الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 514 العام الميلادي : 1120
تفاصيل الحدث:

خرج الكرج، وهم الخزر، إلى بلاد الإسلام، وكانوا قديمًا يُغيرون، فامتنعوا أيام السلطان ملكشاه إلى آخر أيام السلطان محمد، فلما كانت هذه السنة خرجوا ومعهم قفجاق وغيرهم من الأمم المجاورة لهم، فتكاتب الأمراء المجاورون لبلادهم، واجتمعوا، منهم: الأمير إيلغازي صاحب ماردين، ودبيس بن صدقة صاحب الحلة، وكان عنده، والملك طغرل بن محمد، وأتابكه كنتغدي، وكان لطغرل بلد أران، ونقجوان إلى أرس، فاجتمعوا وساروا إلى الكرج، فلما قاربوا تفليس، وكان المسلمون في عسكر كثير يبلغون ثلاثين ألفًا، التقوا واصطفَّت الطائفتان للقتال، فخرج من القفجاق مائتا رجل، فظنَّ المسلمون أنهم مستأمنون، فلم يحترزوا منهم، ودخلوا بينهم، ورموا بالنشاب، فاضطرب صفُّ المسلمين، فظنَّ من بعد أنها هزيمة، فانهزموا، وتبع الناس بعضهم بعضًا منهزمين، ولشدة الزحام صدم بعضهم بعضًا، فقتل منهم عالم عظيم، وتبعهم الكفارُ عشرة فراسخ يقتُلون ويأسِرون، فقُتل أكثرهم، وأسروا أربعة آلاف رجل، ونجا الملك طغرل، وإيلغازي، ودبيس، وعاد الكرج فنهبوا بلاد الإسلام، وحصروا مدينة تفليس، واشتد قتالهم لمن بها، وعظم الأمر، وتفاقم الخطب على أهلها، ودام الحصار إلى سنة 515 فملكوها عَنوةً، وكان أهلها لما أشرفوا على الهلاك قد أرسلوا قاضيها وخطيبها إلى الكرج في طلب الأمان، فلم تُصغِ الكرج إليهما، ودخلوا البلد قهرًا وغلبة، واستباحوه ونهبوه، ووصل المستنفرون منهم إلى بغداد مستصرِخين ومُستنصرين سنة ست عشرة وخمسمائة، فبلغهم أن السلطان محمودًا بهمذان، فقصدوه واستغاثوا به فسار إلى أذربيجان، وأقام بمدينة تبريز شهر رمضان، وأنفذ عسكرًا إلى الكرج.

العام الهجري : 582 العام الميلادي : 1186
تفاصيل الحدث:

كان القُمُّص- كبير القساوسة- صاحِبُ طرابلس، واسمُه ريمند بن ريمند الصنجيلي، قد تزوج بالقومصة، صاحِبةِ طبريَّة، وانتقل إليها، وأقام عندها بطبريَّة، ومات ملك الفرنج بالشام، وكان مجذومًا، وأوصى بالمُلك إلى ابن أختٍ له، وكان صغيرًا، فكفَلَه القُمُّص، وقام بسياسة الملك وتدبيره؛ لأنه لم يكن للفرنج ذلك الوقتَ أكبَرُ منه شأنًا، ولا أشجَعُ ولا أجود رأيًا منه، فطَمِعَ في الملك بسبب هذا الصغير، فاتفق أن الصغير توفِّيَ، فانتقل المُلكُ إلى أمه، فبطل ما كان القُمُّص يحَدِّثُ نفسه به، ثمَّ إن هذه الملكة هَوِيَت رجلًا من الفرنج الذين قَدِموا الشام من الغرب اسمُه كي، فتزوجَتْه، ونَقَلت المُلك إليه، وجعلت التاجَ على رأسه، وأحضَرَت البطريك والقسوس والرهبان والإسبتارية والدواية والبارونية، وأعلمَتْهم أنَّها قد ردت المُلكَ إليه، وأشهدَتْهم عليها بذلك، فأطاعوه، ودانوا له، فعَظُمَ ذلك على القمص، وسُقِطَ في يديه، وطُولِبَ بحساب ما جبى من الأموالِ مُدَّةَ ولاية ذلك الصبي، فادَّعى أنه أنفَقَه عليه، وزاده ذلك نفورًا، وجاهَرَ بالمُشاقة والمباينة، وراسل صلاحَ الدين وانتمى إليه، واعتضَدَ به، وطلب منه المساعدةَ على بلوغ غَرَضِه من الفرنج، ففرح صلاحُ الدين والمُسلِمون بذلك، ووعده النصرةَ والسعيَ له في كل ما يريده، وضَمِنَ له أنه يجعَلُه ملكًا مستقلًّا للفرنج قاطبةً، وكان عنده جماعةٌ من فرسان القُمُّص أسرى فأطلَقَهم، فحَلَّ ذلك عنده أعظَمَ مَحَلٍّ، وأظهَرَ طاعة صلاح الدين، ووافقه على ما فعل جماعةٌ من الفرنج، فاختلفت كلمتُهم وتفَرَّق شَملُهم، وكان ذلك من أعظم الأسبابِ الموجبة لفتح بلادِهم، واستنقاذِ بيتِ المقدسِ منهم، وسيَّرَ صلاح الدين السَّرايا من ناحيةِ طبرية، فشُنَّت الغارات على بلاد الفرنج، وخَرَجَت سالمة غانمة، فوهَن الفرنج بذلك، وضَعُفوا وتجرأ المسلمونَ عليهم وطَمِعوا فيهم.

