الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 802 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1400
تفاصيل الحدث:

لما قَدِمَ المهتار عبدالرحمن الكرك أظهر كتبًا إلى الأمير سودون الظريف نائب الكرك باستعدادِه لحرب الأمير أيتمش، فاختلف أهلُ الكرك وافترقوا فرقتين: قيسية، ويمانية؛ فرأسَ قيسًا قاضي الكرك شرف الدين موسى ابن قاضي القضاة عماد الدين أحمد الكركي. ورأَسَ اليمن الحاجبُ شعبان بن أبي العباس. ووقعت فتنةٌ نُهِب فيها رحل المهتار عبد الرحمن والخِلعة التي أحضرها إلى النائب، وامتدَّت إلى الغور فنُهب، ورحل أهله وفَرَّ عبد الرحمن إلى جهة مصر. وكانت بين الطائفتين مقتلةٌ قُتِل فيها سِتَّةٌ، وجُرِح نحوُ المائة. وانتصر ابنُ أبي العباس ممَّن معه من يمن؛ لِمَيل النائب معهم على قيس، وقُبِض على القاضي شرف الدين موسى وأخيه جمال الدين عبد الله، وذُبِحا ومعهما ثمانيةٌ من أصحابهما، وأُلقوا في بئر من غير غسل ولا كفن، وأُخِذَت أموالُهم كُلُّها.

العام الهجري : 886 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1481
تفاصيل الحدث:

نزلت صاعقة على هلال المئذنة تجاه الحجرة النبوية، ثم على سطح المسجد، فاحترق بنارِها المسجِدُ الشريف النبوي؛ سَقفُه، وحواصلُه، وخزائِنُ كتُبِه، وربعاته، ولم يبقَ من قناطره وأساطينه إلَّا اليسيرُ، وكانت آيةً من آيات الله تعالى.، وصعدت الرأس إلى الريس- وكان من أهل العلم - بالمئذنة فاحترق، واحترق في الحرم عالمٌ آخر خرج من بيته لطلب ولدِه، وصل الخبرُ من المدينة المشرَّفة بمحضر يكتتب بالكائنة التي اتفقت بالمدينة من الحريق الأعظم، فحصل عند الناس بذلك باعثٌ شديدٌ. وأخذ السلطان في الاهتمام بشأن هذا الحادث والاجتهاد في القيام ببناء المسجد الشريف النبويِّ، ثم عَمِل بتقدير النفقة عليه، فكانت نحوًا من مائة ألف دينار. ثم بُني بعد ذلك وأُعيد أحسَنَ ما كان، وبُنِيت القبَّة المعظَّمة على القبر الشريف بعد إحكام بناء القبر أيضًا، وعُمِلت المقصورة الهائلة النادرة، وكانت هذه من أجلِّ المباني وأعظمِها.

العام الهجري : 930 العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

طمع أحمد باشا في منصب الصدر الأعظم ولم يفلحْ في تحقيق هدفه، وطلب من السلطانِ أن يعيِّنَه واليًا على مصر فعَيَّنه، وما إن وصل إلى مصر حتى حاول استمالةَ الناس وأعلن نفسه سلطانًا مستقلًّا؛ حيث جمع حولَه بعض مماليك الشراكسة وشيوخ العربان، وأعاد تنصيبَ المتوكل على الله الخليفة العباسي المتنازل عن الخلافة للعثمانيين، وسرَّح الجيش الانكشاري عنده، ونظَّم جيشًا جديدًا من المماليك وحاول كذلك أن يوطِّدَ علاقات مع فرسان القديس يوحنا ومع الشاه الصفوي إسماعيل شاه، ولكِنَّ الخليفة العثماني سليمان القانوني أرسل له حملةً إلى مصر بقيادة إبراهيم باشا، وكان أحمد باشا الوالي قد هرب من أميرين كان أمر بسجنهما، فهرب إلى ابن قرفة شيخ العرب، ولكنهما لاحقاه حتى قبضا عليه، وقتله إبراهيم باشا وقمع هذا العصيان الذي لم يدُمْ طويلا، وتولى ولايةَ مصر إبراهيم باشا.

