الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.012 )

العام الهجري : 271 العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

كانت بين أبي العباس المعتضِدِ بن الموفَّق وبين خِمارَوَيه بن أحمد بن طولون، وذلك أن المعتَضِد سار من دمشق- بعد أن ملَكَها- نحوَ الرملة إلى عساكرِ خمارويه، فأتاه الخبَرُ بوصول خمارويه إلى عساكرِه، وكثرةِ مَن معه من الجموع، فهَمَّ بالعود، فلم يُمكِنْه من معه من أصحاب خمارويه الذين صاروا معه؛ وكان المعتضد قد أوحش ابن كنداجيق، وابن أبي الساج، ونسبهما إلى الجبن، حيث انتظراه ليصل إليهما ففسدت نياتهما معه، ولما وصل خمارويه إلى الرملة نزل على الماء الذي عليه الطواحين، فملكه، فنسبت الوقعة إليه؛ ووصل المعتضد وقد عبأ أصحابه، وكذلك أيضًا فعل خمارويه، وجعل له كمينًا عليهم سعيدًا الأيسر، وحملت ميسرة المعتضد على ميمنة خمارويه، فانهزمت، فلما رأى ذلك خمارويه، ولم يكن رأى مصافًا قبله، ولى منهزمًا في نفر من الأحداث الذين لا علم لهم بالحرب، ولم يقف دون مصر، ونزل المعتضد إلى خيام خمارويه، وهو لا يشك في تمام النصر، فخرج الذين عليهم سعيد الأيسر، وانضاف إليه من بقي من جيش خمارويه، ونادوا بشعارهم، وحملوا على عسكر المعتضد وهم مشغولون بنهب السواد، ووضع المصريون السيف فيهم، وظن المعتضد أن خمارويه قد عاد، فركب فانهزم ولم يلو على شيء، فوصل إلى دمشق، ولم يفتح له أهلها بابها فمضى منهزمًا حتى بلغ طرسوس، وبقي العسكران يضطربان بالسيوف، وليس لواحد منهما أمير، وطلب سعيد الأيسر خمارويه فلم يجده، فأقام أخاه أبا العشائر، وتمت الهزيمة على العراقيين، وقتل منهم خلق كثير وأسر كثير، وقال سعيد للعساكر: إن هذا – يعني أبا العشائر- أخو صاحبكم، وهذه الأموال تنفق فيكم؛ ووضع العطاء، فاشتغل الجند عن الشغب بالأموال، وسيرت البشارة إلى مصر، ففرح خمارويه بالظفر، وخجل للهزيمة، غير أنه أكثر الصدقة، وفعل مع الأسرى فعلة لم يسبق إلى مثلها أحد قبله، فقال لأصحابه: إن هؤلاء أضيافكم فأكرموهم؛ ثم أحضرهم بعد ذلك وقال لهم: من اختار المقام عندي فله الإكرام والمواساة، ومن أراد الرجوع جهزناه وسيرناه؛ فمنهم من قام ومنهم من سار مكرمًا؛ وعادت عساكر خمارويه إلى الشام أجمع، فاستقر ملك خمارويه له.

العام الهجري : 543 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

اشتَدَّ الغلاءُ بإفريقيَّةَ مِن سنة 537 إلى سنة اثنتين وأربعين حتى أكَلَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، وخَلَت القرى، ولحِقَ كثيرٌ مِن النَّاسِ بجزيرة صقلية، فاغتنمَ رجار مُتمَلِّكُها الفُرصةَ وبعث جرج، مُقَدَّم أسطولِه، فنزل على المهديَّة ثامِنَ صفر سنة 542، وبها الحَسَنُ بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، ففَرَّ بأخَفِّ حِملِه وتَبِعَه الناس، فدخل جرج المهديَّةَ بغيرِ مانعٍ، واستولى على قَصرِ الأمير حَسَن، وأخذ منه ذخائِرَ نَفيسةً وحظايا بديعاتٍ، وعزم حَسَن على المجيءِ إلى مصر، فقَبَضَ عليه يحيى بن العزيز، صاحِبُ بجاية، ووكَلَ به وبأولادِه، وأنزله في بعضِ الجزائر، فبَقي حتى ملك عبدُ المؤمنِ بنُ علي بجاية سنة 547، فأحسنَ إلى الأمير حسن وأقَرَّه في خدمتِه، فلَمَّا مَلَك المهديَّةَ تقَدَّمَ إلى نائبه بها أن يقتديَ برأيِ حَسَن ويَرجِعَ إلى قوله، وكان عِدَّةُ مَن ملك منهم من زيري بن مناد إلى الحَسَن تسعةَ ملوك، ومُدَّةُ ولايتهم 208 سنوات، من سنة 335 إلى سنة 543, وفيها بَعَثَ رجار بن رجار مَلِكُ جزيرة صقلية إلى المهديَّة أُسطولَه، مائتين وخمسين من الشواني، مع جرجي بن ميخائيل، فجَدَّ في حِصارِها حتى أخَذَها في صفر، ومَلَك سوسة وصفاقس، وملك رجار بونة.

