الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 584 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أقام صلاح الدين تحت حِصنِ الأكراد، أتاه قاضي جبلة، وهو منصورُ بن نبيل، يستدعيه إليها ليسَلِّمَها إليه، حمَلَتْه الغيرةُ للدينِ على قَصدِ السُّلطان، وتكَفَّل له بفتح جبلة واللاذقية والبلاد الشماليَّة، فسار صلاح الدين معه رابِعَ جمادى الأولى، فنزل بأنطرطوس سادسه، فرأى الفرنجَ قد أخلَوا المدينة، واحتموا في برجَينِ حَصينينِ، كلُّ واحد منهما قلعةٌ حصينةٌ ومَعقِلٌ منيع، فخرَّب المسلمونَ دُورَهم ومساكِنَهم وسورَ البلد، ونَهَبوا ما وجدوه من ذخائِرِهم، وكان الداوية بأحَدِ البرجين، فحصَرَهما صلاح الدين، فنزل إليه مَن في أحد البرجين بأمانٍ وسَلَّموه، فأمَّنَهم، وخرب البرجَ وألقى حجارتَه في البحر، وبَقِيَ الذي فيه الداوية لم يُسَلِّموه، فخَرَّب صلاح الدين ولاية أنطرطوس، ورحل عنها وأتى مرقية، وقد أخلاها أهلُها، ورحلوا عنها، وساروا إلى المرقب، وهو من حصونِهم التي لا تُرام، وهو للإسبتارية، فاجتاز المسلمونَ وعَبَروا المضيقَ ووصلوا إلى جبَلة ثامِنَ عشر جمادى الأولى. وتسَلَّمها وقت وصولِه، وكان قاضيها قد سبقَه إليها ودخلها. فلما وصل صلاح الدينِ رفَعَ أعلامَه على سورها وسلَّمَها إليه، وتحصَّنَ الفرنجُ الذين كانوا بها بحِصنِها، واحتَمَوا بقلعتها، فما زال قاضي جبَلة يُخَوِّفُهم ويُرَغِّبُهم، حتى استنزلهم بشَرطِ الأمان، وأن يأخُذَ رهائنَهم يكونون عنده إلى أن يُطلِقَ الفرنجُ رهائن المسلمين من أهلِ جبلة. وكان بيمند صاحِبُها قد أخذ رهائِنَ القاضي ومُسلمي جبلة، وتركهم عنده بأنطاكيَّةَ، فأخذ القاضي رهائِنَ الفرنج فأنزلهم عنده حتى أطلق بيمند رهائِنَ المسلمين فأطلق المسلمونَ رهائِنَ الفرنج، وجاء رؤساءُ أهل الجبل إلى صلاح الدين بطاعةِ أهله، وصار الطريقُ في هذا الوقت عليه من بلادِ الإسلام إلى العسكَرِ، وقرر صلاحُ الدين أحوالَ جَبَلة، وجعل فيها لحِفظِها الأميرَ سابق الدين عثمان بن الداية، صاحِبَ شيزر، وسار عنها.

العام الهجري : 794 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1392
تفاصيل الحدث:


هو الإمامُ العلَّامة بدرُ الدين أبو عبد الله محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي المنهاجي، تركي الأصل، ولد بمصر سنة 745, وتعلَّمَ الفِقَه فيها، عُنِيَ بالاشتغال مِن صِغَرِه، فحَفِظَ كُتبًا وأخذ عن الشيخ جمال الدين الإسنوي والشيخ سراج الدين البلقيني ولازمه، حتى أصبح من كبار علماء الشافعيَّة في مصر، وبرع في الأصول، له تصانيفُ عديدة أشهرها: (البرهان في علوم القرآن)، (البحر المحيط في الأصول)، (إعلام الساجد بأحكام المساجد)، (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة)، (المنثور في القواعد الفقهية والأصولية)، (التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح)، وغيرها من الكتب. قال ابن حجر: "رحل إلى دمشقَ فأخذ عن ابن كثير في الحديثِ وقرأ عليه مُختَصَره ومَدَحَه ببيتين، ثم توجه إلى حلب فأخذ عن الأذرعي، ثم جمع الخادم على طريق المهمات، فاستمد من التوسط للأذرعي كثيرًا، لكنه شحنه بالفوائد الزوائد من المطلب وغيره، وجمع في الأصول كتابًا سماه البحر في ثلاثة أسفار، وشرح علوم الحديث لابن الصلاح، وجمع الجوامع للسبكي، وشرع في شرح البخاري فتركه مُسَوَّدة وقفت على بعضها، ولخص منه التنقيح في مجلد، وشرح الأربعين للنووي، وولي مشيخة كريم الدين، وكان منقطعًا في منزله لا يتردَّدُ إلى أحدٍ إلا إلى سوق الكتبِ، وإذا حضره لا يشتري شيئًا، وإنما يطالِعُ في حانوت الكُتبي طول نهارِه ومعه ظهورُ أوراقٍ يُعَلِّقُ فيها ما يُعجِبُه، ثم يرجع فينقِلُه إلى تصانيفِه، وخرَّج أحاديث الرافعي، ومشى فيه على جمع ابن الملَقِّن، لكنه سلك طريق الزيلعي في سَوق الأحاديث بأسانيد خرَّجها، فطال الكتاب بذلك" ولَمَّا ولي البلقيني قضاءَ الشام استعار منه نُسختَه من الروضة مجلدًا بعد مجلدٍ، فعَلَّقَها على الهوامش من الفوائِدِ؛ فهو أول من جمع حواشي الروضة للبُلقيني، توفي في الثالث من رجب في القاهرة عن 50 عامًا.

العام الهجري : 877 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1472
تفاصيل الحدث:

هو الصوفي إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي، قدم من بلده متبول من الغربية إلى طنطا، فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية، فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها، وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر، تعرف بالشيخ رستم ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع، وصار الفقراء يَرِدون عليه فيها ويقوم بكلفتِهم من زرعه وغيره، فاشتهر أمره وتزايد خبره وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج، وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستانًا متسعًا وسبيلًا على الطريق هائلًا عم الانتفاعُ به سيما في أيام الحج، وكذا أنشأ جامعًا كبيرًا بطنطا وبرجًا بدمياط وأماكن غير ذلك، وكثرت أتباعه بحيث صار يُخبَز لهم كل يوم زيادة على أردب، وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي بلغت ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلًا عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير واستفيض بينهم أنه لم يجب عليه غُسلٌ قط لا من جماع فإنه لم يتزوج، ولا احتلام، بل كان- فيما قيل- يذكر ذلك عن نفسه، ويقول إنه أخذ عن الشيخ يوسف البرلسي الأحمدي وانتفع بصحبته وإنه فتح عليه في سطح جامع الظاهر؛ لأنه أقام فيه مدة وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله، بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها، كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها، والناس فيه فريقان. مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان، في ليلة الاثنين الثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين، ودفن هناك وسنُّه ظنًّا يزيد على الثمانين.

