الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1405 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1985
تفاصيل الحدث:

وُلِد أنور خوجا في بلدةِ "أرجيرو كاسترو" سنة (1326هـ = 1908م)، ونشأ في وسطِ عائلةٍ مُسلمةٍ، اشتغلت بالتِّجارةِ، وعُرفت بالثَّراءِ، وتلقَّى دراستَهُ الأولى في مدرسةٍ فَرَنسيَّةٍ في "كوريتسا"، وهناك انخرط في صُفوفِ الحِزبِ الشُّيوعي الفَرَنسيِّ، وبعد أن أنْهى دراستَهُ سافَرَ إلى "بلجيكا"؛ حيث عَمِلَ سكرتيرًا للسفارة الألبانية، ثم عاد إلى بلادِهِ سنة (1355هـ = 1936م)، واشتغَلَ بالتَّدريس. ولمَّا تعرَّضت بلادُهُ للغَزوِ الإيطاليِّ سنة (1358هـ = 1939م) انقطَعَ عن التدريسِ، وانخرَطَ في صُفوفِ المقاومينَ للاحتِلالِ الإيطاليِّ بعدَ فِرار أحمد زوغو ملك ألبانيا تاركًا بلادَهُ فريسةً للاحتلال الإيطاليِّ، اشتعلتْ حَرَكةُ المقاومةِ ضدَّ الغُزاة، وكان أنور خوجا واحدًا من قادةِ المُقاومةِ، وحُكِمَ عليه بالقتل غيابيًّا في سنة (1360هـ = 1941م)، ثم شارَكَ في تأسيسِ جَبهةِ التحرير القوميَّةِ التي تزعَّمت حركةَ مُقاومةِ الطليان والألمان، وكان الشُّيوعيُّونَ يتزعَّمون هذه الجَبْهة، ثم تولَّى قيادة المقاومةِ، ورئاسةَ اللَّجْنةِ الألبانيَّةِ المُناهِضةِ للفاشيَّةِ في (جُمادى الآخرة 1363هـ = مايو 1944م)، وفي أثناء هذه الفترة شارَكَ في تأسيسِ الحِزبِ الشُّيوعي الألباني وتولَّى أمانتَهُ؛ فلمَّا انتهتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ، وخرج الألمان من ألبانيا؛ تولَّى "أنور خوجا" رئاسةَ الحكومة الألبانية في (1365هـ = 1945م).ثم أُعلنت ألبانيا جمهوريةً شعبيَّةً، وأُلغيت الملكيَّةُ رسميًّا، وما إن أمسك بمقاليدِ الأُمور حتى بادَرَ إلى قطعِ العَلاقاتِ مع كُلٍّ من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.كان أنور خوجا من المُعجَبينَ بـ"ستالين" دكتاتورِ الاتِّحادِ السُّوفيتي، فوقف إلى جانبه حين نشَبَ خِلافٌ سنة (1367هـ = 1948) بينه وبين "تيتو" الرئيسِ اليُّوغسلافي، على الرَّغمِ من مُساندة الحِزبِ الشُّيوعي اليوغسلافي للشُّيوعيِّينَ الألبانِ أثناءَ الاحتلالِ الإيطالي لبلادِهِم، غيرَ أنَّ هذا التأييدَ الذي أبْداه أنور خوجا للسياسة السُّوفيتيَّةِ توقَّف بعد وفاةِ ستالين سنة (1373هـ = 1953م)، وانتهاج خُلَفائه سياسةً مُغايرةً؛ فتحوَّل التأييدُ إلى عداءٍ مُستحكمٍ، انتهى بقَطعِ العَلاقاتِ بين البلدَينِ في سنة (1381هـ = 1961م)، وكان من الأسبابِ التي أدَّت إلى هذه النتيجةِ وقوفُ "خوجا" إلى جانب الصِّينِ في صِراعها الأيديولوجيِّ المذهبيِّ ضدَّ الاتِّحادِ السُّوفيتي، ثم أعقب ذلك انسحابُ ألبانيا من حِلفِ "وارسو" سنة (1388هـ = 1968م)، والتوقُّف عن المُشاركةِ في "الكوميكون"، وهو المجلسُ المُشتَرَكُ لِمُساعدة دولةِ الكُتلة الشرقيَّةِ. أدَّت هذه السياسةُ التي اتَّبعها أنور خوجا إلى انعزالِ ألبانيا عن أوروبا، والعالم الخارجي، ولم يعُدْ لها من حليفٍ سوى الصين، لكنَّ الصينَ نفسَها انتهجت بعدَ وفاةِ "ماو تسي تونج" سياسةً مَرِنةً ومُهادِنةً للولايات المُتَّحِدة الأمريكية؛ الأمرَ الذي جعل أنور خوجا يُعيد النَّظَر والتفكيرَ ويقلبُ الرأي، فأعاد العَلاقاتِ الدُّبلوماسيَّةَ مع يوغوسلافيا واليونان؛ للتغلُّب على شيءٍ من العُزلة التي فرَضَها على بلاده، وفي الوقتِ نفسِهِ ساءت عَلاقاتُهُ مع الصينِ، وانتهى بها الحالُ إلى قَطعِ مُساعداتِها له. أحكم أنور خوجا قبضتَهُ على البلاد، وأمسَكَ مقاليدَ الأمور بيدٍ من حديدٍ، وتخلَّصَ من جميعِ مُنافسيهِ في الحِزب الشُّيوعي، وامتدَّت يدُهُ إلى المعارضين؛ فأسكَتَ أصواتَهم، ولم يعُدْ هناك مَن يُواجهُهُ، أو يقفُ في وجهِهِ ويُعارِض سياستَهُ. ظلَّ أنور خوجا يحكُمُ ألبانيا إحدى وأربعين سنةً، حتى تُوَفِّيَ في (20 من رجب سنة 1405هـ = 11 من إبريل 1985م) عن عُمرٍ يُناهِزُ السَّابعةَ والسَّبعينَ، وخَلَفَهُ "رامز عليا".

