الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 666 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 13 العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

كان أبو بكرٍ قد أَمَر خالدَ بن الوَليد بعدَ أن انتهى مِن الفِراض بالانتقالِ إلى الشَّامِ؛ لِمُساندةِ جُيوشِ الفَتحِ هناك، فسار خالدٌ مِن الفِراض حتَّى وصل اليَرْموكَ وجاء كِتابُ عُمَر بعدَ اليَرْموك: أن ابْدَؤوا بِدِمشقَ فإنَّها حِصْنُ الشَّام. ولمَّا وصلت جُيوشُ المسلمين دِمشقَ شَدَّدوا الحِصارَ عليها سبعين يومًا، طَوَّقوها مِن جِهاتِها كُلِّها، ومَنعوا المَدَدَ إليها، فانْكَسرت حَمِيَّتُهم وفُتِحَت المدينةُ بعدَ أن تمَّ احْتِلال الغُوطةِ منعًا للإمدادات، ووُلِّيَ عليها يَزيدُ بن أبي سُفيانَ، ثمَّ سار المسلمون إلى فِحْلٍ، ثمَّ إلى حِمْصَ، ثمَّ إلى قِنَّسْرِينَ واللَّاذِقِيَّةِ وحَلَب.

العام الهجري : 587 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

في العشرين من ذي الحجة عاد الفرنج إلى الرملة، وكان سبَبُ عودهم أنَّهم كانوا ينقلون ما يريدونَه مِن الساحل، فلما أبعدوا عنه كان المسلمون يخرجونَ على مَن يجلِبُ لهم الميرةَ فيَقطَعونَ الطريق ويَغنَمونَ ما معهم، ثم إنَّ ملك الإنكليز  قال لمن معه من الفرنج الشاميين: صَوِّروا لي مدينةَ القدس؛ فإني ما رأيتُها، فصوروها له، فرأى الواديَ يُحيطُ بها ما عدا موضِعًا يسيرًا من جهة الشمال، فسأل عن الوادي وعن عُمقِه، فأُخبِرَ أنه عميق، وَعرَ المسلك، فقال: هذه مدينةٌ لا يُمكِنُ حَصرُها ما دام صلاح الدين حيًّا وكَلِمةُ المسلمين مجتمعةً، فأشاروا عليه بالعَودِ إلى الرملة، فعادوا خائبينَ خاسرين.

العام الهجري : 744 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

وصَلَت رسُلُ مَلِك الهند بهَديَّة فيها فصان ياقوت، ومعهم كتابٌ يتضَمَّنُ السلام والمودَّة، وأنَّهم لم يكونوا يَعرِفونَ الإسلامَ حتى أتاهم رجلٌ عَرَّفَهم ذلك، وذكرَ لهم أنَّ ولاية المَلِك لا بُدَّ أن تكون من الخليفةِ، وسأل مَلِكُ الهند أن يُكتَبَ له تقليدٌ مِن جهة الخليفة بولايةِ مَملكةِ الهند ليكونَ نائبًا عن السلطانِ بتلك البلاد، وأن يَبعَثَ السُّلطانُ إليهم رجلًا يعَلِّمُهم شرائِعَ الإسلام من الصَّلاةِ والصيامِ ونحو ذلك، فأُكرِمَت الرسُلُ، وطلب من الخليفةِ أن يكتُبَ تقليدًا لمُرسِلِهم بسلطنة الهند، فكُتِبَ له تقليدٌ جليلٌ، ورَسَم بسَفَرِ ركن الدين الملطي شيخِ الخانكاه الناصريَّة بسرياقوس مع الرُّسُل.

