الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2021
تفاصيل الحدث:

وُلِد محمد بازوم الذي ينحَدِرُ من قبيلة "أولاد سليمان" العربية – وهو من المسلِمين السنة – عام ١٣٨٠هـ الموافق 1960م في منطقة "ديفا"، بجنوبِ شَرقِ النيجر.
تُمثِّلُ القوميَّةُ التي ينتمي إليها بازوم أقلِّيَّةً في البلاد؛ حيث لا تتعدَّى الواحِدَ في المائة من سُكَّان النيجر، غيرَ أنَّ لها حضورًا قَوِيًّا في ليبيا وتشاد ومالي.
حصل على شهادة البكالوريا عام 1979، ثم على درجة الماجستير في الفلسفة السياسيَّة والأخلاقيَّة في جامعة دكار (السنغال)، ويتميَّزُ بقُدرتِه على التحَدُّثِ بطلاقةٍ اللُّغاتِ الأساسيَّةَ المستَخدمةَ في النيجر (العربية – الطوارق – الفرنسية – الفولاني – الإنجليزية).
تبَوَّأَ مناصِبَ وزاريَّةً في العديدِ مِن الحكوماتِ؛ حيث شَغِل مَنصِبَ وزيرِ الخارجيَّةِ لدولة النَّيجر، ورئيس الهيئة الدبلوماسيَّة النيجيريَّة، ليتولَّى بعدها حقيبةَ الدَّاخليَّةِ والأمنِ العامِّ واللامركزيَّة والشُّؤون العُرفية والدِّينيَّة، حتى تمَّ ترشُّحُه لِمَنصب الرئاسة، لخِلافةِ الرئيس المنتهية ولايتُه محمدو إسوفو.

العام الهجري : 491 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1098
تفاصيل الحدث:

كان أخذُ المعرَّة بعد أخذ أنطاكية. ولَمَّا وقع ذلك اجتمع ملوكُ الإسلام بالشام، وهم رضوان صاحِبُ حلب، وأخوه دقماق، وطغتكين صاحب دمشق، وصاحب الموصل، وسكمان بن أرتق صاحب ماردين، وأرسلان شاه صاحب سنجار, ولم ينهَضْ أمير الجيوش الأفضل بن بدر بإخراج عساكِرِ مِصرَ مع قدرته على المال والرجال, فاجتمع الجميعُ ونازلوا أنطاكية وضيَّقوا على الفرنجَ حتَّى أكلوا ورق الشجر. وكان صنجيل مقدَّم الفرنج عنده دهاءٌ ومكر، فرتَّب مع راهب حيلة وقال: اذهب فادفن هذه الحربةَ في مكان كذا، ثم قُلْ للفرنج بعد ذلك: رأيتُ المسيحَ في منامي وهو يقولُ: في المكان الفلاني حربةٌ مدفونة فاطلبوها، فإن وجدتموها فالظَّفَرُ لكم، وهي حربتي، فصوموا ثلاثةَ أيَّامٍ وصلُّوا وتصدَّقوا، ثم قام وهم معه إلى المكان ففتَّشوه فظهرت الحَربةُ؛ فصاحوا وصاموا وتصدَّقوا وخرجوا إلى المسلمين من الباب متفرِّقين من خمسة، وستة، ونحو ذلك، فقال المسلمون لكربوقا: ينبغي أن تقِفَ على الباب، فتقتُلَ كُلَّ من يخرج، فإنَّ أمْرَهم الآن وهم متفرقون سَهلٌ. فقال: لا تفعلوا، أمهلوهم حتى يتكامَلَ خروجُهم فنقتُلَهم! ولم يمكِنْ من معاجلتِهم، فقَتَل قومٌ من المسلمين جماعةً من الخارجين، فجاء إليهم هو بنفسه ومنعهم ونهاهم، فلما تكامل خروجُ الفرنج ولم يبق بأنطاكية أحدٌ منهم، ضربوا مصافًّا عظيمًا، فولى المسلمون منهزِمين؛ لِما عاملهم به كربوقا أولًا من الاستهانة بهم والإعراض عنهم، وثانيًا: مِن مَنعِهم عن قتل الفرنج، وتمت الهزيمةُ عليهم، ولم يضرِبْ أحدٌ منهم بسيف، ولا طعَنَ برُمحٍ، ولا رمى بسهمٍ! وآخِرُ من انهزم سقمان بن أرتق، وجناح الدولة؛ لأنهما كانا في الكمين، وانهزم كربوقا معهم. فلما رأى الفرنجُ ذلك ظنُّوه مكيدة؛ إذ لم يجرِ قِتالٌ يُنهزَمُ مِن مِثلِه! وخافوا أن يتبعوهم، وثبت جماعةٌ من المجاهدين، وقاتلوا حِسبةً، وطلبًا للشهادة، فقَتَل الفرنجُ منهم ألوفًا، وغَنِموا ما في العسكرِ مِن الأقوات والأموال والأثاث والدواب والأسلحة، فصلحت حالهم، وعادت إليهم قوَّتُهم، فلما فعل الفرنجُ بالمسلمين ما فعلوا ساروا إلى معرَّة النعمان، فنازلوها وحصروها، وقاتلهم أهلها قتالًا شديدًا، ورأى الفرنجُ منهم شدةً ونكاية، ولقُوا منهم الجِدَّ في حربهم، والاجتهادَ في قتالهم، فعملوا عند ذلك برجًا من خشب يوازي سورَ المدينة، ووقع القتالُ عليه، فلم يضُرَّ المسلمين ذلك، فلما كان الليل خاف قومٌ من المسلمين، وانتابهم الفشَلُ والهلع، وظنُّوا أنهم إذا تحصنوا ببعضِ الدور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السورِ وأخلَوا الموضِعَ الذي كانوا يحفظونه، فرآهم طائفةٌ أخرى، ففعلوا كفِعلِهم، فخلا مكانُهم أيضًا من السور، ولم تزَلْ تتبَعُ طائفةٌ منهم التي تليها في النزولِ حتى خلا السور! فصعد الفرنجُ إليه على السلاليم، فلما علوه تحيَّر المسلمون، ودخلوا دورَهم، فوضع الفرنجُ فيهم السيفَ ثلاثة أيام، فقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وسَبَوا السبيَ الكثير، وملكوه، وأقاموا أربعين يومًا! وساروا إلى عرقة فحصروها أربعةَ أشهر، ونقبوا سورَها عدةَ نُقوبٍ، فلم يقدروا عليها، وراسلهم منقذ صاحب شيزر، فصالحهم عليها، وساروا إلى حمص وحصروها فصالحهم صاحبها جناح الدولة، وخرجوا على طريق النواقير إلى عكا فلم يقدروا عليها. ثم كتب دقماق ورضوان والأمراء إلى الخليفة المستظهر العباسي يستنصِرونَه، فأخرج الخليفةُ أبا نصر ابن الموصلايا إلى السلطان بركيارق بن السلطان ملكشاه السلجوقي يستنجده. كلُّ ذلك وعساكر مصر لم تُهيَّأ للخروج!!