العام الهجري : 642 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1244
تفاصيل الحدث:

نشب النزاعُ بين الصالحَينِ إسماعيلَ ونجمِ الدين أيوب مرة أخرى، ووقف الناصرُ داود بن الملك المعظَّم هذه المرة مع الصالح إسماعيل، واتفقا على الاستعانة بالصليبيين ضِدَّ إخوانهم المسلمين، ولم يجدِ الصالح أيوب قُوَّةً تَقِفُ إلى جواره غيرَ الخوارزمية الذين تَفَرَّقت بهم السبل بعد انهيار دولتِهم ومقتل سلطانهم جلال الدين خوارزم شاه، فاستجابوا لدعوته، وقَدِموا بأعدادٍ كبيرة إلى الشام، فقطعوا الفراتَ، ومُقَدَّموهم: الأمير حسام الدين بركة خان، وخان بردى، وصاروخان، وكشلوخان، وهم زيادة على عشرة آلاف مقاتل، فسارت منهم فرقة على بقاع بعلبك، وفرقة على غوطة دمشق، وهم ينهبون ويقتُلون ويَسْبُون، فانجفل الناسُ من بين أيديهم، وتحصَّنَ الصالح إسماعيل بدمشق، وضمَّ عساكره إليه، بعدما كانت قد وصلَت غزة, واتَّجه الخوارزمية إلى دمشقَ فوجدوها قويَّة التحصين فتركوها، واستولوا على طبرية ونابلس، وواصلوا سيرَهم حتى دخلوا مدينة بيت المقدس في الثالثِ من صفر واستولوا عليها دون مقاومةٍ، وبذلوا السيفَ فيمن كان به من النصارى، حتى أفنوا الرِّجالَ، وسَبَوا النساء والأولاد، وهدموا المبانيَ التي في قمامة، ونبشوا قبورَ النصارى، وأحرقوا رِمَمَهم، وكانت هذه آخرَ مرة يسترد فيها المسلمونَ بيت المقدس في عصرِ الحروب الصليبيَّة، وظَلَّت بأيدي المسلمين حتى سقطت في قبضة اليهود في عصرنا الحديثِ، وبعدَ أن استَرَدَّ الخوارزميون بيت المقدس واصلوا سيرَهم إلى غزة واجتمعوا مع الجيشِ المصري الذي أرسله الصالحُ أيوب لمحاربة قوات الشام ومن ناصرها من القواتِ الصليبيَّة، سير الخوارزمية إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب في صفر يخبرونَه بقدومهم، فأمرهم بالإقامةِ في غزة، ووعدهم ببلادِ الشامِ، بعدما خلع على رُسُلِهم.

