الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1037 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 69 العام الميلادي : 688
تفاصيل الحدث:

لمَّا امْتَنع عَمرُو بن سعيدِ بن العاصِ على عبدِ الملك خرَج أيضًا قائدٌ مِن قُوَّادِ الضَّواحي في جبلِ اللُّكَّامِ وتَبِعَهُ خَلْقٌ كثيرٌ مِن الجَراجِمَة (نسبة لقبيلة جرجم)، والأَنباطِ (مجموعة من العرب ينتمون إلى نبط بن ‘سماعيل)، وآباقِ عَبيدِ المسلمين، وغَيرِهم، ثمَّ سار إلى لُبنان، فلمَّا فرَغ عبدُ الملك مِن عَمرِو بن سعيدِ أَرسَل إلى هذا الخارِج فبَذَل له كُلَّ جُمُعةٍ ألفَ دِينارٍ، فرَكَن إلى ذلك ولم يُفسِد في البِلادِ، ثمَّ وضَع عليه عبدُ الملك سُحيمَ بن المُهاجِر، فتَلَطَّفَ حتَّى وصَل إليه مُتَنَكِّرًا فأظهَر له مُمالأتَه وذَمَّ عبدَ الملك وشَتَمَه ووَعَدهُ أن يَدُلَّهُ على عَوْراتِه، وما هو خيرٌ له مِن الصُّلْح. فوَثِقَ به. ثمَّ إنَّ سُحيمًا عَطَفَ عليه وعلى أَصحابِه وهم غَارُون غافِلون بجيشٍ مع مَوالي عبدِ الملك وبَنِي أُمَيَّة وجُنْدٍ مِن ثِقاتِ جُنْدِهِ وشُجْعانِهم كان أَعَدَّهم بمكانٍ خَفِيٍّ قريبٍ وأَمَر فنُودِي: مَن أتانا مِن العَبيدِ -يعني الذين كانوا معه- فقَتَل الخارِجَ ومَن أعانَهُ مِن الرُّومِ، وقُتِلَ نَفَرٌ مِن الجَراجِمَة والأنباط، ونادَى المُنادِي بالأمانِ فيمَن لَقِيَ منهم، فتَفَرَّقوا في قُراهُم، وسُدَّ الخَلَلُ، وعاد سُحيمُ بن المُهاجِر إلى عبدِ الملك، ووَفَّى للعَبيدِ.

العام الهجري : 942 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1535
تفاصيل الحدث:

لم تلبث تونس كثيرًا تحت يد العثمانيين حتى اتفق شارل الخامس (شارلكان) ملك إسبانيا وأسبان برشلونة ورهبان مالطة على الحرب واستعادة تونس التي كانت تحت يد الإسبان قبل أن يستعيدها خير الدين بربروسا العام الماضي، مستغلين انشغال العثمانيين بحربهم ضد الصفويين الرافضة، فتوجَّه الجيش بقيادة شارلكان نفسه ملك إسبانيا بحملة بحرية كبيرة، تكوَّنت من ثلاثين ألف مقاتل إسباني وهولندي وألماني ونابولي وصقلي، على ظهر خمسمائة سفينة، وركب الإمبراطور البحرَ من ميناء برشلونة، وعندما رست سفُنُه أمام تونس قامت المعارك العنيفة بين الطرفين، لم تكن قوة خير الدين كافيةً للرد على هذا الهجوم، فكان تعدادُ جيشه سبعةَ آلاف جندي عثماني وصلوا معه، ونحو خمسة آلاف تونسي، كما تخلَّف الأعراب عن الجهاد، فكانت النتيجة الحتمية أنَّ استيلاء شارل على معقِل حلق الوادي مرسى تونس، ونصَب الإسبان حليفَهم الحسن بن محمد الحفصي حاكمًا عليها، وعملًا بمنطوق المعاهدة كان الحسن بن محمد سيسلِّم بونة والمهدية إلى شارل الخامس، فاستولى على بونة، وبما أنَّ المهدية كانت في حوزة العثمانيين فإنَّ الحسن لم يستطع الوفاءَ بعهده، فاشترط الإسبان عليه أن يكون حليفًا ومساعِدًا لفرسان القديس يوحنا بطرابلس، وأن يقوم بمعاداة العثمانيين، وأن يتحمل نفقات ألفي إسباني على الأقل يُترَكون كحامية في قلعة حلق الواد، وعاد شارل الخامس إلى إسبانيا بعد أن ارتكبوا أفظع الجرائم في تونس عند دخولهم فيها، مُظهرين الحقدَ الدفين، فجعلوا جامِعَ الزيتونة إسطبلًا لخيولهم، وأحرقوا المساجِدَ والكتب النادرة فيها، غير قتلِهم النساء والأطفال!!