العام الهجري : 772 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1370
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأرموي الإسنوي نزيلُ القاهرة، ولِدَ في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة 704. وقدِمَ القاهرة سنة 721 وحَفِظَ التنبيه وسَمِعَ الحديث من الدبوسي والصابوني وغيرهما، وحدث بالقليل، وأخذ العلمَ عن الجلال القزويني، والقونوي، وغيرهما، وأخذ العربية عن أبى حيَّان، ثم لازم بعد ذلك التَّدريسَ والتصنيفَ, فدرَّسَ بالملكية والأقبغاوية والفاضلية، ودرس التفسير بالجامع الطولوني, وصنف التصانيف المفيدة منها: "المهمات والتنقيح فيما يرد على الصحيح" و"الهداية إلى أوهام الكفاية" و"طبقات الشافعية" وغير ذلك. كان فقيهًا ماهرًا، ومعلمًا ناصحًا، ومفيدًا صالحًا، مع البر والدين والتودد والتواضع، وكان يقَرِّبُ الضعيف المستهان به من طَلَبتِه، ويحرص على إيصال الفائدةِ إلى البليد، وله مثابرةٌ على إيصال البر والخير إلى كل محتاجٍ، مع فصاحةِ عبارة وحلاوة محاضرةٍ ومروءة بالغةٍ، كان بحرًا في الفروع والأصول محقِّقًا لِما يقول من النقول، تخرج به الفضلاءُ، وانتفع به العلماء, وقد ولِيَ وكالة بيت المال والحِسبة، ثم عزل نفسه عن الحِسبةِ؛ لكلام وقع بينه وبين الوزير في سنة 762 ثم عزَلَ نَفسَه من الوكالة في سنة 766، وكانت وفاتُه ليلة الأحد ثامن عشر من جمادى الأولى من هذه السنةِ.

العام الهجري : 1206 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1792
تفاصيل الحدث:

رجعت النمسا عن تحالُفِها مع الروس ضِدَّ العثمانيين وعقدت صلحًا معهم وأعادت ما كانت أخذَته من العثمانيين، أما روسيا فقد استمَرَّت بالحرب واستولت على بعض المدنِ، فارتكبت من الجرائِمِ ما لا يوصف، ثم توسَّطت إنكلترا وهولندا للصلحِ بين الطرفين خوفًا على مصالحِهم، فكانت معاهدةُ ياش, أخذت بموجِبِها روسيا بلادَ القرم نهائيًّا، وبسارابيا وجزءًا من بلاد الشراكسة، والمنطقة الواقعة بين نهري بوغ ودنيسر، وأصبح هذا النهر الأخير فاصلًا بين الدولتين، كما تنازلت الدولةُ العثمانية عن مدينة أوزي. ويُذكَر أنَّ أهمَّ بنود هذه المعاهدة تبادُلُ أسرى الحرب، والسماحُ للرعايا الذين يعيشون خارِجَ دولتِهم بسبب الأزمات السياسية بالعودة إلى بلدانِهم الأصلية أو البقاء حسب رغباتهم. تتنازلُ الدولة العثمانية لروسيا عن ميناءِ أزوف وبلادِ القرم وشبهِ جزيرة طمان، وبلاد القويان وبساربيا، والأقاليم الواقعة بين نهري بجد والدينستر، ويكون النهرُ الأخير حدًّا فاصلًا بين الدولتين. تُرجِع روسيا للدولة العثمانية مناطِقَ: البغدان وأكرمان وكيلي وإسماعيل مقابِلَ أن تقوم الدولةُ بإعفاء رعايا البغدان من الضرائبِ، وعدم مطالبة روسيا بتعويضاتِ حرب أو ما شابه ذلك. يمنع الباب العالي رعايا دولته من الغارات على محافظتي تفليس وكاتالينا الروسيتين، وعلى السفن الروسية في البحر المتوسط، وعليه القيامُ بدفع تعويضات لأي أضرار تحدثُ بعد ذلك من قِبَل رعايا الدولة العثمانية.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الشريف حمود بن محمد بن أحمد الحسني التهامي، ويُعرَفُ بأبي مسمار أمير من أشراف تهامة اليمن، كانت ولادته عام 1170هـ في قرية الملاحة من بلاد بني مالك بالسراة، كانت له ولأسلافه ولايةُ المخلاف السليماني من تهامة ودعوتهم لأئمة صنعاء. في سنة 1210 ثار حمود على ابن عمه علي بن حيدر، فنزل له عن إمارة عريش واستقلَّ بولاية أبي عريش وصبيا وضمد والمخلاف السليماني. واختطَّ مدينة (الزهراء) وبنى قلاعًا وأسوارًا. وكان شجاعًا كريمًا محبًّا للعمران، فيه دهاءٌ وحَزمٌ. وهو أولُ من استقَلَّ بالمخلاف السليماني عن أئمَّةِ صنعاء. وفي أيامِه استولت جيوشُ نجد على البلاد المجاورة له، فقاتلهم، فهزموه فانضوى إلى لوائِهم فدان بالدَّعوةِ السلفية، فأزال ما كان من أثَرٍ للبِدَعِ والوسائِلِ الشركية في بلادِه، وأصبح أميرًا من أمراء الإمام عبد العزيز بن محمد، ثم لابنه سعود، وقد قام بعملياتِ فتحٍ لصالح دولة الدرعية، فاستولى على اللحية والحُديدة وزَبيد وما يليها. وقد هزم الأميرُ حمود أبو مسهار قواتِ محمد علي باشا التي يقودُها سنان أغا في عسير، ثم وافاه الأجلُ بعد انتصاره بعشرة أيام عن عمر ثلاث وستين سنة، وقد دفن في قرية الملاحة مسقِطَ رأسه في الظهرة المعروفة بظهرةِ حمود نسبةً إليه، وهي واقعة على ضفاف كضامة الملاحة.

العام الهجري : 1411 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1991
تفاصيل الحدث:

كان رئيس الصومال محمد زياد بري قد أسَّس في مقديشو مكتبًا للمنظمة الديمقراطية الشعبية الأورومية المعارِضة في الحَبَشة لنظام منغستو ماريام رئيس الحبشة، فقامت الحَبَشة بمضاعَفة دَعْمها للمعارَضة الصومالية، ممَّا أدَّى إلى اشتداد القتال بين قوات الحكومة وفصائل المعارَضة التي زادت قوتها، وبان تفوقها، حتى اضطرَّ الرئيس محمد زياد بري إلى الهرب خارج الصومال في رجب 1411هـ / كانون الثاني 1991م، وتمكَّنت القوات المسلَّحة المعارِضة التي تتألَّف أكثريتُها من أفراد قَبيلة الهويه أنْ تدخُلَ مقديشو بقيادة العقيد محمد فارح عيديد، وتسلَّم علي مهدي محمد رئاسة الدولة مؤقتًا لمدة شهر، وعهِد إلى عمر عرتة برئاسة الحكومة المؤقتة، وهو من قَبيلة الهويه أيضًا، وهذا ما أثار القبائل الأُخْرى المشارِكة في المعارَضة، وزاد الأمرُ عندما أُبقيَ التسليح بيد قبائلِ الهويه فقطْ، حتى اشتدَّ الصراعُ بين الفصائلِ فاستقلَّ الشماليُّونَ وشكَّلوا جمهورية أرض الصومال برئاسة عبد الرحمن أحمد علي تور، وفي أقْصى الجنوب كان كِيان الحزب الاشتراكي الثوري المؤيِّد لزياد بري، وأُضرمت نارُ القتال بين الأطراف الصومالية، وانتشرت المجاعة والخوف وعدم الأمن على الأرواح والأعراض، وبدأ الناس يتساقطون مَوْتى، فمن نَجا من القتل قتلته المجاعةُ.

