الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.001 )

العام الهجري : 638 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1240
تفاصيل الحدث:

هو محمد بن علي بن محمد بن عربي أبو عبد الله الطائي الأندلسي، ولد في مرسية بالأندلس سنة 560 ثم انتقل إلى إشبيلية، ودرس القرآن والفقه والحديث، ومال إلى المذهب الظاهري، ثم رحل إلى الحجاز وأقام بمكة مدة سنتين، ثم رحل مع الحجاج الأتراك إلى قونية، ثم قصد بغداد، ثم استقر في دمشق، وله مصنفاتٌ كثيرة جدًّا، أشهرها كتابه المسمى بـ "الفتوحات المكية وفصوص الحكم" وفيها أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح، وله كتاب "العبادلة وديوان شعر"، وله مصنفات أخر كثيرة جدًّا، كان يقول بوحدة الوجود على مذهب الحلاج الملحد، وهو أن اللاهوت أي الله قد حل وامتزج بالناسوت أي الناس، كما تمزج الخمر بالماء فلا يتميز واحد عن الآخر، وله كلمات ظاهرها الكفر الصريح، والصوفية ما زال دأبهم تأويل هذه العبارات بكل وجه بتعسف وإسفاف. رد عليه كثير من العلماء وبينوا انحرافه وزندقتَه، ونقلوا عنه أفعالًا تدل على تركه للشريعة كترك الصلاة، وزعمه أنه يصلِّيها حاضرًا في مكة وهو ساكن في دمشق، وغير ذلك مما تطفحُ به كتبه وشِعرُه من الكفر الصريح، توفي في دمشق ودفن في سفح قاسيون في دمشق بمسجد معروف باسمه، وفيه قبره وهو يزار ويرتكب عنده من الشركيات ما الله به عليم. قال أبو شامة: "له تصانيفُ كثيرة وعليه التصنيف سهل، وله شعر حسن وكلام طويل على طريق التصوف، وكانت له جنازة حسنة، ودُفِن بمقبرة القاضي محيي الدين بن الزكي بقاسيون، وكانت جنازته في الثاني والعشرين من ربيع الآخر"، وقال ابن السبط: "كان يقول إنه يحفظ الاسم الأعظم ويقول إنه يعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق الكسب ".

العام الهجري : 638 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

أغار الخوارزمية على بلاد قلعة جعبر وبالس ونهبوها، وقتلوا كثيرًا من الناس، ففرَّ من بقي إلى حلب ومنبج، واستولى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل على سنجار، وأخرج منها الملك الجواد يونس بن مودود بن العادل بن نجم الدين أيوب، فسار الجواد إلى الشام، حتى صار في يد الناصر داود بن الملك المعظم، فقبض عليه بغزة يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة، وبعث به إلى الكرك، وانضمَّت الخوارزمية على صاحب الموصل، فصاروا نحو الاثني عشر ألفًا، وقصدوا حلب، فخرج إليهم من حلب، فانكسر وقتل أكثره، وغَنِمَ الخوارزمية ما معهم، فامتنع الناسُ بمدينة حلب، وانتهبت أعمال حلب، وفعل فيها كل قبيح من السبي والقتل والتخريب، ووضعوا السيفَ في أهل منبج، وقتلوا فيها ما لا يحصى عددُه من الناس، وخَرَّبوا وارتكبوا الفواحش بالنساء في الجامع علانيةً، وقتلوا الأطفال, ولا حولا ولا قوة إلا بالله, وعادوا وقد خرب ما حول حلب، وكان الخوارزميَّةُ يظهرون للناس أنهم يفعلون ما يفعلون خدمةً لصاحب مصر، فإنَّ أهل حلب وحمص ودمشق كانوا حربًا على الصالحِ صاحِبِ مصر، فسير المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد صاحب حمص، عساكِرَه وعساكر حلب ودمشق، وقطع الفرات إلى سروج والرَّها، وأوقع بالخوارزمية، وكَسَرهم واستولى على ما معهم، ومضوا هاربين إلى عانة.