العام الهجري : 579 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1183
تفاصيل الحدث:

نزل صلاحُ الدين بحرزم، تحت ماردين، فلم يَرَ لأخذها وجهًا، فسار عنها إلى آمد، على طريق البارعيَّة، وكان نور الدين محمد بن قرا أرسلان يطالبُه في كل وقتٍ بقَصدِها وأخْذِها وتَسلِيمها إليه، على ما استقَرَّت القاعدةُ بينهما، فوصل إلى آمد سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ونازلها، وأقام يحاصِرُها، وقاتلهم صلاح الدين، ونصب المجانيقَ، وزحف إليها، وهي الغايةُ في الحصانة والمَنَعة، بها وبسورِها يُضرَبُ المثل، وابن نيسان على حالِه من الشُّحِّ بالمال، وتصَرُّفِه تصرُّفَ مَن ولَّت سعادته وأدبَرَت دولته، فلما رأى الناسُ ذلك منه تهاونوا بالقتال، وجَنَحوا إلى السلامة، وأمَرَ صلاح الدين أن يكتب على السِّهامِ إلى أهلِ البلد يَعِدُهم الخيرَ والإحسان إن أطاعوه، ويتهَدَّدُهم إن قاتلوه، فزادهم ذلك تقاعدًا وتخاذلًا، وأحبُّوا مُلكَه وتركوا القتال، فوصل النقَّابون إلى السور، فنَقَبوه وعَلِقوه- حازوه- فلما رأى الجندُ وأهلُ البلد ذلك، طمعوا في ابن نيسان واشتَطُّوا في المَطالَبِ، فحين صارت الحالُ كذلك أخرج ابن نيسان نساءَه إلى القاضي الفاضل، وزير صلاح الدين، يسألُه أن يأخُذَ له الأمان ولأهلِه وماله، وأن يؤخِّرَه ثلاثةَ أيام حتى ينقُلَ ما له بالبلدِ مِن الأموال والذخائر، فسعى له الفاضل في ذلك، فأجابه صلاحُ الدين إليه، فسَلَّمَ البلد في العشر الأُوَل من المحرم، فلما تسَلَّمَها صلاح الدين سلمها لنور الدين صاحِبِ الحصنِ.

العام الهجري : 589 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

هو أتابك أبو المظفر عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي بن آقسنقر التركي، صاحِبُ الموصل، وكان عزُّ الدين مُقَدَّم الجيوش في أيام أخيه سيف الدين غازي, وكان يزور الصالحينَ، وفيه حِلمٌ وحياءٌ ودينٌ وقيامُ ليل، وفيه عَدلٌ. ولما توفي أخوه سيف الدين استقَلَّ عز الدين بالمُلك من بعده، وعمل المصافَّ مع صلاح الدين على قرونِ حماة، فانكسر مسعودٌ سنة سبعين، ثم ورث حلب، أوصى له بها ابن عمه الصالح إسماعيل، فساق وطلع إلى القلعة، وتزوج بوالدة الصالح، فحاربه صلاحُ الدين، وحاصر الموصِلَ ثلاث مرات، ولَمَّا بلغ صلاح الدين أن مسعودًا راسل الفرنج يحثُّهم على حرب صلاح الدين، غضب وسار، فنازل حلب جمادى الأولى سنة ثمان، ثم ترحَّل بعد ثلاث، وجرت بينهما أمور، ثم تصالحا، وكان موتُهما متقاربًا, وتمكن حينئذ مسعود، واطمأن، إلى أن مات بعد صلاحِ الدين بأشهر بعلة الإسهالِ، فعاد إلى الموصل مريضًا، فبَقِيَ في مرضه إلى التاسع والعشرين من شعبان، فتوفي بالموصل، ودُفِنَ بالمدرسة التي أنشأها مقابِلَ دار الملكة، وقيل: إنه كان قد بقي ما يزيد على عشرة أيام لا يتكلم إلَّا بالشهادتين، وتلاوة القرآن، وإذا تكَلَّم بغيرها استغفَرَ الله، ثم عاد إلى ما كان عليه، فرُزِقَ خاتمة خَيِّرة، وقد خلَّفَه بعد موته أخوه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود. مات عن ابنين: القاهر مسعود، والمنصور زنكي.

