الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2872 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1276 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:

هو سليمان باشا الفرنساوي، أو الكولونيل سيف، اسمه "الكولونيل أوكتاف جوزيف انتلم سيف" ولِدَ عام 1788م في مدينة ليون بفرنسا وهو ضابطٌ فرنسي جاء إلى مصر مع الحملةِ الفرنسية، وبقي بها واعتنق الإسلامَ، وهو من بقايا حروب نابليون. عندما فكر محمد علي في بناء جيشٍ مصريٍّ حديث يحافِظُ على إنجازاته عَهِدَ إليه بتكوينِ النواة الأولى من الضباط، واختار له أسوانَ حتى يبتَعِدَ الطلاب عن القاهرة ومؤثِّراتها والمؤامَرات التي كانت تحاكُ فيها. وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعبَ جمةً خلال تدريب طلابِ هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادوا الطاعةَ المُطلقةَ لرؤسائهم, كما لم يتعودوا أن يتعَلَّموا فنون الحرب الحديثة، وكان "سليمان الفرنساوي" شديدَ الإعجاب بالجندي المصري، ويُؤثَرُ في ذلك قوله: "إن المصريين هم خيرُ من رأيتُهم من الجنود؛ فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والجَلَد على المتاعب، مع انشراحِ النَّفسِ وتوطينها على احتمالِ صُنوف الحِرمان، وهم بقليلٍ مِن الخبز يسيرون طوالَ النهار يحدوهم الشَّدوُ والغناءُ. ولقد رأيتُهم في معركة "قونية بالشام" يبقون ساعاتٍ متوالية في خطِّ النار محتفظين بشجاعةٍ ورباطةِ جأشٍ تدعوان إلى الإعجابِ، دون أن تختلَّ صُفوفُهم، أو يسري إليهم المَلَل أو يبدو منهم تقصيرٌ في واجباتهم وحركاتهم الحربية". وظل سليمان باشا في خدمةِ الجيش المصري بعد وفاة محمد علي حتى صار القائِدَ العام للجيش المصري في عهد الخديوي عباس، واستمَرَّ في عمله أيامَ عباس الأول وسعيد باشا، وعاش بين المصريين وقام بمصاهرتِهم، فتزوَّج إحدى بناتِه "محمد شريف باشا" الذي يُطلَق عليه المصريون أبو الدستور، وأنجب منها فتاةً تزوجت من "عبد الرحيم صبري باشا" وأثمر هذا الزواجُ فتاةً أصبحت ملكةً على مصر وهي "الملكة نازلي" أم الملك الراحل" فاروق الأول". وتقديرًا من المصريين أقاموا لسليمان الفرنساوي تمثالًا في ميدان أطلق عليه اسمه، كما أطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة الرئيسية حتى قامت ثورة يوليو فأطاحت بالتمثال، وغيَّرَت اسم الميدان والشارع، وأطلقت عليهما اسم "طلعت حرب" رجل الاقتصاد المصري الشهير. ومع ذلك لا يزالُ المصريون يفَضِّلون استعمال اسم (شارع سليمان) ربما وفاء منهم لذكرى رجل كانت له اليدُ الطولى في بناءِ أوَّلِ جَيشٍ مصريٍّ حديثٍ.

العام الهجري : 1299 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:

دعا دي فريسينيه رئيس وزراء فرنسا الدولَ الأوربيةَ الكبرى إلى عقدِ مؤتمر للنظَرِ في المسألة المصرية، فلبَّى الدعوةَ كُلٌّ من إنجلترا وألمانيا وروسيا وإيطاليا والنمسا، وأمَّا تركيا فإنها رفَضَت الحضورَ واحتَجَّت على فكرةِ المؤتمر؛ لأنَّ فيه خَرقًا لسيادتها. عُقِدَ المؤتمر يوم 23 يونيو 1882م، وقرر المؤتمر في جِلسته الأولى إرسالَ مذكِّرة إلى الباب العالي يبلغُه نبأ اجتماعه، ويأسَفُ لعدم انعقاده برئاسةِ وزير الخارجية العثمانية، ويُعرِبُ عن أمله في اشتراك تركيا في اجتماعاته المقبلة. وفى الاجتماع الثاني يوم 25 يونيو 1882م وقبل البدء في المداولات أُبرِمَ العهدُ المشهور بميثاق النزاهة Protocole de Desinteressement وهذا نصه: تتعهَّدُ الحكومات التي يوقِّعُ مندوبوها على هذا القرار بأنَّها في كل اتفاق يحصُلُ بشأن تسوية المسألة المصرية لا تبحَثُ عن احتلالِ أيِّ جزءٍ مِن أراضي مصر، ولا الحصول على امتيازٍ خاصٍّ بها، ولا على نَيلِ امتيازٍ تجاريٍّ لرعاياها لا يخوِّلُ لرعايا الحكومات الأخرى، وقد وقَّعه أعضاء المؤتمر جميعًا. وقرَّر المؤتمر في جلسته الثالثة يوم 27 يونيو وقد انضَمَّت إليه تركيا وأضيف إلى نص الوثيقةِ: وجوبُ التدخُّل في مصر لإخماد الثورة، وأن يُعهَدَ إلى تركيا بهذه المهمَّة بأن تُرسِلَ إلى مصر قوةً كافية من الجند لإعادةِ الأمن والنظام إليها، وأخَذَ يتداول في الجلساتِ التالية في شروط هذا التدخُّل وحدوده، ووضع المؤتمَرُ في جلسته السابعة يوم 6 يوليه سنة 1882 قواعِدَ هذا التدخل وهي: أن يحترم الجيشُ الذي ترسِلُه تركيا مركزَ مِصرَ وامتيازاتها التي نالتها بموجِب الفرمانات السابقة والمعاهدات، وأن يخمد الثورة العسكرية ويعيد إلى الخديوي سُلطتَه، ثم يشرع في إصلاحِ النظم العسكرية في مصر، وأن تكونَ مدة إقامة الجيش التركي في مصر ثلاثة شهورٍ إلا إذا طلب الخديويُّ مَدَّها إلى المدة التي تتَّفِقُ عليها الحكومة المصرية مع تركيا والدول الأوروبية العظمى، ويعَيَّن قوَّادُ هذا الجيش بالاتفاق مع الخديوي، وتكون نفقاتُه على حساب مصر ويعَيَّن مقدارها، بالاتفاق مع مصر وتركيا والدول السِّتِّ العظمى الأوربية. وأقرَّت الدول الأوربية هذه القراراتِ ووافقت على تقديمها إلى الحكومة التركية، فأرسلت إليها ولكِنَّها لم تُقِرَّها.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

