الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.011 )

العام الهجري : 366 العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ سبكتكين مدينةَ غزنة وأعمالَها، وكان ابتداءُ أمرِه أنَّه كان مِن غِلمانِ أبي إسحاقَ بنِ البتكين، صاحِبِ جيش غزنة للسامانية، وكان مقَدَّمًا عنده، وعليه مدارُ أمرِه، وقدِمَ إلى بُخارى، أيَّامَ الأمير منصور بن نوح، مع أبي إسحاق، فعَرَفَه أربابُ تلك الدولة بالعقلِ والعفَّة، وجودةِ الرأي والصَّرامة، وعاد معه إلى غزنة، فلم يلبثْ أبو إسحاق أن توفِّيَ، ولم يخَلِّفْ من أهلِه وأقاربه من يصلُحُ للتقَدُّم، فاجتمع عسكَرُه ونظروا فيمن يلي أمْرَهم، ويجمَعُ كَلِمتَهم، فاختلفوا ثمَّ اتَّفَقوا على سبكتكين؛ لِما عَرَفوه من عقلِه ودينِه ومروءتِه، وكمالِ خِلالِ الخير فيه، فقَدَّموه عليهم، ووَلَّوه أمرَهم، وأطاعوه فوَلِيَهم، وأحسَنَ السِّيرةَ فيهم، وساس أمورَهم سياسةً حَسَنةً، وجعل نفسَه كأحدِهم في الحالِ والمال، وكان يدَّخِرُ من إقطاعِه ما يعمَلُ منه طعامًا لهم في كلِّ أُسبوعٍ مَرَّتين.

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

هو إيلك الخان عليُّ بنُ نصر أحدُ مُلوكِ الكرخانيين _ إيلك الخان: لَقَبُ ملوك الكرخانيِّين التركي- وكان أيلك خان خيِّرًا عادلًا محبًّا للدِّينِ وأهله. دخَلَت قبائِلُ الكرخانيِّينَ في الإسلامِ في نهاية القَرنِ الرَّابعِ، وقد تمكَّنَ إيلك الخان أن يأخُذَ بُخارى وسمرقند من السَّامانيِّين، ثمَّ حاول أن يتوسَّعَ في خُراسان، لكِنَّ السُّلطانَ محمودَ الغزنوي هَزَمَه في أكثَرَ مِن موقعة. توفِّيَ إيلك الخان وهو يتجهَّزُ للعَودِ إلى خراسان، ليأخُذَ بثأره من يمينِ الدَّولة الغزنويِّ، وكاتَبَ قدرخان وأخاه طغان خان ليُساعِداه على ذلك، فلمَّا توفِّيَ وَلِيَ بَعدَه أخوه طغان، فراسَلَ يَمينَ الدَّولة وصالَحَه، وقال له: المَصلحةُ للإسلامِ والمُسلِمينَ أن تشتَغِلَ أنت بغزوِ الهند، وأشتَغِلَ أنا بغزو التُّركِ، وأن يَترُكَ بَعضُنا بعضًا، فوافق ذلك هواه، فأجابه إليه، وزال الخِلافُ، واشتغلا بغَزوِ الكُفَّار.

العام الهجري : 451 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1060
تفاصيل الحدث:

لمَّا فَرغَ السُّلطانُ طُغرلبك مِن أَمرِ أَخيهِ إبراهيمَ ينال عاد يَطلُب العِراقَ، فأَرسلَ إلى البساسيري وقُريشٍ في إعادةِ الخَليفةِ إلى دارهِ على أن لا يَدخُل طُغرلبك العِراقَ، ويَقنَع بالخُطبةِ والسِّكَّةِ، فلم يُجِب البساسيري إلى ذلك، فرَحلَ طُغرلبك إلى العِراقِ، فانحَدرَ حَرَمُ البساسيري وأَولادُه، ورَحلَ أَهلُ الكَرخِ بنِسائِهم وأَولادِهم في دِجلةَ وعلى الظَّهرِ، وكان دُخولُ البساسيري وأَولادِه بغداد سادِسَ ذي القعدةِ سَنةَ خمسين وأربعمائة، وخَرَجوا منها سادِسَ ذي القعدة سَنةَ إحدى وخمسين وأربعمائة، ووَصلَ طُغرلبك إلى بغداد، ثم قام طُغرلبك على إعادةِ الخَليفةِ إلى بغداد، ثم اعتَذرَ من الخَليفةِ على التَّأَخُّرِ وقال: أنا أمضي خَلفَ هذا الكَلبِ -يعني البساسيري- وأَقصُدُ الشَّامَ، وأَفعلُ في حَقِّ صاحبِ مِصر ما أُجازي به فِعلَه. وقَلَّدَهُ الخَليفةُ بِيَدهِ سَيفًا، وعَبَرَ السُّلطانُ إلى مُعسكَرهِ، وكانت السَّنَةُ مُجْدِبَةً، ولم يَرَ النَّاسُ فيها مَطرًا.

