الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1 العام الميلادي : 622
تفاصيل الحدث:

كان عبدُ الله بن سلامٍ رَضي اللهُ عنه حَبْرًا من أحبارِ يَهودَ، عالِمًا، قال: لمَّا سَمِعتُ برسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَرَفتُ صِفَتَه واسمَه وزَمانَه الذي كنا نتوقَّعُ له، فكنتُ مُسِرًّا لذلك، صامِتًا عليه، حتى قَدِمَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فلمَّا نزل بقُباءٍ، في بني عَمرِو بنِ عَوفٍ، أقبل رجلٌ حتى أخبَرَ بقُدومِه، وأنا في رأسِ نَخلةٍ لي أعمَلُ فيها، وعمَّتي خالِدةُ بنتُ الحارِثِ تحتي جالِسةٌ، فلما سمعتُ الخبرَ بقُدومِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَبَّرتُ، فقالت لي عَمَّتي حين سَمِعَت تكبيري: خيَّبَك اللهُ! واللهِ لو كُنتَ سَمِعتَ بموسى بنِ عِمرانَ قادِمًا ما زِدتَ! قال: فقلتُ لها: أيْ عمَّةُ، هو واللهِ أخو موسى بنِ عِمرانَ، وعلى دينِه، بُعِث بما بُعِث به. قال: فقالت: أيِ ابنَ أخي، أهوَ النبيُّ الذي كُنَّا نُخبَرُ أنه يُبعَثُ مع نَفَسِ السَّاعةِ؟ قال: فقلتُ لها: نعم. قال: فقالت: فذاك إذن. قال: ثم خرجتُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأسلَمتُ، ثم رَجَعتُ إلى أهلِ بيتي، فأمرتُهم فأسلموا.
قال: وكَتمتُ إسلامي من يهودَ، ثم جِئتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلتُ له: يا رسولَ الله، إنَّ يهودَ قومٌ بُهتٌ، وإنِّي أُحِبُّ أن تُدخِلَني في بعضِ بُيوتِك، وتُغيِّبَني عنهم، ثم تَسألَهم عني، حتى يُخبِروك كيف أنا فيهم، قَبْلَ أن يعلَموا بإسلامي؛ فإنَّهم إنْ عَلِموا به بَهَتوني وعابوني. قال: فأدخَلَني رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ بُيوتِه، ودَخَلوا عليه، فكلَّموه وساءَلوه، ثم قال لهم: "أيُّ رجلٍ عبدُ الله بنُ سَلامٍ فيكم؟" قالوا: سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وحَبرُنا وعالِمُنا. قال: فلمَّا فَرَغوا من قولِهم خرجتُ عليهم، فقلتُ لهم: يا مَعشرَ يهودَ، اتَّقوا اللهَ واقبَلوا ما جاءكم به، فواللهِ إنَّكم لَتعلمون إنَّه لَرسولُ الله، تَجِدونَه مَكتوبًا عِندكُم في التَّوراةِ باسمِهِ وصِفَتِه، فإنِّي أشهَدُ أنَّه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأُومِن به وأُصدِّقُه وأعرِفُه. فقالوا: كَذَبْتَ. ثم وَقَعوا بي، قال: فقلتُ لرسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألَمْ أُخبِرْك يا رسولَ الله أنهم قومٌ بُهتٌ، أهلُ غدرٍ وكذبٍ وفُجورٍ! قال: فأظهَرتُ إسلامي وإسلامَ أهلِ بيتي، وأسلَمَت عمَّتِي خالِدةُ بنتُ الحارِثِ، فحَسُن إسلامُها.

العام الهجري : 864 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1460
تفاصيل الحدث:

حضر لمصر في هذه السنة جاك بن ملك قبرص بعد أن توفِّيَ والده ونصبوا على عرش قبرص أخته عوضًا عنه، قيل: لأنه ولَدُ زنا، وقيل غير ذلك، ثم بقي في مصرَ على أمل أن يوليه السلطان عرش قبرص, وحضر كذلك جماعة من قبرص نيابة عن أخته وهي تطلب كذلك أن تبقى هي الملكة, وفي يوم الثلاثاء سادس شعبان وقع في مصر أمرٌ شنيع بسبب هذا الأمر، وهو أن السلطان جمع أعيان الفرنج القبارصة في الملأ بالحوش السلطاني، وأراد بقاء الملكة صاحبة قبرص على عادتها، وخلَعَ على قصَّادها أعيان الفرنج، واستقَرَّ تغري بردي الطياري مُسفرها، وعلى يده تقليدُها وخِلعتُها، وكان الفرنجي جاك أخوها حاضر الموكب، وقد جلس تحت مقدمي الألوف، فعز عليه ولاية أخته وإبقاؤها على ملك الأفقسية من جزيرة قبرص مع وجوده، فقام على قدميه واستغاث وتكلَّم بكلام معناه أنه قد جاء إلى مصر، والتجأ إلى السلطان، ودخل تحت كنَفِه، وله عنده هذه المدة الطويلة، وأنه أحقُّ بالملك من أخته، وبكى، فلم يسمع السلطان له، وصمَّم على ولاية أخته، وأمره بالنزول إلى حيث هو سكَنُه، فما هو إلا أن قام جاك وخرج من باب الحوش الأوسط، ثم خرج بعده أخصامُه حواشي أخته، وعليهم الخِلَعُ السلطانية، فمَدَّت الأجلاب أيديها إلى أخصام جاك من الفرنج، وتناولوهم بالضربِ والإخراق، وتمزيق الخِلَع، واستغاثوا بكلمة واحدة: أنهم لا يريدون إلا تولية جاك هذا مكان والِدِه، وعظُمَت الغوغاء، فلم يسع السلطان إلا أن أذعن في الحال بعزلِ الملكة وتولية جاك، فتولى جاك على رغم السلطانِ، بعد أن أمعن المماليك الأجلاب في سبِّ الأمير بردبك الدوادار الثاني، وقالوا له: أنت إفرنجي وتحامي للفرنج، فاستغاث بردبك، ورمى وظيفة الدوادارية، وطلب الإقالة من المشي في الخدمة السلطانية، فلم يسمع له السلطان، وفي الحال خُلِعَ على جاك، ورسم بخروج تجريدة من الأمراء إلى غزو قبرص، تتوجَّهُ مع جاك إلى قبرص، ثم في يوم الثلاثاء السابع عشر شوال سافر المجاهدون في بحر النيل إلى ثغر دمياط ومعهم جاك هذا ليساعدوه على تولي الملك مكان أخته، ثم في يوم الجمعة الثالث والعشرين محرم من السنة التالية حضر البعض من هناك وأخبر أنهم ساروا على ظهر البحر الملح يريدون السواحل الإسلامية، فهبت ريح عظيمةٌ شتَّتَت شملهم، وتوجهوا إلى عدة جهات بغير إرادة، وترك بجزيرة جماعة من المماليك السلطانية ومماليك الأمراء قوة لجاك صاحب قبرص.

العام الهجري : 1343 العام الميلادي : 1924
تفاصيل الحدث:

كانت الموصِل جزءًا من الدولة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما احتلَّتْها بريطانيا، وبعد حرب الاستقلال التركية، اعتبرت تركيا الموصل من القضايا الحاسمة المحدَّدة في الميثاق الوطني التركي. وعلى الرغم من المقاومة المستمرة تمكَّنت بريطانيا من طرح هذه القضية في الساحة الدولية، كمشكلة حدود بين تركيا والعراق. فقرَّر مجلسُ عصبة الأمم في جلسته المنعقدة في الثالث من ربيع الأول عام 1343هـ / الأول من تشرين الأول 1924م أن يتولى بنفسِه تعيينَ الحدود بين تركيا والعراق، وإنهاء الخلاف بين الحكومتين على ولاية الموصل، وأرسل مجلِسُ عصبة الأمم لجنةً مؤلفة من ثلاثة أعضاء وصلت إلى بغداد في العشرين من جمادى الآخرة 1343هـ / 15 كانون الثاني 1925م، وكانت إنجلترا ترى أن المنطقةَ المتنازَعَ عليها تضُمُّ مجموعاتٍ نصرانيةً وأخرى يهودية، وكذلك مجموعة يزيدية، وبما أنهم سيوطَّنون تحت دولة مسلمة فلا بد من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم تمامًا، وخاصة أنهم رغم بقائهم بكلِّ أمن وسلام فترة عيشهم في ظل الدولة العثمانية إلا أنهم عند اندلاع الحرب العالمية الأولى أظهروا ما تُخفي صدورهم من الحقد الصليبي، فكانوا شرًّا وبيلًا على المسلمين من قَتلٍ وترويع ونهب؛ فلذا رفض الأتراك أن يكون الآشوريون على الحدود، فقامت إنجلترا ومن خلال جمع التبرعات لهم بإسكانِهم في مناطق أخرى في الوسَط، وطُلِب من الحكومة العراقية منحُهم أراضيَ مقابل التي تركوها في الموصل، وإعفاؤهم من الضرائب، واعترفت الحكومةُ بالبطريك مار شمعون بطريقًا لهم، أمَّا الأكراد الذين كانوا جيرانًا للآشوريين فلم يَسلَموا أيضا من أذاهم أيامَ اندلاع الحرب بحكم أن الأكراد يخالفونهم في العقيدة، فهو مسلمون، وزاد أذاهم لهم لَمَّا احتل الإنجليز العراق، وبعد رفع الأمر لمحكمة لاهاي وإرسال اللجان التي درست المنطقة قرَّر مجلس عصبة الأمم أن تكون الحدودُ بين العراق وتركيا كما في قرار الأول من ربيع الثاني 1343هـ ولم توافق تركيا طبعًا فعرض الإنجليز على تركيا اتفاقًا تتعهَّدُ فيه المحافظة على سلامة أملاكها مقابِلَ بقاء الموصل للعراق وأن تُجرَّدَ الموصِلُ من وسائل الدفاع وتُعَدُّ حيادية، وتعطى تركيا قرضًا بقيمة عشرة ملايين جنيه وتتنازل عن جزء من السليمانية، ورفضت أيضًا تركيا ذلك، ثمَّ عُقِدَ مؤتمر ثلاثي عراقي تركي إنجليزي وُقِّعَت فيه معاهدة شَمِلَت رسم الحدود وجنسية سكان المناطق التي كانت موضِعَ خلافٍ، وموضوعَ استثمارِ النِّفطِ، وتعهدت إنجلترا بدفع عشرة بالمائة من عائدات النفط لمدة خمسة وعشرين سنة.

العام الهجري : 1366 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

كانت قضيةُ تقسيم الهند بين المسلمين والهندوس قضيةً شائِكةً جِدًّا، وبقيت سنواتٍ عِدَّةً بين أخذ ورد ومقترحات ومشروعات ومفاوضات وتدخلات بريطانية، وما إلى ذلك، وكان من آخِرِها اللجنةُ الوزارية المؤلَّفة من ثلاثة بريطانيين مهمَّتُهم المباحثة مع زعماء الهند، وأجرت المحادثات وادَّعت أن الشعب باستثناء الرابطة الإسلامية يرغَبُ في وحدة الهند، وأنهم سيرون موضوعَ استقلال باكستان، وزعموا أنَّ إقامةَ دولة باكستان لن يحلَّ المشكلة، وإن كان ففي حدود أضيق مما يطالب به الانفصاليون، وقام مجلِسُ الرابطة الإسلامية برَدِّ مقترحات هذه البَعثة الوزارية، والتي من بينها تقسيمُ البنجاب والبنغال، وقامت مظاهراتٌ واشتدت في كلِّ أرجاء الهند، وعَمِلَ الهندوس خلالها على قتلِ كُلِّ من يُنسَب إلى حزب المؤتمر الهندي من المسلمين، وفتكوا بالتجَّار القادمين من دلهي، ثم دُعِيَ الأطراف الممثِّلون عن حزب الرابطة والمؤتمر وطائفة السيخ للسفَرِ إلى لندن للمشاورة، واستمَرَّ النزاع فأعلنت بريطانيا عن خطة جديدة؛ ففي 25 شعبان 1366هـ / 14 تموز قُدِّمَ إلى المجلس النيابي البريطاني قرارُ استقلال الهند مؤلَّفًا من عشرين مادة وثلاثة جداول، ثم حاز القرارُ على التصديق الملكي في 29 شعبان، وجاء فيه: تنشأ اعتبارًا من 27 رمضان 1366هـ / 14 آب دولتانِ مستقلَّتان من طراز الدومنيونات (مستعمرات لها نظام حكم ذاتي واستقلال وحكومة خاصة مع بقائها تحت التاج الملكي البريطاني) في الهند تُعرَفُ إحداهما بالهند، وثانيهما باكستان، وسيكونُ في كل دولة حاكِمٌ يدير الدومنيين، ويتم تعيينُه من قِبَلِ صاحبِ الجلالة، (وتم تعيين محمد علي جناح حاكمًا عامًّا على باكستان)، ثم جرى خلافٌ حول بعض المقاطعات، مثل: جوناكاد (التي أخذها الهنودُ بالقوة العسكرية بمباركة إنجلترا ) وحيدر أباد (التي أيضا أخذها الهنودُ بالقوة العسكرية عام 1367هـ بسكوت إنجلترا وعصبة الأمم) وكشمير (التي ما يزال الخلاف عليها قائمًا إلى اليوم) ونيبال وبوتان وسيلان وسكيم (وهذه مقاطعات لم تدخُلْ ضِمنَ التقسيم، وإنما شَكَّلت دولًا مستقلة، ولكن سكيم انضمت للهند عام 1396هـ) وغوا (احتفظ بها البرتغاليون كميناء تابع لهم) وبونديشيري (احتفظ الفرنسيون بهذا الميناء)، ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم لم يتمَّ بسهولة؛ فقد عمل الهندوس على تفريغ أكبر قدر من عصبيَّتِهم قبل أن يُفلِتَ المسلمون من أيديهم، فأقاموا الحواجز التي تمنع وصولَ المسلمين وارتكبوا المذابِحَ الشنيعة، وأحرقوا القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان، حرقوا وسَبَوا ودمَّروا القرى ومحطات السكك، وفعلوا ما تقشعر منه الأبدانُ وخاصَّةً في دهلي والبنجاب الشرقية.

