هو الشَّيخُ بهاءُ الدين محمد بن محمد البخاري النقشبندي، مؤسِّسُ الطريقةِ النقشبندية الصوفية المعروفة، يزعُمُ أنَّ مدارَها تصحيح العبودية ودوام العبادة لله ودوام الحضور مع الحَقِّ سُبحانَه، وأنَّ الطريقَ إلى هذا هو الذِّكرُ والمراقبة والرابطة بالشيخ والتخلي عن كلِّ شَيءٍ إلَّا عن محبته، وتتَّبِعُ هذه الطريقةُ التخلِّيَ أو الخلوة، وتوجيه الباطن إلى الله عن طريق الرابطة بالشيخ، وهي ما يسمُّونه الرابطة الشريفة، ولهم أورادٌ يتداولونها حَسَبَ طريقتِهم هذه، وحضرات كما لغيرهم من الصوفية، وقد تفَرَّع عن هذه الطريقة عِدَّةُ طُرُق مثل المحمدية والأحمدية، والزبيرية والمظهرية، وغيرها.
بعدَ وفاة أبو تاشفين الثاني عبد الرحمن بن أبي حمو موسى سلطان بني زيان، قام بالأمرِ بَعدَه ابنُه أبو ثابت يوسف، ولكِنَّ عَمًّا لأبي تاشفين يدعى أبا الحجَّاج يوسف قام فنزع السُّلطةَ من ابن أخيه، واحتل تلمسان عاصمةَ دولة بني زيان، فكان هذا الاختلافُ أكبَرَ فُرصة لبني مرين الذين لم يتركوا الفرصةَ تَمُرُّ عليهم، بل قاموا باحتلالِ تلمسان وإلحاق الدولة الزيانية بدولتِهم، وقاموا بتولية أبي محمد عبد الله بن أبي حمو الزياني عاملًا لهم على تلمسان.
صاحب مملكة فاس من بلاد الغرب السلطان أبو العباس أحمد بن أبي سالم بن إبراهيم بن أبي الحسن على بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني ملك الغرب، تولى حكم بلاد المغرب بعد خلع السعيد محمد بن عبد العزيز أبي الحسن في ذي الحجة 774. توفي أبو العباس أحمد في المحرَّم، وأقيم بعده ابنه أبو فارس عبد العزيز، وهو غير متملِّك تونس المتوكل على الله أبو العباس أحمد الحفصي صاحب تونس مع أنَّ اسمهما يكاد يتطابق.
ذُكِرَ أنَّ السلطان محمد الثالث بدأ حكمَه بقتل تسعة عشر أخًا من إخوته الذكور، وأمر أن يُدفَنوا مع أبيه حتى لا ينافِسوه في الحُكم، كما أمر بقتلِ عشر نساءٍ من نساء أبيه كلُّهن حبالى، وهذا بعيد لا يقبلُه لا عقلٌ ولا شرعٌ، وترفضه الفِطَر السوية، وهو من الاتهامات التي حَرَص أعداءُ وخصوم الدولة على تشويه سير سلاطينها بمثل هذا الاتهام, وصرْف الأنظار عن بطولاتهم وإنجازاتهم التي حقَّقوها خلال حكمهم للمسلمين أكثرَ من أربعة قرون؛ فالسلطان محمد الثالث هذا كتَبَ الله على يده انتصاراتٍ عظيمةً لم يستطع تحقيقَها كثيرٌ من أسلافِه، على الرغم من قوَّتهم، كسليمان القانوني!
