الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 282 العام الميلادي : 895
تفاصيل الحدث:

خلَّفَ المعتَضِدُ بالموصِلِ نصرًا القشوريَّ يَجبي الأموالَ ويُعينُ العُمَّال على جبايتها، فخرج عامل معلثايا - معلثايا قريةٌ غَربَ مدينة دهوك- إليها ومعه جماعةٌ مِن أصحاب نصرٍ، فوقع عليهم طائفةٌ مِن الخوارجِ، فاقتتلوا إلى أن أدرَكَهم الليلُ وفَرَّقَ بينهم، وقُتِلَ من الخوارج إنسان اسمُه جعفر، وهو من أعيان أصحابِ هارون، فعَظُم عليه قتلُه، وأمر أصحابَه بالإفسادِ في البلادِ، فكتب نصرٌ القشوري إلى هارونَ الخارجيِّ كتابًا يتهدَّدُه بقُرب الخليفة، فلما قَدِمَ المعتَضِد، جَدَّ في قَصدِه، وولَّى الحسَنَ بن عليٍّ كورةَ المَوصِل، وأمره بقصدِ الخوارج، وأمرَ مُقدَّمِي الولاياتِ والأعمالِ كافةً بطاعتِه، فجَمَعَهم، وسار إلى أعمال المَوصِل، وخندقَ على نفسِه، وأقام إلى أن رفعَ النَّاسُ غُلاتَهم، ثم سار إلى الخوارج، وعبَرَ الزابَ إليهم، فلَقِيَهم قريبًا من المغلَّة، وتصافُّوا للحرب، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وانكشف الخوارجُ عنه ليفَرِّقوا جمعيَّتَه ثم يَعطِفوا عليه، فأمر الحسَنُ أصحابَه بلزومِ مواقِفِهم، ففعلوا فرجعَ الخوارِجُ وحَمَلوا عليهم سبعَ عشرةَ حملةً، فانكشفت ميمنةُ الحسَنِ، وقُتِلَ من أصحابه، وثبت هو، فحمَلَ الخوارجُ عليه حملةَ رجلٍ واحدٍ، فثبت لهم وضُرِبَ على رأسِه عِدَّةُ ضربات فلم تؤثِّرْ فيه. فلما رأى أصحابُه ثباتَه تراجعوا إليه وصبَرُوا، فانهزم الخوارجُ أقبَحَ هزيمةٍ، وقُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ، وفارقوا موضِعَ المعركة، ودخلوا أذربيجان. وأمَّا هارون فإنَّه تحيَّرَ في أمره، وقصَدَ البرِّية، ونزل عند بني تغلِب، ثم عاد إلى معلثايا ثم عاد إلى البرِّية، ثم رجع عبْرَ دجلة إلى حزةَ، وعاد إلى البرية. وأمَّا وجوهُ أصحابه، فإنَّهم لَمَّا رأوا إقبالَ دولة المعتَضِد وقوَّتَه، وما لَحِقَهم في هذه الوقعةِ، راسلوا المعتضِدَ يطلُبون الأمانَ فأمَّنَهم، فأتاه كثيرٌ منهم، يبلُغون ثلاثَمائة وستينَ رجُلًا، وبقي معه بعضُهم يجولُ بهم في البلادِ، إلى أن قُتِلَ سنة 383هـ، حيث لاحَقَه الحسينُ بنُ عبدانَ التغلِبيُّ حتى قبَضَ عليه وأرسلَه للمعتَضِد الذي قتله وصَلَبه.

