الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 168 العام الميلادي : 784
تفاصيل الحدث:

ثار أبو الأسود محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفِهري بالأندلس، وكان من حديثه: أنَّه كان في سِجنِ عبد الرحمن بقُرطبةَ مِن حينِ هرب أبوه، وقُتِل أخوه عبد الرحمن، وحُبِس أبو الأسود، وتعامى في الحبسِ ثمَّ هرب منه واجتمعَ حَولَه خَلقٌ كثيرٌ، فرجع بهم إلى قتال عبد الرحمن الداخل، فالتقيا على الوادي الأحمر بقسطلونة، واشتدَّ القتال، ثم انهزم أبو الأسودِ، وقُتِلَ من أصحابِه أربعةُ آلاف سوى من تردَّى في النهر، واتَّبَعه الداخل يقتُلُ من لحِقَ، حتى جاوز قلعةَ الرباح، ثم جمَعَ وعاد إلى قتالِ الداخل، في سنة تسع وستين، فلما أحسَّ بمَقْدَمةِ الأمويِّ انهزم أصحابُه وهو معهم، فأُخِذَ عيالُه، وقُتِلَ أكثَرُ رجاله، وبَقِيَ إلى سنة سبعين، فهلك بقريةٍ مِن أعمال طليطِلة. وقام بعده أخوه قاسِمٌ وجمع جمعًا، فغزاه الأميرُ، فجاء إليه بغيرِ أمانٍ فقَتَله.

العام الهجري : 176 العام الميلادي : 792
تفاصيل الحدث:

استطاع أحدُ زُعَماء الإباضية وهو عبد الله بن يحيى، المشهورُ بطالب الحقِّ، الاستيلاءَ على حضرموت سنة 129هـ، في السنواتِ الأخيرة لحُكم بني أمية، بمساعدة الإباضيَّة في البصرة، ثم استولى على صَنعاء، وامتَدَّ نُفوذُهم إلى بعضِ مَناطِقِ الحجاز بعد انتصاراتٍ على الجيوش الأمويَّة، تَبِعَها هزائم وانكسارات. وقد ظَلَّ للإباضيَّة نفوذ وانتشار في حضرموت حتى استيلاء الصليحي عليها سنة 455هـ. وأدَّت بعضُ العوامل إلى أن يؤسِّسَ الإباضيُّونَ إمارةً لهم في عُمان؛ منها: انتماءُ عدَدٍ من أبناء قبيلة الأزد- أكبر قبائل عُمان- إلى الإباضيَّة، ورغبةُ العُمانيِّين المستَمِرَّة في الاستقلال عن السُّلطة المركزية المتمَثِّلة بالدولة الأموية ثمَّ العباسيَّة، إضافةً إلى طبيعة عُمان الجغرافية وموقعِها الاستراتيجيِّ؛ ممَّا ساعدها على تنميةِ مَوارِدها الاقتصاديَّة، وبالتالي الوقوف ضِدَّ أي خطرٍ دونَ خَوفٍ من حصار اقتصاديٍّ مُحتَمَل، كما كان يحدثُ في الحجاز مثلًا. ومنذ سنة 177هـ استطاع الإباضيُّون تأسيسَ الإمامة في عُمان، وما زال مذهبُهم سائدًا فيها إلى اليوم.

العام الهجري : 180 العام الميلادي : 796
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ الحكم بن هشام صاحِبُ الأندلس جيشًا مع عبد الكريم بنِ مغيث إلى بلاد الفرنج، فدخل البلادَ، وبثَّ السَّرايا فجازوا خليجًا من البحر كان الماءُ قد جَزَر عنه، وكان الفرنجُ قد جعلوا أموالَهم وأهليهم وراء الخليجِ؛ ظنًّا منهم أنَّ أحدًا لا يقدِرُ أن يعبُرَ إليهم، فجاءهم ما لم يكُنْ في حِسابهم، فغَنِمَ المسلمون جميعَ مالهم، وأسَروا الرجالَ وقَتَلوا منهم فأكثروا، وسَبَوا الحريمَ، وعادوا سالِمينَ إلى عبدِ الكريم. وسَيَّرَ طائفةً أخرى، فخَرَّبوا كثيرًا من بلاد فرنسيَّة، وغَنِمَ أموال أهلها، وأسَروا الرجال، فأخبَرَه بعض الأسرى أنَّ جماعةً مِن ملوك الفرنج قد سبقوا المُسلِمينَ إلى وادٍ وعْرِ المسلَكِ على طريقِهم، فجمع عبد الكريم عساكِرَه، وسار على تعبئةٍ، وجَدَّ السَّيرَ، فلم يشعُرِ الكُفَّارُ إلَّا وقد خالَطَهم المسلمون، فوَضَعوا السيفَ فيهم فانهزموا، وغَنِمَ ما معهم وعاد سالِمًا هو ومَن معه.

