الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1377 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1958
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الأستاذ العلَّامة المحَدِّث أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من آل أبي علياء. وُلِدَ بعد فجر يوم الجمعة في 29 جمادي الآخرة سنة 1309هـ / 1892م بالقاهرة، ووالده هو العلَّامة الشيخ محمد شاكر، لَمَّا عُيِّن والده الشيخ محمد شاكر قاضيًا بقضاءِ السودان سنة 1900م أخذه معه وأدخله كلية غوردون، فبقي بها حتى عودة والده إلى الإسكندرية سنة 1904م، فالتحق بمعهد الإسكندرية. وفي سنة 1327هـ / 1909م عُيِّن والده الشيخ محمد شاكر وكيلًا لمشيخة الأزهر، فالتحق الشيخُ أحمد شاكر وأخوه علي بالأزهر، فاتَّصَل بعلماء القاهرة ورجالها، وعرف طريقَه لدُور الكتب العامة والمكتبات الموجودة في مساجدها. ومن أشهر العلماء الذين استفاد منهم: والِدُه العلامة محمد شاكر، وكان أعظَمَ الناس أثرًا في حياته. والشيخ عبد السلام الفقي، تعلم منه كتُبَ الأدب واللغة والشعر، والشيخ محمود أبو دقيقة، تعلم منه الفقه وأصوله بالإضافة إلى أنه تعلَّم منه الفروسية، والرماية، والسباحة، وعلامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي، وعلَّامة المغرب ومحدِّثُها الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي، وقد أجازه برواية صحيح البخاري وبقية الكتب الستة، والشيخ طاهر الجزائري من كبار علماء الشام، والعلَّامة محمد رشيد رضا، كما أخذ عن الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي كتابَ بلوغ المرام، وحصل على شهادة العالمية بالأزهر سنة 1917م، فعيِّن مدرِّسًا بمدرسة ماهر. ثم عُيِّن عضوًا بالمحكمة الشرعية العليا، وظَلَّ في سلك القضاء حتى أحيلَ إلى التقاعُد سنة 1951م. عمل مشرفًا على التحرير بمجلة الهدْي النبوي سنة 1370هـ، ولما كانت سنة 1911م اهتمَّ بقراءة مسند الإمام أحمد بن حنبل، وظَلَّ منذ ذلك التاريخ مشغولًا بدراسته حتى بدأ في طبع شرحه على المسنَدِ سنة 1365هـ / 1946م بعد أن ظَلَّ في دراسته 35 سنة، وعاجلَتْه المنية دون أن يتمكَّنَ من مراجعته، تولى القضاءَ في مصر أكثر من ثلاثين سنة، وكان له فيها أحكامٌ مشهورة في القضاء الشرعي، قضى فيها باجتهادِه غيرَ مقلِّدٍ ولا متَّبِع. حقق كتاب ((الرسالة)) للشافعي، وكتاب ((الشعر والشعراء)) لابن قتيبة، و ((لباب الأدب)) لأسامة بن منقذ، وشرح كتاب الحافظ ابن كثير اختصار علوم الحديث، وله كتاب ((عمدةُ التفسير))، وهو تهذيب لتفسير ابن كثير، وله تحقيقُ ((الإحكام)) لابن حزم، وجزأين من المحلى لابن حزم، و ((العمدة في الأحكام)) للحافظ عبد الغني المقدسي، ومن كتبه كتاب ((نظام الطلاق في الإسلام))، دلَّ فيه على اجتهاده وعدم تعصُّبِه لمذهب من المذاهب، و ((الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين)) و ((كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر)). وللشيخ أحمد جهودُه في المجال السياسي والاجتماعي، فقد عاش الشيخ في فترة امتازت بكثرة الأحداث وتواليها، والدول الإسلامية تئِنُّ تحت نِيرِ الاستعمارِ الإنجليزي والفرنسي، واليهود يخطِّطون لاحتلال فلسطين، فانبرى الشيخُ للتصدي لكل الأفكار الهدَّامة متمسِّكًا بكتاب الله ملتَزِمًا بعقيدة السلف، يقارعُ الأعداء وتلامذة الغرب من المستشرقين دون أن تلينَ له قناة أو تخور له عزيمة، مع قلةٍ من أمثاله من الرجال، وصار يدبِّج ببراعة مقالاتٍ نفيسةً وتعليقاتٍ مفيدةً على بعض ما حقَّقه من الكتب، وتصدَّى للمبتدعين والخرافيين والمستشرقين وغيرهم، وتوفي الشيخ أحمد رحمه الله في السادسة بعد فجر يوم السبت 26 ذي القعدة 14 يونيه.

