الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 8 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَمرَو بنَ العاصِ إلى سُواعٍ لِيَهدِمَهُ، وسُواعٌ صَنَمٌ لقومِ نوحٍ عليه السَّلامُ، ثمَّ صار بعدَ ذلك لقَبيلةِ هُذيلٍ المُضَريَّةِ, وظَلَّ هذا الوَثَنُ مَنصوبًا تَعبُدهُ هُذيلٌ وتُعَظِّمُهُ, حتَّى إنَّهم كانوا يَحُجُّون إليه حتَّى فُتِحَتْ مكَّةُ ودخلَت هُذيلٌ فيمَن دخَل في دينِ الله أفواجًا، وكان مَوضعُه بِرُهاطٍ على قُرابةِ 150 كيلو مترًا شمالَ شرقيِّ مكَّةَ، فلمَّا انتهى إليه عَمرٌو قال له السَّادِنُ: ما تُريدُ؟ قال: أمَرني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن أَهدِمَهُ. قال: لا تَقدِرُ على ذلك. قال: لِمَ ؟ قال تُمْنَعُ. قال: حتَّى الآنَ أنت على الباطلِ؟ وَيْحَكَ فهل يَسمعُ أو يُبصِرُ؟ ثم دَنا فكسَرهُ، وأمَر أصحابَهُ فهدموا بيتَ خَزانَتِهِ فلم يَجِدوا فيه شيئًا، ثمَّ قال للسَّادِنِ: كيف رأيتَ؟ قال: أَسلمتُ لله.

العام الهجري : 235 العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

خرج رجلٌ يقال له محمودُ بن الفَرَج النيسابوري، وهو ممَّن كان يتردَّدُ إلى خشَبةِ بابك وهو مصلوبٌ فيقعُدُ قريبًا منه، وذلك بقُربِ دار الخلافةِ بسُرَّ من رأى، فادَّعى أنَّه نبيٌّ، وأنَّه ذو القرنينِ، وقد اتَّبَعه على هذه الضَّلالة ووافَقَه على هذه الجَهالةِ جماعةٌ قليلونَ، وهم تسعة وعشرون رجلًا، وقد نظَمَ لهم كلامًا في مصحَفٍ له- قبَّحه الله- زعم أنَّ جبريلَ جاءه به من الله، فأتيَ به وبأصحابِه المتوكِّل، فأمر به فضُرِبَ ضربًا شديدًا وحُمِلَ إلى بابِ العامَّة، فأكذب نَفسَه، وأمَرَ أصحابَه أن يَضرِبَه كلُّ رجلٍ منهم عشرَ صفعاتٍ، ففعلوا وأخذوا له مُصحفًا فيه كلامٌ قد جمعه، وذكر أنَّه قرآنٌ، وأنَّ جبريل نزل له، ثمَّ مات من الضَّربِ في ذي الحجَّة، وحُبِسَ أصحابُه، ثم اتَّفقَ مَوتُه في يوم الأربعاء لثلاثٍ خَلَونَ مِن ذي الحجة من هذه السَّنةِ.

العام الهجري : 243 العام الميلادي : 857
تفاصيل الحدث:

وقَعَت في هذه السَّنةِ وَقعةٌ عَظيمةٌ في أهل طليطِلة، وذلك أنَّهم خرجوا إلى طلبيرة، فخرج إليهم قائِدُها مسعود بن عبد الله العريف، بعد أن كمَنَ لهم الكمائِنَ، فقتلهم قتلًا ذريعًا، وبعث إلى قُرطبةَ بسَبعمائة رأسٍ مِن رؤوس أكابِرِهم، ثم في سنة 244هـ خرج الأميرُ محمَّد بنَفسِه إلى طليطلة، وعدَدُهم قد قَلَّ، بتواتر الوقائِعِ عليهم، ونزولِ المصائبِ بهم، فلم تكن لهم حربٌ إلا بالقنطرة. ثم أمر الأميرُ بقَطع ِالقنطرة، وجَمَع العُرَفاء من البنَّائين والمُهندسين، وأداروا الحيلةَ مِن حيث لا يشعُرُ أهل طليطلة. ثم نزلوا عنها، فبينما هم مجتَمِعونَ بها، إذ اندَقَّتْ بهم، وتهدَّمَت نواحيها، وانكفأتْ بمن كان عليها من الحُماة والكُماة، فغَرَقوا في النهرِ عن آخرهم. فكان ذلك من أعظَمِ صُنعِ اللهِ فيهم. ثم في سنة 245هـ دعا أهلُ طليطلة إلى الأمانِ، فعقَدَه الأميرُ لهم، وهو الأمانُ الأوَّلُ.