العام الهجري : 639 العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

سار الخوارزمية إلى الموصل، فسالمهم صاحبها بدر الدين لؤلؤ، ووافقهم المظفَّر شهاب الدين غازي بن العادل، صاحب ميافارقين، ثم ساروا إلى آمد فخرج إليهم عسكرُ حلب عليه المعظَّم فخر الدين توران شاه بن صلاح الدين، فدفعوهم عنها، ونهَبوا بلاد ميافارقين، وجرت بينهم وبين الخوارزميَّة وقائع، ثم عاد العسكرُ إلى حلب، فغار الخوارزمية على رساتيق الموصل, ثم اصطلح شهابُ الدين غازي صاحب ميافارقين معهم وآواهم إلى بلده ليكونوا من حزبِه.

العام الهجري : 639 العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ أبو محمد عبد الواحد الرشيد بن أبي العلاء المأمون الموحدي جيشًا لقتال بني مرين، فهزمهم واستولى على عسكرهم، فتدالت الحروب بينهم إلى أن انتهت إلى استيلاءِ بني مرين على مكناس وفاس التي كانت حاضرةَ الموحدين، كما استولوا بعد ذلك على سجلماسة ودرعة.

العام الهجري : 639 العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

قام أبو زكريا الحفصي على رأس حملةٍ ضَخمةٍ قَدَّرَها بعض المؤرخين بستين ألف مقاتل، فدخل تلمسان، وأجبر واليها يغمراسن على الدخول في طاعتِه، والخُطبةِ باسمه، كما أدخل في طاعتِه القبائِلَ العربية والبربريَّة في المناطق المحيطة. وكان من أثر ازدياد قُوَّته واتساع نفوذه أن هادنه بنو مرين في المغرب الأقصى، وأقيمت الخطبةُ باسمه في عددٍ كبيرٍ مِن بلاد الأندلس التي لم تقع في براثن الأسبانِ، واحتفظت بحرِّيَّتها واستقلالها مثل: بلنسية، وإشبيلية، وشريش، وغرناطة, وبسبب هذه البيعات التي انثالت على أبي زكريا من سائر الجهاتِ وحَدَّثَته نفسه بالتوثُّب على كرسي خلافةِ الموحِّدين بمراكش وغَصَّ بنو عبد المؤمن بمكانه وعَظُم عليهم استبدادُه ثم طَمَعُه في كرسيِّهم، وقرارة عزهم مع أنه ما كان إلا جدولًا مِن بَحرِهم وفرعًا من دوحتِهم، والأمر كله لله. وأصبحت الدولة الحفصيَّة التي قام عليها مرهوبةَ الجانب، تسعى الدول الأوروبية إلى كسب وُدِّها، خاصةً التي تربطها بها مصالحُ اقتصاديَّةٌ وسياسية، فعقد مع البندقية، وبيزة، وجنوة معاهدات صداقة وسلامة. وقد ظلَّ أبو زكريا متوفرًا على شؤون الدولة حتى توفي سنة 647.

العام الهجري : 639 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1241
تفاصيل الحدث:

بلغ السُّلطانُ صاحِبُ مصر أنَّ الناصِرَ داود بن الملك المعظَّم صاحب الكرك قد وافق الصالحَ إسماعيل صاحب دمشق، والمنصور إبراهيم صاحب حمص، وأهل حلب، على محاربته، فسير السلطان كمال الدين بن شيخ الشيوخ على عسكر إلى الشام، فخرج إليه الناصرُ وقاتله ببلاد القدس، وأسَرَه في عدة من أصحابه، ثم أطلقهم وعادوا إلى القاهرة، وكان من خبر ذلك أنَّه في يوم الأربعاء ثاني عشر صفر، وقع عسكر الناصر داود على الأمير عز الدين أيبك صاحب صرخد، وقد نزل على الغوار، فكسره وأخذ الأثقالَ، وكان معه الأميرُ شمس الدين شرف- المعروف بالسبع مجانين- وشمس الدين أبو العلاء الكرديان، وشرف الدين بن الصارم صاحب بنين، وكان مقدَّم عسكر الناصر سيف الدين بن قلج، وجماعة من الأيوبية من عسكر مصر.