تُعدُّ مُعاهدةُ السلامِ بين مصرَ وإسرائيلَ عام 1979 أوَّلَ خَرْقٍ عربيٍّ للموقف العربيِّ مِن إسرائيل؛ حيث تعهَّدت الدَّولتانِ بمُوجِب هذه المعاهدةِ على إنهاءِ حالة الحرْبِ وإقامة عَلاقاتٍ وُديَّةٍ بينهما؛ تَمْهيدًا للتسويةِ التي تقومُ على مَبدأ (الأرض مُقابِل السلام)؛ فتَنسحِبُ إسرائيلُ مِن سيناء التي احتلَّتْها عام 1967، مُقابلَ اعترافِ مِصرَ بإسرائيلَ، وتنصُّ المعاهدةُ على: (أنَّ حُكومتي جُمهورية مصرَ العربية ودَولة إسرائيلَ، اقتِناعًا منهما بالضرورةِ الماسَّةِ لإقامةِ سلامٍ عادلٍ وشاملٍ ودائمٍ في الشرْق الأوسَطِ، وَفقًا لقرارَيْ مجلس الأمن 242 و338، إذ تُؤكِّدانِ من جديدٍ الْتزامَهما "بإطار السلامِ في الشرق الأوسط المتَّفَق عليه في كامَب دِيفيد" المؤرَّخ في 17 سبتمبر (أيلول) 1978، وإذ تُلاحظانِ أنَّ الإطارَ المشار إليه إنما قُصِدَ به أن يكونَ أساسًا للسلامِ ليس بين مصرَ وإسرائيلَ فحسْبُ، بل أيضًا بيْن إسرائيلَ وأيِّ مِن جِيرانها العرَبِ -كلٌّ فيما يَخُصُّه على مَبدأ (الأرض مُقابِل السلامِ)- ممن يكونُ على استعدادٍ للتفاوُضِ من أجْلِ السلامِ معها على هذا الأساسِ؛ ورغبةً منهما في إنهاء حالةِ الحرْب بينهما، وإقامةِ سلامٍ تَستطيع فيه كلُّ دولةٍ في المنطقة أن تعيشَ في أمْنٍ، واقتناعًا منهما بأنَّ عقْدَ معاهدةِ سلامٍ بين مصرَ وإسرائيلَ يُعدُّ خُطوةً مُهمَّةً في طريق السلامِ الشاملِ في المنطقةِ، والتوصُّلِ إلى تَسويةٍ للنِّزاع العربي الإسرائيليِّ بكافَّة نَواحيه، وإذ تَدْعوان الأطرافَ العربيةَ الأخرى في النِّزاع إلى الاشتراكِ في عملية السلامِ مع إسرائيلَ، على أساسِ مَبادئ إطار السلامِ المشارِ إليها آنفًا، واسْتِرشادًا بها، وإذ تَرْغبان أيضًا في إنماءِ العَلاقات الوُدِّية والتعاوُن بينهما وَفقًا لِميثاقِ الأُمَم المتحدةِ، ومَبادئ القانون الدوليِّ التي تَحكُم العَلاقات الدولية في وقْتِ السِّلمِ).
وكان الموقِّعون عن الجانبِ المصري: محمَّد أنور السادات رئيسُ جمهورية مصرَ العربية. وعن الجانبِ الإسرائيليِّ: مناحيم بيغن رئيسُ الوزراء الإسرائيليُّ. وشهِدَ التوقيعَ: جيمي كارتر رئيسُ الولايات المتحدة الأميركية.
تاريخُ التوقيعِ: 26 مارس (آذار) 1979- 27 ربيع الثاني 1399هـ.

العام الهجري : 82 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 702
تفاصيل الحدث:

هو المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة ظالم، أبو سَعيد الأَزْدِيُّ، الأميرُ البَطَل، قائدُ الكَتائِب أحدُ أَشْرافِ أهلِ البَصْرَةِ، ووُجَهائِهِم ودُهاتِهِم وأَجْوادِهِم وكُرَمائِهِم، وُلِدَ عامَ الفَتْح، نَزَل المُهَلَّبُ البَصْرَة وغَزا في أيَّام مُعاوِيَة أرضَ الهِنْد سنةَ أربع وأربعين، ووَلِيَ الجزيرةَ لابنِ الزُّبير سنةَ ثمانٍ وسِتِّين، ثمَّ وَلِيَ حَربَ الخَوارِج أوَّلَ دَولةِ الحَجَّاج، وقَتَل منهم في وَقعةٍ واحدة أربعةَ آلاف وثمانمائة، فعَظُمَت مَنزِلتُه عندَ الحَجَّاج, وكان فاضلًا شُجاعًا كريمًا، وله كلامٌ حسن، منه: نِعْمَ الخَصْلَة السَّخاء، تَسْتُر عَورةَ الشَّريف، وتَلْحَق خَسِيسَة الوَضِيع، وتُحَبِّب المَزْهُود فيه. وقال: يُعْجِبُني في الرَّجُل خَصْلَتان: أن أرى عَقْلَه زائِدًا على لِسانِه، ولا أرى لِسانَه زائدًا على عَقْلِه. تُوفِّي المُهَلَّبُ غازيًا بِمَرْو الرُّوذ، وعُمُرهُ سِتَّة وسبعون سنة رَحِمَه الله، وكان مِن الشُّجْعان، وله مَواقِف حَميدة، وغَزَوات مَشْهورة في التُّرْك والأَزارِقَة وغَيرهِم مِن أنواعِ الخَوارِج، وجَعَل الأمرَ مِن بَعدِه لِوَلَدِه يَزيدَ بن المُهَلَّب على إِمْرَةِ خُراسان، فأَمْضَى له ذلك الحَجَّاجُ وعبدُ الملك بن مَرْوان.

