الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.001 )

العام الهجري : 668 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1269
تفاصيل الحدث:

بعد أن رجع السلطان الظاهر من الحج ودخل دمشق وعاد منها إلى مصر، بلغه حركة التتار، وأنهم واعدوا فرنج الساحل، فعاد إلى قلعة الجبل، فورد الخبر بغارة التتار على الساجور بالقرب من حلب، فجرد السلطانُ الأميرَ علاء الدين البندقدار في جماعة من العسكر، وأمره أن يقيمَ في أوائل البلاد الشاميَّة على أُهبة، وسار السلطانُ من قلعة الجبل في ليلة الاثنين الحادي عشر ربيع الأول ومعه نفرٌ يسير فوصَلَ إلى غزةَ، ثمَّ دخل دمشق في سابع ربيع الآخر، ولحق الناسَ في الطريق مشقةٌ عظيمة من البرد، فخيَّم على ظاهر دمشق، ووردت الأخبارُ بانهزام التتار عندما بلغهم حركةُ السلطان، ثم ورد الخبَرُ بأن جماعة من الفرنج خرجوا من الغرب، وبعَثوا إلى أبغا بن هولاكو بأنهم واصلون لمواعدتِه من جهة سيس في سفن كثيرةٍ، فبعث الله على تلك السفن ريحًا أتلفت عدَّةً منها، ولم يُسمَع بعدها لمن بقي في الأخرى خبَرٌ.

العام الهجري : 668 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1269
تفاصيل الحدث:

خرج فرنج عكا وخيَّموا بظاهرها، وركبوا وأعجبَتْهم أنفسُهم بمن قدم إليهم من فرنج الغرب، وتوجَّهت طائفة منهم إلى عسكر جينين وعسكر صفد، فخرج السلطانُ من دمشق على أنه يتصَيَّد في مرج برغوث وبعث من أحضر إليه العُدَد ومن أخرج العساكرَ كُلَّها من الشام، فتكاملوا عنده بكرةَ يوم الثلاثاء الحادي عشر ربيع الأول بمرج برغوث، وساق بهم إلى جسرِ يعقوب فوصل آخرَ النهار، وسار بهم في الليل فأصبحَ في أول المرج، وكان السلطانُ قد سيَّرَ إلى عساكر عين جالوت وعساكر صفد بالإغارة في الثاني عشر، فإذا خرج إليهم الفرنج انهزموا منهم، فاعتمدوا ذلك، ودخل السلطان الكمين، فعندما خرج جماعة من الفرنج لقتال عسكر صفد تقدم إليهم الأمير إيغان، ثم بعده الأمير جمال الدين الحاجبي، ومعهما أمراءُ الشام، ثم ساق الأمير أيتمش السعدي، والأميرُ كندغدي أمير مجلس، ومعهما مقدَّمو الحلقة، فقاتل الأمراءُ الشاميون أحسَنَ قتال، وتَبِعَ السلطان مقَدَّمي الحلقة، فما أدركهم إلا والعدوُّ قد انكسر، وصارت الخيَّالة بخيلها مطَّرحةً في المرج، وأسر السلطان كثيرا من أكابرهم، ولم يعدم من المسلمين سوى الأمير فخر الدين ألطونبا الفائزي، فسارت البشائرُ إلى البلاد، وعاد السلطانُ إلى صفد والرؤوس بين يديه، وتوجَّه منها إلى دمشق فدخَلَها في السادس عشر، والأسرى ورؤوس القتلى بين يديه.

العام الهجري : 668 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1270
تفاصيل الحدث:

ركب السلطان في ثالث جمادى الآخرة، بمائتي فارس من غير سلاح، وأغار على حصن الأكراد وصَعِدَ الجبل الذي عليه حصن الأكرادِ ومعه قدر أربعين فارسًا، فخرج عليه عدة من الفرنج ملبسين، فحمل عليهم وقتل منهم جماعةً، وكسر باقيَهم وتبعهم حتى وصل إلى خنادقهم، وقال يستخف بهم: خلوا الفرنجَ يخرجوا، فما نحن أكثَرُ من أربعين فارسًا، وعاد إلى مخيمه، ورعى الخيولُ مروجَها وزروعَها.