العام الهجري : 927 العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

لم تنجح محاكم التفتيش التي أقامها الصليبيون الإسبان ولا الأساليب التي اتبعوها في إجبار المسلمين على ترك دينهم كما تريد الكنيسة التي أدركت مدى عمق الإيمان بالعقيدة الإسلامية في نفوس الموريسكيين، فقررت إخراجهم من إسبانيا، فأصدر مجلس الدولة بالإجماع في (30/1/1608م) قرارًا بطرد جميع الموريسكيين من إسبانيا، ولم يحُلَّ شهر أكتوبر عام (1609م) حتى عمَّت موانئَ المملكة وبلنسية من لقنت جنوبًا إلى بني عروس شمالًا حركةٌ كبيرة، فرحل بين (9/1606م) إلى (1/1610م) نحو 120 ألف مسلم من موانئ لقنت ودانية والجابية ورصافة وبلنسية وبني عروس وغيرها, وفي (5/1611م) صدر قرار إجرامي للقضاء على المتخلِّفين من المسلمين في بلنسية، يقضي بإعطاء جائزة ستين ليرة لكل من يأتي بمسلم حي، وله الحق في استعباده، وثلاثين ليرة لمن يأتي برأس مسلم مقتول، وقد بلغ عدد من طُرِد من إسبانيا في الحقبة بين سنتي (1609 و1614م) نحو 327 ألف شخص، مات منهم 65 ألف غرقًا في البحر، أو قُتلوا في الطرقات، أو ضحية المرض والجوع والفاقة، وقد استطاع 32 ألف شخص من المطرودين العودة إلى ديارهم في الأندلس، بينما بقي بعضهم متسترًا في بلاده بعد الطرد العام لهم، وقد استمرَّ الوجود الإسلامي بشكل سري ومحدود في الأندلس في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وهكذا حكمت محاكم التفتيش في غرناطة سنة (1726م) على ما لا يقل عن 1800 شخص، بتهمة اتباع الدين الإسلامي، وفي (9/5/1728م) احتفلت غرناطة بأوتوداف ضخم؛ حيث حكمت محاكم التفتيش على 64 غرناطيًّا بتهمة الانتماء للإسلام، وفي (10/10/1728م) حكمت محكمة غرناطة مرة أخرى على ثمانية وعشرين شخصًا بتهمة الانتماء إلى الإسلام، وتابعت محاكم غرناطة القبض على المتهمين بالإسلام إلى أن طلبت بلدية المدينة من الملك سنة (1729م) طرد كل الموريسكيين حتى تبقى المملكة نقية من الدم الفاسد.

العام الهجري : 1225 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1811
تفاصيل الحدث:

بينما كان الإمامُ سعود في الحَجِّ خرج من الدرعية أبناؤه تركي وأخواه ناصر وسعد وقصدوا ناحية عمان ومعهم عدة رجال من أتباعهم وخَدَمِهم، وذلك أنه وقع بينهم وبين أبيهم مغاضبة عندما طلبوا منه زيادةً في عطائهم وخَراجِهم، فأبى عليهم ذلك وطلبوا الخروجَ إلى عمان للقتالِ فمنعهم منه، فلما وصلوا عمان عَلِم بهم أناس من أهل باطنة عمان وغيرهم فنفروا عليهم وهجدوهم بالليلِ بياتًا فحصل بينهم قتالٌ شديدٌ قُتِلَ من الفريقين عدَّةُ قتلى، فلما انقضت الوقعةُ أرسل أبناء سعود إلى مطلق المطيري أمير الجيوشِ في عمان، فأتى إليهم واجتمعوا به ومعه جنودٌ كثيرة من أهل نجد وأهل عمان، وصار رئيسُ الجميع تركي بن سعود فسارت تلك الجنود إلى عمان، فدخلوا عددًا من بلدان وحواضر عمان وغنموا منها أموالًا عظيمة، فلما بلغ الخبر الإمام سعود وهو في الحج أفزعه ذلك وغَضِبَ غضبًا شديدًا، فلما رجع إلى الدرعية طلب منه رؤساء أهلِها أن يعفوَ عنهم ويرسل إليهم ويبذُل الأمان، فأبى ذلك، فبعث جيشًا من الدرعية نحو أربعين رجلًا، وقال لهم: اقصُدوا قصر البريمي وأخرجوا منه المرابِطة الذين فيه وأمسكوه، ولا تدعوا أحدًا من جنودِهم يدخله، وكان أبناء سعود يأوون إليهم فيه، فلما أمسكوه هؤلاء طردوا عنه الأبناء فلم يدخلوه، وأرسل سعود أيضًا إلى مطلق المطيري ومن معه من الرؤساء وأتباعهم وأمَرَهم أن يخرجوا من عمان ولا يُبقوا رجلًا واحدًا فضاق الأمر بأبنائه، وشفَعَ فيهم رؤساء المسلمين أن يبذُلَ لهم الأمان، فأبى سعود إلا أنَّهم يأتون بالحسنة والسيئة، فأقبل مطلق المطيري مع الأبناء إلى الأحساء وخافوا من أبيهم، فأرسل مطلق إلى سعود يبلِّغُه خبرهم فأعطاهم الأمان، ولما قدموا الدرعية مَرِضَ ناصر بن سعود شهرين حتى مات ولم يعُدْه والده لمخالفتِهم أمرَه.