العام الهجري : 315 العام الميلادي : 927
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ المهديُّ العُبَيديُّ- صاحب إفريقيَّة- ابنَه أبا القاسم من المهديَّة إلى المغرب في جيشٍ كثير، في صفر؛ لسبب محمَّد بن خرز الزناتيِّ، وذلك أنَّه ظفِرَ بعسكر من كتامة، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، فعَظُم ذلك على المهديِّ، فسيَّرَ ولده، فلمَّا خرج تفرَّقَ الأعداءُ، وسار حتَّى وصل إلى ما وراء تاهَرت، فلمَّا عاد من سفرتِه هذه خطَّ برُمحِه في الأرض صفةَ مدينةٍ، وسمَّاها المحمَّدية، وهي المسيلة، وكانت خطَّته لبني كملان، فأخرجهم منها، ونقَلَهم إلى فَحص القَيروان، كالمتوقِّع منهم أمرًا؛ فلذلك أحب أن يكونوا قريبًا منه، وهم كانوا أصحابَ أبي يزيد الخارجيِّ، وانتقل خلقٌ كثير إلى المحمَّديَّة، وأمر عامِلَها أن يُكثِرَ من الطَّعامِ ويَخزِنَه ويحتفِظَ به ففعل ذلك، فلم يزَلْ مُخَزَّنًا إلى أن خرج أبو يزيدَ ولقيه المنصور، ومن المحمَّديَّة كان يمتارُ ما يريد؛ إذ ليس بالموضِعِ مدينةٌ سواها.

العام الهجري : 337 العام الميلادي : 948
تفاصيل الحدث:

سار مُعِزُّ الدولة من بغداد إلى الموصِل قاصدًا ناصِرَ الدولة الحمدانيَّ، فلما سمع ناصِرُ الدولة بذلك سار عن المَوصِل إلى نصيبين، ووصل معزُّ الدولة فمَلَك الموصِلَ في شهر رمضان، وظلم أهلَها وعسَفَهم، وأخذ أموالَ الرَّعايا، فكَثُرَ الدُّعاءُ عليه، وأراد معِزُّ الدولةِ أن يملِكَ جميعَ بلاد ناصرِ الدولة، فأتاه الخبَرُ من أخيه ركنِ الدولة أنَّ عساكِرَ خراسان قد قَصَدَت جرجان والريَّ، ويستمِدُّه ويطلب منه العساكِرَ، فاضطُرَّ إلى مصالحة ناصر الدولة، فتردَّدَت الرسل بينهما في ذلك، واستقَرَّ الصلح بينهما على أن يؤدِّيَ ناصِرُ الدولة عن الموصِل وديار الجزيرةِ كُلِّها والشَّام، كلَّ سنةٍ ثمانية آلاف ألف درهم، ويخطُبَ في بلاده لعمادِ الدولة، ورُكن الدولة، ومُعِز الدولة بني بُويه، فلما استقَرَّ الصُّلحُ عاد معز الدولة إلى بغداد فدخَلَها في ذي الحِجَّة.