العام الهجري : 595 العام الميلادي : 1198
تفاصيل الحدث:

كانت فتنةٌ عَظيمةٌ بعَسكَرِ غياث الدين، مَلِك الغور وغزنة، وهو بفيروزكوه، عَمَّت الرعية والملوك والأمراء، وسَبَبُها أن الفخر محمد بن عمر بن الحسين الرازي، الإمامُ المشهور، الفقيهُ الشافعيُّ، فارق بهاءَ الدين صاحِبَ باميان وقَصَد غياثَ الدين الغوري خال بهاء الدين، فالتقاه وبجَّلَه وأنزله، وبنى له مدرسةً، وقَصَده الفُقَهاءُ من النواحي، فعظم ذلك على الكرَّامية، وهم خلقٌ بهراة، وكان أشد الناس عليه ابنَ عم غياث الدين وزَوج بنته، الملك ضياء الدين، فاتفق حضورُ الفُقَهاء الكرَّامية والحنفية والشافعيَّة، وفيهم فخر الدين الرازي، والقاضي مجد الدين عبد المجيد بن عمر بن القدوة، وهو من الكرَّامية الهيصمية، وله عندهم محلٌّ كبير لزُهدِه وعِلمِه وبيته، فلمَّا اجتمعوا عند غياث الدين بفيروزكوه للمناظرة. فتكلَّم الرازي، فاعترض عليه ابن القدوة، وطال الكلامُ، فقام غياث الدين فاستطال عليه الفَخرُ، وسَبَّه وشَتَمَه، وبالغ في أذاه، وابن القدوة لا يزيد على أن يقولَ: لا يفعل مولانا إلا وأخذك الله، أستغفر الله؛ فانفصلوا على هذا، وقام ضياءُ الدين في هذه الحادثة وشكا إلى غياثِ الدين، وذَمَّ الفخرَ، ونسبه إلى الزندقة ومَذهَب الفلاسفة، فلم يُصْغِ غياث الدين إليه، فلما كان الغدُ وعظ ابن عم المجد بن القدوة بالجامِعِ، فلما صَعِدَ المنبرَ قال بعد أن حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا اللهُ، ربَّنا آمَنَّا بما أنزلْتَ واتَّبَعْنا الرَّسولَ فاكتُبْنا مع الشَّاهِدينَ، أيُّها الناسُ، إنَّا لا نقولُ إلا ما صَحَّ عندنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما عِلمُ أرسطاطاليس، وكفريَّات ابن سينا، وفلسفة الفارابي، فلا نعلَمُها، فلأيِّ حالٍ يُشتَمُ بالأمس شيخٌ من شيوخ الإسلام يَذُبُّ عن دين الله، وعن سُنة نبيه؟! وبكى وضَجَّ النَّاسُ، وبكى الكرَّامية واستغاثوا، وأعانهم مَن يُؤثِرُ بُعدَ الفخر الرازي عن السلطان، وثار النَّاسُ من كل جانب، وامتلأ البلدُ فِتنةً، وكادوا يَقتَتِلون، ويجري ما يَهلِكُ فيه خلقٌ كثير، فبلغ ذلك السلطان، فأرسل جماعةً مِن عنده إلى الناسِ وسَكَّنَهم، ووعدهم بإخراجِ الفَخرِ الرازي من عندهم، وتقَدَّمَ إليه بالعَودِ إلى هراة، فعاد إليها.