العام الهجري : 1084 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1673
تفاصيل الحدث:

أعلنت الدول الأوربية الحربَ على الدولة العثمانية، واستمرَّت هذه الحرب حتى عام 1686م، وعُرفت هذه السنوات في التاريخ العثماني بسنوات المصيبة, وكان هدف هذه الحملات هو إخراج المسلمين الأتراك من أوربا إلى آسيا, وأطلق البابا على هذه الحرب "الحملة الصليبية الـ14 ضد الأتراك".

العام الهجري : 1257 العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

شرعت فرنسا وإنجلترا تُثير الفِتَن الطائفية من عام 1256هـ/ 1841م بين الأقليات غير المسلِمة في لبنان، والهَدفُ هو إنهاك قوة الدولةِ العثمانية التي أرسلت قواتٍ لإنهاء الفتنة، وكذلك إيجادُ المبرر للتدخُّل الفرنسي والبريطاني في لبنان؛ تمهيدًا لتمزيقِه واحتلالِه.

العام الهجري : 1430 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2009
تفاصيل الحدث:

يعيش في سويسرا (400) ألفِ مسلمٍ يصلُّون في مساجدَ ذاتِ مظهرٍ متواضِعٍ وتُوجَد فيها أربعُ مآذِنَ فقط، ومع ذلك فقد حَظَرت الحكومةُ بناءَ مآذنَ جديدةٍ فيها بعد استفتاءٍ كانت نتيجتُه (57%) يؤيِّدون الحظْرَ؛ وذلك خوفًا من المَدِّ الإسلاميِّ في أوربا.

العام الهجري : 154 العام الميلادي : 770
تفاصيل الحدث:

هو شيخ القراء والعربية أبو عمرو العريان وقيل: زَبَّان بن العلاء بن عمار بن العُريان التميمي ثم المازني البصري، أحد القرَّاء السبعة، وُلد بمكة عام 68، وقيل 70, وأمه: من بني حنيفة. ونشأ بالبصرة، أحدُ التابعين، سمع من أنسِ بن مالك. قرأ القرآن على: سعيد بن جبير، ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة, وكان من أئمَّة اللغة والأدب، ومن أعلَمِ الناسِ بالقرآن والعربية وأيَّامِ الناس، برز في الحروفِ وفي النحو، وتصدَّر للإفادةِ مُدَّة، واشتهر بالفصاحةِ والصدق وسَعةِ العلم، انتصب للإقراءِ أيامَ الحسَن البصري، كانت دفاترُه ملءَ بيتٍ إلى السقف، ثم تنسَّك فأحرقها، توفِّيَ في الكوفة.

العام الهجري : 341 العام الميلادي : 952
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بنُ وجيه، صاحِبُ عمان، في البحرِ والبَرِّ إلى البصرة فحَصَرها، وكان سببُ ذلك أنَّ معِزَّ الدولة لَمَّا سلك البريَّةَ إلى البصرة، وأرسل القرامِطةُ يُنكِرونَ عليه ذلك، فعَلِمَ يوسف بن وجيه استيحاشَهم مِن مُعِزِّ الدولة، فكتب إليهم يطَمِّعُهم في البصرة، وطلب منهم أن يُمِدُّوه من ناحية البَرِّ، فأمدُّوه بجمعٍ كثير منهم، وسار يوسفُ في البحر، فبلغ الخبَرُ إلى الوزير الحسَن المهلَّبي وقد فرغ من الأهواز والنظرِ فيها، فسار مجِدًّا في العساكرِ إلى البصرة، فدخلها قبل وصولِ يوسُفَ إليها، وشحَنَها بالرجال، وأمدَّه مُعِزُّ الدولة بالعساكرِ وما يحتاج إليه، وتحارَبَ هو وابنُ وجيه أيامًا، ثم انهزم ابنُ وجيه، وظَفِرَ المهَلَّبي بمراكبه وما معه من سلاحٍ وغَيرِه.

