بعد أن انتُخب أحمد بن بلة رئيسًا للجزائر لم تَرُقْ للناسِ طريقتُه في الحكم؛ حيث أعلن القوانينَ الاشتراكيَّةَ ولم يُطَبِّقْها، وأبقى القانونَ الفرنسي ولم يُقِمِ المحاكِمَ الشرعية، وبقيت السياسةُ الخارجية بيد فرنسا، فتمَّ تشكيلُ مجلس عسكري برئاسة العقيد هواري بومدين في 20 صفر 1385هـ / 19 حزيران, فقَرَّر هذا المجلس عزلَ الرئيس أحمد بن بلة والقَبضَ عليه بتهمة استخدام أموال الدولة في غير وجهِها الشرعي، وتسلَّم العقيدُ هواري بومدين الرِّئاسةَ.
البَلْقان هي شِبه جَزيرة تقَع في الجنوبِ الشَّرقيِّ مِن قارَّة أوروبا، وتَضُمُّ عَديدًامِن بُلدان شرق أوروبا مثل: المجر، رومانيا، يوغسلافيا سابقًا، وبلغاريا. اتَّجهت أَنظارُ المسلمين نحوَ الشَّمال والغربِ حيث الدَّولة الرُّومانيَّة الشَّرقيَّة التي كانت تُغيرُ على المناطقِ الخاضِعة لِسُلطان المسلمين, فرَتَّبَ مُعاوِيَةُ الغَزْوَ إليها بَرًّا وبَحرًا، وجَهَّزَ أُسطولًا بلَغ عددُه 1700 سَفينة، وفتَح عِدَّةِ جِهاتٍ كجزيرةِ رُودِس وبعض الجُزُرِ اليُونانيَّة الأُخرى، كما أَكْثَرَ بَرًّا مِن الصَّوائِف والشَّواتي -حَمَلات الصَّيفِ والشِّتاءِ-
وصلت الرومُ أرزن وميافارقين ونصيبين، ثم طلبوا منديلًا مِن كنيسة الرها يزعمونَ أنَّ المسيحَ مسَحَ به وجهَه، فارتسمت صورتُه فيه، على أنهم يُطلِقونَ جميع من سَبَوا من المسلمين، فاستفتى الخليفةُ الفقهاءَ، فمِن قائلٍ: نحن أحقُّ بعيسى منهم، وفي بَعثِه إليهم غضاضةٌ على المسلمين ووهنٌ في الدينِ، فقال علي بن عيسى الوزير: يا أميرَ المؤمنينَ، إنقاذ أسارى المسلمين من أيدي الكُفَّارِ خَيرٌ وأنفَعُ للناس من بقاءِ ذلك المنديلِ بتلك الكنيسة، فأرسل لهم المنديلَ وفُكَّ الأسارى.
هاجم أميرُ الرياض دهام العماريةَ المواليةَ للدرعية وقتل أميرَها عبد الله بن علي وعقر إبِلَه، فلما بلغ ذلك الإمام محمد بن سعود جمع أهل الدرعية وعرقة، وأراد أن يرصد عودة جيش دهام من العمارية ويكمن له، وكان دهام بن دواس قد كمن في الموضعِ نفسه فالتقى الفريقان واقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه دهام، وجَدَّ أهل الدرعية في إثرِه ولكنهم فُوجئوا بخروج فرقة لابن دواس من جهة العمارية، فوقع القتل وانكسر جيشُ الدرعية.
بعد أن حَقَّق الإمامُ سعود طلَبَ الشريف غالب في الصلحِ والمبايعة، وقع من الشريفِ ما يَريبُ منها: أنَّه أبقى في مكة عسكرًا من الترك والمغاربة وغيرهم من الحاجِّ، وذلك أنَّ باشا الحاج عبد الله العظم هو الذي رتَّبَهم بأمر من الدولة العثمانية, ومنها أنَّه حصن جُدَّة وأحاطها بالخندق ومنعَ الغرباء والسفار من جهةِ دولة الإمام سعود عن دخول جدَّة، واستوطنها الشريف أغلبَ أيامِه، وبقيت تلك العساكر عنده إلى وقتِ الحجِّ القابل, واختار الإمامُ الإعراضَ عنه إلى وقتِ الحَجِّ.
