الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 143 العام الميلادي : 760
تفاصيل الحدث:

هو عمرو بنُ عُبيد بن باب التميميُّ ولاءً، من أهل ِالبصرةِ، شيخ المعتزلة في زمانه، اشتُهِر بزهده، أخذ عن واصل بن عطاءٍ، واعتزل معه مجلسَ الحسَن البصريِّ، قال يحيى بن معين: "كان من الدَّهرية الذين يقولونَ إنما الناسُ مِثلُ الزرع"، وقال ابن المبارك: "دعا إلى القدَرِ فتركوه"، قال ابن عُلية: "أوَّلُ من تكلَّم في الاعتزالِ واصِلُ الغزَّال، فدخل معه عمرو بنُ عُبيد، فأُعجِبَ به وزوَّجَه أختَه"، وله كتابُ العدل، والتوحيد، وكتاب الردَّ على القدرية يُريدُ السُّنَّة، مات بمران قرب مكة.

العام الهجري : 210 العام الميلادي : 825
تفاصيل الحدث:

خلعَ أهلُ قُم المأمونَ، ومنعوا الخراجَ، وكان سببُه أنَّ المأمونَ لَمَّا سار من خراسانَ إلى العراق أقام بالريِّ عِدَّةَ أيَّامٍ، وأسقط عنهم شيئًا من خراجِهم، فطَمِعَ أهلُ قُم أن يصنع بهم كذلك، فكتَبوا إليه يسألونُه الحطيطةَ، وكان خراجُهم ألفي ألف درهم، فلم يُجِبْهم المأمونُ إلى ما سألوا، فامتنعوا من أدائِه، فوجَّه المأمونُ إليهم عليَّ بن هشام، وعجيف بن عنبسة، فحارباهم فظَفِرا بهم، وقتَلَ يحيى بن عمران، وهدَمَ سُورَ المدينة، وجباها على سبعةِ آلافِ ألف درهم، وكانوا يتظَلَّمونَ مِن ألفَي ألف.

العام الهجري : 977 العام الميلادي : 1569
تفاصيل الحدث:

عندما غزا علي باشا- صاحِبُ الجزائر- تونسَ في هذه السنة، واستولى عليها وطرد منها حاكمها أحمد بن الحسن بن محمد الحفصي- ذهب أحمد إلى طاغية قشتالة مستغيثًا به، شأنُه شأن أبيه من قَبلِه، فأمَدَّه الطاغية بأسطول عظيم واشترط عليه أداء مال فالتزمه، ولما وصل الأسطول إلى ظاهر تونس اطَّلع قائده السلطان أحمد الحفصي على كتاب من الطاغية مضمونُه المشاركة في الحُكم، فأنكر أحمد ذلك وأنِفَ منه وذهب إلى صقلية فبقي بها إلى أن مات وحُمِل إلى تونس، وكان هنالك أخوه محمد بن الحسن فرضي بالمقاسمة ودخل بالنصارى معه إلى تونس سنة 981.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

اغتال أحدُ أفراد شرطة الصومال رئيسَ الجُمهورية عبد الرشيد علي شيرمارك في 4 شعبان 1389هـ / 15 تشرين الأول، وبعد ستةِ أيام سيطر الجيشُ بانقلابٍ عسكريٍّ على الحُكمِ عَشيَّةَ اليوم الذي كان مقررًا فيه إجراءُ انتخاب رئاسي، واستولى على السلطةِ قائِدُ الجيش والقوَّات المسلحة محمد سياد بري الذي حلَّ المجلِسَ الوطني، وألغى الأحزابَ السياسيَّةَ، وشكَّل حُكومةً جديدة من قِبَل المجلِسِ الثوري الأعلى الذي يرأسه، وأعلن جمهوريةَ الصومال الديمقراطية، وفي شعبان 1390هـ / تشرين الأول 1970م أعلن محمد سياد بري دولةَ الصومال الاشتراكية.

