الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.012 )

العام الهجري : 1444 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

وُلِد الشَّيخُ يوسُفُ بنُ عبدِ اللهِ القَرَضاويُّ عامَ 1345هـ /1926م، درَس مراحِلَ تعليمِه كُلَّها في الأزهَرِ حتى حصَل فيه على درَجةِ الدُّكتوراه، ثمَّ سافر عامَ 1961م إلى دولةِ قَطَر وعَمِل فيها مديرًا للمعهدِ الدِّينيِّ الثَّانويِّ، وبعدَ استقرارِه هناك حَصَل القَرَضاويُّ على الجِنسيَّةِ القَطَريَّةِ، وفي سنةِ 1397هـ/ 1977 م تولَّى تأسيسَ وعِمادةَ كُلِّيَّةِ الشَّريعةِ والدِّراساتِ الإسلاميَّةِ بجامعةِ قَطَر، كما أصبح مديرًا لمركَزِ بحوثِ السُّنةِ والسِّيرةِ النَّبَويَّةِ بجامعةِ قَطَر.
أسَّس الاتِّحادَ العالَميَّ لعُلَماءِ المُسلِمين وأصبح رئيسًا له إلى قَبلِ وفاتِه بسَنَواتٍ، وكان رئيسَ المجلِسِ الأوروبِّيِّ للإفتاءِ والبُحوثِ.
له العديدُ من المؤلَّفاتِ أشهَرُها كتابُ: (فِقهُ الزَّكاةِ).
توفِّيَ في مدينةِ الدَّوحةِ بقَطَر عن عُمرٍ يناهِزُ 96 عامًا.

العام الهجري : 1231 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو أحمد طوسون بن محمد علي باشا المعروف بـ"طوسون باشا" الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، وُلِدَ سنة 1208هـ، قاد الحملة الأولى جهةَ نجدٍ ضِدَّ الدولة السعودية الأولى، وخاض فيها عدة معارك انتصر في بعضِها وهُزِم في البعض الآخرِ منها. أصيبَ بجراحٍ في معركة تربة التي هُزم فيها, فنُقِل إلى جُدَّة للعلاج, ثم نُقِل إلى مصر, ومات فيها متأثرًا بجراحِه عن عمر 33 سنة.

العام الهجري : 1359 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1940
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس مؤسِّسُ جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. ولِدَ في 11 من ربيع الآخر 1307هـ بمدينة قسنطينة، ونشأ في أسرةٍ كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، سافر إلى تونس في سنة 1326هـ وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلومَ الإسلاميةَ على جماعةٍ مِن أكابر علمائه، أمثال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، ولقد آمن ابنُ باديس بأنَّ الطريق الأوَّلَ لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو العلم؛ لذا عَمِلَ ابن باديس على نشر العلم، وقد بدأ ابن باديس جهودَه الإصلاحية بعد عودته من الحَجِّ بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسنطينة، ودعوته إلى تطهير العقائدِ مِن الأوهام والأباطيل التي علقت بها، ثم بعد بضعِ سنوات أسَّس جماعةٌ من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسَّست سنة 1336هـ، وقد هدفت الجمعيةُ إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ودعا المسلمين الجزائريين إلى تأسيسِ مِثلِ هذه الجمعية، أو تأسيس فروعٍ لها في أنحاء الجزائر؛ لأنه لا بقاءَ لهم إلا بالإسلام، ولا بقاءَ للإسلام إلا بالتربية والتعليم. وحثَّ ابنُ باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها ممَّا هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العِفَّة وحسن التدبير، وبعد احتفال فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائر في سنة 1349هـ شُحِذَت همم علماء المسلمين في الجزائر وحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاءِ جمعية تُناهِضُ أهداف المستعمِر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبِّرُ عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابنَ باديس رئيسًا لها. وقد نجحت هذه الجمعيةُ في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمِر الفرنسي، وحشْد الأمة الجزائرية ضِدَّها، وبَعْث الروح الإسلامية في النفوس، ونَشْر العلم بين الناس، وانتبهت فرنسا إلى خطر هذه التعبئة، وخَشِيَت من انتشار الوعي الإسلامي، فعطَّلَت المدارس، وزجَّت بالمدرسين في السجون، وأصدر المسؤول الفرنسي عن الأمن في الجزائر في عام 1352هـ تعليماتٍ مُشدَّدة بمراقبة العلماء مراقبةً دقيقة، كان ابن باديس مجاهِدًا سياسيًّا مجاهِرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنَّه حُكمٌ استبدادي غير إنساني، يتناقَضُ مع ما تزعُمُه مِن أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرةَ الوطن الجزائري بعد أن ظنَّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعْل الجزائر مقاطعةً فرنسية، وقد عبَّرَ ابن باديس عن إصرار أمَّتِه وتحديها لمحاولات فرنسا بقوله: "إن الأمةَ الجزائريةَ ليست هي فرنسا، ولا يمكِنُ أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمةٌ بعيدةٌ عن فرنسا كلَّ البعد؛ في لغتها، وفي أخلاقِها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمِجَ، ولها وطن محدَّدٌ مُعَيَّن هو الوطن الجزائري" ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة 1352هـ واتَّهمه بالتدخُّل في الشؤون الدينية للجزائر على نحوٍ مخالفٍ للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرةَ اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدِعَ بها كثير من الجزائريين سنة 1353هـ. ودعا نوابَ الأمة الجزائريين إلى قَطعِ حبال الأملِ في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وكانت الصحفُ التي يصدِرُها ابن باديس أو يشارِكُ في الكتابة بها من أهمِّ وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، وكان ابن باديس قد أصدر جريدة "المنتقد" سنة 1343ه وتولى رئاستَها بنفسِه، لكنَّ المحتَلَّ عطَّلها، فأصدر جريدة "الشهاب" واستمَرَّت في الصدور حتى سنة 1358هـ، واشترك في تحرير الصُّحُف التي كانت تصدِرُها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل (السنة) و(الصراط) و(البصائر). توفِّي ابن باديس في 8 ربيع الأول، وكان سببُ وفاته التعب والإرهاق، وذلك أنه كان يلقي يوميًّا 15 درسًا، وفي عطلة نهاية الأسبوع كان يسافر إلى العاصمة، ثم يتنقِلُ من محطة القطار إلى الجامع الأخضر، وكان آخر درس ألقاه على النساء 3 أيام قبل وفاتِه في نفس الجامع، وكان كثير التنقُّل في الفترة الممتدَّة بين الصبح والظهر من البيت الذي يحضِّرُ فيه الدروس إلى مكان الإلقاء. وقد وافته المنيةُ في حدود الساعة الثانية بعد الظهر بحضور الدكتور ابن جلول ودكتور فرنسي وشقيقه الأكبر زبير، ولم يتمَّ تسميمُه ولم يُصَب بسرطان ولا بمَرَض أمعاءٍ، كما أشيعَ بعد موتِه.

