الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1276 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 398 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1008
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ البليغُ، أبو الفَضلِ الحافِظُ أحمدُ بنُ الحُسَينِ بن يحيى الهَمَذانيُّ، الملقَّبُ ببديعِ الزَّمان، صاحِبُ الرَّسائِلِ الرَّائقة، والمقامات الفائِقة، اختَرَع نمطًا من الإنشاءِ عُرِفَ باسمِه، وعلى مِنوالِه نَسَجَ الحَريريُّ مَقاماتِه واحتَذى حَذوَه واقتفى أثَرَه، واعتَرَف في خُطبتِه بفَضلِه، وأنَّه الذي أرشَدَه إلى سُلوكِ ذلك المَنهَجِ، وهو أحَدُ الفُضَلاءِ الفُصَحاء. وُلِدَ في همذان وانتقَلَ إلى هراة سنة 380هـ فسكَنَها، سار إلى نيسابورَ وناظَرَ فيها أبا بكرٍ الخوارزميَّ فغَلَبَه بديعُ الزمانِ، فاشتَهَر بعدَها أكثَرَ، كان قويَّ الحافظةِ يحفَظُ القصائِدَ مِن أوَّلِ مَرَّة، له رسائِلُ ودِيوانُ شِعرٍ، قال عنه ابنُ خَلِّكانَ: "كان صاحِبَ عجائِبَ وبدائِعَ وغرائِبَ، فمنها: أنَّه كان يُنشَدُ القَصيدةَ لم يَسمَعْها قَطُّ وهي أكثَرُ مِن خمسينَ بيتًا فيحفَظُها كُلَّها ويؤَدِّيها مِن أوَّلِها إلى آخِرِها لا يَخرِمُ حَرفًا، وينظُرُ في الأربَعِ والخَمسِ الأوراقِ مِن كتابٍ لم يَعرِفْه ولم يَرَه مِن قَبلُ نَظرةً واحدةً خَفيفةً، ثمَّ يَهُذُّها عن ظَهرِ قَلبِه هَذًّا ويَسردُها سَردًا، وكان يُقتَرَحُ عليه عمَلُ قَصيدةٍ أو إنشاءُ رِسالةٍ في معنًى بديعٍ وبابٍ غَريبٍ، فيَفرُغُ منها في الوَقتِ والسَّاعةِ والجواب عنها فيها، وكان ربَّما يكتُبُ الكتابَ المُقتَرَح عليه فيَبتَدِئ بآخِرِ سُطورِه إلى السَّطرِ الأوَّلِ فيُخرِجُه كأحسَنِ شَيءٍ وأملَحِه، وكان مع هذا كُلِّه مَقبولَ الصُّورةِ خَفيفَ الرُّوحِ، حَسَنَ العِشرةِ، شَريفَ النَّفسِ، كريمَ العَهدِ، خالصَ الوُدِّ، حُلوَ الصَّداقةِ، مُرَّ العَداوة. كانت بينه وبينَ الخوارزميِّ مُنافرةٌ ومُناكَرةٌ ومُناظرةٌ بكَّتَه البديعُ فيها وأسكَتَه. تصَرَّفَت به أحوالٌ جميلةٌ وأسفارٌ كثيرةٌ، ولم يَبْقَ مِن بلادِ خُراسان وسجستان وغزنة بلدةُ إلَّا دخَلَها وجَنى ثَمرتَها واستفاد خَيرَها ومِيرَها، وألقى عصاه بهراة واتخَذَها دارَ قَرارِه ومَجمَعَ أسبابِه، وحين بلَغَ أشُدَّه وأربى على الأربعينَ سَنةً ناداه اللهُ فلَبَّاه وفارَقَ دنياه، فقامت عليه نوادِبُ الأدَبِ وانثَلَمَ حَدُّ القَلَم، على أنَّه ما مات مَن لم يَمُتْ ذِكْرُه، ولقد خَلَّدَ مَن بقي على الأيَّامِ نَثْرَه ونَظْمَه، ما هو غِذاءُ القَلبِ وقُوتُ النَّفسِ ومادَّة الأنس". توفِّيَ في هراة مسمومًا ولم يتجاوَز الأربعينَ مِن عُمُره، ويقالُ: إنَّه سُمَّ فأخَذَتْه سَكتةٌ، فدُفِنَ سَريعًا، ثمَّ عاش في قَبرِه، وسمعوا صُراخَه فنَبَشوا عنه فإذا هو قد مات وهو آخِذٌ على لحيتِه مِن هَولِ القَبرِ، وذلك يومَ الجُمُعةِ الحادي عشَرَ مِن جمادى الآخرة منها.

