الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 603 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1207
تفاصيل الحدث:

سار عسكر الخليفة الناصر لدين الله من خوزستان مع مملوكه سنجر، إلى جبال لرستان، وصاحبها يعرف بأبي طاهر، وهي جبال منيعة بين فارس وأصبهان وخوزستان، فقاتلوا أهلها وعادوا منهزمين، وسبب ذلك أن مملوكًا للخليفة اسمه قشتمر من أكابر مماليكه كان قد فارق الخدمة لتقصير رآه من الوزير نصير الدين العلوي الرازي، واجتاز بخوزستان، وأخذ منها ما أمكنه ولحق بأبي طاهر صاحب لرستان، فأكرمه وعظَّمه وزوجه ابنته، ثم توفِّي أبو طاهر فقوي أمر قشتمر، وأطاعه أهل تلك الولاية، فأمر سنجر بجمع العساكر وقصْده وقتاله، ففعل سنجر ما أمر به، وجمع العساكرَ وسار إليه، فأرسل قشتمر يعتذر، ويسأل ألا يقصد ولا يخرج عن العبودية، فلم يقبل عذره، فجمع أهل تلك الأعمال، ونزل إلى العسكر، فلَقيَهم، فهزمهم، وأرسل إلى صاحب فارس بن دكلا وشمس الدين إيدغمش، صاحب أصبهان وهمذان والري، يعرِّفُهما الحال، ويقول: إنني لا قوة لي بعسكر الخليفة، وربما أضيف إليهم عساكر أخرى من بغداد وعادوا إلى حربي، وحينئذٍ لا أقدر بهم، وطلب منهما النجدة، وخوَّفهما من عسكر الخليفة إن ملكوا تلك الجبال، فأجاباه إلى ما طلب، فقوي جنانه، واستمرَّ على حاله.

العام الهجري : 746 العام الميلادي : 1345
تفاصيل الحدث:

ذكَرَ الرحَّالةُ ابنُ بطُّوطة عن مشاهدتِه لجزيرة سومطرة والإسلام فيها، ووصَفَ سُلطانَها قائِلًا: "وهو السلطانُ المَلِكُ الظاهر من فُضَلاءِ الملوك، شافعيُّ المذهب محِبٌّ للفقهاء، يحضرون مجلِسَه للقراءة والمذاكرة، وهو كثيرُ الغزو والجهاد ومتواضِعٌ يأتي إلى صلاة الجمعة ماشيًا على قَدَميه وأهل بلاده شافعيَّةٌ محبُّون للجهاد يخرجون معه تطوعًا، وهم غالبون على من يليهم من الكُفَّار والكُفَّارُ يعطون الجزيةَ على الصُّلحِ"، وقد ذكر ماركو بولو الذي جاء إلى هذه الجزيرةِ قبل ابن بطوطة بأقَلَّ مِن خمسين سنة، حيث كان فيها سنة 692, وقال عنها: إنَّ جميع سكان البلاد عبدةُ أوثانٍ اللهُمَّ إلَّا في مملكة برلاك الصغيرة الواقعة في الزاوية الشماليَّة الشرقية من الجزيرة؛ حيث سكان المدن وَحدَهم مُسلمون، أمَّا سكان المرتفعات فكُلُّهم وثنيُّونَ أو مُتَوحِّشونَ يأكلونَ لحومَ البَشَرِ. ولا يُعقَلُ في أنه في أقل مِن خمسين سنة ينتَشِرُ الإسلام في كل الجزيرةِ على ما وصَفَه ابن بطوطة، ولكن يبدو أنَّ ماركو بولو أراد من ذلك الوصفِ شَيئًا آخَرَ، والله أعلم، ويُذكَرُ أنَّ الإسلامَ دخَلَ إلى هذه الجُزُر عن طريق التجَّار المسلمين، وعن طريق رحلةِ كثيرٍ مِن السكان إلى بلادِ الإسلامِ للتجارة وعودتهم إلى بلادِهم دُعاةً للإسلامِ.

