الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:

هو عبد الرحمن بن أحمد بن مسعود الكواكبي، ويلقَّب بالسيد الفراتي، مِن رجالِ الأدب والاجتماع والسياسة، وهو من رواد الحركةِ القومية العربيَّة، ولد في 23 شوال سنة 1271هـ في مدينة حلب، وتعَلَّم بها، وكانت له مكانةٌ مرموقة في بلَدِه، يقصدُه أصحابُ الحاجات لقضائِها، ويلجأُ إليه أرباب المشاكلِ لحلِّها، بل كان رجالُ الحكم يستشيرونه أحيانًا فيُبدي رأيَه في جرأة وشجاعة. أنشأ في حلب جريدة (الشهباء) فأغلقَتْها الحكومةُ؛ لهجومه على العثمانيين وطَلَبِه استقلالَ العرب عنهم، ثم أنشأ جريدةَ (الاعتدال) فعُطِّلت كذلك من قِبَل الحكومة، وأُسنِدَت إليه مناصِبَ عديدة. سجنه العثمانيون بسببِ موقِفِه منهم، وتشجيعِه للعرب على الانفصالِ عن الدولة العثمانية، وحكَموا عليه بالقتل إلَّا أن الرأيَ العامَّ جعل العثمانيين يُطلِقون سراحَه، وخَسِرَ جميع ماله، فرحل إلى مصر. وساح إلى بلاد العربِ وشرقي إفريقية وبعض بلاد الهند. واستقَرَّ في القاهرة إلى أن توفي. له من الكتب ((أم القرى))، و ((طبائع الاستبداد))، وكان لهما عند صدورهما دويٌّ كبيرٌ، ألَّف أيضًا كتاب ((العظمة لله))، و((صحائف قريش))، إلى غير ذلك، توفي في القاهرة، ودُفِنَ فيها.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

زادت نِقمةُ النَّاسِ على النِّظامِ الحاكم في ليبيا، وكانت تزدادُ كُلَّما ازداد التودُّدُ للإيطاليين الذين كانوا بالأمسِ محتلِّين وأذاقوا الناسَ الويل، وأيضًا لعدَمِ مقاطعتهم لإسرائيل رغمَ صدور قرار المقاطعة من الجامعة العربية، ثمَّ ازدياد النفوذ الأمريكي في المنطقة، وغيرها من الأمور التي ولَّدت الحِقدَ الشعبيَّ، وظهرت المعارضةُ. وفي 19 جمادى الآخرة 1389هـ / 2 أيلول (سبتمبر) تحرَّك الجيشُ بقيادةِ العقيد معمَّر القذافي، وقضى على الوَضعِ القائم الذي وَجَدَه هشًّا؛ إذ نِقمةُ الشَّعبِ كانت عارمةً على النظام الملكي، وتشكَّل المجلسُ الأعلى لقيادة الثورة، وتشكَّلت حكومةٌ جديدة من عسكريِّين ومَدَنيين، وعلى إثر ذلك انسحبت أمريكا وانجلترا من ليبيا، فأصبح لهذه الثورةِ مكانتُها في أعُينِ النَّاسِ، ثمَّ مِن الناحية الإسلاميَّة أصدرت الثورةُ قانونًا بمنع تعاطي الخُمورِ في ليبيا، وطبَّقت الزكاةَ، وأصدرت مجموعةَ قوانين تدور حولَ هذا الفَلَك الإسلامي! ثم أبدى القذافيُّ قائدُ الثورة بعد وفاة جمال عبد الناصر أنَّه الوريثُ للزعامة العربية! وعَمِلَ على إقامة اتحادِ الجُمهوريات العربية المتَّحَدة بين ليبيا ومصر وسوريا.