العام الهجري : 112 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

غَزَا الجَرَّاح بن عبدِ الله الحَكَمي بِلادَ الخَزَر شمال القوقاز، وهم إيرانيون، فاجْتَمَع الخَزَرُ والتُّرْك مِن ناحِيَة اللَّان، فلَقِيَهم الجَرَّاح فيمَن معه مِن أَهلِ الشَّام وأذربيجان، فاقْتَتَلوا أَشَدَّ قِتالٍ رَآهُ النَّاسُ، فصَبَر الفَريقان، وتَكاثَرَت الخَزَرُ والتُّرْكُ على المسلمين فاسْتُشْهِد هو ومَن معه مِن الجُنْدِ بأردبيل، ولمَّا قُتِلَ الجَرَّاح طَمِعَ الخَزَرُ وأَوْغَلوا في البِلادِ حتَّى قاربوا المَوْصِل، وعَظُمَ الخَطْبُ على المسلمين. فلمَّا بَلَغ ذلك هِشامَ بن عبدِ الملك بَعَث سَعيدَ بن عَمرٍو الحَرَشِي بجَيْشٍ وأَمَرَهُ بالإسراعِ إليهم، فلَحِقَ التُّرْكَ وَهُم يَسيرون بأَسارَى المسلمين نحو مَلِكِهم خاقان، فاسْتَنْقَذ منهم الأَسارَى ومَن كان معهم مِن نِساء المسلمين، ومِن أَهلِ الذِّمَّةِ أيضًا، وقَتَل مِن التُّرْك مَقْتَلَةً عَظيمَةً جِدًّا، وأَسَر منهم خَلْقًا كثيرًا فقَتَلهم صَبْرًا، ولم يَكْتَفِ الخَليفَة بذلك حتَّى أَرسَل أخاه مَسلمَةَ بن عبدِ الملك في أَثَر التُّرْك، فسار إليهم في بَرْدٍ شَديدٍ وشِتاءٍ عَظيمٍ، فوَصَل إلى بابِ الأَبوابِ،وسار بمن معه في طَلَبِ الأَتراك ومَلِكِهم خاقان.

العام الهجري : 195 العام الميلادي : 810
تفاصيل الحدث:

عقَد الأمينُ لعليِّ بنِ عيسى بن ماهان بالإمرةِ على الجبل وهمذان وأصبهان وقُم، وأمره بحربِ المأمونِ، وجَهَّزَه بجيشٍ كبير، فلمَّا وصل الجيشُ إلى الريِّ تلقَّاه طاهِرُ بن الحسين قائِدُ المأمون، فاقتتَلَ الطرفانِ، فقُتِلَ عليُّ بنُ عيسى بن ماهان، وانهزم جيشُه، ولَمَّا وصل الخبرُ إلى الأمين جهَّز جيشًا آخر بإمرةِ عبدالرحمن بن جَبَلة الأنباريِّ، ولكنَّه هُزِمَ هو أيضًا، فهرب بجيشِه إلى همذان، وطلب الأمانَ من طاهرِ بنِ الحُسين، فأمَّنَهم ولكنَّهم غدروا به وبجيشِه، وقتلوا منهم الكثيرَ، فنهض إليهم طاهِرٌ وقاتَلَهم، فقُتِلَ عبدالرحمن بن جَبَلة، وفَرَّ من نجا من القتلِ، ثم عاد الأمينُ فوَجَّه أحمد بن يزيد وعبدَ اللهِ بن حُميد بن قحطبة في أربعين ألفًا إلى حلوان لقِتالِ طاهِرِ بن الحُسين، وكان هذا في العامِ التَّالي، فلما وصَلوا إلى قريبٍ مِن حلوان خندق طاهِرٌ على جيشِه خندقًا، وجعل يعمَلُ الحيلةَ في إيقاعِ الفِتنةِ بين الأميرينِ، فاختلفا فرجعا ولم يُقاتِلاه، ودخل طاهِرٌ إلى حلوان، وجاءه كتابُ المأمون بتسليمِ ما تحت يدِه إلى هرثمة بن أعْيَن، وأن يتوجَّه هو إلى الأهواز، ففعل ذلك.

