الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 454 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1062
تفاصيل الحدث:

خَرجَ المُستَنصِرُ الفاطمي على عادَتهِ في كلِّ سَنَةٍ يَركبُ على النُّجُبِ ومعه النِّساءُ والحَشَمُ إلى جب عميرة، وهو موضع نُزهَةٍ، ويُغيِّر هَيئتَه، كأنَّه خارجٌ يُريدُ الحَجَّ على سَبيلِ الهَزْرِ والمَجانَةِ، ومعه الخَمْرُ مَحمولٌ في الرَّوايا عِوَضًا عن الماءِ، ويَدورُ به سُقاتِه عليه وعلى مَن معه كأنَّه بِطريقِ الحِجاز أو كأنه ماءُ زمزم؛ واتَّفقَ أن بعضَ الأَتراكِ جَرَّدَ سَيْفًا في سَكْرَةٍ منه على بَعضِ عَبيدِ الشِّراءِ، فاجتَمعَ عليه عِدَّةٌ من العَبيدِ وقَتلوهُ. فغَضِبَ لذلك جَماعةُ الأَتراكِ واجتَمَعوا بأَسرِهم ودَخَلوا على المُستَنصِر، وقالوا: إن كان هذا الذي قُتِلَ مِنَّا على رِضاكَ فالسَّمعُ والطَّاعة، وإن كان قَتْلُه عن غيرِ رِضا أَميرِ المؤمنين فلا صَبرَ لنا على ذلك. وأَنكرَ المُستَنصِر أن قَتْلَه بِرضاهُ أو أَمرِه؛ فخَرجَ الأتراكُ واشتَدُّوا على العَبيدِ يُريدون مُحاربَتَهم، فبَرَزَت العَبيدُ إليهم؛ وكانت بين الفَريقينِ حُروبٌ بِناحِيَةِ كَومِ شَريكٍ قُتِلَ فيها عِدَّةٌ، وانهَزمَ العَبيدُ وقَوِيَت الأتراكُ؛ هذا وأُمُّ المُستَنصِر تَمُدُّ العَبيدَ بالأَموالِ والسِّلاحِ، فاتَّفقَ في بعضِ الأيامِ أن بعضَ الأَتراكِ وقفَ على شيءٍ ممَّا تَبْعَثُ به أُمُّ المُستَنصِر إلى العَبيدِ لِتُعينَهم به على مُحاربةِ الأَتراكِ، فاجتَمَعوا وصاروا إلى المُستَنصِر وتَجَرَّءُوا عليه بالقَولِ وأَغلَظوا في المُخاطبةِ؛ فأَنكرَ أن يكون عندَه مِن ذلك خَبَرٌ، وصار السَّيفُ قائمًا. فدَخلَ على أُمِّه وأَنكرَ عليها ما تَعتمِدهُ مِن تَقويَةِ العَبيدِ وإعانتِهم على مُحاربةِ الأَتراكِ، ثم انتَدبَ وَزيرَهُ أبا الفَرجِ ابن المغربي، فخَرجَ ولم يَزل يَسعى بين الأتراكِ والعَبيدِ حتى أَوقعَ الصُّلحَ بين الفَريقين. فاجتَمعَ العَبيدُ وساروا إلى ناحيةِ شبرا دمنهور. فكانت هذه الكائنةُ أوَّلَ الاختلافِ بين طَوائفِ العَسكر.

العام الهجري : 508 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1115
تفاصيل الحدث:

توفِّي الملك علاء الدولة أبو سعد مسعود بن أبي المظفر إبراهيم بن أبي سعد مسعود بن محمود بن سبكتكين، صاحب غزنة، في شوال، وملك بعده ابنه أرسلانشاه، فقبض على إخوته وسجنهم، وهرب أخ له اسمه بهرام إلى خراسان، فوصل إلى السلطان سنجر بن ملكشاه، فأرسل إلى أرسلانشاه في معناه، فلم يسمع منه، ولا أصغى إلى قوله، فتجهز سنجر للمسير إلى غزنة، وإقامة بهرامشاه في الملك، فأرسل أرسلانشاه إلى السلطان محمد يشكو من أخيه سنجر، فأرسل السلطان إلى أخيه سنجر يأمره بمصالحة أرسلانشاه، وترك التعرُّض له، وقال للرسول: إن رأيت أخي وقد قصدهم وسار نحوهم، أو قارب أن يسير، فلا تمنَعْه، ولا تبلغه الرسالة، فإن ذلك يَفُتُّ في عضده ويوهِنُه، ولا يعود، ولأن يملك أخي الدنيا أحبُّ إليَّ. فوصل الرسول إلى سنجر، وقد جهز العساكِرَ إلى غزنة، وجعل على مقدمته الأمير أنر، متقدم عسكره، ومعه الملك بهرامشاه، فساروا حتى بلغوا بست، وسمع أرسلانشاه الخبر، فسيَّرَ جيشًا كثيفًا، فهزماه ونهباه، وتجهز السلطان سنجر بعد أنر للمسير بنفسه، فأرسل إليه أرسلانشاه أخت الملك سنجر من السلطان بركيارق؛ لتشفع له عند سنجر، لكنها هونت أمره على سنجر، وأطمعته في البلاد، وسهَّلت الأمر عليه، فسار الملك سنجر، فلما وصل إلى بست أرسل خادمًا من خواصه إلى أرسلانشاه في رسالة، فقبض عليه في بعض القلاع، فسار حينئذ سنجر مجدًّا، فلما سمع بقربه منه أطلق الرسول، ووصل سنجر إلى غزنة، ووقع بينهما المصاف على فرسخ من غزنة بصحراء شهراباذ، فكانت الهزيمة على الغزنوية، ودخل السلطان سنجر غزنة في العشرين من شوال سنة عشر وخمسمائة، ومعه بهرامشاه. وكان قد تقرَّر بين بهرامشاه وبين سنجر أن يجلس بهرام على سرير جده محمود بن سبكتكين وَحْدَه، وأن تكون الخطبة بغزنة للخليفة وللسلطان محمد، وللملك سنجر، وبعدهم لبهرامشاه. فلما دخلوا غزنة كان سنجر راكبًا، وبهرامشاه بين يديه راجلًا، حتى جاء السرير، فصعد بهرامشاه فجلس عليه، ورجع سنجر، وكان يُخطَب له بالمُلك، ولبهرامشاه بالسلطان، على عادة آبائه.

العام الهجري : 833 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1430
تفاصيل الحدث:

فشا الطاعون في الوجه البحري، سيما في التحريرية ودمنهور، فمات خلق كثير جدًّا بحيث أحصي من مات من أهل المحلة زيادة على خمسة آلاف إنسان، ومن ناحية بورصا زيادة على ستمائة إنسان، وكان قد وقع بغزة والقدس وصفد ودمشق في شعبان في السنة الماضية طاعون، واستمر إلى هذا الشهر، وعُدَّ هذا من النوادر؛ فإن الوقت شتاء، وما عهد فيما أدركناه وقوع الطاعون إلا في فصل الربيع! ويعلل الأطباء ذلك بسيلان الأخلاط في الربيع، وجمودها في الشتاء، ولكنَّ الله يفعل ما يريد، وقدم الخبر بشناعة الطاعون بمدينة بورصا من بلاد الروم، وأنه زاد عدد من يموت بها في كل يوم على ألفين وخمسمائة إنسان، وأما القاهرة فإنه جرى على ألسنة غالب الناس منذ أول العام أنه يقع في الناس الطاعون، حتى سُمعت الأطفال تتحدث بهذا في الطرقات، فلما أهلَّ شهر ربيع الآخر كانت عدة من ورد الديوان فيه من الأموات اثني عشر إنسانًا، وأخذ يتزايد في كل يوم حتى بلغت عدة من ورد الديوان بالقاهرة في يوم الأربعاء آخره ثمانية وأربعين إنسانًا، وجملة من أحصاه ديوان القاهرة في الشهر كله أربعمائة وسبعة وسبعون إنسانًا، وبلغ ديوان المواريث بمدينة مصر دون ذلك، هذا سوى من مات بالمارستان، ومن جُهِّز من ديوان الطرحاء على الطرقات من الفقراء، وهم كثير، قال تقي الدين المقريزي: "وفي هذا الشهر بلغت عدة من ورد الديوان بالقاهرة مائة على أنهم لا يرفعون في أوراقهم إلى الوزير وغيره إلا بعض من يَرِدُ لا كلهم، وفيه نودي في الناس بصيام ثلاثة أيام، وأن يتوبوا إلى الله تعالى من معاصيهم، ويخرجوا من المظالم، ثم يخرجوا في يوم الأحد رابعه إلى الصحراء. هذا والحكام والولاة على ما هم عليه من المعاصي!! لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مِثلَه  عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ!  وفي يوم الأحد رابعَه خرج قاضي القضاة علم الدين صالح في جمع موفور إلى الصحراء خارج باب النصر، وجلس بجانب تربة الظاهر برقوق، فوعظ الناسَ على عادته في عمل الميعاد، فكثر ضجيج الرجال والنساء وكثُر بكاؤهم في دعائهم وتضرعهم، ثم انفضُّوا قبيل الظهر فتزايدت عدة الأموات عما كانت عليه", وفي شهر جمادى الأولى شنع الموتان السريع بالطاعون، والنزلات التي تنحدر من الدماغ إلى الصدر، فيموت الإنسان في أقل من ساعة، بغير تقدُّم مرض، وكان أكثر في الأطفال والشباب، ثم في العبيد والإماء، وأقله في النساء والرجال، وتجاوز في مدينة مصر الفسطاط المائتين في كل يوم، سوى من لم يرد الديوان، وتجاوز في القاهرة الثلاثمائة سوى من لم يرد الديوان، وضُبِط من صُلِّيَ عليه في مصليات الجنائز فبلغت عدتهم زيادة على ما أوردوه في ديوان المواريث زيادة كثيرة، وبلغت عدة من مات بالتحريرية خاصة إلى هذا الوقت تسعة آلاف، سوى من لم يُعرف، وهم كثُرٌ جدًّا، وبلغت عدة الأموات بالإسكندرية في كل يوم نحو المائة، وشمل الوباء عامة البحيرة الغربية والقليوبية، ثم بدأ يتناقص من شهر رجب، ومات في هذا الوباء على أقل ما قيل مائة ألف إنسان، والمجازِفُ يقول المائة ألف من القاهرة فقط، سوى من مات بالوجه القبلي والوجه البحري، وهم مِثلُ ذلك! وكان هذا الطاعون أعظم من هذه الطواعين كلها وأفظعها، ولم يقع بالقاهرة ومصر بعد الطاعون العام الذي كان سنة 749 نظير هذا الطاعون، وخالف هذا الطاعون الطواعين الماضية في أمور كثيرة، منها أنه وقع في الشتاء وارتفع في فصل الربيع، وكانت الطواعين تقع في فصل الربيع وترتفع في أوائل الصيف.

العام الهجري : 701 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1302
تفاصيل الحدث:

كثُرَ فَسادُ العُربان بالوجه القبلي، وتعَدَّى شَرُّهم في قَطعِ الطَّريقِ إلى أن فَرَضوا على التجَّار وأرباب المعايش بأسيوط ومنفلوط فرائِضَ جَبَوها شبه الجماليَّة، واستخَفُّوا بالولاة ومنعوا الخراجَ، وتَسَمَّوا بأسماء الأمراء، وجعلوا لهم كبيرينِ أحدهما سَمَّوه بيبرس، والآخر سلار، ولبسوا الأسلحةَ وأخرجوا أهلَ السُّجونِ بأيديهم، فاستدعى الأمراءُ القُضاةَ والفُقَهاءَ، واستفتَوهم في قتالِهم، فأفتَوهم بجواز ذلك، فاتَّفَق الأمراء على الخروج لقتالِهم وأخْذِ الطرق عليهم، لئلا يمتَنِعوا بالجبالِ والمفاوزِ فيَفوتَ الغَرَضُ فيهم، فاستدعَوا الأمير ناصر محمد بن الشيخي متولي الجيزية, وغيرَه من ولاة العمل، وتقَدَّموا إليه بمنع الناسِ بأَسرِهم من السفر إلى الصعيدِ في البَرِّ والبحر، ومَن ظَهَر أنه سافر كانت أرواحُ الولاة قبالةَ ذلك، فاشتَدَّ حِرصُهم، وأشاع الأمراءُ أنَّهم يريدون السَّفَرَ إلى الشام، وكُتِبَت أوراق الأمراء المسافرين، وهم عشرونَ مُقَدَّمًا بمضافيهم، وعيَّنوا أربعة أقسام: قسمٌ يتوَجَّهُ في البر الغربي من النيلِ، وقِسمٌ في البَرِّ الشرقي، وقِسمٌ يركب النيل، وقِسمٌ يمضى في الطريق السالكةِ، وتوجه الأميرُ شمس الدين سنقر الأعسر إلى جهة ألواح في خمسةِ أمراء، وقرر أن يتأخَّرَ مع السلطان أربعةُ أمراء من المقَدَّمين، وتقَدَّمَ إلى كُلِّ مَن تعَيَّنَ لجهة أن يضَعَ السَّيفَ في الكبير والصَّغيرِ والجليل والحقير، ولا يُبقُوا شيخًا ولا صبيًّا، ويحتاطوا على سائِرِ الأموال، وسار الأميرُ سلار في رابع جمادى الآخرة ومعه جماعةٌ من الأمراء في البر الغربي، وسار الأميرُ بيبرس بمن معه في الحاجر في البر الغربي على طريق الواحات، وسار الأميرُ بكتاش أميرُ سلاحٍ بمن معه إلى الفيوم وسار الأميرُ بكتمر الجوكندار بمن معه في البرِّ الشرقي، وسار قتالُ السبع وبيبرس الدوادار وبلبان الغلشي وعرب الشرقية إلى السويس والطور، وسار الأميرُ قبجق ومن معه إلى عقبةِ السَّيل، وسار طقصبا والي قوص بعرب الطاعةِ وأخذ عليهم المفازاتِ، وضَرَبَ الأمراءُ على الوجه القبلي حلقةً كحلقةِ الصيدِ، وقد عُمِّيَت أخبارُهم على أهل الصعيد، فطَرَقوا البلادَ على حينِ غَفلةٍ مِن أهلها، ووضَعوا السيفَ في الجيزيَّة بالبر الغربيِّ والإطفيحية من الشرق، فلم يتركوا أحدًا حتى قَتَلوه، ووسطوا نحو عشرة آلاف رجلٍ، وما منهم إلَّا من أخذوا مالَه وسَبَوا حريمه، فإذا ادَّعى أحدٌ أنَّه حَضَريٌّ قيل له قل: دقيق، فإن قال بقاف العَرَبِ قُتِلَ، ووقع الرعبُ في قلوبِ العُربان حتى طَبَّق عليهم الأمراءُ، وأخَذوهم مِن كُلِّ جِهةٍ فَرُّوا إليها، وأخرَجوهم من مخابِئِهم حتى قَتَلوا مَن بجانبي النيلِ إلى قوص، وجافت الأرضُ بالقتلى، واختفى كثيرٌ منهم بمغائِرِ الجبالِ، فأُوقِدَت عليهم النيرانُ حتى هلكوا عن آخِرِهم، وأُسِرَ منهم نحوُ ألف وستمائة لهم فلاحات وزروع، وحَصَل من أموالهم شيءٌ عَظيمٌ جدًّا تفَرَّقَتْه الأيدي، وأُحضِرَ منه للديوان ستة عشر ألف رأسٍ من الغنم، من جملةِ ثمانين ألف رأسٍ ما بين ضأن وماعز، ونحو أربعةِ آلاف فرس واثنين وثلاثين ألف جمل، وثمانية آلاف رأس من البقر، غيرَ ما أُرصِدَ في المعاصر، ومن السِّلاحِ نحو مائتين وستين حملًا ما بين سيوف ورماح، ومن الأموالِ على بغالٍ مُحَمَّلة مائتين وثمانين بغلًا، ثم عاد العسكَرُ في سادس عشر رجب، وقد خلت البلادُ بحيث كان الرجلُ يمشي فلا يجِدُ في طريقه أحدًا، وينزِلُ بالقرية فلا يرى إلا النِّساءَ والصِّبيانَ والصِّغارَ، فأفرجوا عن المأسورينَ وأعادوهم لحِفظِ البلاد، وكان الزَّرعُ في هذه السنة بالوجه القبلي عظيمًا إلى الغاية، تحصَّلَ منه ما لم يُقدَرْ قَدرُه كَثرةً.