العام الهجري : 390 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1000
تفاصيل الحدث:

قُتِلَ الأميرُ أبو نصر بن بختيار، الذي كان قد استولى على بلادِ فارس. وسبَبُ قَتلِه أنَّه لَمَّا انهزم مِن عَسكَرِ بهاء الدولة بشيراز، سار إلى بلاد الديلم، وكاتب الديلمَ بفارس وكرمان من هناك يستميلُهم، وكاتَبوه واستدعَوه، فسار أبو نصرٍ إلى بلادِ فارس، واجتمع عليه جمعٌ كثيرٌ مِن الزطِّ، والديلم، والأتراك، وتردَّد في تلك النواحي, ثمَّ سار إلى كرمان، فلم يَقبَلْه الديلم الذين بها، وكان المُقَدَّمَ عليهم أبو جعفر بن أستاذ هرمز، فجَمَع وقصد أبا جعفرٍ، فالتقيا، فانهزم أبو جعفر إلى السيرجان، ومضى ابنُ بختيار إلى جيرفت فمَلَكها، وملَكَ أكثَرَ كرمان، فعَظُم الأمرُ على بهاء الدولة، فسَيَّرَ إليه الموفَّق عليَّ بن إسماعيل في جيشٍ كثير، وسار مُجِدًّا حتى أطلَّ على جيرفت، فاستأمن إليه مَن بها من أصحابِ ابن بختيار ودخَلَها. فأنكر عليه مَن معه من القُوَّاد سُرعةَ سَيرِه، وخوَّفوه عاقبةَ ذلك، فلم يُصْغِ إليهم، وسأل عن حالِ ابن بختيار، فأُخبِرَ أنَّه على ثمانية فراسخ من جيرفت، فاختار ثلاثَمائة رجل من شُجَعانِ أصحابه وسار بهم، وترَك الباقين مع السَّوادِ بجيرفت. فلما بلغ ذلك المكان لم يَجِدْه ودُلَّ عليه فلم يزَلْ يَتبَعُه مِن مَنزلٍ إلى منزل، حتى لَحِقَه بدارزين، فسار ليلًا، وقُدِّرَ وصولُه إليه عند الصبحِ فأدركه. فركب ابنُ بختيار واقتتلوا قتالًا شديدًا، وسار الموفَّقُ في نفرٍ مِن غلمانه، فأتى ابنَ بختيار من ورائه، فانهزم ابنُ بختيار وأصحابُه، ووضع فيهم السَّيفَ، فقتل منهم الخَلقَ الكثير. فغدَرَ بابن بختيار بعضُ أصحابه، وضرَبَه فألقاه وعاد إلى الموفَّق ليُخبِرَه بقَتلِه، فأرسل معه من ينظُرُ إليه، فرآه وقد قتَلَه غيرُه، وحَمَل رأسَه إلى الموفَّق، وأكثر الموفَّقُ القتلَ في أصحابِ ابنِ بختيار، واستولى على بلادِ كرمان، واستعملَ عليها أبا موسى سياهجيل، وعاد إلى بهاءِ الدَّولة، فخرج بنَفسِه ولَقِيَه، وأكرَمَه وعظَّمَه ثمَّ قبض عليه بعد أيام.