العام الهجري : 230 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 845
تفاصيل الحدث:


كان سببُ ذلك أنَّ بني سُليم كانت تُفسِدُ حولَ المدينة بالشَّرِّ، ويأخذون ما أرادوا من الأسواقِ بالحجازِ بأيِّ سِعرٍ أرادوا، وزاد الأمرُ بهم إلى أن وقَعُوا بناسٍ مِن بني كِنانة وباهلة، فأصابُوهم، وقتلوا بعضَهم، فوَجَّهَ محمَّدُ بن صالح- عامِلُ المدينةِ- إليهم حمَّادَ بنَ جريرٍ الطبري، وكان مَسلَحةً لأهل المدينة، في مائتي فارسٍ، وأضاف إليهم جندًا غيرَهم، وتَبِعَهم متطوِّعة، فسار إليهم حمَّاد، فلَقِيَهم بالرويثة، فاقتتلوا قتالًا شديدًا فانهزمت سودانُ المدينةِ بالنَّاسِ، وثَبَت حمَّادٌ وأصحابُه، وقُرَيشٌ والأنصارُ، وقاتلوا قتالًا عظيمًا، فقُتِل حمَّادٌ وعامةُ أصحابِه وعَدَدٌ صالحٌ مِن قريشٍ والأنصار، وأخذ بنو سُلَيم الكُراعَ والسِّلاحَ، والثياب، فطَمِعوا ونهبوا القُرى والمناهِلَ ما بين مكَّة والمدينة، وانقطع الطريقُ. فوَجَّه إليهم الواثِقُ بغا الكبيرَ أبا موسى في جمعٍ من الجند، فقَدِمَ المدينةَ في شعبان، فلَقِيَهم ببعض مياه الحرَّة من رواء السورقية قريتِهم التي يأوُون إليها وبها حُصون، فقتل بغا منهم نحوًا من خمسين رجلًا وأسر مِثلَهم، وانهزم الباقون، وأقام بغا بالسَّورقية، ودعاهم إلى الأمانِ على حُكم الواثق، فأتوه متفَرِّقين فجَمَعَهم، وترك من يُعرَفُ بالفسادِ، وهم زُهاءَ ألفِ رجل، وخلَّى سبيل الباقين، وعاد بالأَسْرى إلى المدينة، فحبَسَهم ثم سار إلى مكَّة. فلما قضى حَجَّه سار إلى ذاتِ عِرقٍ بعد انقضاء الموسِمِ، وعرض على بني هلالٍ مِثلَ الذي عرضَ على بني سُليم، فأقبلوا وأخذ من المفسدينَ نحوًا من ثلاثمائةِ رَجُلٍ، وأطلق الباقين، ورجع إلى المدينةِ فحَبَسَهم.

العام الهجري : 556 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1161
تفاصيل الحدث:

اجتمعت خفاجة إلى الحلة والكوفة، وطالبوا برسومِهم من الطعام والتمر وغير ذلك، فمنعهم أميرُ الحاج أرغش، وهو مقطع الكوفة، ووافقَه على قطعه الأمير قيصر شحنة الحلة، وهما من مماليك الخليفة، فأفسدت خفاجة، ونهَبوا سواد الكوفة والحلة، فأسرى إليهم الأميرُ قيصر، شحنةَ الحلة، في مائتين وخمسين فارسًا، وخرج إليه أرغش في عسكر وسلاح، فانتزحت خفاجة من بين أيديهم، وتبعهم العسكرُ إلى رحبة الشام، فأرسل خفاجة يعتذرون ويقولون: قد قنعنا بلبن الإبل وخُبز الشعير، وأنتم تمنعوننا رسومَنا، وطلبوا الصُّلحَ، فلم يجِبْهم أرغش وقيصر، وكان قد اجتمع مع خفاجة كثيرٌ من العرب، فتصافُّوا واقتتلوا، وأرسلت العربُ طائفة إلى العسكر وخيامِهم، فحالوا بينهم وبينها، وحمل العربُ حملةً مُنكَرة، فانهزم العسكر، وقُتِلَ كثير منهم، وقُتِل الأميرُ قيصر، وأُسِرَت جماعة أخرى، وجُرح أمير الحاج جراحةً شديدة، ودخل الرحبة، فحماه شيخُها وأخذ له الأمان وسيَّرَه إلى بغداد، ومن نجا مات عطشًا في البرية، وكان إماءُ العرب يخرجن بالماءِ يسقين الجرحى، فإذا طلبه منهن أحدٌ من العسكر أجهَزْن عليه. وكثر النوح والبكاء ببغداد على القتلى، وتجهَّزَ الوزير عون الدين بن هبيرة والعساكر معه، فخرج في طلب خفاجة، فدخلوا البر وخرجوا إلى البصرة، ولَمَّا دخلوا البر عاد الوزير إلى بغداد، وأرسل بنو خفاجة يعتذرون ويقولون: بُغِي علينا، وفارقنا البلاد، فتَبِعونا واضطررنا إلى القتالِ، وسألوا العفو عنهم، فأُجيبوا إلى ذلك.