العام الهجري : 936 العام الميلادي : 1529
تفاصيل الحدث:

قام خير الدين بربروسا والي الجزائر في هذا العام بتوجيه ست وثلاثين سفينة خلال سبع رحلات إلى السواحل الإسبانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، وبفضل الله ثمَّ مساعدات الدولة العثمانية وموارد خزينة الجزائر المتنوِّعة من ضرائبَ وسبيٍ ومغانمَ وزكاة والعُشر والجِزية والفيء والخراج، وما يقوم به الحكَّام ورؤساء القبائل والعشائر من دفْعِ العوائد وغيرها- أصبحت دولة الجزائر لها قاعدةٌ اقتصادية قوية، لقد تضرَّرت إسبانيا من نجاح خير الدين في الشمال الإفريقي، وكانت إسبانيا يتزعَّمها شارل الخامس إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة، والتي كانت تضم وقتذاك إسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا، وكانت الدولة الرومانية المقدَّسة تدفع عن أوروبا النصرانية الخطرَ العثماني؛ لذا يمكن القول بأن الصراع بين شارل الخامس وبين ببليربكية الجزائر كان بمثابة فتح جبهة حربية جديدة ضِدَّ الدولة العثمانية في الشمال الإفريقي.

العام الهجري : 1115 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1703
تفاصيل الحدث:

بعد أن استقال الصدر الأعظم حسين كوبريلي عام 1114هـ ثار الانكشارية على خلفه فاستُبدل برامي محمد باشا الذي سار على خطى كوبريلي في الإصلاح وإبطال المنكر ومحاربة الرشوة والتضييق على المفسدين، فثاروا عليه أيضًا وطلبوا من الخليفة أن يعزله فرفض. وكان الغضب واسعًا من السلطان وشيخ الإسلام فيض الله أفندي الذي كان يستأثر أقاربه بالمناصب العلمية والقضائية, فثاروا عليه أيضًا وطلبوا بخلع شيخ الإسلام، لكن الخليفة لم يفعل فقاموا بالتآمر ضد الخليفة مصطفى الثاني بن محمد الرابع، فخلعوه في هذا العام بعد أن قضى ثماني سنوات وثمانية أشهر، ثم توفي بعد خلعه بأربعة أشهر، ثم قام الانكشاريون بتولية أخيه أحمد الثالث, وقيل إن السلطان مصطفى لما بلغه أنهم يريدون خلعه دخل على أخيه أحمد خان وأعلمه بالأمر وتنازل له عن كرسي السلطنة في 9 ربيع الأوَّل من هذا العام.

العام الهجري : 1322 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:

هو الشاعِرُ محمود سامي باشا بن حسن حسني بن عبد الله البارودي المصري, جركسي الأصلِ من سلالةِ المقام السيفي نوروز الأتابكي. ولِدَ بالقاهرة سنة 1255ه، وهو من أوائِلِ من نهض بالشعرِ العربيِّ في عصرنا الحاضر، كان البارودي إلى جانبِ موهبتِه الشعريَّةِ رجلًا عَسكريًّا وسياسيًّا، وهو من تلاميذِ جمال الدين الأفغاني وممَّن تأثَّر بفِكرِه وطرحِه السياسيِّ، رحل الباروديُّ إلى الأستانة فأتقَنَ الفارسيَّةَ والتركية، وله فيهما قصائِدُ، ثم عاد إلى مصر فكان من قوَّاد الحملتينِ المصريتينِ لِمساعدة تركيا الأولى في ثورة (كريد) سنة 1868م، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877م، ولَمَّا حدثت (الثورة العُرابية) كان في صفوفِ الثائرين. تقلَّد منصِبَ الوَزارةِ، ورأَسَ الوزارةَ العُرابية، وبعد فَشلِها نفِيَ مع قادتها إلى سريلانكا، وبعد عودته من منفاه سنة 1317هـ مكث بضعَ سنواتٍ ثمَّ توفِّيَ بالقاهرةِ سنة 1322هـ