اقتحَمَت جماعاتٌ يهوديَّةٌ متطرِّفةٌ يومَ (25 شعبان) ساحةَ المسجدِ الأقصى المبارَك، من جهةِ بوابةِ المغارِبة بالقدسِ الشرقية المحتلَّة، وتحت حراسةِ شرطةِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ بزَعمِ أنَّ المكانَ الذي يتجوَّلون فيه هو "جبل الهيكل المزعوم". وشَمِلت جولَتُهم المسجِدَ القِبليَّ المسقوفَ، والأقصى القديمَ، والمصلَّى المَرْوانيَّ، والساحاتِ القريبةَ منه، بالإضافةِ إلى مِنطقةِ مسجد الصخرة، ولكنَّها لم تؤدِّ طُقوسًا وشعائرَ تُلموديَّةٍ في باحاتِ الأقصى المبارك، بسببِ وُجودِ المصلِّين المسلمين بالمسجدِ منذ صلاةِ فجرِ ذلك اليومِ.
هو نافعُ بن الأزرقِ مِن بَنِي حَنيفةَ زَعيمُ الأزارِقَة، المشهور بمُساءَلة ابنِ عبَّاس, وممَّا يُذكَر عن ابتداءِ ظُهورهِ أنَّه اجْتَمع بالخَوارِج الذين يَرون رَأيَه وطلَب إليهم أن يَنضمُّوا إلى ابنِ الزُّبيرِ لمُقاتَلةِ جُيوشِ أهلِ الشَّام الذين حاصروا مكَّة، قائلًا لهم مِن خُطبةٍ له: وقد جَرَّدَ فيكم السُّيوفَ أهلُ الظُّلْمِ، وأوَّلوا العَداءَ والغَشْمَ، وهذا مَن ثار بمكَّة، فاخْرُجوا بِنَا نَأْتِ البيتَ ونَلْقَ هذا الرَّجُل، فإن يكُن على رَأْيِنا جاهَدْنا معه العَدُوَّ، وإن يكُن على غيرِ رَأْيِنا دافَعْنا عن البيتِ ما اسْتَطعنا، ونَظَرْنا بعدَ ذلك في أُمورِنا. فأطاعوهُ وخرَجوا إلى مكَّة، وقاتَلو مع ابنِ الزُّبير جيشَ الشَّام, ثمَّ امْتَحنوا ابنَ الزُّبير، ولمَّا تَبَيَّنَ لهم خِلافُه لِرَأْيِهم خرَجوا عنه سنة 64هـ، فخرَجوا مِن مكَّة إلى جِهتَيْنِ: جِهَةٍ إلى البَصْرَة، أَمَّروا عليهم نافعَ بن الأزرق, وجِهَةٍ إلى اليَمامَةِ ووَلَّوْا عليهم أبا طالوت، ثمَّ خَلَعوه ووَلَّوْا عليهم نَجْدَةَ بن عامرٍ. أقام نافعُ بن الأزرق بالبَصْرَة إلى أن خَشِيَ مِن أهلِها، فخرَج إلى الأهوازِ وتَبِعَهُ أتباعُه إلى هناك. وقد اسْتَقَرَّ الأمرُ بنافعٍ ومَن معه في الأهواز، فغَلَبوا عليها و على كَوْرِها وما وَراءَها مِن بُلدانِ فارِسَ وكِرْمان في أيَّام عبدِ الله بن الزُّبير، وقَتَلوا عُمَّاله بهذه النَّواحِي، إلى أن قُتِلَ نافعٌ عندما اشْتَدَّت المعركةُ بينه وبين جيشِ أهلِ البَصْرَة بقِيادَةِ مُسلِم بن عُبيسِ بن كُرَيزِ بن ربَيْعَة في ناحِيَة الأهوازِ الذي جَهَّزَهُ عامِلُ البَصْرَة مِن قِبَلِ عبدِ الله بن الزُّبير عبدُ الله بن الحارثِ الخُزاعيُّ.