العام الهجري : 1298 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:

بعد أن احتَلَّت فرنسا الجزائِرَ سنة 1246هـ عَزَمت على احتلالِ تونس وقامت مقابِلَ ذلك بالتنازُلِ لإنكلترا عن مصرَ، فبدأت بالتدخُّل أولًا في أمورِ الدولة بحجَّة الديون، ثمَّ قامت باستغلالِ خلافٍ افتعلَتْه على الحدودِ مع الجزائِرِ، واتَّهَمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنَّها لا بدَّ لها من التدخُّل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملةٍ عسكرية، ودخلت الأراضيَ التونسية، ثمَّ لم تلبَثْ أن وصَلَت إلى قصرِ باردو الذي كان فيه حاكِمُ تونس الباي محمد الصادق، وفَرَضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجالِ دولته، وعرض عليهم الأمرَ، وكان الحاضِرون يميلون إلى رَفضِ الحماية وإعلان المقاوَمةِ والجهادِ وتعبئة الأمَّة لذلك، لكِنَّ ذلك لم يجِدْ آذانًا مُصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلعِ الباي محمد الصادق عن العَرشِ وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانَه إذا رفضَ التوقيعَ على المعاهدة، وكان ممثِّلو الاحتلال الفرنسي ينتَظِرون في غرفةٍ مجاورة للحجرةِ التي اجتمع فيها السلطانُ برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملًا نسخَتَي المعاهدة وقد وقَّع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلالُ الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عُرِفَت بمعاهدة "باردو" وتضَمَّنت هذه المعاهدة تقييدَ سلطة الباي، ووضْعَه تحت حماية فرنسا، وسلَبَت تونسَ كُلَّ مقومات الدولة المستقِلَّة. وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكِمَ الحقيقيَّ للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القواتُ الفرنسيَّةُ، وأصبحت تفرِضُ نفسَها كالاحتلالِ العسكريِّ تمامًا، فأصبحت تونس تحت النفوذِ الفرنسي واحتلالِه، ثم بدأت بفَرْنَسةِ تُونسَ، بتنفيذِ عِدَّة إجراءاتٍ ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عَدَّلت معاهدةَ الحماية السابقة قسرًا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!

