الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 361 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 972
تفاصيل الحدث:

سار المعِزُّ الفاطميُّ من إفريقيَّة يريدُ الدِّيارَ المصريَّة، وكان أوَّل مسيرِه أواخِرَ شوَّال سنة 361 وكان أوَّل رحيله من المنصوريَّة، فأقام بسردانيَّة، وهي قريةٌ قريبةٌ مِن القيروان، ولحقه بها رجالُه وعُمَّالُه، وأهلُ بيته وجميعُ ما كان له في قَصرِه مِن أموال وأمتعةٍ وغير ذلك، وسار عنها واستعملَ على بلاد إفريقيَّةَ يوسُفَ بلكين بن زيري، وجعل على صقليَّةَ حسَن بنَ علي بن أبي الحُسَين، وجعل على طرابلس عبدَ الله بن يخلف الكتاميَّ، وجعل على جباية أموالِ إفريقيَّة زيادةَ الله بن القديم، وعلى الخراجِ عبد الجبَّار الخُراساني، وحُسَين بن خلف الموصدي، وأمَرَهم بالانقيادِ ليُوسُف بن زيري، فأقام بسردانيَّة أربعة أشهر حتى فرغ من جميعِ ما يريد، ثم رحل عنها، ومعه يوسُفُ بلكين وهو يوصيه بما يفعَلُه، ثم سار المعِزُّ حتى وصل إلى الإسكندريَّة أواخر شعبان من سنة 362، وأتاه أهلُ مِصرَ وأعيانُها، فلَقِيَهم وأكرَمَهم وأحسن إليهم، وسار فدخل القاهرةَ خامس شهر رمضان سنة 362، وأنزل عساكِرَه مصرَ والقاهرةَ في الديار، وبقي كثيرٌ منهم في الخِيامِ.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

بَعثَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رسولَه عبدَ الله بنَ جَحشٍ الأسَديَّ إلى نَخلةَ في رَجبٍ على رأسِ سَبعةَ عَشَرَ شَهرًا من الهِجرةِ في اثنَيْ عَشَرَ رَجلًا من المُهاجِرين، كلُّ اثنَينِ يَعتَقِبان على بَعيرٍ، فوَصَلوا إلى بَطنِ نَخلةَ يَرصُدون عيرًا لقُريشٍ، وفي هذه السَّريَّةِ سُمِّيَ عبدُ الله بنُ جَحشٍ أميرَ المؤمنين، وكان رسولُ الله كَتَب له كِتابًا، وأمرَه ألَّا يَنظُرَ فيه حتى يَسيرَ يَومَين ثم يَنظُرَ فيه، ولمَّا فَتَح الكِتابَ وَجَد فيه: "إذا نَظَرْتَ في كِتابي هذا، فامْضِ حتى تَنزِلَ نَخلةَ بينَ مكَّةَ والطَّائِفِ فتَرصُدَ بها قُريشًا، وتَعلَمَ لنا من أخبارِهِم"، فقال: سَمعًا وطاعةً، وأخبَرَ أصحابَه بذلك، وبأنَّه لا يَستَكرِهُهم، فمَن أحبَّ الشَّهادةَ فليَنهَض، ومَن كَرِهَ الموتَ فليَرجِع، وأمَّا أنا فناهِضٌ. فمَضَوا كلُّهم.
فلمَّا كان في أثناء الطَّريقِ أضلَّ سعدُ بن أبي وقَّاصٍ وعُتبةُ بن غَزوانَ بعيرًا لهما كانا يَعتَقِبانِه، فتَخَلَّفا في طَلَبِه، وبَعُدَ عبدُ الله بنُ جَحشٍ حتَّى نزل بنخلةَ، فمَرَّت به عيرٌ لقُرَيشٍ تَحمِلُ زَبيبًا وأُدمًا وتجارةً فيها عَمرُو بنُ الحَضرَميِّ، وعُثمانُ ونَوفَلُ بنُ عبدِ الله بن المُغيرةَ، والحَكَمُ بنُ كَيسانَ مَولَى بني المُغيرةِ فتَشاوَرَ المسلمون، وقالوا: نحنُ في آخِرِ يَومٍ من رَجَبٍ الشَّهرِ الحَرامِ، فإنْ قاتلناهم، انتَهَكْنا الشَّهرَ الحرامَ، وإن تَرَكناهمُ اللَّيلةَ دَخَلوا الحرمَ، ثمَّ أجمَعوا على مُلاقاتِهم فرَمَى أحدُهم عمرَو بنَ الحَضرَميِّ فقَتَلَه، وأسَروا عُثمانَ والحَكَمَ، وأفلتَ نَوفَلٌ، ثم قَدِموا بالعيرِ والأسيرَينِ، وقد عَزَلوا من ذلك الخُمُسَ، وهو أوَّلُ خُمُسٍ كان في الإسلامِ، وأوَّلُ قتيلٍ في الإسلامِ وأوَّلُ أسيرَينِ في الإسلامِ، وأنكرَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليهم ما فعلوه، واشتَدَّ تَعنُّتُ قُريشٍ وإنكارُهم ذلك، وزَعَموا أنَّهم قد وَجَدوا مَقالًا، فقَالوا: قد أحلَّ مُحمَّدٌ الشَّهرَ الحرامَ، واشتدَّ على المسلمين ذلك، حتى أنزلَ اللهُ تعالى: {يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فيهِ قُلْ قِتَالٌ فيهِ كَبيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإخْرَاجُ أهْلِهِ مِنْهُ أكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنةُ أكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217].