العام الهجري : 1377 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1958
تفاصيل الحدث:

نشأت "حركة الضباط الأحرار" عام 1376هـ تحت قيادة عبد الكريم قاسم ذو الميول الشيوعية، وعبد السلام عارف ذو الميول الإسلامية، وقد قامت الحركةُ بعدة محاولاتٍ لقَلبِ نظام الحُكمِ لكِنَّها فَشِلت، إلى أن تمكنت من توجيه ضربة قاضية ضِدَّ الحكم الملكي، فقتلت كلًّا من الملك فيصل الثاني بن غازي ملك العراق، والوصي عليه خاله عبد الإله بن علي، ونوري السعيد رئيس الحكومة، وسيطرت على الوَضعِ ورحَّبت بعض الدولُ العربية بالحركة الانقلابية، ثم قامت عملياتٌ عسكرية احتَلَّ فيها عبد السلام عارف بغدادَ، وأعلن بنفسه من إذاعة بغداد قيامَ الجمهورية العراقية، ثم أعلن مجلِسُ قيادة الثورة المعروف بمجلس السيادة تعيينَ عبد الكريم قاسم رئيسًا أعلى للقوات المسلحة، ومُنِحَ صلاحيات واسعة، كما عُيِّن رئيسًا للوزراء لحكومة مدنية مؤقتة، ووزيرًا للدفاع بالوكالة، كما عين عبد السلام عارف مساعدًا له في رئاسة القوات المسلحة، ونائبًا له في رئاسة الحكومة، ووزيرًا للداخلية بالوكالة، وكانت كلُّ البيانات تَصدرُ باسم مجلس السيادة، وخرجت المظاهراتُ المؤيِّدة، وأيَّدَت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) الوضعَ بكُلِّ ثِقلِها، وأعلنت استعدادَها للدَّعمِ، وتسلَّم عبد الكريم قاسم السلطةَ وبدأ يُصدِرُ القرارات وإعلان الأحكامَ العُرفيةَ، ومصادرة الأملاكَ الملَكيَّة.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

ترأَّس محمد داود أفغانستان بانقلابٍ في 1393 هـ/ 1973م ضدَّ الشاه محمد ظاهر (وهو ابنُ عمِّ الشاه) وكانت ميولُ محمد داود للروس الذين أرادوا منه أن يخنقَ الدعوات الإسلامية في البلاد، ومن ثَم تستطيع الشيوعيةُ أن تنتشرَ فيها، وهذا ما حصل فعلًا في البدايةِ، ولكن لما رأى أن كفَّةَ الشيوعيِّين بدأت ترجحُ وأحسَّ من نفسه بالتبعية لها أرادَ أن يرجعَ عمَّا هو عليه، فبدأ بالتودُّد للدول الإسلامية، كالسعوديةِ وباكستانَ وليبيا، وألقى أيضًا القبضَ على كثير من الزعماءِ الشيوعيين، ومنهم محمد تراقي، وحفيظ الله أمين، وبابرك كارمل، ولكن هذا لم يُعجبِ الشيوعيِّين، وقبل أن يتابع ضرباتِه حدثَ الانقلابُ في 22 جمادى الأولى 1398هـ / 29 نيسان بقيادة "محمد غلاب زي" أحد قادةِ جناح خلق (حزب شيوعي) والعميدِ الشيوعيِّ عبد القادر، ضد الرئيس محمد داود وأُلقيَ القبض عليه وسلَّموا السلطة إلى زعيم حزب خلق: نور محمد تراقي، واحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة، وجعل بابرك كارمل نائبه، وفي اليوم الأول من الانقلاب قُتِل أكثر من 15 ألفَ نفس، وقُتِل الرئيس محمد داود وأبناؤه وباقي أفراد أسرته، هذا بالإضافة لقتلِه المئات من القادة الإسلاميِّين وعشرات الألوف من العامة غير الذين أودعهم غياهبَ السجون مع التفنُّن بألون العذابِ المرير، وعُرِفت هذه الحركة بثورة ساور، أي: ثَوْرة نيسان.