العام الهجري : 213 العام الميلادي : 828
تفاصيل الحدث:

كان إدريسُ الثاني قد بُويِعَ وهو رضيعٌ، ولَمَّا بلغ الحاديةَ عشرة من عمره بويع مرةً أخرى، وكان جوادًا أحبَّه الرعيَّةُ، واستمال أهلَ تونُسَ وطرابلس الغرب التي كان يحكُمُها الأغالبة، وانتظم له البربر وبنى مدينةَ فاس، وأخضع الخوارِجَ الصفرية في تلمسان، فلما مات عن عمر 36 عامًا خَلَفَه ابنُه محمَّدٌ، فاختلف الأدارسة؛ إذ نازعه أخوه عيسى بن إدريسَ الذي كان واليًا على أزمور، فأراد محمد أن يستعينَ عليه بأخيه القاسمِ والي طنجةَ، لكن القاسِمَ رفضَ، فاستنجد بأخيه عُمَر والي مكناس، فساعده وسار أولًا إلى عيسى، فلما أوقع عمَرُ بعيسى وغلبَ على ما في يده استنابَه إلى أعمالِه بإذن أخيه محمَّد، ثم أمَرَه أخوه محمَّد بالنهوض إلى حربِ القاسم لقعوده عن إجابتِه في محاربة عيسى، فزحف إليه وأوقع به واستناب عليه إلى ما في يَدِه، فصار الريفُ البحري كلُّه من عمَلِ عُمَرَ مِن تيكيشاش وبلاد غمارة إلى سبتة ثم إلى طنجة.

العام الهجري : 261 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 875
تفاصيل الحدث:

هو مُسلِمُ أبو الحسَنِ القُشيري النيسابوري، أحدُ الأئمَّة من حُفَّاظ الحديثِ، صاحبُ الصحيح الذي يلي صحيحَ البخاري، انتقل إلى العراقِ والحجاز والشَّام ومصر، وسمع من جماعةٍ كثيرين، وقد أثنى عليه جماعةٌ من العلماء من أهل الحديث وغيرهم. قال أحمد بن سلمة: "رأيت أبا زُرعة وأبا حاتم يُقَدِّمان مسلمَ بن الحجاج في معرفةِ الصَّحيحِ على مشايخ عصرهما"، وقيل: كان سببُ مَوتِه- رحمه الله- أنَّه عُقِدَ مَجلِسٌ للمذاكرة فسُئلَ يومًا عن حديثٍ فلم يعرِفْه، فانصرف إلى منزلِه، فأوقد السراجَ وقال لأهله: لا يدخُلْ أحدٌ الليلة عليَّ، وقد أُهدِيَت له سلةٌ مِن تمرٍ، فهي عنده يأكلُ تمرةً ويكشِفُ عن حديثٍ ثم يأكُلُ أخرى ويكشِفُ عن آخر، فلم يزَلْ ذلك دأبَه حتى أصبح وقد أكل تلك السلَّة وهو لا يشعُرُ، فحصل له بسبب ذلك ثقلٌ ومرَضٌ من ذلك، حتى كانت وفاته عشيةَ يوم الأحد، ودُفِن يوم الاثنين بنيسابور.