العام الهجري : 507 العام الميلادي : 1113
تفاصيل الحدث:

توفِّيَ الملك رضوان بن تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان، صاحب حلب، وقام بعده بحلب ابنه ألب أرسلان الأخرس، وعمره ست عشرة سنة، وكان القيِّمُ عليه لؤلؤًا الخادم، وكانت أمور رضوان غير محمودة؛ قَتَل أخويه أبا طالب وبهرام، وكان يستعين بالباطنية في كثير من أموره لقِلَّة دينه، وكان الباطنية قد كثُروا بحلب في أيامه، حتى خافهم ابن بديع رئيس حلب، وأعيان أهلها، فلما توفي الملك رضوان قال ابن بديع لألب أرسلان بن رضوان في قَتْل الإسماعيلية والإيقاع بهم، فأمره بذلك، فقَبَض على مُقدَّمِهم أبي طاهر الصائغ، وعلى جميع أصحابه، فقتل أبا طاهر وجماعةً من أعيانهم، وأخذ أموال الباقين وأطلقهم؛ فمنهم من قصد الفرنج، وتفرقوا في البلاد، وسار أكثرهم إلى دمشق، وتولى تنظيم أمورهم فيها زعيم له اسمه بهرام.

العام الهجري : 645 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1247
تفاصيل الحدث:

في الوقتِ الذي خَرَجت فيه السفارة الثانية للمغول في 9 من ربيع الآخر 644 (24 من أغسطس 1246م) كانت هناك سفارة ثالثة خرجت في إثرِها، ضَمَّت رهبانًا من جماعة "الدومنيكان" وأوكلَت إليها مهمَّة مختلفة عن مهمَّة السفارتينِ السَّابقتَينِ، فقد أمَرَ البابا هذه السفارةَ أن تَصِلَ إلى أوَّلِ جيشٍ مغوليٍّ تُقابِلُه في فارس، وأن يحضَّ قائدَه على الامتناعِ عن نَهبِ النَّاِس، وبخاصَّةٍ النَّصارى منهم، وأن يعتَنِقَ النصرانيَّة، وأن يتوبَ عن خطاياه، فالتَقَت السِّفارةُ بجيشِ المغولِ في "تبريز" في 17 من المحرم 645 (24 من مايو 1247م) وكان ردُّ قائد الجيشِ المغولي أنَّ رسالة البابا أدَّت إليه النصيحةَ بعدم القتلِ، وأنَّه يرفُضُ دعوته إلى اعتناقِ النصرانية، وعلى البابا وملوكِ أوروبا أن يُعلِنوا خضوعَهم لسلطانِ المغول. ومِن ثمَّ لم تؤدِّ السفاراتُ الثلاث ما كان يطمَحُ له البابا من جذبِ المغول الوثنيِّين إلى النصرانيَّة ووقوفِهم معه ضِدَّ المسلمين.

العام الهجري : 724 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1324
تفاصيل الحدث:

هو نور الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعيُّ، له تصانيفُ، وقرأ مسند الشافعي على وزيرة بنت المنجا، ثمَّ إنه أقام بمصر، وقد كان في جملةِ خُصومِ شَيخِ الإسلام ابن تيمية، أراد بعضُ رجال الدولة قَتْلَه فهرب واختفى عند ابن تيميَّة لَمَّا كان مقيمًا بمصر، وما مثالُه إلَّا مثالُ ساقيةٍ ضعيفةٍ كَدِرة لاطمت بحرًا عظيمًا صافيًا، أو رملةٍ أرادت زوال جبل، وقد أضحك العقلاءَ عليه، وقد أراد السلطانُ قَتْلَه فشَفِعَ فيه بعض الأمراء، ثم أنكر مرَّةً شيئًا على الدولةِ فنُفِيَ من القاهرة إلى بلدةٍ يقال لها: ديروط، فكان بها حتى توفِّيَ يوم الاثنين سابع ربيع الآخر، ودفن بالقرافة، وكانت جنازتُه مشهورةً غيرَ مشهودة، وكان شيخُه ينكِرُ عليه إنكارَه على ابن تيمية، ويقولُ له أنت لا تحسِنُ أن تتكَلَّم، ولشيخ الإسلام الردُّ المشهور عليه المعروف باسم الردِّ على البكري أو الاستغاثةِ.