العام الهجري : 779 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1377
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدِ الله محمَّدُ بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي اللواتي المغربي من أسرة بطوطة، وُلِدَ بطنجة سنة 703 اشتُهِرَ برحلته التي دامت ثمانية وعشرين سنة على ثلاثة رحلات: الأولى بدأها من طنجة سنة 725 طاف فيها المغرب إلى مصر، ثم مكة ثم العراق وإيران والمشرق، ثم بلاد الأناضول، ثم إلى الحجاز ثم مكة ثم إلى اليمن وبلاد الخليج العربي، ثم مصر والشام، ثم القسطنطينية، ثم مكة ثم عاد إلى المغرب، كُلُّ ذلك يكتب ويُدَوِّن ما يراه ويَصِفُه، والرحلة الثانية: كانت إلى الأندلس وغرناطة، والثالثة: كانت إلى إفريقيا سنة 754، ودَوَّن رحلته في كتاب بعنوان: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار؛ قال ابن حجر: "رحل إلى المشرق في رجب سنة 25 فجال البلاد وتوغَّل في عراق العجم، ثم دخل الهند والسند والصين، ورجع على اليمن فحج سنة 26 ولقي من الملوك والمشايخ خلقًا كثيرًا وجاور، ثم رجع إلى الهند فولاه مَلِكُها القضاءَ، ثم خلص فرجع إلى المغرب فحكى بها أحوالَه وما اتفق له وما استفاد من أهلها، قال شيخنا أبو البركات ابن البلفيقي: حدثنا بغرائب مما رآه؛ فمن ذلك أنه زعم أنه دخل القسطنطينية فرأى في كنيستها اثني عشر ألف أسقف ثم انتقل إلى العدوة ودخل بلاد السودان ثم استدعاه صاحب فاس السلطان أبو عنان المريني وأمره بتدوين رحلته، وقرأت بخط ابن مرزوق وكان البلفيقي رماه بالكذب، فبرأه ابن مرزوق، وقال: إنه بقي إلى سنة سبعين ومات وهو متولي القضاء ببعض البلاد، قال ابن مرزوق: ولا أعلم أحدًا جال البلاد كرحلته، وكان مع ذلك جوادًا مُحسِنًا" كان ابن بطوطة يُملي ما يراه على السلطانِ أبي عنان، وكان له كاتب يكتب ذلك. توفي ابن بطوطة في فاس عن 76 عامًا.

العام الهجري : 885 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1480
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ الإمام القدوة العلامة المحدِّث المفسِّر المؤرِّخ برهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي الشافعي، البقاعي الأصل، نسبة إلى سهل البقاع في سوريا، ولد سنة 809, وهو من أعيان جماعة شيخ الإسلام ابن حجر، سكن دمشق، قال البقاعي: "في ليلة الأحد تاسع شعبان سنة 821 أوقع ناسٌ من قريتنا خربة روحًا من البقاع يقال لهم: بنو مزاحم بأقاربي بني حسن من القرية، فقتلوا تسعة أنفس، منهم والدي عمر بن حسن الرباط وشقيقه محمد سويد، وعلي أخوهما لأبيهما، وضُربت أنا بالسيف ثلاث ضربات إحداها في رأسي فجرحتني، وكنت إذ ذاك ابن اثنتي عشرة سنة، فخرجنا من قريتنا، واستمرينا نتنقل في قرى وادي التيم، والعرقوب، وغيرهما، إلى أن أراد الله تعالى بإقبال السعادتين الدنيوية والأخروية، فنقلني جدِّي لأمي علي بن محمد السليمي إلى دمشق- فنزل ببيت العدوي قبالة الناصرية بالقرب من الجامع الأموي- فجوَّدت القرآن، وجدَّدت حِفظَه، وأفردت القراءات وجمعتها على بعض المشايخ، ثم على الشَّمس ابن الجزري لما قدم إلى دمشق سنة 827، واشتغلت بالنحو، والفقه، وغيرهما من العلوم، وكان ما أراد الله تعالى من التنقُّل في البلاد والفوز بالغزو والحج" ثم رحل البقاعي إلى بيت المقدس والقاهرة، فبرع في عدة علوم، وله مصنفات أشهرها: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي؛ حيث ألفه للرد على ابن الفارض وابن عربي، وبين وجه تكفيرهما من أقوالهما وأحوالهما، وله عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران، وأخبار الجلاد في فتح البلاد، وغيرها من الكتب.

