الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 766 العام الميلادي : 1364
تفاصيل الحدث:

رسم السلطانُ المَلِكُ الأشرف شعبان صاحِبُ مصر بإسقاط ما على الحَجِّ مِن المكوسِ بمكَّةَ في سائِرِ ما يُحمَلُ إليها من المتاجر، سوى الكارم- الأحجار الكريمة- وتجَّار الهند وتجار العراق، وأسقط المكسَ المتعَلِّق بالمأكولات، وكان المَكسُ يؤخذ من المأكولات بمكَّةَ مد حب جدي، على كل حمل من التمر اللبان الذي يصل إلى مكة، وثلاثة دنانير مسعوديَّة على كلِّ حِملِ تمر محشي يصِلُ إلى مكة، وستة مسعودية على كلِّ شاة يصل إليها، وسُدس وثمن ما يباعُ بمكَّةَ مِن السَّمن والعسل والخُضَر؛ وذلك أنه يحصى ثمنها مسعودية، فإذا عُرِفَ أخذ على كل خمسة دنانير دينار مسعودية، ويؤخذ -أيضًا- دينار مسعودية من ثمن سلة التمر إذا بيعت بالسوق من الثمار الذي باعها ليعيش منها، والمأخوذُ على التمر أولًا مِن جالبه إلى مكة، ويؤخَذُ شَيءٌ مما يباع في السوق من غيرِ ما ذكرناه، وكان الناس يقاسونَ شِدَّةً، فأزال الله تعالى جميعَ هذا بأمرِ السُّلطانِ الأشرف شعبان صاحِبِ مِصرَ، بتنبيه بعضِ أهل الخير له على ذلك، وعَوَّضَ صاحب مكَّةَ عن ذلك ثمانية وستين ألف درهم من بيت المال المعمور بالقاهرة، وألفَ أردب قمح، وقُدِّرَ ذلك في ديوان السلطان الأشرف، وأمضى ذلك الولاةُ بالديار المصرية فيما بعد.

العام الهجري : 1228 العام الميلادي : 1812
تفاصيل الحدث:

بعد أن هُزم طوسون في وقعة وادي الصفراء بين المدينة والقصيم سنة1227 طلب المساعدةَ من والده، فجهَّز جيشَه وأخذ معه الأموال للمساعدة. قرر محمد علي باشا أن يسير بنفسِه إلى الحجاز لمتابعة القتال وبسْطِ نفوذه في شبه الجزيرة العربية، فغادر مصر على رأس جيش آخَرَ، ونزل في جدة، ثم غادرها إلى مكة وهاجم معاقِلَ السعوديين إلَّا أنه فَشِلَ في توسيع رقعة انتشاره، فأخلى القنفذةَ بعد أن كان قد دخَلَها، وانهزم ابنه طوسون في تَرَبة مرة أخرى. إلا أنَّ وفاة الإمام سعود في هذه الفترة وتولِّي إمارة الدرعية عبد الله بن سعود الذي لم يكُنْ في كفاءة والده في القيادة العسكرية؛ أدى إلى ضعف القوات السعودية، فتمكَّن محمد علي باشا من التغلُّبِ على الجيش السعودي في معركة بسل، وسيطر على تَرَبة، ودخل ميناء القنفذة، في حين سيطر طوسون على القِسمِ الشمالي من نجدٍ. عند هذه المرحلة من تطوُّر الأحداث اضطر محمد علي باشا أن يغادِرَ شبه الجزيرة العربية ويعود إلى مصر للقضاءِ على حركة تمرُّدِ استهدفت حُكمه، وبعد القضاء على هذه الحركة استأنف حربه ضدَّ الدولة السعودية، فأرسل حملةً عسكرية أخرى إلى شبه الجزيرة بقيادةِ ابنه إبراهيم باشا في 5 سبتمبر سنة 1816م

العام الهجري : 1407 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1987
تفاصيل الحدث:

رشيد عبد الحميد كرامي سياسيٌّ لبنانيٌّ، شغل مَنصِب رئيسِ الوزراء ثمانِ مرَّات، أوَّلُها بين سبتمبر 1955 ومارس 1956 وآخرُها بين إبريل 1984 إلى وفاته في يونيو 1987م. ينتمي رشيد كرامي إلى عائلة سياسيَّة عريقةٍ؛ إذ شغل والدُه وأخوه عمر مَنصِب رئيس الوزراء. وُلد رشيد كرامي في بلدة بالقُرب من طرابلس في لبنان، في عائلة من أهمِّ العائلات السياسية اللبنانيَّة. كان والدُه عبد الحميد كرامي رئيسًا للوزراء لأشهُرٍ قليلةٍ في حكومة 1945. وكذلك أخوه الأصغر عمر كرامي شغل مَنصِب رئيس الوزراء. بعد تخرُّج رشيد كرامي من جامعة القاهرة كلية الحقوق، وحصوله على درجة الليسانس في سنة 1940م بدأ تمرينَه كمُحامٍ في طرابلس. وانتُخب في البرلمان اللبناني سنة 1951م ليشغل المنصب الشاغر نتيجةً لموت والده. وفي نفس السَّنة أصبح وزيرًا للعدل في حكومة رئيس الوزراء حسين العويني. وفي سنة 1953م أصبح وزيرًا للاقتصاد والشؤون الاجتماعية في حكومة عبد الله اليافي. اغتُيل رشيد كرامي على إثر تفجير طائرةٍ عموديةٍ عسكريَّة كان يستقِلُّها. وأُدين سمير جعجع قائدُ القوات اللبنانية بتدبير الاغتيال بعد الحرب، وحُكم عليه بالقتل، ثم بالسجن المُؤبَّد قبل أن يُطلق سراحه سنة 2005م.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِد سيِّدي محمد ولد الشَّيخ عبد الله سنة ١٣٥٧هـ الموافق 1938م في ألاك (عاصمة ولاية لبراكنة)، ودرس الابتدائيَّةَ والإعداديَّةَ فيها، وحصل على الثانويَّةِ من العاصِمةِ السنغالية دكار، وحصل على دبلوم الدِّراساتِ المعمَّقة في الاقتصادِ مِن فرنسا سنة ١٣٨٨هـ الموافق 1968م.
تولَّى بعض المناصِبِ؛ أبرزها: مديرُ التخطيطِ، ثمَّ وزيرُ الدَّولةِ المكَلَّف بالاقتصادِ في حكومةِ الرئيسِ المختارِ ولد داداه، ثم عَمِلَ مُستشارًا للصندوق الكويتي للتنمية من ١٤٠٣هـ - ١٤٠٦هـ الموافق 1982م - 1985م. وفي عام ١٤٠٧هـ الموافق 1986م عَمِل وزيرًا للمياهِ والطَّاقةِ، ثمَّ وزيرًا للاقتصادِ والصَّيدِ البَحريِّ، دخل السِّجنَ بعد الانقلابِ الذي أطاح بحكومةِ ولد داداه عام ١٣٩٨هـ الموافق 1978م.
أصبح رئيسًا لموريتانيا عام ١٤٢٨هـ الموافق 2007م، وكان أوَّلَ رئيسٍ مَدَنيٍّ يحكُمُ البلادَ بالانتخابِ.
وبعْدَ مُضِيِّ عامٍ ونصف تقريبًا أُطيحَ بانقلابٍ عسكريٍّ قاده محمد ولد عبد العزيز، فاعتُقِلَ ثمَّ فُرِضَت عليه الإقامةُ الجَبريَّةُ، ثم تُوُصِّلَ إلى اتفاق في العاصمة السنغالية دكار، وسُمِحَ له بإعلانِ استقالتِه في 10 محرم 1431هـ الموافق 27 يونيو 2009.
توفي ليلةَ الاثنين عن عمر ناهز 82 عامًا في العاصمة نواكشوط، بعد أيَّامٍ من عودتِه من رحلةٍ عِلاجيَّةٍ إلى تركيا.

العام الهجري : 255 العام الميلادي : 868
تفاصيل الحدث:

كتب المعتزُّ لعلي بن الحسين بن شبل بولاية كرمان، وكتبَ إلى يعقوبَ بن الليث بولايتها أيضًا يلتمِسُ إغراءَ كُلِّ واحدٍ منهما بصاحبه؛ ليُسقِطَ مؤونةَ الهالكِ عنه، وينفرِدَ بالآخر، وكان كلُّ واحد منهما يُظهِرُ طاعةً لا حقيقةَ لها، والمعتز يعلم ذلك منهما. أرسل عليُّ بن الحسين طوقَ بن المغلس إلى كرمان، وسار يعقوبُ إليها فسَبَقه طوقٌ واستولى عليها وأقبل يعقوبُ حتى بقيَ بينه وبين كرمان مرحلةٌ، فأقام بها شهرينِ لا يتقَدَّمُ إلى طوق، ولا طوقٌ يخرج إليه، فلما طال ذلك عليه أظهَرَ الارتحال إلى سجستان، فارتحل مرحلتينِ، وبلغ طوقًا ارتحالُه فظَنَّ أنَّه قد بدا له في حربه، وترك كرمان، فوضع آلةَ الحربِ، وقعد للأكلِ والشُّرب والملاهي، وبلغ يعقوبُ إقبالَ طوقٍ على الشرب، فكرَّ راجعًا فطوى المرحلتينِ في يومٍ واحد، فلم يشعُرْ طوقٌ إلا بغبرةِ عَسكرِ يعقوب، فأحاط به وبأصحابه، فذهب أصحابُه يريدون المناهضةَ والدفعَ عن أنفُسِهم، فقال يعقوبُ لأصحابه: أفرِجوا للقَومِ، فمرُّوا هاربينَ، وخَلَّوا كلَّ ما لهم، وأسَر يعقوبُ طَوقًا، وكان علي بن الحسين قد سَيَّرَ مع طوقٍ في صناديقَ قيودًا ليقَيد بها من يأخُذُه من أصحابِ يعقوب، وفي صناديقَ أطوِقةٌ وأسورة ليعطيَها أهلَ البلاء من أصحابِ نفسِه، فلما غنِمَ يعقوب عسكَرَهم رأى ذلك، فقال: ما هذا يا طوقُ؟ فأخبره، فأخذ الأطوِقةَ والأسورة فأعطاها أصحابَه، وأخذ القيودَ والأغلال فقيَّدَ بها أصحابَ عليٍّ، ثم دخل كرمان وملكَها مع سجستان.

العام الهجري : 511 العام الميلادي : 1117
تفاصيل الحدث:

هو لؤلؤ الخادم مملوك رضوان، كان لؤلؤ يتولى قلعة حلب حسده مماليك سيده رضوان فقتلوه, وكان قد استولى على قلعة حلب وأعمالها بعد وفاة الملك رضوان، ووَلِيَ أعمالَ ولَدِه الأخرسِ ألب أرسلان، فلما مات الأخرس أقام لؤلؤ بعده في الملك سلطانشاه بن رضوان، وحكم في دولته أكثر من حكمه في دولة أخيه، فلما كانت هذه السنة سار لؤلؤ من حلب إلى قلعة جعبر ليجتمع بالأمير سالم بن مالك صاحبها، فلما كان عند قلعة نادر نزل يريق الماء، فقصده جماعة من أصحابه الأتراك، وصاحوا: أرنب، أرنب! وأوهموا أنهم يتصيدون، ورموه بالنشاب، فقُتِل، فلما هلك نهبوا خزانتَه، فخرج إليهم أهل حلب، فاستعادوا ما أخذوه ووَلِيَ أتابكية سلطانشاه بن رضوان شمس الخواص يارو قتاش، فبقي شهرًا وعزلوه، وولي بعده أبو المعالي بن الملحي الدمشقي، ثم عزلوه وصادروه، وقيل: كان سبب قتل لؤلؤ أنه أراد قتل سلطانشاه، كما قتل أخاه ألب أرسلان قبله، ففطن به أصحاب سلطانشاه فقتلوه، وقيل: كان قتله سنة عشر وخمسمائة، ثم إن أهل حلب خافوا من الفرنج، فسلَّموا البلد إلى نجم الدين إيلغازي، فلما تسلمه لم يجِدْ فيه مالًا ولا ذخيرة، فلما رأى إيلغازي خلو البلد من الأموال صادرَ جماعة من الخدم بمالٍ صانع به الفرنجَ، وهادنهم مدةً يسيرة تكون بمقدار مسيره إلى ماردين، وجمع العساكر والعود، لما تمت الهدنة سار إلى ماردين على هذا العزم واستخلف بحلب ابنه حسام الدين تمرتاش.