العام الهجري : 407 العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

قام أُمراءُ خوارزمَ بقَتلِ حاكِمِهم أبي العَبَّاسِ خوارزمشاه لَمَّا رأَوْا مِن مُوافَقَتِه ليَمينِ الدَّولةِ ودُعائِه له على المنابِرِ، فقَتَلوه غِيلةً وأجلَسوا مكانَه أحدَ أولادِه، وتعاهَدوا على مُقاتَلةِ يَمينِ الدَّولة ومُقارَعتِه، واتَّصَل الخبَرُ بيمينِ الدَّولة، فجمَعَ العساكِرَ وسار نحوَهم، فلمَّا قارَبَهم جَمَعَهم صاحِبُ جَيشِهم، ويُعرَفُ بالبتكين البخاري، وأمَرَهم بالخُروجِ إلى لِقاءِ مُقَدِّمةِ يَمينِ الدَّولةِ والإيقاعِ بمن فيها من الأجنادِ، فساروا معه وقاتَلوا مُقَدِّمةَ يَمينِ الدَّولة، واشتَدَّ القِتالُ بينهم، واتَّصَل الخبَرُ بيَمينِ الدَّولة، فتقَدَّمَ نَحوَهم في سائِرِ جُيوشِه، فلَحِقَهم وهم في الحَربِ، فثَبَت الخوارزميَّةُ إلى أن انتَصَف النَّهارُ، وأحسَنوا القِتالَ، ثمَّ إنَّهم انهزموا، ورَكِبَهم أصحابُ يمينِ الدَّولةِ يَقتُلونَ ويأسِرونَ، ولم يَسلَمْ إلَّا القليلُ، ثمَّ إنَّ البتكين رَكِبَ سفينةً لينجوَ فيها، فجرى بينه وبين مَن معه مُنافَرةٌ، فقاموا عليه وأوثقوه، ورَدُّوا السَّفينةَ إلى ناحيةِ يَمينِ الدَّولة، وسَلَّموه إليه، فأخَذَه وسائِرَ القُوَّادِ المأسورينَ معه، وصَلَبَهم عند قبرِ أبي العبَّاسِ خوارزمشاه، وأخذَ الباقينَ مِن الأسرى فسَيَّرَهم إلى غزنةَ فوجًا بعد فوجٍ، فلمَّا اجتَمَعوا بها أفرَجَ عنهم، وأجرى لهم الأرزاقَ، وسَيَّرَهم إلى أطرافِ بلادِه مِن أرضِ الهِندِ يَحمُونَها مِن الأعداءِ، ويَحفَظونَها من أهلِ الفَسادِ، وأخذ خوارزمَ واستنابَ بها حاجِبَه التونتاش.

العام الهجري : 305 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 917
تفاصيل الحدث:

وصل رسولانِ مِن مَلِك الروم إلى المقتَدِر يطلبانِ المُهادنة والفِداء، فأُكرِما إكرامًا كثيرًا، وأُدخِلا على الوزيرِ، وهو في أكمل أُبَّهةٍ، وقد صفَّ الأجنادَ بالسِّلاحِ والزينة التامَّة، وأدَّيا الرسالةَ إليه، ثمَّ إنَّهما دخلا على المقتَدِر، وقد جلس لهما، واصطفَّ الأجنادُ بالسلاح والزينة التامَّة، وأدَّيا الرسالة، فأجابهما المقتَدِر إلى ما طَلَب مَلِكُ الروم من الفداء، وسيَّرَ مُؤنِسًا الخادِمَ؛ ليُحضِرَ الفداء، وجعله أميرًا على كلِّ بلَدٍ يدخُلُه يتصرَّفُ فيه على ما يريدُ إلى أن يخرُجَ عنه، وسيَّرَ معه جمعًا من الجنود، وأطلق لهم أرزاقًا واسعةً، وأنفذ معه مائة ألف وعشرينَ ألف دينار لفداء أسرى المسلمينَ، وسار مؤنِسٌ والرسل، وكان الفداءُ على يدِ مُؤنِسٍ.