العام الهجري : 218 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 833
تفاصيل الحدث:

دخل كثيرٌ من أهل الجبال، وهمذان، وأصبهان، وماسبذان، وغيرِها في دين الخرميَّة، وتجمَّعوا فعَسكَروا في عمَلِ همذان، فوجَّه إليهم المعتَصِمُ العساكِرَ، وكان فيهم إسحاقُ بن إبراهيمَ بنِ مُصعَب، وعقَدَ له على الجبال، فسار إليهم، فأوقع بهم في أعمالِ همذان، فقتَلَ منهم ستين ألفًا وهرب الباقونَ إلى بلد الرومِ، وقرئ كتابُه بالفتح يوم الترويةِ.

العام الهجري : 395 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1005
تفاصيل الحدث:

أنشأ العُبَيديُّونَ في عَهدِ الحاكِمِ "دارَ الحِكمةِ" بالقاهرةِ؛ لِنَشرِ مَذهَبِهم الباطنيِّ, فجَلَس الفُقَهاءُ فيها، وحُمِلَت الكتُبُ إليها، ودخَلَها النَّاسُ للنَّسخِ مِن كُتُبِها وللقِراءةِ، وانتصَبَ فيها الفُقَهاء والقُرَّاء والنُّحاة وغيرُهم من أربابِ العُلومِ، وفُرِشَت وأُقيمَ فيها خُدَّامٌ لخِدمتِها، وأُجرِيَت الأرزاقُ على مَن بها مِن فَقيهٍ وغَيرِه، وجُعِلَ فيها ما يُحتاجُ إليه مِن الحِبرِ والأوراقِ والأقلامِ.

العام الهجري : 654 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1256
تفاصيل الحدث:

أصاب بغدادَ غَرَقٌ عظيمٌ حتى طفح الماء من أعلى أسوارِ بغداد إليها، وغرق كثيرٌ منها، ودخل الماءُ دار الخلافة وسَطَ البلد، وانهدمت دارُ الوزير وثلاثمائة وثمانون دارًا، وانهدم مخزنُ الخليفة، وهلك مِن خزانة السلاحِ شيء كثير، وأشرف الناسُ على الهلاك وعادت السفُنُ تدخل إلى وسط البلدة، وتخترق أزقَّة بغدادَ.

العام الهجري : 176 العام الميلادي : 792
تفاصيل الحدث:

هاجت الفتنةُ بدِمشقَ بين المُضَريَّة واليمانية، وكان رأس المضرِيَّة أبو الهيذام، واسمُه عامر بن عمارة بن خريم أحَد الفُرسان المشهورين، وكان سببُ الفتنة أنَّ عامِلًا للرشيد بسجستان قَتَل أخًا لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذامِ بالشام، وجمعَ جمعًا عظيمًا فرثى أخاه بأبياتٍ، ثمَّ إنَّ الرشيد احتال عليه بأخٍ له كتَبَ إليه فأرغَبَه، ثم شَدَّ عليه فكَتَّفه، وأتى به الرشيدَ، فمَنَّ عليه وأطلقه. وقيل: كان أوَّل ما هاجت الفتنةُ في الشام أنَّ رجُلًا من بني القين اقتتل مع رجلٍ مِن لخم أو جذام، فقُتِلَ رجلٌ من اليمانية، وطلبوا بدَمِه، فاجتمعوا لذلك، وكان على دمشق حينئذ عبدُ الصمد بن علي، فلمَّا خاف الناسُ أن يتفاقمَ ذلك اجتمع أهلُ الفَضلِ والرؤساءُ ليُصلِحوا بينهم، فأتوا بني القين فكَلَّموهم، فأجابوهم إلى ما طلَبوا فأتوا اليمانية فكلَّموهم، فقالوا: انصَرِفوا عنا حتى ننظُرَ، ثم ساروا فبيَّتوا بني القين، فقَتَلوا منهم ستَّمائة، وقيل ثلاثمائة، فاستنجَدَت القين قضاعة وسليحا فلم ينجدوهم، فاستنجدت قيسًا فأجابوهم، وساروا معهم إلى الصواليك من أرض البلقاء، فقتلوا من اليمانية ثمانمائة، وكثُرَ القتال بينهم فالتَقَوا مرَّات. وعُزِل عبد الصمد عن دمشق، واستُعمِلَ عليها إبراهيم بن صالح بن علي، فدام ذلك الشَّرُّ بينهم نحو سنتين، والتقَوا بالبثنية، فقُتِلَ من اليمانية نحوُ ثمانمائة، فأعادوا أيامَ الجاهلية، وقد هُدِّمَ سور دمشق حين ثارت الفتنةُ؛ خوفًا من أن يتغلب عليها أبو الهيذام المزِّي رأسُ القيسية، فلمَّا تفاقم الأمرُ بعث الرشيدُ مِن جهته موسى بن يحيى بن خالد ومعه جماعةٌ مِن القُوَّاد ورؤوس الكُتَّاب، فأصلحوا بين الناسِ، وهدأت الفتنةُ واستقام أمرُ الرعيَّة، وحملوا جماعاتٍ من رؤوس الفتنة إلى الرشيد، فرَدَّ أمرَهم إلى يحيى بن خالد، فعفا عنهم وأطلَقَهم.