العام الهجري : 1219 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1805
تفاصيل الحدث:

سار الإمامُ سعود بجيوشه الكثيرة من جميع نواحي نجد والجنوب وعمان والأحساء وغير ذلك من البادي والحاضر، قاصدًا الشمال, وكان قد حدَث من عربان الظفير حوادِثُ من تضييع بعض فرائض الدين وإيواء المُحدَثين وإضافتهم، وأتاهم غزوٌ من بوادي الشمال، فأغاروا على بوادي المسلمين واجتازوا بالظفير فأضافوهم، وذكروا للإمام سعود أن أناسًا منهم يغزون مع أعداء المسلمين على بواديهم، وكان قبل ذلك قد حدَث بين الظفير ومطير بعضُ القتال، فقُتِل من مطير رجلٌ من رؤسائهم الدوشان. وقُتِل من الظفير مصلط بن الشايوش بن عفنان. فأرسل إليهم سعودٌ وهو في الدرعية فأصلح بينهم وكف بعضَهم عن بعض وتوعَّدَ من اعتدى منهم على الآخر, فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بوادي الظفير وهم في الدهناء على جهة لينة الماء المعروف, فأمرهم أن ينفِروا معهم غزاة، فنفر منهم شرذمةٌ رئيسُهم الشايوش بن عفنان، فاستغل سعود غزوهم، فانتهر الشايوش وغَضِب عليه فقال: إنهم عَصَوني وهم يريدون المسير لقتال مطير، فحَرف سعود الجيوش إلى الظفيري وشَنَّ عليهم الغارات وأمر فيهم بالقَتلِ والنهب، ثم بعد ذلك أعتق غالِبَهم من القتل, وأخذ جميعَ أموالهم ولم ينجُ منهم إلا الشريد من أقاصيهم، وتفرقوا فمنهم من هرب إلى المنتفق، والبعض إلى جزيرة العراق، والبعض الآخر إلى نجد, ثم رحل سعود إلى الزلفي وقسَّم الغنائمَ، وكان عند ظفير إبل وأغنام كثيرة لأهل سدير فأمرهم سعود أن يتعرفوا أموالَهم، وكل من عرف ماله أتى بشاهدين أو شاهد ويمينه ويأخذونه.

العام الهجري : 1349 العام الميلادي : 1930
تفاصيل الحدث:

كان البريطانيون قد سبقوا الأمريكانَ إلى التنقيبِ عن النفطِ في غرب الخليج العربي. ولم تُسفِرْ بحوثُهم عن نتيجةٍ، فكتبوا إلى السلطان عبد العزيز يأسَفون على ما أضاعوا من جهدٍ ومالٍ، وانصرفوا عن البحثِ، ولَمَّا كان وزير الخارجية الأمير فيصل يزور لندن على رأس بَعثةٍ سياسية تحدَّثَ مع الجهاتِ البريطانية في احتمالِ وجودِ النِّفطِ على الشاطئ الغربي للخليج العربي، فلم يجِدْ في الشركات البريطانية استعدادًا لمجازفةٍ ثانية، وبينما كان الثريُّ الأمريكي كرين في زيارةٍ للسعودية بصُحبةِ المترجم جورج أنطونيوس، سأل كرين الملكَ عبد العزيز عمَّا يمكِنُ أن يقومَ به من مساعدة بلادِه، فطلب منه المَلِكُ أن يُحضِرَ إليه خبيرًا جيولوجيًّا يبحث له عن آبار ارتوازية في مناطق الصحراء لتسقيَ الحُجَّاجَ ويستخدِمَها البادية في الرعي والزراعة، فقال له كرين: سأبعث إليكم بخبير أعتقِدُ أنه سيفيدُ بلادَكم، ولا تكَلِّف حكومتَكم أن تنفِقَ عليه أكثر من تأمين إقامته وتنقُّلاته، فوصل إلى جدة المهندس الجيولوجي الأمريكي تويتشل، فأخذ يبحث عن الماءِ في مسافة 1500 ميل في الحجاز دون أيِّ فرصةِ أمَلٍ لِتَدفُّق المياه في أراضي الحجاز، ولَمَّا كان البحثُ عن النِّفطِ جاريًا في البحرين على يد الشركات الأمريكية، عرض المَلِكُ على تويتشل أن يتَّصِلَ بزملائِه في الشركات الأمريكية للتنقيبِ عن النفط في الأحساءِ بدلًا من البحث عن الماء، وبعد جهدٍ تمَّ الاتفاقُ مع شركة ستاندارد أويل كومباني أوف كليفورنيا على تبنِّي المشروع عام 1352هـ.

