الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.011 )

العام الهجري : 433 العام الميلادي : 1041
تفاصيل الحدث:

فسَدَ أمرُ أنوشتكين الدزبري، نائبِ المستنصِرِ بالله الفاطميِّ، صاحِبِ مصر، بالشَّام، وكان الوزيرُ أبو القاسم الجرجرائي يقصِدُه ويَحسدُه، إلَّا أنَّه لا يجِدُ طريقًا إلى الوقيعةِ فيه، وأحسَّ الدزبري بما يجري، فأظهر ما في نفسِه، وأحضر نائبَ الجرجرائي عنده، وأمر بإهانتِه وضَرْبِه، ثمَّ إنه أطلق لطائفةٍ مِن العسكَرِ يَلزَمونَ خِدمَتَه أرزاقَهم، ومنع الباقينَ، فحَرَّك ما في نُفوسِهم، وقوِيَ طَمَعُهم فيه، بما كوتبوا به من مِصرَ، فأظهروا الشَّغبَ عليه، وقصَدوا قصْرَه، وهو بظاهِرِ البلد، وتَبِعَهم من العامَّة من يريد النَّهبَ، فاقتتلوا، فعَلِمَ الدزبري ضَعْفَه وعَجْزَه عنهم، ففارق مكانَه، وسار إلى بعلبك، فمنعه مستحفِظُها، وأخذ ما أمكَنَه أخذُه مِن مال الدزبري، وتَبِعَه طائفةٌ من الجند يَقفُونَ أثره، وينهبون ما يَقدِرونَ عليه، وسار الدزبري إلى مدينةِ حماة، فمُنِعَ عنها، وقُوتِلَ، وكاتب المقَلَّد الكناني الكفرطابي، واستدعاه، فأجابه وحضر عنده في نحو ألفَي رجلٍ مِن كفرطاب وغيرها، فاحتمى به، وسار إلى حلب، ودخلها، وأقام بها مُدَّةً، وتوفي في منتصَفِ جمادى الأولى من هذه السنة، فلما توفِّيَ فسدَ أمر بلاد الشام، وزال النِّظامُ، وطَمِعَت العرب، وخرجوا في نواحيه، فخرج حَسَّان بن المفرج الطائي بفلسطين، وخرج مُعِزُّ الدَّولة بن صالح الكلابي بحَلَب، وقصَدَها وحصرها، ومَلَك المدينةَ، وامتنع أصحابُ الدزبري بالقلعة، وكتبوا إلى مصرَ يَطلُبونَ النجدة، فلم يفعلوا، واشتغَلَ عَساكِرُ دمشق ومُقَدَّمُهم الحسين بن أحمد الذي ولي أمرَ دمشق، بعد الدزبري، بحَربِ حسَّان، ووقع الموت في الذين في القَلعةِ، فسَلَّموها إلى مُعِزِّ الدَّولة بالأمانِ.

العام الهجري : 456 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1064
تفاصيل الحدث:

سَمِعَ ألب أرسلان أن شهابَ الدَّولةِ قُتلمش السلجوقي، قد عَصَى عليه، وجَمعَ جُموعًا كَثيرةً، وقَصدَ الرَّيَّ ليَستَولي عليها، فجَهَّزَ ألب أرسلان جَيشًا عَظيمًا وسَيَّرَهُم على المَفازَةِ إلى الرَّيِّ، فسَبَقوا قُتلمش إليها، وسار ألب أرسلان من نيسابور أَوَّلَ المُحرَّم من هذه السَّنَةِ، فلمَّا وَصلَ إلى دامغان أَرسَل إلى قُتلمش يُنكِر عليه فِعلَه، ويَنهاهُ عن ارتكابِ هذا الحالِ، ويَأمرُه بِتَركِها، فإنَّه يَرعَى له القَرابةَ والرَّحِمَ، فأجابَ قُتلمش جوابَ مُغْتَرٍّ بمَن معه مِن الجُموعِ، ونَهَبَ قُرَى الرَّيِّ، وأَجرَى الماءَ على وادي المِلْحِ، وهي سَبِخَةٌ، فتَعَذَّرَ سُلوكُها، وقَرُبَ السُّلطانُ من قُتلمش، فلَبِسَ المَلِكُ السِّلاحَ، وعَبَّأَ الكتائِبَ، واصطَفَّ العَسكرانِ فقَصدَ قُتلمش المحاجزة، وجَعلَ السَّبِخَة بينه وبين ألب أرسلان لِيَمتَنِعَ من اللِّقاءِ, فسَلكَ ألب أرسلان طَريقًا في الماءِ، وخاضَ غَمْرَتَهُ، وتَبِعَهُ العَسكرُ، فطَلَعَ منه سالِمًا هو وعَسكرُه، فصاروا مع قُتلمش واقتَتَلوا، فلم يَثبُت عَسكرُ قُتلمش لِعَسكرِ السُّلطانِ، وانهَزَموا لِساعَتِهم، ومَضَى مُنهَزِمًا إلى قَلعةِ كردكوه، وهي مِن جُملةِ حُصونِه ومَعاقِلِه، وكَثُرَ القَتلُ والأَسْرُ في عَسكرِه، وأراد السُّلطانُ قَتلَ الأَسْرَى، فشَفَعَ فيهم نِظامُ المُلْكِ فعَفَا عنهم وأَطلقَهم، ولمَّا سَكَنَ الغُبارُ، ونَزلَ العَسكرُ، وُجِدَ قُتلمش مَيِّتًا مُلقًى على الأرضِ لا يُدرَى كيف كان مَوتُه، قيلَ: إنَّه مات من الخَوفِ، والله أَعلمُ، فبَكَى السُّلطانُ لِمَوتِه، وقَعَدَ لِعَزائِه، وعَظُمَ عليه فَقْدُهُ، فسَلَّاهُ نِظامُ المُلْكِ، ودَخلَ ألب أرسلان إلى مدينة الرَّيِّ آخرَ المُحرَّم من السَّنَةِ.