العام الهجري : 296 العام الميلادي : 908
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كان مِن أمْرِ انتهاءِ دَولةِ الأغالِبةِ واستحواذِ أبي عبدالله الشيعيِّ على البلادِ، واستقَرَّت له القيروانُ ورقادة، سار إلى سجلماسة، وكان المهديُّ وابنه أبو القاسم محبوسينِ عند اليسَع بن المدرار أميرِ سجلماسة، فلاطفه أبو عبدِالله ليُخَلِّصَ المهديَّ منه دون أذًى، وكان المهدي قد حاول الحضورَ إلى المغربِ بعد أن راسله أبو عبدالله بما فتح من البلادِ وغلبَ، وأن الأمرَ قد استتَبَّ له فلْيَحضُرْ، ولكنَّه قُبِضَ عليه في الطريقِ وأُسِرَ حتى صار أمرُه عند اليسَع بن مدرار أميرِ الخوارج الصفريَّة، لكنَّ اليسع لم يتلطَّفْ له بل حاربه، ثمَّ لَمَّا أحس بقوة أبي عبدالله الشيعي هرب من الحِصنِ فدخله أبو عبدالله وأخرج المهديَّ منه واستخرجَ ولَدَه، فأركَبَهما، ومشى هو ورؤساءُ القبائِلِ بين أيديهما، وأبو عبد الله يقول للنَّاسِ: هذا مولاكم، (وهو يبكي) من شِدَّةِ الفَرَح، حتى وصل إلى فسطاطٍ قد ضُرِبَ له فنزل فيه، وأمر بطَلَبِ اليسع (فطُلِبَ)، فأُدرِكَ، فأُخِذَ وضُرِبَ بالسِّياطِ ثمَّ قُتِل.

العام الهجري : 357 العام الميلادي : 967
تفاصيل الحدث:

شاع الخبَرُ ببغداد وغيرِها من البلاد أنَّ رَجُلًا ظهَرَ يقالُ له مُحمَّدُ بنُ عبد الله وتلقَّب بالمهديِّ وزعم أنَّه الموعود به، وأنه يدعو إلى الخيرِ وينهى عن الشر، ودعا إليه ناسٌ من الشيعة، وقالوا: هذا عَلَويٌّ مِن شِيعتِنا، وكان هذا الرجلُ إذ ذاك مقيمًا بمصر عند كافور الإخشيدي قبل أن يموتَ، وكان يُكرِمُه، وكان من جملةِ المُستحسِنينَ له سبكتكين حاجِبُ مُعزِّ الدولة البويهي، وكان شيعيًّا فظَنَّه عَلَويًّا، وكتب إليه أن يَقدَمَ إلى بغداد ليأخُذَ له البلاد، فترحَّلَ عن مصر قاصدًا العراق فتلَقَّاه سبكتكين الحاجِبُ إلى قريب الأنبار، فلما رآه عَرَفَه، وإذا هو محمد بن المستكفي باللهِ العبَّاسي، فلمَّا تحقَّقَ أنَّه عبَّاسي وليس بعَلَوي انثنى رأيُه فيه، فتفَرَّق شَملُه وتمزَّقَ أمرُه، وذهب أصحابُه كُلَّ مَذهب، وحُمِلَ إلى معز الدولة فأمَّنَه وسَلَّمَه إلى المطيعِ لله، فجدَعَ أنْفَه واختفى أمرُه، فلم يَظهَرْ له خبرٌ بالكلية بعد ذلك.