العام الهجري : 1199 العام الميلادي : 1784
تفاصيل الحدث:

وفد إلى الدرعية أهلُ الأفلاج وبايعوا الشيخَ والإمامَ عبد العزيز على دينِ اللهِ والسَّمعِ والطاعةِ.

العام الهجري : 436 العام الميلادي : 1044
تفاصيل الحدث:

قصَدَ نَفَرٌ مِن الإسماعيليَّةِ ما وراء النَّهرِ، ودعوا إلى طاعةِ المستنصِرِ بالله الفاطميِّ صاحبِ مِصرَ، فتَبِعَهم جمعٌ كثير وأظهروا مذاهِبَ أنكرها أهلُ تلك البلاد، وسَمِعَ ملكها بغراخان خبَرَهم، وأراد الإيقاعَ بهم، فخاف أن يسلَمَ منه بعضُ من أجابَهم من أهل تلك البلاد، فأظهر لبَعضِهم أنَّه يميلُ إليهم، ويريدُ الدخولَ في مذاهِبِهم، وأعلَمَهم ذلك، وأحضَرَهم مجالِسَه، ولم يزَلْ حتى عَلِمَ جميعَ مَن أجابهم إلى مَقالتِهم، فحينئذ قَتَل من بحضرتِه منهم، وكتَبَ إلى سائِرِ البلادِ بقَتلِ مَن فيها، ففُعِلَ بهم ما أمَرَ به، وسَلِمَت البلادُ منهم.

العام الهجري : 1212 العام الميلادي : 1797
تفاصيل الحدث:

وفد رؤساءُ البقوم وأهل تربة على الإمامِ عبد العزيز وبايعوه على
دينِ لله ورسولِه، وعلى السَّمعِ والطَّاعةِ.

العام الهجري : 126 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

بُويِعَ لِيَزيد بن الوَليدِ الذي يُقالُ له: النَّاقِص، وإنَّما سُمِّيَ النَّاقِصَ لأنَّه نَقَصَ الزِّيادَة التي كان الوَليدُ زادَها في عَطِيَّاتِ النَّاس، وهي عشرة عشرة، ورَدَّ العَطاءَ إلى ما كان أيَّام هِشام، لمَّا قُتِلَ الوليد بن يَزيد خَطَب يَزيدُ بن وَليد النَّاسَ فذَمَّ الوَليدَ بن يَزيد وأنَّه قَتلَه لِفِعلِه الخَبيث. قال: (... ظَهَر الجَبَّارُ العَنيد، المُستَحِلُّ الحُرْمَة، والرَّاكِب البِدعَة، والمُغَيِّر السُّنَّة، فلمَّا رأيتُ ذَلِكَ أَشفَقتُ إذ غَشِيَتكم ظُلْمَة لا تَقلَع عَنكم عَلَى كَثرَةٍ مِن ذُنوبِكم، وقَسوَةٍ مِن قُلوبِكم، وأَشفَقتُ أن يَدعو كَثيرٌ مِن النَّاس إِلَى ما هُوَ عَليهِ، فيُجيبُه مَن أَجابَه مِنكم، فاستَخرتُ اللَّه فِي أَمرِي، وسَألتُه ألا يِكِلَني إِلَى نَفسِي، ودَعوتُ إلى ذلك مَن أَجابَني مِن أَهلِي وأَهلِ وِلايَتِي، وهو ابْنُ عَمِّي فِي نَسَبي وكُفْئِي فِي حَسَبي، فأَراحَ اللَّه مِنه العِبادَ، وطَهَّر مِنه البِلادَ، وِلايَةً مِن اللَّه، وعَونًا بِلا حَوْلٍ مِنَّا ولا قُوَّة، ولكن بِحَوْلِ اللَّه وقُوَّتِه ووِلايَتِه وعَوْنِه. ثمَّ قال: أيُّها النَّاس إنَّ لكم عَليَّ أن لا أَضَعَ حَجرًا على حَجَر ولا لَبِنَة، ولا أَكتَري نَهرًا، ولا أُكثِر مالًا، ولا أُعطِيَه زَوجةً ووَلدًا، ولا أَنقُل مالًا عن بَلدٍ حتَّى أَسُدَّ ثَغرَه وخَصاصَة أَهلِه بما يُغنيهم، فما فَضَل نَقلتُه إلى البَلدِ الذي يَليهِ، ولا أُجَمِّرَكُم في ثُغورِكم فأَفتِنَكم، ولا أُغلِق بابي دونكم، ولا أَحمِل على أَهلِ جِزْيَتِكم، ولكم أُعطِياتُكم كُلَّ سَنَة، وأَرزاقُكم في كُلِّ شَهر حتَّى يكونَ أَقصاكُم كَأدناكُم، فإن وَفَّيتُ لكم بما قلتُ فعليكم السَّمعُ والطَّاعة وحُسْنُ الوِزارَة، وإن لم أَفِ فلكم أن تَخلَعوني إلَّا أن أَتوبَ، وإن عَلِمتُم أَحدًا ممَّن يُعرَف بالصَّلاح يُعطيكم مِن نَفسِه مِثلَ ما أُعطيكم وأَردتُم أن تُبايِعوه فأنا أوَّلُ مَن يُبايعهُ. أيُّها النَّاس لا طاعةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيةِ الخالِق).