العام الهجري : 458 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1066
تفاصيل الحدث:

هو إمامُ اللُّغةِ، أبو الحُسينِ عَلِيُّ بن إسماعيلَ المرسي نِسبةً إلى مَدينةِ مرسية في شَرقِ الأَندَلُس المُعروفُ بابنِ سِيدَه، وأَحَدُ مَن يُضرَب بِذَكائِه المَثَلُ. كان إمامًا حافِظًا في اللُّغةِ، وكان ضَريرَ البَصَرِ، أَخذَ عِلمَ العَربيَّةِ واللُّغةِ عن أَبيهِ، وكان أَبوهُ ضَريرًا أَيضًا، واشتَغلَ على أبي العَلاءِ صاعدٍ البغداديِّ، وله ((المُحكَم في لِسانِ العَربِ)) في مُجلَّداتٍ عَديدةٍ، وله ((شَرحُ الحَماسَةِ)) في سِتِّ مُجلَّداتٍ، وغيرُ ذلك، وقَرأَ على الشيخِ أبي عُمَرَ الطلمنكي كِتابَ ((الغريب)) لأبي عُبيدٍ سَرَدَها مِن حِفظِه، قال الطلمنكي: "دَخلتُ مرسية فتَشَبَّثَ بي أَهلُها يَسمَعون عَلَيَّ "غَريب المُصَنَّف" فقلتُ لهم: انظُروا لي مَن يَقرأُ لكم وأُمسِكُ أنا كِتابي، فأَتوني برَجُلٍ أَعمَى يُعرَف بابنِ سِيدَه، فقَرأهُ عَليَّ مِن أَوَّلِه إلى آخرِهِ، فتَعجَّبتُ مِن حِفظِه". وكان الشيخُ يُقابِل بما يَقرأُ في الكِتابِ، فسَمِعَ الناسُ بقِراءتِه مِن حِفظِه، فتَعجَّب الناسُ لذلك، وكان له في الشِّعْرِ حَظٌّ وتَصَرُّفٌ. قال اليسعُ بنُ حزمٍ: "كان ابنُ سِيدَه شُعوبِيًّا يُفضِّل العَجَمَ على العَربِ". قال الذهبيُّ: "وحَطَّ عليه السّهيليُّ في ((الرَّوْض الأَنِف)) فقال: "تَعَثَّر في ((المُحكَم)) وغَيرِه عَثراتٍ يَدْمَى منها الأَظَلّ، ويَدْحَضُ دَحَضاتٍ تُخرِجُه إلى سَبيلِ مَن ضَلّ، حتى إنَّه قال في الجِمارِ: هي التي تُرمَى بِعَرفَة. قلتُ (الذَّهبيُّ): هو حُجَّةٌ في نَقلِ اللُّغةِ، وله كِتابُ ((العالم في اللُّغةِ)) نحو مائة سِفْرٍ، بَدأَ بالفَلَكِ، وخَتَمَ بالذَّرَّةِ" تُوفِّي وله سِتُّونَ سَنَةً ولم يَتَيَسَّر له الحَجُّ.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

