الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 148 العام الميلادي : 765
تفاصيل الحدث:

نكث أصبهبذ طبرستان العهدَ الذي كان بينه وبين المسلمين، وقتلَ طائفةً ممَّن كان بطبرستان، فجهَّز إليه المنصورُ جيشًا بقيادة خازم بن خزيمة، وروحِ بن حاتم، ومعهم مرزوقٌ أبو الخصيب، مولى المنصور، فحاصَروه مدةً طويلة، فلما أعياهم فتحُ الحِصنِ احتالوا عليه، وذلك أنَّ أبا الخصيبِ قال: اضربوني واحلِقوا رأسي ولِحيتي، ففعلوا ذلك، فذهب إليه كأنَّه مُغاضِبٌ للمُسلِمينَ قد ضربوه وحلَقوا لحيتَه، فدخل الحِصنَ، وقال للأصبهبذ: إنَّما فعلوا ذلك بي تهمةً منهم لي أن يكونَ هوايَ معك, ففرح به الأصبهبذ وأكرَمَه وقَرَّبه، وجعل أبو الخصيب يُظهِرُ له النصحَ والخِدمةَ حتى خدَعَه، وحظِيَ عنده جدًّا وجعَلَه من جملةِ من يتولَّى فتحَ الحِصنِ وغَلْقَه، فلمَّا تمكَّنَ من ذلك كاتبَ المُسلمينَ وأعلَمَهم أنَّه سيفتحُ لهم البابَ في ليلةٍ محدَّدة، فلمَّا كانت تلك الليلةُ فتح لهم بابَ الحِصنِ فدخلوا فقتَلوا مَن فيه من المُقاتِلة وسَبَوا الذريَّة، وامتصَّ الأصبهبذ خاتمًا مسمومًا فمات. وكان فيمن أَسَروا يومئذ أمُّ منصور بن المهدي، وأم إبراهيم بن المهدي، وكانتا من بنات الملوك الحِسان.

العام الهجري : 170 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 786
تفاصيل الحدث:

أراد الهادي أن يعهَدَ لابنه جعفرٍ بدلًا من أخيه هارون الرشيد الذي عيَّنه والده المهديُّ واليًا ثانيًا للعهد. وألحَّ الهادي على ذلك وشجَّعَه جماعةٌ من ولاته, لكِنَّ خالد بن يحيى البرمكي نبَّهَه أنَّ جعفر ما زال صغيرًا لم يبلُغ الحنثَ، ثمَّ إنَّ هذا سيجعل الناسَ تستخِفُّ بأيمانِها، فرجع الهادي عن رأيه في عَزْلِ الرشيد, والعجيبُ أنَّ الرشيدَ كان مُسالِمًا لأخيه الهادي في هذا الأمرِ دون أن يبديَ أيَّ اعتراضٍ, حتى جاءه الرشيدُ يومًا فجلس عن يمينه بعيدًا عنه، فجعل الهادي ينظُرُ إليه مليًّا، ثم قال: يا هارونُ، تطمَعُ أن تكونَ وليًّا للعهدِ حَقًّا؟ فقال: إي والله، ولئنْ كان ذلك لأصِلَنَّ مَن قطعتُ، ولأُنصِفَنَّ من ظَلَمتُ، ولأزوِّجَنَّ بنيك من بناتي. فقال: ذاك الظَّنُّ بك. فقام إليه هارونُ ليقَبِّلَ يدَه، فحلف الهادي ليجلس معه على السرير فجلس معه، ثم أمرَ له بألف ألف دينار، وأن يدخُلَ الخزائنَ فيأخُذَ منها ما أراد، وإذا جاء الخَراجُ دفع إليه نِصفَه. ففعل ذلك كلَّه ورَضِيَ الهادي عن الرشيد, فاستلم هارونُ الرشيد زمامَ الخلافة في اليوم التالي لوفاة أخيه الهادي.