العام الهجري : 1440 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

قدَّم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقالته إلى رئيس المجلس الدستوري وتم إعلان إجراءات شغور منصب الرئيس ومن ثم التحضير لفترة انتقالية تنتهي بانتخاب رئيس جديد
يُعدُّ بوتفليقةُ الرئيسَ العاشرَ للجزائرِ منذُ التكوينِ، والرئيسَ الثامِنَ منذُ الاستقلالِ. وُلِدَ بمدينةِ وَجْدةَ المغربيَّةِ وهو مِن أصولٍ أمازيغيَّةٍ. التحَقَ بعدَ نهايةِ دراستِه الثانويَّةِ بصفوفِ جيشِ التَّحريرِ الوطنيِّ الجزائريِّ وهوَ في 19 من عُمرِه في عامِ 1956م. وهو أطولُ رُؤساءِ الجزائرِ حُكمًا. بعدَ الاستِقلالِ في عامِ 1962م تقلَّدَ العُضويَّةَ في أوَّلِ مجلِسٍ تأسيسيٍّ وطنيٍّ، ثمَّ تولَّى وِزارةَ الشبابِ والرياضةِ والسياحةِ وهو في سنِّ الخامسةِ والعِشرينَ. وفي سنة 1963م عُيِّن وَزيرًا للخارجيَّةِ. في عام 1964م انتخَبَه مؤتمرُ حِزبِ جَبهة التحريرِ الوطنيِّ عضوًا في اللَّجنةِ المركزيَّةِ وفي المكتبِ السياسيِّ.
وقد شاركَ بصِفةٍ فعَّالةٍ في انقِلابِ عامِ 1965م الذي قادَه هواري بومدين على الرئيسِ أحمدَ بنِ بلَّةَ، وصارَ لاحِقًا عضوًا لمجلسِ الثورةِ تحتَ رئاسةِ الرئيسِ هواري بومدين.

العام الهجري : 302 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 914
تفاصيل الحدث:

أنفذ أبو محمَّدٍ عبيدُ الله الملقَّبُ بالمهديِّ جيشًا من إفريقية مع قائدٍ مِن قوَّادِه يقال له حُباسةُ، إلى الإسكندريَّةِ، فغلب عليها وكان مسيرُه في البحر، ثمَّ سار منها إلى مصر، فنزل بين مصر والإسكندريَّة، فبلغ ذلك المُقتَدِر، فأرسل مؤنِسًا الخادِمَ في عسكرٍ إلى مصر لمحاربةِ حُباسة، وأمدَّه بالسلاح والمال، فسار إليها، فالتقى العسكرانِ، فاقتتلوا قتالًا شديدًا فقُتِلَ مِن الفريقَيْن جمعٌ كثير، وجُرِحَ مِثلُهم، ثمَّ كان بينهم وقعةٌ أخرى بنحوها، ثمَّ وقعة ثالثة ورابعة، فانهزم فيها المغاربةُ أصحابُ المهديِّ، وقُتلوا وأُسِروا، فكان مبلغُ القتلى سبعةَ آلاف مع الأسرى، وهرب الباقون، وكانت هذه الوقعةُ في نهاية جمادى الآخرة، وعادوا إلى الغَربِ، فلمَّا وصلوا إلى الغربِ قتَلَ المهديُّ حُباسةَ.

العام الهجري : 354 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ مَلِكُ الروم بجيشٍ كثيفٍ إلى المصيصة فأخذها قسرًا وقتَلَ مِن أهلها خلقًا، واستاق بقِيَّتَهم معه أسارى، وكانوا قريبًا من مائتي ألف، ثم جاء إلى طرسوس فسأل أهلُها منه الأمانَ فأمَّنَهم وأمَرَهم بالجلاءِ عنها والانتقال منها، واتخذَ مَسجِدَها الأعظمَ إسطبلًا لخيولِه وحَرَقَ المنبرَ ونقل قناديلَه إلى كنائِسِ بلَدِه، وتنصَّرَ أهلُها معه، وكان أهلُ طرسوس والمصيصة قد أصابهم قبلَ ذلك بلاءٌ وغلاءٌ عَظيمٌ، ووباءٌ شديد، بحيث كان يموتُ منهم في اليومِ الواحدِ ثمانمائة نفر، ثم دهَمَهم هذا الأمرُ الشديد فانتقلوا من شهادةٍ إلى شهادةٍ أعظمَ منها، وعَزَمَ مَلِكُ الروم على المُقام بطرسوس ليكونَ أقرَبَ إلى بلادِ المُسلمين، ثم عنَّ له فسار إلى القُسطنطينية، وفي خدمته الدُّمُسْتُق مَلِكُ الأرمن- قبَّحَه الله.