كانت عسقلان للفاطميين المصريين، ثم إنَّ حاكِمَ مصر الفاطمي الآمر بأحكام الله استعمل عليها إنسانًا يُعرَف بشمس الخلافة، فراسل بغدوين ملك الفرنج بالشام وهادنه، وأدَّى إليه مالًا وعروضًا، فامتنع به من أحكام المصريين عليه إلا فيما يريد من غير مجاهدة بذلك، فوصلت الأخبارُ بذلك إلى الآمر صاحب مصر، وإلى وزيره الأفضل، أمير الجيوش، فعَظُم الأمر عليهما، وجهَّزا عسكرًا وسيَّراه إلى عسقلان مع قائد كبير من قوَّاده، وأظهرا أنه يريد الغزاة، ونفذا إلى القائد سرًّا أن يقبض على شمس الخلافة إذا حضر عندهم، ويقيم هو عِوَضَه بعسقلان أميرًا. فسار العسكر، فعرف شمس الخلافة الحال فامتنع من الحضور عند العسكر المصري، وجاهر بالعصيان وأخرج من كان عنده من عسكر مصر؛ خوفًا منهم، فلما عرف الأفضل ذلك خاف أن يُسَلِّمَ عسقلان إلى الفرنج، فأرسل إليه وطيَّب قلبه وسكَّنه، وأقرَّه على عمله، وأعاد عليه إقطاعَه بمصر، ثم إن شمس الخلافة خاف أهل عسقلان فأحضر جماعة من الأرمن واتخذهم جندًا، ولم يزل على هذه الحال إلى آخر سنة أربع وخمسمائة، فأنكر الأمرَ أهلُ البلد، فوثب به قومٌ من أعيانه وهو راكب، فجرجروه فانهزم منهم إلى داره، فتبعوه وقتلوه، ونهبوا داره وجميع ما فيها، ونهبوا بعض دور غيره من أرباب الأموال بهذه الحُجَّة، وأرسلوا إلى مصر بجَليَّة الحال إلى الآمر والأفضل، فسُرَّا بذلك، وأحسَنا إلى الواصِلين بالبشارة، وأرسلا إليه واليًا يقيم به، ويستعمل مع أهل البلد الإحسان وحُسنَ السيرة، فتَمَّ ذلك وزال ما كانوا يخافونه.

العام الهجري : 521 العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

بظهورِ عماد الدين زنكي بن أقسنقر بدأ عهد الدولة الزنكية في الموصل وحلب؛ فقد تولى عماد الدين زنكي أمرَ ولاية الموصِل وأعمالها سنة 521 بعد أن ظهرت كفاءتُه في حكم البصرة وواسط، وتولَّى شحنكية العراق، أي: ضابطُ أمن البلَدِ-، وفي محرم سنة 522 تمت له السيطرة على حلب, وأخذ عماد الدين يخوض المعارك تلو المعارك ويحقق الانتصارات على الصليبيين، وقد علَّق ابن الأثير بعد أن تحدَّث عن انتصار عماد الدين على الفرنج في معركة كبيرة، وملكه حصن الأثارب، وحصاره حارم سنة 524، فقال: "وضَعُفَت قوى الكافرين، وعلموا أنَّ البلاد قد جاءها ما لم يكن لهم في حساب، وصار قُصاراهم حِفظَ ما بأيديهم بعد أن كانوا قد طمعوا في ملك الجميع". واستمرَّت جهود زنكي في توحيد قوى المسلمين في غزو الصليبيين، فملك حماة وحمص وبعلبك، وسرجي، ودارا، والمعرة، وكفر طاب، وقلعة الصور في ديار بكر، وقلاع الأكراد الحميدية، وقلعة بعرين، وشهرزور، والحديثة، وقلعة أشب وغيرها من الأكراد الهكارية. وفي سنة 534 حاول زنكي الاستيلاء على دمشق مرتين دون جدوى؛ فقد كانت دمشق المفتاحَ الحقيقي لاسترداد فلسطين من جهة الشام، غيرَ أن حاكم دمشق معين الدين أنر راسلَ الصليبيين للتحالُفِ ضِدَّ زنكي ووعدهم أن يحاصِرَ بانياس ويسَلِّمَها لهم ووافقوا، ولكن زنكي ذهب إليهم قبل قدومِهم لدمشق، فلما سمعوا ذلك لم يخرجوا. ومع ذلك فإنَّ معين الدين حاصر بانياس بمساعدة جماعة من الفرنج، ثم استولى عليها وسلَّمها للفرنج.