العام الهجري : 1400 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

هو الدكتور يَحيى أمين المشد؛ عالِمُ ذَرَّةٍ مصريٌّ وأستاذٌ جامعيٌّ، وُلِد يحيى المشد في مصرَ في مدينةِ بَنْها سنة 1932، وتعلَّم في مدارسِ طنْطا، وتخرَّج من قِسم الكهرباء في كُلِّية الهندسة جامعة الإسكندريةِ سَنة 1952، اختِيرَ لِبَعثة الدكتوراه إلى لَندنَ سنة 1956، لكنَّ العُدوانَ الثُّلاثي على مصرَ حوَّلها إلى مُوسكو، ثم عاد بعدها سَنة 1963 متخصِّصًا في هَندسة المفاعِلات النَّووية. وعندَ عَودتِه انضمَّ إلى هَيئة الطاقة النَّووية المصريةِ؛ حيث كان يقومُ بعمَلِ الأبحاثِ، وانتقَلَ إلى النرويجِ بيْن سَنتيْ 1963 و1964، ثم عاد بعْدَها وعمِلَ أستاذًا مساعدًا بكُلِّية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وما لَبِثَ أن تمَّت ترقيتُه إلى دَرجةِ "أستاذ"؛ حيث قام بالإشرافِ على الكثيرِ من الرَّسائل الجامعيةِ، ونشَرَ أكثرَ مِن (50) بحثًا. وبعد حَرْب يونيو 1967 تمَّ تَجْميد البرنامج النَّوويِّ المصري؛ مما أدَّى إلى إيقافِ الأبحاث في المجالِ النَّووي، وأصبح الوضعُ أصعَبَ بالنسبةِ له بعد حرْبِ 1973؛ حيث تمَّ تحويلُ الطاقات المصريةِ إلى اتِّجاهات أُخرى. وكان لِتَوقيع صدَّام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتِّفاقية التَّعاون النووي مع فَرنسا أثَرُه في جَذْب العُلماء المصريين إلى العراقِ؛ حيث انتقَلَ للعمَلِ هناك، ودرَّسَ في الجامعة التِّكنولوجية في قِسم الهندسةِ الكهربائية. وقام برَفْضِ بعضِ شُحنات اليورانيوم الفَرنسية؛ حيث اعتَبَرها مُخالِفةً للمواصفات، وأصرَّت بعدها فَرنسا على حُضوره شخصيًّا إليها لتَنسيقِ استلام شُحنة اليورانيوم. وفي يومِ السبت 30 رجب / 14 يونيه، وفي حُجرة رقم (941) بفندق المريديان بباريسَ؛ عُثِر على الدكتور يحيى المشد جُثةً هامدةً مهشَّمةَ الرأسِ، ودِماؤه تغطِّي سَجادةَ الحُجْرة. وقد أُغلِقَ التحقيقُ الذي قامت به الشُّرطة الفرنسيَّة على أنَّ الفاعل مَجهولٌ!

العام الهجري : 392 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1002
تفاصيل الحدث:

هو أبو الفَتحِ عُثمانُ بنُ جِنِّيٍّ، المَوصِليُّ النَّحويُّ اللُّغَويُّ المشهور، كان إمامًا في عِلمِ العربيَّة، صاحِبَ التصانيف الفائقة المُتداولة في النَّحو واللغة. قرأ الأدبَ على الشيخِ أبي عليٍّ الفارسيِّ، فارقه وقعَدَ للإقراء بالمَوصِل، وكان أبوه جِنِّيٌّ مملوكًا روميًّا لسُلَيمانَ بنِ فَهدِ بنِ أحمد الأزدي المَوصِليِّ، وابنُ جِنيٍّ واحِدٌ من أنفَعِ العُلَماءِ في علومِ العَرَبيَّة على مرِّ التاريخ، له مُؤَلَّفاتٌ عظيمةٌ تدُلُّ على نبوغِه الفَذِّ، مثل: "الخَصائص"، و "سِرُّ صناعة الإعراب"، و "المُنصِف في شرح تصريف أبي عثمان المازني" وغيرها. وكان ملازِمًا للبُويهيِّينَ، ويقال: إنَّه كان خَدَم ملوكَ بني بُوَيه، كعَضُدِ الدَّولةِ وشَرَف الدولة، وكان يَلزَمُهم, وله أشعارٌ حَسَنةٌ. وقيل: إنَّه كان أعوَرَ, توفِّيَ وهو في عشرِ السَّبعين.

العام الهجري : 472 العام الميلادي : 1079
تفاصيل الحدث:

كان خمارتكين وكوهرائين يَسعَيانِ في قَتْلِ ابنِ عَلَّان اليَهوديِّ، ضامِنِ البَصرَةِ، وكان مُلتَجِئًا إلى نِظامِ المُلْكِ، وكان بين نِظامِ المُلْكِ وبين خمارتكين الشرابي وكوهرائين عَداوَةٌ، فسَعَيا باليهوديِّ لذلك، فأَمَرَ السُّلطانُ ملكشاه بتَغرِيقِه فغُرِّقَ، وانقَطعَ نِظامُ المُلْكِ الوَزيرُ عن الرُّكوبِ ثلاثةَ أيامٍ، وأَغلقَ بابَه، ثم أُشِيرَ عليه بالرُّكوبِ فرَكِبَ، وعَمِلَ للسُّلطانِ دَعوةً عَظيمةً قَدَّمَ له فيها أَشياءَ كَثيرةً، وعاتَبَهُ على فِعلِه، فاعتَذرَ إليه، وكان أَمْرُ اليهوديِّ قد عَظُمَ إلى حَدِّ أنَّ زَوجتَه تُوفِّيَت، فمَشَى خَلفَ جَنازَتِها كلُّ مَن في البَصرَةِ، إلَّا القاضي، وكانت له نِعمةٌ عَظيمةٌ، وأَموالٌ كَثيرةٌ، فأَخذَ السُّلطانُ منه مائةَ ألفِ دِينارٍ، وضَمِنَ خمارتكين البَصرةَ كلَّ سَنَةٍ بمائةِ ألفِ دِينارٍ ومائةِ فَرَسٍ.

العام الهجري : 550 العام الميلادي : 1155
تفاصيل الحدث:

كان نَجمُ الدينِ أيوبُ نائِبَ بعلبك، وعلى قَلعَتِها رَجلٌ يُقالُ له الضَّحَّاكُ البِقاعيُّ، فكاتَبَ نَجمُ الدينِ نورَ الدينِ محمودًا، ولم يَزَل نورُ الدينِ يَتلَطَّف البِقاعيَّ حتى أَخَذَ منه القَلعةَ ثم استَدعَى نَجمَ الدينِ أيوبَ إليه بدمشق فأَقطَعَهُ إِقطاعًا حَسَنًا، وأَكرَمهُ. مِن أَجلِ أَخيهِ أَسَدِ الدينِ، فإنه كانت له اليَدُ الطُّولَى في فَتحِ دِمشقَ، وجَعلَ الأَميرَ شَمسَ الدولةِ بوران شاه بن نِجمِ الدينِ شِحْنَةَ دِمشقَ، ثم مِن بَعدِه جَعلَ أَخاهُ صَلاحَ الدينِ يُوسفَ هو الشِّحْنَةَ، وجَعلَهُ مِن خَواصِّهِ لا يُفارِقه حَضَرًا ولا سَفَرًا، لأنه كان حَسَنَ الشَّكلِ حَسَنَ اللَّعِبِ بالكُرَةِ، وكان نورُ الدينِ يُحِبُّ لَعِبَ الكُرَةِ لِتَمرينِ الخَيلِ وتَعلِيمِها الكَرَّ والفَرَّ.

العام الهجري : 1102 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1691
تفاصيل الحدث:

هو الصدر الأعظم فاضل مصطفى باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي، رئيس وزراء الدولة العثمانية، وسليل عائلة كوبريلي الشهيرة وأخو الصدر الأعظم أحمد كوبريلي، كان عظيم النفع للدولة العثمانية. لما رأى السلطان إبراهيم الأول توالي المصائب على الدولة عزل الصدر الأعظم مصطفى باشا, وعيَّن مكانه مصطفى باشا بن محمد باشا كوبريلي الكبير, ولم يكن مصطفى أضعفَ همة من والده، بل كان يشبهه في علو المكانة ومَضاء العزيمة. استشهد أثناء الحرب مع ألمانيا، عن عمر يناهز 53 عامًا، وقد استمر في رئاسة الوزراء مدة 12 عامًا و9 أشهر أعاد خلالها هيبة الدولة وقوتها.

العام الهجري : 1214 العام الميلادي : 1799
تفاصيل الحدث:

لما قام نابليون بونابرت بغزو مصر استغَلَّت بريطانيا الظروفَ لوضع العراقيل أمامَ الفرنسيين للحِفاظِ على مركزها في الهندِ، وقد تولى ولزلي الحاكمُ البريطاني في الهند هذه المهمَّةَ؛ إذ بعث ميرزا مهدي علي خان المقيم البريطاني في بوشهر إلى مسقط لعقدِ معاهدة مع سلطان بن أحمد تهدف إلى إبعادِ مسقط عن الفرنسيين؛ حيث تعتبر مسقط مفتاحَ باب الخليج العربي، ولِمَنع بقاء العلاقات العمانية الفرنسية، ووُقِّعَت المعاهدة ولكنها لم تضع حدًّا لتردد مسقط في سياستها مع فرنسا؛ لذا عادت وأكَّدت المعاهدة بعد سنتين ونصَّت على إقامة مائة موظف إنجليزي نيابة عن الشركة في ميناء مسقط بشكلٍ دائمٍ، ويكون وكيلًا تجاريًّا عن طريقه جميعُ المعاملات بين الدولتين.