العام الهجري : 524 العام الميلادي : 1129
تفاصيل الحدث:

أبو عبد الله محمد بن عبدالله بن تومرت المصمودي، الهرغي، الخارج بالمغرب. لقَّبه أتباعه بالمهدي، وهو زعيم الموحِّدين ومؤسس دولتهم، قال الذهبي عنه: "المدعي أنه علوي حَسَني، وأنه الإمام المعصوم المهدي، محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن صفوان بن جابر بن يحيى بن رباح بن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب. رحل من السوس الأقصى شابًّا إلى المشرق، فحجَّ وتفقَّه، وحصَّل أطرافًا من العلم، وكان أمَّارًا بالمعروف نهَّاءً عن المنكر، قويَّ النفس، زعرًا شُجاعًا، مَهيبًا قوالًا بالحق، عمَّالًا على المُلك، غاويًا في الرياسة والظهور، ذا هيبة ووقار، وجلالة ومعاملة وتألُّه، انتفع به خلق، واهتدوا في الجملة، وملكوا المدائن، وقهروا الملوك. أخذ عن: الكيا الهراسي، وأبي حامد الغزالي، وأبي بكر الطرطوشي، وجاور سنةً. وكان لهِجًا بعلم الكلام، خائضًا في مزالِّ الأقدام، ألَّف عقيدة لقَّبها (بالمرشدة) فيها توحيد وخير بانحراف، فحمل عليها أتباعه، وسمَّاهم الموحِّدين، ونبز مَن خالف (المرشدة) بالتجسيم، وأباح دمه -نعوذ بالله من الغي والهوى- وكان خَشِن العيشِ فقيرًا، قانعا باليسير، مقتصرًا على زي الفقر، لا لذة له في مأكل ولا منكح،ولا مال، ولا في شيءٍ غير رياسة الأمر، حتى لقي الله تعالى. لكنه دخل -والله- في الدماء لنيل الرياسة المُرْدِية. وكان غرامُه في إزالة المنكر والصدع بالحق، وكان يتبسَّم إلى من لقيه. وله فصاحةٌ في العربية والبربرية، وكان يُؤذى ويُضرَب ويَصبِر، فقَدِمَ المهدية وعليها يحيى بن باديس، فنزل بمسجد مُعلَّق، فمتى رأى منكرًا أو خمرًا كسَّر وبدَّد، فالتفَّ عليه جماعة، واشتغلوا عليه، فطلبه ابنُ باديس، فلما رأى حاله وسمع كلامه، سأله الدعاء، فقال: أصلحك اللهُ لرعيتك. وسار إلى بجاية، فبقي ينكر كعادته، فنُفي، فذهب إلى قرية ملالة، فوقع بها بعبد المؤمن وكان أمرد عاقلًا، فقال: يا شابُّ، ما اسمك؟ قال: عبد المؤمن. قال: الله أكبر، أنت طلبتي، فأين مقصدك؟ قال: طلب العلم. قال: قد وجدتَ العِلمَ والشرف، اصحَبْني. ونظر في حِليتِه، فوافقت ما عنده, وكان في صحبته الفقيه عبد الله الونشريسي، وكان جميلًا نحويًّا، فاتفقا على أن يُخفيَ عِلمَه وفصاحته، ويتظاهرَ بالجَهلِ واللَّكنِ مدةً، ثم يجعَلَ إظهار نفسه معجزةً، ففعل ذلك، ثم عمد إلى ستة من أجلاد أتباعه، وسار بهم إلى مراكش، وهي لابن تاشفين، فأخذوا في الإنكار، فخوَّفوا المَلِك منهم، لكنه لم يسمع منهم لما رأى فيه الديانة", حدثت بينه وبين المرابطين معارك، وكان على مقربة من مراكش، وقد مرض ابن تومرت بعد هذه الوقعة وتوفي في مدينة تينملل من بلاد السوس، وكان مرشحه للخلافة بعده عبد المؤمن.