العام الهجري : 1350 العام الميلادي : 1931
تفاصيل الحدث:

بقي الاستعمارُ الفرنسي في الجزائر قائمًا، وأخذ أشكالًا جديدة، فبدأ ينشر الجهلَ، ويحارب اللغة العربية، وينشر الرذيلة والفواحش بين المسلمين، ولكِنْ أبقى الله في الأمة بقيةً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فكان من المصلحين الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي كان يُلقي دروسًا في التفسير في مسجد سيدي الأخضر بقسنطينة، والتفَّ حوله الكثير واشتد ساعده، وقام بدعوة العلماء لتوحيد الكلمة، فحضر 190 من علماء الجزائر، واتَّفق الجميع على تأسيس جمعية العلماء المسلمين، وتولى هو رئاسَتَها، وفَتَحت هذه الجمعية المدارسَ للناشئة، وأصدرت جريدة المرصاد، وأخذ الشيخ عبد الحميد الحملَ على الفرنسيين، وبالمقابل جهدت فرنسا للإيقاع بالجمعية؛ حيث كانت تغتالُ سِرًّا بعض العلماء المعارضين لهذه الجمعية، وتتهم بهذا الفعل الجمعية، ثم انشَقَّ عن الجمعية بعضُ الذين استاؤوا من محاضرة الطيب العقبي التي تكَلَّم فيها على أصحاب الطرق، فانشقوا وألَّفوا جمعية علماء أهل السنة وجريدتهم البلاغ الجزائري، وارتفع أمرُ ابن باديس في الجزائر، وقد قام وفدٌ برئاسته بالذَّهاب إلى فرنسا وتقديم مطالب الشعب الجزائري للحكومة الفرنسية، ومنها: إلغاء كافة القوانين والقرارات الاستثنائية بالجزائر، وإلغاء الحكم العامِّ في الجزائر، واشتراك الجزائريين في الهيئة الانتخابية، ويكون لهم نوابٌ في المجلس النيابي الفرنسي، وعدمُ التمييز بين الفرنسيين والجزائريين، مع الاحتفاظ بالهُوية الإسلامية، واستقلال الدين الإسلامي عن الحكومة الفرنسية، وجَعْل اللغة العربية لغةَ الدراسة، ورُفِضَت مطالبهم جملة، وزادت فرنسا من توسيعِ الشِّقاق بمساعدة أصحاب الطُّرُق الصوفية، والاغتيالات السرية واتهام جمعية المسلمين بها، كما فعلت بالشيخ عمر بن دالي الذي جعلَتْه إمام الجامع الكبير في قسنطينة ثم طلَبَت منه الهجوم على الوفد الذي سافر لفرنسا، ثم دفعت من قَتَله حيث سَلَّم نفسه بعد فترةٍ واعترف بكُلِّ المخطَّط، ثم لَمَّا توفي ابن باديس 1359هـ تولى محمد بشير الإبراهيمي رئاسةَ الجمعية.