العام الهجري : 468 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1076
تفاصيل الحدث:

في سَنةِ 463هـ مَلَكَ أتسز الرَّمْلَةَ، والبيتَ المُقدَّسَ، وحَصرَ مَدينةَ دِمشقَ، فلمَّا عادَ عنها جَعلَ يَقصِد أَعمالَها كلَّ سَنةٍ عند إدراكِ الغَلَّاتِ فيَأخُذها، فيَقوَى هو وعَسكرُه، ويَضعُف أَهلُ دِمشقَ وجُندُها، فلمَّا كان رَمضانُ سَنةَ 467هـ سار إلى دِمشقَ فحَصرَها، وأَميرُها المُعَلَّى بن حَيدرَة مِن قِبَلِ المُستَنصِر العُبيدي صاحبِ مصر، فلم يَقدِر عليها، فانصَرفَ عنها في شوَّال، فهَربَ أَميرُها المُعلَّى في ذي الحجَّةِ، وكان سببُ هَرَبِه أنَّه أَساءَ السِّيرَةَ مع الجُنْدِ والرَّعِيَّةِ وظَلَمَهم، فكَثُرَ الدُّعاءُ عليه، وثار به العَسكرُ، وأَعانَهُم العامَّةُ، فهَرَبَ منها إلى بانياس، ثم منها إلى صور، ثم أُخِذَ إلى مصر فحُبِسَ بها، فماتَ مَحبوسًا، فلمَّا هَربَ من دِمشقَ اجتَمعَت المصامدة -والمصامدة قَبيلَة من المَغارِبَة- ووَلَّوْا عليهم انتِصارَ بنَ يحيى المَصموديَّ، المَعروف برَزِينِ الدَّولةِ، وغَلَت الأَسعارُ بها حتى أَكلَ الناسُ بَعضُهم بَعضًا، ووَقعَ الخُلْفُ بين المصامدة وأَحداثِ البَلدِ، وعَرفَ أتسز ذلك، فعادَ إلى دِمشقَ، فنَزلَ عليها في شَعبانَ من هذه السَّنَةِ، فحَصرَها، فعُدِمَت الأَقواتُ، فبِيعَت الغرارة، إذا وُجِدَت، بأَكثرَ من عِشرين دِينارًا، فسَلَّموها إليه بأَمانٍ، وعوض عنها بقَلعَةِ بانياس، ومَدينةِ يافا من الساحِلِ، ودَخلَها هو وعَسكرُه في ذي القعدةِ، وخَطَبَ بها يومَ الجُمعةِ لخَمسٍ بَقِينَ من ذي القعدةِ، للمُقتدِي بأَمرِ الله الخَليفةِ العبَّاسيِّ، وكان آخرَ ما خُطِبَ فيها للعَلويِّينَ المِصريِّينَ، ومَنَعَ الأذانَ بحيَّ على خَيرِ العَمَلِ، ففَرِحَ أَهلُها به فَرَحًا عَظيمًا، وتَغَلَّبَ على أَكثرِ الشامِ وعَظُمَ شَأنُه، وخافَهُ المِصريُّونَ، وظَلَمَ أَهلَها، وأَساءَ السِّيرَةَ فيهم. حتى أَهلَكَ الناسَ وأَفقَرَهُم.

العام الهجري : 597 العام الميلادي : 1200
تفاصيل الحدث:

جمع عبد الله بن حمزة العلوي المتغَلِّب على جبال اليمن جموعًا كثيرةً فيها اثنا عشر ألف فارس، ومن الرجَّالة ما لا يحصى كثرةً، وكان قد انضاف إليه من جندِ المعز بن إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، صاحِب اليمن، خوفًا منه، وأيقَنوا بمُلك البلاد، واقتَسَموها، وخافَهم ابنُ سيف الإسلام خوفًا عظيمًا، فاجتمع قوَّاد عسكر ابنِ حمزة ليلًا ليتَّفِقوا على رأيٍ يكون العمَلُ بمقتضاه، وكانوا اثني عشر قائدًا فنَزَلت عليهم صاعقةٌ أهلكَتْهم، فأتى الخبرُ ابنَ سيف الإسلام في باقي الليلةِ بذلك، فسار إليهم مجِدًّا فأوقع بالعسكَرِ المجتمع، فلم يَثبُتوا له، وانهزموا بين يديه، ووضع السيفَ فيهم، فقَتَل منهم ستةَ آلاف قتيل أو أكثر من ذلك، وثَبَت مُلكُه واستقَرَّ بتلك الأرض.