العام الهجري : 527 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1133
تفاصيل الحدث:

حصر المسترشد بالله مدينة الموصل في العشرين من شهر رمضان، وسبب ذلك ما تقدم من قصد الشهيد زنكي بغداد، ثم قصد جماعة من الأمراء السلجوقية باب المسترشد بالله، وصاروا معه فقَوِي بهم، واشتغل السلاطين السلجوقية بالخُلف الواقع بينهم، فأرسل الخليفة الشيخ بهاء الدين أبا الفتوح الأسفراييني الواعظ إلى عماد الدين زنكي برسالة فيها خشونة، فقبض عليه عماد الدين زنكي وأهانه ولقيه بما يكره، فأرسل المسترشد بالله إلى السلطان مسعود يعرِّفه الحال الذي جرى من زنكي ويُعلِمه أنه على قصد الموصل وحَصْرها، وتمادت الأيام إلى شعبان، فسار عن بغداد في النصف منه في ثلاثين ألف مقاتل، فلما قارب الموصل فارقها أتابك زنكي في بعض عسكره وترك الباقي بها مع نائبه نصير الدين جقر دزدارها والحاكم في دولته، وأمرهم بحفظها، ونازلها الخليفة وقاتلها وضَيَّق على من بها، وأما عماد الدين فإنه سار إلى سنجار، وكان يركب كل ليلة ويقطع الميرة عن العسكر ومتى ظفر بأحد من العسكر أخذه ونكل به، وضاقت الأمور بالعسكر أيضًا وتواطأ جماعة من الجصاصين بالموصل على تسليم البلد، فسُعي بهم فأُخذوا وصُلبوا، وبقي الحصار على الموصل نحو ثلاثة أشهر ولم يظفر منها بشيء ولا بلغه عمن بها وهن ولا قلة ميرة وقوت، فرحل عنها عائدًا إلى بغداد، فقيل: إن نصرًا الخادم وصل إليه من عسكر السلطان وأبلغه عن السلطان مسعود ما أوجب مسيره وعوده إلى بغداد، وقيل: بل بلغه أن السلطان مسعودًا عزم على قصد العراق، فعاد بالجملة، وأنه رحل عنها منحدرًا في شبارة في دجلة فوصل إلى بغداد يوم عرفة.

العام الهجري : 533 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1139
تفاصيل الحدث:

سار عمادُ الدين أتابك زنكي بن آقسنقر إلى بعلبك، فحَصَرَها ثمَّ مَلَكَها؛ وسبَبُ ذلك أنَّ مَحمودًا صاحِبَ دِمشقَ لَمَّا قُتِلَ كانت والدتُه زمرد خاتون عند أتابك زنكي بحَلَب، قد تزوَّجَها، فوَجَدت لقَتلِ وَلَدِها وَجْدًا شديدًا، وحَزِنَت عليه، وأرسلت إلى زنكي وهو بديارِ الجزيرة تُعَرِّفُه الحادثةَ، وتَطلُبُ منه أن يَقصِدَ دمشقَ ويطلُبَ بثأر ولدها. فلمَّا وقف على هذه الرِّسالةِ بادر في الحالِ مِن غيرِ توقُّفٍ ولا تَرَيُّث، وسار مُجِدًّا ليجعلَ ذلك طريقًا إلى مِلْكِ البلد، وعبَرَ الفرات عازمًا على قَصدِ دِمشقَ، فاحتاط مَن بها، واستعدُّوا، واستكثروا مِن الذخائرِ، ولم يتركوا شيئًا مِمَّا يحتاجون إليه إلَّا وبذلوا الجُهدَ في تحصيلِه، وأقاموا ينتَظِرونَ وصولَه إليهم، فتَرَكهم وسار إلى بعلبك، فوصلَ إليها في العشرين من ذي الحِجَّة من السَّنة فنازلها في عساكِرِه، وضَيَّقَ عليها، وجَدَّ في محاربتِها، ونَصَب عليها من المنجنيقاتِ أربعة عشر عددًا ترمي ليلًا ونهارًا، فأشرف مَن بها على الهلاك، وطلبوا الأمانَ، وسَلَّموا إليه المدينة، وبَقِيَت القلعةُ وبها جماعةٌ مِن شُجعانِ الأتراك، فقاتلهم، فلما أَيِسوا مِن مُعينٍ ونَصيرٍ طلبوا الأمانَ فأمَّنَهم، فسَلَّموا القلعة إليه، فلما نزلوا منها ومَلَكَها غَدَرَ بهم وأمَرَ بصَلبِهم فصُلِبوا ولم ينجُ منهم إلَّا القليلُ، فاستقبَحَ النَّاسُ ذلك مِن فِعْلِه واستعظَموه وخافه غيرُهم وحَذِروه، ولا سيَّما أهلُ دمشق؛ فإنَّهم قالوا: لو مَلَكَنا لفَعَل بنا مِثلَ فِعْلِه بهؤلاء؛ فازدادوا نفورًا وجِدًّا في محاربتِه، ولَمَّا ملك زنكي بعلبك أخذَ الجاريةَ التي كانت لمُعين الدين أنر، فتزوَّجَها بحَلَب.