العام الهجري : 178 العام الميلادي : 794
تفاصيل الحدث:

استعمل الرشيدُ على إفريقيَّة الفضلَ بنَ روح بن حاتم المهلبي بعد موت والِدِه, فاستعمل الفضلُ على مدينة تونس ابنَ أخيه المغيرةَ بن بشر بن روح، فاستخَفَّ بالجُندِ. وكان الفضلُ أيضًا قد أوحَشَهم، وأساء السيرةَ معهم؛ بسبَبِ ميلهم إلى نصرِ بن حبيب الوالي قبلَه، فاجتمع مَن بتُونس، وكتبوا إلى الفضلِ يَستعفُونه من ابن أخيه، فلم يُجِبْهم عن كتابِهم، فاجتمعوا على تَركِ طاعتِه، فبايعوا عبدالله بن الجارود، وأخرجوا المغيرةَ، ثم استشرى الأمرُ في أفريقيا ففسَدَ الجُندُ على الفضلِ، فسَيَّرَ إليهم الفضل عسكرًا كثيرًا فخَرجوا إليه فقاتلوه، فانهزم عسكرُه وعاد إلى القيروان منهزِمًا وتبعهم أصحابُ ابن الجارود، فحاصروا القيروانَ ودخل ابن الجارود وعسكَرُه في جمادي الآخرة، وأخرج الفضل من القيروان، ووكلَ به وبمن معه من أهلِه أن يوصِلَهم إلى قابس، ثم ردَّهم ابن الجارود، وقُتِلَ الفضل بن روح بن حاتم، ثمَّ إنَّ الرشيدَ بلَغَه ما صنع ابنُ الجارود، وإفسادُه إفريقية، فوجَّه هرثمة بن أعين ومعه يحيى بن موسى، فكاتب يحيى عبدالله بن الجارود، ثم دخل في الطاعةِ بعد أن طلَبَ الأمانَ فأمَّنَه.

العام الهجري : 178 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 794
تفاصيل الحدث:

خرج الوليدُ بن طريف التغلبي بالجزيرة، ففَتَك بإبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين، ثم قَوِيَت شوكةُ الوليد، فدخل إلى أرمينيَّة، وحصر خلاط عشرينَ يومًا، فافتدوا منه أنفُسَهم بثلاثين ألفًا. ثم سار إلى أذربيجان، ثمَّ إلى حلوان وأرض السواد، ثم عبَرَ إلى غرب دجلة، وقصد مدينة بلد، فافتدوا منه بمائةِ ألف، وعاث في أرضِ الجزيرة، فسَيَّرَ إليه الرشيد يزيدَ بن مزيد بن زائدة الشيباني, فجعل يزيدُ يختالُه ويُماكِرُه، وكانت البرامِكةُ مُنحَرِفةً عن يزيد، فقالوا للرشيد: إنَّما يتجافى يزيدُ عن الوليد للرَّحِم؛ لأنَّهما كلاهما من وائل، فكتب إليه الرشيدُ كتابَ مُغضَب، وقال له: لو وَجَّهتُ أحدَ الخدم لقام بأكثَرَ ممَّا تقوم به، ولكِنَّك مُداهِنٌ متعَصِّبٌ، وأُقسِمُ بالله إن أخَّرْتَ مناجَزتَه لأُوجِّهنَّ إليك من يحمِلُ رأسَك. فقال يزيدُ لأصحابه: فِداكم أبي وأمِّي، إنَّما هي الخوارِجُ ولهم حَملةٌ، فاثبُتوا، فإذا انقضت حملتُهم فاحملوا عليهم؛ فإنهم إذا انهزموا لم يرجِعوا، فكان كما قال، حَمَلوا عليهم حَملةً، فثَبَت يزيدُ ومن معه مِن عشيرته، ثم حَمَل عليهم فانكشفوا واتَّبَع يزيدُ الوليدَ بن طريف، فلَحِقَه واحتَزَّ رأسَه.