العام الهجري : 719 العام الميلادي : 1319
تفاصيل الحدث:

جهز الأميرُ أيتمش المحمدي على عسكرٍ إلى برقة، ومعه فايد وسليمان أمراءُ العُربان لجباية زكاةِ الأغنام على العادة، فسار في ثلاثمائةِ فارسٍ من أجناد الحلقة ومعه من الأمراءِ عِدَّةٌ، وذلك في آخِرِ يومٍ من المحرَّم، ونزل بالإسكندرية، ثم سار أيتمش يريدُ بلاد جعفر بن عمر من برقة، ومسافتُها من الإسكندرية على الجادة نحو شهرين، فدَلَّه بعض العرب على طريقٍ مسافتُها ثلاثة عشَرَ يَومًا يُفضي به إلى القَومِ مِن غيرِ أن يعلموا به، وطَلَب في نظير دَلالتِه على هذه الطريقِ مائةَ دينار وإقطاعاتٍ مِن السلطانِ بعد عودِ العسكرِ إلى القاهرة، فعَجَّل له أيتمش المائة، والتزم له بالإقطاعِ مِن السلطان، وكتب له بعشرةِ أرادِبَ قمحًا لعياله، وأركبه ناقةً، وكتم ذلك كلَّه عن العسكَرِ مِن الأمراء والأجناد والعُربان، وسار بمسيرِه، حتى إذا مضت ثلاثَ عشرة ليلة أشرف على منازِلِ جَعفرِ بنِ عمر وعُرْبانه، فدُهِشوا لرؤيةِ العَسكَرِ، وأرسل إليهم أيتمش بسليمان وفايد يدعوهم إلى الطاعةِ، فأجابوا مع رسُلِهم: إنَّا على الطاعةِ، ولكن ما سبب قدومُ هذا العسكرِ على غفلةٍ مِن غير أن يتقَدَّمَ لنا به علمٌ؟ فقال لهم أيتمش: حتى يحضُرَ الأمير جعفر ويسمَعَ مَرسومَ السلطان، وأعادهم، وتَقَدَّم أيتمش إلى جميع من معه ألَّا ينزِل أحدٌ عن فرسه طولَ ليلتِه، فباتوا على ظهورِ الخيل، فلما كان الصباحُ حضر أخو جعفر ليسمَعَ المرسوم، فنهَرَه أيتمش وقال له ولمن معه: ارجعوا إلى جعفرٍ فإن كان طائعًا فلْيَحضُر، وإلَّا فلْيُعَرِّفْني، وبعث معه ثلاثةً مِن مُقَدَّمي الحلقة، فامتنع جعفرٌ من الحضور، فللحالِ لَبِسَ العسكر السلاحَ وتَرَتَّب، وأفرد سليمان وفايد، بمن معهما من العسكرِ ناحية، واستعد جعفرٌ أيضًا وجمع قومَه وحمل بهم على العَسكَر، فرموهم بالنشَّاب فلم يبالُوا به، ودقُّوا العسكرَ برماحِهم، وصَرَعوا الأميرَ شُجاعَ الدين غرلوا الجوكندار بعدما جَرَحوه ثلات جراحات، فتداركه أصحابُه وأركبوه، وحملوا على العرب فكانت بين الفريقينِ تِسعَ عشرة وقعة آخِرُها انهزم العربُ إلى بيوتهم، فقاتلهم العسكرُ عند البيوتِ ساعةً وهزموهم إليها، وكانت تلك البيوتُ في غابةِ قَصَب، فكفَّ العسكَرُ عن الدخول إليهم، ومنعهم أيتمش عن التعرُّضِ إلى البيوتِ وحماها، وأباح لهم ما عداها، فامتَدَّت الأيدي، وأُخِذَت من الجمالِ والأغنامِ ما لا ينحَصِرُ عدده، وبات العسكَرُ محترسين، وقد أَسَروا نحوَ السِّتِّمائة رجل سوى من قُتِل، فلما أصبح الصبحُ منَّ أيتمش على الأسرى وأطلَقَهم، وتفَقَّد العسكرَ فوجد فيه اثني عشر جريحًا، ولم يُقتَل غيرُ جندي واحد، فرحل عائدًا عن البيوتِ بأنعامٍ تَسُدُّ الفضاء، وبِيعَ ما معهم فيما بينهم الرأسُ الغَنَمُ بدِرهمٍ، والجَمَلُ ما بين عشرين إلى ثلاثين درهمًا، وسار أيتمش ستةَ أيام في الطريق التي سلكها والعسكَر بالسِّلاح، خشيةً مِن عَودِ العرب إليهم، وبعث أيتمش بالبشارةِ إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فبعث الأميرَ سيفَ الدين ألجاي الساقي لتلَقِّي العسكر بالإسكندرية وإخراج الخُمُس مِمَّا معهم للسلطان، وتَفرِقة ما بَقِيَ فيهم، فخُصَّ الجنديُّ ما بين أربعةِ جمالٍ وخمسةٍ، ومِنَ الغَنَم ما بين العشرينَ إلى الثلاثين، وحَضَروا إلى القاهرة، فخَلَع السلطان على أيتمش، وبعد حضورهم بأسبوع قدم جعفرُ بنُ عمر إلى القاهرة، ونزل عند الأمير بكتمر الساقي مُستجيرًا، فأكرمه ودخل به على السلطانِ، فاعترف بالخطأِ، وسأل العفوَ، وأن يقَرِّرَ عليه ما يقومُ به، فقَبِلَ السلطانُ قَولَه وعفا عنه، وخلع عليه ومضى، وصار يحمِلُ القودَ في كلِّ سَنَةٍ.