العام الهجري : 668 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1270
تفاصيل الحدث:

أثناء حصارِ السلطان بيبرس حصن الأكرادَ حضر إلى خدمة السلطان كثيرٌ من أصحاب البلاد المجاورة، فلم يبق أحدٌ إلا وقدم على السلطان مثل: صاحب حماة، وصاحب صهيون، إلا نجم الدين حسن بن الشعراني صاحب قلاع الإسماعيليَّة، فإنه لم يحضر بل بعث يطلبُ تنقيضَ القطعة التي حملوها لبيت المال، بدلًا مما كانوا يحملونه إلى الفرنج، وكان صارم الدين مبارك بن الرضي صاحب العليقة قد تغير السلطان عليه من مدة، فدخل صاحب صهيون بينه وبين السلطان في الصلح، وأحضره إلى الخدمة، فقَلَّدَه السلطان بلاد الدعوةِ استقلالًا، وأعطاه طبلخاناه، وعزل نجمَ الدين حسن بن الشعراني وولده من نيابة الدعوة، وتوجه صارم الدين إلى مصياف كرسي بلاد الإسماعيليَّة في السابع عشر جمادى الآخرة، وصَحِبَته جماعةٌ لتقرير أمره.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1270
تفاصيل الحدث:

قام ملك فرنسا لويس التاسع بتجهيز حملة صليبيةٍ هي في التعداد الثامنة، وقصد بها تونسَ ليجعَلَها طريقه إلى مصر، لكنَّ قواتِ أمير تونس أبي عبد الله محمد بن أبي زكريا الحفصي تصَدَّت لها وساعد أيضًا على فشلها انتشار الأوبئة بينهم مع حرارةِ الجو وكان ممَّن توفي في تونس من الصليبيين الملك نفسُه لويس التاسع، غير الكثير من أفراد جيشه.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

هو الملك تقي الدين عباس بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي، وهو آخِرُ من بقي من أولاد العادل، وقد سَمِعَ الحديثَ مِن الكندي وابن الحرستاني، وكان محترمًا عند الملوك لا سيما عند الملك الظاهِرِ لا يترفَّعُ عليه أحد في المجالِسِ والمواكب، وكان لين الأخلاق حَسَن العِشرة، لا تُمَلُّ مجالسته‏, توفِّيَ يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة بدرب الريحان، ودُفِنَ بتربة له بسفح قاسيون.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

في يوم الخميس ثامن رجب دخل الظاهر دمشق وفي صحبته ولده الملك السعيد بركة وابن الحنا الوزير وجمهور الجيش ثم خرجوا متفرقين وتواعدوا أن يلتقوا بالساحل ليشنوا الغارة على جبلة واللاذقية ومرقب وعرقا وما حولها من البلاد، فلما اجتمعوا فتحوا صافينا والمجدل، ثم ساروا فنزلوا على حصنِ الأكراد يوم الثلاثاء التاسع عشر رجب، وله ثلاثةُ أسوار، فنصبوا المنجنيقاتِ ففتحها قسرًا يوم نصف شعبان، فدخل الجيش، وكان الذي يحاصره ولد السلطان الملك السعيد بركة، فأطلق السلطان أهله ومَنَّ عليهم وأجلاهم إلى طرابلس، وتسَلَّم القلعةَ بعد عشرة أيام من الفتح، فأجلى أهلَها أيضًا وجعل كنيسةَ البلد جامعًا، وأقام فيه الجمعة، وولى فيها نائبًا وقاضيًا وأمر بعمارة البلد، وبعث صاحبَ طرسوس بمفاتيح بلده يطلُبُ منه الصُّلحَ على أن يكون نصف مغل بلاده للسلطان، وأن يكون له بها نائبًا فأجابه إلى ذلك، وكذلك فعل صاحب المرقب فصالحه أيضًا على المناصفة ووضع الحربَ عشرَ سنين.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

