لَمَّا كان مِن أمْرِ انتهاءِ دَولةِ الأغالِبةِ واستحواذِ أبي عبدالله الشيعيِّ على البلادِ، واستقَرَّت له القيروانُ ورقادة، سار إلى سجلماسة، وكان المهديُّ وابنه أبو القاسم محبوسينِ عند اليسَع بن المدرار أميرِ سجلماسة، فلاطفه أبو عبدِالله ليُخَلِّصَ المهديَّ منه دون أذًى، وكان المهدي قد حاول الحضورَ إلى المغربِ بعد أن راسله أبو عبدالله بما فتح من البلادِ وغلبَ، وأن الأمرَ قد استتَبَّ له فلْيَحضُرْ، ولكنَّه قُبِضَ عليه في الطريقِ وأُسِرَ حتى صار أمرُه عند اليسَع بن مدرار أميرِ الخوارج الصفريَّة، لكنَّ اليسع لم يتلطَّفْ له بل حاربه، ثمَّ لَمَّا أحس بقوة أبي عبدالله الشيعي هرب من الحِصنِ فدخله أبو عبدالله وأخرج المهديَّ منه واستخرجَ ولَدَه، فأركَبَهما، ومشى هو ورؤساءُ القبائِلِ بين أيديهما، وأبو عبد الله يقول للنَّاسِ: هذا مولاكم، (وهو يبكي) من شِدَّةِ الفَرَح، حتى وصل إلى فسطاطٍ قد ضُرِبَ له فنزل فيه، وأمر بطَلَبِ اليسع (فطُلِبَ)، فأُدرِكَ، فأُخِذَ وضُرِبَ بالسِّياطِ ثمَّ قُتِل.
كان غزوُ العاصِ بنِ الإمام عبدِ الله الغَزاةَ المعروفةَ بغَزوةِ رية وفريرة. قاد الخيلَ أحمدُ بنُ محمد بن أبي عبدة. وفصَلَ يوم الخميس لتسعٍ بَقِينَ مِن شعبان؛ فتقدَّمَ إلى بلدة فحاربَها. ثم احتلَّ على نهر طلجيرة، فدارت بينه وبين أصحاب ابن حفصون حربٌ، عُقِرَت فيها خيلُ السُّلطان، وقُتِلَ عددٌ مِن أصحابِ ابنِ حفصون. ثمَّ تقدَّمَ إلى حصون إلبيرة؛ فنزل على حصنِ شبيلش، فكانت هنالك حربٌ شديدةٌ، ونالت بعضَ حُماةِ العَسكرِ جِراحٌ. وتجوَّلَ في كورة إلبيرة، وحلَّ بمحلة بجانة، ثمَّ قفل على كورة جيان، فنازل حِصنَ المنتلون يوم الأربعاء للَيلتين بَقِيتا من ذي القَعدة، فأقام عليه محاصِرًا أيامًا ثمَّ ضحَّى فيه يومَ الأحد، وقفل يومَ الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلَت من ذي الحِجة، ودخل قُرطبةَ يومَ الأربعاء، لأربعَ عَشرةَ ليلةً خَلَت من ذي الحِجَّة.
فتح السُّلطانُ مسعود بن محمود بن سبكتكين قلعةَ سرستي وما جاورها من بلاد الهندِ، وكان سبَبُ ذلك عصيانَ نائِبِه بالهند أحمد ينالتكين عليه ومَسيره إليه، فلمَّا عاد أحمد إلى طاعتِه أقام بتلك البلادِ طويلًا حتى أَمِنَت واستقَرَّت، وقصد قلعةَ سرستي، وهي مِن أمنَعِ حُصون الهند وأحصَنِها، فحَصَرها، وقد كان أبوه حَصَرها غيرَ مَرَّة، فلم يتهيَّأْ له فتحُها، فلمَّا حَصَرها مسعود راسلَه صاحِبُها، وبذل له مالًا على الصُّلحِ، فأجابه إلى ذلك وكان فيها قومٌ من التجَّار المسلمين، فعَزَم صاحِبُها على أخذِ أموالهم وحَمْلها إلى مسعودٍ من جملة القرارِ عليه، فكتب التجَّار رقعةً في نشابة ورموا إليه يُعَرِّفونه فيها ضَعفَ الهنود بها، وأنَّه إن صابَرَهم مَلَكَهم، فرجع عن الصُّلحِ إلى الحَربِ، وطَمَّ خَندقَها بالشَّجَر وقَصَبِ السكر وغيره، وفتح اللهُ عليه، وقَتَل كلَّ من فيها، وسبى ذراريَّهم، وأخذ ما جاورها من البلادِ، وكان عازمًا على طولِ المقامِ والجهاد، فأتاه من خراسان خبَرُ اجتياح الغز التركمان بلادَه، فعاد إلى غزنة.