العام الهجري : 278 العام الميلادي : 891
تفاصيل الحدث:

في هذا العام- وقيل عام 281هـ- جاء إلى القطيفِ رجلٌ كذَّابٌ اسمُه يحيى، يدَّعي أنَّه رسولٌ من الإمام المهدي، ويستغِلُّ رغبة المؤمنين بظهور المهديِّ؛ لتحقيقِ مطامِعِه، وأعانه على ذلك رجلٌ ثري اسمه أبو سعيد الجنابي. لكنهما كُشِفا عام 283هـ، وقُبِضَ على يحيى، أمَّا الجنابي فقد هرب، وبعد إطلاق سَراحِه ذهب يحيى للبادية، فاستمال إليه البدوَ وأعانه الجنابيُّ بأموالِه، فكوَّنوا جيشًا قويًّا من عدَّةِ قبائلَ بدَويَّة، وهاجموا القطيفَ واحتلُّوها، وكوَّنوا دولة القَرامِطة، وهرب كثيرٌ مِن الأهالي وانضموا للجيشِ العباسيِّ الذي أرسله الخليفةُ المُعتَضِد، ولكِن قوَّاتُ القرامطة هَزَمت العباسيِّينَ. وفي نفس السنة هاجموا الأحساءَ واحتلُّوها. وفي عام 301هـ اغتِيلَ الجنابيُّ قائدُ القرامطةِ، فتولى الحكمَ مَجلِسٌ عسكريٌّ سُمِّيَ بالعقدانيَّة مُهمَّتُه الوصاية على العرشِ، حتى بلوغ الابن الأكبر سعيد. ولكنَّ الابنَ الأصغرَ سليمان تمكَّنَ من إقصاءِ أخيه وتولَّى الحكم. واعترف به مجلسُ الوصاية، كما اعترف به الفاطميُّونَ حُكَّام مصر (المُعادُونَ للدولة العباسية في العراق) وفي عام 314هـ قام أبو طاهر سُليمان الحاكم القرمطي بنقل العاصمةِ إلى الأحساءِ.

العام الهجري : 300 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الداخِل، صاحِبُ الأندلس، وليَ الأمرَ بعد أخيه المُنذِر بن محمد في صفر سنة 275، وطالت أيامُه، وبقي في المُلكِ خمسًا وعشرين سنةً وأحد عشر شهرًا، وكان من الأمراءِ العادلين الذين يَعِزُّ وجودُ مثلهم. كان صالحًا تقيًّا، كثيرَ العبادةِ والتلاوة، رافعًا لِعَلمِ الجِهادِ، مُلتَزِمًا للصَّلواتِ في الجامعِ، وله غَزواتٌ مَشهورةٌ، منها غزوةُ "بلي" التي يُضرَبُ بها المثل. وذلك أنَّ ابنَ حفصونَ حاصرَ حِصنَ بلي في ثلاثين ألفًا. فخرج الأميرُ عبد الله من قُرطُبةَ في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابنَ حَفصونَ، وتبعه قتلًا وأسرًا، حتى قيل: إنَّه لم ينجُ مِن الثّلاثين ألفًا إلَّا النَّادُّ, وكان عبد الله أديبًا عالِمًا. مات وكان عمُرُه اثنتين وأربعين سنة، وخلَّف أحدَ عشَرَ ولدًا ذكرًا، أحدُهم محمَّد المقتول, وهو والدُ عبد الرحمن الناصر، قتله أخوه المطرف فِي صدرِ دولة أبيهما، ولَمَّا توفِّيَ عبدالله تولى بعده ابنُ ابنِه عبد الرحمن بن محمَّد لمدة خمسينَ سنةً.

العام الهجري : 315 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 928
تفاصيل الحدث:

كان حفصٌ قد استلم مكانَ أخيه سليمان بعد أن قُتِلَ، فقام في هذه السنةِ النَّاصِرُ أميرُ الأندلس بغزوِه في ببشتر جنوب إسبانيا، وهو متحصِّنٌ فيها، ولَمَّا اشتدت المحاصَرةُ على حفص بن عمر بن حفصون بمدينةِ ببشتر، وأحيطَ به بالبنيانِ عليه مِن كُلِّ جانبٍ، ورأى من الجِدِّ والعَزمِ في أمرِه ما عَلِمَ أنْ لَا بقاءَ له معه في الجبل الذي تعلَّقَ فيه، كتب إلى أمير المؤمنين الناصرِ، يسأله تأمينَه والصفحَ عنه، على أن يخرُجَ عن الجبل مستسلِمًا لأمره، راضيًا بحكمه. فأخرج إليه الناصرُ الوزيرَ أحمد بن محمد بن حدير، وتولَّى هو وسعيد بن المنذر إنزالَه من مدينة ببشتر. ودخلها رجالُ أمير المؤمنين الناصر وحَشَمُه يوم الخميس لسبعٍ بَقِينَ من ذي القَعدة من السنة. واستنزل حفص وجميع النصارى الذين كانوا معه، وقدم بهم أحمد بن محمد الوزير إلى قرطبةَ مع أهلهم وولدهم. ودخلها حفصٌ في مُستهَلِّ ذي الحجة، وأوسَعَه أميرُ المؤمنينَ صَفْحَه وعَفْوَه، وصار في جملةِ حشَمِه وجنده. وبقي الوزيرُ سعيد بن المنذر بمدينة ببشتر ضابطًا لها، وبانيًا لِمَا عهد إليه من بنيانِه وإحكامِه منها.

العام الهجري : 373 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 984
تفاصيل الحدث:

هو أبو منصور بُوَيه مؤيَّدُ الدولة بنُ رُكن الدولة الحسَن بن بُوَيه بن فناخسرو الديلمي الشيعي. كان وزيرُه هو الصَّاحِبَ إسماعيلَ بنَ عَبَّاد، الذي صحبه منذ صباه حتى صار وزيرًا له، فضبَطَ مملكتَه وأحسَنَ تدبيرَها. قال الصاحِبُ بنُ عَبَّاد لمؤيَّد الدولة في مرضِه: لو عهدْتَ إلى أحدٍ؟ فقال: أنا في شُغُلٍ عن هذا، ولم يَعهَدْ بالملك إلى أحدٍ، توفِّيَ مؤيَّد الدولة بجرجان، من خوانيقَ أصابته، وله ثلاثٌ وأربعون سنة. وكانت دولتُه سبع سنين, وجلس صمصام الدولة بنُ عَضُد الدولة للعزاء ببغداد، فأتاه الطائعُ لله معزيًا، ثم تشاور أكابِرُ دولة مؤيَّد الدولة فيمن يقوم مقامَه، فأشار الصاحِبُ إسماعيل بن عباد بإعادةِ فَخرِ الدَّولة بنِ رُكنِ الدولة، وأخي مؤيَّد الدولة إلى مملكتِه؛ إذ هو كبيرُ البيتِ، ومالِكُ تلك البلادِ قبل مُؤَيَّد الدولة، فلما وصَلَت الأخبارُ إلى فخر الدولة سار إلى جرجان، فلَقِيَه العسكر بالطاعة، وجلس في دست ملكيٍّ في رمضان بغير مِنَّةٍ لأحدٍ، وسُيِّرَت الخِلَعُ من الخليفةِ إلى فَخرِ الدولة، واتفَقَ فَخرُ الدولة وابنُ عَمِّه صمصام الدولة فصارا يدًا واحدةً.

العام الهجري : 430 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1038
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الثِّقةُ العلَّامة، شيخُ الإسلامِ: أبو نُعَيم، أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمد بن إسحاقَ بنِ موسى بن مهران، الأصبهاني الحافظ المشهور، الصوفيُّ، الأحول، سبطُ الزاهد محمد بن يوسف البنَّاء، وصاحب "الحِلْية". وُلِدَ سنة ست وثلاثين وثلاثمِئَة. كان أبوه من عُلَماءِ الحديثِ والرحَّالين، من أعلامِ المحدِّثين وأكابِرِ الثقاتِ الحُفَّاظ، رحلَ إلى العراقِ والحجاز وأصفهان، قال أحمدُ بنُ محمد بن مردويه: "كان أبو نُعَيم في وقته مرحولًا إليه، ولم يكُنْ في أفُقْ مِن الآفاقِ أسنَدُ ولا أحفَظُ منه، كان حُفَّاظُ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كلَّ يومٍ نَوبةُ واحد منهم يقرأُ ما يريده إلى قُريبِ الظَّهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يُقرأُ عليه في الطريق جزءٌ، وكان لا يضجَرُ، لم يكن له غداءٌ سوى التصنيف والتسميع". وقال حمزةُ بنُ العباس العلوي: "كان أصحابُ الحديثِ يقولون: بقيَ أبو نُعَيم أربعَ عشرةَ سنةً بلا نظيرٍ، لا يوجَدُ شَرقًا ولا غربًا أعلى منه إسنادًا، ولا أحفَظَ منه". أشهَرُ مُصنَّفاته (حِليةُ الأولياء) وله (مُعجم الصحابة) وغيرها من الكتب، توفِّي في أصبهان عن 96 عامًا.