العام الهجري : 540 العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أراد السُّلطانُ مسعود الرَّحيلَ مِن بغداد، أشار عليه الأميرُ المهلهل أن يَحبِسَ عليَّ بن دبيس بقلعةِ تكريت، فعَلِمَ ذلك، فهَرَب في جماعةٍ يَسيرةٍ نحو خمسة عشر، فمضى إلى الأزيز، وجمَعَ بني أسدٍ وغَيرَهم، وسار إلى الحلَّةِ وبها أخوه مُحمَّد بن دبيس، فقاتَلَه، فانهزَمَ مُحمَّد، ومَلَك عليٌّ الحلَّةَ، واستهان السُّلطانُ أمْرَه أوَّلًا، فاستفحل وضَمَّ إليه جَمعًا مِن غِلمانِه وغِلمانِ أبيه وأهلِ بيتِه وعساكِرِهم، وكَثُرَ جَمعُهم، فسار إليه مهلهل فيمن معه في بغداد من العسكَرِ، وضَرَبوا معه مصافًا، فكسَرَهم وعادوا مُنهَزِمينَ إلى بغداد وكان أهلُ الحلَّةِ يتعَصَّبونَ لعليِّ بنِ دبيس، وكانوا يَصيحون إذا رَكِبَ مُهلهَل وبعضُ أصحابه: يا عليُّ، كله. وكثر ذلك منهم بحيث امتنع مهلهل مِنَ الرُّكوبِ، ومَدَّ عليٌّ يَدَه في أقطاعِ الأُمَراءِ بالحلة، وتصَرَّف فيها، وصار شحنة بغداد ومَن فيها على وجَلٍ منه، وجمَعَ الخليفةُ جَماعةً وجَعَلَهم على السُّورِ لحِفظِه، وراسَل عليًّا، فأعاد الجوابَ بأنَّني العبدُ المطيعُ مهما رُسِمَ لي فعَلْتُ؛ فسكن النَّاسُ، ووصَلَت الأخبارُ بعد ذلك أنَّ السُّلطانَ مَسعودًا تفَرَّقَ خُصومُه عنه، فازداد سُكونُ النَّاسِ.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةَ غالبِ بنِ عبدِ الله اللَّيثيِّ، إلى بني عُوَالٍ وبني عبدِ بنِ ثَعلبةَ بالمَيْفَعَةِ، وقِيلَ إلى الحُرَقَاتِ مِن جُهَيْنَةَ في مائةٍ وثلاثين رجلًا؛ فهجَموا عليهم جميعًا، وقتَلوا مَن أَشرفَ لهم، واسْتاقوا نَعَمًا وشَاءً، وفي هذه السَّرِيَّةِ قَتَلَ أُسامةُ بنُ زيدٍ نَهِيكَ بن مِرْدَاسٍ بعدَ أن قال: لا إلَه إلَّا الله. فلمَّا قَدِموا وأُخْبِرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، كَبُرَ عليه وقال: (أَقَتلتَهُ بعدَ ما قال: لا إلَه إلَّا الله؟!). فقال: إنَّما قالها مُتَعَوِّذًا قال: (فَهَلَّا شَققتَ عن قَلبِه فتَعلمُ أَصادِقٌ هو أم كاذبٌ؟).

العام الهجري : 101 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 720
تفاصيل الحدث:


هو عُمَر بن عبدِ العزيز بن مَرْوان بن الحَكَم بن العاص بن أُمَيَّة بن عبدِ شَمس القُرشِي الأُمَوي، أَميرُ المؤمنين، أُمُّهُ أُمُّ عاصِم لَيْلَى بِنتُ عاصِم بن عُمَر بن الخَطَّاب، ويُقال له: أَشَجُّ بَنِي مَرْوان. وكان يُقال: الأَشَجُّ والنَّاقِصُ أَعْدَلا بَنِي مَرْوان. فهذا هو الأَشَجُّ، بُويِعَ له بالخِلافَة بعدَ ابنِ عَمِّه سُليمان بن عبدِ الملك عن عَهْدٍ منه له بذلك. ويُقال: كان مَولِدُه في سَنَة إحدى وسِتِّين. دَخَل عُمَرُ بن عبدِ العزيز إلى إصْطَبْل أَبيهِ وهو غُلامٌ، فضَرَبَهُ فَرَسٌ فشَجَّهُ، فجَعَل أَبوهُ يَمسَح عنه الدَّمَ، ويقول: إن كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّة إنَّك إذًا لَسَعيد. أوَّل ما اسْتُبِينَ مِن عُمَر بن عبدِ العَزيز حِرْصُه على العِلْمِ ورَغْبَتُه في الأَدَبِ -أنَّ أباه وَلِيَ مِصرَ وهو حَديثُ السِّنِّ، يُشَكُّ في بُلوغِه، فأَرادَ إخْراجَه معه، فقال: يا أَبَه، أَوَ غَيْر ذلك لَعلَّه يكون أَنفَع لي ولك؟ تُرَحِّلُنِي إلى المَدينَة فأَقْعُد إلى فُقَهاء أَهلِها وأَتَأَدَّب بآدابِهم. فوَجَّهَه إلى المَدينَة، فقَعَد مع مَشايِخ قُريش، وتَجَنَّبَ شَبابَهم، وما زال ذلك دَأْبُه حتَّى اشْتَهَر ذِكْرُه، فلمَّا مات أَبوهُ أَخَذه عَمُّهُ أَميرُ المؤمنين عبدُ الملك بن مَرْوان فخَلطَه بِوَلدِه، وقَدَّمَه على كَثيرٍ منهم، وزَوَّجَه بابْنَتِه فاطِمَة. وَلَّاه الوَليدُ وِلايةَ المَدينَة، ثمَّ جَعلَه على الحِجاز مِن 86 – 93هـ، ثمَّ بُويِعَ بالخِلافَة بعدَ سُليمان بِوَصِيَّةٍ منه له, انْتَشَر في عَهدِه العَدلُ والمُساواةُ، ورَدُّ المَظالِم التي كان أَسلافُه مِن بَنِي أُمَيَّة قد ارْتَكَبوها، وعَزْلُ جَميعِ الوُلاة الظَّالِمين ومُعاقَبتُهم، كما أعاد العَمَل بالشُّورَى، كما اهْتَمَّ بالعُلومِ الشَّرعِيَّة، وأَمَر بِتَدوين الحَديثِ النَّبَوِيِّ. اسْتَمَرَّت خِلافَتُه سَنتينِ وخَمسة أَشهُر وأربعة أَيَّام سار فيها بسيرة الخلفاء الراشدين, تُوفِّي عُمَرُ عن تِسعٍ وثَلاثين، وقِيلَ أَربعين سَنَة، وكان سَبَبُ وَفاتِه أنَّه سُقِيَ السُّمَّ، وذلك أنَّ بَنِي أُمَيَّة قد تَبَرَّموا وضاقوا ذَرْعًا مِن سِياسَة عُمَر التي قامَت على العَدْل، وحَرَمَتْهُم مِن مَلَذَّاتِهم وتَمَتُّعِهم بِمِيزات لا يَنالها غَيرُهم، ورَدّ المَظالِم التي كانت في أَيديهِم، وحالَ بينهم وبين ما يَشتَهون، فكاد له بَعضُ بَنِي أُمَيَّة بِوَضْعِ السُّمِّ في شَرابِه، فوَضَع مَوْلًى له سُمًّا في شَرابِه، وأُعْطِيَ على ذلك أَلفَ دِينارٍ، فأُخْبِرَ أنَّه مَسموم، فقال: لقد عَلِمتُ يومَ سُقِيتُ السُّمَّ. ثمَّ اسْتَدعَى مَولاهُ الذي سَقاهُ، فقال له وَيْحَك، ما حَمَلَك على ما صَنعتَ؟ فقال: ألفُ دِينارٍ أُعْطِيتُها. فقال: هاتِها. فأَحْضَرها فوَضَعها في بَيتِ المالِ، ثمَّ قال له: اذْهَب حيث لا يَراك أَحَدٌ فَتَهْلَك.