العام الهجري : 575 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

سار السُّلطانُ صلاح الدِّين من عكَّا إلى دمشق، فأقام بها ثم خرج إلى شقيف- وهي في موضع حصين- فخَيَّم في مرجِ عُيون بالقُربِ منه، وأقام أيامًا يباشِرُ القتال- والعساكر تتواصل إليه- فلمَّا تحقَّقَ أرناط صاحِبُ شقيف أنَّه لا طاقة له به، نزل إليه بنفسه، فلم يشعُرْ به إلَّا وهو قائمٌ على باب خيمته، فأذِنَ له في دخوله إليه، وأكرمه واحتَرَمه، وكان من أكابِرِ الفرنج وعُقَلائِهم، وكان يَعرِف بالعربيَّة وعنده الاطِّلاع على شيءٍ من التواريخ والأحاديث، وكان حسَنَ التأني، لَمَّا حضَرَ بين يدي السلطان، وأكل معه الطعامَ وخلا به، ذكَرَ أنَّه مملوكه وتحت طاعته، وأنه يسَلِّمُ إليه المكان من غير تعب، واشترط أن يعطى موضعًا يسكُنُه بدمشق، وإقطاعًا فيها يقومُ به وبأهلِه، وشروط غير ذلك، فأجابه إلى مرامه. ووصَلَه الخبر بتسليم الشوبك بالأمان. ثم ظهر للسُّلطانِ بعد ذلك أنَّ جميعَ ما قاله صاحب شقيف كان خديعةً، فراسَلَهم عليه ثمَّ بلغه أنَّ الفِرنجَ قَصَدوا عكَّا ونزلوا عليها، فقَبَضَ على أرناط صاحب شقيف وحَبَسَه في دمشق بعد الإهانة الشديدة، وأتى عكَّا ودخلها بغتةً لتقوِّي قلوب من بها، ثم استدعى العسكرَ من كل ناحية، ثم تكاثر الفرنج، واستفحل أمرُهم وأحاطوا بعكا، ومنعوا من يدخلُ إليها ويَخرجُ من المسلمين، فضاق صدرُ السلطان لذلك، ثم اجتهد أمراءُ المسلمين في فتح طريقٍ إليها لتستمِرَّ المسايلة بالمسيرة والنجدة، فسار الأمراءُ واتفقوا على مضايقة العدوِّ لينفتِحَ الطريق، ففعلوا ذلك وانفتح الطريق، وسلكه المسلمونَ ودخل السلطان عكا، فأشرف على أمورِها، ثم جرى بين الفريقين مناوشات في عدة أيام، ثم جرت وقعات، وقيل للسلطان: إن الوخمَ قد عظُمَ بمرج عكا، فإن الموتَ قد نشأ بين الطائفتينِ فرَجَعوا.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فَرَغ صلاحُ الدين مِن أمْرِ اللاذقيَّة في السابع والعشرين من جمادى الأولى، قصد قلعة صهيون، وهي قلعة منيعةٌ شاهقة في الهواء، صعبةُ المرتقى، على قرنة جبل، يُطيفُ بها وادٍ عَميقٌ، فيه ضِيقٌ في بعضِ المواضع، فنزل صلاحُ الدين على هذا الجبَلِ الملتصق بها، ونَصَب عليه المجانيقَ ورماها، وتقَدَّم إلى ولَدِه الظاهر، صاحِبِ حلب، فنزل على المكانِ الضَّيقِّ من الوادي، ونصَبَ عليه المجانيق أيضًا، فرمى الحصنَ منه، ودام رشقُ السهام فجُرِحَ أكثَرُ مَن بالحصن، وهم يُظهِرونَ التجَلُّدَ والامتناع، وزحف المسلمونَ إليهم ثاني جمادى الآخرة، فتعَلَّقوا بقرنة من ذلك الجبل قد أغفل الفرنجُ إحكامَها، فتسلقوا منها بين الصُّخورِ، حتى التحقوا بالسُّورِ الأول فقاتلوهم عليه حتى مَلَكوه، ثم إنَّهم قاتلوهم على باقي الأسوار فمَلَكوا منها ثلاثةً وغَنِموا ما فيها من أبقارٍ ودوابَّ وذخائِرَ وغيرِ ذلك، واحتمى الفرنجُ بالقلَّة التي للقلعة، فقاتلهم المسلمونَ عليها، فنادَوا وطَلبوا الأمان، فلم يجِبْهم صلاح الدين إليه، فقَرَّروا على أنفسِهم مثل قطيعة بيت المقدس، وتسَلَّمَ الحِصنَ وسَلَّمَه إلى أمير يقال له ناصر الدين منكوبرس، صاحِبِ قلعة أبي قبيس، فحَصَّنَه وجعله من أحصَنِ الحصون. ولَمَّا ملك المسلمون صهيون تفَرَّقوا في تلك النواحي، فملكوا حِصنَ بلاطنوس، وكان مَن به من الفرنج قد هربوا منه وتركوه خوفًا ورعبًا. وملك أيضًا حِصنَ العيدو، وحصن الجماهرتين، فاتسعت المملكةُ الإسلاميَّةُ بتلك الناحية، إلا أن الطريق إليها من البلاد الإسلاميَّة على عقبة قلعة بكسرائيل شاقٌّ شديدٌ؛ لأن الطريقَ السهلة كانت غير مسلوكةٍ، لأن بعضَها بيد الإسماعيليَّة، وبعضَها بيد الفرنجِ.

