الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.014 )

العام الهجري : 446 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1054
تفاصيل الحدث:

كانت فِتنةُ الجُندِ الأَتراكِ ببغداد، وكان سَببُها أنهم تَخَلَّفَ لهم على الوزيرِ الذي للمَلِكِ الرَّحيم مَبلَغٌ كَثيرٌ مِن رُسومِهم، فطالبوهُ، وأَلَحُّوا عليه، فاختَفَى في دارِ الخِلافةِ، فحَضَر الأتراكُ بالدِّيوانِ وطالبوهُ، وشَكَوْا ما يَلقَوْنَه منه من المَطْلِ بمالِهم، فلم يُجابوا إلى إظهارهِ، فعَدَلوا عن الشَّكوَى منه إلى الشَّكوَى من الدِّيوان، وقالوا: إنَّ أربابَ المُعاملات قد سَكَنوا بالحَريمِ، وأَخَذوا الأموالَ، وإذا طَلَبناهُم بها يَمتَنِعون بالمَقامِ بالحَريمِ، وانتَصَب الوَزيرُ والخَليفةُ لِمَنعِنا عنهم، وقد هَلكنا، فتَردَّد الخِطابُ منهم، والجوابُ عنه، فقاموا نافِرينَ، فلمَّا كان الغَدُ ظَهَرَ الخَبَرُ أنَّهم على عَزْمِ حَصْرِ دارِ الخِلافةِ، فانزَعَج النَّاسُ لذلك، وأَخْفَوْا أَموالَهم، وحَضرَ البساسيري دارَ الخِلافةِ، وتَوصَّل إلى مَعرفةِ خَبرِ الوَزيرِ، فلم يَظهَر له على خَبرٍ، فطُلِبَ من دارهِ ودُورِ مَن يُتَّهَمُ به، وكُبِسَت الدُّور، فلم يَظهَروا له على خَبرٍ، ورَكِبَ جَماعةٌ مِن الأَتراكِ إلى دارِ الرُّومِ فنَهبوها، وأَحرَقوا البِيَعَ والقَلَّايات، ونَهَبوا فيها دارَ أبي الحسنِ بن عُبيدٍ، وَزير البساسيري، ونَهبَ الأَتراكُ كُلَّ مَن وَرَدَ إلى بغداد، فغَلَت الأَسعارُ، وعُدِمَت الأَقواتُ، وأَرسلَ إليهم الخَليفةُ يَنهاهُم، فلم يَنتَهوا، فأَظهَر أنَّه يُريدُ الانتِقالِ عن بغداد، فلم يُزجَرُوا، هذا جَميعهُ والبساسيري غيرُ راضٍ بِفِعلِهم، وهو مُقيمٌ بدارِ الخليفةِ، وتَردَّدَ الأمرُ إلى أن ظَهرَ الوَزيرُ، وقام لهم الباقي بالباقي مِن مالِهم مِن مالِه، وأَثمانِ دَوابِّهِ، وغَيرِها، ولم يَزالوا في خَبْطٍ وعَسَفٍ، فعاد طَمَعُ الأَكرادِ والأَعرابِ أَشَدَّ منه أَوَّلًا، وعاوَدوا الغارةَ والنَّهْبَ والقَتْلَ، فخُرِّبَت البلادُ وتَفَرَّق أَهلُها، فازداد خَوفُ النَّاسِ من العامَّةِ والأَتراكِ، وعَظُمَ انحلالُ أَمرُ السَّلطَنةِ بالكُلِّيَّةِ، وهذا من ضَررِ الخِلاف.

