هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني أصلُه من مراكش من غزوان، قبيلة من عرب تامسنا، ولِدَ بمدينة القصر الكبير وبها تعلم مبادئ علوم الدين والأدب, وكان في ابتداء أمره يقرأ العلمَ بمدرسة الوادي من عدوة الأندلس بفاس، فحصلت له إرادة فسافر إلى مراكش ولازم الشيخ التباع وتخرج به، ثم انتقل إلى بلاد الهبط فنزل بها على قبيلة، يقال لهم: بنو فزنكار، واجتمع عليه كثيرٌ من مريديه واشتهر أمرُه وعظُمَ صيتُه وكان يغزو مع السلطان, ومات فجأة وهو راكبٌ دابتَه ودُفن بتربته في حومة القصور.
لَمَّا ولِيَ السلطان أبو محمد عبد الله الغالب بالله الخلافةَ، اشتغل بتأسيس ما بيده وتحصينِه بالعَدَد والعُدَّة، ولم تطمح نفسه إلى الزيادة على ما ملك أبوه من قَبلِه. وغزاه حسن بن خير الدين باشا التركي صاحبُ تلمسان في جيشٍ كثيفٍ من الأتراك، فخرج إليه السلطان الغالب بالله فالتقيا بمقربةٍ من وادي اللبن من عمالة فاس، فكانت الدائرة على حَسنٍ، فرجع منهزمًا يطلب صياصيَ الجبال إلى أن بلغ إلى باديس، وكانت يومئذ للترك ورجع الغالب بالله إلى فاس، لكنَّه لم يدخلها لوباءٍ كان بها يومئذ.
هو الصدر الأعظم طيار محمد باشا بن أوجار مصطفى باشا رئيس وزراء الدولة العثمانية. ولد في لاديك قرب البحر الأسود، وتولى الصدارةَ العظمى لفترة وجيزة في عهد السلطان مراد الرابع, لقِّب بالطيار لسرعته في العمليات الحربية. قُتل طيار محمد باشا أثناء حصار العثمانيين لبغداد التي استولى عليها الإيرانيون منذ عام 1624م. وكان طيار هو رابع رئيس وزراء عثماني يُقتَل في ساحة الحرب، وكان والده أوجار مصطفى باشا قد قُتل قبل سنوات برصاصة إيرانية أثناء حصار بغداد أيضًا.
بايع صالح بن يحيى العلقي رئيسُ الحُدَيدة وبيتُ الفقيه الإمامَ سعودًا على دين الله والسمع والطاعة، وحَسُنت عقيدته, فسيَّرَ إمامُ صنعاء عسكرًا حاصروا بندر الحديدة وأخذوه وأسروا ابن صالح، وكان والده استعمله أميرًا على الحُدَيدة, فجمع صالح جنوده وقومه وقبائل عديدة حاضرة وبادية نحو 3000 مقاتل، فنازل أهل زبيد وأخذوه عنوة، وغنموا منه من الأموال والمتاع الشيءَ الكثير، ولم يمتنع عليه إلا القلعةُ الأمامية وما تحميه، ثم خرج صالحٌ عن زبيد وعَزَل الأخماس وبَعَث بها إلى الدرعية، وقسَّم الباقيَ على جيشِه.
سار الإمامُ تركي بن عبد الله غازيًا من الرياض بجميعِ غَزوِه من نواحي رعاياه، ونزل الرمحية -الماء المعروف في العرمة- وأقام فيها نحو 40 يومًا ووفد عليه كثيرٌ من رؤساء العُربان من أهل الشمال، وأتاه كثيرٌ مِن الهدايا من رؤساءِ الظفير والمنتفق وغيرهم، وأتى إليه مكاتباتٌ من علي باشا والي بغداد، ثم بعث الإمام عمالَه لعُربان نجد يقبِضون منهم الزكاةَ، فكُلُّهم سَمِعوا وأطاعوا وأدَّوا الزكاة سوى العجمان، ثم رحل إليهم من موضِعِه الذي كان فيه، فلما بلغهم قدومُه عليهم، دفعوا الزكاةَ لعُمَّالِه.