العام الهجري : 744 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

أمر نائِبُ السُّلطانِ الأميرُ الحاج آل ملك والي القاهرة بأن يُنزَل إلى خزانة البنود بالقاهرة، ويُحتاطَ على ما بها من الخَمرِ والبغايا، ويخرج مَن فيها من النَّصارى الأسرى، ويريق ما هناك من الخُمور، ويخرِّبها حتى يجعَلَها دكًّا، وسبَبُ ذلك أنَّ خِزانةَ البنود كانت يومئذٍ حانةً، بعدما كانت سجنًا يُسجَنُ فيه الأمراءُ والجُندُ والمماليك، كما أنَّ خِزانةَ شمائِل سجنٌ لأرباب الجرائِمِ من اللصوصِ وقُطَّاع الطريق، فلما كانت دولةُ السلطان الملك الناصر محمَّد بن قلاوون بعد عَودِه من الكرك، وشُغِفَ بكثرةِ العماراتِ، اتَّخَذ الأسرى وجَلَبَهم إلى مصر من بلاد الأرمن وغيرها، وأنزَلَ عِدَّةً كثيرةً منهم بقلعة الجبل، وجماعةً كثيرة بخزانة البنود، فملأ أولئك الأرمن خزانةَ البنود حتى بطل السِّجنُ بها، وعَمَرها السلطانُ الناصر مساكِنَ لهم، وتوالدوا بها، وعَصَروا الخمورَ بحيث إنَّهم عصروا في سنة واحدة اثنتين وثلاثين ألف جَرَّة، باعوها جِهارًا، وكان لحمُ الخنزير يُعَلَّقُ عندهم على الوضم، ويباعُ مِن غيرِ احتشامٍ، واتَّخَذوا عندهم أماكِنَ لاجتماع النَّاسِ على المحَرَّمات، فيأتيهم الفُسَّاق ويظَلُّونَ عندهم الأيامَ على شُربِ الخُمورِ ومُعاشرة الفواجِر والأحداثِ، ففَسَدت حُرَمٌ كثيرةٌ من الناسِ وكثيرٌ مِن أولادِهم وجماعةٌ مِن مماليك الأمراءِ فسادًا شَنيعًا، حتى إنَّ المرأةَ إذا تركت أهلَها أو زوجَها، أو الجاريةَ إذا تركت مواليَها، أو الشَّابَّ إذا ترك أباه، ودخل عند الأرمن بخزانةِ البنودِ، لا يقدِرُ أن يأخُذه منهم، ولو كان مَن كان! فقام الأميرُ الحاج آل ملك في أمرِهم، وفاوض السُّلطانَ المَلِكَ الناصِرَ محمدَ بن قلاوون في فسادِهم غيرَ مرة، فلم يجِبْه إلى أن أكثَرَ عليه، فغَضِبَ السلطان عليه، وقال له: يا حاج! كم تشتكي مِن هؤلاء، إن كان ما يُعجِبُك مُجاوَرَتَهم انتَقِلْ عنهم! فشَقَّ ذلك عليه، وركِبَ إلى ظاهر الحُسَينية واختار مكانًا، وعَمَره دارًا، وأنشأ بجانِبِها جامعًا، وحَمَّامًا ورَبْعًا وحوانيت، وبَقِيَت في نفسِه حزازاتٌ حتى أمكنَتْه القدرةُ منهم، وانبسَطَت يدُه فيهم بكونِه نائِبَ السُّلطانِ، فنزل والي القاهرةِ ومعه الحاجِبُ وعِدَّةٌ من أصحاب النائِبِ، وهجموا خزانةَ البنود، وأخرجوا جميعَ سُكَّانِها، وكَسَروا أوانيَ الخَمرِ، فكانت شيئًا يجِلُّ وَصفُه كثرةً، وهدموها واشترى أرضَها الأميرُ قماري مِن بيت المالِ، وتقَدَّمَ إلى الضياء المحتَسِب أن يناديَ بتَحكيرِها، فرَغِبَ النَّاسُ في أرضها واحتكَروها، وبَنَوها دُورًا وطواحينَ وغَيرَها، فكان يومُ هَدمِ خزانة البنود يومًا مَشهودًا من الأيامِ المشهورةِ المذكورة، عَدَلَ هَدْمُها فتحَ طرابلُس وعكا؛ لكثرةِ ما كان يُعمَلُ فيه بمعاصي اللهِ! ثمَّ طلب النائِبُ الأميرُ الحاج واليَ القلعةِ، وألزَمَه أن يفعَلَ ذلك ببيوت الأسرى من القلعةِ، فمضى إليها وكَسَّر جِرارَ الخَمرِ التي بها، وأنزلهم من القلعةِ، وجعَلَهم مع نصارى خزانةِ البنود في مَوضِعٍ بجوار الكوم، فيما بين جامِعِ ابن طولون ومصر، فنزلوه واتخَذوا به مساكِنَهم، وكانت الأسرى التي بالقلعة من خواصِّ الأسرى، وعليهم كان يعتَمِدُ السلطان المَلِكُ الناصر محمد بن قلاوون في أمر عمائِرِه، وكانوا في فَسادٍ كبيرٍ مع المماليكِ وحرَمِ القلعةِ، فأراح الله منهم، ثم رسم الأميرُ الحاج آل ملك النائب بتتَبُّع أهل الفساد، فمَنَع الناسَ مِن ضَربِ الخِيَم على شاطئ النيلِ بالجزيرةِ وغَيرِها للنُّزهة، وكانت محلَّ فَسادٍ كبيرٍ؛ لاختلاطِ الرِّجالِ فيها بالنِّساءِ، وتعاطيهم المُنكَرات.