العام الهجري : 463 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1071
تفاصيل الحدث:

هو الصاحبُ، الوَزيرُ، العَلَّامَةُ، أبو الوَليدِ أحمدُ بن عبدِ الله بن أحمدَ بن غالبِ بن زَيدونَ المَخزُومِيُّ، القُرشيُّ، الأندَلُسيُّ، القُرطُبيُّ، الشاعرُ الماهرُ، حاملُ لِواءِ الشِّعْرِ في عَصرِه. اتَّصلَ بالأَميرِ المُعتَمِدِ بن عبَّادٍ، صاحبِ إشبيلية، فحَظِيَ عنده وصار مُشاوِرًا في مَنزِلَةِ الوَزيرِ، كان بارِعًا أَديبًا شاعرًا مُجيدًا، كان يُشعِر لِنَفسِه لا للتَّكَسُّبِ، أُفْعِمَ بِحُبِّ وَلَّادَة بِنتِ المُستَكْفِي المرواني أَميرِ الأندَلُس، سُجِنَ بِتُهمَةِ مَيْلِه لِبَني أُمَيَّةَ، قال ابنُ بَسَّام: " كان أبو الوَليدِ غايةَ مَنثورٍ ومَنظومٍ، وخاتِمةَ شُعراءِ بني مَخزومٍ، أَحدُ مَن جَرَّ الأيامَ جَرًّا، وفاتَ الأنامَ طُرًّا، وصَرَّفَ السُّلطانَ نَفْعًا وضُرًّا، ووَسَّعَ البيانَ نَظْمًا ونَثْرًا؛ إلى أَدبٍ ليس للبَحرِ تَدَفُّقُهُ، ولا للبَدرِ تَأَلُّقُهُ، وشِعْرٍ ليس للسِّحْرِ بَيانُه، وللنُّجومِ الزُّهْرِ اقتِرانُه. وحَظٍّ مِن النَّثْرِ غَريبِ المَباني، شِعريِّ الألفاظِ والمعاني", وكان من أَبناءِ وُجوهِ الفُقَهاءِ بقُرطُبة، فانتَقلَ منها إلى عند صاحبِ إشبيلية المُعتَضِدِ بن عبَّادٍ، بعد الأربعين وأربع مائة، فجَعَلَهُ مِن خَواصِّه، وبَقِيَ معه في صُورةِ وَزيرٍ. تُوفِّي في إشبيلية ثم نُقِلَ إلى قُرطُبة ودُفِنَ فيها.

العام الهجري : 524 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1130
تفاصيل الحدث:

هو حاكم مصر الفاطمي: أبو علي منصور بن المستعلي أحمد بن المستنصر معد بن الظاهر بن الحاكم، العُبيدي المصري الرافضي الظلوم. كان متظاهرًا بالمكر واللهو والجبروت. وَلِيَ وهو صغير له خمسة أعوام, فلما كبر قتَلَ الأفضل أمير الجيوش، واصطفى أموالَه وكانت تفوت الإحصاءَ، ويُضرَب بها المثل، فاستوزر بعده المأمون محمد بن مختار البطائحي، فعسف الرعية وتمرد، فاستأصله الآمر بعد أربع سنين، ثم صلبه، وقتل معه خمسة من إخوته. وفي دولة الآمر أخذت الفرنج طرابلس الشام، وصيدا، والقدس، وعكا، والحصون. ثم قصد الملك بردويل الفرنجي ديار مصر، وأخذ الفرما وهي قريبة من العريش، فأحرق جامِعَها ومساجِدَها. وفي أيامه ظهر ابن تومرت بالمغرب، خرج الآمر إلى متنزَّه له، فلما عاد وثب عليه الباطنية -النزارية وهم من الإسماعيلية الذين يعتقدون أن الإمامة كانت يجب أن تكون لنزار بن الحاكم الفاطمي- فقتلوه؛ لأنه كان سيئ السيرة في رعيته، وكانت ولايته تسعًا وعشرين سنة وخمسة أشهر. عاش خمسًا وثلاثين سنة, وكان العاشر من الحكام الفاطميين العبيديين الباطنية، هلك من غير عقب، فبايعوا ابن عم له، وهو الحافظ لدين الله.