العام الهجري : 482 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

كَثُرَت الفِتَنُ ببغداد بين الشِّيعةِ من أَهلِ الكَرخِ وغَيرِها من المَحالِّ مِن أَهلِ السُّنَّةِ، وقُتِلَ بينهم عَددٌ كَثيرٌ، واستَولَى أَهلُ المَحالِّ على قِطعَةٍ كَبيرةٍ من نَهرِ الدَّجاجِ، فنَهَبوها، وأَحرَقوها، فنَزل شِحْنَةُ بغداد -المسؤول عن ضبط بغداد- وهو خمارتكين النائبُ عن كوهرائين، على دِجلَة في خَيْلِه ورَجِلِه، لِيَكُفَّ الناسَ عن الفِتنةِ، فلم يَنتَهوا، وكان أهلُ الكَرخِ يَجرُون عليه وعلى أَصحابِه الجِراياتِ والإقاماتِ، وفي بعضِ الأيامِ وَصَلَ أَهلُ بابِ البَصرَةِ إلى سُويقَةِ غالبٍ، فخَرجَ مِن أَهلِ الكَرخِ مَن لم تَجرِ عادَتُه بالقِتالِ، فقاتَلوهُم حتى كَشَفوهُ،. فرَكِبَ خَدَمُ الخَليفةِ، والحُجَّابُ، والنُّقَباءُ، وغَيرُهم من أَعيانِ الحَنابِلَةِ، إلى خمارتكين، وساروا معه إلى أَهلِ الكَرخِ، فقَرأَ عليهم كِتابًا من الخَليفةِ يَأمُرهم بالكَفِّ، ومُعاوَدَةِ السُّكونِ، وحُضورِ الجَماعةِ والجُمعةِ، والتَّدَيُّنِ بمَذهبِ أَهلِ السُّنَّةِ، فأجابوا إلى الطاعةِ، فبينما هم كذلك أَتاهُم الصَّارِخُ من نَهرِ الدَّجاجِ بأن السُّنَّةَ قد قَصَدوهُم، والقِتالُ عندهم، فمَضوا مع خمارتكين، ومُنِعوا من الفِتنَةِ، وسَكَنَ الناسُ، وكَتَبَ سُنَّةٌ مِن أَهلِ الكَرخِ على أَبوابِ مَساجِدِهم: "خَيرُ الناسِ بعدَ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبو بكرٍ ثم عُمَرُ ثم عُثمانُ ثم عَلِيٌّ، ومِن عند هذا اليومِ ثارَ شِيعَةٌ من أَهلِ الكَرخِ، وقَصَدوا شارعَ ابنِ أبي عَوفٍ ونَهَبوهُ، ورَفعَ العامَّةُ الصُلبانَ وهَجَموا على الوَزيرِ في حُجرَتِه، وأَكثَروا من الكَلامِ الشَّنيعِ، وقُتِلَ ذلك اليومَ رَجلٌ هاشِميٌّ مِن أَهلِ بابِ الأزج بسَهمٍ أَصابَهُ، فثارَ العامَّةُ هناك بعَلَوِيٍّ كان مُقِيمًا بينهم، فقَتَلوهُ وحَرَقوهُ، وجَرَى مِن النَّهْبِ، والقَتْلِ، والفَسادِ أُمورٌ عَظيمةٌ، فأَرسلَ الخَليفةُ إلى سَيفِ الدَّولةِ صَدَقةَ بنِ مزيد، فأَرسلَ عَسكرًا إلى بغداد، فطَلَبوا المُفسِدين والعَيَّارِين، فهَرَبوا منهم، فهُدِمَت دُورُهم، وقُتِلَ منهم ونُفِيَ وسَكنَت الفِتنةُ، وأَمِنَ الناسُ.