العام الهجري : 545 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1150
تفاصيل الحدث:

في الرابعَ عَشَرَ مِن مُحَرَّم خَرَجَ العَرَبُ، زعب ومَن انضَمَّ إليها، على الحُجَّاج بالغرابي، بين مَكَّة والمدينة، فأخذوهم ولم يَسلَمْ منهم إلَّا القليلُ، وكان سَبَبُ ذلك أنَّه سار على الحاجِّ قايماز الأرجواني، وكان حَدَثًا غِرًّا، سار بهم إلى مكَّةَ، فلمَّا رأى أميرُ مكَّةَ قايماز استصَغَرَه وطَمِعَ في الحاجِّ، وتلَطَّفَ قايماز الحالَ معه إلى أن عادوا، فلمَّا سار عن مكَّةَ سَمِعَ باجتماعِ العَرَبِ، فقال للحاجِّ: المصلحةُ أنَّا لا نمضي إلى المدينةِ، وضَجَّ العَجَمُ وتَهَدَّدَه بالشكوى منه إلى السُّلطانِ سنجر، فقال لهم: فأعطُوا العَرَبَ مالًا نَستكِفُّ به شَرَّهم! فامتنعوا من ذلك، فسار بهم إلى الغرابي، وهو مَنزِلٌ يَخرُجُ إليه مِن مَضيقٍ بين جبلين، فوَقَفوا على فَم مَضيقٍ، وقاتلهم قايماز ومَن معه، فلمَّا رأى عَجْزَه أخَذَ لنَفسِه أمانًا، وظَفِروا بالحُجَّاجِ، وغَنِموا أموالَهم وجميعَ ما عِندَهم، وتفَرَّقَ الناسُ في البَرِّ، وهلك منهم خلقٌ كَثيرٌ لا يُحصَونَ كَثرةً، ولم يَسلَمْ إلَّا القليل، فوصل بعضُهم إلى المدينةِ وتحَمَّلوا منها إلى البلادِ، وأقام بعضُهم مع العرب حتى توصَّلَ إلى البلادِ. قال ابن الأثير: "ثمَّ إن الله تعالى انتصَرَ للحاجِّ مِن زعب، فلم يزالوا في نَقصٍ وذِلَّةٍ، ولقد رأيتُ شابًّا منهم بالمدينةِ سنة 576، وجرى بيني وبينه مفاوضةٌ، قلت له فيها: إنَّني- واللهِ- كنتُ أَميلُ إليك حتى سمعتُ أنَّك مِن زعب، فنَفَرْتُ وخِفتُ شَرَّك. فقال: ولمَ؟ فقلت: بسبَبِ أخْذِكم الحاجَّ. فقال لي: أنا لم أدرِكْ ذلك الوقتَ، وكيف رأيتَ اللهَ صَنَعَ بنا؟ واللهِ ما أفلَحْنا، ولا نجَحْنا؛ قَلَّ العَدَدُ وطَمِعَ العدوُّ فينا"!

العام الهجري : 574 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ شِهابُ الدين، أبو الفوارِسِ سَعدُ بن محمد بن سعد بن صيفي التميمي الأديب الفقيه الشافعي، المعروف بالحيص بيص, ومعنى الحيص بيص: الشِّدَّةُ والاختلاطُ, قيل: إنَّه رأى الناسَ في شدَّة وحركةٍ، فقال: ما للنَّاسِ في حيصَ بَيصَ؟ فلزِمَه ذلك. وكان من فضلاءِ العالَم. كان قد سمع الحديثَ، ومدح الخلفاءَ والسلاطين والأكابر، وشِعرُه مشهورٌ، وله (ديوان) وترَسُّل. كان فصيحًا حسَن الشعر, بليغًا وافِرَ الأدَبِ، عظيمَ المنزلةِ في الدولتين العباسيَّة والسلجوقية. كان بديعَ المعاني، مليحَ الرسائِلِ، ذا خبرةٍ تامةٍ باللغة والبلاغة والأدب، وله يدٌ في المناظرة, وكان يناظِرُ على رأي الجمهور. كان لا يخاطِبُ أحدًا إلا بالكلام العربي. تفقَّه في مذهب الشافعي بالريِّ، وتكلَّم في مسائل الخلاف. ذكره ابن السمعاني في «ذيله» فقال: "له باعٌ في اللغة، وحِفظٌ كثيرٌ للشعرِ، وكان إمامًا في الرأي، حَسَن العقيدة". قال عبد الباقي بن زريق الحلبي الزاهد: "رأيتُه واجتمعتُ به، فكان صدرًا في كل علم، عظيمَ النفس، حسَنَ الشارة، يركَبُ الخيل العربية الأصيلة، ويتقلَّدُ بسيفين، ويحمِلُ حلقة الرمح، ويأخذ نفسَه بمآخِذِ الأمراء، ويتبادى في لفظِه، ويعقِدُ القاف, وكان أفصَحَ مَن رأيت". قال ابن كثير: "لم يكُنْ له في المراسلات بديلٌ، كان يتقعَّرُ فيها ويتفاصح جدًّا، فلا تواتيه إلا وهي مُعجرفة، وكان يزعم أنه من بني تميم، فسُئِل أبوه عن ذلك فقال ما سمعتُه إلَّا منه". توفي يوم الثلاثاء خامس شهر شعبان من هذه السنة، وله ثنتان وثمانون سنة، وصلِّي عليه بالنظامية، ودُفن بباب التبن، ولم يُعْقِب.