العام الهجري : 350 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 961
تفاصيل الحدث:

مَرِضَ مُعزُّ الدولة بن بُوَيه بانحصارِ البَولِ، فقَلِقَ من ذلك وجمَعَ بين صاحبه سبكتكين ووزيره الحسَن المهلبي، وأصلح بينهما ووصَّاهما بوَلَدِه بختيار خيرًا، ثم عوفيَ مِن ذلك فعزم على الرَّحيلِ إلى الأهواز لاعتقادِه أنَّ ما أصابه مِن هذه العِلَّة بسبَبِ هواءِ بغداد ومائِها، فأشاروا عليه بالمُقام بها، وأن يبني بها دارًا في أعلاها حيث الهواءُ أرَقُّ والماءُ أصفى، فبَنى له دارًا غرِمَ عليه ثلاثة عشر ألف ألف درهم، فاحتاج لذلك أن يصادِرَ بعضَ أصحابِه، ويقال أنفقَ عليها ألفي ألف دينار. قال ابن كثير: " ومات وهو يبني فيها ولم يَسكُنْها، وقد خَرَّبَ أشياءَ كثيرةً مِن معالم الخُلَفاءِ ببغداد في بنائها، وكان ممَّا خَرَّب المعشوق من سُرُّ مَن رأى، وقَلَعَ الأبواب الحديد التي على مدينة المنصورِ والرَّصافة وقصورها، وحَوَّلها إلى داره هذه لا تمَّتْ فَرحتُه بها، فإنَّه كان رافضيًّا خبيثًا "

العام الهجري : 386 العام الميلادي : 996
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ المقَلَّدُ بنُ المسيب مدينةَ الموصل، وكان سبَبُ ذلك أنَّ أخاه أبا الذواد توفِّيَ هذه السنة، فطَمِعَ المقلدُ في الإمارة، فلم تساعِدْه عقيل على ذلك، وقلَّدوا أخاه عليًّا؛ لأنه أكبَرُ منه، فأسرع المقلد واستمال الديلمَ الذين كانوا مع أبي جعفرٍ الحَجَّاج بالموصِل، فمال إليه بعضُهم، وكتب إلى بهاءِ الدَّولةِ أنْ قد ولَّاه المَوصِل، وسأله مساعدتَه على أبي جعفرٍ؛ لأنَّه قد منعه عنها، فساروا ونزلوا على الموصِلِ، فخرج إليهم كلُّ مَن استماله المقلد من الديلم، وضَعُف الحَجَّاج، وطلب منهم الأمانَ، فأمَّنوه، ودخل المقلدُ البلدَ، واستقَرَّ الأمرُ بينه وبين أخيه على أن يُخطَبَ لهما، ويُقَدَّم عليٌّ لكِبَرِه، ويكون له معه نائبٌ يَجبي المالَ، واشتركا في البلَدِ والولاية، وسار عليٌّ إلى البَرِّ، وأقام المقلد، وجرى الأمرُ على ذلك مُدَّةً، ثم تشاجرا واختَصَما.

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

هو إيلك الخان عليُّ بنُ نصر أحدُ مُلوكِ الكرخانيين _ إيلك الخان: لَقَبُ ملوك الكرخانيِّين التركي- وكان أيلك خان خيِّرًا عادلًا محبًّا للدِّينِ وأهله. دخَلَت قبائِلُ الكرخانيِّينَ في الإسلامِ في نهاية القَرنِ الرَّابعِ، وقد تمكَّنَ إيلك الخان أن يأخُذَ بُخارى وسمرقند من السَّامانيِّين، ثمَّ حاول أن يتوسَّعَ في خُراسان، لكِنَّ السُّلطانَ محمودَ الغزنوي هَزَمَه في أكثَرَ مِن موقعة. توفِّيَ إيلك الخان وهو يتجهَّزُ للعَودِ إلى خراسان، ليأخُذَ بثأره من يمينِ الدَّولة الغزنويِّ، وكاتَبَ قدرخان وأخاه طغان خان ليُساعِداه على ذلك، فلمَّا توفِّيَ وَلِيَ بَعدَه أخوه طغان، فراسَلَ يَمينَ الدَّولة وصالَحَه، وقال له: المَصلحةُ للإسلامِ والمُسلِمينَ أن تشتَغِلَ أنت بغزوِ الهند، وأشتَغِلَ أنا بغزو التُّركِ، وأن يَترُكَ بَعضُنا بعضًا، فوافق ذلك هواه، فأجابه إليه، وزال الخِلافُ، واشتغلا بغَزوِ الكُفَّار.