العام الهجري : 833 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1430
تفاصيل الحدث:

فشا الطاعون في الوجه البحري، سيما في التحريرية ودمنهور، فمات خلق كثير جدًّا بحيث أحصي من مات من أهل المحلة زيادة على خمسة آلاف إنسان، ومن ناحية بورصا زيادة على ستمائة إنسان، وكان قد وقع بغزة والقدس وصفد ودمشق في شعبان في السنة الماضية طاعون، واستمر إلى هذا الشهر، وعُدَّ هذا من النوادر؛ فإن الوقت شتاء، وما عهد فيما أدركناه وقوع الطاعون إلا في فصل الربيع! ويعلل الأطباء ذلك بسيلان الأخلاط في الربيع، وجمودها في الشتاء، ولكنَّ الله يفعل ما يريد، وقدم الخبر بشناعة الطاعون بمدينة بورصا من بلاد الروم، وأنه زاد عدد من يموت بها في كل يوم على ألفين وخمسمائة إنسان، وأما القاهرة فإنه جرى على ألسنة غالب الناس منذ أول العام أنه يقع في الناس الطاعون، حتى سُمعت الأطفال تتحدث بهذا في الطرقات، فلما أهلَّ شهر ربيع الآخر كانت عدة من ورد الديوان فيه من الأموات اثني عشر إنسانًا، وأخذ يتزايد في كل يوم حتى بلغت عدة من ورد الديوان بالقاهرة في يوم الأربعاء آخره ثمانية وأربعين إنسانًا، وجملة من أحصاه ديوان القاهرة في الشهر كله أربعمائة وسبعة وسبعون إنسانًا، وبلغ ديوان المواريث بمدينة مصر دون ذلك، هذا سوى من مات بالمارستان، ومن جُهِّز من ديوان الطرحاء على الطرقات من الفقراء، وهم كثير، قال تقي الدين المقريزي: "وفي هذا الشهر بلغت عدة من ورد الديوان بالقاهرة مائة على أنهم لا يرفعون في أوراقهم إلى الوزير وغيره إلا بعض من يَرِدُ لا كلهم، وفيه نودي في الناس بصيام ثلاثة أيام، وأن يتوبوا إلى الله تعالى من معاصيهم، ويخرجوا من المظالم، ثم يخرجوا في يوم الأحد رابعه إلى الصحراء. هذا والحكام والولاة على ما هم عليه من المعاصي!! لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مِثلَه  عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ!  وفي يوم الأحد رابعَه خرج قاضي القضاة علم الدين صالح في جمع موفور إلى الصحراء خارج باب النصر، وجلس بجانب تربة الظاهر برقوق، فوعظ الناسَ على عادته في عمل الميعاد، فكثر ضجيج الرجال والنساء وكثُر بكاؤهم في دعائهم وتضرعهم، ثم انفضُّوا قبيل الظهر فتزايدت عدة الأموات عما كانت عليه", وفي شهر جمادى الأولى شنع الموتان السريع بالطاعون، والنزلات التي تنحدر من الدماغ إلى الصدر، فيموت الإنسان في أقل من ساعة، بغير تقدُّم مرض، وكان أكثر في الأطفال والشباب، ثم في العبيد والإماء، وأقله في النساء والرجال، وتجاوز في مدينة مصر الفسطاط المائتين في كل يوم، سوى من لم يرد الديوان، وتجاوز في القاهرة الثلاثمائة سوى من لم يرد الديوان، وضُبِط من صُلِّيَ عليه في مصليات الجنائز فبلغت عدتهم زيادة على ما أوردوه في ديوان المواريث زيادة كثيرة، وبلغت عدة من مات بالتحريرية خاصة إلى هذا الوقت تسعة آلاف، سوى من لم يُعرف، وهم كثُرٌ جدًّا، وبلغت عدة الأموات بالإسكندرية في كل يوم نحو المائة، وشمل الوباء عامة البحيرة الغربية والقليوبية، ثم بدأ يتناقص من شهر رجب، ومات في هذا الوباء على أقل ما قيل مائة ألف إنسان، والمجازِفُ يقول المائة ألف من القاهرة فقط، سوى من مات بالوجه القبلي والوجه البحري، وهم مِثلُ ذلك! وكان هذا الطاعون أعظم من هذه الطواعين كلها وأفظعها، ولم يقع بالقاهرة ومصر بعد الطاعون العام الذي كان سنة 749 نظير هذا الطاعون، وخالف هذا الطاعون الطواعين الماضية في أمور كثيرة، منها أنه وقع في الشتاء وارتفع في فصل الربيع، وكانت الطواعين تقع في فصل الربيع وترتفع في أوائل الصيف.