العام الهجري : 571 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ملك صلاح الدين إعزازَ رحل إلى حلب فنازلها منتصَفَ ذي الحجة وحَصَرَها، وبها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود ومَن معه من العساكِرِ، وقد قام العامَّةُ في حفظِ البَلَدِ القيامَ المَرضِيَّ، بحيث إنَّهم منعوا صلاح الدين من القُربِ مِن البلد، لأنَّه كان إذا تقدم للقتال خَسِرَ هو وأصحابُه، كَثُرَ الجراح فيهم والقَتلُ، كانوا يخرجُون ويقاتلونه خارج البلد، فترك القتالَ وأخلدَ للمطاولة، وانقَضَت سنة إحدى وسبعين، ودخلت سنة اثنتين وسبعين، وهو محاصِرٌ لها، ثم ترددت الرسُلُ بينهم في الصُّلحِ في العشرين من المحرم، فوقَعَت الإجابةُ إليه من الجانبين؛ لأن أهل حلب خافوا من طول الحصارِ؛ فإنَّهم ربمَّا ضَعُفوا، وصلاحُ الدين رأى أنه لا يقدِرُ على الدنوِّ مِن البلد، ولا على قتالِ مَن به، فأجاب أيضًا، وتقرَّرَت القاعدة في الصلحِ للجميع، للمَلِك الصالحِ، ولسيف الدين صاحِبِ الموصل، ولصاحِبِ الحصن، ولصاحِبِ ماردين، وتحالفوا واستقَرَّت القاعدة أن يكونوا كُلُّهم عونًا على الناكِثِ الغادر، فلمَّا انفصل الأمرُ وتمَّ الصلحُ، رحل صلاح الدين عن حلب، بعد أن أعاد قلعةَ إعزاز إلى الملك الصالح، وكان في شروط الصلح أن يُطلِقَ صَلاحُ الدين عزَّ الدين جورديك، وشمسَ الدين علي بن الداية، وأخويه سابق الدين، وبدر الدين. فسار أولادُ الداية إلى الملك الناصر، فأكرمهم، وأنعمَ عليهم. وأما جورديك، فأقام في خدمةِ الملك الصالح، وعَلِمَ الجماعةُ براءتَه ممَّا ظنوا به.

العام الهجري : 605 العام الميلادي : 1208
تفاصيل الحدث:

هو السلطان غياث الدين محمود بن السلطان الكبير غياث الدين محمد بن سام الغوري, صاحب غزنة والغور وفيروزكوه, وهو مِن كبار ملوك الإسلام، اتَّفق أن خوارزم شاه علاء الدين هزم الخطا مرات، ثم وقع في أسرِهم مع بعض أمرائه، فبقي خوارزم شاه يخدُم ذلك الأمير كأنَّه مملوكه، ثم قال الأميرُ للذي أسرهما: نفِّذْ غلمانك إلى أهلي ليفتَكُّوني بمال. فقال: فابعث معهم غلامَك هذا ليدُلَّهم، فبعثه ونجا علاء الدين بهذه الحيلة، وقَدِمَ، فإذا أخوه علي شاه نائبه على خراسان قد هم بالسلطنة، ففزع منه، فهرب خوارزم شاه إلى غياث الدين محمود، فبالغ في إكرامه. لما سلَّم خوارزم شاه هراة إلى خاله "أمير ملك" سنة 605، وسار إلى خوارزم، أمره أن يقصد غياث الدين محمود بن غياث، وأن يقبِضَ عليه وعلى أخيه علي شاه بن خوارزم شاه، ويأخذ فيروزكوه من غياث الدين، فسار أميرُ ملك إلى فيروزكوه، وبلغ ذلك إلى محمود، فأرسل يبذُلُ الطاعة ويطلُب الأمان، فأعطاه ذلك، فنزل إليه محمود، فقبض عليه أمير ملك، وعلى علي شاه أخي خوارزم شاه، فسألاه أن يحمِلَهما إلى خوارزم شاه ليرى فيهما رأيَه، فأرسل إلى خوارزم شاه يعرفه الخبَرَ، فأمره بقتلِهما، فقُتلا في يوم واحد معا بغيًا وعدوانًا، واستقامت خراسان كلها لخوارزم شاه، وغياث الدين محمود هو آخر ملوك الغورية، وقد كانت دولتُهم من أحسن الدول سيرةً، وأعدَلِها وأكثَرِها جهادًا.