العام الهجري : 22 العام الميلادي : 642
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن فُتِحَت نَهاوَنْد اطْمَأنَّ عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنه للانْسِياحِ داخِلَ فارِسَ كُلِّها، فأَمَرَ بذلك، وكان ممَّن أُمِرَ بذلك نُعيمُ بن مُقرِّن أخو النُّعمانَ، فسار إلى هَمَذان ففتَحها واسْتخلَف عليها يَزيدَ بن قيسٍ، ثمَّ سار هو باتِّجاهِ الرَّيِّ -موقع طِهْران اليوم-  ففتَحها كذلك، ثمَّ بعَث بأخيه سُويدِ بن مُقرِّن إلى قُومِس فأخذها سِلْمًا، وصالَح أهلَها، وجاء إليه أهلُ جُرْجان وطَبَرِستان وصالَحوهُ، وكان نُعيمٌ قد بعَث وهو بِهَمَذان بُكيرَ بن عبدِ الله إلى أَذْرَبِيجان، ثمَّ أَمَدَّهُ بعبدِ الله بن سِماكِ بن خَرَشَةَ ففتَح بعضَ بِلادِ أَذْرَبِيجان، في حين كان عُتبةُ بن فَرْقَد يَفتحُ البِلادَ مِن الجِهَةِ الثَّانيةِ.

العام الهجري : 59 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 679
تفاصيل الحدث:

هي هِندُ بنتُ أبي أُمَيَّة سُهيلِ بن المُغيرَةِ بن عبدِ الله، وأُمُّها عاتِكَةُ بنتُ عامرِ بن رَبيعَة، كانت تحت أبي سَلمةَ عبدِ الله بن عبدِ الأَسَدِ بن هِلالٍ، كانت أوَّلَ مَن هاجَر إلى الحَبشةِ هي وزَوجُها، ويُقالُ أيضًا: إنَّ أُمَّ سَلَمةَ أوَّلُ ظَعينَة هاجَرَت إلى المدينةِ، تَزوَّجها النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ بدرٍ، وقِيلَ: بعدَ أُحُدٍ. وقِصَّتُها يومَ الحُديبيَة حيث أشارَت على النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأن يَحْلِقَ هو ويَنْحَرَ دون أن يُكَلِّمَ أَحَدًا، فلمَّا فعَل تَسارَع الصَّحابةُ إلى فِعْلِ ما كانوا قد أَحْجَموا قبلُ عن فِعْلِه لمَّا أَمرَهُم به النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، توفِّيت في المدينةِ، وقيل كانت وفاتها عام 61 للهجرة.