العام الهجري : 407 العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

كان المعِزُّ بنُ باديس الصِّنهاجيُّ ناصِرًا للسُّنَّةِ وقامِعًا لبدعةِ الرَّفضِ الإسماعيليَّة العُبَيديَّة بإفْريقيَّةَ، وفي هذه السَّنَةِ قَتَل الرَّافِضةَ الإسماعيليَّةَ أتباعَ العُبَيديِّينَ في بلاد إفْريقيَّةَ، وبدايتُه أنَّ المُعِزَّ بنَ باديس رَكِبَ في عاشوراء ومشى في القيروانِ والنَّاسُ يُسَلِّمونَ عليه ويَدعُونَ له، فاجتاز بجَماعةٍ، فسأل عنهم، فقيل: هؤلاء رافِضةٌ يسُبُّونَ أبا بكرٍ وعُمَرَ، فقال: رَضِيَ اللهُ عن أبي بكرٍ وعُمَرَ، فانصرَفَت العامَّةُ مِن فَورِها إلى دَربِ المقلى من القيروانِ، وهو مكانٌ تجتَمِعُ به الشِّيعةُ، فقَتَلوا منهم، فقُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ، وأُحرِقوا بالنَّارِ، ونُهِبَت ديارُهم، وقُتِلوا في جميعِ إفريقيَّةَ، واجتمَعَ جماعةٌ منهم إلى قصر المنصورِ قَريب القيروان، فتحَصَّنوا به، فحصَرَهم العامَّةُ وضَيَّقوا عليهم، فاشتَدَّ عليهم الجوعُ، فأقبلوا يَخرُجونَ والنَّاسُ يَقتُلونَهم حتى قُتِلوا عن آخِرِهم، ولجأ مَن كان منهم بالمهديَّةِ إلى الجامِعِ فقُتِلوا كُلُّهم، وكانت الشِّيعةُ تُسمَّى بالمغرب المشارِقةَ، نسبة إلى أبي عبدِ اللهِ الشِّيعيِّ، وكان مِن المَشرِقِ.

العام الهجري : 414 العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

هو أبو حيَّانَ عليُّ بن محمَّد بن العبَّاس البغدادي، الصوفي، صاحِبُ التَّصانيفِ، له مصنَّفاتٌ عديدةٌ في الأدبِ والفصاحةِ والفلسفةِ، له مصنَّفٌ كبيرٌ في تصوُّفِ الحكماءِ، وزهَّاد الفلاسفة، وكتابٌ سمَّاه البصائرَ والذخائرَ, وكان سيئَ الاعتقادِ، نفاه الوزيرُ أبو محمد المهلبي. ذكر ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: "كان أبو حيان كذَّابًا، قليلَ الدين والوَرَع عن القَذفِ والمجاهَرة بالبُهتان، تعرَّضَ لأمور جِسامٍ من القَدحِ في الشريعة والقَولِ بالتعطيل، ولقد وقف سيدُنا الصاحِبُ كافي الكُفاة على بعضِ ما كان يدغلُه ويُخفيه من سوء الاعتقادِ، فطلبه ليقتُلَه، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفَق عليهم بزُخرفه وإفكِه، ثم عثَروا منه على قبيحِ دخلته وسوء عقيدته وما يُبطِنُه من الإلحاد ويرومُه في الإسلام من الفساد، وما يُلصِقُه بأعلام الصَّحابة من القبائِحِ، ويضيفُه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزيرُ المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم تؤثَرْ عنه إلا مَثلبةٌ أو مخزيةٌ. "

العام الهجري : 425 العام الميلادي : 1033
تفاصيل الحدث:

فتح السُّلطانُ مسعود بن محمود بن سبكتكين قلعةَ سرستي وما جاورها من بلاد الهندِ، وكان سبَبُ ذلك عصيانَ نائِبِه بالهند أحمد ينالتكين عليه ومَسيره إليه، فلمَّا عاد أحمد إلى طاعتِه أقام بتلك البلادِ طويلًا حتى أَمِنَت واستقَرَّت، وقصد قلعةَ سرستي، وهي مِن أمنَعِ حُصون الهند وأحصَنِها، فحَصَرها، وقد كان أبوه حَصَرها غيرَ مَرَّة، فلم يتهيَّأْ له فتحُها، فلمَّا حَصَرها مسعود راسلَه صاحِبُها، وبذل له مالًا على الصُّلحِ، فأجابه إلى ذلك وكان فيها قومٌ من التجَّار المسلمين، فعَزَم صاحِبُها على أخذِ أموالهم وحَمْلها إلى مسعودٍ من جملة القرارِ عليه، فكتب التجَّار رقعةً في نشابة ورموا إليه يُعَرِّفونه فيها ضَعفَ الهنود بها، وأنَّه إن صابَرَهم مَلَكَهم، فرجع عن الصُّلحِ إلى الحَربِ، وطَمَّ خَندقَها بالشَّجَر وقَصَبِ السكر وغيره، وفتح اللهُ عليه، وقَتَل كلَّ من فيها، وسبى ذراريَّهم، وأخذ ما جاورها من البلادِ، وكان عازمًا على طولِ المقامِ والجهاد، فأتاه من خراسان خبَرُ اجتياح الغز التركمان بلادَه، فعاد إلى غزنة.