العام الهجري : 520 العام الميلادي : 1126
تفاصيل الحدث:

أمر الوزير المختص أبو نصر أحمد بن الفضل، وزير السلطان سنجر، بغزوِ الباطنية، وقَتْلهم أين كانوا، وحيثما ظُفِر بهم، ونَهْب أموالهم، وسَبْي حريمهم، وجهَّز جيشًا إلى طريثيت، وهي لهم، وجيشًا إلى بيهق من أعمال نيسابور، وكان في هذه الأعمال قرية مخصوصة بهم اسمها طرز، ومقَدَّمُهم بها إنسان اسمه الحسن بن سمين، وسيَّرَ إلى كل طرف من أعمالهم جمعًا من الجند، ووصَّاهم أن يقتلوا من لقوه منهم، فقصد كل طائفة إلى الجهة التي سُيِّرَت إليها؛ فأما القرية التي بأعمال بيهق فقصدها العسكر، فقتلوا كلَّ من بها، وهرب مُقَدَّمُهم، وصَعِدَ منارة المسجد وألقى نفسه منها فهلك، وكذلك العسكر المُنفَذ إلى طريثيت قتَلوا من أهلها فأكثروا، وغَنِموا من أموالهم وعادوا.

العام الهجري : 851 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1447
تفاصيل الحدث:

في يوم الخميس أول شعبان قدم الشريف بركات بن حسن بن عجلان مصرَ، ونزل الملك الظاهر جقمق إلى لقائِه خارج القاهرة، وبالغ السلطانُ في إكرام بركات، وقام إليه ومشى له خطوات، وأجلسه بجانبه، ثم خلع عليه، وقيَّد له فرسًا بسرج ذهبٍ وكنبوش زركش، وركب مع السلطان، وسار إلى قريبِ قلعة الجبل، فرسم له السلطانُ بالعود إلى محلٍّ أنزله به، وهو مكان أخلاه له المقرُّ الجمالي ناظر الخواص، ورتَّب له الرواتب الهائلة، وقام الجمالي بجميع ما يحتاج إليه بركات، من الكلَفِ والخدم السلطانية وغيرها، وكان أيضًا هو القائم بأمره، إلى أن أعاده إلى إمرة مكة، والسفيرُ بينهما الخواجا شرف الدين موسى التتائي الأنصاري التاجر.

العام الهجري : 915 العام الميلادي : 1509
تفاصيل الحدث:

بعد أن تمكن أسطول المماليك من هزيمة البرتغاليين في وقعة غوا سنة 914 كان الأمير حسين الكردي قائد المماليك قد عاد إلى ديو منتظرًا موسم الأمطار حتى ينتهي ويعود إلى بلاده، ولكن البرتغال في هذه السنة قاموا بقيادة الحاكم البرتغالي لورانزو دالميدا حاكم الهند والذي قتل ابنه في وقعة غوا العام الماضي، فاجأ الأسطول المملوكي الراسي في ديو جنوب بومباي فجرت معركة انهزم فيها الأسطول المملوكي بعد أن تكبد الكثير من الخسائر، فاضطرَّ الأمير حسن الكردي إلى العودة إلى جدة بمن بقي معه، وكان هذا الانتصار البرتغالي له أكبر الأثر في رسوِ قدَمِهم على سواحل الهند واستيلائهم على مدينة ظفار، علمًا أن الأسطول البرتغالي بقي يلاحق الأسطول المملوكي إلى جدة.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:

قام السنوسي بإيقاف نشاط نادي عمر المختار، ومَنَع جميعَ الأحزاب السياسية عن العمل في ديسمبر 1947م، وألَّفَ المؤتمرَ الوطنيَّ بحجة التحدُّث باسم أهالي برقة جميعًا. إلَّا أن المؤتمر كان يتكوَّنُ مِن الجيل القديم من قادة القبائل الموالين له، وكان المؤتمرُ برئاسة أخيه محمد رضا السنوسي، وفي طرابلس كانت الأحزابُ السياسية في اضطراب وبلبلة. ووُجِدَ في المنطقة أكثر من عشرة أحزاب وجماعات ونوادي ذات أهدافٍ مختلفة تسعى كلُّها للاستقلالِ وتوحيدِ مناطِقِ طرابلس وبرقة وفزان. ولكِنَّ الاختلاف كان على من يقودُ هذا الاتحاد. وهل هو ملكِيٌّ أو جمهوريٌّ، وقد تكوَّنت من الحزب الوطني الكتلة الوطنية بقيادة أحمد الفقي حسن لِمناهضة السنوسية والدعوة لإقامة جمهورية.