العام الهجري : 850 العام الميلادي : 1446
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سيف الدين أزبك بن عبد الله السيفي قاني باي، أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، المعروف بجُحا، أصله من مماليك نوروز الحافظي، وبقى عنده كتابيًّا، فأخذه بعد موته الأمير قاني باي المحمدي نائب دمشق وأعتقه، ثم اتصل بعد موت قاني باي بخدمة السلطان الملك المؤيد شيخ، وصار في دولته خاصكيًّا، ثم صار رأس نوبة الجمدارية- حَمَلة ملابس السلطان- في دولة السلطان الأشرف برسباي، ثم أمَّرَه الأشرفُ عشرةً وجعله من جملة رؤوس النوب، ودام على ذلك إلى أن توفِّيَ الملك الأشرف برسباي، فسافر أزبك إلى البلاد الشامية بسلطنة الملك العزيز يوسف، فلمَّا أن عاد أزبك إلى القاهرة كان كافأ الملك الظاهر جقمق على ما فعله معه من الخيرِ بأنَّه لما أن عصى الأتابك قرقماس الشعباني وافقه أزبك، وقاتل الملك الظاهِر جقمق وانهزم قرقماس واختفى، ثم ظفِرَ به، فعندما ظفر بقرقماس وقبَض على أزبك أيضًا، وحبسه بثغر الإسكندرية ثم نقله إلى حبس صفد، فاستمر محبوسًا إلى أن توفي في حدود الخمسين وثمانمائة تقريبًا بالقلعة بصفد، وهو في الكهولية, وكان عنده مروءة وكرم، مع خِفة روح ومُجون ودعابة، ولهذا سمِّيَ جحا، مع إسراف على نفسِه.

العام الهجري : 1228 العام الميلادي : 1812
تفاصيل الحدث:

بعد أن هُزم طوسون في وقعة وادي الصفراء بين المدينة والقصيم سنة1227 طلب المساعدةَ من والده، فجهَّز جيشَه وأخذ معه الأموال للمساعدة. قرر محمد علي باشا أن يسير بنفسِه إلى الحجاز لمتابعة القتال وبسْطِ نفوذه في شبه الجزيرة العربية، فغادر مصر على رأس جيش آخَرَ، ونزل في جدة، ثم غادرها إلى مكة وهاجم معاقِلَ السعوديين إلَّا أنه فَشِلَ في توسيع رقعة انتشاره، فأخلى القنفذةَ بعد أن كان قد دخَلَها، وانهزم ابنه طوسون في تَرَبة مرة أخرى. إلا أنَّ وفاة الإمام سعود في هذه الفترة وتولِّي إمارة الدرعية عبد الله بن سعود الذي لم يكُنْ في كفاءة والده في القيادة العسكرية؛ أدى إلى ضعف القوات السعودية، فتمكَّن محمد علي باشا من التغلُّبِ على الجيش السعودي في معركة بسل، وسيطر على تَرَبة، ودخل ميناء القنفذة، في حين سيطر طوسون على القِسمِ الشمالي من نجدٍ. عند هذه المرحلة من تطوُّر الأحداث اضطر محمد علي باشا أن يغادِرَ شبه الجزيرة العربية ويعود إلى مصر للقضاءِ على حركة تمرُّدِ استهدفت حُكمه، وبعد القضاء على هذه الحركة استأنف حربه ضدَّ الدولة السعودية، فأرسل حملةً عسكرية أخرى إلى شبه الجزيرة بقيادةِ ابنه إبراهيم باشا في 5 سبتمبر سنة 1816م

العام الهجري : 1231 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو الشريفُ غالبُ بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نُمي، شريفُ مكَّةَ، تولَّى الإمارةَ في مكة بعد أخيه الشريف سرور بن مساعد منذ سنة 1202هـ حتى نَفْيه سنة 1228هـ.  نشأ الشريفُ غالب في كنف والده ملازمًا له مشاركًا معه في حروب, وبعد موت الشريفِ سرور بن مساعد في رجب سنة 1202 قام مقامَه أخوه عبد المعين، ثمَّ رغب عن الأمرِ لأخيه غالب بعد أيام يسيرة من ولايتِه، وكان غالبٌ في سِنِّ الشباب، فكان له قتالٌ عظيم مع صاحبِ نجدٍ الإمام عبد العزيز بن سعود، ثم ابنه سعود، ولَمَّا فتح سعود مكَّةَ صارت بينهما صحبةٌ وودٌّ، فكان غالبٌ يتردد على سعود إذا كان في مكَّةَ يدخل عليه في كلِّ حين كأنَّه أحد أمرائه ويتبادلان الهدايا, وبقيَ أميرًا لمكة إلى أن نفاه محمد علي إلى مصرَ، ثمَّ منها نُفِي إلى سلانيك وتوفي فيها بعد أن حكم مكة 26 سنة منها 19 سنة تابعًا للعثمانيين و7 سنين أميرًا للإمام سعود بن عبد العزيز, وكان لغالبٍ من الأبناء يحيى وحسين وعبد الله وعلي وعبد المطلب.