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

على الرغمِ من الجُهودِ المُضنية والإغراءاتِ المتعَدِّدة التي بذلَتْها الحكومةُ البريطانية؛ من أجل حصولِ الشركات البريطانية على حقِّ امتياز التنقيبِ عن النفط إلَّا أن الملك عبد العزيز كان يدفَعُ المفاوضات باتجاه الشركات الأمريكية؛ وذلك للتخَلُّصِ من سيطرة وتحكُّم الحكومة البريطانية في الجانبِ الاقتصادي في بلادِه؛ ولذلك مَنَح إحدى الشركاتِ الأمريكية، وهي شركة سوكال "ستاندر أويل أوف كاليفورنيا" حقًّا استثنائيًّا لمدة 60 سنة؛ حيث وقِّعَ العقدُ معها في تاريخ 29 مايو 1933م. مثَّل الجانِبَ السعوديَّ وزيرُ المالية عبد الله السليمان، بينما مثَّل جانِبَ شركةِ سوكال هاملتون، وأقرت الحكومةُ السعودية الاتفاقيةَ بمرسومٍ ملكي في 27 يوليو 1933م، وفي عام 1936 أصبح للشركة قُدرات إنتاجية نفطية كبيرة، وفي عام 1944م تغيَّرَ اسم الشركة إلى " أراب، أمريكانا أويل كومباني" (أرامكو).

العام الهجري : 1367 العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

كان الأميرُ عبد الله بن الحسين قد تعاون بقواتِه مع الحلفاء في شمال شرق سوريا ضِدَّ دول المحور، فقامت بريطانيا - كنوع من المكافأة- بوعده بمنحِه الاستقلالَ، وفعلًا وقَّعت بريطانيا والأردن معاهدةً في لندن في 22 آذار 1946م اعترفت بموجِبِها بريطانيا بشرقي الأردن دولةً مستقلة، على أن تحتَفِظَ دولة الانتداب بحقِّ إبقاء قواتٍ لها في الأردن، مع استخدام التسهيلات في النقل والمواصلات، وتدريبِ قواتِه المسلَّحة، والتشاور التام والصريح في أمور السياسة الخارجية التي يمكِنُ أن تؤثِّرَ على مصالحهما المشتركة، وبعد الحرب في 25 أيار 1946م أصبحت الإمارةُ تحمِلُ اسم المملكة العربية الهاشمية، ثمَّ وُقِّعَت معاهدة جديدة بين الطرفين في 15 آذار 1948م خُفِّضَت فيها صلاحياتُ بريطانيا العسكرية في الأردن، ومع ذلك احتفظت بحَقِّ تملك قاعدتين جويتين في الأردن إحداهما في عمان، والأخرى في المفرق وهب مدينة في هضبة حلب الجنوبية.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ المعَلِّمُ محمَّدُ بنُ لادِن عام 1326ه الموافِق 1908م في وادي دوعن بحَضرَمَوتَ، ثمَّ هاجَرَ إلى السُّعوديَّةِ للعَمَلِ، وكان أمِّيًا لا يُجيدُ ‏القِراءةَ والكِتابةَ، لكِنَّه ذو فِطنةٍ وذَكاءٍ، وعَزيمةٍ ومُثابَرةٍ، وقُدرةٍ على تحَمُّلِ المَسؤوليَّةِ؛ فانخَرَط في أعمالِ المُقاوَلاتِ والبِناءِ، واكتَسَب خِبراتٍ كَبيرةً، ثمَّ أنشَأَ شَرِكةً صَغيرةً في مجالِ المقاوَلاتِ، وقام ببناءِ مُنشَآتٍ حُكوميَّةٍ، حتى أصبَحَت شَرِكتُه مِن كُبرى شَرِكاتِ المَملكةِ، والتي عُرِفَت بعد ذلك بمجموعةِ (بن لادِن)، ومِن أشهَرِ مَشاريعِه التي نَفَّذَها: تَوسِعةُ الحَرَمينِ الشَّريفَينِ، وعِمارةُ مَسجِدِ قُبَّةِ الصَّخرةِ بالمسجِدِ الأقصى، وطَريقُ الهَدَا الموصِلُ بين مكَّةَ والطَّائِفِ، وعَدَدٌ مِن الأعمالِ الكَبيرةِ في شَرِكةِ أرامكو بالمَنطِقةِ الشَّرقيَّةِ وغَيرِها، توفِّيَ -رَحِمَه اللهُ- وعُمِّرَ 59 عامًا، عندما اصطَدَمت طائِرتُه المِروحيَّةُ وهو يتفَقَّدُ مَشروعَ الهَدَا.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