سار الإمام عبد العزيز بجنودِه، وقصد عربان آل مرة في أرض الخرجِ, وكانوا قد اجتمعوا فيها وتأهَّبوا للحرب والقتالِ، فشَنَّ عليهم عبد العزيز غارةً في الصباح الباكر، فتفازع العربان وحصل قتالٌ شديد، وكانت الغارة على العربان في شعبٍ ضَيِّق، فأمسك العربان مدخَلَ الشِّعبِ ولم يكن لعبد العزيز مصدرٌ غيرُه، فوقعت الهزيمةُ على عبد العزيز وألجأهم العُربان إلى عقبة وعرة تسمى مخيريق الصفا، فوقع فيها كثيرٌ مِن الركاب والرجال، وقُتِل منهم خمسون رجلًا، منهم أمير القصيم عبد الله بن حسن.
هو الشيخُ عبد الله بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي أحدُ مشائخ الأزهر. ولِدَ بقرية الطويلة من قرى الشرقية بمصر سنة 1150هـ, وتعلَّم في الأزهر وتولى مشيختَه سنة 1208هـ, وفي عهده قام الأزهرُ بقيادة الحركة الوطنية ضِدَّ الحملة الفرنسية، وكانت له مواقِفُ شجاعة أثناء المعارك مع الفرنسيين، وتزَعَّم الشرقاويُّ قيادة ثورة القاهرة الأولى, ومن مؤلَّفاتِه التحفة البهية في طبقات الشافعية, وتحفة الناظرين في من ولِيَ مصر من السلاطين, وحاشية على شرح التحرير في فقه الشافعية, فتح المبدي شرح مختصر الزبيدي. توفي الشرقاوي بالقاهرة.
تمكَّن الإمام فيصل خلال هذا العامِ مِن القبض على فلاح بن حثلين وقطع رأسَه في الأحساء على إثرِ قَطعِه الطريقَ على حاجِّ الأحساء والقطيف والبحرين، وكذلك تمكَّنَ من مشعان بن هذال لَمَّا أخذ الحدرة ولم يمتَنِعْ بعدها إلا خمسين يومًا حتى اقتصَّ منه، وكذلك هادي بن مذود لما أخذها لم يحُلْ عليه الحول، وقطع الله أصله ونسْلَه على يد الإمام، وكذلك ما جرى على الدبادية -وهم فرع من مطير- قتَلَهم مرةً واحدةً لَمَّا فعلوا بأهل سدير ما فعلوا بحَفرِ الباطن، وما جرى على عُربان السويلمات من القَتلِ والأخذ لَمَّا قطعوا طُرُق المسلمين.
وُلِدَ عام 1902 بإمارةِ عَجمان، وتولَّى الحُكمَ في سنةِ 1928م، وهو الحاكمُ التاسعُ للإمارةِ، ويُعتبَر مؤسِّسَ إمارةِ عَجمانَ الحديثةِ، وقد قام بإنشاءِ شُرطة عَجمانَ عام 1967م، وشارَكَ في اجتماعاتِ تكوينِ الاتِّحاد، وقد وقَّع على الدُّستور المؤقَّت يوم 2 ديسمبر 1971م، وأصبحت عَجمانُ جُزءًا مِن دولة الإماراتِ العربية المتحِدة، وأصبَح عضوًا إلى المجلسِ الأعلى للاتِّحاد. تُوفِّي رحمه الله صباحَ يوم الأحد الموافِق 6 سبتمبر 1981م إثْرَ مَرضٍ عُضال، وخلَفَه في الحُكم ابنُه الشيخ حميد بن راشد النعيميُّ.
أقال الرئيسُ الصومالي عبد الله يوسف رئيسَ وُزرائِه نور حسين عدي وحكومته، وقد رَفَض رئيسُ الوُزَراء قرارَ إقالتِه واعتبَرَ أنَّ الرئيسَ يوسف لا يحقُّ له مثلُ هذا القرارِ، وأنَّ الرئيسَ خالَفَ اللَّوائِحَ والأحكامَ السارِيَةَ في البلادِ. وكان عدي شَغَل منصِبَ رئيسِ الوُزراء لمدةِ عامٍ، إلا أنَّه كان على خلافٍ مع الرئيسِ يوسف بسببِ رَفضِ الأخيرِ لبَعضِ وُزَرائِه. وكانت قد تفاقَمَت الخِلافاتُ بينهما في أعقابِ توقيعِ اتِّفاقٍ بين الحكومةِ وتحالُفِ إعادةِ تحريرِ الصومال جناحِ جيبوتي الذي يتزعَّمُه شيخ شريف شيخ أحمد، بدونِ مُوافقةِ الرئيسِ الصومالي.