هو عبدُ الرَّشيد بن محمود بن سُبُكْتِكِين، مِن مُلوكِ الدَّولة الغَزْنويَّة، كان ابنُ أخيهِ مَوْدودُ بن مسعود قد حَبسَهُ في قَلعةِ ميدين، ولما تُوفِّي مَودود سنة 441هـ خَلَفَهُ وَلدٌ له، فبَقِيَ خَمسةَ أيَّامٍ ثم قَصدَ بعضُ النَّاسِ القَلعةَ وأَخرَجوا عبدَ الرَّشييد وبايعوه ودَخلوا معه غَزنَة، ولَقَّبوهُ شَمسَ دِين الله، وكان ضَعيفًا قَليلَ الحِيلَة، فلم يَطُل عَهدُه, فقد قَتلَهُ حاجبٌ لِمَودود اسمهُ طُغْرُل، وكان مَودود قد قَدَّمَهُ، ونَوَّه باسمِه، وزَوَّجَهُ أُختَه، فلمَّا تُوفِّي مَودود ومَلَكَ عبدُ الرَّشيد أَجرَى طُغرُل على عادتِه في تَقدُّمِه، وجَعلهُ حاجبَ حُجَّابِه، فأشار عليه طُغرُل بِقَصدِ الغُزِّ وإجلائهِم مِن خُراسان، فسَيَّرَهُ إليها، فقَوِيَ أَمرُ طُغرُل هذا إلى أن حَدَّثَتهُ نَفسُه بِمُلْكِ غَزْنَة بدل عبدِ الرَّشيد، فأَعمَل الحِيلةَ وعاد بالجُيوش التي كانت معه، وقَتَلَ عبدَ الرَّشيد وتَزوَّج أُختَه كُرْهًا ومَلَكَ البَلدَ.
أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد أهل الحلة المزيدية الشيعة؛ لِما ظهَرَ مِن فسادهم، ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمدًا لَمَّا حصر بغداد، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم عن البلاد، وكانوا منبسطين في البطائح، فلا يُقدر عليهم، فتوجه يزدن إليهم، وجمع عساكر كثيرة من راجل وفارس، وأرسل إلى ابن معروف مُقدم المنتفق، وهو بأرض البصرة، فجاء في خلق كثير فحصرهم وسَدَّ عليهم الماء، وصابرهم مدة، فأرسل الخليفة إلى يزدن يَعتِبُ عليه ويُعَجِّزُه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع، وكان يزدن يتشيع، فجدَّ هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم، وسد مسالكهم في الماء، فاستسلموا حينئذ، فقُتل منهم أربعة آلاف قتيل، ونادى فيمن بقي: من وُجِدَ بعد هذا في المزيدية فقد حلَّ دمه، فتفرقوا في البلاد، ولم يبقَ منهم في العراق من يُعرَف، وسُلِّمت بطائحُهم وبلادُهم إلى ابن معروف.
أمر الخليفة الناصر لدين الله الشريف معدًّا، متولي بلاد واسط، أن يسير إلى قتال بني معروف، فتجهز وجمع معه من الرجَّالة من تكريت، وهيت، والحديثة، والأنبار، والحلة، والكوفة، وواسط، والبصرة، وغيرها، خلقًا كثيرًا، وسار إليهم، ومُقَدَّمهم حينئذ معلى بن معروف، وهم قوم من ربيعة, وكانت بيوتهم غربي الفرات، تحت سوراء، وما يتَّصل بذلك من البطائح، وكثُرَ فسادهم وأذاهم لما يقاربهم من القرى، وقطعوا الطريقَ، وأفسدوا في النواحي المقارِبة لبطيحة العراق، فشكا أهلُ تلك البلاد إلى الديوان منهم، فأمر معدًّا أن يسير إليهم في الجموع، فسار إليهم، فاستعد بنو معروف لقتاله، فاقتتلوا بموضعٍ يعرف بالمقبر، وهو تل كبير بالبطيحة بقرب العراق، وكثر القتل بينهم، ثم انهزم بنو معروف، وكثُرَ القتل فيهم، والأسر والغرق، وأُخِذَت أموالهم، وحُمِلَت رؤوس كثيرة من القتلى إلى بغداد في ذي الحجة من السنة.