بلغ السلطان الظاهر بيبرس وهو مخيِّم على حصن الأكراد أنَّ صاحب جزيرة قبرص قد ركِبَ بجيشه إلى عكا لينصُرَ أهلها خوفًا من السلطان، فأراد السلطان أن يغتَنِمَ هذه الفرصة فبعث جيشًا كثيفًا في اثني عشرة شيني - نوعا من المراكب- ليأخذوا جزيرة قبرص في غيبةِ صاحِبِها عنها، فسارت المراكِبُ مسرعة فلما قاربت المدينة جاءتها ريحٌ عاصف فصدم بعضها بعضًا فانكسر بعضُها, وغَرِقَ خلقٌ وأسَرَ الفرنج من الصناع والرجال قريبًا من ألف وثمانمائة، ثم سار السلطانُ فنصب المجانيق على حِصنِ عكا فسأله أهلُها الأمان على أن يخَلِّيَهم فأجابهم إلى ذلك، ودخل البلدَ يوم عيد الفطر فتسَلَّمه، وكان الحِصنُ شديد الضرر على المسلمين، وهو وادٍ بين جبلين.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

هو أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد بن نصر بن محمد بن سبعين، القرشي، المخزومي، بن قطب الدين المقدسي  الصوفي الرقوطي، نسبة إلى رقوطة بلدة قريبة من مرسية بالأندلس. المشهور بابن سبعين، ولِدَ سنة أربع عشرة وستمائة، واشتغل بعلم الأوائل والفلسفة، فتولَّدَ له من ذلك نوع من الإلحاد، وصنَّفَ فيه، وكان يعرف السيميا، وكان يلَبِّسُ بذلك على الأغبياء من الأمراء والأغنياء، ويزعُمُ أنه حال من أحوال القوم، وله المصنفات منها كتاب البدوي، وكتاب الهو، رسالة النصيحة النورية، عهد ابن سبعين، الإحاطة، الرسالة الفقيرية، الحكم والمواعظ، الرسالة القبرصية,  وقد أقام بمكة واستحوذ على عقل صاحبها أبي نمي بن أبي سعد. وشاع صيتُه وكثر أتباعه بين أهل مكة بسبب سخائه وعِلمِه، وقد ظل ابن سبعين في مكَّة حتى توفي به، وجاور في بعض الأوقاتِ بغار حراء يرتجي فيما يُنقَلُ عنه أن يأتيه فيه وحيٌ، كما أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم!! بناء على ما يعتقده من العقيدة الفاسدة من أن النبوة مكتسبة، وأنها فيض يفيض على العقل إذا صفا، فما حصل له إلا الخزي في الدنيا والآخرة، إن كان مات على ذلك, وقد كان إذا رأى ابن سبعين الطائفينَ حول البيت يقول عنهم كأنهم الحميرُ حول المدار، وأنهم لو طافوا به كان أفضَلَ من طوافهم بالبيتِ، وقد نُقِلَت عنه عظائم من الأقوال والأفعال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فصار بعضُهم يرى أن باب النبوة مفتوح لا يمكن إغلاقُه فيقول كما كان ابن سبعين يقول: "لقد زرَّب ابن آمنة حيث قال: لا نبي بعدي" أو يرى لكونه أشد تعظيمًا للشريعة أن باب النبوة قد أغلق فيدعي أن الولاية أعظم من النبوة، وأن خاتم الأولياء أعلم بالله من خاتم الأنبياء، وأن خاتم الأنبياء بل وجميع الأنبياء إنما يستفيدون معرفة الله من مشكاة خاتم الأولياء!! ويقول إنه يوافق النبي في معرفة الشريعة العملية؛ لأنه يرى الأمر على ما هو عليه فلا بد أن يراه هكذا، وإنه أعلم من النبي بالحقائق العلمية؛ لأنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول!! وهذا بناء على أصول هؤلاء الفلاسفة الكفار الذين هم أكفر من اليهود والنصارى". وقال شيخ الإسلام: "ابن