العام الهجري : 538 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1144
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ كَبيرُ المُعتَزِلةِ: أبو القاسِمِ محمودُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عُمَرَ الزَّمخشريُّ الخوارزميُّ النَّحويُّ اللُّغَويُّ الحَنَفيُّ المتكَلِّمُ المُفَسِّر, وزمخشَرُ: قَريةٌ مِن قُرى خوارِزمَ، ومَولِدُه بها في رجَبٍ سنة 457، صاحِبُ الكَشَّاف في التفسير، والمُفصَّل في النَّحوِ، وله الفائِقُ في غريبِ الحديثِ، وأساسُ البلاغةِ في اللُّغةِ، وشَرحُ لاميَّةِ العَرَب للشَّنفَرَى، وشَرحُ أبياتِ كتابِ سِيبويهِ، ومناقِبُ أبي حنيفةَ النُّعمانِ، وغيرُها، وكان يُقالُ له: جارُ اللهِ؛ لأنَّه جاوَرَ بمكَّةَ المُشَرَّفةِ زمانًا، قال ابنُ خَلِّكان: "سَمِعتُ مِن بَعضِ المشايخِ أنَّ إحدى رِجلَيه كانت ساقِطةً، وأنَّه كان يمشي في جاون خَشَبٍ، وكان سَبَبُ سُقوطِها أنَّه كان في بعضِ أسفارِه ببلاد خوارزمَ أصابَه ثلجٌ كثيرٌ وبَردٌ شَديدٌ في الطريقِ فسَقَطَت منه رِجلُه، وأنَّه كان بِيَدِه مَحضَرٌ فيه شهادةُ خَلقٍ كثيرٍ مِمَّن اطَّلَعوا على حقيقةِ ذلك؛ خوفًا من أن يَظُنَّ مَن لم يعلَمْ صُورةَ الحالِ أنَّها قُطِعَت لرِيبةٍ". قَدِمَ الزمخشريُّ بغداد وسَمِعَ الحديثَ وتفَقَّهَ وبرَعَ في فنونٍ، وصار إمامَ عَصرِه في عِدَّةِ عُلومٍ، وكان رأسًا في البلاغةِ والعربيَّةِ والمعاني والبَيانِ، وله نَظمٌ جَيِّدٌ, وكان يُظهِرُ مَذهَبَ الاعتزالِ ويُصَرِّحُ بذلك في تفسيرِه، ويناظِرُ عليه. قال ابنُ خَلِّكان: "كان الزمخشريُّ مُعتزليَّ الاعتقادِ مُتظاهِرًا به، حتى نُقِلَ عنه أنَّه كان إذا قصَدَ صاحبًا له واستأذنَ عليه في الدُّخولِ يقولُ لِمَن يأخُذُ له الإذنَ: قُل له: أبو القاسِمِ المُعتَزليُّ بالبابِ، وأوَّلَ ما صَنَّفَ كِتابَ "الكَشَّاف" كتب استفتاحَ الخُطبةِ "الحمدُ لله الذي خلق القُرآنَ " فيقالُ: إنه قيل له: متى تركْتَه على هذه الهيئةِ هَجَره الناسُ ولا يرغَبُ أحَدٌ فيه، فغَيَّرَه بقولِه: "الحمدُ لله الذي جعل القُرآنَ" وجعَلَ عندهم بمعنى خَلَق، ورأيتُ في كثيرٍ مِن النُّسَخِ" الحمدُ لله الذي أنزلَ القُرآنَ" وهذا إصلاحُ النَّاسِ لا إصلاحُ المُصَنِّفِ". قال الذهبي: "كان داعيةً إلى الاعتزالِ، اللهُ يُسامِحُه" روى عنه بالإجازة: أبو طاهرٍ السلفيُّ، وزينب بنت الشعري. كانت وفاته بخوارزم ليلةَ عرفةَ منها، عن سِتٍّ وسبعينَ سنة.