العام الهجري : 292 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 905
تفاصيل الحدث:

سار محمَّدُ بن سليمان إلى حدودِ مِصرَ لحرب هارونَ بنِ خمارَوَيه بن أحمد بن طولون، وسببُ ذلك أنَّ محمَّدَ بنَ سُلَيمان لَمَّا تخلَّفَ عن المكتفي، وعاد عن محاربةِ القرامطة، واستقصى محمَّد في طلَبِهم، فلما بلغ ما أراد عزمَ على العودِ إلى العراق، أتاه كتابُ بدرٍ الحمامي غلامِ ابن طولون، وكتابُ فائق، وهما بدمشق، يدعوانِه إلى قصد البلاد بالعساكِرَ يُساعدانه على أخذها، فلما عاد إلى بغداد أنهى ذلك إلى المُكتفي، فأمره بالعَودِ، وسيَّرَ معه الجنود والأموال، ووجَّه المكتفي دميانة غلامَ بازمار، وأمره بركوبِ البحر إلى مصر، ودخول النيل، وقطْع الموادِّ عن مصر، ففعل وضَيَّق عليهم، وزحف إليهم محمَّدُ بنُ سليمان في الجيوش في البَرِّ، حتى دنا من مصرَ وكاتَبَ مَن بها من القوَّاد، وكان أوَّلَ من خرج إليه بدرٌ الحمامي، وكان رئيسَهم، فكَسَرهم ذلك، وتتابعه المُستأمَنة من قوَّاد المصريين، وفي بعض الأيام ثارت عصبيَّةٌ، فاقتتلوا فخرج هارون يسَكِّنُهم، فرماه بعضُ المغاربة بمزراق معه فقَتَله، فلما قُتِلَ قام عمُّه شيبان بالأمر من بعده، وبذلَ المالَ للجُند، فأطاعوه وقاتلوا معه، فأتَتهم كتُبُ بدرٍ يدعوهم إلى الأمانِ، فأجابوه إلى ذلك، فلما عَلِمَ محمد بن سليمان الخبَرَ سار إلى مصر، فأرسل إليه شيبانُ يطلُبُ الأمان، فأجابه، فخرج إليه ليلًا، ولم يعلَمْ به أحد من الجند، فلما أصبحوا قصَدوا داره ولم يجدوه، فبَقُوا حيارى، ولما وصل محمَّد مصرَ دخلها واستولى على دورِ طولونَ وأموالهم، وأخذَهم جميعًا وهم بضعةَ عشرَ رجُلًا فقيَّدَهم، وحبسهم واستقصى أموالَهم، وكتب بالفتحِ إلى المكتفي، فأمره بإشخاصِ آلِ طولون وترحيلِهم من مصر والشام إلى بغداد، ولا يَترُك منهم أحدًا ففعل ذلك، وعاد إلى بغداد، وولَّى معونةَ مصرَ عيسى النوشري، فكانت مدَّةُ الدولة الطولونية 38 عامًا مِن حكم أحمد بن طولون.

العام الهجري : 666 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1268
تفاصيل الحدث:

بعد أن انتهى السلطان الظاهر بيبرس من أمر طرابلس وعاد إلى حماة واجتمعت فيه أمراؤه، فأصبح أول شهر رمضان والسلطان مغير على أنطاكية، وأطافت العساكرُ بها من كل جانب، فتكمَّلوا بخيامهم في ثالثه، وبعث السلطان إلى الفرنج يدعوهم وينذرهم بالزحف عليهم، وفاوضهم في ذلك مدة ثلاثة أيام وهم لا يجيبونَ، فزحف عليهم وقاتلهم قتالًا شديدا، وتسَوَّر المسلمون الأسوار من جهة الجبل بالقرب من القلعة، ونزلوا المدينة ففر أهلُها إلى القلعة، ووقع النهبُ والقتل والأسر في المدينة، فلم يُرفَعِ السيف عن أحد من الرجال وكان بها فوقَ المائة ألف، وأحاط الأمراءُ بأبواب المدينة حتى لا يفِرَّ منها أحد، واجتمع بالقلعة من المقاتلة ثمانيةُ آلاف سوى النساء والأولاد، فبعثوا يطلبونَ الأمان فأمِّنوا، وصَعِدَ السلطان إليهم ومعه الحبال، فكُتِّفوا وفُرِّقوا على الأمراء، والكتَّاب بين يدي السلطان ينزلون الأسماءَ، وكانت أنطاكية للبرنس بيموند بن بيموند، وله معها طرابلس، وهو مقيم بطرابلس وكتبت البشائرُ بالفتح إلى الأقطار الشامية والمصرية والفرنجية، وسلمَ السلطان القلعة إلى الأمير بدر الدين بيليك الخازندار- ممسك خزانة المال- والأمير بدر الدين بيسري الشمسي، وأمر بإحضار المغانم لتقتسم، وركب وأبعد عن الخيام وحَمَل ما غَنِمَه وما غنمته مماليكُه وخواصه، وأقام السلطان يومين وهو يباشر القِسمةَ بنفسه، وما ترك شيئًا حتى قسَّمَه ثم ركب السلطان إلى القلعة وأحرقها، وعم بالحريقِ أنطاكية، فأخذ الناسُ من حديد أبوابها ورصاص كنائسِها ما لا يوصف كثرةً، وأقيمت الأسواق خارج المدينة، فقَدِمَ التجَّار من كل جهة، وكان بالقرب من أنطاكية عدَّةُ حصون، فطلب أهلُها الأمان، فتوجه إليهم الأمير بيليك الأشرفي وتسلمها في الحادي عشر، وأسر من فيها من الرجال، ورحل السلطان من أنطاكية إلى شيزر، ثم سار السلطانُ من حمص إلى دمشق، فدخلها في السادس عشر والأسرى بين يديه.