العام الهجري : 600 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1204
تفاصيل الحدث:

مَلَك الفرنجُ مدينة القسطنطينيَّةِ مِن الروم، وأزالوا مُلكَ الروم عنها، وكان سَبَبُ ذلك أنَّ مَلِكَ الروم حينها ثار عليه ابن أخيه وقيل ابنه، ففشل في ذلك فالتجأ للفرنج، ووعدهم إن ساعدوه أن يعينَهم على إخضاعِ الكنيسة للبابوية ويُعينَهم على حملتِهم الصليبيَّة، فاتَّفَق ذلك وقد اجتمع كثيرٌ من الفرنج ليخرجوا إلى بلاد الشامِ لاستنقاذ بيت المقدس من المسلمين، فأخذوا ولدَ الملك معهم، وجعلوا طريقَهم على القسطنطينيَّة؛ قصدًا لإصلاح الحال بينه وبين عَمِّه، ولم يكن له طمعٌ في سوى ذلك، فلمَّا وصلوا خرج عمه في عساكِرِ الروم محاربًا لهم، فوقع القتالُ بينهم في رجب سنة 599، فانهزمت الرومُ، ودخلوا البلد، فدخله الفرنجُ معهم، فهرب مَلِكُ الروم إلى أطراف البلاد، وقيل: إن ملك الروم لم يقاتِل الفرنج بظاهِرِ البلد، وإنما حَصَروه فيها، وكان بالقسطنطينيَّة من الروم من يريد تمليك صبي، فألقى الفرنج النار في البلد، فاشتغل الناسُ بذلك، ففتحوا بابًا من أبوابِ المدينة، فدخلها الفرنجُ، وخرج مَلِكُها هاربًا، وجعل الفرنجُ الملك في ذلك الصَّبي، وليس له من الحُكمِ شَيءٌ، إنما الفرنج هم الحُكَّام في البلد، فنهبوا وقَتَلوا وأساؤوا، فعَمَد الروم إلى ذلك الصبي الملك فقَتَلوه، وأخرجوا الفرنجَ مِن البلد، وأغلَقوا الأبواب، وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ستمائة، فأقام الفرنجُ بظاهره محاصرين للروم، وقاتلوهم، ولازموا قتالَهم ليلًا ونهارًا، وكان الرومُ قد ضعفوا ضعفًا كبيرًا، فأرسلوا إلى السلطانِ ركن الدين سليمان بن قلج أرسلان، صاحب قونية وغيرها من البلاد، يستنجدونه، فلم يجِدْ إلى ذلك سبيلًا، وكان بالمدينةِ كثيرٌ من الفرنج، مقيمين، يقاربون ثلاثين ألفًا، ولِعِظَمِ البلد لا يظهَرُ أمرُهم، فتواضعوا هم والفرنجُ الذين بظاهر البلد، ووَثَبوا فيه، وألقَوا النَّارَ مَرَّةً ثانية، فاحترق نحوُ ربع البلد، وفتحوا الأبوابَ فدخلوها ووضعوا السيفَ ثلاثة أيام، وفتكوا بالروم قتلًا ونهبًا، فأصبح الرومُ كلهم ما بين قتيلٍ أو فقيرٍ لا يملك شيئًا، ودخل جماعةٌ من أعيان الروم الكنيسةَ العظيمة التي تُدعى أياصوفيا، فجاء الفرنج إليها، فخرج إليهم جماعةٌ من القسيسين والأساقفة والرُّهبان، بأيديهم الإنجيل والصليب يتوسَّلون بهما إلى الفرنجِ لِيُبقوا عليهم، فلم يلتَفِتوا إليهم، وقَتَلوهم أجمعينَ ونَهَبوا الكنيسة، فلما استولوا على القسطنطينيَّة اقتَرَعوا على الملك، فخَرَجَت القرعة على كند أفلند.