفاصيل الحدث:

هو الحافِظُ المؤَرِّخ عَلَم الدين القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الأشبيلي الشافعي، وُلِدَ بدمشق سنة 665, من أُسرةٍ عِلميَّة جاءت من المغرب، وكانت أسرتُه قد نزلت إشبيليَّةَ، ثم رَحَلت إلى الشام وبرزالة: قبيلة قليلة جدًّا، كان البرزالي محدِّثًا حافظًا فاضلًا، سَمِعَ الكثير ورحل إلى البلاد وحصَّل ودأب وسَمِعَ خلائِقَ كثيرةً تزيد عِدَّتُهم على ألفي شيخ، وحَدَّث وخرَّج وأفاد وأفتى وصَنَّف تاريخًا على السنين، رحل إلى بعلبك وحلب ومصر، تولى مشيخة دار الحديث بدمشق ومعها المدرسة النورية، قال ابن كثير: "قرأ شيئًا كثيرًا، وأسمع شيئًا كثيرًا، وكان له خَطٌّ حَسَن، وخُلُق حسن، وهو مشكورٌ عند القضاة ومشايخه أهل العلم. سمعت العلامة ابن تيمية يقول: نَقْلُ البرزالي نَقْرٌ في حَجَر, وكان أصحابُه من كل الطوائف يحبُّونه ويكرمونه، وكان له أولادٌ ماتوا قبله، وكَتَبَت ابنته فاطمة البخاريَّ في ثلاثة عشر مجلَّدًا فقابله لها، وكان يقرأُ فيه على الحافظ المِزِّي تحت القبة، حتى صارت نسختُها أصلًا مُعتَمَدًا يكتب منها الناس، وكان شيخَ حديث بالنورية، وفيها وَقَف كُتُبَه بدار الحديث السنية، وبدار الحديث القوصية وفي الجامع وغيره، وعلى كراسي الحديث، وكان متواضِعًا مُحَبَّبًا إلى الناس، متودِّدًا إليهم، له مُصَنَّف المعجم الكبير في الحديث. وكتاب "المقتفى على كتاب الروضتين"، توفي بخليص وهو مُحرِم في رابع ذي الحجة عن أربع وسبعين سنة, فغُسِّلَ وكُفِّنَ ولم يُستَرْ رأسُه، وحمله الناسُ على نعشِه وهم يبكون حولَه، وكان يومًا مشهودًا.

العام الهجري : 926 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

بعد قيام العثمانيين بالقضاء على الدولة المملوكية في مصر بدؤوا بالاستعداد لمنازلة البرتغاليين في البحار الشرقية بوجه عام، والبحر الأحمر بوجه خاص؛ ليتصدوا بذلك للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي واجهوها بعد قيام البرتغاليين بتحويل طريقِ التجارة البحرية عبر البحرِ الأحمر والخليج العربي إلى رأس الرجاء الصالح من ناحية، ولمواجهة تحالف البرتغاليين مع الدولة الصفوية في إيران- التي كانت علاقتها عدائيَّة بالدولة العثمانية- من ناحية ثانية، ولصد الخطر البرتغالي الذي يهدد الأماكن المقدسة في الحجاز من ناحية ثالثة؛ حيث أصحبت مواجهة العثمانيين للبرتغاليين ضرورةً حتمية. فاتصل السلطان بدر أبو طويرق الكثيري سلطان حضرموت بالعثمانيين بعد أن أصبحوا أكبَرَ قوة إسلامية في ذلك الوقت معلنًا ولاءه للدولة العثمانية واستعدادَه للدخول في طاعتهم؛ بدافع الحصول على الأسلحة النارية وعلى الدعم العسكري منهم؛ لصد الهجمات البرتغالية على اليمن وقهْر خصومه المحليين الذين ينازعونه السلطة والنفوذ في حضرموت، وقد تمكن من تحقيق ذلك بالفعل؛ ففي شهر جمادى الآخرة من هذه السنة وصلت إلى مدينة الشحر بساحل حضرموت فرقةٌ من الجنود العثمانيين بقيادة ضابط كبير يسمى رجب، نجحت في ردع غزو البرتغاليين لليمن, وكان وصول القوات التركية تتويجًا للاتصالات التي أجراها السلطان بدر أبو طويرق مع الضباط العثمانيين خلال مرورهم بالقرب من ساحل مدينة الشحر في أثناء فترة وجودهم ضمن قوة المماليك الموجودة في منطقة زبيد باليمن، والتي أعلنت اعترافها بالسيادة العثمانية بعد سقوط دولة المماليك في مصر.