نقض أهلُ حرمة عهدَهم مع الأمير سعود بن عبد العزيز وتواعَدوا مع أهل الزلفي وأرسلوا إلى سعدون بن عريعر حاكِمِ الأحساء وأتباعِه مِن العربان أنَّهم يريدون أن يَسطُوا على بلدة المجمعة، وكان فيها مرابط وضباط من جهة الإمام عبد العزيز بن محمد، وقد تحقَّق عند أهل حرمة أنَّهم إن لم يأخُذوا المجمعة ويضبطوها لم يكن لهم في بلدهم قرار, فسار رجالٌ مِن أهل حرمة في زيِّ النساءِ وأمسكوا بروجَ النخيل، ثمَّ قَدِم عليهم أهلُ الزلفي بشوكتِهم، ثم قدم سعدون بالجموعِ العظيمة من بني خالد وغيرهم، فاجتمعت تلك الجموعُ ونزلوا وسطَ النخيل وحصروا أهل المجمعةِ في بلدتهم أيامًا حتى ضاق عليهم الأمرُ، فهمُّوا بالمصالحة وأرسلوا إلى سعدون يطلبون مهلةَ يومين يرجون وصولَ المدد لهم من جهة عبد العزيز, كان حسنُ بن مشاري بن سعود يدبِّرُ الأمر من جلاجل لدَعمِ أهل المجمعة، وتمكن مع بعض رجاله من أهل العارض وسدير من دخول المجمعة ليلًا على الرغم من شدة الحصار عليها. فلما عَلِمَ ابن عريعر وأتباعُه بذلك عرفوا أنهم ممتنعون، وقد كانت صدورُ البوادي ضاقت من طولِ الحصارِ، فرحلوا من المجمعة منصرفين، ورجع أهل الزلفي إلى بلَدِهم، واستقَرَّت الحرب بين أهلِ الجمعة وأهل حرمة، فجهز عبد العزيز أخاه عبد الله بالجنودِ، فنازل أهلَ حرمة ووقع بينهم قتالٌ شديدٌ قُتِل فيه عددٌ مِن رجال حرمة، ثم رحل عنهم عبد الله بعد أن ترك لأهل المجمعة خيلًا ورِجالًا، واستمَرَّت الحربُ بينهم أيامًا.
قطع الكامِلُ وأخوه الأشرف الفرات وأصلحا ما كان أفسَدَه جيش الروم من بلادهما، فاستعاد من الروم حران والرها وغيرهما، وأخرب قلعةَ الرها ونزل على دنيسر فأخربها ومعه أخوه الأشرف، وبينما هم في ذلك جاء كتاب بدر الدين لؤلؤ إلى الأشرف يقول: قد قطع التتارُ دجلة في مائة طلب كل طلب خمسمائة فارس، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدين بن كمال الدين بن مهاجر فقتلوه على باب سنجار، ثم رجع التتارُ، ثمَّ عادت، فأمَّنَهم الأشرف للتوجُّه إلى جهة الشرق.
وقعت فِتنةٌ بأصبهان قُتِلَ بسَببِها ألوفٌ من أهلها، واستمَرَّت الحربُ بين أهلها شهورًا، وقَحَطَت بلادُ الشرق، فقَدِمَت طوائف إلى بلاد الشام، وكان الجراد قد أتلف زُروعَها، فجهز الأمراءُ مِن مِصرَ الغِلالَ الكثيرةَ في البحر إلى بيروت وطرابلس، فكان ما حُمِلَ من جهة السلطان الناصر محمد بن قلاوون والأمراء نحو عشرين ألف أردب سوى ما حمله التجَّار، فانحَطَّ السِّعرُ وكُتِبَ بإبطال مُكسِ الغَلَّة بالشام، وفَشَت الأمراضُ في الناس بالشام ومصر والصعيد، وكثر الموت السريعُ، ومَرِضَ السلطانُ ثمانية عشر يومًا وعُوفِيَ.
نزل الطاغية النشو بن دون فرنادو بن أندريك بن جوان بن فدريك بن أندريك ملك الفرنج الكيتلان، وصاحب برشلونة، على جزيرة صقلية في شهر رمضان، وسار ومعه صاحب صقلية في نحو مائتي قطعة بحرية حتى أرسى على جربة في سابع عشر ذي الحجة وملكها، وكان ملك المغرب أبو فارس عبد العزيز غائبًا عن تونس في جهات تلمسان، فلما بلغه تَرَك معظم عسكره وسار على الصحراء حتى دنا من جربة، وكانت بينه وبين الفرنج وقعةٌ كاد يُؤخَذُ فيها، وقُتِلَ من الفريقين جماعاتٌ كثيرة.
كانت رأسُ الخيمة قد أعلنت ولاءَها للدولة السعودية الأولى، ولجأ إليها عددٌ من الذين فرُّوا من الدرعية بعد استسلامِ الإمام عبد الله بن سعود، وجَدَّد أهلُ رأس الخيمة ولاءَهم لتركي بن عبد الله، حيث قَدِمَ إليه وفد منهم يطالبون بقاضٍ ومعلم وسَرِيَّةً، فأرسل معهم سَرِيةً بقيادة عمر بن عفيصان لحمايتِهم من خصومِهم، ومعه قاضٍ هو الشيخ محمد بن عبد العزيز العوسجي قاضي بلدان المحمل زمنَ الإمام سعود، وأصبحت واحةُ البريمي مركزًا للقوة السعودية في تلك الجهاتِ.