العام الهجري : 1417 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1996
تفاصيل الحدث:

كتطبيعٍ للعَلاقاتِ بين دُوَيْلات البوسنة وافقت كرواتيا تحتَ ضغوطٍ أمريكيةٍ على تصفيةِ دُوَيْلة كرواتِ البوسنةِ، ودمجِها في دولة الاتحاد الفيدرالي، كما أَعلن كُرواتُ البوسنةِ موافقتَهم على تسويةٍ معَ المسلمينَ والاتحادِ الأوروبي، كذلك تمَّ الاتفاقُ على تشكيلِ حكومةٍ محليةٍ في موستار.

العام الهجري : 315 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 928
تفاصيل الحدث:

كان حفصٌ قد استلم مكانَ أخيه سليمان بعد أن قُتِلَ، فقام في هذه السنةِ النَّاصِرُ أميرُ الأندلس بغزوِه في ببشتر جنوب إسبانيا، وهو متحصِّنٌ فيها، ولَمَّا اشتدت المحاصَرةُ على حفص بن عمر بن حفصون بمدينةِ ببشتر، وأحيطَ به بالبنيانِ عليه مِن كُلِّ جانبٍ، ورأى من الجِدِّ والعَزمِ في أمرِه ما عَلِمَ أنْ لَا بقاءَ له معه في الجبل الذي تعلَّقَ فيه، كتب إلى أمير المؤمنين الناصرِ، يسأله تأمينَه والصفحَ عنه، على أن يخرُجَ عن الجبل مستسلِمًا لأمره، راضيًا بحكمه. فأخرج إليه الناصرُ الوزيرَ أحمد بن محمد بن حدير، وتولَّى هو وسعيد بن المنذر إنزالَه من مدينة ببشتر. ودخلها رجالُ أمير المؤمنين الناصر وحَشَمُه يوم الخميس لسبعٍ بَقِينَ من ذي القَعدة من السنة. واستنزل حفص وجميع النصارى الذين كانوا معه، وقدم بهم أحمد بن محمد الوزير إلى قرطبةَ مع أهلهم وولدهم. ودخلها حفصٌ في مُستهَلِّ ذي الحجة، وأوسَعَه أميرُ المؤمنينَ صَفْحَه وعَفْوَه، وصار في جملةِ حشَمِه وجنده. وبقي الوزيرُ سعيد بن المنذر بمدينة ببشتر ضابطًا لها، وبانيًا لِمَا عهد إليه من بنيانِه وإحكامِه منها.

العام الهجري : 590 العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

وصل المَلِكُ العزيزُ عُثمانُ بن صلاح الدين، وهو صاحِبُ مصر، إلى مدينةِ دِمشقَ، فحَصَرَها وبها أخوه الأكبَرُ الملك الأفضل عليُّ بن صلاح الدين، فنزل بنواحي ميدان الحصى، فأرسل الأفضَلُ إلى عمه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وهو صاحِبُ الديار الجزرية، يستنجِدُه، فسار الملك العادِلُ إلى دمشق هو والمَلِك الظاهر غازي بن صلاح الدين، صاحِبُ حلب، وناصِرُ الدين محمد بن تقي الدين، صاحِبُ حماة، وأسدُ الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه، صاحِبُ حمص، وعسكَرُ الموصل وغيرها، كُلُّ هؤلاء اجتمعوا بدمشق، واتَّفَقوا على حفظها، علمًا منهم أنَّ العزيزَ إن مَلَكَها أخذ بلادَهم، فلما رأى العزيزُ اجتماعَهم عَلِمَ أنَّه لا قدرة له على البلد، فترَدَّدَت الرسل حينئذ في الصلح، فاستقَرَّت القاعدة على أن يكون بيتُ المقدس وما جاوره من أعمالِ فلسطين للعزيز، وتبقى دمشق وطبرية وأعمالها والغور للأفضَلِ، على ما كانت عليه، وأن يعطيَ الأفضَلُ أخاه المَلِك الظاهر جبلة واللاذقية بالساحل الشامي، وأن يكون للعادِلِ بمصر إقطاعُه الأول، واتفقوا على ذلك، وعاد العزيزُ إلى مصر، ورجع كُلُّ واحدٍ من الملوكِ إلى بلده.