العام الهجري : 347 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 958
تفاصيل الحدث:

هو أبو مُحمَّد عبد الله بن جعفر بن دُرُسْتوَيه بن المرزبان أبو محمَّد الفارسي الفسوي النحوي. ولد سنة 258، بفَسا ثم انتقلَ في صباه إلى بغداد, واستوطنها, وبرع في العربية، وصنَّف التصانيفَ, ورُزِقَ الإسنادَ العاليَ, وكان ثِقةً. كان أبوه من كبارِ المحَدِّثين وأعيانِهم. ودُرُسْتُويه: بضم الدال والراء وسكون السين، وضم التاء، وقيل: بفتح الدال والراء والواو، كان عالِمًا فاضلًا أخذ فَنَّ الأدب عن عبَّاسِ الدوريِّ وابنِ قتيبة والمبَرِّد، وأخذ عنه جماعةٌ من الأفاضِلِ كالدارقطني وغيرِه مِن الحُفَّاظ، وأثنى عليه غيرُ واحدٍ، منهم أبو عبد الله بن مَنْدَه. وذكَرَ له ابنُ خَلِّكانَ مُصَنَّفاتٍ كثيرةً مُفيدةً فيما يتعَلَّقُ باللغةِ والنحو وغيرِهما.

العام الهجري : 354 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ مَلِكُ الروم بجيشٍ كثيفٍ إلى المصيصة فأخذها قسرًا وقتَلَ مِن أهلها خلقًا، واستاق بقِيَّتَهم معه أسارى، وكانوا قريبًا من مائتي ألف، ثم جاء إلى طرسوس فسأل أهلُها منه الأمانَ فأمَّنَهم وأمَرَهم بالجلاءِ عنها والانتقال منها، واتخذَ مَسجِدَها الأعظمَ إسطبلًا لخيولِه وحَرَقَ المنبرَ ونقل قناديلَه إلى كنائِسِ بلَدِه، وتنصَّرَ أهلُها معه، وكان أهلُ طرسوس والمصيصة قد أصابهم قبلَ ذلك بلاءٌ وغلاءٌ عَظيمٌ، ووباءٌ شديد، بحيث كان يموتُ منهم في اليومِ الواحدِ ثمانمائة نفر، ثم دهَمَهم هذا الأمرُ الشديد فانتقلوا من شهادةٍ إلى شهادةٍ أعظمَ منها، وعَزَمَ مَلِكُ الروم على المُقام بطرسوس ليكونَ أقرَبَ إلى بلادِ المُسلمين، ثم عنَّ له فسار إلى القُسطنطينية، وفي خدمته الدُّمُسْتُق مَلِكُ الأرمن- قبَّحَه الله.

العام الهجري : 362 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 973
تفاصيل الحدث:

بعد أن انتظم الأمرُ في مِصرَ للفاطميِّينَ تهيَّأَ المعِزُّ الفاطميُّ العُبَيديُّ للانتقالِ إليها، فسار بخزائِنِه وتوابيتِ آبائه. وكان دخولُه إلى الإسكندريَّة في شعبان سنة 362 وتلقَّاه قاضي مصر الذهلي وأعيانُها، فأكرمهم وطال حديثُه معهم وأظهر لهم أنَّ قَصْدَه الحَقُّ والجِهادُ، وأن يختِمَ عُمُرَه بالأعمالِ الصالحة، وزعم أنَّه يُقيمُ أوامِرَ جَدِّه رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم، ووعَظَ وذَكَّرَ حتى بكى بعضُهم ثم خلَعَ عليهم. وقال للقاضي أبي الطاهر الذهلي: من رأيتَ مِن الخُلَفاء؟ فقال: واحِدًا. قال: من هو؟ قال مولانا، فأعجَبَه ذلك. ثم إنَّه سار حتى خيَّمَ بالجيزةِ فأخذ عسكرُه في التعدية إلى الفُسطاط، ثم دخل القاهرةَ وقد بُنِيَ له بها قَصرُ الإمارةِ وزُيِّنَت مصر، فاستوى على سريرِ مُلكِه.