العام الهجري : 200 العام الميلادي : 815
تفاصيل الحدث:

خرج خارجيٌّ من البربر بناحية مورور، من الأندلس، ومعه جماعةٌ، فوصل كتابُ العامل إلى الحكَمِ بنِ هشام بخبَرِه، فأخفى الحكَمُ خبَرَه، واستدعى من ساعته قائدًا من قوَّاده، فأخبَرَه بذلك سرًّا، وقال له: سِرْ مِن ساعتِك إلى هذا الخارجيِّ فأْتِني برأسه، وإلَّا فرأسُك عِوَضَه، وأنا قاعِدٌ مكاني هذا إلى أن تعود. فسار القائِدُ إلى الخارجيِّ، فلما قاربه سأل عنه، فأُخبِرَ عنه باحتياطٍ كثيرٍ، واحترازٍ شديدٍ، ثم ذكر قولَ الحكَمِ: إنْ قتَلْتَه، وإلا فرأسُك عِوَضَه، فحَمَلَ نفسَه على سبيلِ المخاطرةِ فأعمل الحِيلةَ، حتى دخل عليه، وقتَلَه، وأحضَرَ رأسَه عند الحكم، فرآه بمكانِه ذلك لم يتغيَّرْ منه، وكانت غيبتُه أربعةَ أيام. ثم أحسَنَ إلى ذلك القائدِ، ووصله وأعلى محلَّه.

العام الهجري : 216 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 831
تفاصيل الحدث:

عاد المأمونُ إلى بلاد الروم في هذه السَّنة بعد أن كان سار إليهم أوَّلَ السَّنة الماضية، وسببُ ذلك أنَّه بلغه أنَّ مَلِكَ الرومِ قتلَ ألفًا وستَّمائة مِن أهل طرسوس والمصيصة، فسار حتى دخل أرضَ الروم، وقيل كان سببُ دُخولِه إليها أنَّ مَلِكَ الرومِ كتب إليه وبدأ بنَفسِه، فسار إليه، ولم يقرأ كتابَه، فلمَّا دخل أرضَ الرومِ أناخ على أنطيغو، فخرجوا على صُلْحٍ، ثم سار إلى هرقلة، فخرج أهلُها على صلحٍ، ووجَّه أخاه أبا إسحاقَ المعتَصِم، فافتتح ثلاثينَ حِصنًا ومطمورةً، ووجَّه يحيى بن أكثم من طوانة، فأغار وقتل وأحرَقَ، فأصاب سبيًا ورجع؛ ثم سار المأمونُ إلى كيسوم، فأقام بها يومين، ثم ارتحل إلى دمشق.

العام الهجري : 238 العام الميلادي : 852
تفاصيل الحدث:

جاء ثلاثُمائة مركَبٍ للرُّومِ مع ثلاثةِ رُؤساء، فأناخ أحدُهم في مائةِ مركَبٍ بدمياط، وكان على معونةِ مِصرَ عَنبسةُ بن إسحاق الضبِّي، فلما حضَرَ العيدُ أمَرَ الجندَ الذين بدمياط أن يَحضُروا مصر، فساروا منها، فاتَّفَق وصولُ الرومِ وهي فارغةٌ من الجندِ، فنَهَبوا وأحرقوا وسَبَوا، وأحرقوا جامِعَها، وأخذوا ما بها من سلاحٍ ومَتاعٍ، وقَنْدٍ، وغير ذلك، وسَبَوا من النساء المُسلِمات والذِّمِّيات نحو ستمائة امرأة، وأوقَروا سُفُنَهم من ذلك، وكان عنبسةُ قد حَبَس ابنَ الأكشف بدمياط، فكسَرَ قَيدَه، وخرج يقاتِلُهم، وتَبِعَه جماعةٌ، وقتَلَ من الروم جماعةً، وسارت الرومُ إلى أشنوم تنيس من قرى مصر قديما، وكان عليه سورٌ وبابان من حديدٍ قد عَمِلَه المعتَصِم، فنهبوا ما فيه من سلاحٍ، وأخذوا البابينِ، ورجعوا ولم يَعرِضْ لهم أحدٌ.