العام الهجري : 473 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1081
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحَسنِ عليُّ بن محمدِ بن عليٍّ المُلقَّب بالصليحيِّ، كان أَبوهُ قاضِيًا باليَمنِ سُنِّيًّا، أمَّا الصليحيُّ فتَعلَّم العِلمَ وبَرعَ في أَشياءَ كَثيرةٍ من العُلومِ، وكان شِيعِيًّا على مَذهبِ القَرامِطَةِ، ثم كان يَدُلُّ بالحَجِيجِ مُدَّةَ خمس عشرة سَنَةً، استَحوذَ على بلادِ اليمنِ بكمالها بكاملها في أَقصرِ مُدَّةٍ، واستَوثقَ له المُلْكُ بها سَنةَ خمسٍ وخمسين وأربعمائة، وخَطبَ للمُستَنصِر العُبيديِّ صاحبِ مصر، وقد حَجَّ في سَنةِ 473هـ، واستَخلفَ مَكانَه وَلدَه المَلِكَ المُكرَّمَ أحمدَ. فلمَّا نَزلَ بظاهرِ المهجم وَثَبَ عليه جَيَّاشُ بن نَجاحٍ وأَخوهُ سَعيدٌ فقَتَلاهُ بأَبيهِما نَجاحٍ الذي سَمَّهُ الصُّليحيُّ بواسطةِ جاريةٍ كان قد أَهداهُ إيَّاها لهذا الغَرضِ، فانذَعرَ الناسُ، وكان الأَخَوانِ قد خَرَجا في سبعين راجِلًا بلا مَركوبٍ ولا سِلاحٍ بل مع كلِّ واحدٍ جَريدةٌ - سَعَفةٌ طويَلة تُقَشَّر من خُوصِها- في رَأسِها مِسمارُ حَديدٍ، وساروا نحوَ السَّاحلِ. وسَمِعَ بهم الصُّليحيُّ فسَيَّرَ خمسةَ آلافِ حَربةٍ مِن الحَبشَةِ الذين في رِكابِه لِقِتالِهم فاختَلَفوا في الطريقِ. ووَصلَ السبعون إلى طَرفِ مُخيَّمِ الصُّليحيِّ، وقد أَخذَ منهم التَّعَبُ والحَفَا، فظَنَّ الناسُ أنَّهم مِن جُملةِ عَبيدِ العَسكرِ، فتَمَكَّنا من قَتلِه وقَطْعِ رَأسِه, ثم أَرسلَ ابنُ نَجاحٍ إلى الخَمسةِ الآفٍ فقال: إنَّ الصُّليحيَّ قد قُتِلَ، وأنا رَجلٌ منكم، وقد أَخذتُ بثَأرِ أبي، فقَدِموا عليه وأَطاعُوهُ. فقَاتلَ بهم عَسكرَ الصُّليحيِّ، فاستَظهرَ عليهم قَتْلًا وأَسْرًا، ورَفعَ رَأسَ الصُّليحيِّ على رُمحٍ، وقَرأَ القارئُ: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممَّن تشاء} ورَجعَ ابنُ نَجاحٍ فمَلَكَ زبيد، وتهامة.

العام الهجري : 872 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1467
تفاصيل الحدث:

في يوم الخميس الثاني عشر محرم ورد الخبر من نائب حلب يشبك البجاسي أن شاه سوار نائب أبلستين خرج عن طاعةِ السلطان سيف الدين خشقدم، ويريد المشيَ على البلاد الحلبية، فرسم السلطانُ في الحال بخروج نائب طرابلس ونائب حماة إلى جهة البلاد الحلبية لمعاونة نائب حلب إن حصل أمر، ثم عيَّن السلطان تجريدة- خيل لا رَجَّالة فيها- من مصر إلى جهات البلاد الحلبية إن ألجأت الضرورة إلى سفرهم، ثم إنَّ الأمير بردبك نائب الشام خرج من دمشق بعساكرها في آخر المحرم إلى جهة حلب لمعاونة نائب حلب على قتال شاه سوار، كما أن جميع نواب البلاد الشامية قد خرجوا من أعمالهم إلى البلاد الحلبية، لقتال شاه سوار بن دلغادر، كان بردبك قد تهاون في قتال شاه سوار، وخذل العسكر الشامي لِما كان في قلبه من الملك الظاهر خشقدم، فكان ذلك سببًا لكسر العسكر الشامي والحلبي وغيرهم ونهْبِهم، وقتل في هذه الواقعة نائب طرابلس قاني باي الحسني المؤيدي، ونائب حماة تنم خوبي الحسيني الأشرفي، وأتابك دمشق قراجا الخازندار الظاهري، وأتابك حلب قانصوه المحمدي الأشرفي، وغيرهم من أمراء البلاد الشامية، وغيرهم، ثم ورد الخبر من البلاد الحلبية من أمر شاه سوار، وقتل أكابر أمراء البلاد الشامية، ونهبه للبلاد الحلبية، وأخذه قلاع أعمالها، وأنَّ نائب الشام بردبك في أسره، وأن يشبك البجاسي نائب حلب دخل إلى حلب على أقبح وجهٍ، وورد الخبَرُ بأن الأمير بردبك نائب الشام فارق شاه سوار، وقدم إلى مرعش طائعًا، ثم سار إلى منزلة قارا في يوم الخميس السابع عشر ربيع الآخر، ثم استطاع الجيش بعد ذلك من أسر شاه سوار وأخذ إلى القاهرة وقتل فيها وعُلِّقَ على باب زويلة.