العام الهجري : 415 العام الميلادي : 1024
تفاصيل الحدث:

ألزم الوزيرُ أبو القاسِمِ المَغربيُّ الأتراكَ والمولَّدينَ لِيَحلِفوا لمُشَرف الدَّولةِ البويهي، وكَلَّف مُشرف الدَّولة المُرتضى ونِظام الحضرتَينِ أبا الحَسَن الزينبي، وقاضي القضاة، وأبا الحَسَن بن أبي الشوارب، وجماعةً مِن الشهود بالحضور، فظَنَّ الخليفةُ القادِرُ بالله أنَّ التحالُفَ لِنيَّةٍ مَدخولةٍ في حَقِّه، فبعث من دارِ الخليفةِ مَن منع الباقينَ بأن يحلِفوا، وأنكر على المُرتَضى والزينبي وقاضي القُضاة حُضورَهم بلا إذنٍ، واستُدْعُوا إلى دارِ الخلافة، وأُظهِرَ عَزمُ الخليفة على الرُّكوبِ, وبلغ ذلك إلى مُشرف الدَّولة، وانزعج منه، فتردَّدَت الرسائلُ بين الخليفةِ ومُشرف الدَّولة باستحالةِ أن يكون هذا الحَلِفُ ضِدَّه، وانتهى الأمرُ إلى أن حلَفَ مُشرف الدَّولة على الطَّاعةِ والمُخالَصة للخَليفةِ، وكان وقوعُ اليَمينِ في يومِ الخميسِ الحاديَ عَشَر من صفَر، وتولى أخْذَها واستيفاءَها القاضي أبو جعفرٍ السمناني، ثم حلَفَ الخليفةُ لِمُشرف الدَّولة.

العام الهجري : 438 العام الميلادي : 1046
تفاصيل الحدث:

توفِّيَ سُلَيمانُ بنُ هود المستعين أميرُ سرقسطة ولاردة والثغر الأعلى، وكان قبل موته قد قسمَ سرقسطة بين أولادِه فخَصَّ أحمد بولاية سرقسطة العاصمة، وخَصَّ يوسُفَ بلاردة، وخَصَّ لب بوشقة، وخص المنذر بتطيلة، وخص محمدًا بقلعة أيوب، ثمَّ بعد وفاته تنازع الإخوةُ فيما بينهم، فقام أحمد الذي لَقَّبَ نفسَه بالمقتَدِر وانتزع مِن لب والمنذر ومحمَّد ما بأيديهم واستولى على مدُنِهم بعد أن سجَنَهم وسمَلَ أعينَهم، فلمَّا رأى النَّاسُ ما فعله أحمد بإخوته كرهوه ومالوا إلى أخيه يوسفَ في لاردة الذي تلقَّبَ بالمظفَّر, فلما رأى أحمد ميلَ الناس له نَقِمَ عليه وتواطأ مع أحدِ أمراء النصارى ابن ردمير صاحِبِ بلادٍ نصرانيَّةٍ مجاوِرةٍ له على أخيه مقابِلَ مالٍ يُرسِلُه له، فلما وصل ابن ردمير المالُ، سار بجيشه فغار على الأخوينِ فأكثَرَ فيهما القتلَ والأسرَ، وأخذ معظَمَ أراضيهما

العام الهجري : 448 العام الميلادي : 1056
تفاصيل الحدث:

جاء البساسيري إلى المَوصِل ومعه نورُ الدَّولةِ دُبيس في جَيشٍ كَثيفٍ، فاقتَتَل مع صاحبِها قُريشِ بن بَدران ونَصرَهُ قُتلمشُ ابنُ عَمِّ طُغرلبك، وهو جَدُّ مُلوكِ الرُّومِ، فهَزمَهما البساسيري، وأَخذَ البَلدَ قَهْرًا، فخُطِبَ بها للعُبيديين  بمصر، وكذلك خُطِبَ للمِصريِّين فيها بالكوفَةِ وواسِط وغَيرِها من البِلادِ، وعَزَمَ طُغرلبك على المَسيرِ إلى المَوصِل لِمُناجَزَةِ البساسيري فنَهاهُ الخَليفةُ عن ذلك لِضِيقِ الحالِ وغَلاءِ الأَسعارِ، فلم يَقبَل فخَرجَ بِجَيشهِ قاصِدًا المَوصِل بجَحافِلَ عَظيمةٍ، ومعهُ الفِيَلَةُ والمَنْجَنِيقَاتُ، وكان جَيشُه لِكَثرتِهم يَنهَبون القُرى، وربَّما سَطَوْا على بَعضِ الحَريمِ، فكتَبَ الخَليفةُ إلى السُّلطانِ يَنهاهُ عن ذلك، فبَعثَ إليه يَعتَذِر لِكَثرةِ مَن معهُ. ولمَّا اقتَربَ طُغرلبك مِن المَوصِل فتَحَ دُونَها بِلادًا، ثم فَتحَها وسَلَّمَها إلى أَخيهِ داودَ، ثم سار منها إلى بِلادِ بَكْرٍ ففَتحَ أَماكنَ كَثيرةً هناك.

العام الهجري : 466 العام الميلادي : 1073
تفاصيل الحدث:

غَرِقَ الجانبُ الشرقيُّ وبعضُ الغربيِّ من بغداد، وسَببُه أن دِجلَة زادت زِيادةً عَظيمةً، وانفَتَح القَوْرَجِ عند المُسَنَّاةِ المُعِزِّيَّةِ، وجاء في الليلِ سَيْلٌ عَظيمٌ، وطَفحَ الماءُ من البَرِّيَّةِ مع رِيحٍ شَديدةٍ، وجاء الماءُ إلى المنازِلِ من فَوق، ونَبعَ من البَلاليعِ والآبارِ بالجانبِ الشرقيِّ، وهَلَكَ خَلْقٌ كَثيرٌ تحت الهَدْمِ، وشُدَّت الزَّواريقُ تحتَ التَّاجِ خَوْفَ الغَرَقِ، وقام الخَليفةُ يَتَضرَّع ويُصلِّي، وعليه البُردَةُ، وبِيَدِه القَضيبُ، وأتى ايتكين السُّليمانيُّ من عُكبرا، فقال للوَزيرِ: إنَّ المَلَّاحِينَ يُؤذونَ الناسَ في المَعابِر فأَحضَرَهم، وتَهدَّدَهُم بالقَتْلِ، وأَمرَ بِأَخْذِ ما جَرَت به العادةُ، وأُقيمَت الخُطبةُ للجُمعةِ في الطَّيَّارِ -نوع من الزَّوارِق سَريع الجَرَيان- مَرَّتينِ، وغَرِقَ من الجانبِ الغربيِّ مَقبرةُ أَحمدَ بنِ حَنبل، ومَشهدُ بابِ التِّبْنِ، وتَهدَّم سُورُهُ، فأَطلَقَ شَرفُ الدولةِ ألفَ دِينارٍ تُصرَف في عِمارَتِه، ودَخلَ الماءُ من شَبابيكِ البيمارستان العَضُدِيِّ.

العام الهجري : 492 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1099
تفاصيل الحدث:

كانت وقعةٌ بين العساكر المصرية والفرنج، قيل في سببِها: إن المصريين لما بلغهم ما تمَّ على أهل القدس جمع الأفضل أميرُ الجيوش بن بدر الجمالي العساكِرَ وحَشَد، وسار إلى عسقلان، وأرسل إلى الفرنج ينكِرُ عليهم ما فعلوا، ويتهدَّدهم، فأعادوا الرسولَ بالجواب ورحلوا على إثرِه، وطلعوا على المصريين عَقيبَ وصول الرسول، ولم يكُنْ عند المصريين خبَرٌ من وصولهم، ولا من حركتِهم، ولم يكونوا على أُهْبةِ القتال، فنادَوا إلى ركوب خيولهم، ولَبِسوا أسلحتَهم، وأعجلهم الفرنجُ فهزموهم، وقتلوا منهم من قُتِل، وغنموا ما في المعسكر من مالٍ وسلاح وغير ذلك، وانهزم الأفضلُ، فدخل عسقلان، ومضى جماعةٌ من المنهزمين فاستتروا بشجرِ الجميز، فأحرق الفرنجُ بعضَ الشجر، حتى هلك من فيه، وقتلوا من خرج منه، وعاد الأفضلُ في خواصِّه إلى مصر، ونازل الفرنج عسقلان، وضايقوها، فبذل لهم أهلُها قطيعة اثني عشر ألف دينار، وقيل: عشرين ألف دينار، ثم عادوا إلى القدس.