سار عمادُ الدين أتابك زنكي بن آقسنقر إلى بعلبك، فحَصَرَها ثمَّ مَلَكَها؛ وسبَبُ ذلك أنَّ مَحمودًا صاحِبَ دِمشقَ لَمَّا قُتِلَ كانت والدتُه زمرد خاتون عند أتابك زنكي بحَلَب، قد تزوَّجَها، فوَجَدت لقَتلِ وَلَدِها وَجْدًا شديدًا، وحَزِنَت عليه، وأرسلت إلى زنكي وهو بديارِ الجزيرة تُعَرِّفُه الحادثةَ، وتَطلُبُ منه أن يَقصِدَ دمشقَ ويطلُبَ بثأر ولدها. فلمَّا وقف على هذه الرِّسالةِ بادر في الحالِ مِن غيرِ توقُّفٍ ولا تَرَيُّث، وسار مُجِدًّا ليجعلَ ذلك طريقًا إلى مِلْكِ البلد، وعبَرَ الفرات عازمًا على قَصدِ دِمشقَ، فاحتاط مَن بها، واستعدُّوا، واستكثروا مِن الذخائرِ، ولم يتركوا شيئًا مِمَّا يحتاجون إليه إلَّا وبذلوا الجُهدَ في تحصيلِه، وأقاموا ينتَظِرونَ وصولَه إليهم، فتَرَكهم وسار إلى بعلبك، فوصلَ إليها في العشرين من ذي الحِجَّة من السَّنة فنازلها في عساكِرِه، وضَيَّقَ عليها، وجَدَّ في محاربتِها، ونَصَب عليها من المنجنيقاتِ أربعة عشر عددًا ترمي ليلًا ونهارًا، فأشرف مَن بها على الهلاك، وطلبوا الأمانَ، وسَلَّموا إليه المدينة، وبَقِيَت القلعةُ وبها جماعةٌ مِن شُجعانِ الأتراك، فقاتلهم، فلما أَيِسوا مِن مُعينٍ ونَصيرٍ طلبوا الأمانَ فأمَّنَهم، فسَلَّموا القلعة إليه، فلما نزلوا منها ومَلَكَها غَدَرَ بهم وأمَرَ بصَلبِهم فصُلِبوا ولم ينجُ منهم إلَّا القليلُ، فاستقبَحَ النَّاسُ ذلك مِن فِعْلِه واستعظَموه وخافه غيرُهم وحَذِروه، ولا سيَّما أهلُ دمشق؛ فإنَّهم قالوا: لو مَلَكَنا لفَعَل بنا مِثلَ فِعْلِه بهؤلاء؛ فازدادوا نفورًا وجِدًّا في محاربتِه، ولَمَّا ملك زنكي بعلبك أخذَ الجاريةَ التي كانت لمُعين الدين أنر، فتزوَّجَها بحَلَب.