طلب رؤساءُ القَصيمِ مِن الإمام فيصل أن يبعَثَ إليهم الشيخَ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين قاضيًا في بلدانهم، كمدرِّس لطلبة العلم في أوطانِهم، فأمر عليه الإمام فيصل وهو في بلد شقراء قاضيًا لأهل الوشم أن ينتَقِلَ إلى القصيم، فقَدِمَ عُنَيزة وأقام فيها، ثم طلبوا نزولَه عندهم وانتقاله إليهم بأهله، فانتقل بعياله عندهم واستوطن عُنيزة، فأكرموه غاية الإكرام وعظَّموه بما يستحِقُّه من الإعظام، فاجتمع عنده طلبةُ عِلمٍ كثيرون، ورحل إليه من الغرباء صغيرٌ وكبيرٌ، وانتفع به من طلبتهم كثير.
سار الإمامُ فيصل بن تركي بجنودٍ مِن العارض والخرج والفرع والأفلاج ووادي الدواسر والقصيم والجبل والوشم وسدير وغيرهم وجميع غزوان العربان، فنزل روضة التنهات المعروفة عند الدهناء، وأقام فيها أكثَرَ من شهرين؛ وذلك لأنه بلَغَه أنَّ بعض العربان فيهم امتنعوا عن الزكاة، فإذا سمعوا بخروجه سَمِعوا وأطاعوا، فوفد عليه رؤساءُ العربان، وأرسل إليهم عمالًا، لكلِّ فريقٍ عامِلُه، فقبضوا منهم الزكاة، وألفى عليه أخوه جلوي أثناء تلك المدة ثم قَفَل راجعًا إلى وطنه، وأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم.
رحل خالد بن سعود وإسماعيل بك وعساكِرُ الترك من القصيمِ إلى الرياض ودخلوها يوم السبت 7 صفر، ودخل خالد وإسماعيل القصرَ واستوطنوه ونزل العسكرُ خارج الرياض، وقَدِمَ عليهم رؤساء البلدان وتابعوهم، وأرسلوا إلى الهزاني ورؤساء أهل الحوطة يطلبون منهم المتابعةَ والقدومَ إليهم، فأبوا عليهم، وكتبوا لخالد إن كان الأمرُ لك ولا يأتينا في ناحيتِنا عسكرٌ مِن الترك فنحن رعيَّةٌ لكم، وإن كان الأمر للتركِ فنحن لهم محارِبون، فغضب إسماعيل وأتباعه وقالوا: لا نرضى إلا بقتلِ أهلِ هذه الناحية ونَهْبِ أموالِهم.
سنة الهيلق، وهي مجاعةٌ حلَّت في الكويت في عهد الشيخ عبد الله الثاني بن صباح الثاني الصباح, والهيلق كَلِمةٌ تعني الهلاك أو الهلك. حيث تعرَّضت الأقاليم المجاورة لإمارة الكويت لجفافٍ هائلٍ لم يكن بالحسبان حتى اضطروا إلى أكلِ ذمامِ البهائم التي تُذبَح, وكانت الكويتُ محصَّنة ولديها إمكانيةٌ لمواجهة مثل هذا الجفاف. فأصبحت الكويتُ الوجهة الرئيسيَّةَ للمنكوبين. وكانت يدُ الخير تنتظِرُهم حيث أمدُّوهم بالمال والطعام والمأوى, وظلَّ بعضهم بالكويت لفترة زوال الجفاف التي دامت ثلاث سنوات، والبعضُ استقَرَّ بالكويت.
لم يلبَث السلطانُ مراد الخامس بن عبد المجيد إلَّا ثلاثة وتسعين يومًا في الخلافةِ حتى قيل إنَّ جنونَ السلطانِ ظهر للناس بشكلٍ واضحٍ، فكان لا بدَّ من خلعِه، وأعلن ذلك من قِبَل شيخِ الإسلامِ عام 1876م وكان نص الفتوى: "إذا جُنَّ إمامُ المسلمين جنونًا مُطبِقًا ففات المقصودُ من الإمامةِ، فهل يصِحُّ حلُّ الإمامة من عهدته؟ الجواب: يصِحُّ، والله أعلم. كتبه الفقير حسن خير الله أفندي، فتم عزلُه في العاشر من هذا الشهر وتم تولية أخيه عبد الحميد الثاني.