العام الهجري : 821 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1418
تفاصيل الحدث:

هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي, ولد سنة 765 بقلقشند إحدى قرى القليوبية قرب القاهرة، وبرع القلقشندي بالعربية والإنشاء، وكان عالِمًا بالأنساب، عَمِلَ بديوان الإنشاء في عهد السلطان المملوكي الظاهر برقوق الشركسي ويعتبر كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشاء من أهم كتبه، بل يعتبر من أهم الكتب التي جمعت عدة معارف يحتاج إليها الكاتب: من الخط، والقلم، والمِداد، والجغرافية، والتاريخ، والأنساب، والبلاغة، والأدب، وفيه يصِفُ ويُعَرِّف بكثير من الأشياء بمصر سواء بالأماكن أو المصطلحات المستخدمة وقتها، وله كتاب: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، وله قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، وغيرها، توفي ليلة السبت عاشر جمادى الآخرة عن خمس وستين سنة.

العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:

هو إبراهيم الشريف أحد بايات وولاة تونس من الأسرة المرادية، تولى الحكم من عام 1702 حتى 1705 وهي الفترة المتأزمة التي تلت نهاية حكم المراديين وبداية حكم الحسينيين على يد حسين بن علي. كان أمير جند البايات المراديين بتونس وآغا الصبايحية. قتل مراد باي الثالث عام 1702م بأمر من العثمانيين كما قضى على كافة أبناء وأحفاد حمودة باشا، منهيًا بذلك فترة حكم المراديين بتونس. عيَّنه جند الصبايحية بايا، ثم عُيِّن باشا من قبل السلطان العثماني، ثم صار دايا، فشغل بذلك كافة المناصب على رأس الإيالة التونسية، ولكنه فشل في استعادة النظام نظرًا لأعمال الشغب والاضطرابات التي قامت منذ رحيل آخر البايات المراديين. عُزل إبراهيم الشريف من الحكم ثم أُسِر بعد هجوم جزائري على تونس, بعد أن حكم تونس ثلاث سنوات باسم العثمانيين، ومات بعد إطلاقه من الأسر خلال هذه السنة.

العام الهجري : 1288 العام الميلادي : 1871
تفاصيل الحدث:

أمر الخديوي إسماعيلُ باشا وزيرَ معارفه علي باشا مبارك بإنشاء دار العلوم عام 1872م لتصبحَ مؤسَّسةً تنويريَّةً حضارية، وقد أضيفت إلى جامعة القاهرة 1946م. وكانت كلية (دار العلوم) من قَبلُ تسمى (مدرسةَ دار العلوم)، وقد تطوَّرت (دار العلوم) إلى أن أصبحت إحدى المدارس العالية، وظلَّت كذلك إلى أن ضُمَّت لجامعة القاهرة، وأصبحت تسمى (كلية دار العلوم) محتفظةً باسمها التاريخي العزيز، وكلمة (علوم) التي يضمها اسمُ الكلية تَعني العلوم العربية والإسلامية، ودارُ العلوم كليةٌ تخرِّجُ متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية، ويستطيع المتخرجُ في كلية دار العلوم أن يعمَلَ في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحِلِ التعليم المختَلِفة، كما يمكِنُه العمل في مجالاتٍ أخرى، مثل الصحافة، والإذاعة المسموعة والمرئية والثقافية وغيرِها.