العام الهجري : 684 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1285
تفاصيل الحدث:

سافر السلطان المنصور قلاوون الألفي بالعساكر المصرية والشامية فنزل المرقب، وهي قلعة حصينة تشرف على البحر بالشام، كانت بيد الإسبتارية، ففتحه الله عليهم في يوم الجمعة ثامن عشر صفر، وجاءت البشارة بذلك إلى دمشق فدُقَّت البشائر وزُينت البلد وفرح المسلمون بذلك؛ لأن هذا الحصن كان مضرة على المسلمين، ولم يتَّفِق فتحه لأحد من ملوك الإسلام لا للملك صلاح الدين، ولا للملك الظاهر بيبرس، وفتح حوله بلنياس ومرقب وهي بلدة صغيرة إلى جانب البحر عند حصن منيع جدًّا لا يصل إليه سهم ولا حجر منجنيق، فأرسل إلى صاحب طرابلس فهدمه تقربًا إلى السلطان الملك المنصور قلاوون، واستنقذ السلطان خلقًا كثيرًا من أسارى المسلمين، الذين كانوا عند الفرنجِ.

العام الهجري : 827 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1424
تفاصيل الحدث:

هو العلامة البحر الزاخر المولى حافظ الدين محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف الكردي البريقيني الخوارزمي الحنفي الشهير بالبزازي، برع في الأصول حتى ذاع صيته في البلاد، اشتهر بفتاويه وخاصة فتواه بتكفير تيمورلنك، وتُعرَف بالفتاوى البزازية، وله مصنفات؛ منها: مناقب الإمام الأعظم  أبي حنيفة، ومناسك الحج، وآداب القضاة، وتعريفات الأحكام، وغيرها من الكتب. قال عصام الدين طاشْكُبْري زادَهْ: "له كتاب في مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه، وهو كتاب نافع في الغاية، مشتمل على المطالب العالية، طالعته من أوله إلى آخره واستفدت منه، ولما دخل بلاد الروم باحَثَ مع المولى الفناري وغلب هو عليه في الفروع، وغلب ذلك عليه في الأصول وسائر العلوم".

العام الهجري : 1009 العام الميلادي : 1600
تفاصيل الحدث:

بعد أن فرَّ كثيرٌ من الجند من معركة كرزت، قام السلطان العثماني محمد الثالث بنفيهم إلى الأناضول، فقام أحدُهم واسمه قره يازجي وادَّعى أنَّه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه وعده بالنصرِ على آل عثمان، فأعلن التمرُّد بعد أن تبِعَه كثيرٌ من المرتزقة من الجنود المنفيِّين، فدخل عينتاب فحاصرته الجيوشُ العثمانية، فأعلن الاستسلامَ على أن يُعطَى ولايةَ أماسيا، فوافق العثمانيون على ذلك، فلما ابتعدت عنه الجيوشُ أظهر العصيانَ ثانيةً وساعده أخوه دلي حسن والي بغداد يومَها، فعاد الجيشُ العثماني بقيادة صقلي حسن باشا فانتصر على قره يازجي الذي توفِّي متأثرًا بجراحه، وجاء أخوه فانتصر على صقلي حسن باشا وقتلَه عام 1010.