العام الهجري : 1407 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1987
تفاصيل الحدث:

رشيد عبد الحميد كرامي سياسيٌّ لبنانيٌّ، شغل مَنصِب رئيسِ الوزراء ثمانِ مرَّات، أوَّلُها بين سبتمبر 1955 ومارس 1956 وآخرُها بين إبريل 1984 إلى وفاته في يونيو 1987م. ينتمي رشيد كرامي إلى عائلة سياسيَّة عريقةٍ؛ إذ شغل والدُه وأخوه عمر مَنصِب رئيس الوزراء. وُلد رشيد كرامي في بلدة بالقُرب من طرابلس في لبنان، في عائلة من أهمِّ العائلات السياسية اللبنانيَّة. كان والدُه عبد الحميد كرامي رئيسًا للوزراء لأشهُرٍ قليلةٍ في حكومة 1945. وكذلك أخوه الأصغر عمر كرامي شغل مَنصِب رئيس الوزراء. بعد تخرُّج رشيد كرامي من جامعة القاهرة كلية الحقوق، وحصوله على درجة الليسانس في سنة 1940م بدأ تمرينَه كمُحامٍ في طرابلس. وانتُخب في البرلمان اللبناني سنة 1951م ليشغل المنصب الشاغر نتيجةً لموت والده. وفي نفس السَّنة أصبح وزيرًا للعدل في حكومة رئيس الوزراء حسين العويني. وفي سنة 1953م أصبح وزيرًا للاقتصاد والشؤون الاجتماعية في حكومة عبد الله اليافي. اغتُيل رشيد كرامي على إثر تفجير طائرةٍ عموديةٍ عسكريَّة كان يستقِلُّها. وأُدين سمير جعجع قائدُ القوات اللبنانية بتدبير الاغتيال بعد الحرب، وحُكم عليه بالقتل، ثم بالسجن المُؤبَّد قبل أن يُطلق سراحه سنة 2005م.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي الداعيةُ والمفكِّر الإسلاميُّ العراقيُّ الدكتور عبد الكريم زيدان عن عُمر يناهز (97) عامًا، بعدَ حياةٍ حافِلَةٍ بالعطاءِ الفِكريِّ والتَّربويِّ، والتأليفِ والتَّدريس. وزيدان عِراقيُّ الجنسيَّة مقيمٌ في اليَمَن منذُ سنواتٍ، يدرِّس في جامعةِ الإيمانِ التي يَرأَسُها الشَّيخُ عبد المجيد الزنداني. ويعدُّ زيدان أحدَ أبرزِ وُجوهِ الفِكرِ الإسلامي ومنظِّري الدَّعوةِ، تقلَّد العديدَ من المناصِبِ، وله عشراتُ المؤلَّفات في القانون والشَّريعة، والدِّراسات الإسلاميَّةِ. تَعلَّم رحمه الله القرآنَ الكريم في مكاتِبِ تعليمِ القرآن الأهليَّة، ثم تخرَّج في كلِّيَّة الحقوِق بالعاصمة بغداد، ثم الْتحَق بمعهدِ الشَّريعة الإسلاميَّة في جامعة القاهرة، كما حَصَل على شهادةِ الدكتوراه في الشَّريعة الإسلاميَّة من جامعة القاهرة أيضًا عامَ (1962م)، ثم زاوَلَ مِهنَةَ التَّدريس والإشرافِ على طُلَّاب الدِّراسات العليا سنواتٍ طويلةً في عدد من الجامعات، وتولَّى عِدَّةَ مناصِبَ عِلميَّةٍ فيها، كما كان عُضوًا في مجلِس المَجمَع الفقهيِّ الإسلامي التابِع لرابطةِ العالَم الإسلاميِّ في مكَّة المكرَّمة، ونال جائزةَ الملك فَيصل المعروفة عن كتابه (الموسوعة): ((المفصَّل في أحكام المرأة والبيت المسلِم))، وله مؤلَّفاتٌ علميَّة كثيرةٌ في مُختَلَف الاختِصاصاتِ الشرعيَّة والقانونيَّة والفِكرِيَّة والدَّعويَّة، التي تمَّ اعتِمادُها كمَوادَّ دِراسيَّةٍ في العديدِ من الجامِعات العربيَّة والإسلاميَّة.