العام الهجري : 1252 العام الميلادي : 1836
تفاصيل الحدث:

كان مؤسِّسُ الدعوة السنوسية محمد بن علي المعروف باسم السنوسي الكبير في الجزائر حين دراستِه في فاس تأثَّر كثيرًا بالحركة الصوفية هناك، وخاصة أولئك الذين ينتَمون إلى الطريقة التيجانية، والتحَقَ فيما بعد بجماعاتٍ متعددة من المتصوَفِّة حين كان يدرُسُ في الحجاز على الشيخِ الإدريسي، وكان يحمِلُ أفكارًا إصلاحيَّةً وتجديدية، فقام بإيجاد طريقة صوفية خاصةٍ به حين كان في مكَّةَ، أطلق عليها اسمَ السنوسية، وكانت من دعوته مقاومةُ النفوذ الأجنبي، ووجد السنوسي أنَّ بلادَه الجزائر بدأت تسقُطُ في يد الفرنسيين، فاستقر به المقامُ في برقة؛ حيث أسَّس زاوية البيضاء، ثم أقيمت العديدُ مِن الزوايا والمراكز الدينية والتربوية على الطريقة السنوسية، ولاقت دعوته صدًى في سكان الصحراء من الشمال الأفريقي كله والسودان.

العام الهجري : 478 العام الميلادي : 1085
تفاصيل الحدث:

هو أبو المَعالِي عبدُ المَلِكِ ابنِ الشيخِ أبي محمدٍ عبدِ الله بن يوسفَ بن محمدِ بن حيويهِ، الجُوينيُّ، الفَقيهُ الشافعيُّ، المُلَقَّب ضِياءَ الدِّين، المعروف بإمامِ الحَرمَينِ؛ أَعلمُ المُتأخِّرين مِن أَصحابِ الإمامِ الشافعيِّ على الإطلاقِ، المُجْمَع على إِمامَتِه، المُتَّفَق على غَزارَةِ مادَّتِه، وتَفَنُّنِه في العُلومِ من الأُصولِ والفُروعِ والأَدَبِ وغَيرِ ذلك، وُلِدَ في مُحرَّم سَنةَ 419هـ, وقد رُزِقَ مِن التَّوَسُّعِ في العِبارَةِ ما لم يُعهَد مِن غَيرِه، وكان يَذكُر دُروسًا يَقعُ كلُّ واحدٍ منها في عِدَّةِ أَوراقٍ ولا يَتَلَعْثَم في كَلمةٍ منها، وتَفَقَّهَ في صِباهُ على والدِهِ أبي محمدٍ، وكان يُعْجَبُ بِطَبْعِه وتَحصيلِه وجَودَةِ قَريحَتِه، وما يَظهَر عليه من مخايلِ الإقبالِ، فأَتَى على جَميعِ مُصنَّفاتِ والدِه وتَصرَّف فيها، حتى زاد عليه في التَّحقيقِ والتَّدقيقِ. ولمَّا تُوفِّي والدُه قَعَدَ مَكانَه للتَّدريسِ، وإذا فَرغَ منه مضى إلى الأستاذِ أبي القاسمِ الإسكافيِّ الإسفرايني بمَدرسةِ البَيهقيِّ حتى حَصَّلَ عليه عِلْمَ الأُصولِ، ثم سافرَ إلى بغداد ولَقِيَ بها جَماعةً من العُلماءِ، ثم خَرجَ إلى الحِجازِ وجاوَرَ بمكَّةَ أربعَ سِنينَ، ثم انتَقلَ إلى المدينةِ، يُدَرِّسُ ويُفتِي ويَجمَع طُرُقَ المَذهبِ، فلهذا قِيلَ له: إمام الحَرمَين، ثم عادَ إلى نيسابور في أَوائلِ وِلايَةِ السُّلطانِ ألب أرسلان السلجوقي، والوَزيرُ يَومئذٍ نِظامُ المُلْكِ، فبَنَى له  فيها المَدرسةَ النِّظاميَّةَ، وتَولَّى الخَطابةَ بها، وكان يَجلِس للوَعظِ والمُناظَرةِ، وظَهرَت تَصانيفُه، وحَضرَ دُروسَه الأكابرُ من الأئمَّةِ وانتَهَت إليه رِياسَةُ الأصحابِ، وفُوِّضَ إليه أُمورُ الأوقافِ، وبَقِيَ على ذلك قَريبًا من ثلاثين سَنَةً غيرَ مُزَاحَمٍ ولا مُدَافَع، مُسَلَّم له المِحرابُ والمِنبرُ والخَطابةُ والتَّدريسُ ومَجلِسُ التَّذكيرِ يومَ الجُمعةِ. تُوفِّي بنيسابور عن 59 عامًا، له من التَّصانيفِ: العديدة ((العقيدة النِّظاميَّة))، و((الشامل)) و((الإرشاد إلى قواطع الأدلة)) في أصول الدين، و((البرهان في أصول الفقه))، وغيرُها من الكُتبِ، وكان من فُقهاءِ الشَّافعيَّة المُبرَزين في الأُصولِ والفِقهِ.