العام الهجري : 1210 العام الميلادي : 1795
تفاصيل الحدث:

جمع الشريفُ غالب صاحِبُ مكَّةَ جموعًا كثيرةً مِن باديتِه وحاضرته، واستعمل عليهم أميرًا الشريفَ ناصر بن يحيى، وسار من مكة، فلما بلغ خبرُهم الإمامَ عبد العزيز بن محمد بن سعود، أمر محمد بن حمود بن ربيعان ومن تبعه من عُربان عتيبة, وفيصل الدويش ومن تبعه من مطير, وربيع بن زيد أميرَ جميع الدواسر الحاضرة والبادية، وأمر أيضًا عربان السهول وعربان سبيع وعربان العجان وغيرهم من بوادي نجد؛ أمرهم جميعًا أن ينزلوا على هادي بن قرملة رئيس قحطان وعُربانه، فاجتمعت تلك البوادي والجنودُ قُرب الجمانية: الماء المعروف عند جبل النير في عالية نجد، وتلك العُربان يشربون من مياه قريبةٍ منها، ثمَّ إن الشريف ناصر سار بالجموع والعساكرِ العظيمةِ ومعهم مِدفَعٌ، ونزلوا على ماء الجمانية، واجتمع عليه كثيرٌ من عربان الحجاز بأموالها وعيالها، فالتقت الجنودُ على ماء الجمانية، والتحم القتال بين الفريقين واقتتلوا أشدَّ القتال، وكثُرَ القتلى في الفريقين، فقتل من الجميع نحو 100 رجل, فحمل هادى بن قرملة بمن معه على جنودِ الشريف ناصر، فولَّوا منهزمين على أعقابِهم، فلَحِقَهم أولئك البوادي والجنود يقتُلون ويَغنَمون، فقُتِلَ منهم نحوُ ثلاثمائة رجل, وغَنِمَ منهم إبلًا وأموالًا كثيرة, وخيمةَ الشريف ومِدفَعَه، وانهزم الشريف ومن معه إلى أوطانِهم، وتفَرَّقت عُربانه، وعُزِلت الأخماس وأرسلوها إلى الإمام عبد العزيز. وكان الإمامُ عبد العزيز قد بعث محمَّدَ بن معيقل ردءًا لابن قرملة وعونًا له, فانفضَّ الأمر وانقضى عند مجيئه, فحثَّ ابن معيقل السيرَ في أثر الشريف ناصر وعُربانه، وأدرك بني هاجر وهم على الماء المعروف بالقنصلية قرب بلد تربة، فشَنَّ عليهم الغارةَ وقاتلهم، فانهزموا وقَتَل منهم 40 رجلًا، وأخَذَ جميعَ أموالِهم.

العام الهجري : 317 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 930
تفاصيل الحدث:

لم يَشعُر الحُجَّاجُ في هذا العامِ إلَّا وأبو طاهرٍ سُلَيمانُ الجنابي القرمطي- لعنه الله-  قد خرج عليهم في جماعتِه يومَ الترويةِ، فانتهب أموالَهم واستباح قتالَهم، فقتَلَ في رحابِ مَكَّة وشعابِها وفي المسجِدِ الحرامِ وفي جوفِ الكعبةِ مِن الحُجَّاجِ خَلقًا كثيرًا، وجلس أميرُهم أبو طاهرٍ- لعنه الله- على باب الكعبة، والرجالُ تُصرَعُ حوله، والسيوفُ تَعمَلُ في الناس في المسجدِ الحرام في الشَّهرِ الحرام في يومِ التَّروية، فكان الناسُ يَفِرُّون منهم فيتعَلَّقونَ بأستار الكعبة فلا يُجدي ذلك عنهم شيئًا، بل يُقتَلون وهم كذلك، فلما قضى القرمطي- لعنه الله- أمْرَه، وفعل ما فعل بالحَجيجِ مِن الأفاعيلِ القبيحة، أمَرَ أن تدفن القتلى في بئرِ زمزم، ودفَنَ كثيرًا منهم في أماكِنِهم من الحرم، وفي المسجِدِ الحرام، وهدم قُبَّة زمزم وأمر بقلعِ باب الكعبةِ، ونزع كِسوتَها عنها، وشَقَّقَها بين أصحابه، وأمر رجلًا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتَلِعَه، فسقط على أمِّ رأسِه فمات إلى النَّار، فعند ذلك انكَفَّ الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يُقلَعَ الحجَرُ الأسود، فجاءه رجل فضربه بمِثقلٍ في يده، وقال: أين الطيرُ الأبابيلُ، أين الحجارةُ من سِجِّيل؟ ثم قلع الحجَرَ الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادِهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردُّوه، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجِعونَ، ولَمَّا رجع القرمطي إلى بلادِه ومعه الحجر الأسود وتبعه أميرُ مَكَّة هو وأهل بيتِه وجُنده، وسأله وتشفَّعَ إليه أن يرُدَّ الحجَرَ الأسود ليُوضَعَ في مكانه، وبذَلَ له جميعَ ما عنده من الأموالِ، فلم يلتَفِتْ إليه، فقاتله أميرُ مكَّةَ فقَتَله القرمطي، وقتَلَ أكثَرَ أهلِ بيته، وأهل مكة وجنده، واستمَرَّ ذاهبًا إلى بلاده ومعه الحجَرُ الأسود وأموالُ الحجيج، وذكر ابن الأثير أنَّ عُبيدَ الله المهدي بإفريقيةَ كتب إلى أبي طاهرٍ يُنكِرُ عليه ذلك ويلومُه ويلعَنُه، ويقيم عليه القيامة، ويقول: "قد حَققتَ على شيعتِنا ودُعاةِ دَولتِنا اسمَ الكُفرِ والإلحادِ بما فعلْتَ، وإن لم تَرُدَّ على أهلِ مَكَّةَ وعلى الحُجَّاجِ وغَيرِهم ما أخذتَ منهم، وتَرُدَّ الحَجَرَ الأسودَ إلى مكانه، وتَرُدَّ كِسوةَ الكعبةِ، فأنا بريءٌ منك في الدُّنيا والآخرة". فلمَّا وصَلَه هذا الكتابُ أعاد الحجرَ الأسودَ على ما نذكُرُه، واستعاد ما أمكَنَه من الأموالِ مِن أهل مكة، فرَدَّه، وقال: إنَّ النَّاسَ اقتَسَموا كِسوةَ الكَعبةِ وأموالَ الحُجَّاج، ولا أقدِرُ على مَنعِهم.