العام الهجري : 588 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

في ثالث عشر ربيع الآخر قُتِلَ المركيس الفرنجي، صاحِبُ صور، وهو أكبَرُ شياطينِ الفرنج، وقيل في سبب قتله: إن صلاح الدين راسل مُقَدِّمَ الإسماعيلية، وهو سنان، وبذَلَ له أن يُرسِلَ مَن يقتُلُ مَلِك الإنكليز، وإن قَتَل المركيسَ فله عشرةُ آلاف دينار، فلم يمكِنْهم قتلُ ملك الإنكليز، ولم يَرَه سنان مصلحةً لهم؛ لئلَّا يخلو وجه صلاح الدين من الفرنجِ ويتفَرَّغ لهم، وطَمِعَ في أخذ المال، فعَدَل إلى قتل المركيس، فأرسل رجلينِ في زي الرُّهبان، واتَّصَلا بصاحب صيدا وابن بارزان، صاحِبِ الرملة، وكانا مع المركيس بصور، فأقاما معهما ستة أشهُرٍ يُظهِرانِ العبادة، فأنِسَ بهما المركيس، ووَثِقَ بهما، ثمَّ عَمِلَ الأسقف بصور دعوةً للمركيس فحَضَرَها، وأكل طعامَه، وشَرِبَ مُدامَه، وخرج من عنده، فوَثَب عليه الباطنيَّان, فجَرَحاه جراحًا وثيقةً، وهرب أحدُهما، ودخل كنيسةً يختفي فيها، فاتَّفَق أن المركيس حمل إليها ليشدَّ جراحه، فوثب عليه ذلك الباطنيُّ فقتله، وقُتِلَ الباطنيَّان بعده، وقيل: بل قتله ملك الإنكليز  وضع له هذان الرجلانِ فقتلاه لينفرد بمُلْك الساحل الشامي، فلما قُتِلَ المركيس وَلِيَ بعده مدينة صور كند- قائد- من الفرنج، من داخل البحر، يقال له الكند هري، وتزوج بالملكة في ليلته، ودخل بها وهي حامل، وليس الحَملُ عندهم ممَّا يمنع النكاح، وهذا الكند هري هو ابنُ أخت ملك الإنكليز  من أمِّه، ومَلَكَ الكند هري هذا بلاد الفرنج بالساحل بعد عودة ريتشارد ملك الإنكليز.