العام الهجري : 719 العام الميلادي : 1319
تفاصيل الحدث:

كانت وقعةٌ عظيمةٌ بين التتار بسَبَبِ أنَّ مَلِكَهم أبا سعيد بن خربندا كان قد ضاق ذرعًا بنائبه الأمير جوبان وعجَزَ عن مَسكِه، فانتدب له جماعةً من الأمراء عن أمرِه، منهم أبو يحيى خال أبيه، ودقماق وقرشي وغيرُهم من أكابر الدولة، وأرادوا كبسَ جوبان فهرب وجاء إلى السلطانِ الناصر محمد بن قلاوون, فأنهى إليه ما كان منهم، وفي صُحبتِه الوزير علي شاه، ولم يزل بالسلطانِ حتى رضي عن جوبان وأمَدَّه بجيشٍ كثيف، ورَكِبَ السلطان معه أيضًا والتقوا مع أولئك فكسروهم وأسروهم، وتحَكَّم فيهم جوبان فقَتَل منهم إلى آخِرِ هذه السنة نحوًا من أربعين أميرًا.

العام الهجري : 736 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1336
تفاصيل الحدث:

بعد وفاةِ أبي سعيد بن خربندا مَلِك التتار قام بَعدَه أربا كاؤن بن صوصا بن سنجقان بن ملكتمر بن أريغبغا أخي هولاكو بمساعدة الوزير غياث الدين بن رشيد الدين, فلم يوافِقْه علي بادشاه حاكِمُ بغداد في الباطن، واستمال أولادَ سونتاي فلم يوافِقوه، فجمع علي بادشاه المغولَ عليه، وكتب إلى السلطانِ الناصر يَعِدُه بأنه يسَلِّمُ له بغداد ويكونُ نائبًا عنه بها، وسأله في إعانتِه بنجدة على أولاد سونتا تكون مقيمةً على الفرات، ففَرِحَ السلطان بذلك وأجابه بالشُّكرِ، وبعث إليه خمسةَ قواقل وخمسة سيوف، فقَوِيَ عزم علي بادشاه، وركِبَ إلى أولاد سونتاي، فاجتمعوا على الشيخ حسن بن أقبغا أيلخان سِبطِ أرغون بن أبغا بن هولاكو المعروف بالشيخ حَسَن بك الكبير النوين- بالأردو، وعرَّفوه انتماء علي بادشاه لصاحِبِ مِصرَ ونُصرتِه له، فكتب الشيخ حسن الكبير إلى السلطان يرَغِّبُه في نصرته على علي بادشاه، ويمُتُّ إليه بقرابتِه مِن أمِّه، فمطل بالجوابِ رجاءَ حُضورِ خَبَرِ علي بادشاه، فقَدِمَ الخبر بأن علي بادشاه لَمَّا ركب لحرب أولاد سونتاي بلغه اجتماعُهم والشيخ حسن مع عِدَّة من الأمراء، وأنَّ أربا كاؤن هرب لتفَلُّلِ أصحابه عنه، وأشِيعَ عنه أنه قُتِلَ، وقَوِيَ علي بادشاه بمن انضَمَّ إليه من المغول، فسار أولادُ سونتاي والشيخ حسن إلى جهة الروم، وانفرد علي بادشاه بالحُكمِ في الأردو، وأقام موسى بن علي بن بيدو بن طرغاي بن هولاكو على تخت الملك.