العام الهجري : 540 العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

سار عبدُ المؤمِن إلى مدينةِ فاس فنَزَل على جَبَلٍ مُطِلٍّ عليها، وحصَرَها تسعةَ أشهُرٍ، وفيها يحيى بنُ الصَّحراويَّة وعَسكَرُه الذين فَرُّوا مِن تلمسان، فلمَّا طال مُقامُ عبد المؤمِنِ عَمَد إلى نهرٍ يدخُلُ البَلَدَ فسَكَّرَه بالأخشابِ والترابِ وغيرِ ذلك، فمَنَعَه من دُخولِ البَلَدِ، وصار بحيرةً تَسيرُ فيها السُّفُنُ، ثمَّ أزال الحاجِزَ، فجاء الماءُ دَفعةً واحدةً فخَرَّبَ سُورَ البلد وكُلَّ ما يُجاوِرُ النَّهرَ مِن البَلَدِ، وأراد عبدُ المؤمِنِ أن يَدخُلَ البلَدَ فقاتَلَه أهلُه خارِجَ السُّورِ، فتعَذَّرَ دخولُ البلد، وكان بفاس عبدُ الله بنُ خيار الجياني عاملًا عليها وعلى جميعِ أعمالِها، فاتَّفَق هو وجماعةٌ مِن أعيانِ البَلَدِ، وكاتَبوا عبدَ المؤمِنِ في طَلَبِ الأمانِ لأهلِ فاس، فأجابَهم إليه، ففَتَحوا له بابًا من أبوابِها، فدخَلَها عَسكَرُه، وهَرَب يحيى بنُ الصَّحراويَّة، وكان فتْحُها آخِرَ سنة 540، وسار إلى طنجةَ ورتَّبَ عبدُ المؤمِنِ أمْرَ مدينةِ فاس، وأمَرَ فنُودِيَ في أهلِها: مَن تَرَك عنده سلاحًا وعِدَّةَ قِتالٍ، حَلَّ دَمُه، فحَمَلَ كُلُّ مَن في البَلَدِ ما عندهم من السِّلاحِ إليه، فأخَذَه منهم. ثم رجَعَ إلى مكناسة، ففعَلَ بأهلِها مثلَ ذلك، وقَتَل مَن بها مِن الفُرسانِ والأجناد. وأمَّا العسكَرُ الذي كان على تِلمسانَ فإنَّهم قاتلوا أهلَها، ونَصَبوا المجانيقَ وأبراجَ الخَشَبِ، وزَحَفوا بالدبَّاباتِ، وكان المُقَدَّمُ على أهلِها الفقيهُ عُثمان، فدام الحِصارُ نحوَ سَنةٍ، فلمَّا اشتَدَّ الأمرُ على أهلِ البَلَدِ اجتمَعَ جماعةٌ منهم وراسَلوا الموحِّدينَ أصحابَ عبدِ المؤمِنِ بغيرِ عِلمِ الفَقيهِ عُثمانَ، وأدخلوهم البَلَدَ، فلم يَشعُرْ أهلُه إلَّا والسَّيفُ يأخُذُهم، فقُتِلَ أكثَرُ أهلِه، وسُبِيَت الذريَّةُ والحريمُ، ونُهِبَ من الأموالِ ما لا يُحصى، ومِن الجواهِرِ ما لا تُحَدُّ قِيمَتُه، ومَن لم يُقتَلْ بِيعَ بأوكَسِ الأثمانِ، وكان عِدَّةُ القتلى مِئةَ ألفِ قَتيلٍ، وقيل: إنَّ عبدَ المُؤمِنِ هو الذي حَصَرَ تلمسان، وسار منها إلى فاس.

العام الهجري : 546 العام الميلادي : 1151
تفاصيل الحدث:

جمعَ نُورُ الدِّينِ مَحمود بن زنكي عَسكَرَه وسار إلى بلادِ جوسلين الفرنجي، وهي شَماليَّ حَلَب منها تل باشر، وعين تاب، وإعزاز وغيرها، وعَزَمَ على مُحاصَرتِها وأخْذِها، وكان جوسلين فارِسَ الفِرنجِ غَيرَ مُدافَعٍ، قد جمع الشَّجاعةِ والرَّأيَ، فلَمَّا عَلِمَ بذلك جَمَعَ الفِرنجَ فأكثَرَ، وسار نحوَ نور الدين فالتَقَوا واقتتلوا، فانهزم المُسلِمونَ وقُتِلَ منهم وأُسِرَ جمعٌ كثيرٌ، وكان في جُملةِ مَن أُسِرَ سلاحُ دار نور الدين محمود، فأخذه جوسلين، ومَعَه سلاحُ نور الدين، فسَيَّرَه إلى الملك مسعود بن قلج أرسلان، صاحِبِ قونية، وأقصرا، وقال له: هذا سِلاحُ زَوجِ ابنَتِك، وسيأتيك بعده ما هو أعظَمُ منه، فلمَّا عَلِمَ نور الدين محمود الحالَ، عَظُمَ عليه ذلك، وأعمَلَ الحيلةَ على جوسلين، وهَجَرَ الراحةَ ليأخُذَ بثَأرِه، وأحضَرَ جَماعةً مِن أمراء التركمان، وبذَلَ لهم الرَّغائِبَ إن هم ظَفِروا بجوسلين وسَلَّموه إليه إمَّا قتيلًا أو أسيرًا؛ لأنَّه عَلِمَ أنَّه متى قَصَدَه بنفسه احتمى بجُموعِه وحُصونِه، فجعل التُّركمانُ عليه العُيونَ، فخرج مُتصَيِّدًا، فلَحِقَت به طائفةٌ منهم وظَفِروا به فأخذوه أسيرًا، فصانَعَهم على مالٍ يُؤدِّيه إليهم، فأجابوه إلى إطلاقِه إذا حضَرَ المالُ، فأرسل في إحضارِه، فمضى بعضُهم إلى أبي بكر بن الداية، نائِبِ نورِ الدين بحَلَب، فأعلَمَه الحالَ، فسَيَّرَ عَسكرًا معه، فكَبَسوا أولئك التُّركمانَ وجوسلين معهم، فأخذوه أسيرًا وأحضَروه عنده، وكان أسْرُه من أعظَمِ الفُتوحِ؛ لأنَّه كان شَيطانًا عاتيًا، شديدًا على المُسلِمينَ، قاسيَ القَلبِ، وأُصيبَت النصرانيَّةُ كافَّةً بأسْرِه، ولَمَّا أُسِرَ سار نور الدين إلى قلاعِه فمَلَكَها، وهي تل باشر، وعين تاب، وإعزاز، وتل خالد، وقورس، والراوندان، وبرج الرصاص، وحصن البارة، وكفرسود، وكفرلاثا، ودلوك، ومرعش، ونهر الجوز، وغير ذلك من أعمالِه، في مُدَّةٍ يسيرةٍ، وكان نورُ الدين كلَّما فتح منها حِصنًا نقل إليه مِن كُلِّ ما تحتاجُ إليه الحُصونُ؛ خَوفًا من نَكسةٍ تَلحَقُ بالمُسلِمينَ من الفِرنجِ، فتكون بلادُهم غيرَ مُحتاجةٍ إلى ما يَمنَعُها من العَدُوِّ.