العام الهجري : 1259 العام الميلادي : 1843
تفاصيل الحدث:

بدأت الدَّعوة السنوسية في الجزائر على يدِ مؤسِّسِها محمد بن علي المعروف بالسنوسي الكبير، وبدأت هذه الدعوةُ تنتشِرُ داخِلَ أفريقيا من الصومال إلى السنغال وعلى طول الطريق إلى تشاد، وفي المغرب، وكانت أكثر المناطق التي انتشرت فيها بقوة هي ليبيا، وخاصةً منطقة الجبل الأخضر؛ حيث كان فيها أكثر من 300 زاوية سنوسية تعيشُ على الزراعة، وهم أوَّلُ من قاوم المحتلين الإيطاليين في ليبيا، وكان من أبرَزِ رجال هذه الدعوة عمر المختار، المعروف في الجبل الأخضر، كما انتشرت في برقةَ.

العام الهجري : 1337 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1918
تفاصيل الحدث:

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحربِ العالمية الأولى، وإعلان هُدنةِ مودروس؛ وصل الجنرال اللنبي قائِدُ الإنجليز استانبولَ وطلب من الحكومةِ التركية تعيينَ مصطفى كمال قائدًا للجيش السادس بالقُربِ مِن الموصل حيث تهمُّ هذه المنطقة إنجلترا، وأثناء انسحاب مصطفى كمال من حلبٍ اقترح تشكيلَ وزارة جديدة برئاسةِ عزة باشا الأرناؤوط؛ لتخلُف وزارة الاتحاديين برئاسة طلعت باشا، وعلى أن يتولى هو في هذه الوَزارةِ الجديدة وزارةَ الحربية. تشَكَّلَت وزارةٌ جديدة برئاسة الأرناؤوط وضَمَّت عددًا ممن رشَّحهم مصطفى كمال لمناصِبَ وزارية، أما هو فلم يوافِقْ عليه الخليفةُ العثماني. فأخذ مصطفى يتقَرَّب من حزب أنصار الحرية والائتلاف الذي كان يتعاونُ مع سلطات الاحتلال، لكِنَّ الحزب لم يهتَمَّ به، ثم خطب مصطفى صبيحةَ بنت الخليفة العثماني وحيد الدين، فرفض طلَبه مباشرةً، كانت سلطاتُ الاحتلال تقبِضُ على كلِّ من يعود من القادة الأتراك من الجبهاتِ، ثم يُنفى إلى مالطة إلا مصطفى كمال فقد تركوه وشأنَه. كان الخليفةُ وحيد الدين ورئيسُ وزرائه فريد باشا يحسِنانِ الظَّنَّ بمصطفى كمال، فكَلَّفاه سرًّا بالقيام بثورة في شرق الأناضول، لعَلَّ هذه الثورة تُسهِمُ في الحدِّ من شروط الصلح القاسية التي فُرِضَت على الدولة. قَبِلَ مصطفى بالمهمَّة وزوَّده الخليفةُ بالمال ومَنَحَه منصِبَ مفتشٍ عامٍّ على الجيوش، ولَمَّا بُلِّغت الحكومةُ العثمانيةُ مِن الحلفاء بأنَّ الجيشَ اليونانيَّ سينزل أزمير، وعلى الحكومةِ عدَمُ مقاومتِه، فبعد نزولِ اليونانيين بيومين نزل مصطفى في ميناء أزمير من سفينة إنجليزية بشكلٍ مفاجئٍ للجميع، ثم أعلن الثورةَ على الدولة العثمانية، وتمرَّد على السلطان العثماني، وانزعجت الحكومةُ من تصرفاته، واحتجَّ الحُلَفاءُ في استانبول على الأعمالِ التي يقومُ بها مصطفى كمال في الأناضول؛ لإعطائه صفةَ الوطنية والإخلاصِ لأمَّتِه، فظهر كمال كمُنقذٍ للأمة، وتبعه وأيَّده كثيرٌ من الأتراك، ثم طلب الحلفاءُ مِن الحكومة استقدامَه إلى استانبول ووضْعَه تحت الرقابة، فدُعِيَ مِن قِبَل الوزارة، لكِنَّه لم يستجِبْ، فهدَّد الحلفاءُ بإعادة الحرب، فاضطرَّت الحكومةُ إلى إقالة مصطفى من منصِبِ المفتِّش العام، فقابل الإقالةَ بالاستقالة من الجيشِ، واتصل سرًّا بالإنجليز، ثم دعا إلى عقد مؤتمر في أرضروم، فانتُخب مصطفى رئيسًا له، ثم دعا مصطفى إلى مؤتمر أوسَعَ يشمَلُ تركيا كلَّها، فعُقِدَ مؤتمرُ سيواس في 13 ذي الحجة 1337هـ، وكانت الحكومةُ في استانبول ترى إلغاءَ المؤتمر واعتقالَ أعضائه، والحلفاءُ يؤيِّدون الحكومةَ في رأيهم لإعطاء مصطفى كمال مزيدًا من القوة، وجَعْله زعيمًا وطنيًّا يقاوم المحتَلَّ. عُقِد المؤتمَرُ وانتُخِبَ مصطفى رئيسًا له وشُكِّلَت فيه جمعيةٌ تُعنى بالدفاع عن كامل الوطنِ، وانتُخِبَت هيئةٌ تمثيليةٌ بقي أعضاؤها في سيواس. غادر مصطفى كمال سيواس إلى أنقرة التي اتخذَها مقرًّا له. احتلَّ الإنجليز باسم الحلفاء استانبول بشكلٍ كاملٍ في جمادى الآخرة 1338هـ / آذار 1920م، وبدأت الاعتقالاتُ في صفوف المؤيِّدين لمصطفى كمال، ثم نُفُوا إلى مالطة؛ لإظهارِ خلافهم مع مصطفى، وفَرَضت الحكومةُ الرقابةَ على الصحُفِ ووسائِلِ الإعلام، وراقب الإنجليزُ الوزارةَ وطلبوا بطاعةِ أوامر الخليفة؛ لينفِرَ منه الشعبُ ويتعلَّقَ أكثَرَ بمصطفى كمال الذي يعمَلُ فيما يبدو للناس ضِدَّ الإنجليز المحتلين، وأنَّه لم يتحرَّكْ ضِدَّ الخليفة إلا لأنَّه مؤيَّدٌ مِن قِبَل المحتلين، وهذا ما جعل الأتراك يرتبطون بكمال ويؤيدونه ويسيرون وراءه. في رجب 1338هـ حُلَّ المجلسُ النيابي وشُكِّل مجلِسٌ جديدٌ برئاسة فريد باشا صِهرِ الخليفة بطلبٍ مِن الإنجليز وضَغطٍ منهم؛ ليظهَرَ للنَّاسِ أن الخليفةَ وحكومتَه يسيرانِ برأي الأعداء، فيتَّجِهَ الناسُ أكثر إلى مصطفى كمال