لَمَّا ملك صلاح الدين بيروت وجبيل وغيرهما، سار نحو عسقلان، واجتمع بأخيه العادل ومن معه مِن عساكرِ مِصرَ، ونازلوها يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة، وكان صلاحُ الدين قد أحضر مَلِكَ الفرنج ومُقَدَّم الداوية إليه مِن دمشق، وقال لهما: إن سَلَّمتُما البلادَ إليَّ فلكما الأمانُ، فأرسلا إلى من بعسقلان من الفرنجِ يأمرانِهم بتسليم البلد، فلم يَسمَعوا أمرَهما وردُّوا عليهما أقبَحَ رَدٍّ وأجابوهما بما يسوءُهما، فلما رأى السلطانُ ذلك جَدَّ في قتال المدينة ونَصَب المجانيقَ عليها، وزحَفَ مَرَّةً بعد أخرى، وتقدم النقَّابون إلى السور، فنالوا منه شيئًا. هذا ومَلِكُهم يكَرِّرُ المراسلات إليهم بالتسليم، ويشيرُ عليهم، ويَعِدُهم أنَّه إذا أُطلِقَ مِن الأسر أضرم البلادَ على المسلمين نارًا، واستنجد الفرنجَ مِن البحر، وأجلَبَ الخَيلَ والرَّجِل إليهم من أقاصي بلاد الفرنج وأدانيها، وهم لا يُجيبونَ إلى ما يقولُ ولا يسمعون ما يشير به، ولَمَّا رأوا أنهم كل يوم يزدادون ضعفًا ووهنًا، وإذا قُتِلَ منهم الرجلُ لا يجدون له عِوَضًا، ولا لهم نجدةٌ ينتَظِرونَها، راسلوا مَلِكَهم المأسور في تسليمِ البلد على شروطٍ اقترحوها، فأجابهم صلاحُ الدين إليها، وكانوا قَتَلوا في الحصار أميرًا كبيرًا من المهرانيَّة، فخافوا عند مفارقةِ البلد أنَّ عَشيرتَه يَقتُلونَ منهم بثأره، فاحتاطوا فيما اشتَرَطوا لأنفسهم، فأُجيبوا إلى ذلك جميعِه، وسَلَّموا المدينة آخر جمادى الآخرة، وكانت مدة الحصار أربعةَ عشر يومًا، وسيَّرَهم صلاح الدين ونساءَهم وأموالَهم وأولادهم إلى بيت المقدس، ووفى لهم بالأمانِ.
تُوفِّيَ علي بن موسى الرضا- الذي كان المأمونُ قد جعله وليًّا للعهدِ- وكان سببُ موته أنَّه أكل عنبًا فأكثَرَ منه، فمات فجأةً، وكان موتُه بمدينة طوس، فصلى المأمونُ عليه، ودفنه عند قبرِ أبيه الرشيد, وقيل: إنَّ المأمون سمَّه في عنب، وكان عليٌّ يحِبُّ العنب. فلما توفِّيَ كتب المأمونُ إلى الحسن بن سهل يُعلِمُه موتَ عليٍّ، وما دخل عليه من المُصيبة بموته، وكتب إلى أهلِ بغداد، وبني العبَّاس والموالي يُعلِمُهم موتَه، وأنهم إنما نَقَموا ببيعتِه، وقد مات، ويسألُهم الدخولَ في طاعته، فكَتَبوا إليه أغلظَ جوابٍ.
كانت موريتانيا محلَّ أطماع الأوروبيين منذ القرن الخامس عشر الميلادي؛ حيث وصلها البرتغال والهولنديون، وأقاموا مراكز تجارية علي سواحلها بغيةَ الحصول علي الصمغ العربي الذي اشتهرت موريتانيا بإنتاجه، وفي القرن (17م) دخل الفرنسيون والإسبان والإنجليز هذا الصراع، فكانت معاركُ وصدامات بين الأوروبيين من أجل السيطرة علي تجارة الصمغ العربي، وقد أطلق على تلك الحروب اسم حروب الصمغ العربي، التي انتهت بسيطرة الفرنسيين على موريتانيا. بعد الحرب العالمية الأولى شعر الفرنسيون أن الوضعَ قد استقَرَّ لهم فعدُّوا موريتانيا جزءًا من إفريقيا الغربية الفرنسية وأصبحت تحت حمايتها.