سبعين أحد أئمة الاتحادية ومحققيهم وأذكيائهم، أنه قال عن كلام ابن عربي:  "فلسفة مخموجة" وكلامه هو أدخل في الفلسفة وأبعد عن الإسلام، ولا ريب أن هؤلاء من جنس الملاحدة الباطنية القرامطة، وهؤلاء الفلاسفة مشتركون في الضلال ومذاهب هؤلاء الفلاسفة في الإلهيات من أشد المذاهب اضطرابًا وتناقضًا وقولًا لا حقيقة له، فلما كان مذهبهم المقارنة التي هي في الحقيقة تعطيل الصنع والخلق والإبداع وإن كانوا يدَّعون أنهم يثبتون واجبًا غير العالم، فهذا دعواهم، وإلا ففي الحقيقة يلزمهم ألا يكون ثَمَّ واجِبُ الوجود غير العالم، وهذا حقيقة قول الاتحادية وهو الذي أظهره إمام هؤلاء فرعون؛ فإن الاتحادية تنتحله وتعظمه والباطنية تنتحله وتعظمه وهو على مقتضى أصول الفلاسفة الصابئة المشركين الذين هم من أعظم الناس إيمانًا بالجبت والطاغوت" قال الذهبي: "كان ابن سبعين صوفيًّا على قاعدة زهاد الفلاسفة وتصوفهم، وله كلام كثير في العرفان على طريق الاتحاد والزندقة, وقد ذكرنا محط هؤلاء الجنس في ترجمة " ابن الفارض "، و " ابن العربي " وغيرهما. فيا حسرة على العباد كيف لا يغضبون لله تعالى ولا يقومون في الذبِّ عن معبودهم، تبارك اسمُه وتقدست في ذاته، عن أن يمتزج بخَلقِه أو يحِلَّ فيهم, وتعالى الله عن أن يكون هو عينَ السموات والأرض وما بينهما, فإن هذا الكلام شر من مقالة من قال بقدم العالم، ومن عرف هؤلاء الباطنية عذرني، أو هو زنديق مبطن للاتحاد يذب عن الاتحادية والحلولية، ومن لم يعرفهم فالله يثيبه على حسن قصده. وينبغي للمرء أن يكون غضَبُه لربه إذا انتُهِكَت حرماته أكثَرَ من غضبه لفقير غير معصوم من الزَّلَل. فكيف بفقير يحتمل أن يكون في الباطن كافرًا، مع أنا لا نشهد على أعيان هؤلاء بإيمان ولا كفر لجواز توبتهم قبل الموت. وأمرهم مُشكِل وحسابُهم على الله, وأما مقالاتهم فلا ريب في أنها شر من الشرك، فيا أخي ويا حبيبي أعطِ القوس باريَها ودعني ومعرفتي بذلك، فإنني أخاف الله أن يعذبني على سكوتي، كما أخاف أن يعذبني على الكلام في أوليائه. وأنا لو قلت لرجل مسلم: يا كافر، لقد بؤتُ بالكفر، فكيف لو قلتُه لرجل صالح أو ولي لله تعالى؟ "  توفي ابن سبعين في الثامن والعشرين من شوال بمكة.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

خرج السلطان الظاهر بيبرس من دمشق وأتى إلى الساحل، ثم سار إلى القرين وهي قلعة تقع شمال شرق عكا ونازله، وأخذ باشورته –حائط ظاهر الحصن يختفي وراءه الجند عند القتال- في ثاني ذي القعدة، فأخذ الحصن وأمر بهدم قلعته، ثم سار عنه ونزل اللجون، وتقدمت مراسيمه إلى النواب بالديار المصرية بتجهيز الشواني، ثم إن السلطان جاء إلى عكا وأشرف عليها وتأملها، ثم سار إلى الديار المصرية.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

وفي اليوم السابع عشر من ذي الحجة من هذه السنة أمر بإراقة الخمور من سائر بلادِه وتهَدَّد من يعصِرُها أو يعتَصِرُها بالقتل، وأسقَطَ ضمان ذلك، وكان ذلك بالقاهرة وحدها كلَّ يوم ضمانه ألف دينار، ثم سارت البُرُد بذلك إلى الآفاق.