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ محمد علي كِلاي في 17 يناير 1942م في مدينةِ لويفيل بولايةِ كنتاكي، مِن عائلةٍ أمريكيَّةٍ سوداءَ مِن الطبَقةِ المتوسِّطةِ، واعتنَقَ الإسلامَ في عامِ 1964م، وكان اسمُه قبلَ إسلامِه (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) فغيَّرَه إلى مُحمَّد علي، واختار الانتماءَ في بادئِ أمرِه إلى جماعةِ أمَّةِ الإسلامِ، ولم يستمرَّ انضمامُه إليهم طويلًا؛ إذ كان يختلِفُ مع الكثيرِ مِن أفكارِهم، فاعتنَقَ الإسلامَ السُّنِّيَّ، ثم أنشأ أعمالَه الخيريَّةَ والدَّعَويَّة مُحاولًا تصحيحَ الصُّورة الخاطئة التي رسَخَت في أذهانِ الغَربِ عن الإسلامِ والمُسلمين، ورفض أنْ يَخدمَ في جيشِ الولاياتِ المُتَّحِدة في حربِه على فيتنام عامَ 1966م، وعَدَّ نفسَه مُعارِضًا للحَربِ، معلِّلًا بأنَّ هذه الحربَ ضِدُّ تعاليم القرآنِ. فاز كلاي ببطولةِ العالَم للوزنِ الثقيلِ ثلاثَ مرَّاتٍ على مدى عشرينَ عامًا، وأصيبَ في عامِ 1984 بداءِ باركنسون (الشلل الرَّعاشي). وفي عامِ 1999 تُوِّجَ بلقب "رياضيِّ القَرنِ". وفي عامِ 2005 مُنِحَ وسامَ الحرِّيَّة الرئاسيَّ -وهو أرفَعُ وسامٍ مَدَنيٍّ في الولاياتِ المُتَّحِدة الأمريكية- وقد تُوفِّيَ مُحمَّد علي -رحِمَه الله- في مستشفى فينيكس بولايةِ أريزونا عن عمرٍ ناهَزَ 74 عامًا. ودُفِنَ في مَسقطِ رأسِه؛ في مدينةِ لويفيل بولايةِ كنتاكي الأمريكيَّةِ.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِد سيِّدي محمد ولد الشَّيخ عبد الله سنة ١٣٥٧هـ الموافق 1938م في ألاك (عاصمة ولاية لبراكنة)، ودرس الابتدائيَّةَ والإعداديَّةَ فيها، وحصل على الثانويَّةِ من العاصِمةِ السنغالية دكار، وحصل على دبلوم الدِّراساتِ المعمَّقة في الاقتصادِ مِن فرنسا سنة ١٣٨٨هـ الموافق 1968م.
تولَّى بعض المناصِبِ؛ أبرزها: مديرُ التخطيطِ، ثمَّ وزيرُ الدَّولةِ المكَلَّف بالاقتصادِ في حكومةِ الرئيسِ المختارِ ولد داداه، ثم عَمِلَ مُستشارًا للصندوق الكويتي للتنمية من ١٤٠٣هـ - ١٤٠٦هـ الموافق 1982م - 1985م. وفي عام ١٤٠٧هـ الموافق 1986م عَمِل وزيرًا للمياهِ والطَّاقةِ، ثمَّ وزيرًا للاقتصادِ والصَّيدِ البَحريِّ، دخل السِّجنَ بعد الانقلابِ الذي أطاح بحكومةِ ولد داداه عام ١٣٩٨هـ الموافق 1978م.
أصبح رئيسًا لموريتانيا عام ١٤٢٨هـ الموافق 2007م، وكان أوَّلَ رئيسٍ مَدَنيٍّ يحكُمُ البلادَ بالانتخابِ.
وبعْدَ مُضِيِّ عامٍ ونصف تقريبًا أُطيحَ بانقلابٍ عسكريٍّ قاده محمد ولد عبد العزيز، فاعتُقِلَ ثمَّ فُرِضَت عليه الإقامةُ الجَبريَّةُ، ثم تُوُصِّلَ إلى اتفاق في العاصمة السنغالية دكار، وسُمِحَ له بإعلانِ استقالتِه في 10 محرم 1431هـ الموافق 27 يونيو 2009.
توفي ليلةَ الاثنين عن عمر ناهز 82 عامًا في العاصمة نواكشوط، بعد أيَّامٍ من عودتِه من رحلةٍ عِلاجيَّةٍ إلى تركيا.