العام الهجري : 944 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1538
تفاصيل الحدث:

العلَّامةُ الحافِظُ وجيهُ الدِّين أبو محمد عبد الرحمن بن علي الدَّيبع الشيباني العبدري الزَّبيدي الشافعي. قال في آخِرِ كتابه «بغية المستفيد بأخبار زبيد»: "كان مولدي بمدينة زَبيد المحروسةِ في يوم الخميس الرابِعَ مِن المحَرَّم الحرام سنةَ سِتٍّ وستين وثمانمائة في منزل والدي منها، وغاب والدي عن مدينةِ زبيدٍ في آخرِ السنة التي وُلِدتُ فيها ولم تَرَه عيني قطُّ، ونشأتُ في حجر جدِّي لأمِّي العلَّامة الصَّالح العارف بالله تعالى: شرف الدِّين أبي المعروف إسماعيل بن محمد بن مبارز الشافعي، وانتفعتُ بدعائه لي، وهو الذي ربَّاني- جزاه الله عنِّي بالإحسان، وقابله بالرَّحمة والرِّضوان". وكان ثقةً صالحًا حافظًا للأخبار والآثار، متواضِعًا، انتهت إليه رئاسةُ الرحلةِ في علم الحديث، وقَصَده الطلبةُ من نواحي الأرض, ومن مصنَّفاتِه «تيسير الوصول إلى جامع الأصول» في مجلدين, و«حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله المصطفين الأخيار»، و«تمييز الطَّيِّب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث»، و«مصباح المشكاة»، و«شرح دعاء ابن أبي حربة»، و«غاية المطلوب وأعظم المنَّة فيما يغفِرُ الله به الذنوبَ ويوجِبُ به الجنَّة»، و«بغية المستفيد في أخبار مدينة زَبيد»، و«قرَّة العيون في أخبار اليمن الميمون»، إلى غير ذلك. ومِن شِعرِه قولُه في «صحيح» البخاري ومسلم:تنازع قومٌ في البخاري ومُسلِم لديَّ وقالوا: أيَّ ذينِ يقدَّم فقلتُ: لقد فاق البخاريُّ صَنعةً كما فاق في حُسنِ الصِّياغة مُسلِم . ولم يزَلْ على الإفادة وملازمةِ بيته ومسجدِه لتدريسِ الحديثِ والعبادة، إلى أن توفِّيَ ضُحى يوم الجمعة السادسَ والعشرين من رجب.

العام الهجري : 973 العام الميلادي : 1565
تفاصيل الحدث:

هو شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، ولد سنة 909 في محلة أبي الهيتم في إقليم الغربية بمصر، وإليه نسبته, ويقال هي محلة ابن الهيثم بالمثلثة فغيَّرتها العامة، تلقى علومَه بالأزهر فبلغ فيها مرتبة شيخ الإسلام عندهم، كان فقيهًا على الشافعي مذهبًا، الأشعريِّ عقيدةً، والمتصوف مسلكًا, وتعتبر ترجيحاته في المذهب معتبرة، وأقواله في المذهب معتبرة، بل يعتبرونه في مقام النووي في تحرير المذهب، وهو عندهم خاتمة المحرِّرين في المذهب الشافعي، وإليه المنتهى في الترجيح، له مصنفات عديدة، منها: تحفة المحتاج لشرح المنهاج، وهو في الفقه الشافعي، وله شرح على الأربعين النووية، والإعلام بقواطع الإسلام، والزواجر عن اقتراف الكبائر، والصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، والفتاوى الكبرى الفقهية، وغيرها من الكتب، وكان يشنِّع على علماء أهل السنة المخالفين له في آرائه، خصوصًا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم, لا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد اعترض عليه في عدد من القضايا المتعلقة بأصول الاعتقاد, فسبَّه سبًّا شديدًا كما في الفتاوى الحديثية" قال الإمام الشوكاني: "انتقل من مصر إلى مكة المشرفة، وسبب انتقاله أنه اختصر الروض للمقري، وشرع في شرحه، فأخذه بعضُ الحساد وفتَّتَه وأعدمه، فعظم عليه الأمر واشتد حزنه، وانتقل إلى مكة وصنف بها الكتب المفيدة، منها: الإمداد وفتح الجواد، شرحان على الإرشاد، الأول بسيط، والثاني مختصر، وتحفة المحتاج شرح المنهاج، والصواعق المحرقة، وشرح الهمزية، وشرح العباب، وكان زاهدًا متقللًا على طريقة السلف، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، واستمر على ذلك حتى مات في مكة" عن 65 عامًا.