العام الهجري : 580 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1184
تفاصيل الحدث:

خرج عليُّ بنُ إسحاق المعروفُ بابن غانية، وهو من أعيان الملثَّمين- المرابطين- الذين كانوا ملوك المغرب، وهو حينئذٍ صاحبُ جزيرة ميورقة، إلى بجاية فمَلَكَها، وسبب ذلك أنه لَمَّا سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عَمرَ أسطولَه، فكان عشرين قطعةً وسار في جموعه فأرسى في ساحل بجاية، وخرجت خيلُه ورجالُه من الشواني فكانوا نحو مائتي فارس من الملثَّمين وأربعة آلاف راجل، فدخل مدينةَ بجاية بغير قتالٍ؛ لأنه اتفق أنَّ واليَها سار عنها قبل ذلك بأيامٍ إلى مراكش ولم يترُكْ فيها جيشًا ولا ممانِعًا؛ لعدم عدو يحفَظُها منه، فجاء الملثَّم ولم يكن في حسابِهم أنه يُحَدِّثُ نفسَه بذلك، فأرسى بها ووافقه جماعةٌ من بقايا الدولة بني حماد وصاروا معه فكَثُرَ جَمعُه بهم وقَوِيَت نفسه، فسَمِعَ خبره والي بجاية فعاد من طريقِه ومعه من الموحِّدين ثلاثمائة فارس، فجمع من العربِ والقبائل الذين في تلك الجهاتِ نحو ألف فارس، فسَمِعَ بهم الملثم وبقربهم منه، فخرج إليهم وقد صار معه قَدرُ ألف فارس، وتواقفوا ساعة فانضاف جميعُ الجموع التي كانت مع والي بجايةَ إلى الملثم، فانهزم حينئذٍ والي بجاية ومَن معه من الموحِّدين وساروا إلى مراكش، وعاد الملثَّم إلى بجاية فجمع جيشَه وخرج إلى أعمالِ بجايةَ فأطاعه جميعُهم إلا قسنطينة الهوى فحصرها إلى أن جاء جيشٌ من الموحدين من مراكِشَ في صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة في البر والبحر، وكان بها يحيى وعبد الله أخو علي بن إسحاق الملثم، فخرجا منها هاربَينِ ولحقا بأخيهما فرحل عن قسنطينة وسار إلى إفريقيَّةَ.

العام الهجري : 622 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1225
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الملك الأفضل علي بن يوسف بن أيوب بن شاذي. ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين، ولد يوم عيد الفطر سنة 565 بالقاهرة، وقيل: سنة ست وستين. وسمع من عبد الله بن بري النحوي، وأبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري، وأجاز له جماعة. وله شِعر حسن، وترسُّل، وخط مليح. وكان أسنَّ إخوانه، وإليه كانت ولاية عهد أبيه. ولما مات أبوه، كان معه بدمشق، فاستقل بسلطنتها، واستقل أخوه الملك العزيز بمصر، وأخوهما الظاهر بحلب. ثم جرت للأفضل والعزيز فتن وحروب، ثم اتفق العزيز وعمه الملك العادل على الأفضل، وقصدا دمشق، وحاصراه، وأخذاها منه، فالتجأ إلى صرخد، وأقام بها قليلًا، فمات العزيز بمصر، وقام ولده المنصور محمد وهو صبي، فطلبوا له الملك الأفضل ليكون أتابكه، فقدم مصر، ومشى في ركاب الصبي. ثم إن العادل عَمِلَ على الأفضل، وقَدِمَ مصر وأخذها، ودفع إلى الأفضل ثلاثة مدائن بالشرق، فسار إليها، فلم يحصل له سوى سميساط، فأقام بها ولم يزَلْ بها إلى أن توفي بها، وكان خيرًا، وما أحسن ما قال القاضي الفاضل: "أمَّا هذا البيت، فإن الآباء منه اتَّفقوا فمَلَكوا، والأبناء منه اختلفوا فهلكوا". قال الذهبي: "كان فيه تشيُّع". وقد قال ابن الأثير " إنَّه ما ملك الأفضل شيئًا من البلاد إلا وأخذه عمُّه منه، بل ذكر أنه رأى عمودًا من الرخام الفاخر في بيت المقدس فقيل له إنه كان للأفضل، ثم أخذه منه عمه العادل"، ولما مات الأفضل اختلف أولاده وعمهم قطب الدين موسى، ولم يقوَ أحد منهم على الباقين ليستبدَّ بالأمر.

