الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 610 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1213
تفاصيل الحدث:

هو شمسُ الدين إيدغمش صاحب همذان وأصبهان والري. كان قد تمكن وعَظُم أمرُه، وبَعُد صيتُه، وكثُرَ جَيشُه إلى أن حصر ابن أستاذه أبا بكر بن البهلوان صاحب أذربيجان، فلما كان في سنة ثمان وستمائة خرج عليه أحدُ مماليكه اسمه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليكُ البهلوانية. فهرب أيدغمش سنة ثمانٍ إلى بغداد وأقام بها، فأنعم عليه الخليفةُ، وشَرَّفه بالخِلَع، ثمَّ سَيَّرَه إلى همذان، فسار إيدغمش في جمادى الآخرة عن بغداد قاصدًا همذان، فوصل إلى بلاد سليمان بن ترجم واجتمعا، وأقام ينتظر وصولَ عساكر بغداد إليه ليسيرَ معه على قاعدة استقَرَّت بينهم، وكان الخليفة قد عزل ابن ترجم عن الإمارة على عشيرته من التركمان الإيوانية، وولى أخاه الأصغر، فأرسل ابن ترجم إلى منكلي يعَرِّفُه بحال إيدغمش، ومضى هو على وجهِه، فأرسل منكلي من أخَذَه وقَتَلَه، وحمل رأسَه إليه، وتفَرَّق أصحاب إيدغمش في البلاد، ووصل الخبَرُ بقتله إلى بغداد، فعظُم ذلك على الخليفة، وأرسلَ إلى منكلي ينكِرُ عليه ما فعل، فأجاب جوابًا شديدًا، وتمكَّن من البلاد، وقَوَيَ أمرُه، وكثرت جموعُ عساكِرِه.

العام الهجري : 612 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1215
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحسَنِ عليُّ بن الخليفة الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء بأمر الله، وهو الأصغر، وكان يلقَّب الملك المعظم، وكان أحبَّ ولدي الخليفة إليه، وقد رشَّحه لولاية العهد بعده، وعزَلَ ولده الأكبر عن ولاية العهدِ؛ لأجل أبي الحسن علي, وكان كريمًا كثير الصدقة والمعروف، حَسَن السيرة، محبوبًا إلى الخاص والعام، وكان سببُ موتِه أنَّه أصابه إسهالٌ فتوفِّيَ، وحَزِنَ عليه الخليفةُ حُزنًا لم يُسمَعْ بمثله، حتى إنه انقطع، ثم أُخرجَ نهارًا، ومشى جميعُ الناس بين يدي تابوتِه إلى تربة جدَّتِه عند قبر معروف الكرخي، فدُفِنَ عندها، ولما أُدخِل التابوت أُغلِقَت الأبواب، وسُمِعَ الصراخ العظيم من داخل التربة، فقيل إن ذلك صوتُ الخليفة, وأمَّا العامة ببغداد فإنَّهم وجدوا عليه وجدًا شديدًا، ودامت المناحات عليه في أقطار بغداد ليلًا ونهارًا، ولم تبق امرأةٌ إلَّا وأظهرت الحزن، وما سُمِعَ ببغداد مثل ذلك في قديمِ الزمانِ وحديثه. وتَرَك أبو الحسن ولدينِ أحدهما المؤيَّد أبو عبد الله الحسين، والموفَّق أبو الفضل يحيى.

العام الهجري : 621 العام الميلادي : 1224
تفاصيل الحدث:

كان غياث الدين بن خوارزم شاه محمد بالري، وله معها أصفهان وهمذان وما بينهما من البلاد، وله أيضًا بلادُ كرمان، فلما هلك أبوه، وصل التترُ إلى بلاده، وامتنع بأصفهان، وحصره التترُ فيها فلم يقدروا عليها، فلما فارق التتر بلادَه، وساروا إلى بلاد قفجاق، عاد ملك البلاد وعَمَر ما أمكَنَه منها، وأقام بها إلى أواخر سنة 620، فسار إلى بلاد فارس فلم يشعُرْ صاحبُها، وهو أتابك سعد بن دكلا، إلا وقد وصل غياث الدين إلى أطراف بلاده، فلم يتمكن من الامتناع، فقصد قلعة إصطخر فاحتمى بها، وسار غياث الدين إلى مدينة شيراز، وهي كرسيُّ مملكة فارس، وأكبَرُها وأعظَمُها، فملكها بغير تعبٍ هذه السنة، وبقي غياث الدين بها، واستولى على أكثر البلاد، ولم يبقَ بيد سعد إلا الحصونُ المنيعة، فلما طال الأمرُ على سعد صالحَ غياثَ الدين على أن يكون لسعد من البلاد قَسمٌ اتفقوا عليه، ولغياث الدين الباقي، وأقام غياث الدين بشيراز، وازداد إقامةً وعزمًا على ذلك لَمَّا سمع أن التتر قد عادوا إلى الريِّ والبلاد التي له وخرَّبوها.