العام الهجري : 1003 العام الميلادي : 1594
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ العثماني مرادُ الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني. ولِدَ سنة 951. قال عبد الملك العصامي المكي: "نشأ مرادٌ في ظِلِّ والده وجَدِّه على مهاد العِزِّ والسلطان في حجرِ الخلافةِ، راضعًا ثديَ العلم والعرفان، ولم تُعلَم له صبوةٌ مع توفُّرِ دواعيها، ولم يتناول شيئًا من المحرَّمات، بل ولا مِن المكروهات؛ فهو منذ ترعرع في شبابه صانه اللهُ عن المحاربة والمخاصمة الناشئة عن حظوظِ النفسِ وحبِّ الرئاسة، واستعمل نفسَه في العلم والعمل، ثم في الاستعداد للخلافة الإسلاميةِ، مع كمال النزاهة والعفَّة والنفاسة، ومنها أنَّ طريقته في الملبس والمأكل والمشرب والمركب طريقةُ الصالحين والزهَّاد ما عدا ما فيه خَلَل لنظام المُلك أو ضرر للعباد، وكان جلوسُه على تخت الخلافة الإسلامية في ثامِنِ شهر رمضان في اليوم الذي توفِّي أبوه فيه من عام 982، فجلس جلوسًا جامعًا لفضل الزمان والمكان، ومنحه الله تعالى من كثرة الخَراجِ والخزائن والعساكر ما لم يجمَعْه أحدٌ من أسلافه الأكابر، فإذا عزم على فتحِ أعظمِ الممالك جهَّزَ شرذمةً من عساكره المنصورة، ففتح كلَّ صعبِ المسالك، ومن النعمة العظمى إتمامُ عمارة المسجد الحرامِ الذي بُدئ بترميمِه في زمان جَدِّه السلطان سليمان سنة 980 وتمام التعمير في زمانه" توفِّيَ مراد الثالث عن عمر يناهز 49 عامًا، ودفن في فناء أيا صوفيا، فكانت مدةُ حكمه عشرين سنة وثمانية أشهر، ثم تولى بعده ابنُه محمد الثالث الذي جلس على سرير السلطنة بعد وفاة والده باثني عشر يومًا؛ لأنَّه كان مقيمًا في مغنيسا.

العام الهجري : 1298 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:

بعد أن احتَلَّت فرنسا الجزائِرَ سنة 1246هـ عَزَمت على احتلالِ تونس وقامت مقابِلَ ذلك بالتنازُلِ لإنكلترا عن مصرَ، فبدأت بالتدخُّل أولًا في أمورِ الدولة بحجَّة الديون، ثمَّ قامت باستغلالِ خلافٍ افتعلَتْه على الحدودِ مع الجزائِرِ، واتَّهَمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنَّها لا بدَّ لها من التدخُّل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملةٍ عسكرية، ودخلت الأراضيَ التونسية، ثمَّ لم تلبَثْ أن وصَلَت إلى قصرِ باردو الذي كان فيه حاكِمُ تونس الباي محمد الصادق، وفَرَضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجالِ دولته، وعرض عليهم الأمرَ، وكان الحاضِرون يميلون إلى رَفضِ الحماية وإعلان المقاوَمةِ والجهادِ وتعبئة الأمَّة لذلك، لكِنَّ ذلك لم يجِدْ آذانًا مُصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلعِ الباي محمد الصادق عن العَرشِ وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانَه إذا رفضَ التوقيعَ على المعاهدة، وكان ممثِّلو الاحتلال الفرنسي ينتَظِرون في غرفةٍ مجاورة للحجرةِ التي اجتمع فيها السلطانُ برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملًا نسخَتَي المعاهدة وقد وقَّع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلالُ الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عُرِفَت بمعاهدة "باردو" وتضَمَّنت هذه المعاهدة تقييدَ سلطة الباي، ووضْعَه تحت حماية فرنسا، وسلَبَت تونسَ كُلَّ مقومات الدولة المستقِلَّة. وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكِمَ الحقيقيَّ للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القواتُ الفرنسيَّةُ، وأصبحت تفرِضُ نفسَها كالاحتلالِ العسكريِّ تمامًا، فأصبحت تونس تحت النفوذِ الفرنسي واحتلالِه، ثم بدأت بفَرْنَسةِ تُونسَ، بتنفيذِ عِدَّة إجراءاتٍ ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عَدَّلت معاهدةَ الحماية السابقة قسرًا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!