الذي يبدو أنَّه على خلاف مع المحتلين، وأنَّه عدوُّهم الأول، فلما استبَدَّ فريد باشا بحُكمِه تضايقَ السكانُ وأحبُّوا الخلاص منه، وليس لهم من طريقٍ سوى مصطفى كمال. جرت انتخاباتٌ ونجح مصطفى غيابيًّا عن أنقرة، فعُقِد مؤتمرٌ ونصب نفسه رئيسًا للمجلس وللهيئة التنفيذية، ثم أظهر التدينَ ولَبِسَ شعاره، وأعلن أن أولَ جلسة ستُفتتح بعد صلاة الجمعة في هذا اليوم المبارك في أنقرة، وعندما ألقى الخطبةَ الافتتاحية أكثَرَ من مدح الخلافةِ، وأنَّ كُلَّ ما فعله في الأناضول وانتقاله إليها كان بمعرفة الخليفة وأمرِه. أصدر شيخ الإسلام في استانبول فتوى ضدَّ مصطفى كمال فضَعُف مركزُه، وسيَّرَ الخليفةُ حملةً إلى كردستان فانضَمَّت لها كلُّ أجزاء الأناضول باستثناء أنقرة التي أرسل إليها الخليفةُ حملةً لإخضاعها لسلطانه، وكادت أوراقُ مصطفى كمال تتساقط وينتهي أمرُه، لولا تدارُكُ أسيادِه الإنجليز بإعلانِ معاهدة سيفر المجحفة بأسلوبٍ إعلامي مثيرٍ، فهاج الشعبُ ضِدَّ الخليفة الذي وقَّع عليها هو وحكومته برئاسة فريد باشا، وإن كانا مُكرَهينِ، فعاد الناسُ إلى تأييد مصطفى كمال ورجال الحملة التي وجهها الخليفةُ إلى أنقرة انقلبت من ضد كمال لتصبِحَ معه، حتى أصبح مصطفى يفكِّرُ في الهجوم على العاصمة استانبول، فالأمرُ في غاية الوضوح أنَّ الخليفةَ والحكومة مع الإنجليز في الظاهر، وهما أعداء لها واقعًا, ومصطفى كمال يهاجِمُ الإنجليز في الظاهر ويتَّفِقُ معهم في الحقيقة. جاء إعلان معاهدة سيفر في الوقت المناسِب، فانتصر مصطفى كمال على حملةِ الخليفة في أنقرة، وعلت مكانتُه وأرادت إنجلترا أن تقطِفَ ثمار تخطيطها؛ فقد غدا صنيعتُها في موقفٍ يؤهِّلُه لتسلُّم المنصِبِ الأول، فدعت بريطانيا إلى عقدِ مؤتمر في لندن لحلِّ المسألة الشرقية مع تركيا، فوجَّهت دعوةً لحكومة استانبول الحكومةِ الشرعيةِ، وهي المعنيةُ بالتفاوض بشأن الصلحِ، كما أن الإنجليزَ وجَّهوا دعوةً كذلك لحكومة مصطفي كمال في أنقرة، وهذا اعترافٌ منهم ضمنيًّا بحكومة أنقرة، وبلغ من جرأةِ حكومة أنقرة أنَّها رفضت دعوةَ حكومة استانبول؛ لأنَّها هي الممثِّل الوحيد للشعب التركي والمدافِع عن حقوقه. حضر في لندن ممثِّلون عن الحكومتين، وحرصًا على وحدة الصَّفِّ ترك وفدُ استانبول الحديثَ لوفد أنقرة، وفَشِلَ المؤتمر لكِنْ ظَهَرت حكومةُ أنقرة كممَثِّل رئيس للشعب التركي. اتصل مصطفى كمال بالفرنسيين واعترف لهم بحقِّهم في سوريا ولبنان، فكسب رضاهم واعترفوا به كممثِّل لدولة تركيا الحديثة، ثم اتصل بروسيا الشيوعية وعقدَ معهم معاهدةً في رجب 1339هـ / 16 آذار 1921م تنازل لها عن منطقة آجاريا (جورجيا) فرَضِيَت عنه واعترفت بحكومته في أنقرة، على أنها تمثِّل الدولة الحديثة للأتراك، واتصل بإيطاليا التي اعترفت بحكومتِه وتنازل لها عن منطقة أضاليا -جنوب غرب تركيا- التي دخلتها أثناء الحرب، فاتجهت الأنظارُ إلى مصطفى كمال كمنقذٍ لتركيا وممثِّل لدولة تركيا الحديثة، وأُغلِقَت كلُّ القنوات أمام الخليفة وبهذا نجحت اللعبةُ الدولية التي حبكتها إنجلترا مع دول الحُلفاء؛ وفي 17 ربيع الأول أُقيلَت حكومةُ السلطان في استانبول بضغطٍ مِن إنجلترا، وتنازل السلطانُ وأُبعِدَ عن البلاد، ثم بحثت إنجلترا مع حكومةِ أنقرة موضوع إلغاء السلطنة وإعلان تركيا دولة علمانيةً، وهو شرطُ اعتراف الحلفاء بدولة تركيا الحديثة، فأعلنت حكومةُ أنقرة إلغاءَ السلطنة، وفَصْل الدين عن الدولة، فسُرَّ الحلفاءُ بهذا الإعلان، ودَعَوا حكومةَ أنقرة إلى لوزان؛ لإعادة النظر في بنود معاهدة سيفر، وكان مصطفى كمال يشكِّل حكوماتٍ بدون برامج، ويعَيِّنُ من يشاء ويعزل من يشاء حسَبَ مزاجِه الخاص، أو ما يقَدَّمُ له من خِدماتٍ. تشكَّلَ الوفدُ إلى مؤتمر الصلح في لوزان من وزير الخارجية عصمت إينونو، ووزير الصحة، وخبير مالي، وجاء الحلفاءُ، وهم: إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، واليونان، والولايات المتحدة الأمريكية، وكان الأمرُ كُلُّه بيد إنجلترا، وتم تعديل بنودِ معاهدة سيفر بعد جولتينِ تمَّت بين الأطراف بعد أن أعدَّ البنودَ الجديدة كبيرُ حاخام اليهود في الدولة العثمانية حاييم ناعوم، ومستشار إيطاليا ماتر سالم -يحمل جنسية عثمانية- مع الوفد التركي إلى لوزان، وكان إلغاءُ الخلافة وتَرْك الموصِل شرطين أساسيين لاستقلال تركيا. اجتمع المجلسُ النيابي في أنقرة بن20 ربيع الأول 1342هـ/ 30 أكتوبر 1923م وقرَّر إلغاءَ السلطنة وإعلان الجمهورية، وانتُخِبَ مصطفى كمال رئيسًا للجمهورية، وبعد يومين وُقِّع الصلحُ في لوزان، وأُطلِقَت المدافعُ في تركيا؛ ابتهاجًا بهذا التوقيع.