العام الهجري : 1241 العام الميلادي : 1825
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ الرحمن بن حسن بن إبراهيم الجبرتي، وُلِدَ في القاهرة عام 1753م والجبرتي نسبةً إلى بلدة جبرت، وهي بلاد زَيلَع في الحبشة، كان والِدُه من كبارِ العُلَماء الفَلَكيين، وحصل على ثروةٍ كبيرةٍ مِن عمله في التجارة، وقد رُزِق بنيِّف وأربعين ولدًا ذكَرًا، فعاش الجبرتي وسطَ أسرة ثرية، وكان تلميذًا لوالِدِه في مختلف المعارفِ، كما درس الجبرتي في الأزهر وبرَعَ في العلومِ العصريَّة وفي التاريخ، عُيِّنَ الجبرتي كاتبًا في الديوان لَمَّا دخل الفرنسيون إلى مصر، وانقطع بعدئذٍ للتأليف، وقد عاصر أحداثًا هامَّةً جدًّا، وكان الجبرتي ممن تأثَّروا بدعوةِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مصرَ، بل ويُعدُّ من أشَدِّ المتأثِّرين بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان يرى أن الأتراكَ قد ارتكبوا خطأ كبيرًا عندما حاربوا دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصارَها؛ ممَّا دفع محمد علي باشا إلى التضييق عليه، بل والسَّعي للتخلص منه, وقد اشتهر بتاريخِه المعروف باسمِه (تاريخ الجبرتي) الذي عنوانُه: (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ابتدأه بحوادث سنة 1100هـ وانتهى سنة 1236هـ، وله (مَظهَرُ التقديس بزوال دولة الفرنسيس)، وتوفي في مصر،  وقيل: إنه مات متأثرًا بقتل محمد علي باشا لابنِه خليل بسبَبِ موقفه المعارِضِ مِن حكم محمد علي وثورتِه على الدولة العثمانية، وأنَّ محمد علي أمره بكتابة كتابٍ لِمَدحه فرفض الجبرتي فهدَّده فرفض أيضًا؛ مما جعله يقوم بقتلِ ابنه خليل، فظل الجبرتي يبكي ابنَه حتى كفَّ بَصَرُه. ولَزِمَ بيته بعد تلك الفاجعة التي ألَمَّت به، لا يقرأُ ولا يكتُبُ ولا يتابِعُ الأخبارَ، حتى توفِّيَ بعد مقتَلِ ولده بحوالي ثلاث سنوات.

العام الهجري : 1362 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

اتجه النضال في طرابلس نحو العمل السياسي والمطالبة بوحدة أراضيه والاستقلال، فأنشئ النادي السياسي الأول عام 1362هـ / 1943م في مدينة طرابلس، وافتتح فروعًا له في النواحي. وازداد نفوذ النادي حتى تمكَّن بعد عامين من تنظيم مظاهرة كبرى أزالت اللافتاتِ الفاشية من الشوارع. وتقَدَّم بعضُ الذين سبق لهم التعاونُ مع الإيطاليين بعرائض طالبوا فيها بوصاية بريطانية. ونشأ كرَدِّ فعل لهذه الحركة الحزبُ الوطني عام 1364هـ/ 1945م برئاسة (علي بن حسن الفقيه، وسالم بن منتصف. ونَشَر الحزب الوطني ميثاقَه في أول شعبان 1364هـ /1944م دعا فيه إلى مقاومة عودة إيطالية، والعمل على إلغاء القوانين الإيطالية، ومنع هجرة الإيطاليين إلى طرابلس. وعلى الرغم من أهداف الحزب المعتدلة فإن الإدارة العسكرية البريطانية لم تعترفْ به إلا في عام 1365 وضاق بعض الأعضاء وعلى رأسهم رئيس الحزب باعتدال الحزب، فانشَقُّوا وشكلوا في الكتلة الوطنية الحرة، وأرادت الإدارة العسكرية البريطانية إضعاف هذين الحزبين، فشكلت في 10 مايو حزبا ثالثًا من المتعاونين أيام الاحتلال مع الإيطاليين برئاسة سالم المنتصف، وعضوية الشيخ محمد أبو الإسعاد مفتي طرابلس في العهد الإيطالي، وسمي الحزب بالجبهة الوطنية المتَّحدة، وأعضاء الجبهة ينتمون إلى أسر كبيرة عُرِفوا بتعاونهم مع السلطات الإيطالية. وانشَقَّ عن الكتلة الوطنية الحرة ثلاثة أعضاء وشكَّلوا في 16 ديسمبر 1365 حزب الاتحاد المصري الطرابلسي برئاسة علي رجب الذي دعا إلى الاتحاد مع مصر. كذلك ألَّف العمال حزبًا في شوال 1366هـ، وشكَّل صادق بن زارع وكيل الحزب الوطني حزبَ الأحرار في الأول من جمادى الأول 1367هـ!!

العام الهجري : 1385 العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

منظمة مجاهِدي خلق المعارضة الإيرانية أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية. تأسَّسَت المنظَّمة على أيدي مثقَّفين إيرانيين؛ بهدف إسقاط نظامِ الشاه، وقد أعدَمَ نظامُ الشاه مؤسِّسيها وعددًا كبيرًا من أعضاء قيادتِها، وبعد سقوطِ نظام الشاه إثرَ قيام "ثورة الخميني الإيرانية" أدَّت منظمة مجاهدي خلق دورًا كبيرًا في انتصار الثورة، وقد اعتمد على قوَّتها أبو الحسن بني صدر أوَّلُ رئيس للجمهورية الإيرانية، لكِنْ ظهرت فيما بعدُ خلافاتٌ بين الحركة وبين نظام الحُكم الإيراني الجديد، وصلَت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حدِّ التقاتل بين الجانبين، في صراعٍ محتدِمِ ومُستمرٍّ، فقامت الحكومةُ الإيرانية بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها، ولكِنَّ المنظَّمة شَدَّت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخلَ إيران وخارجَه؛ بهدف إسقاط السُّلطة الإيرانية الحالية، وتُعَدُّ منظمَّة مجاهدي خلق الإيرانية جزءًا من ائتلافٍ واسعٍ شامل يسمَّى المجلِسَ الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضمُّ 5 منظمات وأحزاب، و550 عضوًا بارزًا وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية، والخبراء والفنانين والمثقَّفين والعلماء والضباط، إضافةً إلى قادة ما يسمى بجيش التحرير الوطني الإيراني: الذِّراعِ المسلَّح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والذي يتمركزُ حتى اليوم في معسكر أشرف في العراق، وتكوَّنت أغلبيةُ قادته من النساء. كان مسعود رجوي من أبرز قيادات المنظمة، الذي تولى في الوقت نفسِه رئاسةَ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وفي عام 1993م انتُخِبَ بالإجماع ابنته مريم رجوي رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية، وهي تتولَّى مسؤوليةَ الإشراف على نقل السلطة بشكلٍ سلمي إلى الشعب الإيراني بعد سقوط النظام الإيراني.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