العام الهجري : 497 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1104
تفاصيل الحدث:

في هذه السنة وقع الصلح بين الأخوين السلطانين بركيارق ومحمد ابني ملكشاه. وكان سببه أن الحروب تطاولت بينهما، وعمَّ الفساد، فصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والقرى محرقة، والسلطنة مطموعًا فيها، محكومًا عليها، فلما رأى السلطانُ بركيارق المالَ عنده معدومًا، والطمع من العسكر زائدًا، أرسل القاضي أبا المظفر الجرجاني الحنفي، وأبا الفرج الهمذاني، المعروف بصاحب قراتكين، إلى أخيه محمد في تقرير قواعد الصلح، فسار إليه وهو بالقرب من مراغة، فذكرا له ما أُرسِلا فيه، ورغَّباه في الصلح وفضيلته، وما شمل البلادَ من الخراب، وطَمَع عدوِّ الإسلام في أطراف الأرض، فأجاب إلى ذلك، وأرسل فيه رسلًا، واستقر الأمر، وحلف كلُّ واحد منهما لصاحبه، وتقررت القاعدة: أن السلطان بركيارق لا يعترض أخاه محمدًا في الطبل -كان من شعائر السلطنة أن تضرب الطبلخانات للسلطان خمس مرات في اليوم- وألَّا يُذكَر معه على سائر البلاد التي صارت له، وألَّا يكاتب أحدهما الآخرَ، بل تكون المكاتبة من الوزيرين، ولا يعارض أحدٌ من العسكر في قصد أيِّهما شاء، فأجاب بركيارق إلى هذا، وزال الخلاف والشغب، وأرسل السلطان محمد إلى أصحابه بأصبهان يأمرهم بالانصراف عن البلد، وتسليمه إلى أصحاب أخيه، وسار السلطان بركيارق إلى أصبهان، فلما سلمها إليه أصحاب أخيه دعاهم إلى أن يكونوا معه وفي خدمته، فامتنعوا ورأوا لزوم خدمة صاحبهم، فسمَّاهم أهل العسكرين جميعًا: أهل الوفاء، وتوجهوا من أصبهان، ومعهم حريم السلطان محمد إليه، وأكرمهم بركيارق، وحمل لأهل أخيه المالَ الكثير، ومن الدواب ثلاثمائة جمل، ومائة وعشرين بغلًا تحمِلُ الثِّقلَ، وسَيَّرَ معهم العساكر يخدمونهم. ولما وصلت رسل السلطان بركيارق إلى الخليفة المستظهر بالله بالصلح، وما استقرت القواعد عليه، حضر إيلغازي بالديوان، وسأل في إقامة الخطبة لبركيارق، فأجيب إلى ذلك، وفي ذي القعدة سُيِّرَت الخِلَع من الخليفة للسلطان بركيارق، وللأمير إياز، ولوزير بركيارق، والعهد بالسلطنة، وحلفوا جميعهم للخليفة وعادوا.

العام الهجري : 577 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

هو أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله مصغر بن أبي سعيد بن سليمان الأنباري النحوي صاحب التصانيف المفيدة، من الأئمَّة المشار إليهم في علمِ النحو، وُلِدَ في شهر ربيع الآخر سنة 513, وسكن بغداد من صباه إلى أن مات، وتفقَّه على مذهب الشافعي، بالمدرسة النظامية وتصدَّر لإقراءِ النحو بها، وصار شيخَ العراق في الأدب غيرَ مُدافَع له. تولى التدريس في بغداد, وقَصَده طلابُ العلم من سائر الأقطار, يقول ابنُ خَلِّكان: "اشتغل عليه خلقٌ كثيرٌ وصاروا عُلَماء، ولَقِيتُ جماعة منهم، وصَنَّف في النحو كتاب "أسرار العربية" وهو سهل المأخذ كثير الفائدة، وله كتاب "الميزان" في النحو، وله كتاب في "طبقات الأدباء" جمع فيه المتقَدِّمين والمتأخرين مع صغر حجمه، وكتُبُه كلها نافعة، وكان نفَسُه مباركًا ما قرأ عليه أحدٌ إلا وتميز". ثم انقطع ابن الأنباري في منزله مشتغلًا بالعلم والعبادة والإفادة، قال الموفق عبد اللطيف البغدادي: "لم أر في العُبَّاد والمنقطعين أقوى منه في طريقِه، ولا أصدق منه في أسلوبه، جِدٌّ مَحضٌ لا يعتريه تصَنُّع، ولا يَعرِف الشرورَ ولا أحوال العالَم. كانت له دارٌ يَسكُنُها، وحانوت ودار أخرى يتقَوَّت بأجرتهما، سيَّرَ له المستضيء خمس مائة دينار فردَّها، وكان لا يُوقَد عليه ضوء، وتحته حصير قصب، وثوبَا قُطن، وله مائة وثلاثون مصنفًا" ومن تصانيفه في المذهب "هداية الذاهب في معرفة المذاهب" و"بداية الهداية" وفي الأصول "الداعي إلى الإسلام في أصول الكلام" و"النور اللائح في اعتقاد السلف الصالح" وغير ذلك، وفي الخلاف "التنقيح في مسلك الترجيح"، و"الجمل في علم الجدل" وغير ذلك، وفي النحو واللغة ما يزيد على الخمسين مصنَّفًا، وله شعر حسن كثير, ثم انقطع في آخر عمره في بيته مشتغلًا بالعلم والعبادة، وتَرَك الدنيا ومجالسة أهلها، ولم يزل على سيرة حميدة إلى أن توفي ليلة الجمعة تاسع شعبان من هذه السنة ببغداد، ودُفِنَ بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