العام الهجري : 1257 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

بادرت القواتُ الدرزية بزعامة أولاد بشير جنبلاط إلى محاصرة "دير القمر"؛ إيذانًا ببدء الحرب الأهلية الأولى. وعلى الرغم من استعداداتِ الموارنة وادِّعاءاتهم بما سيفعلونه بالدروز عندما تقع الحرب، تحوَّل القتال إلى كارثة مروِّعة نزلت بالموارنة في دير القمر؛ إذ دبَّت فيهم الفوضى، فأصبحوا أهدافًا سهلة للقوات الدرزية. وما إن سمع البطريرك بما حدث لدير القمر، حتى أغلق الكنائس، وطلب من كلِّ نصراني أن يحمِلَ السلاح. وهاجمت القواتُ المارونية بعضَ المواقع الدرزية المتفَرِّقة؛ لينتشر لهيبُ الحرب الأهلية بسرعة في البلاد. وتبادل الطرفانِ إحراق القرى وسلْب الأموال، والتمثيل بالأسرى والقتلى. ولكِنَّ كِفَّة الدروز كانت هي الراجحةَ؛ فبعد أن سيطروا على المناطق المارونية في الجنوب شرعوا يدقُّون أبواب النصف الشمالي الماروني عبْرَ نهر الكلب. وخلال هذه الحرب الأهلية وقف الأرثوذكس إلى جانب الدروز؛ لاعتقادهم أن تفوُّقَ الموارنة سيعَرِّضُهم لاضطهاد ماروني، حملًا لهم على ترْك عقيدتِهم. وحينما اشتَدَّ الضغط الدرزي على الموارنة وثبت لهؤلاء أن الحرب تسير في مصلحة خصومهم، وأن الجبهة المارونية هشة مفكَّكة؛ إذ كان رجال الدين الموارنة في جانب، والإقطاعيون في جانب آخر، فضلًا عن تعدد الخلافات بين الزعامات المارونية- سارَعَ الموارنةُ حينها إلى السلطاتِ العثمانية، والقناصل الأوروبيين -خاصة القنصل الفرنسي. وأسفرت الحربُ عن موافقة البطريرك الماروني على إبعادِ الأمير بشير الشهابي الصغير الدرزي عن الحُكم، على أن يحلَّ محلَّه الأميرُ بشير الشهابي الكبير؛ الأمر الذي ترك انطباعًا سيئًا لدى القنصل الإنجليزي عن رجالِ الدين الموارنة.

العام الهجري : 1316 العام الميلادي : 1898
تفاصيل الحدث:

كان السُّلطانُ عبد الحميد الثاني قد أعلن الدستورَ سنة 1876م لكنه بعد سنتين عَلَّق الدستور وعطَّل البرلمانَ العثماني لَمَّا رأى أنَّ أكثَرَ الموالين للدستور من المفتونيين بأوربا وسياستِها وعلى صلةٍ بالساسة الأوربيين، ويعادون القانونَ الإسلاميَّ، ويطلقون على أنفُسِهم اسمَ الدستوريين، فانطلقوا يعملون على نشرِ أفكارِهم وبدؤوا بتأسيسِ الجَمعيَّاتِ السرِّية التي كان من أشهَرِها وأولها جمعية الاتحاد والترقي، التي تأسَّست في باريس هذا العام، وجمعية الحرية، في سلانيك في 1323هـ ثم اندمجتا معًا ولم يقتَصِرِ الأمرُ على المدنيين، بل إنَّ العسكريين أيضًا كانوا ينضَمُّون لهذه الجمعيَّات، وكانت أقدم الجمعيَّات هي الجمعيَّاتِ الشعبيَّة العثمانية التي تأسَّست منذ عام 1282هـ، وكانت علنيَّة غيرَ سرية، أمَّا التنظيماتُ العسكرية فكان تنظيمُ نيازي بك، ورائف بك، وحسين بك، وصلاح الدين بك، وكانت الحكومةُ مهتمَّةً في ذلك الوقت بالحَدِّ من خطَرِ مخطَّطاتِ اليهود سواءٌ كانوا من الدونمة، أو من الماسونية، أو من الخارج، الذين يدعمون هذه الجمعيَّات السريَّة، وكانت المعارَضةُ في الداخل من الأحرارِ العثمانيين الذين يريدون السيرَ على المنهجِ الأوربي لا المنهجِ الإسلاميِّ مفتونين بالحضارة الأوربية، ويظنون أنَّ طريقَها يكون بالتخلِّي عن الإسلامِ، ومن طرفٍ آخَرَ كانت المعارَضاتُ من القوميين غيرِ الأتراك الذين بدؤوا بالظهورِ وتكوين الجمعيات أيضًا الخاصة بهم، التي نشأت كرَدِّ فعل على القوميين الأتراك الذين بدؤوا ينشُرون ويعملون على جَعلِ الدولة العثمانية دولةً تركيةً بحتةً لا دَخْلَ للعرب فيها، مثل: جمعية تركيا الفتاة، وجمعية الوطن والحرية، التي كان منها مصطفى كمال أتاتورك، ثمَّ بدأت الثوراتُ تُظهِرُ الرغبةَ في خلعِ السلطانِ عبد الحميد.