العام الهجري : 256 العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

كان أول ظهورٍ لثورة صاحب الزنج  الدعيِّ علي بن محمد عام 255هـ وبدأ يستفحل أمرُه وتوالت الحروب بينه وبين جيوش الخلافة مرَّةً تلو الأخرى، وكل ذلك لم يظفروا به، فدخل البصرةَ والسبخة والأبلة وعبادان والأهواز، حتى خافه كثيرٌ من أهل البصرة وفرُّوا خارج البصرة، فكان هذا بدايةً لدولتهم الجديدة المؤسَّسة أصلًا على الزنج من العبيد الفارِّين والمتمرِّدين على أسيادهم، ومَن أُسِرَ من العبيد في حروبِه.

العام الهجري : 358 العام الميلادي : 968
تفاصيل الحدث:

كانت نهايةُ الدَّولةِ الإخشيديَّة بعد أن توفِّيَ كافورُ الإخشيدي، حيثُ مَلَك بعده أحمدُ بنُ علي الإخشيدي عِدَّة أشهُرٍ، وأمورُ مِصرَ كانت سيِّئةً جدًّا، فالغلاء من جهةٍ والقَحطُ من جهة أخرى، وكثرة المغاربة من طرَفِ الفاطميِّينَ مِن جهةٍ أيضًا، فصارت أمورُ الدولة لا زمام لها؛ ممَّا أغرى المعِزَّ الفاطميَّ بالهجومِ عليها، فأرسل القائِدَ جَوهَرَ الصِّقليَّ فدخلها فكانت هذه نهايةَ الدَّولةِ الإخشيديَّة، وبداية الدَّولة الفاطميَّة في مصر.

العام الهجري : 360 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 971
تفاصيل الحدث:

كان بين جَعفرِ بنِ عليٍّ، صاحِبِ مدينةِ مَسيلة وأعمالِ الزَّاب، وزِيري الصِّنهاجيِّ مُحاسَدةٌ، فلمَّا كثُرَ تقَدُّمُ زِيري عند المعِزِّ ساء ذلك جعفرًا، ففارق بلادَه ولَحِقَ بزناتة فقَبِلوه قَبولًا عظيمًا، ومَلَّكوه عليهم عداوةً لزِيري، وعصيَ جعفرٌ على المعِزِّ الفاطميِّ، فسار زيري إليه في جمعٍ كثيرٍ مِن صنهاجة وغيرِهم، فالتقوا في شهر رمضان، واشتد القتالُ بينهم، فكبا بزيري فرسُه، فوقعَ فقُتِل.