العام الهجري : 670 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

وصلت العساكرُ المصريَّةُ إلى حضرة السلطان الظاهر بيبرس إلى دمشق فسار بهم منها في سابع هذا الشهر، فاجتاز بحماة واستصحب ملكها المنصور، ثم سار إلى حَلَب فخيم بالميدان الأخضر بها، وكان سَبَبُ ذلك أن عساكِرَ الروم جمعوا نحوًا من عشرة آلاف فارس وبعثوا طائفةً منهم فأغاروا على عينِ تاب، ووصلوا إلى نسطون ووقعوا على طائفة من التركمان بين حارم وأنطاكية فاستأصلوهم، فلما سمع الروم بوصول السلطان ومعه العساكر المنصورة ارتدوا على أعقابهم راجعينَ، وكان بلغه أن الفرنج أغاروا على بلاد قاقون ونهَبوا طائفة من التركمان، فقبض على الأمراءِ الذين هناك حيث لم يهتَمُّوا بحفظ البلاد وعادوا إلى الديارِ المصرية.

العام الهجري : 671 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1273
تفاصيل الحدث:

في خامس جمادى الآخرة وصل السلطان بعسكره إلى الفراتِ؛ لأنه بلغه أن طائفةً مِن التتار هنالك فخاض إليهم الفراتَ بنَفسِه وجنده، وقتل من أولئك مقتلةً كبيرةً وخلقًا كثيرًا، وكان أوَّلَ من اقتحم الفراتَ يومئذ الأميرُ سيف الدين قلاوون وبدر الدين بيسرى وتبعهما السلطانُ، وكان قد اقتحم الأمير قلاوون الألفي الصالحي الفرات، فخاض ومعه عِدَّةٌ وافرة، وصدم التتارَ صَدمةً فَرَّقهم بها ومزَّقهم، ثم فعل بالتتار ما فعل من القتلِ والأسر، ثم ساق إلى ناحيةِ البيرة وقد كانت محاصرةً بطائفة من التتار أخرى، فلما سمعوا بقدومه هربوا وتركوا أموالهم وأثقالهم، ودخل السلطانُ إلى البيرة في أبَّهة عظيمةٍ وفَرَّق في أهلها أموالًا كثيرة، ثم عاد إلى دمشقَ في ومعه الأسرى.

العام الهجري : 671 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1273
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة، المتفنن المتبحر في العلم، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرخ الخزرجي الأنصاري القرطبي، من أهل قرطبة، كان عالِمًا بالتفسير والأحكام واللغة. قال الذهبي: "له تصانيفُ مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور فضله، أشهرها تفسيره الجامع لأحكام القرآن، وقد سارت به لعظيمِ شأنه الركبانُ، وهو كامل في معناه. ومن تصانيفه كذلك: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، والتذكار في أفضل الأذكار،  وكتاب "التذكرة"، وأشياء تدل على إمامته وذكائه وكثرة اطلاعه". رحل إلى المشرق واستقر في شمال أسيوط، كان عالِمًا بالتفسير والأحكام واللغة. توفي في أوائل هذه السنة بمنية بني خصيب من الصعيد الأدنى عن 93 عامًا.

العام الهجري : 671 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1273
تفاصيل الحدث:

في سادس عشر من صفر عام 670هـ قدم شمس الدين بن نجم الدين صاحب الدعوة الإسماعيلية، فقُبِضَ عليه وعلى أصحابه وسُيِّروا إلى مصر، واستمرت مضايقةُ حصونهم حتى تسَلَّم نواب السلطان حصنَ الخواني وحصن العليقة، وفي ذي القعدة من هذا العام سلمت الإسماعيليةُ ما كان بقي بأيديهم من الحصونِ، وهي الكهف، والقدموس، والمنطقة، وعُوِّضوا عن ذلك بإقطاعات، ولم يبق بالشامِ شَيءٌ لهم من القلاع، واستناب السلطانُ فيها.