العام الهجري : 822 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1419
تفاصيل الحدث:

في سابع جمادى الأولى استُدعِيَ بطرك النصارى، وقد اجتمع القضاة ومشايخ العلم عند السلطان، فأُوقِفَ على قدميه، ووُبِّخ وقُرِّع، وأنكر عليه ما بالمسلمين من الذلِّ في بلاد الحبشة، تحت حكم الحطي متملِّكِها، وهُدِّد بالقتل، فانتدب له محتسب القاهرة صدر الدين أحمد بن العجمي وأسمعه المكروه له من أجل تهاون النصارى فيما أُمروا به من التزام الذلة والصغار في ملبسهم وهيأتهم، وطال الخطابُ في معنى ذلك إلى أن استقر الحال على ألَّا يباشر أحد من النصارى في ديوان السلطان، ولا عند أحد من الأمراء، ولا يخرج أحد منهم عمَّا يُلزمون به من الصَّغار، ثم طلب السلطان الأكرم فضائل النصراني كاتب الوزير، وكان قد سُجِنَ منذ أيام، فضربه بالمقارع وشَهَره بالقاهرة، عُريانًا بين يدي المحتَسِب، وهو ينادي عليه: هذا جزاء من يباشر من النصارى في ديوان السلطان، ثم سُجِن بعد إشهاره، فانكفَّ النصارى عن مباشرة الديوان ولزموا بيوتهم، وصغَّروا عمائِمَهم، وضيَّقوا أكمامهم، والتزم اليهود مثل ذلك، وامتنعوا جميعهم من ركوب الحمير في القاهرة، فإذا خرجوا من القاهرة ركبوا الحمير عَرضًا، وأنف جماعة من النصارى أن يفعلوا ذلك، وبذلوا جهدهم في السعي لإبطاله، فلما لم يجابوا إلى عودهم إلى ما كانوا عليه، تتابع عدةٌ منهم في إظهار الإسلام، وصاروا من ركوب الحمير إلى ركوبِ الخيول المسوَّمة، والتعاظم على أعيان أهل الإسلام، والانتقام منهم بإذلالِهم، وتعويق معاليمِهم ورواتِبِهم، حتى يخضعوا لهم، ويتردَّدوا إلى دورهم، ويلحُّوا في السؤال لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونادى المحتسب في شوارع القاهرة ومصر بأن النصارى واليهود لا يمرون في القاهرة إلا مشاةً غيرَ ركَّاب، وإذا ركبوا خارج القاهرة فليركبوا الحمير عرضًا، ولا يلبَسوا إلا عمائم صغيرة الحجم، وثيابًا ضيقةَ الأكمام، ومن دخل منهم الحمَّام فليكُنْ في عنُقِه جَرَس، وأن تلبس نساءُ النصارى الأُزُرَ الزُّرْقَ، ونساءُ اليهود الأزُرَ الصُّفْرَ، فضاقوا بذلك، واشتدَّ الأمر عليهم، فسَعَوا في إبطاله سعيًا كبيرًا، فلم ينالوا غرضًا، وكبست عليهم الحمامات، وضُرِب جماعة منهم لمخالفته، فامتنع كثير منهم عن دخول الحمَّام، وعن إظهار النساءِ في الأسواق.