العام الهجري : 748 العام الميلادي : 1347
تفاصيل الحدث:

بعد وفاةِ أبي يحيى المتوكِّل أبي بكر الحفصي ظهَرَت فِتَنٌ أثارها أمراءُ البيت الحفصي؛ ممَّا أتاح الفرصةَ أمام بني مرين بزعامة مَلِكِهم أبي الحسن علي بن عثمان للانقضاضِ على دولتِهم، فسار إلى تونس واستولى عليها، وفَرَّ أبو الحسن بن أبي حفص عمر الثاني ملك الحفصيينَ، ثمَّ قبض عليه بعد ذلك وقُتِل، فتمَّ للمرينيين مُلكُ المغرب كلِّه الأقصى والأوسط والأدنى.

العام الهجري : 910 العام الميلادي : 1504
تفاصيل الحدث:

حدثت وقعةٌ مشهورة بين السلطانِ عامر بن عبد الوهاب والأمير محمد بن الحسين البهَّال صاحب صعدة على باب صنعا، وانهزم فيها البهال وعساكره هزيمةً عظيمة ما سُمِع بمثلها قط، وأُسِرَ فيها إمام الزيدية محمد بن علي الوشلي إمام أهل البدعة ورئيسهم، وقُتل منهم جمعٌ لا يحصى، ونهبهم الناسُ، وكانوا يأتون بهم وبخيلِهم واحدًا واثنين وأخذ السلطان عامر مدينة صنعا.

العام الهجري : 1163 العام الميلادي : 1749
تفاصيل الحدث:

سارت قوةٌ من أهل الدرعية وأميرُهم عبد العزيز بن محمد إلى ثرمداء، وكان النذيرُ قد جاء أهل ثرمداء بذلك، فاستعانوا بأهل وثيثيا ومرات، فالتقى بهم جيش الدرعية وهم مستعدون للقتال في موضع قريب من ثرمداء يسمى الوطية، وكان جيش الدرعية قد أعدوا كمينًا، فلما نشب القتال خرج عليهم الكمين فولَّوا مدبرين وقتل منهم خمسة وعشرون، منهم علي بن زامل أمير وثيثيا

العام الهجري : 216 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 831
تفاصيل الحدث:

انتفض الوجهُ البحري بمصرَ بزعامة عبدوس الفهري وانضم الأقباطُ إليهم، وحَشَدوا وجمعوا فكثُرَ عددُهم وساروا نحو الديارِ المصرية، فتجهَّزَ عيسى بن منصور وجمعَ العساكِرَ والجندَ لقتالهم، فضَعُف عن لقائِهم وتقهقر بمن معه، فدخلت الأقباطُ وأهل الغربيَّة مصرَ، وأخرجوا منها عيسى هذا على أقبَحِ وجهٍ؛ لسُوءِ سِيرتِه، وخرج معه أيضًا مُتولِّي خَراجِ مِصرَ وخلعوا الطاعةَ، فقدم الأفشين حيدر بن كاوس من بُرقةَ وتهيَّأ لقتال القوم، وانضمَّ إليه عيسى بنُ منصور ومن انضاف إليه، وتجمَّعوا وتجهَّزوا لقتال القوم وواقعوهم فظَفِروا بهم بعد أمورٍ وحروبٍ، وأسَروا وقَتَلوا وسَبَوا، ثم مضى الأفشين إلى الحوفِ وقاتَلَهم أيضًا لِمَا بلغه عنهم، وبدَّدَ جَمعَهم وأسَرَ منهم جماعةً كبيرةً بعد أن بضعَ فيهم وأبدَع، ودامت الحروبُ في السنة المستمرة بمصرَ في كل قليلٍ إلى أن قَدِمَها أميرُ المؤمنين عبد الله المأمونُ لخَمسٍ خلون من المحرَّم سنة سبع عشرة ومائتين، فسَخِطَ على عيسى بن منصور وحَلَّ لواءه وعزَلَه ونسب له كلَّ ما وقع بمصرَ ولِعُمَّاله؛ ثم جهَّزَ العساكِرَ لقِتالِ أهلِ الفساد، وأحضرَ بين يديه عبدوس الفهري فضُرِبَت عنُقُه ثم سار عسكرُه لقتال أسفَلِ الأرضِ أهلِ الغربيَّة والحوف، وأوقعوا بهم وسَبَوا القبطَ وقتلوا مقاتِلَتَهم وأبادوهم، وقمعوا أهلَ الفسادِ مِن سائِرِ أراضي مصرَ بعد أن قتَلوا منهم مقتلةً عظيمةً، ثم رحل الخليفةُ المأمون من مصر.