بعد أن أقدم اليهودُ على إحراقِ المسجِدِ الأقصى، واستاء العالمُ الإسلامي جميعًا من هذا الفعلِ المُجرِم، بادر الملِكُ الحسن الثاني مَلِكُ المغرب بتوجيهِ دعوةٍ إلى رؤساء العالم الإسلامي للاجتماعِ في الرِّباطِ عاصمةِ المغرب؛ للاتفاقِ على خِطَّةِ عَمَلٍ إسلامية موحَّدة تهدف إلى الدِّفاعِ عن القدس الشريف، وحمايةِ البِقاع المقَدَّسة ومعالمه الحضارية؛ فعُقِدَ بالفعلِ أوَّلُ مؤتمر قمة إسلامي في الرباط في الفترة من 9 إلى 12 رجب سنة 1389هـ / 22 إلى 15 أيلول، دُعِيَ إليه 35 بلدًا إسلاميًّا, بَيْدَ أن 25 بلدًا فقط أرسلت وفودَها, علمًا بأنَّ عشرة بلدان فحسب مثَّلت برؤساءِ دُوَلِها، وحضرته منظمةُ التحرير الفلسطينية بصفةِ مراقب، وأعلن المؤتمَرُ في ختامه إدانةَ العملِ الإجرامي، والمطالبةَ بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلَّتْها إسرائيلُ في حرب 1967م، وتأكيدَ عودةِ القدس إلى وَضعِها السَّابقِ قبل حرب حزيران 1967م، وتأكيدَ تضامُنِ الدول الإسلامية مع الدول العربية في صراعِها مع العدُوِّ الإسرائيلي، ومساندةَ المؤتمر وتأييدَه الكامل للشعب الفلسطيني؛ من أجلِ استعادة حقوقِه المغتَصَبة، وتحرير أرضه من براثنِ الصهيونية. وقرَّر المؤتمِرون ضرورةَ عقد اجتماعٍ لوزراء خارجية الدُّوَل المشاركة بجدة في شهر مارس 1970م؛ وذلك لبحثِ نتائج العَمَل المشترك الذي قامت به الدُّوَل المشاركة على الصعيد الدولي في موضوعِ القرارات الواردةِ في إعلان مؤتمر القِمَّة الإسلامي بالرباط، وإقامة أمانة دائمة يكونُ من جملة واجباتها الاتصالُ مع الحكومات الممثلة في المؤتمر والتنسيق بين أعمالها، وبعد حرب 1973 أخذ يتزايدُ في المؤتمرات الإسلامية الاهتمامُ بقضايا التعاوُن الاقتصادي والإجراءات المشتركة ضِدَّ أعمال إسرائيل التوسُّعية العدوانية, ودعْم حقوقِ الشعب العربي الفلسطيني.

العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:

وقَّعت روسيا اتفاقًا سريًّا مع الأفلاق والبغدان (رومانيا) وضَعَت رومانيا بموجِبِه جميع إمكانياتها تحت تصرُّف روسيا، ثم قطعت روسيا العلاقاتِ السياسية مع الدولةِ العثمانية، وأعلنت الحربَ عليها بناءً على رفضِ البابِ العالي للائحةِ لندن-البابُ العالي هو قصرٌ في استانبول يقيمُ فيه السلاطين العثمانيون- وأخبر الباب العالي دولَ أوربا ثانيةً عمَّا تصرَّفت به روسيا فلم يَلقَ أيَّ موقف إيجابي، وذلك عام 1294هـ رغم المعاهدة السابقة التي وُقِّعَت بعد حرب القرم، وكانت روسيا قد اختَرَقت حدودَ رومانيا وانتصَرَت على العثمانيين في عِدَّةِ مواقِعَ، ثم توقَّفَت بعد المقاومة التي اعترضتها، وانقلب وضعُ الجيوش العثمانية من مُدافَعةٍ إلى مُهاجَمةٍ، وبعد تقدُّمٍ بسيطٍ عاد النصرُ إلى جانب الروس، واضطر القائِدُ العثماني عثمان باشا إلى الاستسلامِ وهو جريحٌ، وتوقَّفَ القتال في الجبهة الأوربية، أمَّا في شرقيَّ الأناضولِ فقد حاصر الروسُ عِدَّةَ مدن وقلاعٍ، ومنها قارص وباطوم، إلا أنهم اضطروا لفكِّ الحصار عنها والتراجُعِ، بجهود أحمد مختار باشا، وإسماعيل حقي باشا، وانتصر العثمانيون على الروس في ستة وقائع، وقد طلب الروسُ إمداداتٍ فجاءتهم جيوشٌ جرَّارة، ولم يتمكَّن العثمانيون من إرسال الإمدادات إلى الجبهةِ، وجاء الهجوم الروسي الثاني فتراجعت الجيوشُ العثمانية؛ حيث انسحب أحمد مختار باشا، وبسقوطِ قارص في جبهة الأناضول وسقوط بلافنا بعدها بشهرٍ على الجبهة الأوربية استأسَدَ الصرب فأعلنوا الحربَ على الدولة العثمانية بعد لقاءٍ بين إمبراطور روسيا وأمير الصرب، كما تابع سكانُ الجبل الأسود قتالَهم للعثمانيين، فأصدر الباب العالي منشورًا يُعلِنُ عزل أمير الصرب عن إمارتِه ويوضِّحُ للسكان هذه الخيانةَ، فلم يُجْدِ ذلك نفعًا! وتقَدَّم الروس فاحتلوا صوفيا عاصمة بلغاريا اليوم، ومنها ساروا إلى أدرنة فدخلوها وانطلقوا منها نحو استانبول، ولم يبقَ بينهم وبينها سوى خمسين كَيلًا وعندما اقتربت الجيوشُ الروسية من أراضي البلغار انقَضَّ النصارى على المسلمين يفتِكون بهم ذبحًا وقتلًا، وفرَّت أعدادٌ كبيرة من المسلمين متَّجِهة نحو استانبول، وأرسل البابُ العالي وفدًا عسكريًّا من نامق باشا وسرور باشا لوقفِ القتال، فقابل الوفدَ الروسيَّ وتوقَّف القتالُ في مطلع هذا العام، وأعلن الباب العالي عن رفع الحصارِ عن سواحل البحر الأسود، ولما علمت إنكلترا أنَّ قوات روسيا أصبحت على مَقرُبة من استانبول أمرت قطعاتها البحرية بدخول مضيق البوسفور ولو بالقوةِ، وقد تم ذلك وأرادت روسيا مقابِلَ ذلك أن ترسِلَ قوات إلى استانبول بحجَّة حماية النصارى، ثم اتفقت الدولتان وهدأت الأوضاع.

العام الهجري : 532 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1138
تفاصيل الحدث:

وصل مَلِكُ الرُّومِ إلى الشَّامِ وخافه النَّاسُ خَوفًا عظيمًا، وقصَدَ بزاعةَ فحَصَرها، وهي مدينةٌ قَريبةٌ مِن حَلَب، فمضى جماعةٌ مِن أعيانِ حَلَب إلى أتابك زنكي وهو يحاصِرُ حمص، فاستغاثوا به واستنصَروه، فسَيَّرَ معهم كثيرًا من العساكِرِ، فدخلوا إلى حَلَب ليَمنَعوها من الرُّومِ إن حَصَروها، ثمَّ إنَّ مَلِكَ الرومِ قاتل بزاعة، ونَصَب عليها منجنيقاتٍ، وضَيَّق على مَن بها فمَلَكَها بالأمانِ في الخامسِ والعشرينَ مِن رَجَب، ثم غدَرَ بأهلِها فقَتَل منهم وأسَرَ وسَبى، وكان عِدَّةُ مَن جُرِحَ فيها مِن أهلِها خَمسةُ آلافٍ وثمانمئة نفسٍ، وتنصَّرَ قاضيها وجماعةٌ مِن أعيانها نحو أربعمئة نفس؛ خوفًا مِن القَتلِ, فلِلَّهِ الأمرُ، وأقام الرومُ بعد مُلكِها عشرةَ أيَّامٍ يتطَلَّبونَ مَن اختَفى، فقيل لهم: إنَّ جَمعًا كثيرًا مِن أهلِ هذه الناحيةِ قد نزلوا إلى المغاراتِ، فدخنوا عليهم، وهَلَكوا في المغاوِرِ، "وبلغ خبَرُ احتلالِ الرومِ بزاعةَ، وقتْلِهم الذكورَ وسبْيِ النِّساءِ والصِّبيان، فاستنفر النَّاسُ السُّلطانَ للدِّفاعِ عن المُسلِمينَ في الشام، ومنعوا الخُطبةَ والخُطَباء ببغداد وقَلَعوا طوابيقَ الجوامِعِ

العام الهجري : 918 العام الميلادي : 1512
تفاصيل الحدث:

اهتمت الدولة العثمانية بشمال أفريقيا خاصة بعد دخول الجزائر تحت نفوذها في عهد السلطان سليم الأول، وظهر في ساحة الجهاد في شمال أفريقيا قائدان تركيان عظيمان هما الأخوان عروج باشا، وخير الدين بربروسا باشا, ويظهر دور الأخوين المجاهدين بمحاولة تحرير بجاية من الحكم الإسباني سنة 918 (1512م)، وقد نَقلا لهذا الغرض قاعدة عملياتها ضد القوات الإسبانية في ميناء جيجل شرقي الجزائر بعد أن تمكَّنا من دخولها وقتل حماتها الجنوبيين سنة (1514م) لكي تكون محطة تقوية لتحرير بجاية من جهة، ولمحاولة مساعدة مسلمي الأندلس من جهة أخرى، ويبدو أن الأخوين قد واجها تحالفًا قويًّا نتج عنه العديد من المعارك النظامية، وهو أمر لم يتعاداه لكن أُجبرا عليه بفعل الاستقرار في حكم الجزائر، وزاد من حرج الموقف قتلُ عروج في إحدى المعارك سنة 924 (1518م) مما اضطر خير الدين للبحث عن تحالف يعينه على الاستقرار والمقاومة سواء لدورها البارز في ساحة البحر المتوسط، أو لأن القوى المحلية في الشمال الأفريقي كانت متعاطفة معها.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

كان الخطر البرتغالي يهدد التجارة في البحر الأحمر والخليج العربي، وبالتالي يهدِّد التجارة المصرية التي يتولاها المماليك، ولما كان البرتغاليون وصلوا إلى مرحلة هددوا فيها كل شيء للعرب أو المسلمين في البحر، وليس فقط التجارة، فأرسل المماليك قوة إلى اليمن لتواجه القوة البرتغالية؛ فقد أرسل السلطان قانصوه الغوري أسطولًا بحريًّا بقيادة حسين الكردي سنة 922 إلى اليمن؛ حيث طلب حسين من الملك عامر الثاني الطاهري العونَ، ولكنَّ طاهرًا رفض ذلك، فقام حسين الكردي بمقاتلته فجرت بينهما معركة كان نتيجتها أن احتلَّ حسين زبيدَ عاصمةَ اليمن وقتَها، ونصب أخاه برسباي حاكمًا عليها، وهرب عامر الطاهري وأخوه عبد الملك إلى تعز، وقد حاولا في العام التالي محاربة بارسباي؛ لاستعادة ملكِهما وإعادة البلاد لحكمِهما، فاستعدَّا بجيش من الذين بقوا معهم وممن والاهم في تعز وساروا إلى برسباي لقتاله، فوقعت بينهم معركة في الصافية استطاع جيش المماليك أن يقضيَ على جيش الملك عامر وأخيه اللذين قُتِلا في المعركة، فكان ذلك انقراضًا لدولة الطاهريين في اليمن.

العام الهجري : 300 العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

سببُ ذلك أنَّ محمَد بن هُرمُز، المعروفُ بالمولى الصندليِّ، كان خارجيَّ المذهب، وكان قد أقام ببُخارى وهو من أهلِ سِجِستان جنوب غرب أفغانستان، وكان شيخًا كبيرًا، فجاء يومًا إلى الحُسين بن عليِّ بنِ محمَّد العارض يَطلُبُ رِزقَه، فقال له: إنَّ الأصلحَ لِمِثلِك من الشيوخِ أن يلزمَ رباطًا يَعبُدُ الله فيه، حتّى يوافيَه أجلُه، فغاظه ذلك، فانصرف إلى سِجِستان والوالي عليها منصورُ بنُ إسحاق، فاستمال جماعةً من الخوارج، ودعا إلى الصَّفَّار، وبايع في السرِّ لِعَمرو بن يعقوب بن محمَّد بن عمرو بن الليث، وكان رئيسُهم محمَّد بن العبّاس، المعروف بابن الحَفَّار، وكان شديدَ القوَّة، فخرجوا، وقبضوا على منصورِ بن إسحاقَ أميرِهم وحبَسَوه في سجن أرك، وخطبوا لعمرو بن يعقوب، وسلَّموا إليه سجستان، فلمَّا بلغ الخبر إلى الأمير أحمد بن إسماعيل سيَّرَ الجيوشَ مع الحسين بن عليٍّ، مرّةً ثانية إلى زرنج، فحصرها تسعةَ أشهر، فصعد يومًا محمَّدُ بن هُرمُز الصندليُّ إلى السور، وقال: ما حاجتُكم إلى أذى شيخٍ لا يصلُحُ إلَّا لِلُزومِ رِباطٍ؟ يُذَكِّرُهم بما قاله العارضُ ببخارى؛ واتَّفق أنَّ الصندليَّ مات، فاستأمن عمرُو بن يعقوب الصَّفَّار وابن الحفَّار إلى الحسين بن عليٍّ، وأطلقوا منصور بن إسحاق، وكان الحسينُ بن عليٍّ يُكرِمُ ابن الحفَّار ويقرِّبُه، فواطأ ابن الحفَّار جماعة على الفتك بالحسين، فعَلِمَ الحسين بذلك، وكان ابنُ الحفَّارِ يدخُلُ على الحسين، لا يُحجَبُ عنه، فدخل إليه يومًا وهو مُشتَمِلٌ على سيف، فأمر الحُسَينُ بالقبض عليه، وأخذه معه إلى بُخارى، ولَمَّا انتهى خبر فتح سِجِستان إلى الأمير أحمد استعمل عليها سيمجورَ الدواتيَّ، وأمر الحسينَ بالرجوعِ إليها فرجع ومعه عمرُو بن يعقوب وابن الحفّار وغيرهما، وكان عَودُه في ذي الحجَّة سنة ثلاثمائة، واستعمل الأمير أحمدُ منصورًا ابنَ عمِّه إسحاق على نَيسابور وأنفَذَه إليها، وتوفِّي ابنُ الحفّار.