العام الهجري : 658 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1260
تفاصيل الحدث:

بعد اغتيالِ سيف الدين قطز حار الأمراءُ فيما بينهم فيمن يوَلُّون المُلك، وصار كل واحد منهم يخشى غائلة ذلك، وأن يصيبه ما أصاب غيرَه سريعًا، فاتفقت كلمتُهم على أن بايعوا بيبرس البندقداري، ولم يكن هو مِن أكابِرِ المقَدَّمين، ولكن أرادوا أن يجرِّبوا فيه، ولقَّبَوه الملك الظاهِرَ، فجلس على سريرِ المملكة وحكمه، ودقت البشائِرُ وضُرِبَت الطبول والبوقات, وزعقت الشاووشية بين يديه، وكان يومًا مشهودًا ثم دخل مصرَ والعساكرُ في خدمته، فدخل قلعةَ الجبل وجلَسَ على كرسِيِّها، فحكَمَ وعدل، وقطع ووصل، وولَّى وعزل، وكان شهمًا شجاعًا, وكان أولًا لَقَّب نفسه بالملك القاهر، فقال له الوزير: إن هذا اللَّقَب لا يُفلِحُ من يلَقَّب به، تلقَّبَ به القاهرَ بن المعتمد فلم تطل أيامه حتى خُلِعَ وسُمِلَت عيناه، ولقب به القاهِرُ صاحب الموصل فسُمَّ فمات، فعدل عنه حينئذ إلى الملك الظاهر، ثم شرع في مَسكِ من يرى في نفسه رئاسةً مِن أكابر الأمراء حتى مهَّد المُلكَ لنَفسِه، ويُذكَرُ أن مولد بيبرس كان بصحراء القِبجاق, والقبجاق قبيلة عظيمة في الترك، وهو بكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف، أما بيبرس بسكون الياء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة التركية: أمير فهد. أُخذ بيبرس من بلادِه وبِيعَ بدمشق للعِمادِ الصائغ، ثم اشتراه الأميرُ علاء الدين أيدكين الصالحي البندقداري وبه سمي البندقداري، ثم صادره منه المَلِكُ الصالح نجم الدين الأيوبي ثم أعتَقَه وجعله من جملةِ مماليكِه، وقَدَّمَه على طائفة الجمدارية-  الجمدار حامِلُ ملابس السلطانِ- لِما رأى من فِطنتِه وذكائِه.

العام الهجري : 686 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1287
تفاصيل الحدث:

توجَّه الأميرُ حُسام الدين طرنطاي نائبُ السُّلطة على عسكرٍ كثيرٍ لقتالِ الأمير شمسِ الدين سنقر الأشقر بصهيون، وسَبَبُ ذلك أنَّ السُّلطانَ لَمَّا نازَل المرقب وهي بالقربِ من صهيون، لم يحضُرْ إليه سنقر الأشقر، وبعث إليه ابنَه ناصرَ الدين صمغار، فأسَرَّها السلطانُ في نفسِه، ولم يمكِّنْ صمغار من العودِ إلى أبيه وحَمَله معه إلى مصر، واستمَرَّ الحالُ على ذلك حتى هذه السنة، فسار طرنطاي ونازل صهيونَ حتى بعث الأشقر يطلُبُ الأمانَ فأمَّنَه، ونزل سنقر إليه ليسَلِّمَ الحصن، فخرج طرنطاي إلى لقائِه ماشيًا، فنزل سنقر عندما رآه وتعانقا، وسار سنقر إلى مخيم طرنطاي، وقد خلع طرنطاي قباءَه وفَرَشه على الأرض ليمشيَ عليه سنقر، فرفع سنقر القباءَ عن الأرض وقَبَّله ثمَّ لَبِسَه، فأعظم طرنطاي ذلك من فِعلِ سنقر، وشَقَّ عليه وخَجِلَ، وأخذ يعامل سنقر من الخدمة بأتمِّ ما يكون، وتسَلَّمَ طرنطاي حصن صهيون، ورتَّبَ فيه نائبًا وواليًا وأقام به رجالًا، بعد ما أنفق في تلك المدَّة أربعَمائة ألف درهم في العسكر الذي معه، فعتب عليه السلطانُ، ثم سار طرنطاي إلى مصر ومعه سنقر الأشقر حتى قَرُب من القاهرة، فنزل السلطان من قلعة الجبل، وهو وابنُه الملك الصالح علي، وابنُه الملك الأشرف خليل، وأولاد الملك الظاهر، في جميعِ العساكر إلى لقاءِ سنقر الأشقر، وعاد به إلى القلعةِ، وبعث إليه الخِلَع والثيابَ وحوائِصَ الذَّهَب والتُّحَف والخيولَ، وأنعم عليه بإمرةِ مائة فارس وقَدَّمَه على ألف، فلازم سنقر الخِدمةَ مع الأمراءِ إلى سابع عِشْرِي شهر رجب، وخرج السلطان من قلعة الجبل سائرًا إلى الشام، فأقام بتل العجول ظاهِرَ غَزَّة.