العام الهجري : 694 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1294
تفاصيل الحدث:

في يومِ الأربعاءِ حادي عشر المحرم خُلِعَ المَلِكُ النَّاصِرُ بن قلاوون، وكانت أيَّامُه سَنةً واحدةً تَنقُصُ ثلاثةَ أيام، لم يكن له فيها أمرٌ ولا نهيٌ، بل كل ذلك بيَدِ السلطان الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري الذي كان في مُدَّة سلطنة الملك الناصِرِ هو القائِمَ بجميع أمور الدولة، وليس للناصرِ معه تصرفٌ البتة، ثمَّ إنه أخذ في أسباب السُّلطةِ بعد قتل الشجاعيِّ المنافِسِ الأوَّل لكتبغا، ولَمَّا دخل المحرم انقطع في دارِ النيابة وأظهَرَ أنَّه ضعيفُ البَدَنِ، وباطِنُ أمْرِه أنه يريد أن يقَرِّرَ أمورَه في السَّلطنةِ، فخرج إليه الناصِرُ وعاده، فلما كانت فتنةُ المماليك، جلس في صباحِ تلك الليلة بدارِ النيابة وجمَعَ الأمراء وقال لهم: قد انخرق ناموسُ المملكة، والحُرمةُ لا تتِمُّ بسَلطنةِ الناصِرِ لِصِغَرِ سِنِّه، فاتَّفَقوا على خَلعِه وإقامة كتبغا مكانه، وحلفُوا له على ذلك، وقَدِمَ إليه فرس النوبة بالرَّقَبة الملوكية، ورَكِبَ من دار النيابة قبل أذان العصرِ من يوم الأربعاء حادي عشر المحرم، ودخل من باب القلعةِ إلى دار السلطانيَّة، والأمراء مشاةٌ بين يديه حتى جلس على التخت بأبَّهة الملك، وتلقَّب بالملك العادل، ويُذكَرُ أن أصله من التتار من سَبْيِ وَقعةِ حمص الأولى التي كانت في سنة 659 أيَّام الملك الظاهرِ بيبرس بعد وقعة عين جالوت، وكان من الغويرانية، وهم طائفةٌ من التَّتر, فأخذه الملكُ المنصورُ قلاوون وأدَّبَه ثم أعتَقَه، وجعَلَه من جملة مماليكِه، ورقَّاه حتى صار من أكابِرِ أمرائه. وهو من خيارِ الأمراء وأجوَدِهم سيرةً ومَعدلةً، وقصدًا في نصرةِ الإسلامِ.

العام الهجري : 816 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1414
تفاصيل الحدث:

قام السلطانُ المؤيد شيخ المحمودي في شهر ذي الحجة باستدعاء داود بن المتوكل على الله من داره، وهو أخو الخليفة العباسي العباس المستعين بالله، فحضر بين يديه بقلعة الجبل، وقد حضر قضاة القضاة الأربعة، فعندما رآه قام له، وقد ألبسه خِلعةً سوداء، وأجلسه بجانبه، بينه وبين قاضي القضاة شيخ الإسلام جلال الدين البلقيني، فدعا القضاة، وانصرفوا على أن داود بن المتوكل على الله استقَرَّ في الخلافة، ولم يقع خلع الخليفة المستعين بالله، ولا أقيمت بينه بما يوجب شغور الخلافة عنه، ولا بويع داود هذا، بل خُلِعَ عليه فقط، ولُقِّبَ بأبي الفتح المعتضد بالله أمير المؤمنين، أما الخليفة المستعين بالله فأُخِذ إلى قلعة الجبل في دار بالقلعة مدة، ثم نُقِل إلى برج بالقلعة إلى يوم عيد النحر من سنة 819، فأُنزل من القلعة نهارًا إلى ساحل النيل على فرس، وصحبته أولاد الملك الناصر فرج ابن الظاهر برقوق، وهم: فرج، ومحمد، وخليل، وتوجه معهم الأمير كزل الأرغون شاوي إلى الإسكندرية، فدام الخليفة المستعين هذا مسجونًا بالإسكندرية إلى أن نقله الملك الأشرف برسباي إلى قاعة بثغر الإسكندرية، فدام بها إلى أن توفي بالطاعون في يوم الأربعاء لعشرين بقين من جمادى الأولى سنة 833، ولم يبلغ الأربعين سنة من العمر، ومات وهو في زعمه أنه مستمِرٌّ على الخلافة، وأنه لم يُخلَع بطريق شرعي؛ ولذلك عهد بالخلافة لولده يحيى، فلما مات المعتضد داود في يوم الأحد رابع شهر الأول من سنة 845، تكلم يحيى المذكور في الخلافة، وسعى سعيًا عظيمًا، فلم يتِمَّ له ذلك.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