بدا نفوذُ فرنسا في غينيا منذ عام 1254هـ / 1838م؛ حيثُ تدخَّلت بسبب الاختلاف مع أحد أمراء القبائل حولَ تجارةِ الرقيقِ، وفي عام 1270هـ / 1854م أرادت أن تَحولَ بين بريطانيا وبين رَبطِ منطقة غامبيا بمنطقة سيراليون باحتلالِ جهات غينيا؛ لذا أسرعت فرنسا واحتلَّت مدينة دوبريكا وما حولها لتقطَعَ على بريطانيا الطريقَ، وفي هذا العام عُقِدَ مؤتمر برلين، ونتيجتُه استقَلَّت فرنسا بأنحاء غينيا وأخذت تتوسَّعُ بجهات غينيا كلِّها، واحتَلَّت جزيرة تومبو التي تقَعُ عليها عاصمة البلاد الحالية كوناكري.
حَصَل قسمُ الدِّراسات الإسلامية لمرحلة البكالوريوس بجامعةِ روتردام الإسلامية بهولندا على الاعتمادِ الأكاديميِّ الرسميِّ، وهذا يمكِّن للجامعةِ تقديمَ طلبٍ للحُصولِ على الدَّعم الماديِّ من الحُكومة الهولنديَّة، وفَتْحَ فُروعٍ في كافَّة دول أوربا. وبهذا القرارِ الذي منحتْه منظَّمةُ الاعتماد الهولندية الفلمنكية (NVAO) يُعتَرف لأول مرةٍ لجامعةٍ إسلامية مستقلَّةٍ بتدريس البكالوريوس في قسمِ الدراسات الإسلامية. وقد تأسَّست جامعة "روتردام الإسلامية" في عامِ (1996م)، وظلَّت تعملُ طِوالَ (16) سنةً دُونَ اعتمادٍ رسميٍّ من الجهاتِ الأكاديميةِ المختصَّة في هولندا.
هو أبو طاهرٍ سُلَيمانُ بنُ أبي سعيد الحسن الجَنّابي الهَجري القرمطيُّ، رئيس القرامطة- قبَّحه الله- كان أبوه يحِبُّه ويرجِّحُه للأمرِ مِن بعده، وأوصى: إن حَدَث به موتٌ، فالأمرُ إلى ابنِه سعيدٍ إلى أن يكبَرَ أبو طاهر، فيُعيد سعيدٌ إليه الأمر. فلما كان في سنةِ خمس وثلاثمائة سلَّمَ سعيدٌ الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهرٍ خَلقٌ وافتتنوا به؛ بسبب أنَّه دلَّهم على كنوزٍ كان والده أطلَعَه عليها وحده، فوقَعَ لهم أنَّه عِلمُ غَيْبٍ، وقد استباح البصرةَ، وأخذ الحجيجَ، وفعَلَ العظائم، وأرعَبَ الخلائِقَ وكُثُرَت جموعُه، وتزلزل له الخليفةُ. وزعم بعضُ أصحابه أنه إلهٌ، ومنهم من زعم أنَّه المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيٌّ. وقيل: هو المهديُّ، وقيل: هو الممهِّدُ للمهديِّ. وقد هَزَمَ جيشَ الخليفة المقتدي غيرَ مرَّة، ثمّ إنَّه قصد بغداد ليأخذها، فدفَعَ اللهُ شَرَّه. وقتل الحجيجَ حولَ الكعبة وفي جوفِها، وسَلَبَها كسوتَها، وأخذ بابَها وحِليَتَها، واقتلع الحجرَ الأسودَ مِن مَوضِعِه وأخذه معه إلى بلَدِه هَجَر، فمكث عنده من سنة 319 ثم مات- قبَّحه الله ولعَنَه- وهو عندَهم, ولم يردُّوه إلَّا سنة 339، ولَمَّا مات هذا القرمطي قام بالأمرِ مِن بعده إخوتُه الثلاثة، وهم أبو العباس الفضل، وأبو القاسم سعيد، وأبو يعقوب يوسف، بنو أبي سعيد الجنابي، وكان أبو العبَّاسِ ضعيفَ البدن مُقبِلًا على قراءة الكتب، وكان أبو يعقوبَ مُقبِلًا على اللهو واللعب، ومع هذا كانت كلمةُ الثلاثة واحدةً، لا يختلفون في شيءٍ وكان لهم سبعةٌ من الوزراء متَّفِقونَ أيضًا.