العام الهجري : 657 العام الميلادي : 1258
تفاصيل الحدث:

أرسل الملك الغاشم هولاكو خان إلى المَلِك الناصر صاحِبِ دمشق يستدعيه إليه، فأرسل إليه ولَدَه العزيز وهو صغيرٌ ومعه هدايا كثيرةٌ وتُحَف، فلم يحتَفِلْ به هولاكو خان بل غضب على أبيه إذ لم يُقبِلْ إليه، وأخذ ابنُه، وقال: أنا أسير إلى بلاده بنفسي، فانزعج الناصِرُ لذلك، وبعث بحريمِه وأهله إلى الكرك ليحَصِّنَهم بها وخاف أهلُ دمشق خوفًا شديدًا، ولا سيما لما بلغهم أن التتار قد قطعوا الفرات، فسافر كثيرٌ منهم إلى مصر في زمن الشتاء، فمات ناسٌ كثير منهم ونُهبوا، ثم رجع العزيزُ بن الملك الناصر من عند هولاكو، وعلى يده كتابُه ونصه: الذي يعلمُ به الملك الناصر صاحب حلب أنا نحن قد فتحنا بغدادَ بسيف الله تعالى، وقتَلْنا فُرسانَها وهَدَمْنا بُنيانَها وأسَرْنا سكانها، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، واستحضرنا خليفتَها وسألناه عن كلماتٍ فكذب، فواقعه الندمُ واستوجب منا العَدَم، وكان قد جمع ذخائرَ نفيسة، وكانت نفسُه خسيسة فجمع المال ولم يعبأ بالرِّجال، وكان قد نمى ذكرُه وعظُمَ قدره، ونحن نعوذ بالله من التمام والكمال، إذا وقفت على كتابي هذا، فسارع برجالِك وأموالِك وفرسانك إلى طاعةِ سلطان الأرض شاهنشاه روي زمين، تأمن شرَّه وتنل خيرَه، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} ولا تعوِّقْ رُسُلَنا عندك كما عوَّقْت رسلَنا من قبل، فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ، وقد بلغنا أن تجار الشام وغيرهم انهزموا بأموالِهم وحريمهم إلى كروان سراي فإن كانوا في الجبالِ نسفناها، وإن كانوا في الأرضِ خسفناها، فانزعج الناصِرُ, وبعث عندما بلغه توجه هولاكو نحو الشام بالصاحِبِ كمال الدين عمر بن العديم إلى مصر، يستنجِدُ بعَسكَرِها.