العام الهجري : 232 العام الميلادي : 846
تفاصيل الحدث:

في حوالَيْ عامِ 232هـ ومع ضَعفِ الحُكام العباسيِّينَ بدأت تظهرُ أطماعُ بعضِ الوُلاةِ المحلِّيينَ في كَوْكبانَ وعلى رأسِهم يَعفُرُ بنُ عبدِ الرحمنِ الحَوَاليُّ. ومع أواخِرِ القرنِ التاسعِ الميلاديِّ، أصبحت اليَمنُ قاعدةَ عملياتٍ لحركةِ الشِّيعةِ الفاطميِّينَ. وقد عهِدَ يَعفُرُ بالسُّلطةِ لابنِه محمدٍ الذي فضَّلَ أن تكونَ مِن صَنعاءَ، ثم عهِدَ محمدُ بنُ يَعفُرَ بالسُّلطةِ بعدَ ذلك لابنِه إبراهيمَ، الذي اختَلَف مع أبيه على أسلوبِ الحُكم، وانتهي الأمرُ بقتلِ أبيه عامَ 892م/269هـ. تَبِعَ ذلك فوضى وتمَرُّدٌ بينَ القبائلِ وأهالي القُرى بَينَ السُّنِّيِّينَ والشِّيعةِ، وعَمَّ التَّوتُّرُ شوارعَ صَنعاءَ حتى أرسلَ الخليفةُ العباسيُّ في بغدادَ آنذاكَ، علِيَّ بنَ الحُسَينِ إلى اليَمنِ لِيقضيَ على الفِتنةِ ويَضعَ نهايةً لِلتَّمرُّدِ.
بعدَ استِدعاءِ ابنِ الحُسَينِ إلى بَغدادَ عامَ 895م/282هـ. اهتزَّتِ الأمورُ في صَنعاءَ، وحينَئِذٍ ظهرَ أوَّلُ إمامٍ زَيديٍّ ليتوَلَّى زِمامَ الأمرِ، وهو الإمامُ الهادي إلى الحقِّ يحيى بنُ الحُسَينِ، ولكنَّه لم يَستطِعْ أن يحُدَّ مِنَ الصِّراعاتِ، فعادَ بنو يَعفُرَ إلى الحُكمِ، ومع وفاةِ آخِرِ حُكَّامِهم عبدِ اللهِ بنِ قَحطانَ، انتهى حُكمُهم، وظلَّتِ البِلادُ في حالةِ فوضى سياسيةٍ إلى أن جاء إلى الحُكمِ سُلالةٌ أُخرى حاكمةٌ، وهم بَنو الصُّليحيِّ عامَ 1047م/439هـ.

العام الهجري : 259 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

دخل يعقوبُ بن الليث نيسابور، وكان سببَ مَسيرِه إليها أنَّ عبد الله السجزي كان ينازع يعقوب بسجستان، فلما قويَ عليه يعقوبُ هرب منه إلى محمد بن طاهر، فأرسل يعقوبُ يطلب من ابن طاهرٍ أن يسَلِّمَه إليه فلم يفعَلْ، وقيل: كان سببَ مِلك يعقوب نيسابورَ ما بلَغَه من ضَعفِ محمد بن طاهر أميرِ خراسان، فلما تحقَّقَ يعقوبُ ذلك، وأنَّه لا يقدِرُ على الدَّفعِ، وكان بعضُ خاصة محمد بن طاهر، وبعضُ أهلِه لَمَّا رأوا إدبارَ أمرِه، مالوا إلى يعقوبَ فكاتبوه، واستدعَوه وهَوَّنوا على محمد أمرَ يعقوب من نيسابور، فسار نحوَه إلى نيسابور، فلما قرُبَ منها وأراد دخولها، وجَّه محمد بن طاهر يستأذِنُه في تلقِّيه فلم يأذَنْ له، فبعث بعُمومتِه وأهلِ بيته فتلقَّوه, ثم دخل يعقوبُ نيسابور، فركب محمد بن طاهر فدخل إليه في مضربه، فسأله ثم وبَّخَه على تفريطِه في عمَلِه، وقبض على محمد بن طاهر، وأهلِ بيته، وكانوا نحوًا مِن مائة وستين رجلًا، وحملهم إلى سجستان واستولى على خراسان، ورتَّبَ فيها نُوَّابه, ثم أرسل إلى الخليفةِ يذكرُ تفريطَ محمد بن طاهر في عمَلِه، وأنَّ أهلَ خراسان سألوه المسيرَ إليهم، ويذكُر غلبة العَلويِّين على طبرستان، وبالغ في هذا المعنى، فأنكر عليه الخليفةُ ذلك، وأمَرَه بالاقتصارِ على ما أُسنِدَ إليه.