العام الهجري : 808 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1406
تفاصيل الحدث:

في شهر ذي القعدة في ثالثه قَدِمَ الخبر بأن الأمير جكم الجركسي الظاهري لما أخذ حلب سار إلى الأمير فارس بن صاحب الباز التركماني المتغلب على إنطاكية، وقاتله وكسره أقبح كسرة وقتله وأخذ له أموالًا جزيلة، فقوي جكم بذلك، وكان قبل ذلك جاءه الخبر بمسير الأمير نعير بن حيار أمير الملا إليه، فلقيه عند قنسرين في النصف من شوال وقاتله، فوقع نعير في قبضته، وسَجَنه بقلعة حلب، وولي ابنه العجل بن نعير إمرة آل فضل عوضًا عنه، فسار العجل إلى سلمية وعاد جكم إلى حلب، ثم بدا له في العجل رأي، فاستدعاه فأخذ يعتذر بأعذار فقبلها، وسار إلى إنطاكية، فأرسل إليه التركمان بالطاعة، وأن يمكِّنَهم من الخروج إلى الجبال لينزلوا من أماكنهم القديمة، وهم آمنون، ويسلموا إليه ما بيدهم من القلاع، فأجابهم إلى ذلك، وعاد إلى حلب، ثم سار منها يريد دمشق، منزل شيزر، وواقع أولاد صاحب الباز وكسرهم كسرةً فاحشة وأسَرَ منهم جماعة، قتلهم صبرًا، وقتل الأمير نعير أيضًا، وبعث برأسه إلى السلطان، وذلك كله في شوال، ثم واقع جكم التركمان في ذي القعدة وبدَّد شملَهم.

العام الهجري : 1337 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

كان محمود المعروف أحدَ زعماء الأكراد الذين برَزوا في السليمانية، وكانت له شعبيةٌ واسعة، وعندما انسحب العثمانيون من العراق لصالح الإنجليز أراد القائدُ العثماني أن يستفيدَ من محمود ونفوذه، فأمَدَّه بالمال وترك له فوجًا يتصرَّفُ بإمرته، والإنجليز لم يكونوا وصلوا للسليمانية، ولما رأى محمود أن القوةَ أصبحت للإنجليز لا للعثمانيين أراد الاتصالَ بهم، فكتب إلى وِلْسن القائد الإنجليزي في كركوك، وطلب منه أن يشكِّلَ حكومةً في السليمانية برئاسته وتكون تابعةً لتوجيه الإنجليز، فوافق على ذلك الإنجليز وعُيِّن محمود حاكمًا على السليمانية براتبٍ معيَّن، ومعه مستشار عسكري هو النقيب دانليس، ولكِنَّ الحكومة الإنجليزية تعرِفُ أنَّه مجرَّد تابع، فتصرفت كما شاءت لا كما شاء هو، ونظرت لمصالحها لا لمصالحه، فأعلن محمود سيطرتَه على السليمانية واحتلَّها وأخذ الضباط الإنجليز أسرى، وجعل لنفسه علمًا خاصًّا هو الهلالُ الأحمر على الأرضية الخضراء، وعمل طوابِعَ بريدية خاصة، وهاجم الجيشَ المرابط في مضيق طاسلوجه وسيطر على المنطقة، لكِنَّ الإنجليز سيَّروا له فرقةً فحاصرته في مضيق دربند بمعاونة بعضِ الزعماء الأكراد، فاستطاعت القبض عليه وقُدِّمَ للمحكمة التي حكَمَت عليه بالقتل، ثم خفِّفَ للمؤبَّدِ، ونفِيَ إلى الهند.