العام الهجري : 1216 العام الميلادي : 1801
تفاصيل الحدث:

بعد مقتَلِ كليبر آلت القيادةُ العامَّةُ للحملةِ إلى الجنرال مينو باعتبارِه أكبَرَ ضباط الحملة سنًّا، وكان هذا القائِدُ مِن أنصار البقاء في مصر وخُطَّة سياسته استهدفت توطينَ الفرنسيين فيها، إلا أنَّ الضغوطات الداخلية والخارجية اضطرَتْه إلى مغادرة مصرَ بعد الهجوم المشترك الذي قام به الإنجليز والعثمانيون على الفرنسيين في مصر. فتظافرت عدَّةُ عوامل أرغمت المحتَلِّين الفرنسيين على الخروجِ مِن مصر في النهاية، منها تحطيمُ أسطولهم في معركة أبي قير البحرية، وسيطرةُ الإنجليز البحرية في البحر المتوسط، وتشديدُهم الحصار على الشواطئ المصرية؛ مِمَّا أعجز الحكومة الفرنسية عن إرسال النجدات والإمدادات إلى فرنسا في مصر، وانضمام الدولة العثمانية إلى أعداءِ فرنسا، والانقسام الذي حدث في صفوفِ الحملة وبدأت بوادِرُه منذ بدأ جيش بونابرت زحْفَه الشاق من الإسكندرية إلى القاهرة، ثم استفحل أمرُه بعد رحيل بونابرت وخصوصًا عَقِبَ مصرع كليبر وإبَّان قيادة مينو للحملة، وجهاد الشعب المصري المُسلِم ضد الاحتلال الفرنسي الصليبي، ذلك الجهاد الذي تمثَّلَ في ثورات القاهرة الثلاث، وفي العمليَّات الجهادية التي اشتعلت في الدلتا، وفي المقاومةِ التي اشتَدَّت في الصعيد. ودون أدنى شَكٍّ كان لجهاد مسلمي مصرَ للحكم الفرنسي بالِغُ الأثر في زعزعةِ أركانه، وفي عجزِ الفرنسيين عن بلوغ غايتهم وتنفيذ أهدافهم وانهيار آمالهم في تشييد تلك المستعمرة الجميلة التي كانوا يحلمون باتخاذِها نواة لإمبراطوريتهم الاستعمارية الجديدة في مصر، وأمَّا الإنجليز الذين دخلوا إلى مصرَ بدعوى إخراج الفرنسيين فإنَّهم أيضًا خرجوا بموجِبِ معاهدة أميان التي كانت بين الفرنسيين والإنجليز في عام 1217هـ

العام الهجري : 1334 العام الميلادي : 1915
تفاصيل الحدث:

رأى السنوسيون في برقةَ مؤازرةَ الدولة العثمانية استجابةً لدواعي الجهاد الديني والتضامن الإسلامي، وذلك بالهجوم على القوات البريطانية في مصر، وكان كلٌّ من العثمانيين والإنجليز يحاولون كسبَ السيد أحمد الشريف السنوسي لصَفِّه، ولكن رغم ما قدَّمه هنري مكماهون للسنوسي من أجل كسبِه إلى طرفه إلَّا أنه آثر البقاءَ مع العثمانيين، فقام بمهاجمة الحدود المصرية الغربية، وتوغَّل داخِلَ الأراضي المصرية، ونازل القوات البريطانية المنتشِرة في المنطقة وبنفس الوقت كان العثمانيون يحاولونَ التوغل على الحدود الشرقية، واستطاع السنوسي مع عددٍ مِن المقاتلين قرابة الخمسة آلاف من القوات النظامية وبعض القوَّات التركية أن يستولوا على مدينة السلُّوم وسيدي براني بمصر، وتوغلوا حتى وصلوا زاوية أم الوخم غربي مرسى مطروح، واعتصم البريطانيون في المرسى واتخذوه مقرًّا لقيادتهم، وانضمَّ بعضُ الضباط المصريين إلى السنوسيين في هذا القتال، وانتشرت الثورة من قِبَل هؤلاء الضباط؛ مما فاجأ البريطانيين، ودارت المعارك العنيفة بين السنوسيين والبريطانيين من طرَفٍ، وبين المصريين ومعهم السودانيين من جهة أخرى على البريطانيين، حتى لقي البريطانيون الهزيمةَ في وقعة وادي ماجد، وكانت الحرب سِجالًا؛ فقد هُزم السنوسيون في وقعة بير تونس، ومما حقَّقته الحملة السنوسية أنها احتجزت قوات بريطانية كبيرة على الحدود الغربية لمصر وفي صحراء مصر في وقت كانت تحتاجُهم فيه بريطانيا في أماكن أخرى، ولكِنَّ المجاهدين لم يكن لهم من الإمدادات ما يؤهِّلُهم للبقاء طويلًا في القتال فبدأ انسحابهم تدريجيًّا، وانسحب السنوسيون إلى الجفرة، ثم تحولوا إلى مقاتلة الإيطاليين.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:

بعد أداء صلاة الجمعة والناس غافلون مُنهَمِكون في أسواقهم وأشغالهم وحقولهم، إذ بالجنودِ الصهاينة يقتَحِمون قريةَ الدوايمة التي تبعُدُ عن الخليل نحو 24 كيلو متر ويحاصِرونَها، فقتلوا المئات من الشيوخ والشباب، وحطَّموا رؤوس الأطفال بالهراوات أمام أمهاتهم، ثم قتلوا الأمهات. واعتدَوا على النساء أمام ذويهن دون أن يعبؤوا بصياحهنَّ واستنجادهن، يقول أحد قادة حزب المابام الصهيوني (إسرائيل جاليلي) إنه شاهَدَ مناظِرَ مُروِّعة من قَتلِ الأسرى، واغتصاب النساء، وغير ذلك من أفعال مَشينة. وبعد ذلك قيَّدوا الرجال الذين تم الإمساك بهم بالحبال والسلاسل، وقادوهم كما تقاد الأغنامُ ووضعوهم في أحد المنازل ومنَعوا عنهم الماء، وفجَّروا المنزل بالديناميت على رؤوسهم. وكان الملاذ الأخير لأهل القرية (الجامع) اعتقادًا منهم أن الجنودَ سيحترمون المسجد، فدخلوا المسجدَ وهم يكَبِّرون، ويقرؤون القرآن الكريم، وما هي إلا لحظات قليلة، وتمَّ قتلهم جميعًا، وكان عددهم (75) شخصًا معظَمُهم من كبار السن والعَجَزة، حيث أُحرِقَ المسجد بمن فيه بعد إغلاقِه بإحكام خوفًا من خروج الجرحى، إذا كان هناك جرحى!! يقول المؤرخ الصهيوني بني موريس: لقد تمت المجزرة بأوامِرَ من الحكومة (الإسرائيلية)، وإن فقرات كاملة حُذِفَت من محضر اجتماع لجنة (حزب المابام) عن فظائع ارتُكِبَت في قرية الدوايمة، وأن الجنود قاموا بذبح المئات من سكان القرية؛ لإجبار البقية على المغادرة. وبلغ عدد قتلى مذبحة الدوايمة ما بين 700 إلى 1000، عدا الذين كانوا يحاوِلون التسلُّل للقرية لأخذ أمتعتهم وطعامهم بعد أيامٍ مِن حصول المجزرة.