العام الهجري : 824 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1421
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ الظاهر سيف الدين أبو الفتح ططر بن عبد الله الظاهري الشركسي, ربَّاه بعض التجار، وعلَّمه شيئًا من القرآن وفِقهَ الحنفية، وقَدِمَ به القاهرة في سنة 801، وهو صبيٌّ، فدل عليه الأمير قانبيه العلاي لقرابته به، فسأل السلطان الملك الظاهر برقوق فيه حتى أخذه من تاجره، ونزله في جملة مماليك الطباق، فنشأ بينهم، وكان الملك الظاهر برقوق أعتقه بسفارة الأمير جرباش الشيخي. بعد وفاة الملك المؤيد شيخ بويعَ ابنُه الملك المظفر أحمد، وقام الأمير الكبير ططر بأعباء الدولة، وخلع عليه لالا -مربي- للسلطان وكافله. ثم عزل ططر المظفر أحمد؛ لصِغَر سنِّه، وأخذ البيعة بالسلطنة لنفسه, وفي أول ذي الحجة يوم الخميس زاد مرض السلطان الظاهر ططر، والإرجاف بمرضه كبير، ثم في يوم الجمعة استدعى الخليفة والقضاة إلى القلعة، وقد اجتمع الأمراء والمباشرون والمماليك، وعهد السلطان لابنه الأمير محمد، وأن يكون القائم بدولته الأمير جانبك الصوفي، والأمير برسباي الدقماقي لالا -مربي السلطان- فحلف الأمراء على ذلك، كما حلفوا لابن الملك المؤيد، فلما كانت ضحوة نهار الأحد رابعَه توفي السلطان، فاضطرب الناس ساعة، ثم غُسِّل وأخرج من باب السلسلة، وليس معه إلا نحو العشرين رجلًا، حتى دُفن بجوار الليث بن سعد من القرافة، فكانت مدة تحكمه منذ مات المؤيد أحد عشر شهرًا تنقص خمسة أيام، منها مدة سلطنته أربعة وتسعين يومًا، أما السلطان الجديد فهو محمد بن الظاهر ططر أقيم في السلطنة بعهد أبيه إليه، وعمره نحو العشر سنين، عقيب موت أبيه، وفي يوم الأحد رابع ذي الحجة من هذه السنة اجتمع الأمراء بالقلعة إلا الأمير جانبك الصوفي فإنه لم يحضر، فما زالوا به حتى حضر، وأجلسوا السلطان، ولقَّبوه بالملك الصالح ناصر الدين، وفوَّض الخليفة إلى الأمير الكبير نظام الملك برسباي أمورَ المملكة بأسرها؛ ليقوم بها إلى أن يبلغ السلطان رُشدَه، وحكم بصحة ذلك قاضي القضاة الحنفي.

العام الهجري : 848 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1444
تفاصيل الحدث:

في يومِ السبت سادس عشر شهر ربيع الأول خرج الغُزاة من القاهرة، فنزلوا في المراكبِ من ساحل بولاق؛ وقصدوا الإسكندرية ودمياط؛ ليركبوا من هناك البحرَ المالح، والجميعُ قصْدُهم غزو رودس، وكانوا جمعًا موفورًا، ما بين أمراء وخاصكية ومماليك سلطانية ومطوعة، وكان مقَدَّمَ الجميع في هذه الغزوة الأميرُ إينال العلائي الدوادار الكبير، وكانت المماليك السلطانية في هذه الغزوة تزيد عدتهم على ألف مملوك، هذا خارجٌ عمَّن سافر من المطوِّعة، وأضاف إليهم السلطان جماعةً كبيرة من أمراء البلاد الشامية، ورسمَ لهم أن يتوجَّهَ الجميع إلى طرابلس، ليضافَ إليهم العسكر الشامي، ويسير الجميع عسكرًا واحدًا، ففعلوا ذلك، وفي يوم الخميس حادي عشر شهر ربيع الآخر سار الجميع من ثغر الإسكندرية ودمياط إلى طرابلس، ثم من طرابلس إلى رودس، حتى نزلوا على برِّها بالقرب من مدينتها في الخيم، وقد استعدَّ أهلها للقتال، فأخذوا في حصار المدينة، ونصبوا عليها المجانيق والمكاحل، ورمَوا على أبراجها بالمكاحل والمدافع، واستمرُّوا على قتال أهل رودس في كل يوم، هذا ومنهم فرقةٌ كبيرة قد تفرَّقت في قرى رودس وبساتينها ينهَبون ويسبون، واستمَرُّوا على ذلك أيامًا، ومدينة رودس لا تزداد إلَّا قوة؛ لشدة مقاتليها ولعِظَم عمارتِها، وقد تأهَّبوا للقتال وحصَّنوا رودس بالآلات والسلاح والمقاتلة، وصار القتالُ مستمرًّا بينهم في كل يوم، وقُتل من الطائفتين خلائقُ كثيرة، هجم عليهم الفرنج في عدة كبيرة من المراكب، فبرز إليهم يلخجا ومن معه، وقاتلوهم قتالًا عظيمًا، حتى نصر اللهُ المسلمين، وانهزم الفرنجُ وغنم المسلمون منهم، كل ذلك وقتال رودس مستمرٌّ في كل يوم، والعساكرُ في غاية ما يكون من الاجتهاد في قتال رودس، غير أن رودس لا يزداد أمرُها إلا قوة؛ لعِظَمِ استعداد أهلها للقتال، ولما كان في بعض الأيام وقع للمسلمين محنة عظيمة، قُتِلَ فيها جماعة كبيرة من أعيان الغزاة من الخاصكية وغيرهم؛ حيث كانوا بائتين في كنيسةٍ فطرقهم الفرنج وقتلوهم، ودام القتالُ بعد ذلك في كلِّ يوم بين عساكر الإسلام وبين فرنج رودس أيامًا كثيرة، فعند ذلك أجمع المسلمون على العود، وركبوا مراكبَهم، وعادوا إلى أن وصلوا إلى ثغر الإسكندرية ودمياط، ثم قَدِموا إلى القاهرة.

العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

كان الشيخُ الإمام محمد شامل الداغستاني في عام 1834م قد دعا جميعَ رؤساء القبائل وكبار القضاة إلى اجتماعٍ في منطقةٍ وسطَ جبال القوقاز وتباحَثوا في أمرِ جهادِ الرُّوسِ، فبادر الإمامُ شامل بوضع القواعدِ اللازمة للارتقاءِ بالمقاومة الإسلاميَّةِ ضِدَّ الروس، وحوَّل القبائل إلى شَعبٍ واحدٍ، وقسَّم المناطِقَ إلى أقسامٍ عِدَّةٍ ووضع لكلِّ قسمٍ نائبًا يأخذُ على عاتقه الأمورَ الشرعيَّةَ والعُرفيَّةَ والعسكرية, وأنشأ ديوانًا أعلى للقضاءِ كان مقَرُّه في الشيشان مهمَّتُه تنفيذُ الأحكام الشرعية، وأنشأ المصانِعَ لإنتاج الأسلحة والذخائر, ووضع الشيخُ شامل تنظيمًا لحكمِ البلاد تحت رئاستِه والتفَّتْ شعوبُ القوقاز كلُّها حوله بعد أن نجحَ في ترسيخِ أحكام الإسلام في نفوسِ المسلمين وتربيتِهم التربيةَ الروحيَّةَ الجهاديَّةَ في سبيل اللهِ؛ لذلك انطلق المجاهِدون في حروبِهم ضِدَّ الروس من خلال فَهمِهم لعقيدةِ الجهاد الذي يُعتبر ذِروةَ سَنامِ الإسلام، واستطاع الشيخُ شامل خلال ثلاثين سنة إجلاءَ الروس من معظم بلاد القوقاز، وأنزل بهم هزائِمَ ساحقة، وانتشرت أخباره إلى أرجاء أوروبا، وأصبحت بطولاتُه رمزًا للأمم المقهورة, مِمَّا أثار الروسَ، فرصدوا مكافأةً لِمن يأتي برأسِ الإمام شامل 45.000 روبل فكتب الإمامُ شامل إلى الجنرال الروسي يقول فيه: "كم كانت سعادتي حين علمتُ أنَّ رأسي تساوي هذا الثَّمَنَ الضخمَ، ولكنك لن تكون سعيدًا حينما أُخبرك أنَّ رأسَك ورأس القيصر ذاتِه لا يساوي لديَّ كوبيكا واحدًا!" وقع الإمامُ شامل ضحيَّةَ التسويات الدولية؛ ففي 1856 انتهت الحربُ التركية الروسية وهو ما سمح لروسيا بالتركيزِ بقوَّتِها على الجبهة القوقازية بقوة 300,000 مقاتل، وأُوكِلت المهمة إلى الجنرال الشاب أليكساندر إيفانوفيتش بارياتسكي، فدفع بقواتِه بالهجوم من جميع الجهات على قوَّات الإمام شامل، حتى تمكَّنوا مِن أسْرِه عام (1859م) ومِن ثمَّ نَفْيه إلى خارج منطقة القوقاز. ولكِنَّه أُخلي سبيلُه بعد ذلك بشروطٍ أهمُّها الجلاءُ عن البلاد.