العام الهجري : 557 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

اجتمعت الكرج في خلقٍ كثير يبلغون ثلاثين ألف مقاتل، ودخلوا بلاد الإسلام، وقصدوا مدينةَ دوين من أذربيجان، فملكوها ونَهَبوها، وقتلوا من أهلِها وسوادها نحوَ عشرة آلاف قتيل، وأخذوا النساءَ سبايا، وأسَرُوا كثيرًا، وأعرَوُا النساءَ وقادوهم حُفاةً عُراةً، وأحرقوا الجوامِعَ والمساجِدَ، فلما وصلوا إلى بلادهم أنكر نساءُ الكرج ما فعلوا بنساءِ المسلمين، وقُلْنَ لهم قد أحوجتُم المسلمين أن يفعلوا بنا مثلَ ما فعلتُم بنسائهم؛ وكسونَهنَّ، ولَمَّا بلغ الخبر إلى شمس الدين إيلدكز، صاحب أذربيجان والجبل وأصفهان، جمع عساكِرَه وحشَدَها، وانضاف إليه شاه أرمن بن سكمان القطبي، صاحب خلاط، وابن آقسنقر، صاحب مراغة وغيرها، فاجتمعوا في عسكر كثير يزيدون على خمسين ألف مقاتل، وساروا إلى بلاد الكرج في صَفَر سنة ثمان وخمسين ونهبوها، وسَبَوا النساءَ والصبيان، وأسَروا الرِّجالَ، ولقيهم الكرج، واقتتلوا أشدَّ قتالٍ صبَرَ فيه الفريقان، ودامت الحربُ بينهم أكثر من شهر، وكان الظَّفَرُ للمسلمين، فانهزم الكرج وقُتِلَ منهم كثيرٌ وأُسِرَ كذلك، وكان سببُ الهزيمة أن بعض الكرج حضر عند إيلدكز، فأسلم على يديه، وقال له: تعطيني عسكَرًا حتى أسيرَ بهم في طريق أعرِفُها وأجيء إلى الكرجِ مِن ورائهم وهم لا يشعرون، فاستوثق منه، وسيَّرَ معه عسكرًا وواعده يومًا يصِلُ فيه إلى الكرج، فلما كان ذلك اليومُ، قاتل المسلمون الكرج، فبينما هم في القتال وصل ذلك الكرجي الذي أسلم ومعه العسكرُ، وكبَّروا وحملوا على الكرج من ورائهم، فانهزموا، وكثُرَ القتل فيهم والأسرُ، وغنم المسلمون من أموالِهم ما لا يدخُلُ تحت الإحصاءِ لِكَثرتِه؛ فإنهم كانوا متيقِّنين النَّصرَ لكثرتهم، فخَيَّبَ الله ظنَّهم، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ثلاثةَ أيام بلياليها، وعاد المسلمون منصورين قاهرين.