العام الهجري : 640 العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

كانت وقعة عظيمة بين الحلبيين وبين الخوارزمية، ومع الخوارزمية شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين، فكسرهم الحلبيون كسرةً عظيمةً مُنكرةً، وغَنِموا من أموالهم شيئًا كثيرًا جدًّا.

العام الهجري : 640 العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

نهب الخوارزمية نصيبين مرة أخرى، وهذه سابع عشر مرة تنهب نصيبين في هذه السنين، وعاد شهاب الدين غازي إلى ميافارقين، وتفَرَّقت الخوارزمية يفسدون في الأرض بصحبة مُقَدَّمهم بركات خان، وقَدِمَ على شهاب الدين غازي منشور بمدينة خلاط فتسَلَّمَها وما فيها من الحواصل.

العام الهجري : 640 العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

قام الحفصيون بهزيمة يغمراسن بن زيان زعيم دولةِ آل زيان من بني عبد الواحدِ، واستولوا على حاضرته تلمسان، ثم قاموا بالاستيلاء على مدن جزائريَّة أخرى.

العام الهجري : 640 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

هو أميرُ المؤمنين الخليفة العباسي المستنصر بالله أبو جعفر منصور بن الخليفة الظاهر بأمر الله محمد بن الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد. واقف المستنصريَّة التي لا نظيرَ لها. ولد سنة 588, وأمه تركية، وكان جده الناصر يحبُّه ويسميه القاضي؛ لحبه للحقِّ، وعقلِه, وبويعَ عند موت والده يوم الجمعة، ثالث عشر رجب، سنة 623 البيعة الخاصة من إخوته وبني عمه وأسرته، وبايعه من الغد الكبراء والعلماء والأمراء. وكان أبيضَ أشقرَ، سمينًا ربعةً مليح الصورة، عاقلًا حازمًا سائسًا ذا رأي ودهاء ونهوض بأعباء الملك، كان جدُّه الناصر قد جمع ما يتحصل من الذهب في بركة في دار الخلافة، فكان يقفُ على حافتِها ويقول: أتُرى أعيش حتى أملأَها، وكان المستنصر يقِفُ على حافتها ويقول أترى أعيش حتى أنفِقَها كُلَّها, فكان يبني الربُطَ والخانات والقناطر في الطرقات من سائر الجهات، وقد عَمِلَ بكل محلَّة من محال بغداد دارَ ضيافة للفقراء، لا سيَّما في شهر رمضان، وكان يتقصد الجواري اللائي قد بلغن الأربعين فيُشترين له فيُعتقُهنَّ ويُجهزهنَّ ويُزوجُهنَّ، وفي كل وقت يُبرِزُ صِلاتِه ألوفًا متعددة من الذهب، تُفَرَّق في المحال ببغداد على ذوي الحاجات والأرامل والأيتام وغيرهم، تقبَّلَ الله تعالى منه وجزاه خيرًا، وقد وضع ببغداد المدرسة المستنصرية للمذاهب الأربعة، وجعل فيها دار حديث وحمامًا ودار طب، وجعل لمستحقيها من الجوامك- رواتب الموظفين- والأطعمة والحلاوات والفاكهة ما يحتاجون إليه في أوقاته، ووقف عليها أوقافًا عظيمة حتى قيل إن ثمن التبن من غلات ريعها يكفي المدرسة وأهلَها, ووقف فيها كتبًا نفيسة ليس في الدنيا لها نظير، فكانت هذه المدرسة جمالًا لبغداد وسائر البلاد, فكان المستنصرُ رحمه الله كريمًا حليمًا رئيسًا متودِّدًا إلى الناس، حازمًا عادلًا، وفي أيامه عَمَرت بغداد عمارة عظيمة. قال ابن النجار: "نشر المستنصر بالله العدلَ، وبثَّ المعروف، وقَرَّب العلماء والصلحاء، وبنى المساجد والمدارس والربط، ودور الضيافة والمارستانات، وأجرى العطيَّات، وقمع المتمَرِّدة، وحمل الناسَ على أقوَمِ سَنَن، وعمر طرق الحاجِّ، وعمر بالحرمين دورًا للمرضى، وبعث إليها الأدوية, ثم قام بأمر الجهاد أحسن قيام، وجمع العساكر، وقمع الطغام، وبذل الأموال، وحَفِظَ الثغور، وافتتح الحصون، وأطاعه الملوك, وبيعت كتبُ العلم في أيامه بأغلى الأثمان لرغبته فيها، ولوقفها, وَخَطَه الشيب، فخضب بالحناء، ثم تركه, قلت (الذهبي): (كانت دولته جيدة التمكن، وفيه عدلٌ في الجملة، ووقع في النفوس) استجد عسكرًا كثيرًا لَمَّا علم بظهور التتار، بحيث إنه يقال: بلغ عدَّةُ عَسكَرِه مائة ألف، وكان يُخطَبُ له بالأندلس والبلاد البعيدة, وبلغ غلَّة وقف المستنصرية مرة نيفًا وسبعين ألف دينار في العام، واتفق له أنه لم يكن في أيامه معه سلطان يحكُم عليه، بل ملوك الأطراف خاضعون له، وفكرهم منشغلٌ بأمر التتار". توفي يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة، وكُتِم موتُه حتى كان الدعاء له على المنابر ذلك اليوم، وكانت مدة ولايته ست عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة وعشرين يوما، ودُفِنَ بدار الخلافة، ثم نُقِلَ إلى الترب من الرصافة، بويع لابنه المستعصم بالله بعد صلاة الجمعة.