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

كان غورو قد أرسل إلى المَلِك فيصل كتابًا يشيرُ فيه إلى استغرابه من بدءِ الفساد والتمرُّد منذ دخول جيوش فرنسا للمنطقة بعد رحيل إنجلترا، وذلك في تموز 1920م، ثم أرسل إليه إنذارًا أو بلاغًا يدور حولَ خمسِ نقاطٍ، أهمُّها: قَبولُ الانتداب الفرنسي، وإلغاءُ التجنيد الإجباري. رفَضَ وزيرُ الحربية يوسف العظمة قرارَ التسريحِ للجيشِ ولكنَّه اضطرَّ للتوقيع على القرار مُكرهًا بحضور الملك فيصل، وكتب الملك فيصل برقيةً لغورو بأنَّ مطالِبَه قُبِلَت، لكن غورو زعم أنَّ البرقية تأخَّرت وأنَّه أرسل جيشًا نحو دمشق واستطاع هذا الجيشُ أسْرَ فوجين من الجيشِ السوري بدون إطلاقِ رصاصة واحدة، وأراد الملِكُ أن يعود للدفاع لكِنَّ الجيش كان قد سُرِّح وخلت الكتائِبُ مِن معظم الجنود فذهب الوزير يوسف العظمة إلى ميسلون، وأخذ يُعِدُّ المعدَّاتِ مُنتظِرًا ما وعد به من النَّجدات، ولكن لم يَزِد عددُ الجنود مع المتطوِّعين على الأربعة آلاف، وكان القائم مقام "جميل الألش" -الذي كان على صلاتٍ جيِّدةٍ مع الفرنسيين- قد اطَّلع على الجيش في ميسلون، وقام بتعريف الجيش الفرنسي على مواضِعِ الضعف فيه، وكان الفَرقُ كبيرًا جدًّا في العَدَد والعُدَّة، وبدأت المعركة التي استُخدِمَت فيها الدَّبابات والطائرات، وقاتل العظمة ومَن معه ببسالةٍ، ولكن بوجود الخَوَنة حُسِمَت المعارك لصالحِ الفرنسيين؛ فقد قام رجلٌ درزي من المتطوِّعين مع بعضِ الفرسان بالوثوبِ على أحد المساير السورية من الخلف، وفتحوا النارَ عليها ونهبوا السلاحَ منهم، ورغم ذلك بقي العظمة يدير المعركةَ بإمكانيَّاتِه المتوفرة حتى قضى نحبَه بقذيفةِ إحدى الدبابات الفرنسية، وذلك في السابع من ذي القعدة 1339هـ / 24 يوليو. دامت المعركة ثماني ساعات انتهت بالقضاء على الجيش السوري المقاوِم، ودخولِ الجيش الفرنسي إلى دمشق بقيادة غوابييه، أما الملك فيصل وأعوانُه فقد كانوا خرجوا من دمشق إلى الكسوة (قريبًا من دمشق) ثم عادوا بعد دخول القوات الفرنسية إلى دمشق للتفاهمِ، إلَّا أن الفرنسيين رفضوا رفضًا باتًّا بقاء فيصل في البلاد، وأقلُّوه قطارًا خاصًّا هو وأعوانه، وتبعثر رجالُ الثورة العربية في مختَلِف الأقطار بعد أن عَرَفوا الفرق بين ما كانوا فيه وما أصبحوا فيه، أمَّا الفرنسيون فلم يُخفُوا أبدًا حِقدَهم الصليبي ولا أخفَوا أبدًا أنَّ حَربَهم هذه صليبيةٌ؛ فقد قال غورو أمام قبر صلاح الدين: ها قد عُدنا يا صلاحَ الدين! وقال: إنَّ حضوري هنا يقدِّسُ انتصارَ الصليبِ على الهلالِ.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

عن جابرٍ رضي الله عنه قال: سِرْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزوةِ بَطْنِ بُواطٍ، وهو يَطلُبُ المَجْدِيَّ بنَ عَمرٍو الجُهَنيَّ، وكان النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الخمسةُ والسِّتَّةُ والسَّبعةُ، فَدارتْ عُقْبَةُ رجلٍ مِنَ الأنصارِ على ناضِحٍ له، فأناخَهُ فركِبَهُ، ثمَّ بَعثَهُ فتَلَدَّنَ عليه بَعضَ التَّلَدُّنِ، فقال له: شَأْ، لَعنَك الله. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن هذا اللَّاعِنُ بَعيرَهُ؟». قال: أنا، يا رسولَ الله. قال: «انْزِلْ عنه، فلا تَصْحَبْنا بِمَلعونٍ، لا تَدعوا على أَنفُسِكُم، ولا تَدعوا على أَولادِكُم، ولا تَدعوا على أَموالِكُم، لا تُوافِقوا مِنَ الله ساعةً يُسأَلُ فيها عَطاءٌ، فَيسْتَجيبُ لكم». وبُواطٌ: جبلٌ مِن جبالِ جُهَينةَ، بِقُربِ يَنْبُعَ.