أعلَن الدِّيوانُ الملكيُّ السعوديُّ اختيارَ الأمير نايف بن عبد العزيز وليًّا للعهد خَلَفًا للأميرِ سلطان بن عبد العزيز، الذي وافَتْه المنيَّةُ، وقال الدِّيوانُ الملكيُّ: إنَّ الملكَ عبدَ الله بن عبد العزيز قرَّر وأبلَغَ هيئةَ البَيعةِ بتعيِينِ الأمير نايف وليًّا للعهدِ ونائبًا لرئيسِ مجلسِ الوُزراء مع احتفاظِه بمَنصبِه وزيرًا للدَّاخلية، والأميرُ نايف كان يَشغَلُ قبلَ وفاةِ الأمير سلطان بن عبد العزيز منصبَ النَّائبِ الثاني لرئيسِ مجلسِ الوُزراء، ووزيرِ الداخلية، وقد وُلد في مدينة الطائفِ في عامَ (1933)، وتسلَّم وهو في سنِّ العشرين منصبَ أميرِ الرياض، كما شَغَل منصبَ وزيرِ الدَّاخلية منذ العام (1975)، وعُيِّن نائبًا ثانيًا لرئيس الوزراء عامَ (2009) حين سافَر الأميرُ سلطان خارِجَ البلادِ لقضاءِ فترةِ نَقاهةٍ.

العام الهجري : 1436 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2015
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي وزيرُ الخارجيَّة السعوديُّ الأمير سعودٌ الفيصل -رحمه الله- عن عمرٍ نَاهَز الـ 75 عامًا، وذلك بعد 4 عُقُودٍ قضاها على رأسِ الدبلوماسيَّة السعودية؛ إذ شَغَل مَنصِبَ وزيرِ الخارجيةِ في المملكةِ العربية السعودية من 1975م إلى 2015م. وُلِد الأميرُ سعود الفيصل في مدينةِ الطَّائفِ في الثاني من يناير عامَ 1940م، وهو ابنُ المَلِك فيصلِ بنِ عبدِ العزيزِ آل سعود، وحصَلَ على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعةِ "برنستون" في الولاياتِ المتَّحِدةِ عامَ 1964م، وتدرَّج في المناصبِ حتى عُيِّن وكيلًا لوَزارة النِّفْطِ والثروةِ المعدنيَّة في عام 1971م. ثم وزيرًا للخارجيَّة عام 1975م، قضى الفيصلُ 40 عامًا في تمثيلِ المملكةِ العربيَّة السعودية، الأمرُ الذي يجعَلُه أقدمَ وُزراءِ الخارجيةِ في العالَم، وتَعامَل خلال العُقُود الأربعة مع ملفَّاتٍ شتَّى، من بينها: القوميُّ، والإقليميُّ، والدَّوْليُّ.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

قامتْ مجموعةٌ مِن ضُبَّاطِ القوَّاتِ المُسلَّحةِ التُّركيَّةِ بمحاولةٍ للانقلابِ على حكومةِ الرَّئيسِ رجب طيب أردوغان، وأعلن مدبِّرو الانقلابِ انقلابَهم، وإنشاءَ مجلسٍ يشكِّلُ الهيئةَ الحاكمةَ في البلدِ مِن خلالِ بيانٍ بثُّوه على القناةِ الرَّسميَّةِ التُّركيةِ بعد سيطرتِهم عليها. ولاقَت محاولةُ الانقلابِ رفضًا شَعبيًّا وسِياسيًّا مِن قياداتٍ حزبيَّةٍ وعسكريَّةٍ وبرلمانيَّة تركيَّةٍ، وممَّن رفضَ العمليَّةَ الانقلابيَّةَ قائدُ القُوَّاتِ البَحريَّة التُّركيةِ: الأميرال بوسطان أوغلو، وزعيمُ حزبِ الشَّعبِ الجُمهوريِّ المُعارضِ: كليجدار أوغلو، وقد فَشِلَتُ المحاولةُ الانقلابيَّةُ، وأعلَنَ رئيسُ الوُزراءِ السَّابقُ: أحمد داود أوغلو أنَّ السُّلطةَ عادت إلى قَبضةِ قُوَّاتِ الأمنِ الشرعيَّةِ، واتَّهمت تركيا جماعةَ فتح الله غولن بالوقوفِ خلفَ تلك المُحاولةِ، وعاودَتْ قناةُ "تي.آر.تي" الرَّسميَّةُ التُّركيةُ بَثَّها بعد انقطاعِها لساعاتٍ أثناءَ مُحاولةِ الانقلابِ.