العام الهجري : 267 العام الميلادي : 880
تفاصيل الحدث:

ابتدأ شَرُّ عمر بن حفصون، الذي أعيا الخلفاءَ أمرُه، وطالت في الدنيا فتنتُه، وعَظُم شَرُّه، فقام في هذه السنة على الأميرِ محمد بناحية رية. فتقدَّم إليه عامر بن عامر، فانهزم عامرٌ وأسلَمَ قُبَّته؛ فأخذها ابن حفصون، وهو أوَّل رُواقٍ ضَرَبه؛ فاستكنَّ إليه أهلُ الشر. وعزل الأميرُ محمد عامرًا عن كورة رية، وولَّاها عبد العزيز بن عباس، فهادنه ابن حفصون، وسكَنَت الحالُ بينهما. ثم عُزِل عبد العزيز، وتحرَّك ابن حفصون، وعاد إلى ما كان عليه من الشَّرِّ، وخرج هاشم بن عبد العزيز إلى كورة رية يطلُبُ كُلَّ من كشَفَ وَجهَه في الفتنةِ وأظهرَ الخلاف، وأخذ رهائِنَ أهل تاكرنا على إعطاءِ الطاعة.

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

وَفد رؤساءُ العُربان من سبيع ومطير والعجمان وقحطان وغيرهم على الإمامِ تركي يبايعونه على السَّمعِ والطاعةِ، فأرسل معهم عمالًا يَقبَضون الزكاةَ.

العام الهجري : 1282 العام الميلادي : 1865
تفاصيل الحدث:

لم تكن الفتنةُ بين عبد الله وسعود أبناء فيصل بن تركي وليدةَ الساعة بعد وفاة والدهما، بل كانت روحُ التنافس موجودة بينهما من أيام والدهما؛ ولذلك جعل فيصل سعودًا أميرًا على الخَرجِ والأفلاج ومناطق جنوب بلاد العارض، وما أن توفي فيصل حتى ثار سعودٌ على أخيه عبد الله ينازعه في الحكمِ، واتجه إلى عسير ونزل على حكامِها آل عايض يطلب العونَ والمساعدة في حربِه على أخيه بحجَّةِ أنه كان يهينُه ولم يَرْعَ حَقَّه، وحاول عبد الله أن يثني سعودًا عن غرضه، ووعده بأن يلبي له طلبه إذا عاد إلى الرياض، لكِنَّ سعودًا لم ينثنِ عن عزمِه، ولَمَّا لم يجد العون من آل عايض اتجه إلى نجران يستنصِرُ بصاحبها، وهو في الأصل عدو لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك عدو لبيت آل سعود، فوعده بالنصرة، كما وقف مع سعود بن فيصل ضِدَّ أخيه عددٌ من القبائل، منهم العجمان، ويعض قبائل بدو الدواسر، وبنو مرة، وبدو نجران وأميرها الذي ساعده بالمال. وقد حَذَّر علماءُ أئمة الدعوة من هذه الفتنةِ، وأصدروا الفتاوى وبيَّنوا للعامَّةِ والخاصة بغيَ سعود على أخيه عبد الله، ومنها ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الرحمن بن حسن إلى من يصل إليه من الإخوانِ، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: تفهمون أنَّ الجماعةَ فرضٌ على أهل الإسلام، وعلى من دان بالإسلامِ، كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] ولا تحصل الجماعةُ إلا بالسمع والطاعة لِمَن ولاه الله أمرَ المسلمين، وفي الحديث الصحيح عن العِرباضِ بن ساريةَ، قال: وعَظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وَجِلَت منها القلوب، وذَرَفت منها العيونُ،.... الحديث، وقد جمع الله أوائِلَ الأمة على نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب الجهاد، وكذلك الخلفاء، رد الله بهم إلى الجماعةِ مَن خرج، وفتح الله لهم الفتوحَ، وجمع الله الناسَ عليهم، وتفهمون أنَّ الله سبحانه وتعالى جمعكم على إمامِكم عبد الله بن فيصل بعد وفاة والده فيصل، فالذي بايع بايعَ وهم الأكثرون، والذين لم يبايعوا بايعَ لهم كبارُهم، واجتمع عليه أهلُ نجدٍ باديهم وحاضِرُهم، وسمعوا وأطاعوا، ولا اختلف عليه أحدٌ منهم، حتى سعود بن فيصل، بايع أخاه وهو ما صار له مدخال في أمرِ المسلمين، لا في حياة والده ولا بعده، ولا التفت له أحدٌ من المسلمين. ونقَضَ البيعة، وتبيَّنَ لكم أمرُه أنه ساعٍ في شَقِّ العصا، واختلافِ المسلمين على إمامهم، وساعٍ في نقض بيعةِ الإمام، وقد قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل: 91،92] وسعى سعودٌ في ثلاثة أمور كُلُّها مُنكَرة: نَقَض البيعةَ بنفسِه، وفارق الجماعةَ، ودعا الناس إلى نقضِ بيعة الإمام، فعلى هذا يجِبُ قتالُه وقِتالُ من أعانه". 

العام الهجري : 1265 العام الميلادي : 1848
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قفل عبد الله بن فيصل راجعًا بعد غارته على عنزة، نزل النفوذَ المسماةَ اليتيمةَ، ووجد آثارَ جيش عبد العزيز المحمد أبو عليان معه أهل عنيزة واستنفر معه أيضًا من وافقه من أهل بُريدة على قتال عبد الله ومن معه، فأشار على عبد الله بن فيصل من معه أن يسيرَ في طريقه ويتركَهم ما دام أنَّهم لم يعترضوه، فقال: لا والله لا أرجِعُ عنهم حتى يطأَهم جيشي، فقصدَهم في موضعهم فثار القتالُ وصمدوا للقتال وحَمِيَ وطيسُه، ثم انهزم عبد العزيز المحمد ومن معه، وتركوا بالميدان نحوَ مائةٍ وخمسين قتيلًا، وقصد عبد العزيز عُنيزةَ وتلاحق عليه فلولُ جيشِه. وكان يظنُّ أن أهل عنيزة يساعدونَه على إعادة الكَرَّة، ولكنَّ الشيخ عبد الله أبا بطين ثبَّط عزمهم، وأشار عليهم بعدم الدخولِ في أمر عبد العزيز، ثمَّ ذهب إلى عبد العزيز المحمد أبو عليان وحَذَّره من الفتنة، فرحل عبد العزيز من عنيزةَ، وقصد بُريدة وهرب السحيمي قاصدًا ابن رشيد، فوافاه في القوارة مقبلًا لنصرة الإمام فيصل. فلما فارق عبد العزيز عُنَيزةَ وهرب السحيمي، انتدب أهُل القصيم الشيخ عبد الله أبا بطين فركِبَ إلى الإمام فيصل وقال له: إن أهل البلاد يطلبون العفوَ عما مضى، وفوَّضوني أن أقَدِّمَ لكم خضوعَهم، وإنهم بالسمع والطاعة. وكان عبد الله اليحيى، وزامل العبد الله مع الإمام فيصل، فاستشرفا للإمارة، ولكِنَّ الإمام فيصل أرسل محمد بن أحمد السديري في عِدَّةِ رجال وأمره أن ينزل القصرَ، فدخل البلدَ ونزل القصر، ورحل الإمامُ فيصل ونزل خارج البلد، ثم دخلها بنفسه وحاشيته، فبايعوه على السَّمعِ والطاعة.