دعا برسي كوكس المعتمد البريطاني إلى مؤتمرٍ عربيٍّ إعلامي لشَدِّ أزْر الشريف حسين، وإثبات تأييد العربِ له، فعقد اجتماعًا موسَّعًا في الكويت دعا إليه الشيخ جابر بن مبارك، والملك عبدالعزيز، وخزعل الكعبي أمير عربسات، ومئة شيخ من شيوخ عشائر قبيلة مطير، والظفير، والعجمان، وغيرهم من شيوخ القبائل، وأعلن في المؤتمَرِ عن نية بريطانيا الحَسَنة تجاه العرب!، وأنها ترغَبُ في استعادة مجدِهم، وتوحيدِهم وجمعِ كَلِمتِهم، ليكونوا كتلةً واحدةً!! وأكَّد على ضرورة عودة الخلافة للعرب!
أخذت اليمنُ استقلالها عن الدولة العثمانية مبكرًا، وذلك منذ قيام الإمام محمد بن يحيى سنة 1307هـ ثم ابنِه يحيى؛ حيث حاربوا الجيوشَ العثمانية وأخرجوها من اليمن بعد حروبٍ مريرة حتى سمِّيَت البلاد مقبرة الأناضول، ولَمَّا ضاق العثمانيون ذَرعًا من الحرب في اليمن عَقَدوا صُلحًا مع الإمام يحيى سنة 1329هـ نال فيه اليمنُ الاستقلال الذاتي، ثم لما خسر العثمانيون في الحرب العالمية الأولى سنة 1336هـ جلت بقايا الحاميات العثمانية عن البلاد، فوجدت اليمنُ نَفسَها مستقلةً، واعترفت تركيا بهذا الاستقلال في معاهدة لوزان.
التقى الإنجليزي برسي كوكس مع الملك عبدالعزيز في المحمرة، وأكَّد الإنجليزُ على ضرورة إقامةِ حدودٍ بين نجد والعراق، وطالب الوفدُ النجديُّ رسمَ الحدود اعتمادًا على التقسيم القَبَلي المعروف للبدوِ، وتمَّ توقيعُ المعاهدة التي جَعَلت قبائِلَ المنتفق والظفير والعمادات من عنيزة تبعَ العراق، وجعلت شمر تابعةً لنجد، إلا أنَّ الملك عبدالعزيز رفض إبرامَ الوثيقة لأنَّ الظفير بزعامة حمود بن سويط قد احتَمَوا به ورفضوا الانصياعَ للعراق. وتم اعتمادُ ترسيم الحدود بين الطرفين في اتفاقية العقير كمُلحَق لمعاهدة المحمرة.
شكَّل الأميرُ فيصل بن عبد العزيز الحكومةَ الجديدة، ثم طرح مجموعةً من الرُّؤى الإصلاحية؛ كالنِّظام الأساسي للحُكم، ونظامِ القضاء، ومجلسٍ للإفتاء، وهيئةٍ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتماد مجانيَّة الطبِّ والتعليم، ودعم الموادِّ الاستهلاكية الضرورية، والضَّمان الاجتماعي، وتنظيم وتطوير الوضع الاقتصاديِّ والتجاريِّ والاجتماعيِّ، وإلغاء الرِّقِّ بشكلٍ مُطلَق، وحَظْرِه وعتق العبيد جميعًا. وقد تحقق كثيرٌ من ذلك في عهده، إلَّا أن النظام الأساسي للحُكم في السعودية لم يصدُرْ إلا في عهد الملك فهد في 27 / 8 / 1412هـ.
وُلِد عامَ 1370هـ/ 1951م بالقاهرةِ، ودرَس فيها جميعَ مراحِلِ دراستِه حتى تخرَّج في جامعةِ عينِ شمسٍ من كليَّةِ الطِّبِّ قِسمِ جراحةٍ عامَّةٍ.
انضمَّ إلى جماعةِ الإخوانِ المسلِمين ثمَّ انشقَّ عنها والتحق بجماعةِ الجهادِ الإسلاميِّ المصريَّةِ، وبعدَ إعلانِ الجهادِ في أفغانِستانَ ضِدَّ الرُّوسِ انتقل إليها وتعرَّف هناك على أُسامةَ بنِ لادِن، وأسَّس معه تنظيمَ القاعدةِ، ثمَّ أصبح رئيسًا للتَّنظيمِ بعدَ مَقتَلِ ابنِ لادِن.
قُتِل أيمنُ الظَّواهِريُّ في غارةٍ جويَّةٍ بطائرةٍ مُسَيَّرةٍ شنَّتها المخابَراتُ الأمريكيَّةُ في كابُل، عاصمةِ أفغانِستانَ.