العام الهجري : 373 العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

انتقل أولادُ زيري بن مناد- وهم زاوي وجلالة وماكسن، إخوة بلكين- إلى الأندلس، وسببُ ذلك أنَّهم وقعَ بينهم وبين أخيهم حمَّاد حروبٌ وقِتالٌ على بلادٍ بينهم، فغلبهم حمَّادٌ، فتوجَّهوا إلى طنجة ومنها إلى قُرطُبةَ، فأنزلهم محمَّدُ بنُ أبي عامر وسُرَّ بهم، وأجرى عليهم الوظائِفَ وأكرَمَهم، وسألهم عن سبَبِ انتقالهم، فأخبروه، وقالوا له: إنَّما اخترناك على غيرك، وأحبَبْنا أن نكون معك نجاهدُ في سبيل الله. فاستحسن ذلك منهم، ووعَدَهم ووصَلَهم، فأقاموا أيامًا، ثم دخلوا عليه وسألوه إتمامَ ما وعدهم به من الغَزوِ، فقال: انظروا ما أردتُم من الجندِ نُعْطِكم، فقالوا: ما يدخُلُ معنا بلادَ العَدُوِّ غيرُنا إلَّا الذين معنا من بني عَمِّنا، وصنهاجة وموالينا؛ فأعطاهم الخيلَ والسلاح والأموال، وبعث معهم دليلًا، وكان الطريقُ ضَيِّقًا، فأتوا أرض جُلَيقية، فدخلوها ليلًا، وكَمَنوا في بستان بالقرب من المدينة، وقَتَلوا كلَّ مَن به وقطعوا أشجارَه. فلما أصبحوا خرجَ جماعةٌ من البلد فضربوا عليهم وأخذوهم وقتَلوهم جميعَهم ورَجعوا، وتسامع العَدُوُّ، فركبوا في أثَرِهم، فلما أحسُّوا بذلك كَمَنوا وراء ربوة، فلما جاوزهم العدوُّ خرجوا عليهم من وراءهم، وضربوا في ساقتِهم وكبَّروا، فلما سمع العدوُّ تكبيرَهم ظَنُّوا أنَّ العددَ كَثيرٌ، فانهزموا، وتَبِعَهم صنهاجة، فقَتَلوا خلقًا كثيرًا، وغَنِموا دوابَّهم وسلاحهم وعادوا إلى قرطبة، فعَظُمَ ذلك عند ابن أبي عامرٍ، ورأى من شجاعتِهم ما لم يَرَه من جند الأندلس، فأحسَنَ إليهم وجعلهم بطانَتَه.