العام الهجري : 623 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1226
تفاصيل الحدث:

استقرَّت القاعدة بين مظفر الدين بن زين الدين، صاحب إربل وبين جلال الدين بن خوارزم شاه وبين الملك المعظَّم، صاحب دمشق، وبين صاحِبِ آمد، وبين ناصر الدين، صاحب ماردين، ليقصِدوا البلادَ التي بيد الأشرف، ويتغلَّبوا عليها، ويكون لكُلٍّ منهم نصيبٌ، فبادر مظفر الدين إلى الموصِل, وأمَّا جلال الدين فإنَّه قد شُغِلَ بعصيان نائبه ببلاد كرمان، فانفسخ جميعُ ما كانوا عزموا عليه إلَّا أن مظفر الدين سار من إربل ونزل على جانب الزابن ولم يمكِنْه العبور إلى بلد الموصل, وكان بدرُ الدين قد أرسل من الموصل إلى الأشرف، وهو بالرقَّة، يستنجده ويطلُبُ منه أن يحضُرَ بنفسه الموصِلَ ليدفع مظفر الدين، فسار منها إلى حرَّان، ومن حران إلى دنيسر، فخربَ بلد ماردين وأهله تخريبًا ونهبًا, وأما المعظَّم، صاحب دمشق، فإنه قصد بلادَ حِمص وحماة، وأرسل إلى أخيه الأشرف ليرحلَ عن ماردين وحلب، على أن يعودَ كُلٌّ منهم إلى بلده. فرحل الأشرفُ عن ماردين، ورحل المعظَّم عن حمص وحماة، ورحل مظفَّر الدين عن الموصل.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ صاحِبُ تونس أبو زكريا يحيى بن الأميرِ عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمَرَ الهنتاني، الموحِّدي كان أبوه متوليًا لمدائن إفريقيَّة لآلِ عبد المؤمن، فمات ووَلِيَ بعده ابنُه الأمير أبو محمد عبد الله الحفصي، فوَلِيَ مُدَّة، ثم وثب عليه أخوه أبو زكريا يحيى بدعم من الموحِّدين، واستولى على إفريقيَّةَ، واستبد أبو زكريا بأمر إفريقية ودعا لنفسه، وامتدت دولته بضعًا وعشرين سنة، واشتغل عنه بنو عبد المؤمِنِ بأنفسهم، الذين ضَعُف أمرُ مَلِكِهم في الأندلس والمغرب، وامتَدَّت مملكةُ أبي زكريا الحفصي إلى تلمسان وسجلمامة وسبتة، وبايعه أهلُ إشبيلية وشاطبة والمرية ومالقة وغرناطة، وخلف مالًا جمًّا، فبويع بعده ابنُه محمد المستنصر، وأبو زكريا هذا هو أوَّلُ من ملك تونس من الملوك الحفصيِّينَ، وأما من كان قبله منهم فإنما كانوا عُمَّالًا لبني عبد المؤمن. مات أبو زكريا يحيى بمدينة بونة من إفريقية، في آخر جمادى الآخرة، عن تسعٍ وأربعين سنة.

العام الهجري : 724 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1324
تفاصيل الحدث:

هو الزاهِدُ محمد بن عبد الرحيم بن عمر الجزري، ابن المفتي الكبير جمال الدين الباجربقي، نسبةً إلى باجربق قرية بين النهرين، هو رأسُ الفرقة الضالة المعروفة بالباجربقيَّة، كان والده فاضلًا عالِمًا، انتقل إلى دمشق وجلس للإفادةِ والإفتاء. نشأ ابنُه محمد هذا بدمشق، فاشتغل أولًا بالفقه، ثم عدل إلى السلوكِ فتزهَّدَ وحصل له حالٌ وكَشفٌ، وبدأ ينحَرِفُ حتى أنكر وجود الله تعالى، ثم انقطع فصَحِبَه جماعةٌ من الرذالة، وهَوَّن لهم أمرَ الشَّرائِعِ وأراهم بوارِقَ شيطانيَّة، وكان له قوةُ تأثير، وقد ألَّفَ كتابه المعروف بالملحمة الباجربقيَّة ونُقل عنه انتقاصُه للأنبياء صلواتُ الله عليهم، وتَرْكُ الشرائع، فحكم عليه القاضي الزواوي المالكي بإراقةِ دَمِه، فهرب إلى الشرقِ، ثمَّ أثبت أنَّ بينه وبين الشهود عداوةً، فحُقِنَ دَمُه بذلك فرجع إلى دمشق وبَقِيَ في القابون إلى أن توفي فيها ليلة الأربعاء سادس عشر ربيع الآخر، ودفن بالقرب من مغارة الدم بسفح قاسيون في قبة في أعلى ذيل الجبل تحت المغارة، وله من العمر ستون سنةً.