العام الهجري : 1344 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1926
تفاصيل الحدث:

دعا المَلِك عبد العزيز بن سعود مَلِكُ الحجاز وسلطان نجد وملحقاتهما إلى عقدِ مؤتمر إسلامي عالميٍّ في مكة بعد أداء فريضة الحج؛ للبحث في شؤون المسلمين، واقتراح سُبُل توحيد كلمتهم، والنَّظَر في مختلف المشكلات والقضايا الإسلامية، ولم تكُن الخلافةُ مدرجةً في جدول أعمالِه، ولَبَّت الدعوةَ أقطارٌ إسلامية كثيرة، وبدأ المؤتمَرُ جلساته، وألقى الملك كَلِمتَه التي تعهَّد فيها بأنه سيرعى الأماكِنَ المقدَّسة، وسوف يهيئ الظروفَ الأفضل للحجاج، كما أكَّد أنَّه سَيِّد الحجاز ونجد، ولن يسمَحَ بتدخُّل أي جهة في شؤون الحجاز، ووافق أغلبية المشاركين على ما نادى به، وأكدت بريطانيا اعترافها به مَلِكًا على الحجاز وسلطانًا على نجد وملحقاتها.

العام الهجري : 666 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1268
تفاصيل الحدث:

بعد أن انتهى السلطان الظاهر بيبرس من أمر طرابلس وعاد إلى حماة واجتمعت فيه أمراؤه، فأصبح أول شهر رمضان والسلطان مغير على أنطاكية، وأطافت العساكرُ بها من كل جانب، فتكمَّلوا بخيامهم في ثالثه، وبعث السلطان إلى الفرنج يدعوهم وينذرهم بالزحف عليهم، وفاوضهم في ذلك مدة ثلاثة أيام وهم لا يجيبونَ، فزحف عليهم وقاتلهم قتالًا شديدا، وتسَوَّر المسلمون الأسوار من جهة الجبل بالقرب من القلعة، ونزلوا المدينة ففر أهلُها إلى القلعة، ووقع النهبُ والقتل والأسر في المدينة، فلم يُرفَعِ السيف عن أحد من الرجال وكان بها فوقَ المائة ألف، وأحاط الأمراءُ بأبواب المدينة حتى لا يفِرَّ منها أحد، واجتمع بالقلعة من المقاتلة ثمانيةُ آلاف سوى النساء والأولاد، فبعثوا يطلبونَ الأمان فأمِّنوا، وصَعِدَ السلطان إليهم ومعه الحبال، فكُتِّفوا وفُرِّقوا على الأمراء، والكتَّاب بين يدي السلطان ينزلون الأسماءَ، وكانت أنطاكية للبرنس بيموند بن بيموند، وله معها طرابلس، وهو مقيم بطرابلس وكتبت البشائرُ بالفتح إلى الأقطار الشامية والمصرية والفرنجية، وسلمَ السلطان القلعة إلى الأمير بدر الدين بيليك الخازندار- ممسك خزانة المال- والأمير بدر الدين بيسري الشمسي، وأمر بإحضار المغانم لتقتسم، وركب وأبعد عن الخيام وحَمَل ما غَنِمَه وما غنمته مماليكُه وخواصه، وأقام السلطان يومين وهو يباشر القِسمةَ بنفسه، وما ترك شيئًا حتى قسَّمَه ثم ركب السلطان إلى القلعة وأحرقها، وعم بالحريقِ أنطاكية، فأخذ الناسُ من حديد أبوابها ورصاص كنائسِها ما لا يوصف كثرةً، وأقيمت الأسواق خارج المدينة، فقَدِمَ التجَّار من كل جهة، وكان بالقرب من أنطاكية عدَّةُ حصون، فطلب أهلُها الأمان، فتوجه إليهم الأمير بيليك الأشرفي وتسلمها في الحادي عشر، وأسر من فيها من الرجال، ورحل السلطان من أنطاكية إلى شيزر، ثم سار السلطانُ من حمص إلى دمشق، فدخلها في السادس عشر والأسرى بين يديه.