العام الهجري : 381 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 991
تفاصيل الحدث:

قيل في سَبَبِ خَلعِ الطائعِ وهو عبد الكريم أبو بكر عِدَّةُ أشياءَ؛ منها: أنَّه عجز عن دفع مصاريفِ الجُندِ، ومنها أنَّه بسَجنِه للشَّيخِ المفيدِ سَبَّبَ ذلك جفوةً بينه وبين بهاءِ الدَّولة، وقيل غيرُ ذلك، فكان خَلعُه حين جاء بهاءُ الدولة إلى دارِ الخلافة، وقد جلس الطائِعُ متقلِّدًا سيفًا، فلما قَرُب بهاءُ الدولة قبَّل الأرضَ، وتقَدَّمَ أصحابُه فجذبوا الطائِعَ بحَمائلِ سيفِه، وتكاثروا عليه ولَفُّوه في كساءٍ، وحُمِلَ في زبزب- نوع من السفن الشراعيَّة- في دجلة، وأُصعِدَ إلى دارِ الملك. وارتَجَّ البلَدُ، وظنَّ أكثَرُ النَّاسِ أنَّ القبضَ على بهاء الدولة، ونُهِبَت دار الخلافة، وماج النَّاسُ، إلى أن نودِيَ بخِلافةِ القادر. وكُتِبَ على الطائِعِ كِتابٌ بخَلعِ نَفسِه، وأنَّه سَلَّمَ الأمرَ إلى القادر بالله، فتشَغَّبَت الجندُ يَطلُبون رَسْمَ البيعة، وتردَّدَت الرسلُ بينهم وبين بهاء الدولة، ومَنَعوا الخطبةَ باسمِ القادرِ، ثمَّ أرضوهم وسَكَنوا، وأقيمَت الخطبةُ للقادر في الجمعة الآتية، والقادِرُ هذا ابنُ عَمِّ الطائِعِ المخلوع. وهو أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ الأمير إسحاق بن الخليفة جعفر المقتدر، ولَمَّا حُمِلَ الطائع إلى دارِ بهاء الدولة أشهَدَ عليه بالخَلعِ، وكان مُدَّة خلافته سبع عشرة سنة وثمانية شهور وستة أيام، وحُمِلَ إلى القادر بالله لَمَّا وَلِيَ الخلافة، فبَقِيَ عنده إلى أن توفِّيَ سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة، ليلةَ الفِطرِ، وصلَّى عليه القادِرُ بالله، وكبَّرَ عليه خمسًا.

العام الهجري : 788 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1386
تفاصيل الحدث:

في أولِ جمادى الآخرة سار عساكر الشام لمحاربة التركمان، وكانت بينهم وقعةٌ عظيمة، قُتِلَ فيها سبعةَ عشر أميرًا، منهم سودن العلائي نائب حماة، وقتل من الأجناد خلق كثير، وانكسر بقية العسكر.

العام الهجري : 691 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1292
تفاصيل الحدث:

خرج الملِكُ الأشرَفُ مِن دمشق من يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى، فدخل حَلَب في الثامن عشر، وخرج منها في رابعَ جمادى الآخرة يريدُ قلعةَ الروم فنزل عليها يومَ الثلاثاء ثامِنَه، ونصب عشرينَ منجنيقًا ورمى عليها، وعُمِلَت النقوبُ وعَمِلَ الأمير سنجر الشجاعي نائب دمشق سلسلةً وشَبَكَها في شراريفِ القلعة وأوثق طرفَها بالأرض، فصعد الأجنادُ فيها وقاتلوا قتالًا شديدًا، ففتح اللهُ القلعةَ يوم السبت حادي عشر رجب عَنوةً، وقَتَلَ من بها من المقاتلة، وسَبى الحريمَ والصبيان، وأخذ منها بترك الأرمن وكان بها فأُسِر، وكانت مدة حصارِها ثلاثة وثلاثين يومًا، وقد سماها السلطانُ قلعةَ المسلمين فعرفت بذلك، وحَمَل إليها زردخاناه- خزانة الأسلحة- وألفين ومائتي أسير، واستُشهِدَ عليها الأمير شرف الدين بن الخطير، فلما وردت البشائِرُ إلى دمشق بفتحِ قلعة الروم زُيِّنَت البلد ودُقَّت البشائر، ورتَّبَ السلطان الأميرَ سنجر الشجاعي نائبَ الشام لعمارة قلعة المسلمين، فعَمَر ما هدَّمَته المجانيق والنقوب، وخَرَّب رَبضَها، وعاد السلطانُ راجعًا يوم السبت الثامن عشر، فأقام بحلب إلىَ نصف شعبان، وعزل قرا سنقر عن نيابة حلَب، وولَّى عِوَضَه الأميرَ سيف الدين بلبان الطباخي المنصوري، ورتَّبَ بها الأميرَ عِزَّ الدين أيبك الموصلي شاد الدواوين، ورحل السلطان إلى دمشق، فدخلها في الثانية من يوم الثلاثاء العاشر من شعبان، وبين يديه بترك الأرمن صاحبُ قلعة الروم وعِدَّة من الأسرى.