العام الهجري : 827 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1424
تفاصيل الحدث:

في رابع عشر شهر صفر قدم الخبر بخروج تنبك البجاسي عن الطاعة ومحاربته أمراء دمشق، وسبب ذلك أنه لما ولي سودن بن عبد الرحمن نيابة الشام عوضا عن تنبك، تقدمت الملطفات السلطانية إلى أمراء دمشق، بالقبض على تنبك البجاسي، فأتوا دار السعادة في ليلة الجمعة رابِعَه، واستدعوه ليقرأ عليه كتاب السلطان، فارتاب من ذلك، وخرج من باب السِّرِّ، وقد لبس السلاحَ في جمع من مماليكه، فثار إليه الأمراءُ واقتتلوا معه حتى مضى صدر نهار الجمعة، فانهزموا منه، وتحصن طائفة منهم بالقلعة، ومضى آخرون إلى سودن بن عبد الرحمن، وقد نزل على صفد، ثم خرج تنبك البجاسي من دمشق بعد محاربته الأمراء حتى نزل على الجسر في يوم الجمعة الحادي عشر، وقد قطع سودن بن عبد الرحمن الجسرَ، فباتوا يتحارسون، وأصبحوا يوم السبت الثاني عشر يترامَون نهارهم كلَّه حتى حجز الليلُ بينهم، فباتوا ليلةَ الأحد على تعبيتهم، وأصبح تنبك يوم الأحد الثالث عشر راحلًا إلى جهة الصبيبة، في انتظار ابن بشارة أن يأتيه تقويةً له، فكتب سودن بذلك إلى السلطان، وركب بمن معه على جرائد الخيل، وترك الأثقال في مواضعها مع نائب القدس، وساق حتى دخل دمشق في يوم الأربعاء السادس عشر، فتمكن من القلعة، فللحال أدركهم تنبك وقد بلغه مسيرهم، فلقوه عند باب الجابية وقاتلوه، فثبت لهم مع كثرتهم، وقاتلهم أشد قتال، والرمي ينزل عليه من القلعة، فتقنطر عن فرسه لضربةٍ أصابت كَتِفَه حتى خلعته، فتكاثروا عليه وجروه إلى القلعة ومعه نحو عشرين من أصحابه، وكُتِبَ بذلك للسلطان، فقَدِمَ الكتاب الأول من جسر يعقوب في يوم الأحد عشرين، فاضطرب الناس، ووقع الشروع في السفر، وأُحضِرَت خيول كثيرة من مرابطها بالربيع، فقدم الخبر الثاني بأخذ تنبك البجاسي بدمشق، فدُقَّت البشائر، وكُتِبَ بقتله وحَمْل رأسه إلي مصر، وتتبُّع من كان معه، وبطلت حركةُ السَّفَرِ.

العام الهجري : 9 العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

هي أمُّ كُلثومٍ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم- البَضْعَةُ الرَّابعةُ النَّبَوِيَّةُ، أمُّها خَديجةُ بنتُ خُويلدٍ رضي الله عنها، يُقالُ تَزوَّجها عُتَيْبةُ بنُ أبي لَهبٍ ثمَّ فارَقَها، وأَسلَمتْ وهاجَرتْ بعدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا تُوفِّيتْ أُختُها رُقيَّةُ تزَوَّجَ بها عُثمانُ في رَبيعٍ الأوَّلِ سَنةَ ثلاثٍ فلم تَلِدْ له.

العام الهجري : 89 العام الميلادي : 707
تفاصيل الحدث:

وَجَّه موسى ابنَه عبدَ الله لِغَزْو جُزُر البِلْيار، فافْتَتَح مَيورْقَة ومَنورْقَة وإيبيزا وأَدْخَلَها تحتَ حُكْم الدَّولة الأُمَويَّة، كما أَرسَل حَمَلات لِغَزْو سِرْدانِيَة وصِقِلِّيَّة، عادَت مُحَمَّلَة بالغَنائِم. كما اسْتَطاع فَتْحَ طَنْجَة، ولم يُبْقِ بذلك في المَغرِب الأقصى سِوَى سَبْتَة التي كانت تحت حُكْم يُولْيان القُوطي, واسْتَعمَل مَولاهُ طارِقَ بن زِياد على طَنْجَة.