العام الهجري : 1333 العام الميلادي : 1914
تفاصيل الحدث:

عندما اندلعت الحربُ العالمية الأولى بعث الملك عبدالعزيز برسائل إلى كل من الشريف حسين في مكَّةَ، وسعود بن صالح في حائل، والشيخ مبارك الصباح في الكويت، يقترح عليهم عقدَ لقاء بين حكَّام العرب للحيلولة دون جَرِّهم إلى العمليات الحربية، وتوقيع معاهدة مع الدول الكبرى لضمان تقريرِ مصير البلاد العربية، ولم تكن مصالحُهم متوافقةً آنذاك؛ لذلك تعذَّر وضعُ موقفٍ مشترك؛ فأمير حائل ردَّ بأنه سيقاتل مع الدولة العثمانية ضَدَّ من يقاتلها. وعلى الرغم من إعلان الملك عبدالعزيز موقِفَ الحياد من الحرب إلا أن حكومة بريطانيا في الهند أرسلت إليه تطلُبُ منه التعاونَ معهم في الاستيلاء على البصرة مقابِلَ اعترافها به حاكمًا على نجد والأحساء، وحمايته من أي هجوم يأتيه من البحر، ومساعدته ضِدَّ أي انتقام من الدولة العثمانية، إلا أن الملك عبدالعزيز أجابهم بأنه سيظلُّ على الحياد ويترك جميع خياراتِه مفتوحةً، وفي المقابل حاول العثمانيون استمالةَ الملك عبدالعزيز عن طريق طالب النقيب، إلا أنه أخفَقَ، وبعد أن استولت بريطانيا على البصرة ، كرَّر العثمانيون محاولتهم لاستمالة الملك عبدالعزيز وأرسلوا وفدًا من المدينة المنورة يحمل 10 آلاف ليرة لإقناعه بتأييد الدولة العثمانية إلا أن الملك عبدالعزيز اعتذر بأنَّه عاجز عن مقاومة الإنجليز، ولكِنَّه وعد بعدم إعاقة تجَّار نجد عن تزويد الجيش التركي بالأغذية، فصارت قوافل الأتراك طوال الحرب تجتاز أراضيه من الشام إلى عسير واليمن؛ ونتيجةً لهذا الموقف فالملك عبدالعزيز لم يقم بمهاجمة الدولة العثمانية في العراق كما أراد الإنجليز، ولم يحارب الشريف حسين بالحجاز كما أراد العثمانيون.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

معاهدةٌ حدوديةٌ وُقِّعَت في العقير (ميناء قرب الأحساء)، كان الهدفُ منها إيجادَ حَلٍّ للخلاف بين الملك عبد العزيز والشريف حسين وأولاده في شرق الأردن والعراق، وأطماع الأتراك في الموصل، وقد مثَّلَ نجْدًا سلطانُ نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وكان صبيح بك نشأت وزيرَ المواصلات والأشغال عن الملك فيصل ملك العراق، أمَّا الكويت فقد مثَّلَها الميجور مور الوكيل السياسي البريطاني في الكويت طبقًا لاتفاقية الحماية البريطانية الكويتية الموقَّعة عام 1899م، والتي تمنَحُ بريطانيا حَقَّ إدارة شؤون الكويت الخارجية، وكان السير برسي كوكس المعتمد السياسي في الخليج يلعَبُ دور الوسيط في تلك الاجتماعات. بدأت الاجتماعات بين ممثِّل العراق صبيح بك، والملك عبدالعزيز، بدأ الطرفان بالتشَدُّد في مواقفهم، حيث طلب العراق أن تكون حدودُه على بعد 12 ميلًا من الرياض، بالمقابِلِ طلب ابن سعود كلَّ مناطق البدو الشمالية من حلب حتى نهر العاصي، وعلى جانب الشطِّ الأيمن للفرات وحتى البصرة، وطالب أيضًا بحدود قَبَلية بدلًا من حدود ثابتة، استمرت النقاشاتُ طوال خمسة أيام، أراد الجانب العراقي حدودًا لا تقل عن 200 ميل جنوب الفرات، بينما أراد الملك عبدالعزيز أن يتِمَّ تحديدُ الحدود باعتبار منازل القبائل الموالية لكُلِّ طَرفٍ بدلًا من الترسيم عن طريق الخرائط. في اليوم السادس من اللقاءات تمَّ رسمُ الحدود التي اعتُمِدَت من قِبَل الأطراف الثلاثة، وتقرر بناءً عليها إنشاءُ منطقتين محايدتين: الأولى بين الكويت والسعودية، والثانية بين العراق والسعودية.