العام الهجري : 563 العام الميلادي : 1167
تفاصيل الحدث:

لحق الحسنُ بن يحيى آخِرُ ملوك بني زيري بعد استيلاءِ النصارى على المهدية، بالعَرَبِ مِن رياح، وكبيرُهم محرز بن زياد الفادعي صاحِبُ القلعة، فلم يجِدْ لديهم مصرخًا، وأراد الرحيل إلى مصر للحافظ عبد المجيد الفاطمي, لكنَّه ارتحل إلى المغرب، وأجاز إلى بونة وبها الحارث بن منصور وأخوه العزيز. ثم توجه إلى قسنطينة وبها سبع بن العزيز أخو يحيى صاحب بجاية، فبعث إليه من أجازه إلى الجزائر. ونزل على ابن العزيز فأحسن نُزُلَه وجاوره إلى أن فتح الموحدون الجزائر سنة 547 بعد تملكهم المغرب والأندلس، فخرج إلى عبد المؤمن فلقَّاه تكرمةً وقبولًا. ولحق به وصَحِبَه إلى إفريقية في غزاته الأولى، ثم الثانية سنة 557 فنازل المهدية وحاصرها عبد المؤمن أشهرًا، وأسكن بها الحسنَ وأقطعه فيها, فأقام هنالك ثمانيَ سنين. ثم استدعاه يوسف بن عبد المؤمن فارتحل بأهلِه يريد مراكش. وهلك بتامسنا في طريقه إلى بابارولو، واللهُ وارثُ الأرض ومَن عليها وهو خير الوارثين، ورب الخلائق أجمعين.

العام الهجري : 445 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1054
تفاصيل الحدث:

عاد الأميرُ أبو منصور فولاستون ابن المَلِكِ أبي كاليجار البويهي  الدَّيلمي الشِّيعي إلى شيراز مُستَولِيًا عليها، وفارَقَها أخوهُ الأميرُ أبو سعدٍ، وكان سببُ ذلك أنَّ الأميرَ أبا سعدٍ كان قد تَقدَّم معه في دَولتِه إنسانٌ يُعرفُ بعَميدِ الدِّين أبي نصرِ بن الظَّهير، فتَحَكَّم معه، واطَّرحَ الأجنادَ واستَخَفَّ بهم، وأَوحشَ أبا نصرِ بن خسرو، صاحب قَلعةِ إصطخر، الذي كان قد استَدعَى الأميرَ أبا سعدٍ ومَلَّكَهُ، فلمَّا فعل ذلك اجتمعوا على مُخالَفَتِه وتَأَلَّبوا عليه، وأَحضرَ أبو نَصرِ بن خسرو الأميرَ أبا منصور بن أبي كاليجار إليه! وسَعى في اجتماعِ الكَلمةِ عليه، فأجابه كثيرٌ من الأجنادِ لِكَراهتهِم لعَميدِ الدِّين، فقَبَضوا عليه، ونادوا بِشِعارِ الأميرِ أبي منصور، وأَظهروا طاعتَه، وأَخرَجوا الأميرَ أبا سعدٍ عنهم، فعاد إلى الأهوازِ في نَفَرٍ يَسيرٍ، ودخلَ الأميرُ أبو منصور إلى شيراز مالِكًا لها، مُستَولِيًا عليها، وخَطَب فيها لطُغرلبك، وللمَلِكِ الرَّحيم، ولِنَفسِه بعدهما.