العام الهجري : 767 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1366
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ المَلِكُ المجاهد سيف الدين أبو يحيى علي ابن السلطان الملك المؤيد هزبر الدين داود ابن السلطان الملك المظفر يوسف ابن السلطان الملك المنصور عمر بن نور الدين علي بن رسول، التركماني الأصل، اليمني المولد والمنشأ والوفاة، صاحب اليمن. كان مولِدُ المجاهد سنة 701 بتعز، ونشأ بها وحَفِظَ التنبيه في الفقه وبحَثَه وتخَرَّج على المشايخ، منهم: الشيخ الإمام العلامة الصاغاني، وتأدب على الشيخ تاج الدين عبد الباقي، وغيرهما، وشارك في علوم، وكان جيِّدَ الفهم وله فَوقٌ في الأدب، وله نظْمٌ ونثر، وطالت مدَّةُ المجاهد في مملكة اليمن، وفعل الخيراتِ وله مآثِرُ: عَمَّر مدرسة عظيمة بتعز وزيادة أخرى وغير ذلك، وعمر مدرسة بمكة المشرفة بالمسجد الحرام بالجانب اليماني مُشرِفَة على الحرم الشريف، توفي بعدن في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى من هذه السنة، وقيل سنة أربع وستين، وولِيَ بَعدَه ابنُه الملك الأفضل عباس.

العام الهجري : 770 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1369
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ قُتِلَ الأميرُ قشتمر المنصوري نائب حلب، وخبَرُه أنَّه لَمَّا وَلَيَ نيابة حلب في جمادى الآخرة من هذه السنة وتوجَّه إلى حلب، فلم يُقِمْ بها إلا يسيرًا، ثم إن بني كلاب كَثُر فسادُهم وقَطْعُهم الطريقَ فيما بين حماة وحلب، وأخذوا بعضَ الحُجَّاج، فخرج إليهم الأمير قشتمر نائِبُ حلب بالعسكر، حتى أتوا تلَّ السلطان بظاهر حلب، فإذا عدَّةٌ من مضارب عرب آل فضل، فاستاق العسكَرُ جمالَهم ومواشيَهم ومالوا على بيوت العَرَبِ فنهبوها، فثارت العَرَبُ بهم وقاتلوهم، واستنجدوا مَن قَرُب منهم من بنى مهنا، وأتاهم الأميرُ حيار وولده نعير بجمع كبيرٍ، فكانت معركة شنيعة، قُتِلَ فيها الأمير قشتمر النائب وولَدُه وعِدَّة من عسكره، وانهزم باقيهم، فركب العرَبُ أقفِيَتَهم، فلم ينجُ منهم عريانًا إلا من شاء الله، وكان ذلك يومَ الجمعة خامس عشر ذي الحجة، ولما بلغ الملك الأشرف ذلك عَظُمَ عليه، وأرسل تقليدًا للأمير اشقتمر المارديني بنيابة حلب على يد الأمير قطلوبغا الشعباني، وعزل حيارًا عن إمرة العَرَب وولاها لزامِل.

العام الهجري : 882 العام الميلادي : 1477
تفاصيل الحدث:

كان الأمير أبو الحسن علي بن سعد بعد وفاة والده محجورًا عليه، والأمر كان للقوَّاد ولم يكن له من الملك إلا اسمه، فأراد أن يقوم بنفسه ويزيل عنه الحَجر، فانفرد بنفسه عن قواده كما انفرد معه بعضهم، ووقعت بينهم حروب وأحداث؛ وذلك أنه لما اعتزل عن قواده أخذوا أخاه محمد بن سعد الملقب بالزغل, وكان أصغر منه سنًّا فبايعوه، واشتعلت نار الفتنة بينهم, فأظهر أبو الحسن التوبة للناس ووعدهم إن قاموا معه أن يصلح شأنهم وأن يظهر الأحكام وينظر في مصالح الوطن ويقيم الشريعة، فمالت إليه الرعية وأعانوه على ما نواه من مراده إلى أن ظَفِرَ بخصومه في مدينة مالقة فأخذهم وقتَلَهم كلَّهم, ولم يبقَ له معاند، فاستقام له الأمر ودانت له البلاد، وهو مع ذلك يغزو الفرنج المرة بعد المرة حتى غزا غزوات كثيرة وأظهر الأحكام ونظر في مصالح الحصون، ونما الجيش فهابته النصارى وصالحته برًّا وبحرًا، وكثر الخير وانبسطت الأرزاق ورخصت الأسعار، وانتشر الأمن في جميع بلاد الأندلس وشملتهم العافية في تلك المدة وضربت سكة جديدة طيبة.

العام الهجري : 891 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1486
تفاصيل الحدث:

بينما المسلمون في الأندلس بين حرب وصلح فيما بينهم إذ بصاحب قشتالة قد أقبل بحملته على مدينة لوشة, فنزل فيها الأمير محمد بن علي أبو عبد الله الصغير ومعه جماعة من أهل نجدة البيازين حين سمعوا بقدوم النصارى عليها، فتحصنوا بها مع أميرهم محمد ابن علي فحاصرها العدو حصارًا شديدًا ونصب عليها أنفاطه وعدته واقترب إليها بجيشِه وآلة حربه، حتى دخلوا ربضَها وهدموا بعض أسوارِها بالأنفاط، وقتل كثير من نجدة الرجال واشتد عليهم الحصار، فلما رأى أهل لوشة ما لا طاقة لهم به من شدة الحصار وكثرة جموع النصارى وتأخير أهل غرناطة عن نصرتهم، طلبوا الأمان واتفقوا على أن يخرجوا مؤمَّنينَ على أموالهم وأولادهم وخيلهم وسلاحهم ودوابهم وجميع ما يقدرون على حمله، فأجابهم العدو لذلك ووفى لهم به، فأخذوا في إخلاء البلاد ووصلوا إلى غرناطة بما معهم, وكان استيلاء العدو على مدينة لوشة في السادس والعشرين من جمادى الأولى من هذا العام، ولم يسَرِّح صاحبُ قشتالة الأميرَ محمد بن علي أبا عبد الله الصغير، بل حبسه عنده ليستأصل به بقية الأندلس.

العام الهجري : 1189 العام الميلادي : 1775
تفاصيل الحدث:

أقبل أهلُ نجران وجميعُ قبائل يام ومعهم أهلُ الوادي وغيرُهم بقيادة رئيس نجران المكرمي, وكان حويل الودعاني مع زيد بن زامل قد بذلوا له الأموال سنة 1187 ليغزو نجدًا؛ وذلك لما عهدوا منه قُوَّته حين هزم جيش الدرعية في الحاير سنة 1178 فسار معه أهل الخرج ومن حولهم، واجتمع مع المكرمي جموعٌ تضيقُ بها القِفارُ ولا تسقيهم الآبارُ والأنهار, وأرسل إليه بطين بن عريعر من النقدِ ما يزيد على ستة آلاف مشخصٍ، وأحمالًا من الطعام، فأقبل بجنوده ونزل الحاير المعروفَ بحاير سبيع، وتلاحقت باقي جنوده عليه، وحصل قتالٌ مع أهل الحاير أيامًا، ثم هجم على ضرما، وكان الإمام عبد العزيز أرسل مددًا إلى الرياض لحمايتِه، وأرسل ابنُه سعود بمددٍ لدعم أهل ضرما، فلما قصد النجراني ضرما ودخل بعض نخيلها حاربه أهلُها حربًا شديدةً وقتلوا من رجاله عددًا كثيرًا حتى خذله الله وارتحل هو ومن معه من الحلفاءِ راجعين إلى أوطانهم، وتفَرَّقوا ولم تقم لهم قائمةٌ، وندموا على ما بذلوا من الأموالِ العظيمةِ!