العام الهجري : 456 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1064
تفاصيل الحدث:

الوَزيرُ عَميدُ المُلْكِ، أبو نَصرٍ محمدُ بن منصورِ بن محمدٍ الكندريُّ، وَزيرُ السُّلطانِ طُغرلبك. كان أَحَدَ رِجالِ الدَّهرِ شَهامةً وكتابةً وكَرَمًا. وُلِدَ سنة 415هـ بقَريةِ كندر في نيسابور. تَفَقَّهَ لأبي حنيفةَ، وتَأَدَّبَ، ثم صَحِبَ رَئيسًا بنيسابور، فاستَخدَمهُ في ضِياعِه، ثم استَنابَهُ عنه في خِدمَةِ السُّلطانِ طُغرلبك، فطَلَبَه منه، فوَصَل في خِدمَتِه، وصار صاحِبَ خِبْرَةٍ. ثم وَلَّاهُ خوارزم، وعَظُمَ جاهُهُ. وعَصَى بخوارزم، ثم ظَفَرَ به السُّلطانُ، ونَقَمَ عليه أنَّه تَزَوَّج امرأةَ مَلِكِ خوارزم فخَصاهُ, ثم رَقَّ له فدَاوَاهُ وعُوفِيَ, واستَوْزَرهُ وله إحدى وثلاثون سنةً, فقَدِمَ بغداد، وأقامَ بها مُدَّةً، ولَقَّبَهُ الخليفةُ بسَيِّدِ الوُزراءِ, ونالَ من الجاهِ والحُرْمَةِ ما لم يَنَلْهُ أَحَدٌ. قال الذهبيُّ: "كان كَريمًا جَوادًا، مُتَعَصِّبًا لِمَذهَبِه، مُعتَزِليًّا، مُتكَلِّمًا له النَّظْمُ والنَّثْرُ". قال ابنُ الأثيرِ: "كان شديدَ التَّعَصُّبِ على الشافعيَّةِ، كَثيرَ الوَقيعَةِ في الشافعيِّ رضي الله عنه، بَلَغَ مِن تَعَصُّبِه أنه خاطَبَ السُّلطانِ في لَعْنِ الرَّافِضَةِ على مَنابر خُراسان، فأَذِنَ في ذلك، فأَمَرَ بِلَعْنِهِم، وأَضافَ إليهم الأَشعريَّة، فأَنِفَ من ذلك أَئمَّةُ خُراسان، منهم الإمام أبو القاسم القشيري، والإمام أبو المعالي الجويني، وغيرُهما، ففارقوا خُراسان، وأقامَ إمامُ الحَرمينِ بمَكَّةَ أربعَ سنين إلى أن انقَضَت دَولتُه، فلما جاء الوزيرُ نِظامُ المُلكِ، أَحضرَ مَن انتَزحَ منهم وأَكرَمَهم، وأَحسنَ إليهم, وقيلَ: إن الكندريَّ تابَ مِن الوَقيعةِ في الشافعيِّ، فإن صَحَّ فقد أَفلحَ، وإلَّا فَعَلَى نَفسِها براقش تَجنِي" في هذه السَّنَةِ قَبَضَ عليه ألب أرسلان، وسَجنَهُ ببَيتِه ثم أرسل إليه مَن قَتَلهُ. قُتِلَ بمروالروذ في ذي الحجَّةِ. وكان قد قُطِعَت مَذاكِرُه ودُفِنَت بخوارزم، فلمَّا قُتِلَ حُمِلَ رَأسُه إلى نيسابور. ولهذا قال ابنُ الأثير: "ومِن العَجَبِ أن ذَكَرَهُ دُفِنَ بخوارزم لمَّا خُصِيَ، ودَمُهُ مَسفوحٌ بمرو، وجَسَدُه مَدفونٌ بكندر، ورَأسُه مَدفونٌ بنيسابور، فاعتَبِروا يا أولي الأبصار".