العام الهجري : 491 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1098
تفاصيل الحدث:

كان أخذُ المعرَّة بعد أخذ أنطاكية. ولَمَّا وقع ذلك اجتمع ملوكُ الإسلام بالشام، وهم رضوان صاحِبُ حلب، وأخوه دقماق، وطغتكين صاحب دمشق، وصاحب الموصل، وسكمان بن أرتق صاحب ماردين، وأرسلان شاه صاحب سنجار, ولم ينهَضْ أمير الجيوش الأفضل بن بدر بإخراج عساكِرِ مِصرَ مع قدرته على المال والرجال, فاجتمع الجميعُ ونازلوا أنطاكية وضيَّقوا على الفرنجَ حتَّى أكلوا ورق الشجر. وكان صنجيل مقدَّم الفرنج عنده دهاءٌ ومكر، فرتَّب مع راهب حيلة وقال: اذهب فادفن هذه الحربةَ في مكان كذا، ثم قُلْ للفرنج بعد ذلك: رأيتُ المسيحَ في منامي وهو يقولُ: في المكان الفلاني حربةٌ مدفونة فاطلبوها، فإن وجدتموها فالظَّفَرُ لكم، وهي حربتي، فصوموا ثلاثةَ أيَّامٍ وصلُّوا وتصدَّقوا، ثم قام وهم معه إلى المكان ففتَّشوه فظهرت الحَربةُ؛ فصاحوا وصاموا وتصدَّقوا وخرجوا إلى المسلمين من الباب متفرِّقين من خمسة، وستة، ونحو ذلك، فقال المسلمون لكربوقا: ينبغي أن تقِفَ على الباب، فتقتُلَ كُلَّ من يخرج، فإنَّ أمْرَهم الآن وهم متفرقون سَهلٌ. فقال: لا تفعلوا، أمهلوهم حتى يتكامَلَ خروجُهم فنقتُلَهم! ولم يمكِنْ من معاجلتِهم، فقَتَل قومٌ من المسلمين جماعةً من الخارجين، فجاء إليهم هو بنفسه ومنعهم ونهاهم، فلما تكامل خروجُ الفرنج ولم يبق بأنطاكية أحدٌ منهم، ضربوا مصافًّا عظيمًا، فولى المسلمون منهزِمين؛ لِما عاملهم به كربوقا أولًا من الاستهانة بهم والإعراض عنهم، وثانيًا: مِن مَنعِهم عن قتل الفرنج، وتمت الهزيمةُ عليهم، ولم يضرِبْ أحدٌ منهم بسيف، ولا طعَنَ برُمحٍ، ولا رمى بسهمٍ! وآخِرُ من انهزم سقمان بن أرتق، وجناح الدولة؛ لأنهما كانا في الكمين، وانهزم كربوقا معهم. فلما رأى الفرنجُ ذلك ظنُّوه مكيدة؛ إذ لم يجرِ قِتالٌ يُنهزَمُ مِن مِثلِه! وخافوا أن يتبعوهم، وثبت جماعةٌ من المجاهدين، وقاتلوا حِسبةً، وطلبًا للشهادة، فقَتَل الفرنجُ منهم ألوفًا، وغَنِموا ما في العسكرِ مِن الأقوات والأموال والأثاث والدواب والأسلحة، فصلحت حالهم، وعادت إليهم قوَّتُهم، فلما فعل الفرنجُ بالمسلمين ما فعلوا ساروا إلى معرَّة النعمان، فنازلوها وحصروها، وقاتلهم أهلها قتالًا شديدًا، ورأى الفرنجُ منهم شدةً ونكاية، ولقُوا منهم الجِدَّ في حربهم، والاجتهادَ في قتالهم، فعملوا عند ذلك برجًا من خشب يوازي سورَ المدينة، ووقع القتالُ عليه، فلم يضُرَّ المسلمين ذلك، فلما كان الليل خاف قومٌ من المسلمين، وانتابهم الفشَلُ والهلع، وظنُّوا أنهم إذا تحصنوا ببعضِ الدور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السورِ وأخلَوا الموضِعَ الذي كانوا يحفظونه، فرآهم طائفةٌ أخرى، ففعلوا كفِعلِهم، فخلا مكانُهم أيضًا من السور، ولم تزَلْ تتبَعُ طائفةٌ منهم التي تليها في النزولِ حتى خلا السور! فصعد الفرنجُ إليه على السلاليم، فلما علوه تحيَّر المسلمون، ودخلوا دورَهم، فوضع الفرنجُ فيهم السيفَ ثلاثة أيام، فقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وسَبَوا السبيَ الكثير، وملكوه، وأقاموا أربعين يومًا! وساروا إلى عرقة فحصروها أربعةَ أشهر، ونقبوا سورَها عدةَ نُقوبٍ، فلم يقدروا عليها، وراسلهم منقذ صاحب شيزر، فصالحهم عليها، وساروا إلى حمص وحصروها فصالحهم صاحبها جناح الدولة، وخرجوا على طريق النواقير إلى عكا فلم يقدروا عليها. ثم كتب دقماق ورضوان والأمراء إلى الخليفة المستظهر العباسي يستنصِرونَه، فأخرج الخليفةُ أبا نصر ابن الموصلايا إلى السلطان بركيارق بن السلطان ملكشاه السلجوقي يستنجده. كلُّ ذلك وعساكر مصر لم تُهيَّأ للخروج!!