العام الهجري : 426 العام الميلادي : 1034
تفاصيل الحدث:

جمع ابنُ وثَّاب النميري جمعًا كثيرًا من العَرَبِ وغيرِهم، واستعان بمَن بالرَّها مِن الرُّومِ على المُسلِمينَ، فسار معه منهم جيشٌ كثيفٌ، وقصَدَ بلَدَ نصرِ الدَّولة أحمدَ بنِ مروان الكردي صاحِبِ ديارِ بكر، ونهب وأخرب. فجمَع ابنُ مروان جموعَه وعساكِرَه واستمَدَّ قرواشًا أميرَ بني عقيلٍ وغَيرَه، وأتته الجنودُ مِن كلِّ ناحية، فلما رأى ابنُ وثاب ذلك وأنَّه لا يتِمُّ له غَرَضٌ عاد عن بلادِه، وأرسل ابنُ مروان إلى ملِك الرُّومِ يعاتِبُه على نَقضِ الهُدنةِ وفَسْخِ الصُّلحِ الذي كان بينهما، وراسل أصحابَ الأطرافِ يَستنجِدُهم للغَزاة، فكَثُر جمعُه من الجند والمتطَوِّعة، وعزم على قَصْدِ الرَّها ومحاصَرتِها، فوردت رسُلُ ملك الروم يعتَذِرُ، ويحلِفُ أنَّه لم يعلمْ بما كان، وأرسَلَ إلى عسكَرِه الذين بالرَّها والمُقَدَّم عليهم يُنكِرُ ذلك، وأهدى إلى نصرِ الدَّولة هديةً سَنِيَّةً، فترك ما كان عازمًا عليه من الغَزوِ، وفرَّق العساكِرَ المجتَمِعةَ عنده.

العام الهجري : 517 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1123
تفاصيل الحدث:

استولى الفرنج على خرتبرت من بلاد ديار بكر، وسبب ذلك: أن بلك بن بهرام بن أرتق كان صاحب خرتبرت، فحضر قلعة كركر، وهي تقارب خرتبرت، فسمع الفرنج بالشام الخبرَ، فسار بغدوين ملك الفرنج في جموعه إليه ليرحلَه عنها؛ خوفًا أن يَقوى بملكها، فلما سمع بلك بقُربه منه رحل إليه، والتقيا في صفر واقتتلا؛ فانهزم الفرنج وأُسِرَ مَلِكُهم ومعه جماعة من أعيان فرسانهم، وسُجنوا بقلعة خرتبرت، وكان بالقلعة أيضًا جوسلين، صاحب الرها، وغيره من مقدَّمي الفرنج كان قد أسرهم سنة 515، وسار بلك عن خرتبرت إلى حران في ربيع الأول فملكها، فأعمل الفرنج الحيلة باستمالة بعض الجند، فظهروا وملكوا القلعة، فأما الملك بغدوين فإنه مضى إلى بلاده، واتصل الخبر ببلك صاحبها، فعاد في عساكره إليها وحصرها، وضيَّق على مَن بالقلعة، واستعادها من الفرنج، وجعل فيها من الجند من يحفظها، وعاد عنها.