العام الهجري : 720 العام الميلادي : 1320
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ المجدُ السلامي على البريدِ مِن عند الملك أبي سعيد بن خربندا في طلب الصُّلحِ، فخرج القاضي كريم الدين الكبير إلى لقائه، وصَعِدَ به إلى القلعة، فأخبر المجد السلامي برغبةِ جوبان وأعيان دولة أبي سعيد في الصلحِ، وأنَّ الهديَّةَ تَصِلُ مع الرسل، فكَتَب إلى نائبي حلب ودمشق بتلقِّي الرسُلِ وإكرامِهم، فقدم البريدُ بأن سليمان بن مهنا عارض الرُّسُل، وأخذ جميعَ ما معهم من الهَديَّة، وقد خرج عن الطاعةِ لإخراجِ أبيه مهنَّا من البلاد وإقامةِ غيرِه في إمرة العرب، ثمَّ قَدِمَت الرسل بعد ذلك بالكُتُب، وفيها طلب الصلحِ بشُروطٍ: منها ألا تدخُلَ الفداوية إليهم، وأنَّ مَن حضر من مصر إليهم لا يُطلَبُ، ومن حضر منهم إلى مصرَ لا يعود إليهم إلَّا برضاه، وألَّا يُبعَث إليهم بغارة من عَرَب ولا تُركمان، وأن تكون الطريقُ بين المملكتين مفتوحةً تسير تجارُ كُلِّ مملكة إلى الأخرى، وأن يسيرَ الركبُ من العراق إلى الحجاز في كلِّ عامٍ بمَحمَلٍ ومعه سنجق فيه اسمُ صاحِبِ مِصرَ مع سنجق أبي سعيد ليتجَمَّلَ بالسنجق السلطانيِّ، وألا يُطلَب الأميرُ قراسنقر، فجمع السلطانُ الأمراءَ واستشارهم في ذلك بعدما قرأ عليهم الكتاب، فاتفق الرأي على إمضاءِ الصلحِ بهذه الشروط، وجُهِّزَت الهدايا لأبي سعيدٍ, وفيها خِلعةٌ أطلس باولي زركش، وقباءٌ تتَرِيٌّ وقرقلات وغير ذلك، ممَّا بلغت قيمته أربعين ألف دينار، وأعيد الرسُلُ بالجوابِ، وفيه ألَّا يُمكَّنَ عَرَبُ آل عيسى من الدخول إلى العراق، فإنَّ العَسكَرَ واصِلٌ لقتالهم، وسافر السلامي على البريد يُبَشِّرُ بعود الرسُلِ بالهَديَّة.

العام الهجري : 1316 العام الميلادي : 1898
تفاصيل الحدث:

كان السُّلطانُ عبد الحميد الثاني قد أعلن الدستورَ سنة 1876م لكنه بعد سنتين عَلَّق الدستور وعطَّل البرلمانَ العثماني لَمَّا رأى أنَّ أكثَرَ الموالين للدستور من المفتونيين بأوربا وسياستِها وعلى صلةٍ بالساسة الأوربيين، ويعادون القانونَ الإسلاميَّ، ويطلقون على أنفُسِهم اسمَ الدستوريين، فانطلقوا يعملون على نشرِ أفكارِهم وبدؤوا بتأسيسِ الجَمعيَّاتِ السرِّية التي كان من أشهَرِها وأولها جمعية الاتحاد والترقي، التي تأسَّست في باريس هذا العام، وجمعية الحرية، في سلانيك في 1323هـ ثم اندمجتا معًا ولم يقتَصِرِ الأمرُ على المدنيين، بل إنَّ العسكريين أيضًا كانوا ينضَمُّون لهذه الجمعيَّات، وكانت أقدم الجمعيَّات هي الجمعيَّاتِ الشعبيَّة العثمانية التي تأسَّست منذ عام 1282هـ، وكانت علنيَّة غيرَ سرية، أمَّا التنظيماتُ العسكرية فكان تنظيمُ نيازي بك، ورائف بك، وحسين بك، وصلاح الدين بك، وكانت الحكومةُ مهتمَّةً في ذلك الوقت بالحَدِّ من خطَرِ مخطَّطاتِ اليهود سواءٌ كانوا من الدونمة، أو من الماسونية، أو من الخارج، الذين يدعمون هذه الجمعيَّات السريَّة، وكانت المعارَضةُ في الداخل من الأحرارِ العثمانيين الذين يريدون السيرَ على المنهجِ الأوربي لا المنهجِ الإسلاميِّ مفتونين بالحضارة الأوربية، ويظنون أنَّ طريقَها يكون بالتخلِّي عن الإسلامِ، ومن طرفٍ آخَرَ كانت المعارَضاتُ من القوميين غيرِ الأتراك الذين بدؤوا بالظهورِ وتكوين الجمعيات أيضًا الخاصة بهم، التي نشأت كرَدِّ فعل على القوميين الأتراك الذين بدؤوا ينشُرون ويعملون على جَعلِ الدولة العثمانية دولةً تركيةً بحتةً لا دَخْلَ للعرب فيها، مثل: جمعية تركيا الفتاة، وجمعية الوطن والحرية، التي كان منها مصطفى كمال أتاتورك، ثمَّ بدأت الثوراتُ تُظهِرُ الرغبةَ في خلعِ السلطانِ عبد الحميد.

العام الهجري : 1334 العام الميلادي : 1915
تفاصيل الحدث:

رأى السنوسيون في برقةَ مؤازرةَ الدولة العثمانية استجابةً لدواعي الجهاد الديني والتضامن الإسلامي، وذلك بالهجوم على القوات البريطانية في مصر، وكان كلٌّ من العثمانيين والإنجليز يحاولون كسبَ السيد أحمد الشريف السنوسي لصَفِّه، ولكن رغم ما قدَّمه هنري مكماهون للسنوسي من أجل كسبِه إلى طرفه إلَّا أنه آثر البقاءَ مع العثمانيين، فقام بمهاجمة الحدود المصرية الغربية، وتوغَّل داخِلَ الأراضي المصرية، ونازل القوات البريطانية المنتشِرة في المنطقة وبنفس الوقت كان العثمانيون يحاولونَ التوغل على الحدود الشرقية، واستطاع السنوسي مع عددٍ مِن المقاتلين قرابة الخمسة آلاف من القوات النظامية وبعض القوَّات التركية أن يستولوا على مدينة السلُّوم وسيدي براني بمصر، وتوغلوا حتى وصلوا زاوية أم الوخم غربي مرسى مطروح، واعتصم البريطانيون في المرسى واتخذوه مقرًّا لقيادتهم، وانضمَّ بعضُ الضباط المصريين إلى السنوسيين في هذا القتال، وانتشرت الثورة من قِبَل هؤلاء الضباط؛ مما فاجأ البريطانيين، ودارت المعارك العنيفة بين السنوسيين والبريطانيين من طرَفٍ، وبين المصريين ومعهم السودانيين من جهة أخرى على البريطانيين، حتى لقي البريطانيون الهزيمةَ في وقعة وادي ماجد، وكانت الحرب سِجالًا؛ فقد هُزم السنوسيون في وقعة بير تونس، ومما حقَّقته الحملة السنوسية أنها احتجزت قوات بريطانية كبيرة على الحدود الغربية لمصر وفي صحراء مصر في وقت كانت تحتاجُهم فيه بريطانيا في أماكن أخرى، ولكِنَّ المجاهدين لم يكن لهم من الإمدادات ما يؤهِّلُهم للبقاء طويلًا في القتال فبدأ انسحابهم تدريجيًّا، وانسحب السنوسيون إلى الجفرة، ثم تحولوا إلى مقاتلة الإيطاليين.