كان سَبَبُ عداوة بركة خان وهولاكو أنَّ وقعةً كانت بينهما، قُتِلَ فيها ولد هولاكو وكُسِرَ عَسكَرُه وتمزَّقوا في البلاد، وصار هولاكو إلى قلعةٍ بوسط بحيرة أذربيجان محصورًا بها، وأرسَلَ إليه بركةُ يطلُبُ منه نصيبًا مما فتحه من البلاد وأخَذَه من الأموال والأسرار، على ما جرت به عادةُ ملوكهم، فقتَلَ رُسُلَه فاشتَدَّ غَضَبُ بركة، ومما زاد الخلافَ بينهما هو إسلامُ بركة خان وغَضَبُه على هولاكو مما فَعَله ببغداد وقَتْله للخليفة العباسي المستعصم بالله، وكاتب الظاهِرَ ليتَّفِقا على هولاكو، فلمَّا بلغ ذلك السلطانَ سُرَّ به، وفرح الناسُ باشتغال هولاكو عن قَصدِ بلاد الشام، وكتب السلطانُ إلى النواب بإكرام الوافديَّة من التتار، وكانوا مائتي فارسٍ بأهاليهم، فحَسُنَت حالهم، ودخل في الإسلامِ مَن لم يُسلِمْ مِن قبلُ، وكتب السلطانُ إلى الملك بركة كتابًا، وسيَّرَه مع الفقيه مجد الدين والأمير سيف الدين كسريك.
بعد أن رجع السلطان الظاهر من الحج ودخل دمشق وعاد منها إلى مصر، بلغه حركة التتار، وأنهم واعدوا فرنج الساحل، فعاد إلى قلعة الجبل، فورد الخبر بغارة التتار على الساجور بالقرب من حلب، فجرد السلطانُ الأميرَ علاء الدين البندقدار في جماعة من العسكر، وأمره أن يقيمَ في أوائل البلاد الشاميَّة على أُهبة، وسار السلطانُ من قلعة الجبل في ليلة الاثنين الحادي عشر ربيع الأول ومعه نفرٌ يسير فوصَلَ إلى غزةَ، ثمَّ دخل دمشق في سابع ربيع الآخر، ولحق الناسَ في الطريق مشقةٌ عظيمة من البرد، فخيَّم على ظاهر دمشق، ووردت الأخبارُ بانهزام التتار عندما بلغهم حركةُ السلطان، ثم ورد الخبَرُ بأن جماعة من الفرنج خرجوا من الغرب، وبعَثوا إلى أبغا بن هولاكو بأنهم واصلون لمواعدتِه من جهة سيس في سفن كثيرةٍ، فبعث الله على تلك السفن ريحًا أتلفت عدَّةً منها، ولم يُسمَع بعدها لمن بقي في الأخرى خبَرٌ.
هو الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر: سلطان اليمن. ولِدَ سنة 866 بالمقرانة محل سلفه، ونشأ في كفالة أبيه فحفظ القرآن واشتغل قليلًا، ثم ملك اليمن بعد أبيه ولقِّب بالملك الظافر، فاختلف عليه بنو عامر فقهرهم وأذعنوا له، وملك اليمن الأسفل وتهامة ثم صنعاء وصعدة وغالبَ ما بينهما من الحصون. كان يحبُّ العلماء ويكرمُهم ويجمع الكتبَ, وكان على جانبٍ عظيم من الدين والتقوى والمشي في طاعة الله تعالى، لا تُعلَمُ له صبوة، وكان ملازمًا للطهارة والتلاوة والأذكار ولا يفتُرُ عن ذلك آناءَ الليل وأطراف النهار، وكان له من أعمال البِرِّ ما لا يُحصى، كبناء المساجد والمدارس وغيرها, ولم تزلْ الحربُ قائمة بينه وبين جماعةٍ من أئمة أهل البيت، فتارة له وتارة عليه. ولما خرج الجراكسة إلى اليمن غلبوه واستولوا على جميع ذخائره، وهي شيءٌ يفوق الحصرَ وأخرجوه من مدائنه وقتلوه قريب صنعاء, وكانت مدة ملكِه إلى انقضاء دولته تسعًا وعشرين سنة إلا أيامًا.