العام الهجري : 629 العام الميلادي : 1231
تفاصيل الحدث:

خرج المَلِكُ الكامِلُ مِن القاهرة في جمادى الآخرة، واستخلفَ على مصر ابنَه المَلِك العادلَ أبا بكر، وقَدِمَ الأشرف والمعظم صاحِب الجزيرة بالعساكر، ومضى الكاملُ جريدة-الجريدة خَيْلٌ لا رَجَّالة فيها- إلى الشوبك والكرك، وسار إلى دمشقَ، ومعه الناصرُ داود بن الملك المعظَّم صاحب الكرك بعساكره، وأقام الكامِلُ بدمشق يسَرِّح العساكِرَ، وجعل في مقدِّمتِها ابنه الملك الصالح أيوب، وورد الخبر بدخول التتر بلاد خلاط، فأسرع الكامِلُ في الحركة، وخرج من دمشق، فنزل سلمية وقد اجتمع فيها بعساكِرَ يضيق بها الفضاءُ وسار منها في آخر رمضان على البرية، وتفرَّقَت العساكر في عدة طرق لكثرتِها، فهلك منها عدةٌ كثيرة من الناس والدواب، لقلَّة الماء، وأتته رسلُ ملوك الأطراف، وهم عز الدين بيقرا، وفخر الدين بن الدامغاني، ورسل الخليفة المستنصر بالله، وألبسوه خِلعة السلطنة، فاستدعى الكامل عند ذلك رسلَ الخوارزمي، ورسول الكرج، ورسل حماة وحمص، ورسول الهند ورسل الفرنج، ورسل أتابك سعد صاحب شيراز، ورسل صاحب الأندلس ولم تجتَمِعْ هذه الرسلُ عند ملك في يومٍ واحدٍ قَطُّ غيره، وقَدِمَ عليه بهاء الدين اليزدي - شيخ رباط الخلاطية - من بغداد وجماعة من النخاس، يحثُّونه على الغزاة، فرحل التتر عن خلاط، بعد منازلتها عدَّةَ أيام، وجاء الخبَرُ برحيلهم والكامل بحرَّان، فجهَّز عماد الدين بن شيخ الشيوخ رسولًا إلى الخليفة، وسار إلى الرَّها، وقَدَّم الكامِلُ العساكِرَ إلى آمد، وسار بعدهم، فنزل على آمد، ونصبَ عليها عِدَّة مجانيق، فبعث إليه صاحِبُها يستعطِفُه، ويبذل له مائة ألف، وللأشرفِ عشرين ألف دينار، فلم يقبَلْ، وما زال عليها حتى أخذها، في سادس عشر ذي الحجة، وحضر صاحبُها إليه بأمان، فوكل به حتى سلم جميعَ حصونها، فأعطى السلطانُ حصن كيفا لابنه الملكِ الصالح نجم الدين أيوب.

العام الهجري : 698 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1299
تفاصيل الحدث:

قُتِلَ السلطانُ المَلِكُ المنصورُ حسام الدين لاجين ونائبُه سيف الدين منكوتمر، ليلةَ الجمعة حادي عشر ربيع الآخر، على يدِ الأمير سيف الدين كرجي الأشرفي ومَن وافقه من الأمراء، وذلك بحضورِ القاضي حسامِ الدين الحنفي وهو جالسٌ في خدمته يتحَدَّثان، وقيل كانا يلعبانِ بالشطرنج، فلم يشعُرا إلَّا وقد دخلوا عليهم فبادروا إلى السلطانِ بسُرعةٍ جَهرةً ليلةَ الجمعة فقَتَلوه وقُتِلَ نائبُه منكوتمر صبرًا صبيحة يوم الجمعةِ وألقِيَ على مزبلة، واتفق الأمراءُ على إعادة ابنِ أستاذهم المَلِك النَّاصر محمدِ بنِ قلاوون، فأرسلوا وراءَه، وكان بالكرك ونادَوا له بالقاهرة، وخُطِبَ له على المنابر قبل قدومِه، وجاءت الكتُبُ إلى نائِبِ الشامِ قبجق فوجدوه قد فَرَّ خَوفًا من غائلة لاجين، فسارت إليه البريديَّةُ فلم يدركوه إلا وقد لحِقَ بالمغول عند رأسِ العين، من أعمال ماردين، وتفارط الحالُ ولا قُوَّة إلَّا بالله، وكان سَبَبُ قتل لاجين ونائبه منكوتمر هو ما بدر منهما تجاهَ الأمراءِ؛ فإن لاجين كان قد حَلَف لهم يوم أن نَصَبوه سلطانًا بعد قتْلِه كتبغا أنَّه لن يولي منكوتمر شيئًا بل سيقَدِّمُهم فَهُم الأمراءُ, ولكِنَّ هذا ما لم يكُنْ، فقَدَّمَ مَملوكَه وجعَلَه نائبَه وأصبح يعتَقِلُ الأمراء ويقتُلُ بَعضَهم، حتى إنه في أسبوعٍ واحد قتل خمسةً مِن الأمراء، والذي لم يُقتَل أو يُعتَقَل أُبعِدَ في الولاياتِ السخيفةِ التي لا تليقُ بهم في الأماكِنِ البعيدة، وكُلُّ ذلك بتدبيرِ النائب منكوتمر؛ طمعًا منه أن يليَ السلطنة؛ لأنَّ لاجين لا ذريَّةَ له من الذكور، فأفعالُه تلك أوغَرَت عليه صدورَ الأمراء ممَّا حدا بهم إلى قتلِهما جميعًا، ثم كان دخولُ الملك الناصر إلى مصرَ يوم السبتِ رابِعَ جمادى الأولى، وكان يومًا مشهودًا، ودُقَّت البشائِرُ ودخل القضاةُ وأكابِرُ الدولة إلى القلعة، وبويع بحضرةِ عَلَم الدين أرجواش، وخُطِبَ له على المنابر بدِمشقَ وغيرها بحضرةِ أكابر العلماء والقُضاة والأُمراءِ.