العام الهجري : 1250 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

هو الشاه فتح علي شاه قاجار زعيم القاجاريين الشيعة في إيران. ولِدَ سنة 1772 وكان فتح علي ثاني شاه قاجاري على فارس. وقد حكم من 17 يونيو 1797 حتى وفاته. وقد شَهِدَ عهده فقدانَ إيران بالقوة -وبغير رجعة- أراضيَها الشمالية؛ الأراضي القوقازية التي تضمُّ جورجيا، داغستان، أذربيجان، أرمنيا، لصالح روسيا القيصرية إثرَ الحرب الروسية الفارسية (1804-1813)، الحرب الروسية الفارسية (1826-1828) والمعاهدتين اللتين أُبرِمتا في عَقِبَيهما: معاهدة ولستان، ومعاهدة تركمانچاي. توفي الشاه فتح علي بعد أن هزل من المرض كثيرًا، عن عمر يناهز 64 عامًا، ودام في الملك ستًّا وثلاثين سنة، فخَلَفَه في الملك محمد شاه ميرزا بن عباس ميرزا، الذي كان ولي العهد قبل وفاة والده بسنة، وكان جلوسه على العرش في السابع من رجب من سنة 1250هـ، فثار عليه أعمامُه، فانتصر عليهم وقبض على صولجان الملك، فصار يدعى محمد شاه.

العام الهجري : 1255 العام الميلادي : 1839
تفاصيل الحدث:

كانت معاهدةُ خونكار أسكله سي بين روسيا والدولةِ العثمانيةِ بمثابةِ تحالُفٍ دفاعيٍّ بين روسيا والعثمانيين؛ مما أدى إلى مسارعة كلٍّ مِن بريطانيا وفرنسا بالتصدِّي لمحمد علي خشيةَ المزيد من التدخُّلِ الروسي، وفرضت عليه اتفاقيَّةَ لندن سنة 1255هـ / 1840م. وقد ترتَّب على هذه الأحداث إجهاضُ محاولة الإصلاح التي حاول السلطانُ محمود الثاني أن يقومَ بها في الدولة العثمانية، واضطرت الدولةُ العثمانيةُ لقبولِ وصاية الدُّوَل الأوروبية في مقابِلِ حمايتِها مِن أطماع محمد علي، وكان محمد علي قد رفض أولًا هذه المعاهدة، ثم أُجبِرَ تحت ضغوط الإنجليز على توقيعِ المعاهدةِ التي من بنودِها أن يتنازل فيها عن حُكمِ بلاد الشام، وأن يظلَّ حُكمُ مِصرَ وراثيًّا له ولأبنائِه. أن يحَدَّدَ الجيش المصري بثمانية عشرَ ألفًا. ألَّا تَصنَعَ مِصرُ سفنًا للأسطول. ألَّا يعين والي مصر في الجيشِ ضابطًا أعلى من رتبةِ ملازم وأن يدفع للدولة العثمانية ثمانين ألف كيس سنويًّا.