العام الهجري : 1342 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1924
تفاصيل الحدث:

أحالت الحكومةُ العراقيَّةُ برئاسة جعفر العسكر المعاهدةَ العراقية البريطانية إلى لجنةِ للتدقيق فيها، وكانت بنودُ هذه المعاهدة قد وُضِعَت عام 1922م وهي تتضمَّنُ ترسيخ الانتداب البريطاني وانضمام العراق إلى عُصبة الأمم، وعندما أحيلت المعاهدةُ إلى لجنة مكونة من 15 عضوًا جرت مناقشاتٌ كثيرة حولها؛ فالمعارِضون يريدون تعديلَها والمؤيِّدون للحكومة يرون أنَّهم مضطرون للتصديقِ عليها خوفًا من التهديدات البريطانية، ثمَّ في 29 شوال انعقد المجلسُ التأسيسي وطُرِحَت المعاهدة للنقاش، فلما تكلَّم المعارضون قسَوا على المؤيِّدين واستمَرَّت المناقشات 4 جلسات طويلة، وفي يوم 8 ذي القعدة طالت الجلسةُ فاقتُرِحَ تأجيل الجلسة مع تأجيل المصادقة حتى ينتهي أمرُ الموصل، والبعض يرى فقط تأجيل الجلسة والمصادقة إلى الغد، فتأجَّلت، وتضايق المعتمد السامي فأعدَّ مذكِّرة لحلِّ المجلس واحتلال بناء المجلس، ونتيجةً لضغط المعتمد عُقِدَت جلسة فوق العادة قبل منتصف الليل، وأكرِهَ الأعضاء على الحضور، فاجتمع 69 من أصل 100 عضو، وأحاطت القوات المسلحة بالمبنى، وفُتِحَت الجلسة وبدأ التصويت، فأيَّد المعاهدة 37 وعارضها 24، واستنكف عن التصويت 8 أعضاء، وبذا تم التصديقُ على المعاهدة في يوم 9 ذي القعدة 11 يونيو 1924م. سَخِطَ الشعب العراقي على المعاهدة وعلى الذين أيَّدوها، لكِنَّ الحكومة البريطانية رفعت المعاهدة والاتفاقيات الملحقة بها إلى عُصبة الأمم، فوافقت عليها وصادق عليها المَلِك جورج الخامس ملك بريطانيا والملك فيصل بن الشريف حسين مَلِك العراق.

العام الهجري : 1372 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1952
تفاصيل الحدث:

قدَّمت الدولُ العربية احتجاجًا إلى هيئة الأمم المتحدة، وإلى فرنسا؛ على الأعمال التي تقومُ بها فرنسا في المغرب، ورفعت مذكرات الاحتجاج من السعودية ومصر وسوريا والأردن، غير أنَّ فرنسا رفضت كلَّ ذلك، وأما مَلِكُ المغرب الملك محمد الخامس فقد قام بتقديمِ مذكِّرة إلى رئيس فرنسا أيَّدَ فيه مطالِبَ شَعبِه بالاستقلال، وإلغاء الحماية الفرنسية، ورفضت فرنسا كلَّ ذلك أيضًا، وقدَّمت العراق مذكِّرةً إلى هيئة الأمم المتحدة، وطلبت عرضَ القضية عليها وأيَّد العراق ثلاث عشرة دولة، وأعلن حزب الاستقلال واتحاد النقابات في المغرب الإضرابَ العامَّ تضامنًا مع تونس التي أضربت بسَبَبِ مَقتَلِ فرحات حشَّاد على أيدي السلطات الفرنسية، فاستغَلَّ الفرنسيون الفرصةَ وقاموا بمذبحةٍ في مدينة الدار البيضاء ذهب ضحيَّتَها أربعة آلاف مواطن، كما اعتقلوا زعماء حزب الاستقلال، ورؤساء اتحاد النقابات في المغرب، وأعلنوا حلَّ حزب الاستقلال، وعطَّلوا الصحف العربية، وقاموا بإجراءات تعسُّفية، وتفاقَمَ الوضع أكثر بعد أن نفى الفرنسيون الملكَ محمد الخامس إلى كورسيكا من قِبَل فرنسا في شهر ذي الحجة من هذا العامِ، فتضافر معظَمُ شعب المغرب وهَبَّ لتأييد المَلِك والعمل على إعادته، وانقض الثائرون على عددٍ كبير من المتعاونين مع فرنسا والموالين لها، ففتكوا بهم، وتجاوز الأمرُ الحمايةَ الفرنسية ووصل إلى منطقة الريف؛ حيث الحماية الأسبانية. وحاول الفرنسيون اغتيالَ بعض الشخصيات فزاد الاضطراب وقاطع السكانُ البضائعَ الفرنسية، ونشأ جيشُ التحرير السري الذي استطاع أن يقومَ ببعض العمليات الناجحة على ثكناتِ الجيش الفرنسي وعلى بعض مؤسَّساته، بل وصل إلى اغتيال بعضِ أفراده.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

عُقِدَ مؤتمر الدار البيضاء الدولي بالمغربِ بدعوة من الملك محمد الخامس؛ ملك المغرب بعد عدة لقاءات واجتماعات بين ممثِّلي الدول الأفريقية التي وقَّعت فيما بعد ميثاقَ المنظمة. اشترك في هذا المؤتمر سِتُّ دول، هي: الجمهورية العربية المتحدة، والمغرب، وحكومة الجزائر المؤقتة، وغانا، وغينيا، ومالي. كما حضر المؤتمر مراقبان من ليبيا وسيلان، على الرغمِ من أن سيلان ليست دولةً أفريقية. وكان الهدف من المؤتمر تبادُلَ وجهاتِ النظر في المشاكل الأفريقية، والمشاركة الجماعية في تحرير دول القارة، ودعم الدول المستقلة. وكانت أهم القرارات التي اتَّخَذها المؤتمَرُ مساندة شعب الجزائر وحكومته المؤقتة؛ لتحقيق استقلاله، واستنكار الاستعمار الصهيوني، وضرورة حل قضية فلسطين والاعتراف بالحقوق الفلسطينية، واستنكار التجارب الذرية خاصةً الفرنسية التي تجري على أراض أفريقية، وتأييد مطالب المغرب في موريتانيا. ووقع المجتَمِعون في نهاية المؤتمر ميثاقًا لتنظيم العلاقات بينهم يضمن أهم المبادئ التالية: مبدأُ الوحدة الأفريقية، مبدأ عدم الانحياز، مبدأ محاربة الاستعمار القديم والجديد بجميع أشكاله. مبدأ المحافظة على سيادة الدول ووحدة أراضيها، والتعاون بين الدول الأفريقية. وأنشأ ميثاق الدار البيضاء عِدَّة لجانٍ لتنسيق العمل بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون في جميع المجالات، وسَمَح ميثاق المجموعة بقَبول عضوية كل دولة أفريقية، على أن يوافِقَ الأعضاءُ على قبولها بالإجماع. وعلى الرغمِ من جميع هذه الإيجابيات فإنَّ الانسجام بين الدول الأعضاء لم يكنْ كاملًا، ولكن مع ذلك فإن تشكيلَ هذا التجمُّع أسهم في نشرِ فكرة الوحدة الأفريقية، وإبراز الشخصية الأفريقية.