العام الهجري : 646 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1248
تفاصيل الحدث:

في أثناء مسير الحملة الصليبية السابعة المتَّجِهة إلى الشرق بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا توقَّفَ في قبرص فأجرى اتصالاتِه مع المغول ليساعِدُوه على تطويق المسلمينَ في الشرق الأدنى ولِعَقدِ تحالف عسكري مع المغول ضد الأيوبيِّينَ في الشام وضدَّ الخلافة العباسيَّة في بغداد.

العام الهجري : 187 العام الميلادي : 802
تفاصيل الحدث:

استولى الفِرنجُ على مدينة تطيلة بالأندلس، وسبب ذلك أنَّ الحَكَمَ بن هِشامٍ صاحِبَ الأندلُسِ استعمَلَ على ثغورِ الأندلُسِ قائدًا كبيرًا من أجنادِه، اسمُه عمروس بن يوسف، فاستعمل ابنَه يوسُفَ على تطيلة. وكان قد انقلب على الحَكَم بنِ هشام بيتٌ من بيوت الأندلُسِ أولُو قوَّةٍ وبأس؛ لأنَّهم خرجوا عن طاعته، فالتحَقوا بالمُشرِكين، فقَوِيَ أمرُهم، واشتَدَّت شوكتُهم، وتقَدَّموا إلى مدينة تطيلة فحَصَروها ومَلَكوها من المسلمين، فأسَروا أميرَها يوسُفَ بن عمروس، وسجَنوه بصخرة قيس. واستقَرَّ عمروس بن يوسف بمدينةِ سرقسطة ليحفَظَها من الكُفَّار، وجمَعَ العساكِرَ، وسيَّرَها مع ابنِ عَمٍّ له، فلَقِيَ المشركين، وقاتَلَهم، ففَضَّ جَمعَهم، وهزَمَهم، وقتل أكثَرَهم، ونجا الباقون منكوبين، وسار الجيشُ إلى صخرة قيس، فحصروها وافتتحوها ولم يقدِر المشركون على مَنعِها منهم؛ لِما نالهم من الوَهَنِ بالهزيمة، ولَمَّا فَتَحَها المسلمون خلَّصوا يوسُفَ بن عمروس أميرَ الثغر، وسيَّروه إلى أبيه، وعظم أمر عمروس عند المشركين، وبَعُد صوتُه فيهم.

العام الهجري : 405 العام الميلادي : 1014
تفاصيل الحدث:

ذُكِرَ ليَمينِ الدَّولة الغزنويِّ أنَّ بناحيةِ تانشير فِيَلةً مِن جنسِ فِيَلةِ الصيلمان الموصوفةِ في الحربِ، وأنَّ صاحِبَها غالٍ في الكُفرِ والطُّغيان، والعِنادِ للمُسلِمينَ، فعَزَم على غَزوِه في عُقرِ دارِه، فسار في الجنودِ والعساكِرِ والمتطَوِّعة، فلَقِيَ في طريقِه أوديةً بعيدةَ القَعرِ، وَعْرةَ المسالِك، وقِفارًا فسيحةَ الأقطارِ والأطراف، بعيدةَ الأكنافِ، والماءُ بها قليلٌ، فلَقُوا شِدَّةً، وقاسَوا مَشقَّةً إلى أن قطَعُوها، فلَمَّا قارَبوا مَقصِدَهم لَقُوا نهرًا شديدَ الجريةِ، صَعْبَ المخاضةِ، وقد وقف صاحِبُ تلك البلادِ على طَرفِه، يمنَعُ مِن عُبورِه، ومعه عساكِرُه، وفِيَلَتُه التي كان يتعالى بها. فأمر يمينُ الدَّولةِ شُجَعانَ عَسكَرِه بعبورِ النَّهرِ، وإشغالِ الكُفَّارِ بالقتالِ ليتمَكَّنَ باقي العسكَرِ مِن العبور، ففعلوا ذلك، وقاتلوا الهنودَ، وشَغَلوهم عن حِفظِ النَّهرِ، حتى عبَرَ سائِرُ العسكَرِ في المخاضات، وقاتلوهم من جميعِ جِهاتِهم إلى آخِرِ النَّهارِ، فانهزم الهِندُ، وظَفِرَ المُسلِمونَ، وغَنِموا ما معهم من أموالٍ وفِيَلةٍ، وعادوا إلى غزنةَ مُوفرينَ ظافِرينَ.