العام الهجري : 438 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1047
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ أبو محمَّد الجُوَينيُّ إمامُ الشافعيَّة عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني الطَّائي السنبسي، كان فقيهًا مُدَقِّقًا مُحَقِّقًا، نحويًّا مفسِّرًا، وهو والد إمامِ الحَرَمين، وأصلُه من قبيلة يقال لها سنبس، وجُوَين من نواحي نيسابور، سمِعَ الحديث من بلادٍ شَتَّى على جماعة، وقرأ الأدبَ على أبيه، وتفَقَّه بأبي الطيِّبِ سهلِ بنِ محمد الصعلوكي، ثمَّ خرج إلى مروٍ إلى أبي بكر عبدِ الله بن أحمد القَفَّال واشتغل عليه بمروٍ، ولازمه واستفاد منه وانتفع به، وأتقن عليه المذهَبَ والخِلافَ، وقرأ عليه طريقَتَه وأحكَمَها، فلما تخرَّجَ عليه عاد إلى نيسابور سنة 407 وتصدَّر للتدريس والفتوى، وعقَدَ مجلِسَ المُناظرة، فتخرَّج عليه خلقٌ كثيرٌ، منهم ولده إمامُ الحَرَمينِ، وصنف التصانيفَ الكثيرةَ في أنواعٍ مِن العلومِ، وكان زاهدًا شديدَ الاحتياطِ لدينِه، حتى ربما أخرج الزَّكاةَ مَرَّتين، صَنَّف التفسيرَ الكبير المشتَمِلَ على أنواعِ العلومِ، وله في الفِقهِ التَّبصِرةُ والتذكرة، وصنَّف مُختَصَر المُختَصَر، والفَرْق والجمع، والسِّلسلة وغير ذلك، وكان إمامًا في الفقهِ والأصولِ، والأدبِ والعربيَّة، توفِّي في هذه السنة، وقيل سنة 434.

العام الهجري : 473 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1081
تفاصيل الحدث:

سار السُّلطانُ ملكشاه إلى الرَّيِّ، وعَرضَ العَسكرَ، فأَسقطَ منهم سبعةَ آلافِ رجُلٍ لم يَرضَ حالَهم، فمَضوا إلى تكش -قِيلَ: إنه مملوك لملكشاه. وقِيلَ: إنه لَصيق له وإن أبوه النُّعمان-، وهو ببوشنج، فقَوِيَ بهم، وأَظهرَ العِصيانَ على أَخيهِ ملكشاه، واستَولَى على مرو الروذ، ومرو الشاهجان، وترمذ، وغيرَها، وسار إلى نيسابور طامِعًا في مُلْكِ خُراسان، وقِيلَ: إن نِظامَ المُلْكِ قال للسُّلطانِ لمَّا أَمرَ بإسقاطِهِم من العَطاءِ: إنَّ هؤلاء ليس فيهم كاتبٌ، ولا تاجرٌ، ولا خَيَّاطٌ، ولا مَن له صَنعَةٌ غير الجُندِيَّة، فإذا أُسقِطوا لا نأَمَن أن يُقيموا منهم رجُلًا ويقولوا: هذا السُّلطانُ، فيكون لنا منهم شُغلٌ، ويَخرُج عن أَيدِينا أَضعافُ ما لهم من الجاري إلى أن نَظفرَ بهم. فلم يَقبَل السلطانُ قَولَه، فلمَّا مَضوا إلى تكش وأَظهرَ العِصيانَ نَدِمَ على مُخالفةِ وَزيرِه حيث لم يَنفَع الندمُ, فسارَ ملكشاه مُجِدًّا إلى خُراسان، فوَصلَ إلى نيسابور قبلَ أن يَستَولِي تكش عليها، فلمَّا سَمِعَ تكش بقُربِه منها سار عنها، وتَحصَّن بتِرمِذ، وقَصدَه السلطانُ، فحَصرَه بها، وكان تكش قد أَسَرَ جَماعةً من أَصحابِ السلطانِ، فأَطلَقَهم، واستَقرَّ الصُّلحُ بينهما، ونَزلَ تكش إلى السلطانِ ملكشاه، ونَزلَ له عن تِرمِذ.