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الملك المعظم، غياث الدين توران شاه بن السلطان الملك الصالح أيوب بنِ الكامل بن العادل. وُلِدَ بمصر، وعَمِل نيابة أبيه، ثم تملك بحِصن كيفا وآمد، وكان أبوه لا يُعجِبُه هَوَجُه ولا طَيشُه، وكان السلطانُ يقول: توران شاه ما يَصلُحُ للمُلك, ولما مات أبوه سار لإحضارِه لمصر الأميرُ فارس أقطاي، فاتفَقَت كسرة الفرنج عند وصولِه مصر، فتيمَّنَ الناس به، فبدا منه حركاتٌ مُنَفِّرة، ووجدوه خفيفَ العَقلِ، سَيِّئَ التدبير، وكان الأمراء قد تطَلَّعوا إلى أن يُنفِقَ فيهم كما فعل بدمشق، فما أعطاهم شيئًا، ومتى سَكِرَ ضرب الشموعَ بالسَّيفِ، ويقول: هكذا أفعَلُ بمماليك أبي, ويتهَدَّدُ الأمراءَ بالقتل، فتنَكَّروا له، واحتجب عن أمورِ الناس، وانهمك في الفسادِ بالغِلمان، وما كان أبوه كذلك, وقَدَّم الأرذالَ، ووعَدَ فارِسَ الدين أقطاي بالإمرة، فما أمَّرَه، فنَفِرَت قلوبُ المماليك البحرية منه، واتفقوا على قتله، وما هو إلا أن مَدَّ السماط بعد نزوله بفارسكور، في يوم الاثنينِ سادس عشر المحرم، وجلس السلطان على عادته، فتقَدَّم إليه واحدٌ مِن البحرية وهو بيبرس البندقداري، وضربه بالسَّيفِ فتلقاه المعظم بيَدِه فبانت أصابعُه، والتجأ إلى البرج الخَشَب الذي نُصِبَ له بفارسكور وهو يَصيحُ مَن جرحني، قالوا: الحشيشة- يعني الإسماعيلية- فقال: لا والله إلا البحرية! واللهِ لا أبقيتُ منهم بقيَّة، واستدعى المزين ليداويَ يَدَه، فقال البحريَّة بعضهم لبعض: تَمِّموه وإلا أبادكم، فدخلوا عليه بالسيوفِ، ففَرَّ المعظَّم إلى أعلى البرج وأغلق بابه، والدَّمُ يسيل من يده، فأضرموا النَّارَ في البرج، ورَمَوه بالنشاب فألقى نَفسَه من البرج، وتعلق بأذيالِ فارس الدين أقطاي، واستجار به فلم يُجِرْه، وفَرَّ المعظم هاربًا إلى البحر، وهو يقول: ما أريد مُلكًا، دعوني أرجِعُ إلى الحصن يا مسلمين، ما فيكم من يجيرني؟ هذا وجميعُ العسكر واقفون، فلم يجِبْه أحدٌ والنشَّاب يأخذه من كل ناحية، وسَبَحوا خلفه في الماء، وقطَّعوه بالسيوفِ قِطَعًا، حتى مات جريحًا حريقًا غريقًا، وفَرَّ أصحابه واختفوا، وتُرِكَ توران شاه على جانب البحرِ ثلاثة أيامٍ منتفخًا، لا يقدِرُ أحد أن يتجاسَرَ على دفنه، إلى أن شَفَع فيه رسولُ الخليفة، فحُمِلَ ودُفِنَ، وكانت مُدَّة ملكه أحدًا وسبعين يومًا، وكان المباشرُ لقتله أربعةٌ من مماليك أبيه، وكان اغتيالُه هو نهايةَ الدولة الأيوبيَّة في مصر.

العام الهجري : 667 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1269
تفاصيل الحدث:

وصَلَ السلطانُ بيبرس إلى المدينة النبويَّةِ في خامس عشر من ذي القعدة، فلم يقابِلْه جماز ولا مالك أميرا المدينة وفَرَّا منه، ورحل منها في سابع عشر، وأحرم فدخل مكَّةَ في خامس ذي الحجة، وأعطى خواصَّه جملةً من المال ليفَرِّقوها سرًّا، وفرق كساويَ على أهل الحرمينِ وصار كواحدٍ مِن الناس، لا يحجُبُه أحَدٌ ولا يحرُسُه إلا الله، وهو منفَرِدٌ يصلي ويطوف ويسعى، وغَسَلَ البيتَ، وصار في وسط الخلائق، وكلُّ من رمى إليه إحرامَه غَسَلَه وناولَه إيَّاه، وجلس على باب البيت، وأخذ بأيدي النَّاسِ ليُطلِعَهم إلى البيت، فتعلَّق بعض العامَّة بإحرامه ليَطلَعَ فقَطَعه، وكاد يرمي السُّلطانَ إلى الأرض، وهو مستبشر بجميعِ ذلك، وعَلَّق كسوة البيت بيده وخواصِّه، وتردد إلى مَن بالحرمين من الصالحين، هذا وقاضي القضاة صدر الدين سليمان بن عبد الحق الحنفي مرافِقُه طول الطريق، يستفتيه ويتفهَّمُ منه أمر دينه، ولم يغفُل السلطان مع ذلك تدبيرَ الممالك، وكتاب الإنشاء تكتُبُ عنه في المهمات، وكتب إلى صاحِبِ اليمن كتابًا ينكر عليه أمورًا، ويقول فيه: سطرتُها من مكة المشرَّفة، وقد أخذت طريقها في سبع عشرة خطوة يعني بالخطوة المغزلة، ويقول له: الملك هو الذي يجاهِدُ في الله حَقَّ جهاده، ويبذلُ نَفسَه في الذبِّ عن حوزةِ الدين، فإن كنتَ ملكًا فأخرج التتارَ، وأحسَن السلطانُ إلى أميري مكة، وهما الأمير نجم الدين أبي نمي والأمير إدريس بن قتادة، وإلى أمير ينبُع وأمير خليص وأكابر الحجاز، وكتب منشورين لأميري مكَّة، فطلبا منه نائبًا تقوى به أنفسُهما، فرتَّبَ الأمير شمس الدين مروان نائب أمير جاندار بمكة، يرجع أمرُهما إليه ويكون الحَلُّ والعقد على يديه، وزاد أميري مكة مالًا وغِلالًا في كلِّ سنة بسبَبِ تسبيل البيتِ للنَّاسِ، وزاد أمراءَ الحجاز إلَّا جمازًا ومالكًا أميري المدينة، فإنهما انتزحا من بين يديه، وقضى السلطانُ مَناسِكَ الحج وسار من مكَّةَ في الثالث عشر، فوصل إلى المدينة في العشرينَ منه، فبات بها وسار من الغدِ، فجَدَّ في السير ومعه عدةٌ يسيرة حتى وصل إلى الكرك بُكرةَ يوم الخميس آخره، ولم يعلم أحدٌ بوصوله إلا عند قبر جعفر الطيَّار بمؤتة، فالتَقَوه هناك، ودخل السلطانُ مدينة الكرك وهو لابس عباءةً، وقد ركب راحلةً، فبات بها ورحل من الغد.

العام الهجري : 703 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1304
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ محمود غازان ويقال (قازان) بن القان أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان المغولي ملك التتار العراقين وخراسان وفارس وأذربيجان والروم؛ ولد سنة 670. كان شابًّا عاقلًا شجاعًا مهيبًا مليحَ الشكلِ، وكان جلوسه على تخت الملك سنة 693. ذكر الذهبي إسلامَه فقال: "دخل قازان الإسلامَ بوساطة نوروز التركي وزيرِه ونائِبِه ومدبِّر مملكته وزَوجِ عَمَّتِه. أسلم في شعبان سنة694 بخراسان على يد الشيخ الكبير المحدث صدر الدين إبراهيم بن الشيخ سعد الدين بن حمويه الجويني. وذلك بقُربِ الري بعد خروجه من الحمام، وجلس مجلسًا عامًّا فتلَفَّظ بشهادة الحق وهو يبتَسِمُ ووجهه يستنير ويتهَلَّل, وكان شابًّا أشقر مليحا، له إذ ذاك بضعٌ وعشرون سنة. وضج المسلمون حوله عندما أسلم ضجَّةً عَظيمةً مِن المغول والعجم وغيرهم، ونثر على الخلق الذهب واللؤلؤ. وكان يومًا مشهودًا. وفشا الإسلامُ في جيشه بحصر نوروز؛ فإنَّه كان مسلمًا خَيِّرًا صحيح الإسلام، يحفظُ كثيرًا من القرآن والرقائق والأذكار, ثم شرع نوروز يلقِّن الملك غازان شيئًا من القرآن ويجتهد عليه. ودخل رمضان فصامه، ولولا هذا القَدرُ الذي حصل له من الإسلام وإلَّا كان قد استباح الشامَ لَمَّا غلب عليه، فلله الحمد والمنَّة" كان لقازان خبرةٌ بسياسة الأمور وتدبير الملك، وكان قد التحق في أفعالِه بجَدِّه الأكبر هولاكو، لكِنْ كانت هيبته قويَّةً ورعيتُه في زمانه آمنةً، أظهر غازان العدل، وتسمى بمحمود، ومَلَك العراقين وخراسان وفارس والجزيرة والروم، وتسمَّى بالقان، وأفرد نفسَه بالذِّكرِ في الخطبة، وضرب السكَّة، ولم يسبِقْه أحد من آبائه إلى هذا، فاقتدى به من جاء بعده، وكان من أجَلِّ ملوك بيت هولاكو، إلَّا أنه كان يبخَلُ بالنسبة إليهم, وطرد نائِبَه نوروز من بلادِه ثمَّ أمر بقَتلِه. مات بقرب همذان، ولم يتكَهَّل، ونقل إلى تبريز، ودفن بتربته، ويقال إنه مات مسمومًا، واشتهر أنَّه سُمَّ في منديل تمسَّحَ به بعد الجِماعِ، فتعلَّ ومات, ثم قام في المُلكِ بعده أخوه خدبندا محمد بن أرغون، وخُطِبَ له على منابر العراق وخراسان وتلك البلاد، وتلقَّب بغياث الدين محمد، وكتب إلى السلطان بجلوسِه، وطلبه للصُّلحِ وإخماد الفتنة، وسَيَّرَ إليه رسله.