العام الهجري : 1290 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:

هو رفاعةُ رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي، ولِدَ سنة 1216هـ - 1801م، بطهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر, وقصد القاهرةَ سنة 1223هـ - 1817م، فتعلم في الأزهر, وبعد تخرُّجه منه عام 1824م خدم كإمام في الجيشِ النظامي الجديد, ثم أرسلَته الحكومة المصرية سنة 1826م إمامًا للصلاة والوعظ مع بعثةٍ مِن الشبان أوفدتهم إلى فرنسا لتلقِّي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسيَّةَ والجغرافية والتاريخ، وفُتِنَ بالحضارةِ الغربية، وانبهر بقوانين الفرنسيين وسلوكياتهم، فكان عاملًا من عوامل التغريبِ بما حمله من أفكارٍ بعيدة عن تعاليم الإسلامِ!! وقد عاش في باريس خمس سنوات من سنة 1826 إلى سنة 1831م، وهناك تعرَّف على طائفة من المستشرقين من أمثال جوبير Jaubert وجومار Jomard وسلفستر دي ساسي، وكوسان دي يرسيفال. وقد نشر وصف ما رأى وعَلِم من باريس في كتابه "تخليص الأبريز في تلخيص باريز"، ولَمَّا عاد إلى مصر ولِّيَ رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية، وأنشأ جريدةَ (الوقائع المصرية) وألَّف وترجم عن الفرنسية كتبًا كثيرة، منها (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر)، وأصله لدبنج Depping، و(المعادن النافعة لفيرارد Ferard، ومبادئ الهندسة، وأنوار توفيق الجليل في تاريخ مصر، وتعريب القانون المدني الفرنساوي، وتاريخ قدماء المصريين، وبداية القدماء وجغرافية ملطبرون Malte - Brun، وجغرافية بلاد الشام رسالة في 53 ورقة، والتعريفات الشافية لمريد الجغرافية، ونجح في إقناع محمد علي بإنشاء مدرسة للمترجمين سُمِّيَت مدرسة الترجمة ثم عُرِفَت فيما بعد بمدرسة الألسُن، ويعتبر الطهطاوي أوَّلَ من أنشأ متحفًا للآثار في تاريخ مصر، وتوفِّيَ بالقاهرةِ.

العام الهجري : 259 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

أنفذ قائدُ الزنجِ عليَّ بن أبان المهلبي، وضمَّ إليه الجيشَ الذي كان مع يحيى بن محمد البحراني، وسليمان بن موسى الشعراني، وسيَّرَه إلى الأهواز, وكان المتولي لها بعد منصور بن جعفر رجلًا يقالُ له أصعجور، فبلغه خبَرُ الزنج، فخرج إليهم، والتقى العسكرانِ بدشت ميسان، فانهزم أصعجور، وقُتِل معه كثيرٌ، وجُرِح خلقٌ كثيرٌ من أصحابه، وغرق أصعجور، وأُسِرَ خَلقٌ كثيرٌ، فيهم الحسن بن هرثمة، والحسن بن جعفر، وحُمِلَت الرؤوسُ والأعلام والأسرى إلى الخبيث، فأمرَ بحَبسِ الأسرى، ودخل الزنجُ الأهواز، فأقاموا يُفسِدون فيها ويَعيثون إلى أن قَدِمَ موسى بن بغا.

العام الهجري : 422 العام الميلادي : 1030
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ الظَّاهِرُ حاكِمُ مِصرَ العُبَيديُّ إلى الشَّامِ الدزبريَّ وزيرَه، فملَّكه، وقَصَد حسَّانَ بنَ المفرج الطائي، فألحَّ في طلَبِه، فهَرَب منه، ودخل بلدَ الرُّومِ ولَبِسَ خِلعةَ مَلِكِهم، وخرج مِن عِندِه وعلى رأسِه عَلَمٌ فيه صليبٌ، ومعه عسكَرٌ كثيرٌ، فسار إلى أفامية فكَبَسَها، وغَنِمَ ما فيها، وسبى أهلَها، وأسَرَهم، وسيَّرَ الدزبري إلى البلادِ يستنفِرُ النَّاسَ للغزو وخرج فخافه نصرُ بن صالح وقَرَّرَ لِمَلِك الرومِ على نفسِه خَمسَمِئَة ألف درهم، صرف ستين درهمًا بدينار، على أن يحميَه، وذلك في جُمادى الأولى؛ فاتَّفَقَ مَرَضُ الدزبري بدمشق، وأُرجِفَ به، ثم عوفيَ.