العام الهجري : 390 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1000
تفاصيل الحدث:

كان قَتلُ برجوان وزيرُ الحاكمِ الفاطميِّ في بستانٍ يُعرَفُ بدويرة التين والعنب، كان الحاكم فيه مع زيدان فجاء برجوان ووقفَ مع زيدان، فسار الحاكِمُ حتى خرج من باب الدويرة، فعاجل زيدان وضَرَبَ برجوان بسِكِّينٍ كانت في خُفِّه، وابتدره قومٌ، وقد أعدُّوا له السكاكينَ والخناجِرَ، فقُتِلَ مكانَه، وحُزَّت رأسُه وطرح عليه حائِطٌ، وسبب ذلك أن برجوان لَمَّا بلغ النهاية قصَّرَ في الخدمة، واستقَلَّ بلَذَّاتِه ولا يُمضى إلَّا ما يختار من غير مشاورةٍ، وكان برجوان من استبدادِه يُكثِرُ مِن الدالة على الحاكم، فحَقَد عليه أمورًا، وأنهد الحاكِمُ بعد قتل برجوان، فأحضر كاتبَه أبا العلاء فهدَ بنَ إبراهيم في الليل وأمَّنَه، واستوزَرَه وكان فهدٌ نصرانيًّا، فكانت مدَّةُ نظر برجوان سنتين وثمانية أشهر غيرَ يومٍ واحد.

العام الهجري : 406 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

هو أبو مناد باديسُ بنُ مَنصورِ بنِ يُوسُفَ بلكين بن زيري بنِ مناد الحِمْيريُّ الصنهاجيُّ أمير إفريقيَّة نيابةً عن الحاكِمِ العُبيديِّ المُدَّعي الخلافةَ بمِصرَ، ولَقَّبَه الحاكِمُ نصيرَ الدَّولةِ، وُلِدَ بآشير سنة 374, وكانت ولايتُه بعد أبيه المنصور، سنة386، وكان باديس مَلِكًا كبيرًا، حازمَ الرأي، شديدَ البأس، إذا هَزَّ رُمحًا كَسَرَه. ‏ ووَلِيَ بعده إمرةَ إفريقيَّةَ ابنُه المعِزُّ بنُ باديس وعُمُره ثماني سنين، ووصلت إليه الخِلَعُ والتَّقليدُ مِن الحاكِمِ العَلَويِّ، ولَقَّبَه شَرَفَ الدَّولة. والمُعِزُّ بن باديس هذا هو الذي حمَلَ أهلَ المَغرِبِ على مَذهَبِ الإمامِ مالكٍ، وكانوا قبله على مَذهَبِ أبي حنيفةَ‏, وقضى على الشِّيعةِ أتْباعِ العُبَيديِّينَ في إفْريقيَّةَ.‏

العام الهجري : 430 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1039
تفاصيل الحدث:

كان جَدُّ السلاجقةِ بغاق من مشايخِ التُّركِ القُدَماء، الذين لهم رأيٌ ومَكيدة ومكانةٌ عند مَلِكهم الأعظَم، ونشأ ولدُه سلجوق نجيبًا شَهمًا، فقَدَّمه المَلِك ولقَّبه شباسي، فأطاعَتْه الجيوشُ وانقاد له النَّاسُ بحيث تخوَّفَ منه المَلِك وأراد قَتْلَه، فهرب منه إلى بلادِ المسلمين، فلمَّا خالط المسلمينَ أسلم فازداد عِزًّا وعلُوًّا، ثم توفِّيَ عن مِئَة وسبع سنين، وخلَّف من الأبناء أرسلان وميكائيل وموسى، فأمَّا ميكائيل فإنه اعتنى بقتالِ الكُفَّار من الأتراك، حتى قُتِلَ شَهيدًا، وخَلَّفَ ولديه طغرلبك محمد، وجعفر بك داود، فعَظُم شأنُهما في بني عَمِّهما، واجتمع عليهما التركُ مِن المؤمنين، وهم تُركُ الإيمانِ الذين يقول لهم النَّاسُ ترُكمان، وهم السَّلاجقة بنو سلجوق.