عقد المعتزُّ لموسى بن بغا الكبير على جيشٍ قريب من أربعةِ آلاف ليذهَبوا إلى قتال عبد العزيز بن أبي دلف بناحيةِ همذان؛ لأنَّه خرج عن الطاعة، وهو في نحوٍ من عشرين ألفًا بناحية همذان، فهَزَموا عبد العزيز في أواخر هذه السَّنة هزيمةً عظيمةً، ثمَّ كانت بينهما وقعةٌ أخرى في رمضانَ عند الكرج، فهُزِم عبد العزيز أيضًا وقُتِلَ من أصحابه بشرٌ كثير، وأَسَروا ذراريَّ كثيرةً حتى أسروا أمَّ عبد العزيز، وبَعَثوا إلى المعتز سبعين حِملًا من الرؤوس، وأعلامًا كثيرة، وأُخِذَ من عبد العزيز ما كان استحوذَ عليه من البلادِ.
كتَب هُرمُز إلى أَرْدَشِير وشِيرَى بخبرِ مَسِيرِ خالدٍ إليه مِن اليَمامةِ، فأَمَدَّهُ بقارَن بن قِرْيانِس، فخرَج قارَنُ مِن المدائن حتَّى إذا انتهى إلى المَذارِ بَلَغَتْهُ الهَزيمةُ، فعَسْكَرَ قارَنُ وفُلولُ الفُرْس بالمَذارِ بالقُربِ مِن نهرِ دِجْلة، واستعمَل على مُجَنِّبَتِهِ قُباذَ وأَنُوشَجان، ولمَّا انتهى الخبرُ إلى خالدٍ عن قارَن قسَمَ الفَيءَ على مَن أفاءَهُ الله عليه، ونَفَّلَ مِن الخُمُسِ ما شاء الله، وبعَثَ ببَقِيَّتِهِ وبالفتحِ إلى أبي بكرٍ. ثمَّ خرَج خالدٌ سائرًا حتَّى نزَل المَذارَ على قارَن في جُموعِه، فالتقَوْا وخالدٌ على تَعْبِيَتِهِ، فاقتتلوا على حَنَقٍ وحَفِيظَةٍ، وخرَج قارَنُ يدعو للبِرازِ، فبرَز له خالدٌ وأبيضُ الرُّكْبان مَعْقِلُ بن الأَعْشى فابْتدَراهُ، فَسَبَقَهُ إليه مَعْقِلٌ فقَتَلَهُ، وقتَل عاصمُ بن عَمرٍو الأَنُوشَجانَ، وقتَل عَدِيُّ بن حاتم قُباذَ, وقُتِلَت فارسٌ مَقتَلةً عظيمةً، فرَكِبَ الفُرْسُ السُّفُنَ، ومنعت المياهُ المسلمين مِن طَلَبِهم، وأقام خالدٌ بالمَذارِ، وسَلَّمَ الأسلابَ لمن سَلَبَها بالغةً ما بَلغَت، وقَسَم الفَيْءَ، ونَفَّلَ مِن الأخماسِ أهلَ البَلاءِ، وبعَث ببَقِيَّةِ الأخماسِ، وقِيلَ: قُتِلَ ليلةَ المَذارِ ثلاثون ألفًا سِوَى مَن غرَق، ولولا المياهُ لأُتِيَ على آخرِهم، ولم يُفْلِتْ منهم مَن أَفْلَت إلَّا عُراةً وأشباهَ العُراةِ. ثمَّ أخَذ خالدٌ يَسْبِي ذَراريَّ المُقاتِلة ومَن أعانهم، وأَقرَّ الفلَّاحين ومَن أجاب إلى الخَراجِ مِن جميعِ النَّاسِ بعدَ ما دُعوا، وكلُّ ذلك أُخِذَ عَنْوَةً ولكن دُعوا إلى الجزاءِ، فأجابوا وتَراجَعوا، وصاروا أهلَ ذِمَّةٍ، وصارت أرضُهم لهم. وكان في السَّبْيِ حبيبٌ أبو الحسنِ -يعني أبا الحسنِ البَصْريَّ- وكان نَصرانِيًّا.