العام الهجري : 1404 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1983
تفاصيل الحدث:

مَنحت بريطانيا الحُكم الذاتيَّ لسَلطنة بروناي في رمضان 1391هـ / تشرين الثاني 1971م، وفي ذي الحجَّة 1395هـ / ديسمبر 1975هـ أصدر مجلسُ الأُمَم المتَّحدة قرارًا دعا فيه بريطانيا للانسحاب من بروناي، وعودة المنفيِّينَ السياسيِّينَ، وإجراءِ انتخاباتٍ عامَّةٍ، وتمَّتِ المُفاوضةُ بين سَلطنة بروناي وبين بريطانيا عام 1398هـ / 1978م، وأعقبتْها تأكيداتٌ من إندونيسيا وماليزيا على احتِرام استِقلال سَلطنة بروناي، ووُقِّعتْ اتفاقيةٌ بعد ذلك بين الطرفَينِ في صفر 1399هـ / كانون الثاني 1979م، قضتْ بأن تُصبِح بروناي دولةً مُستقِلَّةً خلالَ خمسِ سنواتٍ، وفي 28 ربيع الأول 1404هـ / 1 كانون الثاني 1984م، أُعلِنَ استقلالُ سَلطنة بروناي، وشغل السُّلطان حسن البلقية السَّلطنةَ.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

بعدما طلبَ الرئيسُ المصريُّ حسني مبارك من قوات الأمن المصرية السماحَ لفِلَسْطيني قطاع غزَّةَ بالدخول إلى مصرَ للتزوُّدِ باحتياجاتهم من الغذاء وغيره، تزايدت أعداد الفِلَسْطينيِّين التي اجتازت الحدود من غزَّةَ إلى الأراضي المصرية، وفجَّر ناشطون فِلَسْطينيونَ السور الحدودي، ووصلَت أعداد الفِلَسْطينيِّين الذين اجتازوا الحدودَ إلى نصفِ مليونِ نسمةٍ حسَبَ تقديراتٍ فِلَسْطينيةٍ، أي حوالَيْ ثلثِ سكان غزَّةَ، وكان الغرضُ الأساسي هو سدُّ الاحتياجاتِ المعيشيةِ الكثيرةِ في غزَّةَ جرَّاءَ الحصار الإسرائيلي، ومثَّل تفجيرُ الجدار الحدودي فُرصةً أيضًا لنحو 600 فِلَسطينيٍّ للعودة مجدَّدًا إلى ديارهم في غزَّةَ بعد أكثرَ من ستة أشهر قضَوْها في مصر عقِبَ قرارِ غلقِ المعبَرِ، بعد سيطرة حركة حماس على غزَّةَ.

العام الهجري : 1345 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1926
تفاصيل الحدث:

قام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الطرُقِ الصوفية في تركيا، وذلك في محاولاته التي بدأها بإبعادِ تركيا عن الإسلامِ، وأيِّ مظهر من مظاهر التدين، وقَطْع كل السبل التي تربط تركيا بالإسلامِ أو بالمسلمين، وحتى الفِرَق المنحرفة، كالطُّرُقيَّة الصوفية لم تسلَمْ من بطشِ أتاتورك.

العام الهجري : 1412 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

البوسنة والهرسك هي إحْدى جُمهوريات يوغوسلافيا السابقة ذات الأغلبيَّة المسلِمة، وتقَع في جنوب أوروبا، وقد قامت بإعلان استقلالَها، ممَّا أدخلها في حرب أهليَّة معَ الصِّرْب، واعترفت المجموعة الأوروبيةُ والولاياتُ المتحدةُ باستقلال البوسنة والهرسك في العامِ نفْسِه.

العام الهجري : 751 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1351
تفاصيل الحدث:

في العاشِرِ مِن ذي الحجة قُبِضَ على صاحب اليمن المَلِك المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر أبو سعيد المنصوري عمر بن رسول, وسَبَبُ ذلك أن الشريف ثقبة بن رميثة لَمَّا بلَغَه استقرار أخيه الشريف عجلان في إمرة مكَّة، توجَّهَ إلى اليمن، وأغرى المَلِكَ المجاهد علي صاحب اليمن بأخذِ مَكَّة وكسوةِ الكَعبةِ، فتجَهَّز المجاهد، وسار يريد الحَجَّ في جحفل كبير بأولادِه وأمه حتى قَرُب من مكة، وقد سبق حاجُّ مصر، فلَبِسَ عجلان آلة الحرب، وعَرَّف أمراءَ مِصرَ ما عزم عليه صاحِبُ اليمن، وحَذَّرَهم غائلَتَه، فبعثوا إليه بأنَّ "من يريدُ الحَجَّ إنما يدخُلُ مكَّةَ بذِلَّةٍ ومسكنة، وقد ابتَدَعْتَ من ركوبك والسِّلاحُ حولك بدعةً لا يمكِنُك أن تدخُلَ بها، وابعَثْ إلينا ثقبة ليكونَ عندنا حتى تنقَضِيَ أيام الحج، ثم نُرسِلُه إليك" فأجاب المجاهِدُ إلى ذلك، وبعث ثقبةَ رهينةً، فأكرمه الأمراء، وأركبوا الأميرَ طقطاي في جماعة إلى لقاء المجاهد، فتوجَّهوا إليه ومنعوا سلاحداريته من المشيِ معه بالسلاح، ولم يمكِّنوهم من حَملِ الغاشية، ودخَلوا به مكة، فطاف وسَمَّى، وسَلَّم على الأمراء واعتذر إليهم، ومضى إلى منزلِه وصار كل منهم على حَذَرٍ حتى وقفوا بعرفةَ، وعادوا إلى الخيفِ مِن مِنًى، وقد تقرَّر الحال بين الشريف ثقبة وبين المجاهِدِ عليٍّ أنَّ الأمير طاز إذا سارا من مكة أوقعاه بأميرِ الركبِ ومن معه، وقبضا على عجلان، وتسَلَّمَ ثُقبةُ مكَّةَ، فاتَّفَق أن الأمير بزلار رأى وقد عاد من مكَّة إلى منًى خادِمَ المجاهِدِ سائرًا، فبعث يستدعيه فلم يأتِه، وضرب مملوكَه- بعد مفاوضةٍ جَرَت بينهما- بحربةٍ في كتِفِه فماج الحاجُّ، وركب بزلار وقتَ الظهر إلى طاز فلم يَصِلْ إليه حتى أقبَلَت الناس جافلةً تُخبِرُ بركوب المجاهد بعسكَرِه للحرب، وظهرت لوامِعُ أسلحتهم، فركب طاز وبزلار والعسكَرُ، وأكثَرُهم بمكة، فكان أوَّلُ من صدم أهلَ اليمن الأميرَ بزلار وهو في ثلاثين فارسًا، فأخذوه في صدورِهم إلى أن أرمَوه قُربَ خَيمةٍ، ومَضَت فرقةٌ منهم إلى جهة طاز، فأوسع لهم، ثم عاد عليهم، ورَكِبَ الشريف عجلان والناس، فبعث طاز لعجلان "أنِ احفَظِ الحاجَّ، ولا تدخل بيننا في حَربٍ، ودَعْنا مع غريمنا"، واستمَرَّ القتال بينهم إلى بعد العصر، فركِبَ أهلَ اليَمَنِ الذلَّةُ، والتجأ المجاهِدُ إلى دهليزه، وقد أحيط به وقُطِعَت أطنابه، وألقَوه إلى الأرضِ، فمَرَّ المجاهِدُ على وجهِه ومعه أولادُه، فلم يجِدْ طريقًا، وعاد بمن معه وهم يصيحونَ: "الأمانَ يا مسلمين" فأخذوا وزيره، وتمَزَّقَت عساكره في تلك الجبال، وقُتِلَ منهم خلق كثير، ونُهِبَت أموالهم وخيولُهم حتى لم يبقَ لهم شيء، وما انفصل الحالُ إلى غروب الشمس، وفَرَّ ثُقبة بعُربه، وأخذ عبيدُ عجلان جماعةً من الحجَّاج فيما بين مكَّةَ ومِنًى، وقتلوا جماعةً، فلما أراد الأميرُ طاز الرحيل من مِنًى سَلَّمَ أم المجاهد وحريمه لعجلان، وأوصاه بهِنَّ وركب الأمير طاز ومعه المجاهِدُ مُحتَفظًا به، وبالغَ في إكرامِه، وصَحِبَ معه أيضًا الأمير بيبغا روس مقيدًا، وبعث الأمير طنطاي مبشرًا، ولَمَّا قدم الأمير طاز المدينةَ النبويةَ قَبَضَ على الشريفِ طفيل.