العام الهجري : 256 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 870
تفاصيل الحدث:

بويع المعتمِدُ على الله- وهو أحمد بن المتوكِّل على الله- بالخلافةِ في دار الأمير يارجوخ، وذلك قبل خلعِ المهتدي بأيامٍ، ثم كانت بيعةُ العامَّة. وفي صفر من السنة التالية عَقدَ المعتمِدُ لأخيه أبي أحمد على الكوفةِ وطريق مكة والحرمين واليمن، وأضاف إليه في رمضان نيابةَ بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرة والأهواز وفارس، وأذِنَ له أن يتصَرَّف في ذلك كلِّه.

العام الهجري : 269 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 883
تفاصيل الحدث:

طلب محمدُ بن سمعان- كاتِبُ الخبيث، وأوثَقُ أصحابِه في نفسِه- الأمانَ من الموفَّقِ، وكان سببَ استئمانِه أنَّ الخبيث أطلَعَه على أنه عازمٌ على الخلاصِ وَحدَه بغير أهلٍ ولا مالٍ، فلمَّا رأى ذلك من عزْمِه، أرسل يطلبُ الأمان، فأمَّنَه الموفَّقُ وأحسن إليه، وقيل: كان سبَبَ خُروجِه أنه كان كارهًا لصُحبة الخبيث، مُطَّلعًا على كُفرِه وسوءِ باطِنِه، ولم يمكِنْه التخلصُ منه ففارقه.

العام الهجري : 439 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1047
تفاصيل الحدث:

أرسل الملك أبو كاليجار البويهيُّ إلى السُّلطانِ رُكنِ الدين طغرلبك في الصُّلح، فأجابه إليه، واصطلحا، وكتَبَ طغرلبك إلى أخيه ينال يأمُرُه بالكَفِّ عَمَّا وراء ما بيده، واستقَرَّ الحالُ بينهما أن يتزوَّجَ طغرلبك بابنةِ أبي كاليجار، ويتزوَّج الأميرُ أبو منصور بن أبي كاليجار بابنةِ الملك داود أخي طغرلبك، وتمَّ العَقدُ.

العام الهجري : 592 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1196
تفاصيل الحدث:

عزم العزيزُ عُثمانُ بنُ صلاح الدين الأيوبي على نَقضِ الأهرام، ونَقْل حجارتها إلى سورِ دمياط لبنائه، فقيل له: إن المؤنةَ تَعظُمُ في هَدمِها، والفائدةَ تَقِلُّ مِن حَجَرِها، فانتقل رأيُه من الهَرَمين الكبيرين إلى الهرم الصغيرِ، وهو مبنيٌّ بالحجارة الصوان، فشرع في هدمه، وأراد كذلك إخراجَ الكنوز من تحته فبَقِيَ العمال شهورًا، ثم تركوه بعد أن عَجَزوا عن هَدمِه أيضًا.

العام الهجري : 840 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1436
تفاصيل الحدث:

في محرم خرج من مدينة بجاية بإفريقية أبو الحسن علي ابن السلطان أبى فارس عبد العزيز ملك الحفصيين، حتى نزل على قسنطينة، وحصرها، ثم في شهر صفر سار أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله محمد ابن السلطان أبى فارس عبد العزيز من مدينة تونس يريد قسنطينة؛ لقتال عمه أبي الحسن علي.

العام الهجري : 1189 العام الميلادي : 1775
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ رئيس الدلم زيدُ بن زامل ومعه أناسٌ من أعيان قومِه على الإمام عبد العزيز في الدرعية فجأةً، فبايعوا على الإسلامِ والسمع والطاعة، والالتزام بإقامة الشريعة في بلادِهم، فطلب منه عبد العزيز أنواعًا من السلاح والخيل, فلما أرسله أخذ عبد العزيز البعضَ منه وردَّ له البعض الآخرَ ترغيبًا له وتأليفًا. لكنَّه نقض العهدَ في السنة التالية.