العام الهجري : 1382 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1963
تفاصيل الحدث:

لم تنجح المحاولاتُ التي بذلتها المجموعاتُ والأحزابُ المعارِضة لعبد الكريم قاسم في إنهاء حُكمه؛ لقدرة قاسم على كشف كلِّ المحاولات ثم إحباطِها؛ فبدأ كلُّ حزب يعمل على حِدةٍ وبسِرِّية حتى تمكَّن حِزبُ البعثِ من تصفيته وتقويضِ حُكمه؛ ففي الأول من شعبان عام 1382هـ / 27 ديسمبر 1962م قامت مظاهرات طلابية بسبب تدخل المهداوي رئيس المحكمة العسكرية في شؤون إحدى المدارس، فاستغلَّ الحزبيون الموقفَ فورًا، ولما تم اعتقال أحد الضباط الحزبيين -وهو صالح مهدي- اجتمع زعماءُ الحزب المدنيون، فعلم الرئيس بهم فأمرَ باعتقالهم، ومن بينهم رئيس الحزب علي السعدي، فرأى العقيد أحمد حسن البكر رئيس المجموعة الحزبية في الجيش إعلان الثورة قبل أن تعمَّ الاعتقالاتُ؛ فبدأ التمردُ في 14 رمضان / 8 شباط في حامية أبو غريب غرب بغداد، فتمَّ اغتيالُ قائد سلاح الجو، ثم احتلوا الإذاعةَ، وبدأ القصفُ الجوي على وزارة الدفاع، وأعلنت الإذاعةُ أن حكم عبد الكريم قاسم قد انهار، مع أن المقاومة كانت ما تزال عنيفةً، وطُرِح اسم عبد السلام عارف كرئيسٍ مؤقَّتٍ لرئاسة الجمهورية؛ لسمعته الطيبة، ثم اضطرَّ عبد الكريم قاسم للاستسلام، فتشكَّلت محكمةٌ فورية قضت عليه بالقتل ونفذته فورًا، وأُذيعَ نبأُ تعيين عبد السلام عارف رئيسًا للجمهورية العراقية، وتشكيل مجلس ثورة يضم 20 عضوًا من البَعثيين وغيرهم، برئاسة العقيد أحمد حسن البكر رئيس، وكان نائبه صالح مهدي عماش، ثم رُشِّح صدام حسين التكريتي لتولِّي منصب نائب رئيس مجلس الثورة.

العام الهجري : 1390 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

كانت سَلْطنة عُمانَ من بيْن أوائل الدُّول التي نالَت استقلالَها في المنطقةِ. بعدَ أنْ أنهى السُّلطان قابوس دِراساتِه العسكريةَ في لَنْدن وقِيامِه بجولةٍ حولَ العالم، تمَّ استدعاؤه إلى الوطَنِ، ووُضِعَ قابوس في عُزْلة في قصْر صلالةَ؛ بسَبب تَعارُض أفكارِه التقدُّميةِ العالمية مع مُيول والِدِه في الإبقاءِ على محافظةِ وانعزاليةِ عُمان. وبدَعْمٍ مِن البريطانيين والصَّفوة السياسية في عُمان استولَى السُّلطان قابوس (البالغ مِن العُمر 30 عامًا) على الحكْمِ إثرَ انقلابٍ نفَّذه ضِدَّ أبيه سعيدِ بن تَيمور، ثم نَفى والدَه إلى لَندن؛ حيث مات هناك عام 1972م، وما إنْ تَسلَّم السُّلطانُ قابوس السُّلطةَ في يوليو 1970م حتى حصَل على اعترافٍ عالميٍّ كامل يَمنَحُه الاستقلالَ التامَّ عن بِريطانيا. وتمَّ تَغييرُ اسمِ الدَّولة من "سَلْطنة مسْقطَ وعُمان" إلى "سَلْطنة عُمان"، وبالإضافةِ إلى دَور قابوس كسُلْطانٍ يَشغَلُ قابوس مناصبَ رئيسِ الوزراء، ووزيرِ الخارجية، ووزيرِ الماليَّة، ووزيرِ الدِّفاع. جاء آل بوسعيد إلى حُكْمِ عُمان عام 1154هـ / 1741م، وما زالوا يَحكُمون إلى الآن، ويعودُ تاريخُ بوسعيد إلى أحمدَ بنِ سعيد الذي عُيِّن مُستشارًا لسيف بنِ سُلطان، آخِر مَن حكَمَ عُمان مِن اليعاربةِ، فلمَّا رأى اضطرابَ الأمورِ في البلادِ، وضَعْفَ الحاكمِ سيفِ بن سُلطان، وتفتُّتَ البلاد في عهْدِه؛ عمِلَ على تَوحيد الصُّفوف، وقضى على القواتِ الفارسيةِ الموجودةِ بالبلاد، وعلى إثْر ذلك بُويِعَ إمامًا للبلادِ، وتوالى الأئمةُ مِن آل بوسعيد حتى آل الأمْرُ للسُّلطان قابوس بنِ سعيد.