العام الهجري : 514 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1120
تفاصيل الحدث:

احتَرَقت دارُ السُّلطانِ مَحمودِ بنِ مُحمَّد السُّلجوقي، كان قد بناها مُجاهِدُ الدِّينِ بهروز للسُّلطانِ مُحمَّد، ففُرِغَت قبل وفاتِه بيَسيرِ، وسَبَبُ الحَريقِ أنَّ جاريةً كانت تخضَّبَت ليلًا، فأسندت شمعةً إلى الخيش فاحتَرَق، وعَلِقَت النار منه في الدار، واحتَرَق فيها مِن مالِ زَوجةِ السُّلطان محمود بنت السُّلطان سنجر ما لا حَدَّ له من الجواهِرِ والحُلي والفَرشِ والثِّيابِ، وأقيم الغَسَّالون يُخَلِّصونَ الذَّهَب، وما أمكن تخليصُه، وكان الجوهَرُ جَميعُه قد هلك إلَّا الياقوت الأحمر. وترك السُّلطانُ الدارَ لم تجدَّد عِمارتُها، وتطيَّرَ منها؛ لأنَّ أباه لم يتمتَّع بها، ثمَّ احتَرَق فيها من أموالِهم الشيءُ العظيم، واحترق قبلها بأسبوعٍ جامِعُ أصبهان، وهو من أعظَمِ الجوامِعِ وأحسَنِها، أحرَقَه قومٌ مِن الباطنيَّةِ ليلًا وكان السُّلطانُ قد عزم على أخذِ حَقِّ البيع، وتجديدِ المُكوس بالعراق، بإشارةِ الوزيرِ السَّميرمي عليه بذلك، فتجَدَّد من هذين الحَريقَينِ ما هاله، واتَّعَظ فأعرَضَ عنه.

العام الهجري : 531 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1137
تفاصيل الحدث:

هرب تاجُ الدَّولةِ بهرام وزيرُ الحافظ لدينِ الله الفاطمي صاحِبِ مِصرَ، وكان قد استوزَرَه بعد قَتلِ ابنِه حَسَن، وكان نصرانيًّا أرمنيًّا، فتمَكَّنَ في البلاد واستعمَلَ الأرمن وعزل المُسلِمين، وأساء السيرةَ فيهم وأهانَهم هو والأرمنُ الذين ولَّاهم وطَمِعوا فيهم، فلم يكُنْ في أهلِ مِصرَ مَن أنِفَ ذلك إلَّا رضوان بنُ الريحيني؛ فإنَّه لَمَّا ساءه ذلك وأقلَقَه جَمَعَ جَمعًا كثيرًا وقَصَد القاهرة، فسمِعَ به بهرام، فهَرَب إلى الصعيد مِن غيرِ حَربٍ ولا قتال، وقصَدَ مدينةَ أُسوانَ فمَنَعَه واليها من الدُّخولِ إليها وقاتَلَه، فقَتَل السودانُ مِن الأرمنِ كثيرًا، فلمَّا لم يَقدِرْ على الدخولِ إلى أسوان أرسل إلى الحافِظِ يَطلُبُ الأمانَ فأمَّنَه، فعاد إلى القاهرةِ، فسُجِنَ بالقَصرِ، فبَقِيَ مُدَّةً، ثمَّ ترَهَّبَ وخرج من الحَبسِ. وأمَّا رضوانُ فإنَّه وزر للحافِظِ ولُقِّبَ بالمَلِك الأفضَلِ، وهو أوَّلُ وزيرٍ للمِصريِّينَ لُقِّبَ بالمَلِك.