العام الهجري : 481 العام الميلادي : 1088
تفاصيل الحدث:

كان الأَميرُ تَميمُ بن المُعِزِّ بن باديس صاحِب المَهدِيَّةِ قد أَكثرَ غَزْوَ بِلادِ الرُّومِ في البَحرِ، فخَرَّبَها، وشَتَّتَ أَهلَها، فاجتَمَعوا من كلِّ جِهَةٍ، واتَّفَقوا على إنشاءِ الشواني -سُفُن حَربيَّة ضَخمَة - لِغَزوِ المَهدِيَّة، ودَخلَ معهم البيشانيون، والجنوبيون، وهما من الفِرنج، فأَقاموا يُعمِّرون الأُسطولَ أَربعَ سِنين، واجتَمَعوا بجَزيرَةِ قوصرة في أَربعِ مائةِ قطعةٍ، فأَرادَ تَميمٌ أن يُسَيِّر عُثمانَ بنَ سَعيدٍ المَعروف بالمُهْرِ، مُقَدَّم الأُسطولِ الذي له، لِيَمنَعَهم من النُّزولِ، فمَنعَه من ذلك بعضُ قُوَّادِه، فجاءَت الرُّومُ، وأَرسَلوا، وطَلَعوا إلى البَرِّ، ونَهَبوا، وخَرَّبوا، وأَحرَقوا، ودَخَلوا زويلةَ ونَهَبوها، وكانت عَساكرُ تَميمٍ غائبةً في قِتالِ الخارجِين عن طاعَتِه، ثم صالَحَ تَميمٌ الرُّومَ على ثلاثين ألف دِينارٍ، وَرَدِّ جَميعِ ما حَووهُ مِن السَّبْيِ.

العام الهجري : 551 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1156
تفاصيل الحدث:

أَرسلَ السُّلطانُ محمدُ بنُ مَحمودِ بنِ ملكشاه إلى الخَليفةِ المُقتَفِي يَطلُب منه أن يُخطَب له في بغداد، فلم يُجِبهُ إلى ذلك، فسار من همذان إلى بغداد لِيُحاصِرَها، فانجَفَلَ الناسُ وحَصَّنَ الخَليفةُ البلدَ، وجاء السُّلطانُ محمدُ فحَصَرَ بغدادَ، ووَقَفَ تِجاهَ التَّاجِ مِن دارِ الخِلافَةِ في جَحْفَلٍ عَظيمٍ، ورَموا نَحوَهُ النُّشَّابَ، وقاتَلَت العامَّةُ مع الخَليفةِ قِتالًا شَديدًا بالنِّفْطِ وغَيرِه، واستَمَرَّ القِتالُ مُدَّةً، فبينما هُم كذلك إذ جاءَهُ الخَبرُ أن أَخاهُ قد خَلَفَهُ في همذان، فانشَمَرَ عن بغداد إليها، في رَبيعٍ الأوَّل من سَنةِ اثنتين وخمسين، وتَفَرَّقَت عنه العَساكِرُ الذين كانوا معه في البلادِ، وأَصابَ الناسَ بعدَ ذلك القِتالِ مَرَضٌ شَديدٌ، ومَوْتٌ ذَريعٌ، واحتَرَقَت مَحالٌّ كَثيرةٌ من بغداد، واستَمَرَّ ذلك فيها مُدَّةَ شَهرَينِ.

العام الهجري : 571 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

سار صلاحُ الدين إلى بزاعة فحصرها، وقاتَلَه مَن بالقلعة، ثم تسلَّمَها وجعل بها من يحفَظُها، وسار إلى مدينة منبج فحصَرها آخِرَ شوال، وبها صاحِبُ قطب الدين ينال بن حسان المنبجي، وكان شديدَ العداوة لصلاح الدين والتَّحريضِ عليه، والإطماع فيه، والطَّعن فيه، فحَنِقَ عليه صلاح الدين وهَدَّده، ثم مَلَك منبج، ولم تمتنِعْ عليه إلا قلعَتُها وبها صاحِبُها اسمه ينال، قد جمع إليها الرجال والذخائر والسلاح، فحصره صلاحُ الدين وضَيَّق عليه وزَحَف إلى القلعة، فوصل النقَّابون إلى السور فنَقَبوها ومَلَكوها عَنوةً، وغَنِمَ العسكر الصلاحي كلَّ ما بها، وأخذ صاحِبَها ينال أسيرًا، فأخذ صلاحُ الدين كُلَّ ماله، ثم أطلقه صلاح الدين فسار إلى الموصل، فأقطعه سيفُ الدين غازي مدينةَ الرقَّةِ.