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

ظهر أبو يزيدَ مخلدُ بنُ كيداد عام 316هـ في جبالِ أوراس، وقَوِيَ أمره عام 325هـ بانضمام الإباضيَّة إليه، ثم انضَمَّ إليه بعضُ السُّنَّة؛ لمحاربته الفاطميِّينَ، كان بداية الأمر أن أرسل القائِمُ الفاطميُّ عامِلَه على قسطيلة لقتالِ أبي يزيد، فاعتقله أبو يزيدَ فأرسل القائِمُ جَيشًا كبيرًا أحرز فيه أبو يزيد انتصاراتٍ على جيش الفاطميِّينَ، واستولى على كثيرٍ مِن المدن، فدخل رقادة والقيروان، واتَّجَه نحو المهديَّة وحصرها، فاستنهض الفاطميُّونَ أهلَ كتامةَ وصنهاجة، وتتابَعَت الحروبُ بينهم حتى قاتَلَهم المنصورُ الفاطميُّ ابن القائم بنَفسِه بحُروبٍ يطولُ شَرحُها، كانت نهايتُها قتلَ أبي يزيد وحمْلَ رأسِه إلى المنصور الفاطميِّ.

العام الهجري : 352 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 963
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ عاشِرَ المحَرَّم أمرَ مُعِزُّ الدولة الناسَ أن يُغلِقوا دكاكينَهم، ويُبطِلوا الأسواقَ والبيعَ والشِّراءَ، وأن يُظهِروا النياحةَ، ويلبسوا قبابًا عَمِلوها بالمُسوح، وأن يَخرُجَ النساء مُنشِراتٍ الشُّعورَ، مُسَوِّداتٍ الوُجوهَ، قد شَقَقنَ ثيابَهنَّ، يَدُرنَ في البلد بالنوائحِ، ويَلطمْنَ وجوهَهنَّ على الحسين بن عليِّ، رضي الله عنهما، ففعل النَّاسُ ذلك، ولم يكن للسُّنَّة قُدرةٌ على المنع منه لكثرةِ الشِّيعةِ، ولأنَّ السلطانَ معهم, وفي ثامن عشر ذي الحجة، كان معز الدولة قد أمر بإظهارِ الزِّينةِ في البلد، وأُشعِلَت النيران بمجلِسِ الشرطة، وأُظهِرَ الفرح، وفُتِحَت الأسواق بالليل، كما يُفعَل ليالي الأعياد، فعَلَ ذلك فرحًا بعيدِ الغدير، يعني غديرَ خُمٍّ، وضُرِبَت الدبادب والبوقات.

العام الهجري : 353 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 964
تفاصيل الحدث:

كان قد استَقَرَّ الصُّلحُ بين ناصرِ الدولة الحمداني وبين مُعِزِّ الدولة البويهي على ألف ألف درهم يحمِلُها ناصِرُ الدولة كل سنة، فلمَّا حصلت الإجابةُ مِن مُعِزِّ الدولة بذل زيادةً ليكونَ اليمينُ أيضًا لوَلَدِه أبي تغلب فضل الله الغضنفر معه، وأن يحلِفَ مُعِزُّ الدولة لهما، فلم يُجِبْ إلى ذلك، وتجهَّزَ مُعِزُّ الدولة وسار إلى المَوصِل في جمادى الآخرة، فلما قاربها سار ناصِرُ الدولة إلى نصيبين، ووصل معِزُّ الدولة إلى المَوصِل ومَلَكَها في رجب، وسار يطلُبُ ناصِرَ الدولة في شعبان، واستخلف على الموصِلِ أبا العلاء صاعِدَ بنَ ثابت ليَحمِلَ الغَلَّات ويَجبي الخراج، وخلف بكتوزون وسبكتكين العجميَّ في جيشٍ ليحفَظَ البلَدَ.