العام الهجري : 356 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 967
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ مُعِزُّ الدولة أبو الحسين, أحمدُ بنُ بُوَيه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهي الديلمي الفارسي الشيعي, كان أبوه سمَّاكًا, وهو ربَّما احتطب. تملَّك العراق نيفًا وعشرين سنة بلا كُلفةٍ، ودانت له الأُمَم, ولَمَّا تغَلَّب على بغداد سنة 334 لقَّبَه الخليفةُ المستكفي بمعزِّ الدولة، وتولى منصِبَ أميرِ الأمراء، وبدا بتسَلُّطه على الخليفة فأصرَّ أن يُذكَرَ اسمُه مع اسمِ الخليفةِ في خُطبة الجمعة، وأن يُسَكَّ اسمُه على العملة مع الخليفة. ورتَّبَ للخليفة نفقاتِه خمسة آلاف درهمٍ في كل يوم. وكذلك كان الخليفةُ المطيع لله مقهورًا معه، أظهر أبو الحُسَين الرَّفضَ ودعَمَ التشَيُّع. وهو أوَّلُ من أجرى السُّعاةَ بين يديه ليبعثَ بأخبارِه إلى أخيه ركن الدَّولةِ سريعًا إلى شيراز، وحظِيَ عنده أهلُ هذه الصناعةِ, وكان عنده في بغداد ساعيان ماهران، وهما فضل وبرغوش، يتعصَّبُ لأحدهما عوامُّ أهلِ السُّنَّة، وللآخر عوامُّ أهلِ الشيعة، وجَرَت لهما مَناصِفُ ومواقف، ولَمَّا كان الثالث عشر من ربيع الأول توفي أبو الحسن بعِلَّة الذَّرَب، فصار لا يَثبُت في مَعِدتِه شَيءٌ بالكُليَّة، فلمَّا أحسَّ بالموت قيل: إنه أظهر التَّوبةَ وأناب إلى الله عزَّ وجَلَّ، وترضَّى عن الصحابةِ, وأراق الخمورَ, ونَدِمَ على ما ظلم, وردَّ كثيرًا من المظالم، وتصَدَّق بكثيرٍ مِن ماله، وأعتق طائفةً كثيرةً مِن مماليكه، وعَهِدَ بالأمر إلى ولده بختيار عز الدولة، وقد اجتمع ببعضِ العُلَماءِ، فكَلَّمَه في السُّنَّة وأخبره أنَّ عليًّا زوَّجَ ابنَتَه أمَّ كُلثوم مِن عُمَرَ بنِ الخطاب، فقال: واللهِ ما سَمِعتُ بهذا قطُّ، فقيل إنَّه رجع إلى السُّنَّة ومتابعتِها- والله أعلم, ولَمَّا مات مُعِزُّ الدولة دُفِنَ بباب التبن في مقابر قريش، فبَعَث ابنُه عِزُّ الدولة ووليُّ عَهدِه إلى رؤوس الأُمَراءِ في هذه الأيام بمالٍ جزيلٍ لئلَّا يجتمعوا على مخالفتِه قبل استحكامِ مُبايعتِه، وهذا مِن دهائِه، وكانت مُدَّة ولاية معز الدولة إحدى وعشرين سنة وإحدى عشر شهرًا ويومين.

العام الهجري : 697 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1297
تفاصيل الحدث:

استدعى السلطانُ حسام الدين لاجين قاضيَ القضاة زينَ الدين علي بن مخلوف المالكي، وصِيَّ المَلِك الناصرِ محمد بن قلاوون، وقال له: الملِكُ الناصر ابنُ أستاذي، وأنا قائِمٌ في السلطنة كالنائِبِ عنه إلى أن يُحسِنَ القيامَ بأمرها، والرأيُ أن يتوجَّهَ إلى الكرك وأمَرَه بتجهيزِه، ثم قال السلطانُ للملك الناصر محمد بن قلاوون: لو عَلِمتُ أنَّهم يخلونَك سلطانًا واللهِ ترَكْتُ المُلكَ لك، لكِنَّهم لا يخلونه لك وأنا مملوكُك ومملوكُ والدِك، أحفَظُ لك المُلكَ، وأنت الآن تروح إلى الكرك إلى أن تترعرعَ وترتجِلَ وتتحَرَّج وتجرِّبَ الأمور وتعود إلى مُلكِك، بشرط أنك تعطيني دمشقَ وأكونَ بها مثل صاحِبِ حماة فيها، فقال له الناصر: فاحلِفْ لي أن تبقيَ على نفسي وأنا أروحُ، فحَلَفَ كلٌّ منهما على ما أراده الآخَرُ، فخرج الناصِرُ في أواخر صفر، ومعه الأميرُ سيف الدين سلار أمير مجلس، والأمير سيف الدين بهادر الحموي، والأمير أرغون الدوادار، وطيدمر جوباش رأس نوبة الجمدارية، فوصل إلى الكرك في رابع ربيع الأول، فقام لخدمته الأميرُ جمال الدين أقوش الأشرف نائب الكرك.

العام الهجري : 441 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1049
تفاصيل الحدث:

هو أبو الفَتحِ مَودود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين الغزنويُّ، صاحِبُ غزنة، لَمَّا ملَكَ مودودٌ قَبَض على عمِّه عبدِ الرَّشيدِ بنِ محمود وسَجَنَه في قلعة ميدين، بطريقِ بست، وكاتَبَ أصحابَ الأطرافِ ودعاهم إلى نُصْرَتِه، وبذل لهم الأموالَ والإمرةَ على بلادِ خُراسان فأجابوه، منهم: أبو كاليجار صاحِبُ أصبهان، فإنَّه سار بجيوشِه في المفازة فهلك كثيرٌ مِن عسكره، ومَرِضَ هو ورجع، ومنهم خاقان التُّرك فإنَّه أتى ترمذ فنهَبَ وخَرَّب وصادَرَ، وسار مودودٌ مِن غزنة فاعتراه قولنج، فرجع وبَعَث وزيرَه لأخذ سجستان من الغز، وكان مَوتُه بغزنة, ومُدَّةُ مُلكِه تِسعَ سنين وعشرة أشهر،، ثم قام في المُلكِ بعده ولَدُه، فبقي خمسة أيام ثمَّ عَدَل النَّاسُ عنه إلى عَمِّه علي بن مسعود، فنزل عبدُ الرشيد إلى العَسكَرِ ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه وعادوا معه إلى غزنة، فلمَّا قارَبَها هرب عنها عليُّ بنُ مسعود، ومَلَك عبد الرشيد، واستقَرَّ الأمر له، ولُقِّبَ شمس دين الله سيف الدَّولة، وقيل جمال الدَّولة، ودفع اللهُ شَرَّ مودود عن داود.