العام الهجري : 672 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1274
تفاصيل الحدث:

هو جلال الدين محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري, وعرف أيضًا باسم مولانا جلال الدين الرومي شاعر، عالمٌ بفقه الحنفيَّة. من فحولِ شعراء الصوفية في الإسلام. وُلد ببلخ في 6 من ربيع الأول 604هـ (30 من سبتمبر 1207م) لأسرةٍ قيل: إن نسَبَها ينتهي إلى أبي بكر الصديقِ رضي الله عنه، وتحظى بمصاهرة البيت الحاكم في خوارزم، وأمُّه كانت ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد, وما كاد يبلغُ الثالثة من عمره حتى انتقل مع أبيه إلى بغداد سنة 607هـ (1210م) على إثر خلاف بين أبيه والوالي محمد قطب الدين خوارزم شاه, وفي بغداد نزل أبوه في المدرسة المستنصريَّة، ولكنه لم يستقِرَّ بها طويلًا؛ إذ قام برحلة واسعة ومعه ابنه جلال الدين زار خلالها دمشق ومكة وملطية وأرزبخان ولارند، ثم استَقَرَّ آخر الأمر في قونية في عام 632هـ (1226م) حيث وجَدَ أبوه الحماية والرعاية في كنف الأمير السلجوقي علاء الدين قبقباذ، واختير للتدريس في أربع مدارس بقونية حتى توفي سنة 628هـ (1231م)، فخلفه ابنه جلال الدين في التدريس بتلك المدارس. وقد عُرف جلال  الدين بالبراعة في الفقه إلا أنه لم يستمر كثيرًا في التدريس؛ فقد كان للقائه بالصوفي المعروف شمس الدين تبريزي أعظَمُ الأثر في حياته العقليَّة والأدبية، فمنذ أن التقى به حينما وفد على قونية في إحدى جولاته، تعلق به جلال الدين، وأصبح له سلطانٌ عظيمٌ عليه ومكانةٌ خاصة لديه. وانصرف جلال الدين بعد هذا اللقاء عن التدريس، وانقطع للتصوُّفِ ونظْمِ الأشعار وإنشادها، وأنشأ طريقةً صوفية عُرفت باسم المولويَّة نسبة إلى مولانا جلال الدين.اهتم جلال الدين الرومي بالرياضة وسماع الموسيقى، وجعل للموسيقى مكانةً خاصة في محافِلِ تلك الطريقة. توفِّي جلال الدين عن عمر بلغ نحو سبعين عامًا، ودُفن في ضريحه المعروف في "قونية" في تلك التكية التي أنشأها لتكون بيتًا للصوفيَّة.

العام الهجري : 824 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1421
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ الظاهر سيف الدين أبو الفتح ططر بن عبد الله الظاهري الشركسي, ربَّاه بعض التجار، وعلَّمه شيئًا من القرآن وفِقهَ الحنفية، وقَدِمَ به القاهرة في سنة 801، وهو صبيٌّ، فدل عليه الأمير قانبيه العلاي لقرابته به، فسأل السلطان الملك الظاهر برقوق فيه حتى أخذه من تاجره، ونزله في جملة مماليك الطباق، فنشأ بينهم، وكان الملك الظاهر برقوق أعتقه بسفارة الأمير جرباش الشيخي. بعد وفاة الملك المؤيد شيخ بويعَ ابنُه الملك المظفر أحمد، وقام الأمير الكبير ططر بأعباء الدولة، وخلع عليه لالا -مربي- للسلطان وكافله. ثم عزل ططر المظفر أحمد؛ لصِغَر سنِّه، وأخذ البيعة بالسلطنة لنفسه, وفي أول ذي الحجة يوم الخميس زاد مرض السلطان الظاهر ططر، والإرجاف بمرضه كبير، ثم في يوم الجمعة استدعى الخليفة والقضاة إلى القلعة، وقد اجتمع الأمراء والمباشرون والمماليك، وعهد السلطان لابنه الأمير محمد، وأن يكون القائم بدولته الأمير جانبك الصوفي، والأمير برسباي الدقماقي لالا -مربي السلطان- فحلف الأمراء على ذلك، كما حلفوا لابن الملك المؤيد، فلما كانت ضحوة نهار الأحد رابعَه توفي السلطان، فاضطرب الناس ساعة، ثم غُسِّل وأخرج من باب السلسلة، وليس معه إلا نحو العشرين رجلًا، حتى دُفن بجوار الليث بن سعد من القرافة، فكانت مدة تحكمه منذ مات المؤيد أحد عشر شهرًا تنقص خمسة أيام، منها مدة سلطنته أربعة وتسعين يومًا، أما السلطان الجديد فهو محمد بن الظاهر ططر أقيم في السلطنة بعهد أبيه إليه، وعمره نحو العشر سنين، عقيب موت أبيه، وفي يوم الأحد رابع ذي الحجة من هذه السنة اجتمع الأمراء بالقلعة إلا الأمير جانبك الصوفي فإنه لم يحضر، فما زالوا به حتى حضر، وأجلسوا السلطان، ولقَّبوه بالملك الصالح ناصر الدين، وفوَّض الخليفة إلى الأمير الكبير نظام الملك برسباي أمورَ المملكة بأسرها؛ ليقوم بها إلى أن يبلغ السلطان رُشدَه، وحكم بصحة ذلك قاضي القضاة الحنفي.