العام الهجري : 281 العام الميلادي : 894
تفاصيل الحدث:

كان ابتداءُ القرامِطةِ بناحية البحرين أنَّ رجُلًا يُعرفُ بيحيى بن المهدي قصدَ القَطيفَ فنزل على رجلٍ يُعرَفُ بعليِّ بن المعلي بن حمدان، مولى الزياديِّين، وكان مُغاليًا في التشيُّع، فأظهَرَ له يحيى أنَّه رسولُ المهدي، وكان ذلك سنة 281، وذكَرَ أنه خرج إلى شيعتِه في البلاد يدعوهم إلى أمرِه، وأنَّ ظهورَه قد قَرُب، فوجه عليُّ بن المعلي إلى الشيعةِ مِن أهل القطيف فجمَعَهم، وأقرأهم الكتابَ الذي مع يحيى بن المهدي إليهم من المهديِّ، فأجابوه، وأنهم خارجونَ معه إذا أظهر أمرَه، ووجَّه إلى سائر قرى البحرين بمثلِ ذلك فأجابوه، وكان فيمن أجابه أبو سعيدٍ الجنابي. كان يبيعُ للنَّاسِ الطَّعام، ويَحسِبُ لهم بيعَهم، ثم غاب عنهم يحيى بن المهديِّ مُدَّة، ثم رجع ومعه كتابٌ يزعُمُ أنَّه من المهدي إلى شيعته، فيه: قد عرَّفَني رسولي يحيى بن المهدي مسارعتَكم إلى أمري، فليدفَعْ إليه كل رجل منكم ستةَ دنانيرَ وثُلُثَين، ففعلوا ذلك. ثم غاب عنهم، وعاد ومعه كتابٌ فيه أنِ ادفَعوا إلى يحيى خُمسَ أموالِكم، فدفعوا إليه الخُمُس. وكان يحيى يتردَّدُ في قبائل قيس، ويوردُ إليهم كتبًا يزعُمُ أنَّها مِن المهدي، وأنَّه ظاهِرٌ، فكُونوا على أُهبَةٍ. وحكى إنسانٌ منهم يقالُ له إبراهيم الصائغ أنَّه كان عند أبي سعيدٍ الجنابي، وأتاه يحيى، فأكلوا طعامًا، فلما فرغوا خرج أبو سعيدٍ مِن بيتِه، وأمر امرأتَه أن تدخُلَ إلى يحيى، وألَّا تمنَعَه إن أرادها، فانتهى هذا الخبَرُ إلى الوالي، فأخذ يحيى فضرَبَه، وحلق رأسَه ولحيَتَه، وهرب أبو سعيدٍ الجنابي إلى جنابا، وسار يحيى بن المهدي إلى بني كلابٍ، وعَقيل، والخريس، فاجتمعوا معه ومع أبي سعيدٍ، فعَظُمَ أمرُ أبي سعيد.

العام الهجري : 479 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1087
تفاصيل الحدث:

دَخَلَ السُّلطانُ ملكشاه بغدادَ في ذي الحجَّةِ، بعدَ أن فَتَحَ حَلَبَ وغَيرَها من بلادِ الشَّامِ والجَزيرةِ، وهي أَوَّلُ مَرَّةٍ يَدخُل فيها بغدادَ، ونَزلَ بدارِ المَملكةِ، وأَرسلَ إلى الخَليفةِ هَدايا كَثيرةً، فقَبِلَها الخَليفةُ، ومِن الغَدِ أَرسلَ نِظامُ المُلْكِ إلى الخَليفَةِ خَدمةً كَثيرةً، فقَبِلَها، وزارَ السُّلطانُ ونِظامُ المُلْكِ مَشهدَ موسى بن جَعفرٍ، وقَبْرَ مَعروفٍ، وأحمدَ بن حَنبلٍ وأبي حَنيفةَ، وغيرَها من القُبورِ المَعروفَةِ، وطُلِبَ نِظامُ المُلْكِ إلى دارِ الخِلافَةِ لَيلًا، فمَضَى في الزَّبْزَبِ-سفينة صغيرة- وعاد من لَيلتِه، ومَضَى السُّلطانُ ونِظامُ المُلْكِ إلى الصَّيدِ في البَرِّيَّةِ، فزارا مَشهدَ أَميرِ المؤمنينَ عَلِيٍّ، ومَشهدَ الحُسينِ، ودَخلَ السُّلطانُ البَرَّ، فاصطادَ شَيئًا كَثيرًا من الغِزلان وغَيرِها، وأَمرَ ببِناءِ مَنارةَ القُرونِ بالسبيعيِّ، وعاد السُّلطانُ إلى بغدادَ، ودَخلَ الخَليفةُ، فخَلَعَ عليه الخِلَعَ السُّلطانيَّةَ، ولمَّا خَرجَ من عندِه لم يَزَل نِظامُ المُلْكِ قائمًا يُقدِّم أَميرًا أَميرًا إلى الخَليفةِ، وكلَّما قَدَّمَ أَميرًا يقول: هذا العَبدُ فلان بن فلان، وأَقطاعُه كذا وكذا، وعِدَّةُ عَسكرِه كذا وكذا، إلى أن أتى على آخرِ الأُمراءِ، وفَوَّضَ الخَليفةُ إلى السُّلطانِ أَمْرَ البلادِ والعِبادِ، وأَمَرَهُ بالعَدلِ فيهم، وطَلَبَ السُّلطانُ أن يُقَبِّلَ يَدَ الخَليفةِ، فلم يُجِبهُ، فسأل أن يُقَبِّلَ خاتَمَه، فأَعطاهُ إيَّاهُ فقَبَّلَهُ، ووَضعَهُ على عَينِه، وأَمَرَهُ الخَليفةُ بالعَوْدِ فعادَ، وخَلَعَ الخَليفةُ أيضًا على نِظامِ المُلْكِ، ودَخلَ نِظامُ المُلْكِ إلى المدرسةِ النِّظاميَّةِ، وجَلسَ في خَزانَةِ الكُتُبِ، وطالَعَ فيها كُتُبًا، وسَمِعَ الناسُ عليه بالمدرسةِ جُزْءَ حَديثٍ، وأَمْلَى جُزءًا آخرَ، وأَقامَ السُّلطانُ ببغداد إلى صَفَر سَنةَ 480هـ وسارَ منها إلى أصبهان.

العام الهجري : 499 العام الميلادي : 1105
تفاصيل الحدث:

كان صنجيل الفرنجي قد ملك مدينة جبلة، وأقام على طرابلس يحصرها، فحيث لم يقدر أن يملكها بنى بالقرب منها حصنًا وبنى تحته ربضًا، وأقام مراصد لها، منتظرًا وجود فرصة فيها، فخرج فخر الملك أبو علي بن عمار، صاحب طرابلس، فأحرق ربضه، ووقف صنجيل على بعض سقوفه المتحرقة، ومعه جماعة من القمامصة -كبار القساوسة- والفرسان، فانخسف بهم، فمرض صنجيل من ذلك عشرة أيام ومات، وحُمل إلى القدس فدُفن فيه، ثم إن ملك الروم أمر أصحابه باللاذقية ليحملوا الميرةَ إلى هؤلاء الفرنج الذين على طرابلس، فحملوها في البحر، فأخرج إليها فخر الملك بن عمار أسطولًا، فجرى بينهم وبين الروم قتال شديد، فظَفِر المسلمون بقطعة من الروم فأخذوها، وأسروا من كان بها وعادوا، ولم تزل الحرب بين أهل طرابلس والفرنج عدةَ سنين، فعدمت الأقوات بها، وخاف أهلها على نفوسهم وأولادهم وحرمهم، فجلا الفقراء وافتقر الأغنياء، وظهر من ابن عمار صبر عظيم وشجاعة ورأي سديد، ومما أضر بالمسلمين فيها أن صاحبها استنجد سقمان بن أرتق فجمع العساكر وسار إليه، فمات في الطريق وأجرى ابن عمار الجرايات على الجند والضَّعَفة، فلما قلَّت الأموال عنده شرع يقسط على الناس ما يخرجه في باب الجهاد، فأخذ من رجلين من الأغنياء مالًا مع غيرهما، فخرج الرجلان إلى الفرنج وقالا: إن صاحبنا صادَرَنا، فخرجنا إليكم لنكون معكم، وذكرا لهم أنه تأتيه الميرة من عرقة والجبل، فجعل الفرنج جميعًا على ذلك الجانب يحفظُه من دخول شيء إلى البلد، فأرسل ابن عمار وبذل للفرنج مالًا كثيرًا ليسَلِّموا الرجلين إليه فلم يفعلوا، فوضع عليهما مَن قتلهما غيلةً.