العام الهجري : 8 العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

هي زينبُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأَكبرُ أَخواتِها، تَزوَّجَها في حياةِ أمِّها ابنُ خالتِها أبو العاصِ بنُ الرَّبيعِ، فوَلدتْ له أُمامَةَ التي تَزوَّجَ بها عليُّ بنُ أبي طالبٍ بعدَ فاطمةَ، ووَلدتْ له عليَّ بنَ أبي العاصِ، أَسلمتْ زَينبُ وهاجرتْ قبلَ إسلامِ زَوجِها بسِتِّ سنين، قالت أمُّ عَطيَّةَ: لمَّا ماتتْ زَينبُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال لنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «اغْسِلْنَها وِترًا ثلاثًا، أو خمسًا، واجْعَلْنَ في الخامسةِ كافورًا، أو شيئًا مِن كافورٍ، فإذا غَسَّلْتُنَّها، فأَعْلِمْنَني». قالت: فأَعلَمْناهُ، فأعطانا حِقْوَهُ وقال «أَشْعِرْنَها إيَّاهُ».

العام الهجري : 146 العام الميلادي : 763
تفاصيل الحدث:

في هذا العام تكاملَ بناءُ بغداد، وكان السببُ الباعث للمنصور على بنائها أنَّ الراونديَّة لَمَّا وثبوا عليه بالكوفةِ ووقاه اللهُ شَرَّهم، بَقِيَت منهم بقيَّةٌ فخشيَ على جندِه منهم، فخرج من الكوفةِ يرتادُ لهم موضعًا لبناء مدينة، فسار في الأرض حتى بلغ الجزيرةَ، فلم يرَ موضعًا أحسنَ لوضعِ المدينة من موضعِ بغدادَ الذي هي فيه الآن؛ وذلك بأنه موضِعٌ يُغدى إليه ويُراحُ بخيراتِ ما حوله في البَرِّ والبحر، وهو مُحصَّنٌ بدجلة والفرات من هاهنا وهاهنا، لا يقدِرُ أحدٌ أن يتوصَّل إلى موضع الخليفة إلَّا على جسرٍ، وقد بات به المنصورُ قبل بنائِه لياليَ فرأى الرياحَ تهُبُّ به ليلًا ونهارًا من غير انجعارٍ ولا غبار، ورأى طِيبَ تلك البقعة وطِيبَ هوائها، وقد كان في موضِعها قُرًى ودُيور لعُبَّاد النصارى وغيرِهم، فحينئذ أمر المنصور باختطاطِها فرسموها له بالرَّمادِ، فمشى في طرقِها ومسالِكِها فأعجبه ذلك، ثم سلَّمَ كلَّ رَبعٍ منها لأميرٍ يقوم على بنائه، وأحضَرَ مِن كلِّ البلاد عمَّالًا وصنَّاعًا ومهندسين، فاجتمع عنده ألوفٌ منهم، ثم كان هو أوَّل من وضع لَبِنةً فيها بيده، وقال: بسمِ الله والحمد لله، والأرضُ لله يورثُها من يشاء من عبادِه، والعاقبة للمتَّقينَ. ثم قال: ابنُوا على بركةِ الله. وأمَرَ ببنائها مُدَوَّرةً سُمكُ سُورِها من أسفلِه خمسون ذراعًا، ومن أعلاه عشرونَ ذراعًا، وجعل لها ثمانيةَ أبواب في السُّور البرَّاني، ومثلها في الجُوَّاني، وليس كل واحد تجاهَ الآخر، ولكن جعَلَه أزْوَرَ عن الذي يليه، ولهذا سمِّيت بغداد الزَّوراء، لازوِرارِ أبوابِها بعضِها عن بعضٍ، وقيل: سمِّيت بذلك لانحرافِ دجلةَ عندها. وبنى قصرَ الإمارة في وسط البلد؛ ليكون الناسُ منه على حدٍّ سواءٍ، واختطَّ المسجِدَ الجامِعَ إلى جانب القصر، وكان الذي وضعَ قبلتَه الحجَّاجَ بن أرطأة.