العام الهجري : 914 العام الميلادي : 1508
تفاصيل الحدث:

استولى الملك الأذفونش ملك الجلالقة بطليطلة على وهران، وفعل بأهلها الأفاعيل، ثم سما لتملُّك الجزائر وشَرِه لالتهامها وضايَقَ المسلمين في ثغورهم، وضعف بنو زيان عن مقاومته, فما كان من الشيخ الفقيه الصالح أبي العباس أحمد ابن القاضي الزواوي ممن له الشهرة والوجاهة الكبيرة في بسائط المغرب الأوسط وجباله إلا السعي للاستنجاد بالدولة العثمانية التي قد زخر عبابُهم وملكت أكثَرَ المسكونة خلال هذه الفترة، وظهر من قوَّاد عساكرهم البحرية قائدان عظيمان وهما خير الدين بربروسا وأخوه عروج باشا، وكانا قد تابعا الغزو على بلاد الكفر برًّا وبحرًا وأوقعا بأهل دول أوربا وقائع شهيرة، وصار لهم ذكر في أقطار البلاد، وتمكن ناموسهم من قلوب العباد، فكاتبهما الفقيه أبو العباس وعرَّفهما بما المسلمون فيه من مضايقة العدو الكافر، وقال: إن بلادنا بقيت لك أو لأخيك أو للذئب؛ فأقبَلَا نحوه مسرعَينِ حتى تمكن عروج من تحرير مدينة ثغر الجزائر سنة 922 (1516م) بعد ما كاد العدو يملكه فخلَّصه منهم.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون منطقةَ السليمانية قرَّر مجلِسُ الوزراء في جلسة المجلس يوم 28 ذي القعدة 1431ه الموافق 11يوليو 1923م: 1/ أنَّ الحكومة لا تنوي تعيينَ أيِّ موظَّف في الأقضية الكردية عدا الموظَّفين الفنيين. 2/ أن الحكومةَ لا تجبِرُ سكان المناطق الكردية على استعمال اللغة العربية في مراجعاتهم. فكان هذا القرارُ خاطئًا؛ فإن المناطق الكردية جزء من أرض العراق يعيَّنُ فيها الموظف الكفء سواء أكان كرديًّا أم عربيًّا، وكذلك يعَيَّنُ الكردي في أي منطقة من العراق حسَبَ ما تقتضيه المصلحة، كان أكثَرُ سكان العراق من العرب، ولغتُهم الرسميَّةُ العربية، والأكراد مسلمون والعربية أساسية في عباداتهم وتلاوتهم للقرآن، فعليهم أن يحافظوا عليها. إنَّ اتخاذ هذا القرار وأمثاله هو الذي أوجد الفكرةَ الانفصالية ورسَّخَها مع الزمن وجعل العصبيَّةَ القوميَّةَ تحُلُّ محلَّ العقيدة الإسلامية، فعانت البلادُ الويلاتِ منها خاصةً عندما نشأت العصبية القومية عند العرب، والذي كان المستعمِرُ ينفُخُ فيها ويؤجِّجُها في نفوسِ المسلمين.