العام الهجري : 1004 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1596
تفاصيل الحدث:

لما توفِّيَ الغالب بالله، قام بالأمر بعده ابنه المتوكِّلُ، فقبض على أخيه الناصر فاعتقله، فلم يزل معتقلًا عنده سائِرَ أيامه، إلى أن قَدِمَ عبد الملك المعتصم بجيشِ الترك وانتزع المُلكَ من يد ابن أخيه المتوكِّل، فسرَّح الناصر من اعتقالِه وأحسن إليه، فلم يزل عنده في أرغَدِ عيش إلى أن توفِّيَ المعتصم يوم وادي المخازن، وأفضى الأمر إلى أحمد المنصور، ففرَّ الناصر إلى آصيلا، وكانت للنصارى يومئذٍ، ثم عبر البحرَ منها إلى الأندلس، فكان عند طاغية قشتالة مدةً طويلةً إلى أن سرَّحه الطاغية إلى المغرب؛ بقصد تفريق كلمة المسلمين وإحداثِ الشِّقاقِ بينهم، فخرج الناصر بمليلية ونزل بها لثلاث مضت من شعبان سنة 1003 وتسامعت به الغوغاء والطَّغامُ من أهل تلك البلاد، فأقبلوا إليه يَزِفُّون، فكثرت جموعُه وتوفَّرت جيوشُه، واهتزَّ المغرِبُ بأسره لذلك، ثم إنَّ الناصر خرج من مليلية قاصدًا تازا فدخلها واستولى عليها، ونزعت إليه القبائلُ المجاورة لها كالبرانس وغيرهم، فتألَّبوا عليه وتمالؤوا على إعزازِه ونصرِه، ولَمَّا دخل تازا طالَبَ أهلَها بالمُكس، وقال لهم: إن النصارى يغرمون حتى على البيضِ، ولما سمع المنصورُ بخبره أقلقه ذلك وتخوَّف منه غاية الخوف؛ لأنَّ الناصر اهتَزَّ المغرب لقيامه وتشوَّفت النفوس إليه؛ لميل القلوب عن المنصور؛ لشدَّة وطأته واعتسافه للرعية، فبعث إليه جيشًا وافرًا، فهزمهم الناصر واستفحل أمرُه وتمكَّن ناموسه من القلوبِ، فأمر المنصور وليَّ عهده المأمون بمنازلته، فخرج إليه من فاس في تعبئة حسنة وهيئة تامة، فلما التقى الجمعان كانت الدائرة على الناصر بالموضع المعروف بالحاجبِ، وفَرَّ على وجهه فاحتَلَّ بالجاية بلدةً من عمل بلاد الزبيب، فلحق به وليُّ العهد فلم يزل في مقاتلته إلى أن قَبَض عليه فقطع رأسَه، وبعث به إلى مراكش، وكان ذلك سنة 1005 وقيل سنة 1004 يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، وهو الأصح.