العام الهجري : 640 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1242
تفاصيل الحدث:

تولى الخلافةَ المستعصمُ بالله وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد، وهو الخليفة الذي قتله التتار بأمر هلاكو بن تولي ملك التتار بن جنكيزخان، سنة 656، وآباؤه ثمانية نسقًا وَلُوا الخلافة لم يتخلَّلهم أحد، وهو التاسِعُ، ولما توفي أبوه بكرةَ الجمعة عاشر جمادى الآخرة استدعي هو من التاج يومئذ بعد الصلاة، فبويع بالخلافة، ولقب بالمستعصم بالله، وله من العمر يومئذ ثلاثون سنة وشهور، وقد أتقن في شبيبته تلاوة القرآن حفظًا وتجويدًا، وأتقن العربية والخطَّ الحسن وغير ذلك من الفضائل، وكان مشهورًا بالخير مشكورًا مقتديًا بأبيه المستنصر بالله جهده وطاقتَه، وكان القائمُ بهذه البيعة المستعصمية شرف الدين أبو الفضائل إقبال المستنصري، فبايعه أولًا بنو عمه وأهله من بني العباس، ثم أعيان الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة والعلماء والفقهاء ومَن بعدهم من أولي الحَلِّ والعقد والعامة وغيرهم، وجاءت البيعةُ من سائر الجهات والأقطار والبلدان والأمصار، وخُطِب له في سائر البلدان.

العام الهجري : 641 العام الميلادي : 1243
تفاصيل الحدث:

قدم التتار بلاد الروم، وأوقعوا بالسلطانِ غياث الدين كيخسرو بن كيقباذ بن يخسرو بن قلج أرسلان، وهزموه وملكوا بلادَ الروم وخلاط وآمد، فدخل غياثُ الدين في طاعتِهم، على مالٍ يحملُه إليهم، وملكوا أيضًا سيواس وقيسارية بالسيف وقرَّروا على صاحبهما في كل سنة أربعمائة ألف دينار ففَرَّ غياث الدين منهم إلى القسطنطينية، وقام من بعده ركنُ الدين ابنه وهو صغيرٌ إلى أن قُتِل.

العام الهجري : 641 العام الميلادي : 1243
تفاصيل الحدث:

تكرَّرَت المراسلةُ بين الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر، وبين عَمِّه الصالح إسماعيلَ صاحبِ دمشق، وبين المنصورِ صاحِبِ حمص، على أن تكون دمشقُ وأعمالها للصالح إسماعيل، ومصر للصالح أيوب، وكلٌّ من صاحب حمص وحماة وحلب على ما هو عليه، وأن تكون الخطَّة والسكَّة في جميع هذه البلاد للملك الصالح نجم الدين أيوب، وأن يُطلِق الصالح إسماعيل الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك الصالح نجم الدين من الاعتقالِ، وأن يخرج الأمير حسام الدين أبو علي بن محمد بن أبي علي باشاك الهذباني، المعروف بابن أبي علي من اعتقالِه ببعلبك، وأن ينتزع الصالحُ إسماعيل الكرك من الملك الناصر داود بن الملك المعظم، فلما تقرَّرَ هذا خرج من القاهرة الخطيب أصيل الدين الإسعردي إمام السلطان في جماعةٍ، وسار إلى دمشق، فخطب للسلطانِ الملك الصالح نجم الدين أيوب بجامِعِ دمشق وبحمص، وأفرجَ عن المغيث بن السلطان، وأركبَ ثم أعيد إلى القلعة بمشورةٍ من وزير الصالح إسماعيل، حتى يتِمَّ بينهما الحلف، وأفرج عن الأميرِ حسام الدين، وكان قد ضيَّق عليه وجعله في جُبٍّ مُظلمٍ، فلما وصل حسام الدين إلى دمشق خلع عليه الصالحُ إسماعيل، وسار إلى مصر، ومعه رسولُ الصالح إسماعيل، ورسولُ صاحب حمص وهو القاضي عماد الدين بن القطب قاضي حماة، ورسول صاحب حلب، فقَدِموا على الملك الصالح نجم الدين، ولم يقَع اتفاق، فعادت الفتنةُ بين الملوك، فاتفق الناصرُ داود صاحب الكرك، مع الصالحِ إسماعيل صاحب دمشق، على محاربة الملك الصالح نجمِ الدين وعاد رسولُ حلب، وتأخَّرَ ابن القطب بالقاهرة، فبعث الناصرُ داود والصالح إسماعيل، ووافقا الفرنجَ على أنَّهم يكونون عونًا لهم على الملك الصالح نجمِ الدين، ووعداهم أن يسلما إليهم القُدسَ وسَلَّماهم طبرية وعسقلان أيضًا فعمَرَ الفرنجُ قلعتيهما وحصونهما، وتمكَّن الفرنج من الصخرة بالقدسِ، وجلسوا فوقها بالخَمرِ، وعَلَّقوا الجرس على المسجد الأقصى، فبرز الملك الصالح نجم الدين أيوب من القاهرة، ونزل بركةَ الجُبِّ وأقام عليها، وكتب إلى الخوارزمية يستدعيهم إلى ديارِ مِصرَ لمحاربة أهلِ الشام، فخرجوا من بلاد الشَّرقِ.

العام الهجري : 642 العام الميلادي : 1244
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى الصليبيون قوةَ التَّتار وأنَّهم لا قِبَل لهم بهم وخافوا عليهم من أن يُسلِموا بحكم احتكاكهم بالمسلمين، أرادوا أن يَجُرُّوهم إلى النصرانيَّة، فقام البابا إينوسان الرابع بإرسال بعثة إلى خاقان ملك المغول إلى عاصمتِهم قره كروم يدعوه فيها إلى اعتناق النصرانيَّة، فاشترط الخاقان لاعتناقها دخول البابويَّة وجميع ملوك وأمراء الغرب تحت سيادتِه.

العام الهجري : 642 العام الميلادي : 1244
تفاصيل الحدث:

قام ألفونسو بن فريناند ملك قشتالة بالاستيلاء على حصن أراغونة وعدة حصون أخرى وحاصر غرناطة، فقام ابن الأحمر أبو عبد الله محمد بن نصر بمهادنته بعد أن أيقَنَ أنَّه لا قِبَلَ له به وبمنازلتِه، ففَكَّ الحصار عن غرناطة بصلحٍ بينهما يقضي فيه أن يبقى ابن الأحمر حاكمًا على غرناطة، لكن باسم ملك قشتالة وتحت ظله، ويؤدي جزيةً سنوية ويُعينه على أعدائه وقت يريدُ، وأن يشهَدَ معه اجتماعَ مجلس قشتالة الكورتيس باعتباره بهذا العقد أميرًا من أمراء الملك التابعين له، ثمَّ سَلَّمه جيان وأراغونة وقلعة جابر وأبرم الصلح لمدة عشرين سنةً.