العام الهجري : 11 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قَدِمَ أسامةُ بنُ زيدٍ مِن بَعْثِه للرُّومِ استخلفه أبو بكرٍ على المدينةِ، وأمره ومن معه أن يُريحوا ظَهْرَهم، ثم ركب أبو بكر في الذين كانوا معه من المسلمين، فقالوا له: لو رجعتَ إلى المدينةِ وأرسلْتَ رجلًا، فقال: واللهِ لا أفعَلُ، ولأواسِيَنَّكم بنفسي، فخرج في تعبئتِه النُّعمانُ وعبدُ اللهِ وسُوَيدُ بنو مُقرنٍ على ما كانوا عليه في الوقعةِ السابقةِ، حتى نزل على أهلِ الربذةِ بالأبرَقِ، وهناك جماعةٌ من بني عَبسٍ وذبيانَ، وطائفةٌ من بني كِنانةَ، فاقتتلوا، فهزم اللهُ الحارِثَ وعَوفًا، وأُخِذ الحُطَيئةُ أسيرًا، فطارت بنو عبسٍ وبنو بكرٍ، وأقام أبو بكرٍ على الأبرَقِ أيَّامًا، وقد غَلَب بني ذُبيان على البلادِ، وقال: حرامٌ على بني ذُبيانَ أن يتمَلَّكوا هذه البلادَ؛ إذ غَنَّمَناها اللهُ، وحمى الأبرَقَ بخيولِ المسلمينَ، وأرعى سائِرَ بلادِ الربذةِ، ولَمَّا فَرَّت عبسٌ وذبيانُ صاروا إلى مؤازرةِ طَلحةَ وهو نازلٌ على بزاخةَ.

العام الهجري : 124 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 742
تفاصيل الحدث:

هو الجَعْدُ بن دِرهَم، رَأسُ المُعَطِّلَة، أصلُه من خُراسانَ، ويقالُ: إنَّه من موالي بني مَرْوانَ،  وُلِدَ في خُراسان وهاجَر بعدَ ذلك إلى دِمَشق حيث أقام هناك، وهو أوَّلُ مَن ابْتَدَع: أن الله ما اتَّخَذَ إبراهيمَ خَليلًا، ولا كَلَّمَ موسى، وأن ذلك لا يَجوزُ على الله. كان الجَعْدُ زِنْديقًا، شَهِدَ عليه مَيمونُ بن مِهران، فطَلَبَه هِشام، فظَفَر به، وسَيَّرَهُ إلى خالدِ بن عبدِ الله القَسري في العِراق فقَتَلَه يومَ النَّحْر، وقد وقع الخلافُ في تحديدِ سنةِ قَتلِه، ورجَّح بعضُ الباحثينَ أنَّ حادثةَ قَتلِه وقعَت بين سنة (106هـ) و(110هـ)  .وهو مُؤسِّسُ مَذهَبِ الجَهْميَّةِ، وأوَّلُ من أظهَر مقالةَ التَّعطيلِ للصِّفاتِ، وأخذَها عنه الجَهْمُ بنُ صَفوانَ وأظهَرها؛ فنُسِبَت مقالةُ الجَهْميَّةِ إليه.وقد قيل: إنَّ الجَعدَ أخذ مقالتَه عن أبانَ بنِ سَمعانَ، وأخذها أبانُ عن طالوتَ ابنِ أُختِ لَبيدِ بنِ الأعصَمِ، وأخذها طالوتُ من لَبيدِ بنِ الأعصَمِ اليهوديِّ السَّاحِرِ الذي سحَر النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