العام الهجري : 651 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1253
تفاصيل الحدث:

قام الخليفةُ العباسيُّ المستعصم بالتوسُّط بين الأيوبيين أصحابِ الشَّامِ وبين المماليك أصحابِ مِصرَ لما كان بينهم من الحروب، فأرسل الشيخَ نجم الدين البادرائي للتوسُّط بينهم، الذي حمل رسالةً إلى الطرفين فتقرر الصلحُ بين الملك المعز أيبك وبين الملك الناصر صاحب دمشق، بسفارةِ نجم الدين البادرائي، وقد قَدِم نجمُ الدين إلى القاهرة، وصَحِبَه عز الدين أزدمر، وكاتبُ الإنشاء بحَلَب نظام الدين أبو عبد الله محمد بن المولى الحلبي، لتمهيدِ القواعد، فلم يبرحَا إلى أن انفصَلَت القضية على أن يكون للمصريِّينَ إلى الأردن، وللناصر ما وراء ذلك، وأن يدخُلَ فيها للمصريين غَزَّة والقدس ونابلس والساحلُ كله، وأن المعِزَّ يُطلِقُ جميع مَن أسَرَه من أصحاب الملك الناصر، وحَلَفَ كل منهما على ذلك، وكُتِبَت به العهود، وعاد المَلِكُ المعز وعسكره إلى قلعةِ الجبل في يوم الثلاثاء سابع صفر، ونزل البادرائي بالقاهرة، وأطلق الملك المعزُّ الملك المعظَّم توران شاه بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأخاه نُصرة الدين، وسائرَ أولاد الملوك والأمراء، وأحضَرَهم دار الوزارة ليشهَدوا حَلِفَه للملك الناصر.

العام الهجري : 697 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1297
تفاصيل الحدث:

استدعى السلطانُ حسام الدين لاجين قاضيَ القضاة زينَ الدين علي بن مخلوف المالكي، وصِيَّ المَلِك الناصرِ محمد بن قلاوون، وقال له: الملِكُ الناصر ابنُ أستاذي، وأنا قائِمٌ في السلطنة كالنائِبِ عنه إلى أن يُحسِنَ القيامَ بأمرها، والرأيُ أن يتوجَّهَ إلى الكرك وأمَرَه بتجهيزِه، ثم قال السلطانُ للملك الناصر محمد بن قلاوون: لو عَلِمتُ أنَّهم يخلونَك سلطانًا واللهِ ترَكْتُ المُلكَ لك، لكِنَّهم لا يخلونه لك وأنا مملوكُك ومملوكُ والدِك، أحفَظُ لك المُلكَ، وأنت الآن تروح إلى الكرك إلى أن تترعرعَ وترتجِلَ وتتحَرَّج وتجرِّبَ الأمور وتعود إلى مُلكِك، بشرط أنك تعطيني دمشقَ وأكونَ بها مثل صاحِبِ حماة فيها، فقال له الناصر: فاحلِفْ لي أن تبقيَ على نفسي وأنا أروحُ، فحَلَفَ كلٌّ منهما على ما أراده الآخَرُ، فخرج الناصِرُ في أواخر صفر، ومعه الأميرُ سيف الدين سلار أمير مجلس، والأمير سيف الدين بهادر الحموي، والأمير أرغون الدوادار، وطيدمر جوباش رأس نوبة الجمدارية، فوصل إلى الكرك في رابع ربيع الأول، فقام لخدمته الأميرُ جمال الدين أقوش الأشرف نائب الكرك.