العام الهجري : 1375 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1956
تفاصيل الحدث:

كانت السودانُ مرتبطةً بمصر وتعَدُّ جزءًا منها؛ فحاكمُهما واحد، وسلطانهما واحد، فهي تابعة إداريًّا لمصر، ولكِنَّ هذا الارتباط كان يشكِّلُ أحيانًا عقبة أمام المصريين في مباحثاتهم مع الإنجليز بشأنِ الجلاء عن مصر، لذلك رأى الضباطُ الأحرار قادةُ انقلاب 23 يوليو 1952م / 1371هـ في مصر أنَّ علاج مشكلة السودان كفيلٌ بحَلِّ مشكلة الجلاء عن مصر، فقامت الحكومةُ المصرية بتقديم مذكِّرة للحكومة البريطانية بشأن الحُكمِ الذاتي للسودان وحقِّ تقرير مصيره، وتضَمَّنت بنودًا يتحصل من ورائها السودان على الحكم الذاتي، ثم أصدر القانون العام التفصيلي للحكم الذاتي الكامل في السودان، وأبلغت حكومة السودان دولتي الحكم الثنائي بقرار الجمعية التأسيسية بالرغبة في مزاولة حَقِّ تقرير المصير، وقبلت الدولتان مصر وإنجلترا قرارَ اللجنة، وفي 24 ربيع الأول 1375هـ / 9 نوفمبر 1955م جلت قوات الدولتين المصرية والإنجليزية عن الأراضي السودانية نهائيًّا، وتركت الحكومة المصرية جميعَ الأسلحة الثقيلة الخاصة بها إلى السودان، وفي 5 جمادى الأولى / 19 ديسمبر أصدر مجلِسُ النواب السوداني قرارًا يقضي بأن يُعَدَّ جلاء الجيوش عن أرضه استقلالًا له، فلا حاجة إلى إجراء استفتاء لاختيار نوع الحكم، وأعلنت الحكومة السودانية قيامَ الجمهورية السودانية رسميًّا في 1 يناير 1956، وقد أصبح السودان عضوًا في جامعة الدول العربية في 19 يناير، وفي الأمم المتحدة في 12 نوفمبر من نفس العام. وأبلغت مصر وبريطانيا بذلك ودعت الحكومة السودانية لانتخاب جمعية تأسيسية لتضع الدستورَ النهائيَّ للسودان.

العام الهجري : 1390 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

كانت سَلْطنة عُمانَ من بيْن أوائل الدُّول التي نالَت استقلالَها في المنطقةِ. بعدَ أنْ أنهى السُّلطان قابوس دِراساتِه العسكريةَ في لَنْدن وقِيامِه بجولةٍ حولَ العالم، تمَّ استدعاؤه إلى الوطَنِ، ووُضِعَ قابوس في عُزْلة في قصْر صلالةَ؛ بسَبب تَعارُض أفكارِه التقدُّميةِ العالمية مع مُيول والِدِه في الإبقاءِ على محافظةِ وانعزاليةِ عُمان. وبدَعْمٍ مِن البريطانيين والصَّفوة السياسية في عُمان استولَى السُّلطان قابوس (البالغ مِن العُمر 30 عامًا) على الحكْمِ إثرَ انقلابٍ نفَّذه ضِدَّ أبيه سعيدِ بن تَيمور، ثم نَفى والدَه إلى لَندن؛ حيث مات هناك عام 1972م، وما إنْ تَسلَّم السُّلطانُ قابوس السُّلطةَ في يوليو 1970م حتى حصَل على اعترافٍ عالميٍّ كامل يَمنَحُه الاستقلالَ التامَّ عن بِريطانيا. وتمَّ تَغييرُ اسمِ الدَّولة من "سَلْطنة مسْقطَ وعُمان" إلى "سَلْطنة عُمان"، وبالإضافةِ إلى دَور قابوس كسُلْطانٍ يَشغَلُ قابوس مناصبَ رئيسِ الوزراء، ووزيرِ الخارجية، ووزيرِ الماليَّة، ووزيرِ الدِّفاع. جاء آل بوسعيد إلى حُكْمِ عُمان عام 1154هـ / 1741م، وما زالوا يَحكُمون إلى الآن، ويعودُ تاريخُ بوسعيد إلى أحمدَ بنِ سعيد الذي عُيِّن مُستشارًا لسيف بنِ سُلطان، آخِر مَن حكَمَ عُمان مِن اليعاربةِ، فلمَّا رأى اضطرابَ الأمورِ في البلادِ، وضَعْفَ الحاكمِ سيفِ بن سُلطان، وتفتُّتَ البلاد في عهْدِه؛ عمِلَ على تَوحيد الصُّفوف، وقضى على القواتِ الفارسيةِ الموجودةِ بالبلاد، وعلى إثْر ذلك بُويِعَ إمامًا للبلادِ، وتوالى الأئمةُ مِن آل بوسعيد حتى آل الأمْرُ للسُّلطان قابوس بنِ سعيد.