العام الهجري : 414 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

أوغلَ يَمينُ الدَّولة محمودُ بنُ سبكتكين في بلاد الهندِ، فغَنِمَ وقَتَل، حتى وصل إلى قلعةٍ على رأس جبَلٍ منيعٍ، ليس له مَصعدٌ إلَّا من موضعٍ واحدٍ، وهي كبيرةٌ تَسَعُ خلقًا، وبها خمسُمِئَة فيل، وفي رأسِ الجَبَلِ من الغَلَّات والمياه، وجميعِ ما يحتاجُ الناسُ إليه، فحصرهم يمينُ الدَّولة، وأدام الحِصارَ، وضَيَّق عليهم، واستمَرَّ القتال، فقُتِل منهم كثيرٌ، فلما رأَوا ما حلَّ بهم أذعنوا له، وطلبوا الأمان، فأمَّنَهم وأقَرَّ مَلِكَهم فيها على خراجٍ يأخُذُه منه، وأُهديَ له هدايا كثيرةٌ، منها طائِرٌ على هيئة القمريِّ مِن خاصيَّتِه إذا أُحضِرَ الطَّعامُ وفيه سُمٌّ دَمِعَت عينا هذا الطائِرِ وجرى منهما ماءٌ، ثم يتحَجَّرُ، فإذا حُكَّ وجُعِلَ على الجِراحاتِ الواسعةِ ألحَمَها.

العام الهجري : 500 العام الميلادي : 1106
تفاصيل الحدث:

كانت وحشةٌ مُستحكِمة بين ملك الروم، صاحب القسطنطينية، وبين بيمند الفرنجي؛ فسار بيمند إلى بلد ملك الروم ونهبه، وعزم على قصده، فأرسل ملك الروم إلى الملك قلج أرسلان بن سليمان صاحب قونية وأقصرا وغيرهما من تلك البلاد يستنجده، فأمده بجمع من عسكره، فقوي بهم وتوجه إلى بيمند، فالتقوا وتصافوا واقتتلوا، وصبر الفرنج بشجاعتهم، وصبر الروم ومن معهم لكثرتهم، ودامت الحرب، ثم أجلت الوقعة عن هزيمة الفرنج، وأتى القتلُ على أكثرهم، وأُسِر كثير منهم، والذين سَلِموا عادوا إلى بلادهم بالشام، وعاد عسكر قلج أرسلان إلى بلادهم عازمين على المسير إلى صاحبهم بديار الجزيرة، فأتاهم خبر قتله، فتركوا الحركة وأقاموا.

العام الهجري : 533 العام الميلادي : 1138
تفاصيل الحدث:

جمَعَ أتابك قراسنقر صاحِبُ أذربيجان عساكِرَ كثيرةً وحَشَد، وسار طالبًا بثأرِ أبيه الذي قتَلَه بوزابة, فلمَّا قارب السُّلطانَ مَسعودًا أرسل إليه يطلُبُ منه قَتْلَ وزيرِه الكمال، فقَتَله، فلمَّا قُتِلَ سار قراسنقر إلى بلاد فارس، فلما قارَبَها تحصَّنَ بوزابة منه في القلعةِ البيضاء، ووطئ قراسنقر البلادَ، وتصَرَّفَ فيها، وليس له فيها دافِعٌ ولا مانِعٌ إلَّا أنَّه لم يُمكِنْه المُقامُ، ومَلَك المُدنَ التي في فارس، فسَلَّم البلادَ إلى سلجوق شاه بن السُّلطانِ محمود، وقال له: هذه البلادُ لك فاملك الباقي؛ وعاد إلى أذربيجان فنزل حينئذٍ بوزابة من القلعةِ سنةَ أربع وثلاثين، وهزم سلجوق شاه ومَلَك البلادَ، وأسَرَ سلجوق شاه وسجَنَه في قلعةٍ بفارس.