العام الهجري : 699 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1300
تفاصيل الحدث:

في يومِ الجمعة العشرين من شوَّالٍ ركِبَ نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشقَ إلى جبال الجرد وكسروان (وهي من مناطق الساحل اللبناني كان يسكنُها الدروز والروافض) وخرج الشيخُ تقي الدين ابن تيميَّة ومعه خلقٌ كثير من المتطَوِّعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية؛ بسبب فساد نيَّتِهم وعقائدِهم وكُفرِهم وضَلالِهم، وما كانوا عامَلوا به العساكِرَ لَمَّا كسرهم التَّتَرُ، وهربوا حين اجتازوا ببلادهم، ووثَبوا عليهم ونهَبوهم وأخذوا أسلحتَهم وخيولهم، وقتلوا كثيرًا منهم، فلما وصلوا إلى بلادِهم جاء رؤساؤُهم إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية فاستتابَهم وبيَّنَ للكثيرِ منهم الصوابَ وحصل بذلك خيرٌ كثيرٌ، وانتصارٌ كبير على أولئك المُفسِدين، والتزموا بردِّ ما كانوا أخَذوه من أموال الجيش، وقَرَّر عليهم أموالًا كثيرة يحملونَها إلى بيت المال، وأُقطِعَت أراضيهم وضياعُهم، ولم يكونوا قبل ذلك يدخُلونَ في طاعة الجُندِ ولا يلتَزِمونَ أحكام المِلَّة، ولا يدينونَ دينَ الحَقِّ، ولا يحَرِّمونَ ما حرم اللهُ ورسوله، وعاد نائبُ السلطنة يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة وتلقاه الناسُ بالشموع إلى طريق بعلبك وسطَ النَّهار.

العام الهجري : 725 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1325
تفاصيل الحدث:

هو إسماعيلُ بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر بن الأحمر، أبو الوليد، السلطانُ الغالِبُ بالله أميرُ المؤمنينَ، خامِسُ ملوك دولة بني نصر بن الأحمر بغرناطة في الأندلس، كانت لأبيه ولايةُ مالقة وسبتة، فتولَّاهما من بعده. وكان الملك بغرناطة أبو الجيوش نصرُ بن محمد الفقيه، وهو موصوف بالضَّعفِ، فثار عليه إسماعيلُ وزحف من مالقة إلى غرناطة سنة 713 فبويع فيها، وخرج نصرٌ إلى وادي آش. وأراد بطرس الأوَّلُ بن ألفونس الحادي عشر أحد ملوك الإسبان أن يستفيدَ مِن فرصة الفتنة في غرناطة فاقتحم الحصونَ يُريدُها، فكانت بين جيشِه وجَيشِ إسماعيل وقائعُ هائلة انتهت سنة 717 بمَقتَلِ بطرس. وفي سنة 724 تحَرَّك إسماعيل للجِهادِ، فامتَلَك بعضَ الحصون، وعاد إلى غرناطة ظافِرًا. وكان حازمًا مِقدامًا جميل الطلعةِ جهيرَ الصوت كثيرَ الحياء بعيدًا عن الصبوة، تميز عهده بالاستقرارِ وحُسنِ السياسةِ وإحياء فريضة الجهاد، ومحاربةِ الفَسادِ والبِدَع. اغتاله ابنُ عَمٍّ له اسمه محمد بن إسماعيل بطعنة خنجر في غرناطة في 26 رجب من هذه السنةِ.

العام الهجري : 971 العام الميلادي : 1563
تفاصيل الحدث:

بدأ فيليب الثاني يستعدُّ لاحتلال جزيرة باديس، وشجَّعه على ذلك النصرُ الذي حقَّقه في وهران، فوجَّه لذلك أسطولًا في هذه السَّنة, فقاومه المجاهدون مقاومةً عنيفةً، واضطرَّ الأسطول إلى التراجع, والجديرُ بالذكر أنَّ جزيرة باديس كانت أقربَ نقطة مغربية إلى جبل طارق، وأنَّها كانت بالنسبة للمجاهدين ميناءً هامًّا؛ إذ يمكِنُهم من خلالها العبور للأندلس، كما يمكِنُهم التسلل لداخل الأراضي الإسبانية؛ لتقديم المساعدة للمسلمين هناك، والذين أطلقوا على أنفُسِهم الغرباء، وهذا ما دفع الإسبانيين إلى الهجوم عليها من خلال محاولتهم السابقة، كما كانت جزيرة باديس بالإضافة إلى ذلك مثارَ رعب وخوفٍ لدى السلطان السعدي الغالب بالله؛ إذ خاف السلطان أن يخرجَ الأسطول العثماني من تلك الجزيرة إلى المغرب، فاتَّفق مع الإسبان أن يخلِّيَ لهم الأدالة من حجرة باديس ويبيع لهم البلاد ويُخلِّيها من المسلمين، وينقطع أسطولُ العثمانيين في تلك الناحية، مقابِلَ الدفاع عن شواطئ المغرب إذا هاجمها الأسطول العثماني الذي علِمَ بتلك المؤامرة، فانسحب ورجع إلى الجزائر، كما عزل بويحيى رايس من منصبه في باديس في أواخر هذا العام, وانصرف العثمانيون عن الحرب في غرب البحر المتوسط؛ إذ توجَّه نشاط الأسطول الحربي إلى جزيرة مالطة في الشرق.