العام الهجري : 1361 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

أثناء إقامة المفتي الحاج أمين الحسيني في ألمانيا بعد فراره من الإنجليز أيامَ الحرب العالمية الثانية سَمِعَ بالمآسي التي حلَّت بالشعب البوسني المسلم عندما تصارعت عليه القوميتان الكرواتية والصربية؛ حيث اجتمع بزعماء بوسنة وهرسك، وبعد البحثِ معهم ومع قيادة القوات الألمانية في كيفية المحافظةِ على حياة البشناق (البسنويين) ومَنْع وقوع المذابح فيهم، وافقت الحكومة الألمانية على تجنيد الشبَّان منهم وتسليحهم للدفاعِ عن أنفسِهم وعائلاتهم، كذلك اتَّفق المفتي مع السلطات الألمانية على إنشاء معهد للأئمة لتوزيعهم على وحدات الفِرَق البوسنية الذين زاد عددُهم عن 100 ألف مقاتل، وقد أنشأ المعهد واختير له عدد من علماء البشناق؛ لتوجيه أولئك الأئمة، وأنشأ المفتي كذلك بالاتفاق مع الألمان معهدًا آخر في (دردسن)؛ لتخريج الأئمة الأذربيجانيين والقوقازيين وغيرهم، وبذلك زاد عدد المجندين في بلاد المحور من عرب وبوسنيين وأذربيجانيين وغيرهم على مائتي ألف مقاتل، استطاعوا أن يمنعوا المجازِرَ عنهم وعن جميع مُسلِمي البلقان وشرق أوروبا.

العام الهجري : 392 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1002
تفاصيل الحدث:

هو أبو الفَتحِ عُثمانُ بنُ جِنِّيٍّ، المَوصِليُّ النَّحويُّ اللُّغَويُّ المشهور، كان إمامًا في عِلمِ العربيَّة، صاحِبَ التصانيف الفائقة المُتداولة في النَّحو واللغة. قرأ الأدبَ على الشيخِ أبي عليٍّ الفارسيِّ، فارقه وقعَدَ للإقراء بالمَوصِل، وكان أبوه جِنِّيٌّ مملوكًا روميًّا لسُلَيمانَ بنِ فَهدِ بنِ أحمد الأزدي المَوصِليِّ، وابنُ جِنيٍّ واحِدٌ من أنفَعِ العُلَماءِ في علومِ العَرَبيَّة على مرِّ التاريخ، له مُؤَلَّفاتٌ عظيمةٌ تدُلُّ على نبوغِه الفَذِّ، مثل: "الخَصائص"، و "سِرُّ صناعة الإعراب"، و "المُنصِف في شرح تصريف أبي عثمان المازني" وغيرها. وكان ملازِمًا للبُويهيِّينَ، ويقال: إنَّه كان خَدَم ملوكَ بني بُوَيه، كعَضُدِ الدَّولةِ وشَرَف الدولة، وكان يَلزَمُهم, وله أشعارٌ حَسَنةٌ. وقيل: إنَّه كان أعوَرَ, توفِّيَ وهو في عشرِ السَّبعين.

العام الهجري : 556 العام الميلادي : 1160
تفاصيل الحدث:

كان أهلُ العبث والفساد بنيسابور قد طمعوا في نهب الأموال وتخريب البيوت، وفِعلِ ما أرادوا، فإذا نُهوا لم ينتهوا، فلما كان الآن تقدمَ المؤيد أي أبه بقبض أعيان نيسابور، منهم نقيب العلويين أبو القاسم زيد بن الحسن الحسيني وغيره، وحبسهم في ربيع الآخر، وقال: أنتم الذين أطمعتم المفسدين حتى فعلوا هذه الفِعال، ولو أردتم منعهم لامتنعوا، وقتل من أهل الفساد جماعةً، فخربت نيسابور بالكلية، ومن جملة ما خُرِّبَ مسجدُ عقيل، كان مَجمَعًا لأهل العلم، وفيه خزائن الكتب الموقوفة، وكان من أعظم منافعِ نيسابور، وخُرِّب أيضًا من المدارس ثماني مدارس للحنفية، وسبع عشرة مدرسة للشافعية، وأُحرق خمسُ خزائن للكتب، ونُهِب سبع خزائن كتب وبيعت بأبخس الأثمان.