العام الهجري : 194 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 810
تفاصيل الحدث:

تمرَّدَ عِمرانُ بن مجالد الربيعيُّ، وقُريشُ بن التونسي بتونُسَ على إبراهيمَ بنِ الأغلب أميرِ إفريقيَّةَ، واجتمع فيها خلقٌ كثير، وحُصِرَ إبراهيمُ بن الأغلب بالقصرِ وجمعٌ ممَّن أطاعه، وخالفَ عليه أيضًا أهلُ القيروان، فكانت بينهم وقعةٌ وحَربٌ قُتِلَ فيها جماعةٌ مِن رجالِ ابن الأغلب. وقَدِمَ عِمرانُ بنُ مجالد فيمن معه، فدخل القيروانَ عاشر رجب، وقَدِمَ قُريش من تونس عليه، فكانت بينهم وبين ابن الأغلبِ وَقعةٌ في رجب، فانهزم أصحابُ ابن الأغلب، ثم التَقَوا في العشرين منه فانهزموا ثانيةً أيضًا، ثم التقوا ثالثةً فيه أيضًا فكان الظَّفَرُ لابن الأغلب، وأرسل عِمرانُ بن مجالد إلى أسدِ بن الفرات الفقيهِ ليخرُجَ معهم، فامتنع، فعاد الرسولُ يقول له: تخرجُ معنا وإلَّا أرسلتُ إليك من يجُرُّ برِجلِك، فقال أسدٌ للرسول: قل له: واللهِ إن خَرجتُ لأقولنَّ للنَّاسِ إنَّ القاتلَ والمقتولَ في النَّارِ، فتَرَكه.

العام الهجري : 201 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 817
تفاصيل الحدث:

أبو العبَّاسِ عبد الله الأول بن إبراهيم أحدُ حكَّام الأغالبة، تولَّى بعد وفاة والده إبراهيمَ بنِ الأغلب سنة 196هـ. وكان أبو العباس يلي طرابلُس لأبيه، فأخذ أخوه زيادةُ الله البيعةَ له من رؤساء الجند، ثم دخل القيروان سنة 197هـ, وأقَرَّه الخليفةُ المأمون على ما بيده من إفريقيَّة. عامَلَ أبو العباس سكَّانَ البلاد معاملةً تنطوي على الكثيرِ مِن العنَتِ والجَور، ولم يُصغِ إلى نصائحِ أهل الرأي فيها. وعدَّل نظامَ الضرائبِ فجعل العُشرَ ضريبةً ماليةً ثابتة، حتى لا يتأثَّرَ الدخلُ السَّنويُّ بالخِصب والجَدب، فسَخِطَ الناس عليه، وطالبوا بإلغائِها والعودة إلى نظامِ العُشرِ الذي اعتادوه، كما عاملَ أخاه زيادةَ الله وليَّ عهدِه معاملةً سيئة، وكذلك فعَلَ مع أهلِ بيته. وكان أبو العباسِ أفصحَ أهلِ بيته لسانًا وأكثَرَهم أدبًا، وكان يقولُ الشعر، ويرعى الشعراء. وكانت إمارتُه خمس سنين ونحو شهرين.

العام الهجري : 213 العام الميلادي : 828
تفاصيل الحدث:

كان إدريسُ الثاني قد بُويِعَ وهو رضيعٌ، ولَمَّا بلغ الحاديةَ عشرة من عمره بويع مرةً أخرى، وكان جوادًا أحبَّه الرعيَّةُ، واستمال أهلَ تونُسَ وطرابلس الغرب التي كان يحكُمُها الأغالبة، وانتظم له البربر وبنى مدينةَ فاس، وأخضع الخوارِجَ الصفرية في تلمسان، فلما مات عن عمر 36 عامًا خَلَفَه ابنُه محمَّدٌ، فاختلف الأدارسة؛ إذ نازعه أخوه عيسى بن إدريسَ الذي كان واليًا على أزمور، فأراد محمد أن يستعينَ عليه بأخيه القاسمِ والي طنجةَ، لكن القاسِمَ رفضَ، فاستنجد بأخيه عُمَر والي مكناس، فساعده وسار أولًا إلى عيسى، فلما أوقع عمَرُ بعيسى وغلبَ على ما في يده استنابَه إلى أعمالِه بإذن أخيه محمَّد، ثم أمَرَه أخوه محمَّد بالنهوض إلى حربِ القاسم لقعوده عن إجابتِه في محاربة عيسى، فزحف إليه وأوقع به واستناب عليه إلى ما في يَدِه، فصار الريفُ البحري كلُّه من عمَلِ عُمَرَ مِن تيكيشاش وبلاد غمارة إلى سبتة ثم إلى طنجة.