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

كان الخليفةُ المتقي لله مقيمًا بالموصل فأرسَلَ إلى الإخشيد محمَّدِ بن طغج صاحب الديار المصريَّة والبلاد الشامية، فأقبل إليه وقَدِمَ عليه في المنتَصَف من المحرم، وخضع للخليفة غايةَ الخُضوع، وكان يقومُ بين يديه كما يقومُ الغلمان، ويمشي والخليفةُ راكِبٌ، ثم عرض عليه أن يسيرَ معه إلى الدِّيار المصرية، أو يقيمَ ببلاد الشام فأبى عليه ذلك، فأشار عليه بالمُقامِ بمكانِه الذي هو فيه، ولا يذهَب إلى توزون ببغدادَ, وحَذَّره من توزون ومَكرِه وخديعتِه، فلم يقبَلْ، وكذلك أشارَ على الوزير أبي حُسين بن مقلة فلم يَسمَعْ, فركب الخليفةُ مِن الرقَّة في دجلة إلى بغداد، أرسل إلى توزون فاستوثقَ منه ما كان حلَفَ له من الأيمانِ، فأكَّدَها وقَرَّرَها، فلما اقتَرَب منها خرج إليه توزون ومعه العساكِرُ، فلما رأى الخليفةَ قَبَّل الأرضَ بين يديه، وأظهَرَ له أنَّه قد وفى له بما كان حلَفَ عليه، وأنزَلَه في مَضرِبِه، ثم جاء فاحتاط على من معه من الكُبَراء، وأمر بتسميلِ عينَيِ الخليفة ففقئت عيناه، فصاح صيحةً عظيمةً سَمِعَها الحرم، فضَجَّت الأصواتُ بالبكاء, فأمر توزون بضَربِ الدبادب؛ حتى لا تُسمَعَ أصواتُ الحرم, ثم أحضر عبدَ الله بن المكتفي وبايعه بالخلافةِ، وأجبَرَ المتَّقيَ على مبايعته كذلك، وحبس المتقي في جزيرة بالنهر حتى توفِّي فيه بعد خمس وعشرين سنة عام 357، وكانت خلافةُ المتقي لله ثلاث سنين وخمسة أشهر وثمانية عشر يومًا.

العام الهجري : 442 العام الميلادي : 1050
تفاصيل الحدث:

استولى الخوارجُ المُقيمونَ بجبال عُمان على مدينةِ الولاية، وسبَبُ ذلك أنَّ صاحِبَها الأمير أبا المُظَفَّر ابن الملك أبي كاليجار كان مُقيمًا بها، ومعه خادِمٌ له قد استولى على الأمورِ، وحَكَم على البلاد، وأساء السيرةَ في أهلها، فأخذ أموالَهم، فنفروا منه وأبغَضوه، وعَرَفَ إنسانٌ من الخوارجِ- يقالُ له ابنُ راشدٍ- الحالَ، فجمع مَن عنده منهم فقَصَد المدينةَ، فخرج إليه الأميرُ أبو المُظَفَّر في عساكِرِه، فالتَقَوا واقتَتَلوا، فانهزمت الخوارجُ وعادوا إلى موضِعِهم، وأقام ابنُ راشد مدَّةً يجمَعُ ويحتَشِدُ، ثم سار ثانيًا، وقاتله الديلم فأعانه أهلُ البلد لسوءِ سِيرةِ الديلم فيهم، فانهزم الديلم، وملَكَ ابنُ راشد البلد وقتل الخادِمَ وكثيرًا من الديلم، وقبض على الأميرِ أبي المظفَّر وسَيَّرَه إلى جباله مُستَظهرًا عليه، وسَجَن معه كُلَّ مَن خَطَّ بقلمٍ مِن الديلم، وأصحابَ الأعمال، وأخرب دارَ الإمارة، وقال: هذه أحقُّ دارٍ بالخراب، وأظهَرَ العدل، وأسقَطَ المكوسَ، واقتصر على رَفعِ عُشرِ ما يَرِدُ إليهم، وخطَبَ لنَفسِه، وتلقَّبَ بالراشد بالله، ولَبِسَ الصوف، وبنى موضعًا على شَكلِ مسجد، وقد كان هذا الرجلُ تَحَرَّك أيضًا أيامَ أبي القاسم بن مكرم، فسَيَّرَ إليه أبو القاسِمِ مَن منعه وحصَرَه وأزال طَمَعَه.