العام الهجري : 699 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1300
تفاصيل الحدث:

في يومِ الجمعة العشرين من شوَّالٍ ركِبَ نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشقَ إلى جبال الجرد وكسروان (وهي من مناطق الساحل اللبناني كان يسكنُها الدروز والروافض) وخرج الشيخُ تقي الدين ابن تيميَّة ومعه خلقٌ كثير من المتطَوِّعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية؛ بسبب فساد نيَّتِهم وعقائدِهم وكُفرِهم وضَلالِهم، وما كانوا عامَلوا به العساكِرَ لَمَّا كسرهم التَّتَرُ، وهربوا حين اجتازوا ببلادهم، ووثَبوا عليهم ونهَبوهم وأخذوا أسلحتَهم وخيولهم، وقتلوا كثيرًا منهم، فلما وصلوا إلى بلادِهم جاء رؤساؤُهم إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية فاستتابَهم وبيَّنَ للكثيرِ منهم الصوابَ وحصل بذلك خيرٌ كثيرٌ، وانتصارٌ كبير على أولئك المُفسِدين، والتزموا بردِّ ما كانوا أخَذوه من أموال الجيش، وقَرَّر عليهم أموالًا كثيرة يحملونَها إلى بيت المال، وأُقطِعَت أراضيهم وضياعُهم، ولم يكونوا قبل ذلك يدخُلونَ في طاعة الجُندِ ولا يلتَزِمونَ أحكام المِلَّة، ولا يدينونَ دينَ الحَقِّ، ولا يحَرِّمونَ ما حرم اللهُ ورسوله، وعاد نائبُ السلطنة يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة وتلقاه الناسُ بالشموع إلى طريق بعلبك وسطَ النَّهار.

العام الهجري : 922 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1516
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه بن بيبردى الغوري الجركسي الجنس, وهو من سلاطين المماليك البرجية. ولِدَ سنة 850 امتلكه الأشرف قايتباي وأعتقه وعيَّنه في عدة وظائف في خدمته. كان في أوائل الأمر أميًّا لا يعرف شيئًا؛ لأنه جُلب من بلاده وهو كبير قد شَرَع فيه الشيب، وصار السلطان قايتباي يرقِّيه لكونه أخًا لزوجته، وهي التي بذلت الأموال للجند ومكَّنَته من الخزائن حتى ملَّكوه بعد السلطان قايتباي، فاستمر سلطانًا سنة وسبعة أشهر، ثم خلعوه وكان قد تلقب بالأشرف وأخرجوه من المملكة سنة 905 وولي بعده أميران لم يثبت قدمُهما في السلطنة، ثم أجمع الأجناد على تولية السلطان قانصوه الغوري، وكان من أقَلِّ الأمراء شأنًا وأحقرهم مكانةً، لكن الأمراء الكبار تحامَوا الإقدام على السلطنة خوفًا من بعضهم البعض، فولوا قانصوه فقَبِلَ بعد أن شرَطَ عليهم أنهم لا يقتلونه إذا أرادوا خلعَه، فقبلوا منه ذلك فولي السلطنة سنة 906 وكان عظيم الدهاء قويَّ التدبير، فثبت قدمه في السلطنة ثباتًا عظيمًا، وما زال يقتل أكابِرَ الأمراء حتى أفناهم وصَفَت له المملكة ولم يبقَ له فيها منازعٌ، ولكنه مال إلى الظلم والعسف وانتهب أموال الناس وانقطعت بسببه المواريثُ، فضجَّ أهلُ مصر ومَن تحت طاعتِه؛ مِن أخذِه لأموالهم، فسلط الله عليه السلطان سليم الأول سلطانَ العثمانيين؛ فإنه غزاه إلى دياره ووقع بينهما مصاف، فقُتِل قانصوه الغوري تحت سنابك الخيل في معركةِ مرج دابق وعمرُه إذ ذاك يقارب الثمانين عامًا، وكانت مدة سلطنته ستة عشر سنة وعدة أشهر، فاختار المصريون سلطانًا جديدًا هو نائبه الذي تركه السلطان قانصوه على مصر: طومان باي، الذي تلقَّب بالملك الأشرف بعد أن أقسَمَ له الأمراء بالطاعة وبايعوه، وبايعه الخليفة كذلك.