هو الشَّيخُ صُباح الأولُ بن جابر بن سَلمان بن أحمد العتبي. في سنة 1129هـ اتفق ثلاثةٌ من رؤساء القبائل التي سكَنَت الكويت وهم: صُباح بن جابر بن سلمان بن أحمد، وخليفةُ بن محمَّد، وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة، على أن يتولَّى صُباح الرئاسةَ وشؤونَ الحُكمِ، وأن يتشاورَ معهم، ويتولَّى خليفة شؤونَ المال والتجارة، ويتولى جابر بن رحمة شؤونَ العمل في البحرِ، وتقسَّم جميعُ الأرباح بينهم بالتساوي, ثم حاول صُباح أن يقوِّيَ مركزَه في الكويت فتمكَّن من حصولِ اعتراف الوالي العُثماني في بغداد، ومنَحَه لقبَ قائم مقام سنة 1130هـ، كما اعترف له أمير الأحساء سعدون بن غرير بحُكم الكويت، بحيث لا ينضَمُّ لخصومه وأن ينفِّذَ جميعَ أوامره وأوامِر من سيأتي بعده, وتوفِّي صباح في هذا العام وتَرَك من الأبناء سلمان ومحمد ومبارك وعبد الله الذي خلَفَه في الحُكم.
عُقِدَ اجتماع الجمعية العمومية في أحد أروقة القصر، وحضره نحو 800 من علماء ورؤساء حضر وبدو، بينما قاطَعَ زُعماءُ الإخوان (إخوان من أطاع الله) اجتماعَ الجمعية العمومية استنادًا إلى أن مؤتمر الرياض فيه الكفاية، بعد أن ثبت لهم رفضُ الإنجليز هدمَ المخافر، وبالتالي أصبح على الإمام أن يشُنَّ الجهاد أو ينتدب المسلمون أنفسهم للجهاد. فلم يحضُرْ فيصل الدويش ولا سلطان بن بجاد، وأناب فيصل الدويش ابنه عزيز. افتتح الملِكُ المؤتمر بخطبةٍ شرح فيها جهودَه من استرداد الرياض إلى الوقت الحاضر، وبعد أن انتهى من خطبته عرض على الحاضرين تنازُلَه عن العرش ووجوب اختيار غيرِه مِن آل سعود، وأنَّه يعاهِدُهم أنه سيساعِدُ من يختارونَه، فلم يقبل الحضور بتنازُلِه، وأجمعوا على ضرورة بقائه في السلطة، وجدَّدوا له البيعةَ والسمع والطاعة، ثمَّ بيَّن نتائجَ مفاوضاته مع الإنجليز وتمسُّكَهم بالمخافر، وحَمَّل الدويش مسؤولية بنائِها بسبَبِ تعَدِّيه على الحدود العراقية النجدية.
معركةُ تحرير الفاو هي عمليَّة عسكريَّة نفَّذها الجيشُ العراقي في 17 إبريل / نيسان 1988 خلال حرب الخليج الأولى؛ لإخراج الجيشِ الإيرانيِّ من شِبه جزيرة الفاو بعد احتلالٍ دام عامينِ. شملت العمليَّةُ العسكريَّةُ التي نفَّذها الجيش العراقي قبل شُروق شمسِ يوم 17 إبريل 3 مراحلَ، استطاعتِ القُوَّات العِراقيَّةُ من خلالها تحريرَ كاملِ شِبه جزيرة الفاو في 35 ساعةً، وتكبيدَ القُوَّة الإيرانية خسائرَ كبيرةً ما بين قَتْلى وأسرى، بالإضافة إلى الاستيلاء على مُعدَّاته. وكانت إيران قد حصَّنتِ الفاو بخنادقَ وحُقولِ ألغامٍ كما شقَّتِ القُوَّات الإيرانية مجاريَ مائيَّةً؛ لمنع الدَّبَّابات والمَركَباتِ المُجَنزرةِ من الحركة بينها. مثَّلتِ الفاو نُقطةَ تحوُّل لحربِ الخليج، ودفعت هي وباقي الانتصارات التي حقَّقها العراقُ بعد معركة الفاو آيةَ الله الخُميني، مُرشدَ الثَّورة الإيرانيَّةِ، في 5 يوليو 1988م، للإعلانِ عن قَبولِ إيران وقفَ إطلاقِ النار، كما أنها منحتِ العراقَ منفذَه المائيَّ على البحر الذي حُرِمَ منه سنتَينِ.