العام الهجري : 1434 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2013
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي في العاصمةِ الجزائر الرئيسُ الجزائريُّ الأسبَقُ علي كافي عن عمرٍ تجاوز الـ(85) عامًا، بعد وَعكةٍ صحيَّةٍ أدخلَتْه المستشفى العسكري "عين النعجة"، بعد عمرٍ طويلٍ قضى بعضَه في جبال الأوراس حيثُ معاقِلُ الثَّورةِ الجزائرِيَّة زمنَ الاستِعمارِ الفَرَنسي كعقيدٍ في صفوفِ جيشِ جبهةِ التحريرِ الوطنيِّ. ويُعَدُّ علي كافي سادِسَ رئيسِ دولةٍ للجزائر المستقلَّةِ؛ حيث ترأَّس المَجلِسَ الأعلى للدولة مباشرةً بعد اغتيالِ رئيسِه محمد بوضياف. وينحدِرُ علي كافي من الشَّرق الجزائري، من ولاية "سكيكدة" تحديدًا، وهو واحِدٌ من الشخصيَّات التاريخيَّة والسياسيَّة الجزائريَّة القليلةِ التي أقدَمَت على كتابة مذكِّراتِها والتي أثارَت جدلًا واسعًا. وكان قد اعتَزَل السياسةَ وانزوَى ببيتِه، مثلُه مثلُ الرئيس الراحلِ الشاذلي بن جديد وأحمد بن بلَّة، ولم يَكُن يظهَرُ على شاشةِ التلفزيون إلَّا في المناسباتِ الرسميَّة. وقد قرَّر الرئيسُ بوتفليقة إعلانَ الحداد الوطنيِّ على وفاتِه لمدَّةِ ثمانيةِ أيَّامٍ.

العام الهجري : 488 العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

الإمامُ، القُدوَةُ، الأَثَرِيُّ المُتقِنُ، الحافِظُ، شَيخُ المُحَدِّثينَ، أبو عبدِ الله محمدُ بنُ أبي نَصرٍ فتوح بن عبدِ الله بن فتوحِ بن حُميدِ بن يصل الأزديُّ، الحُمَيدِيُّ، الأندلسيُّ؛ الميورقيُّ، الفَقِيهُ، الظاهِريُّ، مُؤَرِّخٌ ومُحَدِّثٌ أَندلسيٌّ من أَهلِ الجَزيرَةِ، صاحِبُ ابنِ حَزمٍ وتِلميذُه. وُلِدَ قبلَ سَنةِ 420هـ، بَدأَ بِطَلَبِ العِلمِ صَغيرًا قال عن نَفسِه: "كُنتُ أُحمَلُ للسَّماعِ على الكَتِفِ، وذلك في سَنةِ 425هـ، فأَوَّلُ ما سَمِعتُ مِن الفَقيهِ أَصبغَ بنِ راشِدٍ، وكُنتُ أَفهمُ ما يُقرأُ عليه، وكان قد تَفَقَّهَ على أبي محمدِ بن أبي زَيدٍ، وأَصلُ أبي من قُرطبة مِن مَحِلَّةٍ تُعرفُ بالرصافة، فتَحوَّل وسَكَنَ جَزيرةَ ميورقة، وميورقة جَزيرةٌ فيها بَلدَةٌ حَصينَةٌ تِجاهَ شَرقِ الأَندلسِ، فوُلِدتُ بها". رَحلَ إلى مكَّةَ ومصر والشامِ والعِراقِ واستَوطَنَ بغداد وفيها تُوفِّي، له تَصانيفٌ أَشهرُها: ((الجَمْعُ بين الصحيحين))، و((تاريخ الأندلس)) المُسَمَّى ((جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس)) و((الذهب المسبوك في وعظ الملوك)) وغَيرُها من المُصنَّفاتِ، قال يحيى بنُ إبراهيمَ السلماسيُّ: قال أبي: "لم تَرَ عَيناي مِثلَ الحُميديِّ في فَضلِه ونُبلِه، وغَزارَةِ عِلمِه، وحِرصِه على نَشرِ العِلمِ، وكان وَرِعًا تَقِيًّا، إمامًا في الحَديثِ وعِلَلِهِ ورُواتِه، مُتَحَقِّقًا بعِلمِ التَّحقيقِ والأُصولِ على مَذهبِ أَصحابِ الحَديثِ بمُوافَقَةِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، فَصيحَ العِبارَةِ، مُتَبَحِّرًا في عِلمِ الأَدبِ والعَربيَّةِ والتَّرَسُّلِ" قال القاضي عِياض: "محمدُ بنُ أبي نَصرٍ الحُمَيدِيُّ الأَزديُّ الأَندلسيُّ، سَمِعَ بميورقة من ابنِ حَزمٍ قَديمًا، وكان يَتَعَصَّب له، ويَميلُ إلى قَولِه، وأَصابَتهُ فِيه فِتنَةٌ، ولمَّا شُدِّدَ على ابنِ حَزمٍ، خَرجَ الحُميدِيُّ إلى المَشرقِ" تُوفِّي الحُميديُّ: في سابع عشر ذي الحجَّةِ، عن 68 عامًا، وصَلَّى عليه أبو بكرٍ الشاشيُّ، ودُفِنَ بمَقبرَةِ بابِ أبرز، ثم إنهم نَقَلوهُ بعدَ سَنتَينِ إلى مَقبرَةِ بابِ حَربٍ، فدُفِنَ عندَ بِشْرٍ الحافي.  وقد اختُلِفَ في تاريخِ وَفاتِه؛ فقِيلَ: في هذه السَّنَةِ. وقِيلَ: 491هـ.