العام الهجري : 494 العام الميلادي : 1100
تفاصيل الحدث:

سار كندفري ملك الفرنج بالشام -وهو صاحب بيت المقدس- إلى مدينة عكا بساحل الشام، فحصرها فأصابه سهم فقتله، وكان قد عمَرَ مدينة يافا وسلَّمَها إلى قمص -كبير القساوسة- من الفرنج اسمه طنكري، فلما قُتِل كندفري سار أخوه بغدوين إلى بيت المقدس في خمسمائة فارس وراجل، فبلغ الملك دقاق- صاحب دمشق- خبره، فنهض إليه في عسكره، ومعه الأمير جناح الدولة في جموعه، فقاتله، فنُصِر على الفرنج، ومَلَك الفرنجُ مدينةَ سروج من بلاد الجزيرة، وسببُ ذلك أن الفرنج كانوا قد ملكوا مدينة الرها بمكاتبة من أهلِها؛ لأن أكثرَهم أرمن، وليس بها من المسلمين إلا القليل، فلما كان الآن جمع سقمان بن أرتق التركماني بسروج جمعًا كثيرًا من التركمان، وزحف إليهم، فلَقُوه وقاتلوه، فهزموه في ربيع الأول. فلما تمَّت الهزيمة على المسلمين سار الفرنجُ إلى سروج، فحصروها وتسلَّموها، وقتلوا كثيرًا من أهلِها وسَبَوا حريمَهم، ونهَبوا أموالهم، ولم يسلَمْ إلَّا من مضى منهَزِمًا، وملك الفرنجُ مدينة حيفا، وهي بالقربِ مِن عكا على ساحل البحر، ملكوها عَنوةً، وملكوا أرسوف بالأمان، وأخرجوا أهلَها منها، وفي رجب ملكوا مدينة قيسارية بالسيف، وقتلوا أهلَها، ونهبوا ما فيها.

العام الهجري : 500 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1107
تفاصيل الحدث:

هو الرئيس أحمد بن عبد الملك بن عطاش العجمي طاغية الإسماعيلية. كان أبوه من كبار دعاة الباطنية ومن أذكياء الأدباء، له بلاغة وسرعة جواب، استغوى جماعة ثم هلك، وخلفه في الرياسة ابنه أحمد، فكان جاهلًا شجاعًا مطاعًا، تجمع له أتباع وتحيلوا حتى ملكوا قلعة شاه دز بأصبهان، وكان الباطنية بأصبهان قد ألبسوا ابن عطاش تاجًا وجمعوا له أموالًا، وصار له عدد كثير وبأس شديد، واستفحل أمره بالقلعة، فكان يرسل أصحابَه لقطع الطريق، وأخْذ الأموال، وقَتْل من قدروا على قتله، فلما صَفَت السلطنة لمحمد بن ملكشاه ولم يبق له منازعٌ، لم يكن عنده أمر أهمُّ مِن قَصْدِ الباطنية وحَربِهم، والانتصافِ للمسلمين من جَورهم وعَسفِهم، فرأى البداية بقلعة شاه دز بأصبهان التي بأيديهم؛ لأن الأذى بها أكثر، وهي متسلطة على سرير ملكه، فخرج بنفسه فحاصرهم في سادس شعبان. وأطال عليها الحصار، ونزل بعض الباطنية بالأمان وساروا إلى باقي قلاعهم، وبقي ابن عطاش مع جماعة يسيرة، فزحف السلطان عليه وقتله وقتَلَ جماعة كثيرة من الباطنية، ثم أمر السلطان محمد بسلخ ابن عطاش وحَشْيِ جلده تبنًا وقَطْع رأسِه، وطيفَ به في الأقاليم.