بعد أن انتصر السلطانُ العثماني سليم الأول على السلطان المملوكي قانصوه الغوري وقتَلَه في معركة مرج دابق سنة 922، سار إلى مصر، وأرسل السلطان سليم إلى السلطان الجديد طومان باي يعرِضُ عليه الصلح مقابِلَ الاعتراف بسيادة العثمانيين على مصر، غيرَ أن طومان باي رفض ذلك واستعدَّ للقتال، والتقى الطرفان أولًا على حدود بلاد الشام في معركة أولى انهزم فيها المماليك، ثم دخل العثمانيون غزةَ ثم أكملوا مسيرَهم إلى مصر حتى وصلوا إلى الريدانية على أبواب القاهرة، فجرت بين الطرفين معركةٌ انطلق فيها السلطان طومان باي المملوكي إلى مقَرِّ السلطان سليم الأول العثماني ومعه بعضُ الفرسان وقتلوا مَن حوله وأسَروا الوزير سنان باشا وقتَلَه طومان بعد ذلك، ولكن المعركةَ انتهت بانتصار العثمانيين خاصةً؛ لوجود المدافع التي معهم ثمَّ في الثامن من محرم دخل العثمانيون القاهرة، وهرب طومان باي نحو الجيزة غيرَ أنه سقط أسيرًا بأيدي العثمانيين الذين قتلوه في الحادي والعشرين من ربيع الأول من هذا العام، فكان بنهايته نهاية الدولة المملوكيَّة، ثمَّ إنَّ السلطان العثماني سليم الأول بايعه أهلُ مصر، وتنازل له الخليفة العباسي المتوكل على الله محمد بن يعقوب عن الخلافة, وبذلك أيضًا انقضت الخلافة العباسية التي دامت تحت ظلِّ المماليك قرابة المائتين وأربع وستين سنة! وانطوت من التاريخ الخلافةُ في مصر لتبدأ الخلافة من جديدٍ في إستانبول, ولَقَّب السلطانُ سليم الأول نفسَه بخادم الحرمين الشريفين أثناء خطبة الجمعة التي أُلقِيت في الجامع الكبير بحلب.

العام الهجري : 943 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1536
تفاصيل الحدث:

كانت الأسرة الوطاسية هي الحاكمةَ على فاس بزعامة أبي العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد، وكانت الأسرةُ السعدية أخذت في التوسُّع بزعامة أبي العباس أحمد الأعرج وانتقلت من مراكش، وهدَّدت سلطنة الوطاسيين، فقامت بين الأسرتين حروبٌ دامت أيامًا، تعتبر وقعةُ بير عقبة من أعظم الوقعاتِ التي كانت بين الوطاسيين والسعديين، وتحدَّث بها العامة في أنديتهم كثيرًا وبالغوا في وصفِها والإخبار عنها، وقد ذكرها شعراؤهم في أزجالهم-نصوصهم- الملحونة، وهي محفوظة فيما بينهم، وذلك أنَّه لَمَّا طمى عباب السعديين على بلاد الحوز وكادوا يَلِجون على الوطاسيين دارَ مُلكِهم من فاس، نهض إليهم السلطان أبو العباس أحمد الوطاسي أواخِرَ سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة يجرُّ الشوك والمدَر في جمعٍ كثيف من الجند وقبائل العرب في حُلَلِها وظُعُنها، وجاء أبو العباس السعدي في قبائل الحوز بحللها وظعنها كذلك. فكان اللقاءُ بمشروع بير عقبة- أحد مشاريع وادي العبيد- من تادلا، فنشبت الحرب وتقاتل الناسُ وبرز أهل الحفائظ منهم والتراث، وقاتل الناسُ على حرمهم وأحسابهم وعِزِّهم، فأفنى بعضهم بعضًا إلا قليلًا، ودامت الحرب أيامًا على ما قيل إلى أن كانت الهزيمة على الوطاسيين؛ وذلك بسبب تخلي قبائل الخلوط التي كادت تكون القوةُ الأمامية للجيش الوطاسي؛ مما أدى إلى انتشار الفوضى في سائر جيش الوطاسيين, وعلى إثر هذه الهزيمة عُقِد صلحٌ بين الطرفين في مدينة تادلا يقضي بتقسيم البلاد بين الأسرتين، وبموجِبه انسحب الوطاسيون إلى فاس وبقيت تادلا بيد الشريفِ السعدي أبي العباس أحمد الأعرج، وأظهرت هذه المعركة قوةَ السعديين.