العام الهجري : 1212 العام الميلادي : 1797
تفاصيل الحدث:

لمَّا بلغ الإمامَ عبد العزيز غزوُ الشريف غالب رنية وبيشة، وعدوانُه على قحطان ونزولُه بلد الخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة) القريبة من تربة. أرسل إلى هادي بن قرملة ومَن لديه من قبائل قحطان، وربيع بن زيد أميرِ الوادي ومن معه من الدواسرِ، وإلى قبائل من أخلاطِ القبائل البوادي، وجيشٍ مِن الحضَرِ، وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجهِ الشريف غالب، فدهموه في منزلِه على الخرمة فانهزم عسكرُه لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، وتركوا خيامَهم ومحَلَّهم وجميع أموالهم، وتَبِعَهم العربان في ساقتِهم يقتلون ويغنمون، ومن نجا من القتل هلك ظمأً وضياعًا، فكانت وقعةً عظيمة ومقتلةً كبيرة في عسكر الشريف من العُربان والقبائل والمصريين والمغاربة, وقيل بلغ عددُ القتلى منهم 2400 قتيل, وأُخذ جميعُ ما معهم من الخيام والذخائر والمتاع, والأثاث والأمتعة التي أخذوها من قحطان قبل هذه الوقعةِ, وغَنِموا من خزائن الشريف غالب 18 ألف مشخصٍ (عملة ذهبية تُستخدم في حينها) وانصرف الشريفُ غالب وشريدُ قَومِه مكسورين، ولم تقُمْ له بعدَ هذه الوقعة العظيمةِ قائمةٌ.

العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:

هو عبد الرحمن بن أحمد بن مسعود الكواكبي، ويلقَّب بالسيد الفراتي، مِن رجالِ الأدب والاجتماع والسياسة، وهو من رواد الحركةِ القومية العربيَّة، ولد في 23 شوال سنة 1271هـ في مدينة حلب، وتعَلَّم بها، وكانت له مكانةٌ مرموقة في بلَدِه، يقصدُه أصحابُ الحاجات لقضائِها، ويلجأُ إليه أرباب المشاكلِ لحلِّها، بل كان رجالُ الحكم يستشيرونه أحيانًا فيُبدي رأيَه في جرأة وشجاعة. أنشأ في حلب جريدة (الشهباء) فأغلقَتْها الحكومةُ؛ لهجومه على العثمانيين وطَلَبِه استقلالَ العرب عنهم، ثم أنشأ جريدةَ (الاعتدال) فعُطِّلت كذلك من قِبَل الحكومة، وأُسنِدَت إليه مناصِبَ عديدة. سجنه العثمانيون بسببِ موقِفِه منهم، وتشجيعِه للعرب على الانفصالِ عن الدولة العثمانية، وحكَموا عليه بالقتل إلَّا أن الرأيَ العامَّ جعل العثمانيين يُطلِقون سراحَه، وخَسِرَ جميع ماله، فرحل إلى مصر. وساح إلى بلاد العربِ وشرقي إفريقية وبعض بلاد الهند. واستقَرَّ في القاهرة إلى أن توفي. له من الكتب ((أم القرى))، و ((طبائع الاستبداد))، وكان لهما عند صدورهما دويٌّ كبيرٌ، ألَّف أيضًا كتاب ((العظمة لله))، و((صحائف قريش))، إلى غير ذلك، توفي في القاهرة، ودُفِنَ فيها.

العام الهجري : 378 العام الميلادي : 988
تفاصيل الحدث:

جمعَ إنسانٌ يُعرَفُ بالأصفَرِ مِن بني المنتفق جَمعًا كثيرًا، وكان بينه وبين جمعٍ مِن القرامطة وقعةٌ شديدةٌ قُتِلَ فيها مُقَدَّمُ القرامطة، وانهزم أصحابُه وقُتِل منهم وأُسِرَ الكثيرُ، وسار الأصفَرُ إلى الأحساءِ، فتحَصَّنَ منه القرامِطةُ، فعدل إلى القطيفِ فأخذ ما كان فيها مِن عبيدِهم وأموالِهم ومواشيهم، وسار بها إلى البصرةِ.

العام الهجري : 417 العام الميلادي : 1026
تفاصيل الحدث:

ورَدَت رُسُلُ زناتة وكتامة إلى المعِزِّ بنِ باديس الصِّنهاجيِّ، صاحِبِ إفريقيَّةَ، يَطلُبونَ منه الصُّلحَ، وأن يَقبَلَ منهم الطَّاعةَ والدُّخولَ تحت حُكمِه، وشَرَطوا أنَّهم يَحفَظونَ الطَّريقَ، وأعطَوا على ذلك عُهودَهم ومواثيقَهم، فأجابهم إلى ما سألوا، وجاءت مَشيخةُ زناتة وكتامة إليه، فقَبِلَهم وأنزلهم ووصَلَهم، وبذَلَ لهم أموالًا جليلةً.