العام الهجري : 554 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1159
تفاصيل الحدث:

في صَفر سار عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ عن مراكش، يَطلُب إفريقية، فلم يَزَل يَسيرُ إلى أن وَصلَ إلى مَدينةِ تونس في الرابع والعشرين من جُمادَى الآخرة، وبها صاحِبُها أحمدُ بن خُراسان، فلمَّا نازَلَها أَرسلَ إلى أَهلِها يَدعوهُم إلى طاعَتِه، فامتَنَعوا، فقاتَلَهم من الغَدِ أَشَدَّ قِتالٍ، فلم يَبقَ إلا أَخْذُها، ودُخولُ الأُسطولِ إليها، فجاءَت رِيحٌ عاصِفٌ مَنَعَت المُوَحِّدِين من دُخولِ البلدِ، فرَجَعوا لِيُباكِرُوا القِتالَ ويَملِكوهُ، فلمَّا جَنَّ اللَّيلُ نَزَلَ سبعة عشر رَجُلًا من أَعيانِ أَهلِها إلى عبدِ المؤمن يَسأَلونَه الأَمانَ لأَهلِ بَلدِهِم، فأَجابَهم إلى الأَمانِ لهم في أَنفُسِهم وأَهلِيهِم وأَموالِهم لِمُبادَرَتِهم إلى الطَّاعةِ، وأمَّا ما عَداهُم من أَهلِ البلدِ فيُؤَمِّنُهم في أَنفُسِهم وأَهالِيهِم، ويُقاسِمُهم على أَموالِهم وأَملاكِهم نِصفَين، وأن يَخرُج صاحِبُ البلدِ هو وأَهلُه؛ فاستَقَرَّ ذلك، وتَسَلَّم البلدَ، وعَرَضَ الإسلامَ على مَن بها من اليَهودِ والنَّصارَى، فمَن أَسلَم سَلِمَ، ومَن امتَنَعَ قُتِلَ، وأَقامَ أَهلُ تونس بها بأُجرَةٍ تُؤخَذ عن نِصفِ مَساكِنِهم.

العام الهجري : 558 العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد أهل الحلة المزيدية الشيعة؛ لِما ظهَرَ مِن فسادهم، ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمدًا لَمَّا حصر بغداد، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم عن البلاد، وكانوا منبسطين في البطائح، فلا يُقدر عليهم، فتوجه يزدن إليهم، وجمع عساكر كثيرة من راجل وفارس، وأرسل إلى ابن معروف مُقدم المنتفق، وهو بأرض البصرة، فجاء في خلق كثير فحصرهم وسَدَّ عليهم الماء، وصابرهم مدة، فأرسل الخليفة إلى يزدن يَعتِبُ عليه ويُعَجِّزُه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع، وكان يزدن يتشيع، فجدَّ هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم، وسد مسالكهم في الماء، فاستسلموا حينئذ، فقُتل منهم أربعة آلاف قتيل، ونادى فيمن بقي: من وُجِدَ بعد هذا في المزيدية فقد حلَّ دمه، فتفرقوا في البلاد، ولم يبقَ منهم في العراق من يُعرَف، وسُلِّمت بطائحُهم وبلادُهم إلى ابن معروف.

العام الهجري : 569 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1174
تفاصيل الحدث:

لما مات نورُ الدين محمود زنكي، صاحِبُ الشام، اجتمعت الفرنجُ وساروا إلى قلعة بانياس من أعمال دمشق فحصروها، فجمع شمسُ الدين محمد بن المقدم الوصيُّ على الملك الصالح بن نور الدين محمود العسكرَ عنده بدمشق، فخرج عنها، فراسَلَهم، ولاطَفَهم، ثم أغلظ لهم بالقول، وقال لهم: إن أنتم صالحتُمونا وعدتُم عن بانياس، فنحن على ما كنَّا عليه، وإلا فنُرسِلُ إلى سيف الدين، صاحِبِ الموصل، ونصالِحُه، ونستنجده، ونرسِلُ إلى صلاح الدين بمصر فنستنجِدُه، ونقصِدُ بلادكم من جهاتها كُلِّها، فعَلِموا صِدقَه، فصالحوه على شيءٍ مِن المال أخذوه وأسرى أُطلِقوا كانوا عند المسلمينَ وتقَرَّرت الهُدنة، فلما سَمِعَ صلاح الدين بذلك أنكره واستعظمه، وكتب إلى الملك الصالح والأمراء الذين معه يُقَبِّحُ لهم ما فعلوه ويبذُلُ مِن نفسه قصْدَ بلاد الفرنج ومقارعتهم وإزعاجُهم عن قصدِ شَيءٍ مِن بلاد الملك الصالح.