العام الهجري : 1348 العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

أرادت إيطاليا إقامةَ مملكةٍ لاتينية في ليبيا؛ لإعادتها كما كانت في عهدِ الرومان، ولتأمينِ استيطانِ ثلاثة ملايين إيطالي فيها؛ ومن أجل ذلك: (أقدَمَ الإيطاليون على ارتكابِ آلافِ المجازر الوحشيَّة بدون مُوجِبٍ سوى الانتقامِ مِن المسلمين واستئصالِ شأفتِهم من طرابلس وبرقة، ولَمَّا كانت أراضي الجبل الأخضر من برقة هي أجودَ قطعةٍ مِن برِّ طرابلس، وفيها المياه الجاريةُ، والعيونُ الصافية، والغاباتُ الملتَفَّة، والمروج الخصبة؛ فقد توجَّهت أنظار الإيطاليين إلى استعمارها قبل غيرها، وقاموا بإجلاء القبائِلِ العربية الساكنة في الجبل الأخضر وما جاوره عن أراضيهم، وجمعوا منهم ثمانين ألفَ نسمةٍ رجالًا ونساءً وأطفالًا، وساقوهم إلى صحراء سِرْت في الأراضي الواقعة بين برقة وطرابلس على مسافةِ عشرة أيام من أوطانهم الأصلية، وأنزلوهم في معاطِشَ ومجادِبَ لا يمكِنُ أن يعيش بها بشر، فمات عددٌ كبير منهم جوعًا وعطشًا، وماتت مواشيهم كلُّها مِن فَقدِ الكلأ والماء. وكان أهالي طرابلس وبرقة يزيدون على المليون ونصف المليون قبل الغزو الإيطالي. ولم تمضِ فترةٌ طويلة، حتى انخفض هذا العدد إلى سبعمائة ألفِ نسمة. وبلغ عددُ السكَّان الذين أعدمهم الإيطاليون شنقًا من أهالي طرابلس وبرقة خلال فترة الاحتلال عشرين ألفَ نسمةٍ، وكثيرًا ما شنقوا أناسًا بمجرَّد إرادة قائد، أو مجردِ رغبة ضابط صغير. وقد وقع لهم أنهم شنقوا نساءً بعد أن جرَّدوهن من ثيابِهن وأبقوهن عارياتٍ عِدَّةَ أيام! كما وقع أَّنهم كانوا يسلكون ستين أو سبعين شخصًا في سلسلة واحدة، ويحبسونهم على هذه الصورة مدةً إلى أن يموتوا. وجنَّد الإيطاليون من أهالي الجبل الأخضر برقة كلَّ الرجال من سنِّ البلوغ إلى الخامسة والأربعين لِيُحاربوا بهم إخوانهم. ثم عَمَدوا إلى الأحداث من فوق 4 سنوات حتى 12 سنة، فأخذوهم قهرًا من أحضان آبائهم وأمهاتهم، في يومٍ تشيبُ مِن هوله الأطفالُ، ودفعوهم إلى إيطاليا لأجل تربيتِهم وتنشئتِهم في النصرانية. واغتصبوا النساءَ وقتلوا منهن الكثيراتِ ممَّن دافعْنَ عن شرفِهنَّ حتى النهاية. وكان نحوًا من مِئَتي امرأة من نساء الأشراف، قد فرَرْن إلى الصحراء قبل وصول الجيش الإيطالي إلى الكفرة، فأرسلت القيادةُ الإيطالية قوةً في إثرِهنَّ لمطاردتهن حتى قبضوا عليهنَّ وسَحبوهن إلى الكفرة، حيث خلا بهنَّ ضباط الجيش الإيطالي واغتصبوهن. وقد هتكوا عِرضَ سبعين أسرة شريفة من أشراف الكفرة، الذين كانت الشمس تقريبًا لا ترى وجوه نسائهنَّ من الصونِ والعفاف. ولما احتجَّ بعض الشيوخ على هتك أعراضِ السيدات المذكورات، أمر القائدُ الإيطالي بقَتلِهم. ثم استباح الإيطاليون الزاويةَ السنوسية بالكفرة -المسماة بالتاج- وأراقوا الخمور فيها، وداسوا المصحفَ الشريف بالأقدام. وحملوا الشيخ سعد (شيخ قبيلة الفوائد)، وخمسة عشر رجلًا معه من الشيوخ، وقذفوا بهم من الطائراتِ على مشهد من أهلهم، حتى إذا وصل أحدُهم إلى الأرض وتقطع إربًا، صَفَّق الإيطاليون طرَبًا، ونادوا بالعربِ قائلين: (ليأتِ محمد هذا نبيُّكم البدوي الذي أمركم بالجهاد، وينقذُكم من أيدينا)!