العام الهجري : 1178 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:

جرت الوقعةُ المشهورة بوقعة الحاير- وهو مكان يُعرَف بحاير سبيع، بين الرياض والخرج- وكانت هذه الوقعة ابتلاءً لأهل التوحيد أتباع الدرعية, وكان سببُ هذه الوقعة أن العجمان بعد أن هزمهم عبد العزيز بن محمد في قذلة عام 1177هـ وقتل منهم فريقًا وأسر فريقًا آخر، استنجدوا برئيس نجران وقبائل يام، فاستجاب صاحبُ نجران الحسنُ بن هبة الله المكرمي لشكواهم، وأعدَّ العدة لذلك، وأبلغ صاحِبَ الأحساء عريعر بن دجين عدو ابن سعود بعزمِه على السير لقتال الدرعية، وعقد معه اتفاقًا للتعاون والاشتراك بقتالها، وضرب له موعدًا للقاء عند الحاير، فلما وصل المكرمي الحاير بقي أيامًا يحارب أهلَها حتى وصل جيش الدرعية الذي قيل إنه كان معتدًّا بنفسه ومُعجبًا بقوَّتِه وكثرة عددِه، فلمَّا وصَلوا قرية الحاير التقى الجيشان واشتَدَّ القتال بينهما حتى انهزمت قوات الدرعية، وقُتِلَ منها 400 وأُسر 300، وتم الاتفاق على تبادُلِ الأسرى وانسحاب جيش نجران, ثم أرسل دهام بن دواس أمير الرياض هدايا يستميلُه لمحاربة بقية أتباع الدرعية، ويَعِدُه بكثيرٍ من الأموال والفوز وفتحِ البلدانِ وحُكمِها.

العام الهجري : 1204 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1790
تفاصيل الحدث:

هو الملك محمد الثالث بن عبد الله بن إسماعيل ملك العلويين في المغرب الأقصى، وكانت عاصمتُه مراكش، ولد بمكناس سنة 1134. تولى الحكم سنة1171 في ظروف صعبة بعد اضطراباتٍ، وقد تميَّزَ بالعقل والرزانة وبُعدِ النظر، اجتهَدَ في المحافظة على بلادِه ووَحدتِها وتأمينِ الشواطئ المغربية من العدوان الأوروبي، وحرَّر مازاغان من يد البرتغاليين، وانتصر على الجيش الفرنسي في معركة العرائش سنة1179, وكان أول حاكمٍ يعترف باستقلالِ وسيادة الولايات المتحدة الأمريكية, ورفَضَ ربطَ علاقات دبلوماسية مع روسيا؛ بسبب محاربتها للدولة العثمانية، وبعث بالعديدِ مِن السفراء لاسترجاعِ المخطوطات العربية من إسبانيا, وداخليًّا كان دائمَ التنقُّل بين جهات مملكته الواسعة؛ ليطمئِنَّ على أحوال البلاد, وشَهِدَ عهدُه أوجَ الازدهار السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي للمغرب الأقصى. تمرد وثار عليه عدةَ مراتٍ ابنُه وولي عهده يزيد، فنفاه في مشرق البلاد. توفِّيَ محمد الثالث في طريقِه إلى ابن عمه الذي خرج عن طاعتِه، فلما توفِّيَ تنازع أبناؤه الأربعة على خلافتِه، وهم هشام، ويزيد، وسليمان، ومَسلمة، حتى تمكَّن يزيد الأول أن يَخلُف أباه في الحُكم.