العام الهجري : 214 العام الميلادي : 829
تفاصيل الحدث:

خرج هاشم الضرَّابُ بمدينة طليطلة، من الأندلس، على صاحِبِها عبد الرحمن، وكان هاشِمٌ قد خرج من طليطِلة لَمَّا أوقع الحكَمُ بأهلِها، فسار إلى قُرطُبةَ، ثم سار إلى طليطِلة، فاجتمع إليه أهلُ الشرِّ وغَيرُهم، فسار بهم إلى وادي نحوييه وأغار على البربر وغيرهم، فطار اسمُه واشتَدَّت شَوكتُه، واجتمع له جمعٌ عظيم، وأوقع بأهلِ شنت برية. وكان بينه وبين البربرِ وقعاتٌ كثيرة، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا فقاتلوه، فلم تستظهِرْ إحدى الطائفتينِ على الأخرى، وبقِيَ هاشِمٌ كذلك، وغلَبَ على عدَّةِ مواضِعَ، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا كثيفًا سنةَ سِتَّ عشرة ومائتين، فلَقِيَهم هاشم بالقُربِ مِن حِصنِ سمسطا بمجاورة رورية، فاشتدَّت الحربُ بينهم، ودامت عدَّةَ أيَّامٍ، ثم انهزم هاشِمٌ، وقُتِلَ هو وكثيرٌ ممَّن معه من أهل الطَّمَعِ والشَّرِّ وطالبي الفِتَن، وكفى الله النَّاسَ شَرَّهم.

العام الهجري : 238 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 853
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الكبيرُ، شَيخُ المَشرِق، سيِّدُ الحُفَّاظ، أبو يعقوب: إسحاق بن إبراهيم بن مَخلَد الحنظلي التيميُّ المروزي، المعروف بابنِ راهَوَيه، ولد بمرو عام 161هـ كان مِن أهل مرو، وسكن نيسابور، أحدُ الأئمَّة الحُفَّاظ، شيخ البخاريِّ وأحمد ومسلم وغيرهم، فكُلُّهم روى عنه، قال الحسن بن عبد الصمد: سمعتُ إسحاقَ بن إبراهيم يقول: أحفَظُ سبعينَ ألف حديثٍ كأنَّها نُصبَ عيني. اجتمع فيه الحديثُ والفِقهُ، والحِفظُ والدِّينُ والوَرَعُ، ولإسحاقَ تصانيفُ، وكان صاحِبَ فقهٍ كالإمام أحمد، وله مسائل مشهورة، قال إسحاقُ: قال لي عبدُ الله بن طاهر أميرُ خراسان: لمَ قيلَ لك: ابنُ راهَوَيه؟ وما معنى هذا، وهل تكرهُ أن يقال لك هذا؟ قلتُ: اعلَمْ- أيُّها الأميرُ- أنَّ أبي وُلِدَ في الطريقِ، فقالت المراوزة: راهَوَيه؛ لأنَّه وُلِدَ في الطريق، وكان أبي يكرهُ هذا، وأمَّا أنا فلستُ أكرهُ ذلك.

العام الهجري : 245 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 859
تفاصيل الحدث:

يعتبر مَسجِدُ القُرَويِّينَ بفاس من أعرَقِ المساجد المغربيَّة وأقدَمِها. وتكادُ تُجمِعُ الدراسات التاريخية على أنَّ هذا المسجِدَ بَنَتْه فاطمةُ الفِهريَّة (أم البنين) في عهدِ دولة الأدارِسة، أمَّا بداية بناء مسجد القُرويين فشُرِعَ في حفر أساسِ مَسجِدِ القرويين والأخذِ في أمرِ بنائِه هذه السَّنة بمطالعةِ الإدريسي يحيى الأوَّل، وأمُّ البنين فاطمةُ الفِهريَّة هي التي تطَوَّعَت ببنائه وظَلَّت صائمةً مُحتَبِسةً إلى أن انتهت أعمالُ البناءِ وصَلَّت في المسجدِ شُكرًا لله، عِلمًا أنَّه وجد لوحةٌ مَنقوشةٌ عُثِرَ عليها- عند أعمال الترميم- في البلاط الأوسطِ، فوق قَوسِ المحراب القديم الذي كان للقُرَويين قبل قيام المُرابطين بتوسِعةِ المسجد، لقد اكتُشِفَت مدفونةً تحت الجبس، وقد كُتِبَ عليها- في جملة ما كتب- بخَطٍّ كوفيٍّ إفريقيٍّ عَتيقٍ: بُني هذا المسجِدُ في شَهرِ ذي القعدة مِن سنة ثلاث وستين ومائتين، ممَّا أمر به الإمام- أعزَّه الله- داودُ بنُ إدريس، أبقاه الله... ونصره نصرًا عزيزًا.