العام الهجري : 1209 العام الميلادي : 1794
تفاصيل الحدث:

وبعد وفاة كريم خان الكردي حاكم دولة الزنديين في إيران، انتفضَ على الحُكم زكي خان فقام في وجهه القاجار بقيادة آغا محمد، فبعث إليهم جيشًا إلى أصفهان بقيادةِ علي مراد خان الذي لم يلبثْ أن انقلب ضِدَّه واغتِيلَ زكي خان، وانطلق القاجار بقيادةِ زعيمِهم آغا محمد، ودخَلوا أصفهان غيرَ أنهم في البداية هُزموا أمام البختيار، ثمَّ إنَّ لطف الله خان الكردي استسلم للقاجار فقتلوه, وأبادوا أسرةَ الزندي، وهكذا انتهى الزنديون وقبلَهم الأفشار وتفرَّد القاجار بالحُكمِ متَّخِذين طهران عاصمةً لهم، وكان أوَّلَ أمرائهم آغا محمد حسن قاجار، الذي سار إلى تفليس في عام 1210هـ واحتلَّها كما احتلَّ أيضًا أريفان عاصمة أرمينيا.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

هو المقرئُ الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحدُ رُوَّادِ التلاوة بمصر، تميَّز بأسلوبٍ مُمَيَّز وحزين في تلاواتِه. وُلِدَ بقرية البوري بمحافظة سوهاج بمصر، وأتمَّ حِفظَ القرآن وهو في الثامنة؛ حيث نشأ في أسرةٍ تهتَمُّ بالقرآن حفظًا وتلاوةً؛ فأبوه الشيخ صديق هو الذي علَّمه فنَّ قراءة القرآن الكريم، ذاع صِيتُ محمد ولَقِيَ قَبولًا حسنًا لعُذوبةِ صَوتِه وجماله وانفرادِه بذلك، كان متقِنًا لمقاماتِ القراءة والانفعال العميقِ مع معاني وألفاظ القرآن, ويُعدُّ المنشاوي من أشهَرِ القرَّاء في العالم الإسلامي. أصيب الشَّيخُ في آخر أيامِه بمرض دوالي المريء، ورَغمَ مَرضِه ظلَّ يقرأ القرآن حتى وافته المنية -رحمه الله- يوم الجمعة 5 ربيع الثاني من هذا العام.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

فَرَض حُوثِيُّون حِصارًا على دار الحديث بدَماَّجٍ بصَعدَةَ، وقاموا بمَنعِ دُخولِ الموادِّ الغذائيَّةِ والأدوِيَةِ، ودُخولِ الطَّلَبة المستجَدِّين، وخُروجِ الحُجَّاج لأداء الحجِّ، وقاموا بقَتلِ بعضِ طَلَبةِ العلمِ عن طريقِ القنصِ من الجبال، ثم شنُّوا هُجومًا بالقذائفِ المِدفَعية والهاون قُتِل من جرَّائِه عَشَراتٌ من أهل السُّنة، وأكثَرُهم نَزَفوا حتى الموتِ؛ إذ لا تتوفَّرُ إمكانياتٌ طِبِّيةٌ بسبب الحصارِ المطبَّقِ عليهم. وتُعتبُر دمَّاجٌ قريةً تقع في وادٍ جنوبَ شرقِ مدينة صَعدَةَ بشمالِ اليمن، وهي تابعةٌ إداريًّا لمُديريَّة الصَّفراءِ من مُحافَظة صَعدَةَ باليمن، وتَرجِع شُهرَةُ هذه البلدةِ إلى وجودِ مركزِ دارِ الحديثِ الذي أسَّسه الشَّيخُ مُقبِلُ بنُ هادي الوادِعِيُّ -رحمه الله- وكان من أهالي هذه البلدةِ.

العام الهجري : 1440 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

تُوفي الرئيسُ السابقُ محمد مرسي خِلالَ جلْسةِ محاكمتِه وهو من مواليدِ أغسطس عامَ 1951م، واسمُه الكاملُ محمد محمد مرسي عيسى العيَّاط، تولَّى رئاسةَ مصرَ في أوَّلِ انتِخاباتٍ رئاسيَّةٍ عقِبَ ثورةِ يناير منَ العامِ 2011م، ليكونَ الرئيسَ الخامِسَ لمصرَ، كان يعمَلُ أستاذًا بكليةِ الهندسةِ جامعةِ الزقازيقِ، وبدأتْ فَترتُه الرئاسيَّةُ مع إعلانِ فوزِه في الانتِخاباتِ الرئاسيَّةِ التي أُجرِيَت في 24 يونيو 2012، وتولَّى مهامَّ منصِبِه في 30 يونيو من العام 2012م، إلى 3 يوليو من العام 2013م.
وقد تُوفِّي رحمه الله داخلَ معهدِ أُمناءِ الشرطةِ في طُرةَ بالقاهرةِ ودُفِنَ فجرَ الثلاثاءِ 18 يونيو 2019م في مقبرةٍ بمدينةِ نصر شرقيَّ القاهرةِ بحضورِ أسرتِه ومُحاميه.