العام الهجري : 540 العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

سار بوزابة، صاحِبُ فارِسَ وخوزستان، وعساكِرُه إلى قاشان، ومعه المَلِكُ محمد بن السُّلطان محمود، ووصل إليهما المَلِكُ سُليمان بن السُّلطان محمَّد، واجتمع بوزابة والأميرُ عَبَّاس صاحِبُ الري، واتَّفَقا على الخروجِ عن طاعة السُّلطان مسعودٍ ومَلَكا كثيرًا مِن بلادِه، ووصل الخبَرُ إليه وهو ببغداد ومعه الأميرُ عبد الرحمن طغايرك، وهو أميرٌ حاجِبٌ، حاكِمٌ في الدولة، وكان ميلُه إليهما، فسار السُّلطانُ في رمضانَ عن بغداد، ونزل بها الأميرُ مُهلهل، ونظر وجماعةً من غلمان بهروز؛ وسار السُّلطانُ وعبد الرحمن معه، فتقارب العَسكَران، ولم يبقَ إلَّا المصافُّ، فلَحِقَ سُلَيمانُ بأخيه مسعود، وشرع عبدُ الرحمن في تقريرِ الصُّلحِ على القاعدةِ التي أرادوها، وأُضيفَ إلى عبدِ الرَّحمنِ ولايةُ أذربيجان وأرانية إلى ما بيده، وصار أبو الفتح ِبنُ دارست وزيرَ السُّلطان مسعود، وهو وزيرَ بوزابة، فصار السُّلطانُ معهم تحت الحجر، وأبعدوا بك أرسلان بن بلنكري المعروف بخاص بك، وهو ملازِمُ السُّلطان وتربيته، وصار في خدمةِ عبد الرحمن لِيَحقِنَ دَمَه، وصار الجماعةُ في خدمة السُّلطان صورةً لا معنى تحتَها.

العام الهجري : 571 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

تجهَّز الحلبيُّون لقتال صلاح الدين، فاستدعى صلاحُ الدين عساكر مصر، فلما وافته بدمشقَ في شعبان سار في أوَّل رمضان، فلَقِيَهم في عاشر شوال، وكانت بينهما وقعةٌ تأخَّرَ فيها السلطان سيف الدين غازي بن نور الدين محمود صاحِبُ الموصل، فظَنَّ الناس أنَّها هزيمة، فولَّت عساكرهم، وتَبِعَهم صلاح الدين، فهلك منهم جماعةٌ كثيرة، وملك خيمةَ غازي، وأسر عالَمًا عظيمًا، واحتوى على أموالٍ وذخائر وفُرُش وأطعمة وتُحَف تجلُّ عن الوصفِ، وقَدِمَ عليه أخوه الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب من اليمن، فأعطاه سرادقَ السلطان غازي بما فيه من الفُرُش والآلات، وفَرَّق الإسطبلات والخزائِنَ على مَن معه، وخلع على الأسرى وأطلَقَهم، ولحِقَ سيف الدين غازي بمن معه، فالتجؤوا جميعًا لحلب، ثم سار إلى الموصل وهو لا يُصَدِّقُ أنه ينجو، وظنَّ أن صلاح الدين يَعبُرُ الفرات ويقصِدُه بالموصل، ورحل صلاحُ الدين ونزل على حلب في رابع عشر شوال، فأقام عليها إلى تاسِعَ عَشَرِه، ورحل إلى بزاعة، وقاتَلَ أهل الحصنِ حتى تسَلَّمه، وسار إلى منبج، فنزل عليها يوم الخميس رابع عشرٍ منه.