العام الهجري : 643 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1245
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الإمامُ الحافِظُ القدوة المحقِّق، المجَوِّد الحُجَّة، بقية السلف، أبو عبد الله ضياء الدين، محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل، السعدي المقدسي، الجماعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صاحبُ التصانيف والرحلة الواسعة. ولد سنة 569 بدمشق في الدير المبارك، بقاسيون، سمع الحديث الكثير وكتب كثيرًا, وطوَّفَ بالبلاد وبَقِيَ في الرحلة المشرقيَّة مدَّة سنين، وحصَّل فيها الأصولَ الكثيرة وجرَّح وعدَّل، وصحَّح وعلَّل، وقيَّد وأهمل، مع الديانة والأمانة والتقوى، والصيانة والورع والتواضُع، والصدق والإخلاص وصحَّة النقل. وجمَع وصَنَّف، وألف كتبًا مفيدةً حسنة كثيرة الفوائد، من ذلك كتابُ الأحكام ولم يتِمَّه، وكتاب المختارة وفيه علوم حسنة حديثيَّة، وهي أجودُ من مستدرك الحاكم لو كَمُل، وله فضائِلُ الأعمال, وفضائل القرآن ومناقبُ أهل الحديث، وغيرُ ذلك من الكتب الحَسَنة الدالَّة على حِفظِه واطِّلاعِه وتضلُّعِه من علوم الحديث متنًا وإسنادًا، قال الذهبي: "ولم يزَلْ ملازمًا للعلم والرواية والتأليفِ إلى أن مات، وتصانيفُه نافعة مهذبة. أنشأ مدرسةً إلى جانب الجامِعِ المظفري، وكان يبني فيها بيَدِه ويتقنَّع باليسير، ويجتهِدُ في فعل الخير ونشْرِ السنَّة، وفيه تعبٌد وانجماع عن الناس، وكان كثيرَ البر والمواساة، دائِمَ التهجد، أمَّارًا بالمعروف، بهيَّ المنظر، مليحَ الشَّيبة، محببًا إلى الموافق والمخالف، مشتغلًا بنَفسِه" قال الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر: "رحم الله شيخَنا ابن عبد الواحد، كان عظيمَ الشأن في الحفظِ ومعرفة الرجال، هو كان المشارَ إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه، ما رأت عيني مِثلَه". وقال عمرُ بنُ الحاجِبِ: "شيخنا الضياء شيخُ وقته، ونسيجُ وحده علمًا وحفظًا وثقةً ودينًا، من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدِلَّ عليه مثلي" وقد وقف كتبًا كثيرة عظيمةً لخزانة المدرسة الضيائيَّة التي وقفها على أصحابِهم من المحدِّثين والفقهاء. توفي بدمشق.

العام الهجري : 834 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1431
تفاصيل الحدث:

جمَعَ مَلِكُ قشتالة الفونسو عساكِرَه من الفرنج، وركب البحرَ إلى قرطبة يريد أخذ غرناطة من المسلمين، فاشتدَّ البلاء عليهم؛ لقلة المال بغرناطة، وفناء عسكرها في الفتنة التي حصلت في استعادة الملك، وموت من هلك في الزلزلة أكثر من ستة آلاف إنسان، ونزل الفرنج عليهم، فلقُوهم في يوم الجمعة عاشر رمضان من هذه السنة، وقاتلوهم يومهم ومن الغد، قُتِلَ من المسلمين نحو الخمسة عشر ألفًا، وألجأهم العدو إلى دخول المدينة، وعسكر بإزائها على بريد منها، وهم نحو خمسمائة وثمانين ألفًا، وقد اشتد الطمع في أخذها، فبات المسلمون ليلة الأحد في بكاء وتضرع إلى الله، ففتح عليهم الله تعالى، وألهمهم رُشدَهم، وذلك أن الشيخ أبا زكريا يحيى بن عمر بن يحيى بن عمر بن عثمان بن عبد الحق شيخ الغزاة خرج من مدينة غرناطة في جمع ألفين من الأجناد، وعشرين ألفًا من المطوعة، وسار نصف الليل على جبل الفخار، حتى أبعد عن معسكر الفرنج إلى جهة بلادهم، ورفع أمارة في الجبال يُعلِمُ بها السلطان بغرناطة، فلما رأى تلك العلامات من الغد خرج يوم الأحد، بجميع من بقي عنده إلى الفرنج، فثاروا لحربهم، فولى السلطان بمن معه من المسلمين، كأنهم قد انهزموا، والفرنجُ تتبَعُهم، حتى قاربوا المدينة، ثم رفعوا الأعلام الإسلامية، فلما رآها الشيخ أبو زكريا نزل بمن معه إلى معسكر الفرنج، وألقى فيه النار، ووضع السيفَ فيمن هنالك، فقَتَل وأسَرَ وسبى، فلم يدع الفرنج إلا والصريخ قد جاءهم، والنار ترتفع من معسكرهم، فتركوا أهل غرناطة ورجعوا إلى معسكرهم، فركب السلطانُ بمن معه أقفيَتَهم، يقتلون ويأسرون، فبلغت عدة من قتل من الفرنج ستة وثلاثين ألفًا، ولحق باقيهم ببلادهم، بعدما كادوا أن يملكوا غرناطة، وبلغت عدةُ مَن أَسَر المسلمون من الفرنج نحو اثني عشر ألفًا، ويقول المكثِر: إنه قُتِل ومات وأُسِر من الفرنج في هذه الكائنة زيادة على ستين ألفًا.