انسحَبَت قواتُ الحكومة الصومالية من مدينة بورهكبا 190 كم غربَ العاصمة مقديشو، بعدَ استيلائها عليها بمسانَدة قواتٍ إثيوبيةٍ، فيما أعلنت المحاكمُ الإسلاميةُ الجهادَ داعيةً الشعب الصومالي إلى تلبية نداء الجهادِ ضدَّ القوات الإثيوبية الغازية، والتي اعتدت على ترابِ الصومال، واتهمت إثيوبيا بشنِّ هجومٍ على الصومال، مؤكدةً أنَّ أكثرَ من 30 ألفَ جنديٍّ قد توَغَّلوا داخلَ الصومال خلالَ الفترة الأخيرة، واستَوْلَوْا على عدد من المدن، والقُرى، آخرُها مدينة بورهكبا، واعتُبِرت هذه الخطوةُ بمثابةِ إعلانِ الحرب من جانب أديس أبابا، وناشَدَت الأسرة الدولية، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي للضغطِ على أديس أبابا لسحب قواتها من الصومال، وأعلنَ الشيخُ شريف الشيخ أحمد رئيس اللجنة التنفيذية للمحاكمِ الإسلاميةِ الجهادَ داعيًا الشعبَ الصوماليَّ إلى تلبية نداءِ اللهِ، والجهادِ ضدَّ القواتِ التي اعتدَتْ على ترابِ الصومال.
وُلِدَ رحمه الله سنة 1940 ميلاديًّا في عين العرب التابعةِ لمحافظةِ حَلَب في شمالِ سوريا، حصل على بكالوريوس في الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ من جامعةِ "دمشق" عام ١٣٨٥هـ الموافق 1965م. وماجستير في التفسيرِ وعُلومِ القرآنِ مِن كُلِّيَّة أُصولِ الدِّينِ في جامعة "الأزهر" عام ١٣٨٩هـ الموافق 1969م. ثم على الدكتوراه عام ١٣٩٤هـ الموافق 1974م.
عَمِلَ أستاذًا في جامعةِ الإمامِ محمَّدِ بنِ سعودٍ الإسلاميَّةِ بالرِّياضِ ثلاثةً وعِشرين عامًا من ١٣٩٤هـ - ١٤١٨هـ الموافق 1974 – 1997م. ثمَّ رئيس جامعة "الزهراء" في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا عام ١٤٣٥هـ الموافق 2014م.
له عددٌ من البحوثِ والكُتُبِ في الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ، أبرَزُها "موسوعة التفسير الموضوعي"، مباحِثُ في إعجازِ القُرآنِ، مباحِثُ في علمِ المواريثِ، مباحِثُ في التفسيرِ الموضوعيِّ، معالمُ قرآنيَّةٌ في الصِّراعِ مع اليهودِ.
تُوفي يومَ السَّبتِ عن عُمرٍ ناهز 81 عامًا في مدينة غازي عنتاب التركية، متأثرًا بإصابته بكوفيد-19.
هو الصدر الأعظم زاده فاضل أحمد باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي رئيس الوزراء، وأحد رجالات الدولة العثمانية الكبار في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى رئاسة الوزراء في تاريخ الدولة العثمانية. توفي عن إحدى وأربعين سنة قضى منها خمس عشرة سنة في منصب الصدارة العظمى بكل أمانة وصدق سائرًا في ذلك على خطة والده محمد علي باشا, وتقلد منصب الصدارة بعده زوج أخته قرة مصطفى باشا، ولم يكن كفؤًا للسير في الطريق الذي رسمه كوبريلي الكبير وولده، بل اتبع مصلحته الذاتية وباع المناصب العالية والمعاهدات والامتيازات المجحفة بالدولة حالًا ومستقبلًا بدراهم معدودة.