العام الهجري : 21 العام الميلادي : 641
تفاصيل الحدث:

هو خالدُ بن الوَليد بن المُغيرةِ بن عبدِ الله بن عَمرِو بن مَحْزومٍ القُرشيُّ المَخْزوميُّ، سَيْفُ الله، أبو سُليمانَ، كان أحدَ أَشرافِ قُريشٍ في الجاهِليَّة، وكان إليه أَعِنَّةُ الخَيلِ في الجاهِليَّة، وشَهِدَ مع كُفَّارِ قُريشٍ الحُروبَ إلى عُمرَةِ الحُديبيةِ، كما ثبَت في الصَّحيحِ: أنَّه كان على خَيلِ قُريشٍ طَلِيعَةً، ثمَّ أَسلَم في سَنةِ سبعٍ بعدَ خَيبرَ، وقِيلَ قَبلَها، أَرسَلهُ أبو بكرٍ إلى قِتالِ أهلِ الرِّدَّةِ فأَبْلَى في قِتالِهم بَلاءً عظيمًا، ثمَّ وَلَّاهُ حَربَ فارِسَ والرُّومِ، فأَثَّرَ فيهم تَأثيرًا شديدًا، وفتَح دِمشقَ، واسْتخلَفهُ أبو بكرٍ على الشَّامِ إلى أن عَزَلَهُ عُمَرُ، وقد قال عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (نِعْمَ عبدُ الله وأخو العَشيرَةِ خالدُ بن الوَليدِ، سَيْفٌ مِن سُيوفِ الله سَلَّهُ الله على الكُفَّارِ). وقال خالدٌ عند مَوتِه: ما كان في الأرضِ مِن ليلةٍ أَحَبَّ إليَّ مِن ليلةٍ شَديدةِ الجَليدِ في سَرِيَّةٍ مِن المُهاجرين أُصَبِّحُ بهم العَدُوَّ فعَليكُم بالجِهادِ. مات خالدُ بن الوَليد بمدينةِ حِمْصَ وقِيلَ: تُوفِّيَ بالمدينةِ. فلمَّا تُوفِّيَ خرَج عُمَرُ إلى جِنازَتِه فقال: ما على نِساءِ آلِ الوَليدِ أن يَسْفَحْنَ على خالدٍ دُموعَهُنَّ ما لم يكُن نَقْعًا أو لَقْلَقَةً. قال ابنُ حَجَرٍ وهذا يَدُلُّ أنَّه مات في المدينةِ.

العام الهجري : 294 العام الميلادي : 906
تفاصيل الحدث:

غزا ابنُ كيغلغ الرومَ مِن طرسوس، فأصاب من الرومِ أربعةَ آلافِ رأسٍ سبيًا ودوابَّ ومتاعًا، ودخل بِطْرِيقٌ من بطارقةِ الروم في الأمانِ وأسلم، كما غزا ابنُ كيغلغ شكند، وافتتح اللهُ عليه، وسار إلى الليس، فغنموا نحوًا من خمسينَ ألفَ رأسٍ، وقتلوا مقتلةً عظيمة من الروم، وانصرفوا سالِمينَ، وكاتَبَ أندرونقس البطريقُ المكتفيَ بالله يطلُبُ منه الأمان، وكان على حربِ أهلِ الثغور من قِبَل ملك الروم، فأعطاه المكتفي ما طلَب، فخرج ومعه مائتا أسيرٍ مِن المسلمين كانوا في حِصنِه، وكان ملكُ الرومِ قد أرسل للقَبضِ عليه، فأعطى المسلمينَ سلاحًا وخرجوا معه، فقَبَضوا على الذي أرسَلَه مَلِكُ الروم ليقبضَ عليه ليلًا، فقتلوا ممن معه خلقًا كثيرًا، وغَنِموا ما في عسكَرِهم، فاجتمعت الرومُ على أندرونقس ليحاربوه، فسار إليهم جمعٌ من المسلمين ليخَلِّصوه ومن معه من أسرى المسلمين، فبلغوا قونية، فبلغ الخبَرُ إلى الروم، فانصرفوا عنه، وسار جماعةٌ من ذلك العسكر إلى أندرونقس، وهو بحِصنِه، فخرج ومعه أهلُه إليهم، وسار معهم إلى بغداد، وأخرب المسلمونَ قونيةَ.