العام الهجري : 1241 العام الميلادي : 1825
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ الرحمن بن حسن بن إبراهيم الجبرتي، وُلِدَ في القاهرة عام 1753م والجبرتي نسبةً إلى بلدة جبرت، وهي بلاد زَيلَع في الحبشة، كان والِدُه من كبارِ العُلَماء الفَلَكيين، وحصل على ثروةٍ كبيرةٍ مِن عمله في التجارة، وقد رُزِق بنيِّف وأربعين ولدًا ذكَرًا، فعاش الجبرتي وسطَ أسرة ثرية، وكان تلميذًا لوالِدِه في مختلف المعارفِ، كما درس الجبرتي في الأزهر وبرَعَ في العلومِ العصريَّة وفي التاريخ، عُيِّنَ الجبرتي كاتبًا في الديوان لَمَّا دخل الفرنسيون إلى مصر، وانقطع بعدئذٍ للتأليف، وقد عاصر أحداثًا هامَّةً جدًّا، وكان الجبرتي ممن تأثَّروا بدعوةِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مصرَ، بل ويُعدُّ من أشَدِّ المتأثِّرين بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان يرى أن الأتراكَ قد ارتكبوا خطأ كبيرًا عندما حاربوا دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصارَها؛ ممَّا دفع محمد علي باشا إلى التضييق عليه، بل والسَّعي للتخلص منه, وقد اشتهر بتاريخِه المعروف باسمِه (تاريخ الجبرتي) الذي عنوانُه: (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ابتدأه بحوادث سنة 1100هـ وانتهى سنة 1236هـ، وله (مَظهَرُ التقديس بزوال دولة الفرنسيس)، وتوفي في مصر،  وقيل: إنه مات متأثرًا بقتل محمد علي باشا لابنِه خليل بسبَبِ موقفه المعارِضِ مِن حكم محمد علي وثورتِه على الدولة العثمانية، وأنَّ محمد علي أمره بكتابة كتابٍ لِمَدحه فرفض الجبرتي فهدَّده فرفض أيضًا؛ مما جعله يقوم بقتلِ ابنه خليل، فظل الجبرتي يبكي ابنَه حتى كفَّ بَصَرُه. ولَزِمَ بيته بعد تلك الفاجعة التي ألَمَّت به، لا يقرأُ ولا يكتُبُ ولا يتابِعُ الأخبارَ، حتى توفِّيَ بعد مقتَلِ ولده بحوالي ثلاث سنوات.