العام الهجري : 1169 العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:

انضمَّت بلدة القويعية في منطقة الوشم إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأعلن أهلُها الطاعةَ وبايعوا الشيخَ محمد بن عبد الوهاب والإمامَ محمد بن سعود, والتزموا بالسَّمع والطاعة، وصَدَقوا ووفَوا فلم ينخلعوا منها ولم يَنقُضوا عهدهم, وكان أول مَن وفد منهم على الشيخ والأميرِ: ناصِرُ بن جماز العريفي وسعود بن حمد.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

لما انهار حكمُ الدولة السعودية على يدِ إبراهيم باشا ودُمِّرَت الدرعية، كَثُر في نجد الاختلافُ والاضطراب ونَهْب الأموال وقَتْل الرجال، وتقدم أناسٌ وتأخَّر آخرون، يقول ابن بشر: "قلتُ: وانحل فيها نظامُ الجماعة والسَّمع والطاعة، وعُدم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، حتى لا يستطيعَ أحد أن ينهى عن منكرٍ أو يأمُرَ بطاعةٍ، وعُملَ بالمحرَّمات والمكروهات جهرًا، وليس للطاعاتِ ومَن عَمِلَ بها قَدْرٌ، وجُرَّ الرباب والغناء في المجالس وسُفت الذواري على المجامع والمدارس، وعُمرت المجالس بعد الأذان للصلاة، واندرس معرفةُ الأصول وأنواع العبادات، وسُلَّ سيف الفتنة بين الأنام، وصار الرجل في جوف بيته لا ينامُ، وتعذرت الأسفار بين البلدانِ، وتطاير شَرَرُ الفتن في الأوطان، وظهرت دعوى الجاهلية بين العبادِ، وتنادَوا بها على رؤوس الأشهادِ، فلم تزل هذه المحن على الناس متتابعةً حتى أتاح الله لها نورًا ساطعًا وسيفًا لمن أثار الفتن.. تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.

العام الهجري : 1218 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1803
تفاصيل الحدث:

على الرغم من معاهدة 1210ه بين الجزائر والولايات المتحدة، فإن السفنَ العثمانية التابعة لإيالة (ولاية) طرابلس بدأت في التعَرُّضِ للسفن الأمريكية التي تدخُلُ البحر المتوسط، وترتَّب على ذلك أن أرسَلَت الولايات المتحدة أسطولًا حربيًّا إلى ميناء طرابلس، هاجمت سفينتا حرب أمريكيتان تملك 35 مدفعًا السفُنَ الموجودةَ في ميناء طرابلس في ليبيا، إلَّا أن إحدى السفينتين (فلادليفيا) التي كانت تعدُّ أكبر سفينة في العالم في ذلك الوقتِ جنحت في المياه الضَّحلةِ في ميناء طرابلس، وتم أسرُ طاقَمِها المكون من 300 بحَّار، وطالب حاكِمُ طرابلس قرة مانلي يوسف باشا الولاياتِ المتحدة بدفع ثلاثة ملايين دولار تقَدَّم لهم كتعويضاتٍ قبلَ إطلاق سراح السفينة وطاقمِها، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولاياتِ المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويًّا. وظلت الولايات المتحدة تدفَعُ هذه الضريبة حمايةً لسفنها حتى سنة 1227هـ حيث سدَّد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبًا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسَدَّد فيها الضريبة السنوية.