العام الهجري : 267 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 880
تفاصيل الحدث:

وجَّه أبو أحمد الموفَّق ولَدَه أبا العباسِ في نحوٍ مِن عشرة آلافِ فارس وراجلٍ، في أحسَنِ هيئةٍ وأكملِ تجَمُّل لقتال الزنج، فساروا نحوَهم فكان بينه وبينهم من القتالِ والنِّزال في أوقاتٍ متعدِّدة ووقعاتٍ مشهورةٍ، استحوذ أبو العباس بن الموفِّق فيها على ما كان استولى عليه الزنجُ ببلاد واسط وأراضي دجلة، هذا وهو شابٌّ حَدَثٌ لا خبرةَ له بالحرب، ولكِنْ سَلَّمَه الله وأعلى كلمَتَه وسَدَّد رَميَتَه وأجاب دعوتَه، وفتح على يديه وأسبَغَ نِعَمَه عليه، وهذا الشابُّ هو الذي وليَ الخلافةَ بعد عمه المعتمد، ثم ركب أبو أحمد الموفَّق ناصر دين الله في بغداد في صفر منها في جيوشٍ كثيفة، فدخل واسط في ربيع الأوَّل منها، ثم سار بجميعِ الجيوش إلى صاحب الزنج وهو بالمدينة التي أنشأها وسمَّاها المنيعة، فقاتل الزنجُ دونها قتالًا شديدًا فقهرهم ودخلها عَنوةً وهربوا منها، فبعث في آثارِهم جيشًا، فلَحِقوهم إلى البطائح يقتُلون ويأسرون، وغَنِمَ أبو أحمد من المنيعة شيئًا كثيرًا، واستنقذ من النساء المُسلمات خمسةَ آلافِ امرأة، وأمر بإرسالهنَّ إلى أهاليهن بواسط، وأمر بهدمِ سُورِ البلد وبطَمِّ خندقها وجعلها بلقعًا بعد ما كان للشَّرِّ مَجمعًا، ثم سار الموفَّق إلى المدينة التي لصاحب الزنج التي يقال لها المنصورة، وبها سليمان بن جامع، فحاصروها وقاتلوه دونها فقُتِلَ خَلقٌ كثيرٌ من الفريقين، ورَمى أبو العباس بن الموفَّق بسهمٍ أحمدَ بن هندي أحدَ أمراء صاحب الزنج فأصابه في دماغِه فقَتَله، فشَقَّ ذلك على الزنجِ جِدًّا، وأصبح الناسُ محاصِرينَ مدينة الزنج يومَ السبت لثلاث بقين من ربيع الآخر والجيوشُ المُوَفَّقية مُرتَّبة أحسنَ ترتيب، فتقدم الموفَّق واجتهد في حصارِها، فهزم الله مقاتِلَتَها وانتهى إلى خَندقِها، فإذا هو قد حُصِّنَ غايةَ التحصين، وإذا هم قد جعلوا حول البلدِ خمسةَ خنادقَ وخمسة أسوار، فجعل كلمَّا جاوز سورًا قاتلوه دون الآخَرِ، فيَقهَرُهم ويجوز إلى الذي يليه، حتى انتهى إلى البلد فقتل منهم خلقًا كثيرًا وهرب بقيَّتُهم، وأسَرَ مِن نساءِ الزِّنج من حلائل سليمان بن جامع وذويه نساءً كثيرةً وصِبيانًا، واستنقذ من أيديهم النساءَ المُسلِمات والصبيانَ مِن أهل البصرة والكوفة نحوًا من عشرة