العام الهجري : 249 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 863
تفاصيل الحدث:

غزا جعفر بن دينار الصائفةَ، فافتتح حصنا ومطأمير، واستأذنه عمر بن عبيد الله الأقطع في المسيرِ إلى بلاد الروم، فأذن له، فسار في خلقٍ كثير من أهل ملطيَّة، فلقيه الملِكُ في جمع عظيم من الروم بمرج الأسقف، فحاربَه محاربةً شديدةً قُتِلَ فيها من الفريقينِ خَلقٌ كثير، ثم أحاطت به الروم، وهم خمسون ألفًا، وقتل عمر وممَّن معه ألفان من المسلمين، فلما قُتِلَ عمر بن عبيد الله خرج الرومُ إلى الثغور الجزرية، وكلبوا عليها وعلى أموالِ المسلمين وحَرَمِهم، فبلغ ذلك علي بن يحيى وهو قافِلٌ من أرمينية إلى ميافارقين في جماعةٍ من أهلها ومن أهل السلسلة، فنفَرَ إليهم، فقُتِلَ في نحوٍ من أربعمائة رجلٍ

العام الهجري : 293 العام الميلادي : 905
تفاصيل الحدث:

ظهر بمصر رجلٌ يُعرَفُ بالخلنجي، من القادةِ, وهو أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بن علي الخلنجي المصري الطولوني، كان قد تخلَّفَ عن محمد بن سليمان، فاستمال جماعةً، وخالف على السُّلطانِ، فتمَلَّك الديارَ المصريَّةَ بالسَّيفِ، واستولى عليها عَنوةً مِن عيسى بن محمد النوشري. فلما مَلَك الخلنجي الديارَ المصرية ومَهَّدَ البلادَ ووطَّنَ الناسَ ووضعَ العطاءَ وفَرَض الفروضَ. كتب النوشري إلى المُكتفي بالخبر، فجَهَّز الخليفةُ جيشًا لقتاله وعليهم أبو الأغر، وفي الجيش الأميرُ أحمد بن كيغلغ وغيرُه، فخرج إليهم الخلنجي وقاتَلَهم فهزمهم أقبحَ هزيمةٍ وأسَرَ مِن جماعةِ أبي الأغر خلقًا كثيرًا، وعاد أبو الأغَرِّ حتى وصل إلى العراقِ.

العام الهجري : 388 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 998
تفاصيل الحدث:

هو صمصامُ الدَّولةِ بنُ عَضُدِ الدولة، وهو صاحِبُ بلاد فارس، وكان سبَبُ قَتلِه أنَّ جماعةً كثيرة من الديلم استوحشوا مِن صمصام الدولة؛ لأنَّه أمرَ بعَرضِهم، وإسقاطِ من ليس بصحيحِ النَّسَب، فأسقط منهم مقدارَ ألفِ رجُل، واتَّفَق أنَّ أبا القاسم وأبا نصر ابني عزِّ الدولة بختيار كانا مقبوضَينِ، فخدعا الموكَّلينِ بهما في القلعة، فأفرجوا عنهما، فجَمَعا لفيفًا من الأكراد، واتَّصَل خبرُهما بالذين أُسقِطوا من الديلم، فأتوهم وقَصَدوا إلى أرجان، فاجتَمَعَت عليها العساكِرُ فظَفِروا بصمصام هذا وقتلوه، وحملوا رأسه إلى أبي نصر بن بختيار، وكان عمرُه يوم قُتِلَ خمسًا وثلاثين سنةً، ومُدَّةُ مُلكِه منها تسع سنين وأشهُر.

العام الهجري : 467 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1075
تفاصيل الحدث:

في شوَّال وَقعَت نارٌ ببغداد في دُكَّانِ خَبَّازٍ بِنَهْرِ المُعَلَّى، فاحتَرقَت من السُّوقِ مائةٌ وثمانون دُكَّانًا سِوى الدُّورِ، ثم وَقعَت نارٌ في المَأمونِيَّة، ثم في الظَّفَرِيَّة، ثم في دَربِ المَطبَخِ، ثم في دارِ الخَليفَةِ، ثم في حَمَّامِ السمرقندي، ثم في بابِ الأزج ودَربِ خُراسان، ثم في الجانبِ الغربيِّ في نَهرِ طابق، ونَهرِ القلائين، والقطيعة، وبابِ البَصرَةِ، واحتَرقَ ما لا يُحصَى

العام الهجري : 1409 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1989
تفاصيل الحدث:

الخُميني قائدُ الثورة الإيرانيَّة، ومُنشئُ الحُكومة الإسلاميَّة الشيعيَّة التي أسْقَطَت حُكمَ الشاهِ، وصاحبُ نظريَّة (وِلايةُ الفَقيهِ)، واسمُه بالكامل رُوحُ اللهِ بنُ مصطفى موسَوي، وُلد في 29 جمادى الأولى سنةَ 1318هـ 24 سبتمبر 1900م، بقرية «خُمين» بإيرانَ، وكان أبوه من عُلماء الشيعةِ، وقد قُتل على يد أحد الإقطاعيِّينَ، والخُميني كان عمرُه سنةً واحدةً، فتكفَّلت أُمُّه برِعايته ورِعايةِ أخيه الأصغر «باسند»، ودفعت بهما لطريق العِلم الشيعي، ولمَّا تُوفيت أُمُّه وهو في الثامنةَ عَشْرةَ، انتقل هو وأخوه للإقامة قريبًا من مدينة «قُمَّ» الشهيرة، والتحق بالحوزة العلميَّة للشيخ عبد الكريم حيارى، وتدرَّج معه في العلوم الشيعيَّة وتخصَّص في الفلسفة والمنطِق؛ وعندما حاوَل الشاه إخضاعَ ثورةِ علماءِ الشيعةِ -وعلى رأسهم الخُميني- فأصدر قرارًا بأخذ بعض أملاك الحوزة الدينيَّة، ثار الخُميني، وألقى خُطبًا مُلتهِبةً أشعلت الأوضاع داخلَ إيرانَ، ووقعت مصادَماتٌ عنيفةٌ، راح ضحيتها الآلافُ، وذلك سنةَ 1384هـ، وبعدها تمَّ نَفيُ الخُميني، فانتقلَ أولًا إلى تُركيا، فلم يمكُثْ فيها أكثرَ من عام، ثم اتَّجَه سنةَ 1385ه إلى العراق، وأقام بالنجَف، ومن هناك قاد الخُميني الثورةَ والمعارَضة من خلال شرائط الخُطَب والدروس التي كانت تؤجِّج مشاعرَ الناس، وقد نجَح الخُميني في استغلال الظروف والحوادث لصالح ثورتِه، لكنْ تمَّ إبعادُه من العراق، وفي 6 أكتوبر 1978 غادَرَها إلى فرنسا، ومن هناك استأنَفَ قيادةَ الثورة ضدَّ الشاه حتى توَّج ثورتَه بالعودة لإيرانَ سنةَ 1399هـ، ودخل طِهرانَ دخولَ الفاتحين، وفرَّ الشاه من البلاد، وقد استقبَل الخُميني في المطار ستةُ ملايين إيرانيٍّ، وكان في الثمانين من العمرِ وقتَها، وأَعلنَ وقتَها قيامَ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنه لن يرشِّح نفسَه لرئاسة الجمهورية، بل سيظلُّ مُرشدًا للثورة، والمرجعيَّة الشيعيَّة الأولى لشيعة العالَم، ولكنَّه في نفس الوقت جعل في إدارة دفَّة الحُكم رجالًا من أخلَص أعوانه، يُنفِّذون سياساتِه وأفكارَه، وأخذ الخُميني في تطبيق مبدأ ولاية الفقيه، وأظهر تَعصُّبه الشديدَ للتشيُّع، وأَعلن أن أهل السُّنة ما هم إلا أقليَّة، ليس لهم أنْ يشتركوا في السُّلْطة، على الرغم من أن نسبتَهم كانت تزيدُ على 30% من إجمالي السكان، كما أظهَر الخُمينيُّ عزْمَه على نشْر مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية للدول المجاوِرة، وذلك بتشجيع الأقليَّات الشيعيَّة الموجودة بدول الخليج، وتبنَّى مواقفَ متشدِّدةً تجاهَ أمريكا وإسرائيل، وتشجيعَ الجهاد الفِلَسطيني، وإصدار فتاوى ضدَّ الملاحدة أمثال سلمان رشدي، وكان الخُميني ذا شخصيَّة استبداديَّة، لا يَسمَح بظهور أيِّ رجلٍ بجوارِه، فاصطَدَم معَ بني صدر رئيس الجمهورية وعزَلَه، وآية الله منتظري خليفته وعزَلَه، وكان الخُميني يَرى في نفسه العِصمةَ على اعتبار أنه نائبُ الإمام المعصوم الغائب، ولقد تعرَّض لعدَّة محاوَلات للاغتيال، ولكنَّه نجا منها جميعًا، حتى أتاه قَدَرُه المعلوم في 29 شوال 1409هـ.