العام الهجري : 588 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

اجتمع بنو عامر في خلقٍ كثير، وأميرُهم اسمُه عميرة، وقَصَدوا البصرةَ، وكان الأميرُ بها محمد بن إسماعيل، ينوبُ عن مُقطِعِها الأمير طغرل، مملوك الخليفة الناصر لدين الله، فوصلوا إليها يومَ السبت سادس صفر، فخرج إليهم الأميرُ محمد فيمن معه من الجند، فوقعت الحربُ بينهم بدرب الميدان، بجانب الخريبة، ودام القتالُ إلى آخر النهار، فلما جاء الليلُ ثَلَم العربُ في السور عدَّةَ ثُلَم، ودخلوا البلد من الغد، فقاتلهم أهلُ البلد، فقُتِلَ بينهم قتلى كثيرة من الفريقين، ونَهَبَت العرب الخانات بالشاطئ وبعضَ محالِّ البصرة، وعبَرَ أهلُها إلى شاطئ الملاحين، وفارق العربُ البلد في يومهم وعاد أهله إليه، وكان سببُ سرعة العرب في مفارقة البلد أنَّهم بلغهم أن خفاجة والمنتفق قد قاربوهم، فساروا إليهم وقاتلوهم أشدَّ قتال، فظَفِرَت عامر وغَنِمَت أموالَ خفاجة والمنتفق، وعادوا إلى البصرةِ بكرة الاثنين، وكان الأميرُ قد جمع من أهل البصرةِ والسواد جمعًا كثيرًا، فلما عادت عامر قاتَلَهم أهل البصرة ومن اجتمع معهم، فلم يقوموا للعربِ وانهزموا، ودخل العربُ البصرة ونهبوها، وفارق البصرةَ أهلُها، ونُهِبَت أموالهم، وجرت أمور عظيمة، ونُهِبَت القسامل- وهي محلة بالبصرة - وغيرها في يومين، وفارقها العرب وعاد أهلُها إليها.

العام الهجري : 875 العام الميلادي : 1470
تفاصيل الحدث:

كان بنو وطاس فرقة من بني مرين غير أنهم ليسوا من بني عبد الحق، ولما دخل بنو مرين المغرب واقتسموا أعماله كان لبني وطاس بلاد الريف، فكانت ضواحيها لنزولهم وأمصارها ورعاياها لجبايتهم، وكان بنو الوزير من بني وطاس يتطلعون إلى الرياسة ويسعون في الخروج على بني عبد الحق، وقد تكرر ذلك منهم، ثم أذعنوا إلى الطاعة وراضوا أنفسهم على الخدمة، فاستعملهم بنو عبد الحق في وجوه الولايات والأعمال واستظهروا بهم على أمور دولتهم، فحَسُن أثرهم لديها وتعدد الوزراء منهم فيها، ولم يزل السرور متربعًا بين أعينهم لذلك والرياسة شامخة بأنوفهم، ولما كانت دولة السلطان أبي عنان واستولى على بجاية عقد عليها لعمر بن علي الوطاسي من بني الوزير فثار عليه أهلها, ثم ولِيَ والد محمد الشيخ أبو زكريا يحيى بن زيان الوطاسي الوزارة للسلطان عبد الحق، وتولى بعده ابنه يحيى فقتله السلطان عبد الحق في جماعة من عشيرته لما رأى منافستهم له في الحكم, وفرَّ أخوه أبو عبد الله محمد الشيخ الوطاسي إلى الصحراء وبقي متنقلًا في البلاد حتى تمكن من جمع الأتباع حوله وهو في الصحراء ودخل بهم آصيلا، وتمكن من حكمها, ثم زحف على فاس وتمكن من دخولها وتمت البيعة له سنة 896.