آلاف نسمةٍ فسَيَّرَهم إلى أهليهم، ثمَّ أمر بهدم أسوارِها ورَدْم خنادِقِها وأنهارِها، وأقام بها سبعةَ عشر يومًا، بعث في آثارِ مَن انهزم منهم، فكان لا يأتونَ بأحدٍ منهم إلَّا استماله إلى الحقِّ برِفقٍ ولِينٍ وصَفحٍ، فمن أجابه أضافه إلى بعض الأمراءِ - وكان مقصودُه رجوعَهم إلى الدينِ والحَقِّ- ومن لم يُجِبْه قتله أو حبَسَه، ثم ركب إلى الأهواز فأجلاهم عنها وطرَدَهم منها وقتلَ خلقًا كثيرًا من أشرافهم؛ منهم أبو عيسى محمد بن إبراهيم البصري، وكان رئيسًا فيهم مُطاعًا، وغَنِم شيئًا كثيرًا من أموالهم، وكتب الموفَّق إلى صاحب الزنج- قبَّحَه الله- كتابًا يدعوه فيه إلى التوبةِ والرجوع عمَّا ارتكبه من المآثِمِ والمظالمِ والمحارمِ، ودعوى النبوَّةِ والرِّسالة، وخرابِ البُلدانِ واستحلالِ الفُروج الحرام، ونبَذَ له الأمانَ إن هو رجَعَ إلى الحق، فلم يَرُدَّ عليه صاحِبُ الزنج جوابًا، فسار أبو أحمد الموفَّق إلى مدينةِ صاحب الزنج وحصار المختارة، فلمَّا انتهى إليها وجدَها في غاية الإحكام، وقد حَوَّط عليها من آلات الحصار شيئًا كثيرًا، وقد التفَّ على صاحب الزنج نحوٌ من ثلثمائة ألفِ مقاتلٍ بسيفٍ ورُمحٍ ومِقلاعٍ، ومن يكثر سوادهم، فقَدَّم الموفَّق ولدَه أبا العباس بين يديه فتقَدَّم حتى وقف تحت قصرِ الملك فحاصَره محاصرةً شديدةً، وتعجَّبَ الزنج من إقدامِه وجرأتِه، ثم تراكمتِ الزِّنجُ عليه من كلِّ مكان فهزمهم وأثبتَ بهبوذ بن عبدالوهاب أكبَر أمراءِ صاحبِ الزنجِ بالسِّهام والحجارةِ، ثم خامر جماعةٌ من أصحاب أمراءِ صاحِب الزنج إلى الموفَّق فأكَرَمهم وأعطاهم خِلَعًا سَنِيَّة، ثم رَغِبَ إلى ذلك جماعةٌ كثيرون فصاروا إلى الموفَّق، ثم ركب أبو أحمد الموفَّق في يوم النصف من شعبان ونادى في الناسِ كلِّهم بالأمان إلى صاحبِ الزنج، فتحول خلقٌ كثيرٌ من جيش صاحب الزنج إلى الموفَّق، وابتنى الموفَّق مدينةً تجاه مدينة صاحب الزنج سمَّاها الموفَّقيَّة، ليستعينَ بها على قتال صاحب الزنج، ثم جرت بينهم حروبٌ عظيمة، وما زالت الحربُ ناشبةً حتى انسلخت هذه السنةُ وهم محاصِرونَ للخبيثِ صاحِبِ الزنج، وقد تحوَّل منهم خلقٌ كثيرٌ، فصاروا على صاحِبِ الزنج بعد ما كانوا معه، وبلغ عددُ من تحول قريبًا مِن خمسين ألفًا من الأمراءِ الخواصِّ والأجناد، والموفَّق وأصحابُه في زيادةٍ وقوَّة ونصرٍ وظفَرٍ.

العام الهجري : 842 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1438
تفاصيل الحدث:

بعد أن تسلطن الظاهر جقمق أصبح الأمير قرقماس هو أتابك العساكر وهو الأمير الكبير، ثم في ربيع الآخر ثارت عدة من المماليك القرانصة الذين قاموا مع السلطان العزيز يوسف بن برسباي قبل ذلك على الأشرفية، وطلبوا الآن من السلطان الزيادة في مرتباتهم، فنزل إليهم الأمير قرقماس ووعدهم بأن يكلم السلطان بذلك، ولكنهم أبوا إلَّا أن يقاتلوا السلطان واستطاعوا أن يقنعوا الأمير قرقماس بأن يكون معهم ضِدَّ السلطان، فلبسوا سلاحهم ولبس هو الآخر أيضًا، وأتاه كثير من الأشرفية، وساروا به حتى وقف بالرميلة تجاه باب السلسلة، وهم في اجتماعهم مختلفة آراؤهم، وعندما وقف تجاه باب السلسلة من القلعة سار بعض أتباعه ونادى في القاهرة على لسانه بمجيء المماليك إلى الأمير قرقماس، وأنه ينفق فيهم مائتي دينار لكل واحد، وبمجيء الزعر إليه وأنه يعطي كل واحد منهم عشرين دينارًا، فعَظُم جمعُه، بحيث توهَّم كثير من الناس أن الأمر له، وكان السلطان عند ذلك في نفر قليل، فبادر بنزوله من القصر إلى المقعد الذي بجانب باب السلسلة، ومعه المال، وبعث بجماعة للقتال، فوقعت الحربُ بين الفريقين مرارًا، والجراح فاشية فيهم، وقد قُتِل جماعة وتعَيَّن الغلب لقرقماس ومن معه، إلا أن عدة من الأمراء فرُّوا عنه، وصعدوا من باب السلسلة إلى السلطان، فسُرَّ بهم، ثم أقبل أيضًا من جهة الصليبة عدة أمراء، ووقفوا تجاه قرقماس في هيئة أنهم جاؤوا ليقاتلوا معه، ثم ساقوا خيولهم بمن معهم، ودخلوا باب السلسلة، وصاروا مع السلطان، فازداد بهم قوة، هذا وقد دُقَّت الكوسات -قطعتان من نحاس يدق بإحداهما على الأخرى بإيقاع مخصوص- السلطانية حربيًّا بالطبلخاناه من القلعة، وقامت ثلاثة مشاعلية على سور القلعة تنادي من كان في طاعة السلطان فليحضُرْ وله من النفقة كذا وكذا، ونثر مع ذلك السلطان من المقعد على العامة ذهبًا كثيرًا، وصار يَقِفُ على قدميه ويحَرِّض أصحابه على القتال، فأقبلت الفرسان نحوه شيئًا بعد شيء داخلة في طاعته، وتركت قرقماس، والحرب مع هذا كله قائمة بين الفريقين ضربًا بالسيوف، وطعنًا بالرماح، إلا أن الرمي من القلعة على قرقماس ومن معه بالنشاب كثيرٌ جدًّا، مع رمى العامة لهم بالحجارة في المقاليع؛ لبغضها في قرقماس وفي الأشرفية، فتناقص جمعهم، وتزايد جمع السلطان إلى قبيل العصر، فتوجه بعض الأشرفية وأخذوا في إحراق باب مدرسة السلطان حسن؛ ليتمكنوا من الرمي على القلعة من أعلاها، فلم يثبت قرقماس، وفَرَّ وقد جُرِح، فثبتت الأشرفية وقاتلت ساعة، حتى غُلِبت بالكثرة عليها، فانهزمت بعدما قُتِل من الفرسان والرجالة جماعة، وجُرح الكثير، فممن جُرح من السلطانية الأمير تغري بردي المعروف بالمؤذي حاجب الحجاب من طعنة برمح في شدقه، والأمير أسنبغا الطيارى الحاجب في آخرين، فكانت هذه الوقعة من الحروب القوية بحسب الوقت، إلا أن قرقماس جرى فيها على عادته في العجلة والتهور، ففاته الحزم، وأخطأه التدبير من وجوه عدة؛ ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ} وعندما انهزم القوم ندب السلطان الأمير أقبغا التمرازي أمير سلاح في جماعة؛ لطلب المنهزمين، فتوجه نحو سرياقوس خشية أن يمضوا إلى الشام، فكانوا أعجز من ذلك، ولم يجد أحدًا فعاد، ثم قُبِض على الأمير قرقماس، ثم سُجِن بالإسكندرية، ثم قُتِل بعد عدة أشهر.

العام الهجري : 538 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1144
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ كَبيرُ المُعتَزِلةِ: أبو القاسِمِ محمودُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عُمَرَ الزَّمخشريُّ الخوارزميُّ النَّحويُّ اللُّغَويُّ الحَنَفيُّ المتكَلِّمُ المُفَسِّر, وزمخشَرُ: قَريةٌ مِن قُرى خوارِزمَ، ومَولِدُه بها في رجَبٍ سنة 457، صاحِبُ الكَشَّاف في التفسير، والمُفصَّل في النَّحوِ، وله الفائِقُ في غريبِ الحديثِ، وأساسُ البلاغةِ في اللُّغةِ، وشَرحُ لاميَّةِ العَرَب للشَّنفَرَى، وشَرحُ أبياتِ كتابِ سِيبويهِ، ومناقِبُ أبي حنيفةَ النُّعمانِ، وغيرُها، وكان يُقالُ له: جارُ اللهِ؛ لأنَّه جاوَرَ بمكَّةَ المُشَرَّفةِ زمانًا، قال ابنُ خَلِّكان: "سَمِعتُ مِن بَعضِ المشايخِ أنَّ إحدى رِجلَيه كانت ساقِطةً، وأنَّه كان يمشي في جاون خَشَبٍ، وكان سَبَبُ سُقوطِها أنَّه كان في بعضِ أسفارِه ببلاد خوارزمَ أصابَه ثلجٌ كثيرٌ وبَردٌ شَديدٌ في الطريقِ فسَقَطَت منه رِجلُه، وأنَّه كان بِيَدِه مَحضَرٌ فيه شهادةُ خَلقٍ كثيرٍ مِمَّن اطَّلَعوا على حقيقةِ ذلك؛ خوفًا من أن يَظُنَّ مَن لم يعلَمْ صُورةَ الحالِ أنَّها قُطِعَت لرِيبةٍ". قَدِمَ الزمخشريُّ بغداد وسَمِعَ الحديثَ وتفَقَّهَ وبرَعَ في فنونٍ، وصار إمامَ عَصرِه في عِدَّةِ عُلومٍ، وكان رأسًا في البلاغةِ والعربيَّةِ والمعاني والبَيانِ، وله نَظمٌ جَيِّدٌ, وكان يُظهِرُ مَذهَبَ الاعتزالِ ويُصَرِّحُ بذلك في تفسيرِه، ويناظِرُ عليه. قال ابنُ خَلِّكان: "كان الزمخشريُّ مُعتزليَّ الاعتقادِ مُتظاهِرًا به، حتى نُقِلَ عنه أنَّه كان إذا قصَدَ صاحبًا له واستأذنَ عليه في الدُّخولِ يقولُ لِمَن يأخُذُ له الإذنَ: قُل له: أبو القاسِمِ المُعتَزليُّ بالبابِ، وأوَّلَ ما صَنَّفَ كِتابَ "الكَشَّاف" كتب استفتاحَ الخُطبةِ "الحمدُ لله الذي خلق القُرآنَ " فيقالُ: إنه قيل له: متى تركْتَه على هذه الهيئةِ هَجَره الناسُ ولا يرغَبُ أحَدٌ فيه، فغَيَّرَه بقولِه: "الحمدُ لله الذي جعل القُرآنَ" وجعَلَ عندهم بمعنى خَلَق، ورأيتُ في كثيرٍ مِن النُّسَخِ" الحمدُ لله الذي أنزلَ القُرآنَ" وهذا إصلاحُ النَّاسِ لا إصلاحُ المُصَنِّفِ". قال الذهبي: "كان داعيةً إلى الاعتزالِ، اللهُ يُسامِحُه" روى عنه بالإجازة: أبو طاهرٍ السلفيُّ، وزينب بنت الشعري. كانت وفاته بخوارزم ليلةَ عرفةَ منها، عن سِتٍّ وسبعينَ سنة.