الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 574 العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

عصى شمسُ الدين محمد بن عبد الملك المقَدَّم على صلاح الدين ببعلبك، وكانت له قد سَلَّمَها إليه صلاحُ الدين لَمَّا فَتَحَها جزاءً له حيث سَلَّمَ إليه ابن المقدم دمشق، فلم تَزَلْ بيده إلى الآن، فطلب شمسُ الدولة بن أيوب أخو صلاح الدين منه بعلبك، وألحَّ عليه في طلبها، فلم يتمكَّنْ صلاح الدين من مخالفته، فأمر شمس الدين بتسليمِها إلى أخيه ليعَوِّضَه عنها، فلم يُجِبْ إلى ذلك، وذَكَّرَه العهود التي له، وما اعتمده معه من تسليمِ البلاد، فلم يُصْغِ إليه ولجَّ عليه في أخذها، وسار ابنُ المقدم إليها، واعتصم بها، فتوجَّه إليه صلاح الدين، وحَصَره بها مدة، ثم رحل عنها من غيرِ أن يأخذها، وتَرَك عليه عسكرًا يحصره، فلما طال عليه الحصارُ أرسل إلى صلاح الدين يطلبُ العِوَضَ عنها ليسَلِّمَها إليه، فعَوَّضَه عنها وسَلَّمَها، فأقطعها صلاح الدين أخاه شمسَ الدولة.

العام الهجري : 578 العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصورُ عِزُّ الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحِبُ بعلبك ونائِبُ دمشق لعَمِّه الناصر صلاح الدين الأيوبي، وهو والِدُ الأمجد بهرام شاه صاحِبِ بعلبك بعد أبيه، وإليه تُنسَبُ المدرسة الفروخ شاهية بالشرقِ الشمالي بدمشق، وإلى جانبِها التربة الأمجديَّة لولده، وهما وقفٌ على الحنفية والشافعية، وقد كان فروخ شاه شجاعًا شَهمًا عاقلًا، ذكيًّا كريًما مُمدَّحًا، امتدحه الشعراءُ لفضله وجُودِه، وكان من أكبر أصحاب الشيخ تاج الدين أبي اليمن الكندي، عَرَفه من مجلس القاضي الفاضل، فانتمى إليه، وكان يحسِنُ إليه، وللعماد الكاتب فيه مدائِحُ، وكان ابنه الأمجد شاعرًا جيدًا، ولَّاه عم أبيه صلاحُ الدين بعلبك بعد أبيه، واستمَرَّ فيها مدة طويلة، ومن محاسِنِ فروخ شاه صُحبَتُه لتاج الدين الكندي

العام الهجري : 584 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

سار صلاحُ الدين عن دمشق منتصَفَ ربيعٍ الأول إلى حمص، فنزل على بحيرةِ قدس غربيَّ حمص، وجاءته العساكِرُ، فأوَّل من أتاه من أصحابِ الأطرافِ عماد الدين زنكي بن مودود بن آقسنقر. صاحِبُ سنجار، ونصيبين، والخابور، وتلاحقت العساكِرُ مِن الموصل وديار الجزيرة وغيرها. فاجتَمَعَت عليه، وكَثُرَت عنده. فسار حتى نزل تحت حِصنِ الأكراد من الجانبِ الشرقيِّ، فأقام يومينِ، وسار جريدة- الجريدة خَيْلٌ لا رَجَّالةَ فيها- وترك أثقالَ العسكَرِ مَوضِعَها تحت الحصن، ودخل إلى بلدِ الفرنج، فأغار على صافيثا، والعريمة، ويحمور، وغيرها من البلاد والولايات، ووصل إلى قرب طرابلس، وأبصر البلادَ، وعرف من أين يأتيها، وأين يسلُكُ منها، ثم عاد إلى مُعسكَرِه سالِمًا، وقد غَنِمَ العسكر من الدوابِّ على اختلاف أنواعِها ما لا حَدَّ له، وأقام تحت حصن الأكراد إلى آخرِ ربيع الآخر.

العام الهجري : 724 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1324
تفاصيل الحدث:

هو نور الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعيُّ، له تصانيفُ، وقرأ مسند الشافعي على وزيرة بنت المنجا، ثمَّ إنه أقام بمصر، وقد كان في جملةِ خُصومِ شَيخِ الإسلام ابن تيمية، أراد بعضُ رجال الدولة قَتْلَه فهرب واختفى عند ابن تيميَّة لَمَّا كان مقيمًا بمصر، وما مثالُه إلَّا مثالُ ساقيةٍ ضعيفةٍ كَدِرة لاطمت بحرًا عظيمًا صافيًا، أو رملةٍ أرادت زوال جبل، وقد أضحك العقلاءَ عليه، وقد أراد السلطانُ قَتْلَه فشَفِعَ فيه بعض الأمراء، ثم أنكر مرَّةً شيئًا على الدولةِ فنُفِيَ من القاهرة إلى بلدةٍ يقال لها: ديروط، فكان بها حتى توفِّيَ يوم الاثنين سابع ربيع الآخر، ودفن بالقرافة، وكانت جنازتُه مشهورةً غيرَ مشهودة، وكان شيخُه ينكِرُ عليه إنكارَه على ابن تيمية، ويقولُ له أنت لا تحسِنُ أن تتكَلَّم، ولشيخ الإسلام الردُّ المشهور عليه المعروف باسم الردِّ على البكري أو الاستغاثةِ.

العام الهجري : 804 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1401
تفاصيل الحدث:

هو سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المشهور بابن الملقِّن، ولد بالقاهرة سنة 723 عُرِفَ ابن الملقن؛ لأن الذي كفَلَه بعد وفاة أبيه مُلَقِّن القرآن في الجامع الطولوني بالقاهرة، فعُرِفَ به، فصار يقال: ابنُ المُلَقِّن، وكان هو زوجَ أمِّه، وهو الذي ربَّاه، فأصبح من كبار علماء الحديث والفقه الشافعي، فتولى قضاء الشافعية، ثم التدريس والإفتاء، له مصنفات عديدة؛ منها: إكمال تهذيب الكمال، وله البدر المنير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، وله تحفة المحتاج في أدلة المنهاج، وله التذكرة في علوم الحديث، وله طبقات الأولياء، وله الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، وله غاية السول في خصائص الرسول، وغيرها كثير، وكانت له مكتبة عامرة، ولكنها احترقت؛ فأصابه بسبب ذلك ذهولٌ فحَجَبه ابنُه حتى توفِّي عن 81 عامًا.

العام الهجري : 817 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1414
تفاصيل الحدث:

نزل ملك البرتقال من الفرنج على مدينة سبتة في ثلاثمائة مركب، وأقام مدة بجزيرة فيما بينها وبين جبل الفتح يقال لها طرف القنديل، حتى ملَّ المسلمون الذين حُشِروا بسبتة من الجبال، ونفدت أزوادهم، وعادوا إلى ديارهم، فطرقها عند ذلك الفرنج، وقاتلوا المسلمين، وهزموهم، وركبوا أقفيَتَهم، وعبروا باب الميناء فتحَمَّل المسلمون بما قدروا عليه، ومرُّوا على وجوههم، فتملك البرتقال سبتة في سابع شعبان. وكان لذلك سبب هو: أن موسى بن أبي عنان لما ملك سبتة أعطاها لأبي عبد الله محمد ابن الأحمر، فنقل منها العدد الحربية بأجمعها إلى غرناطة، فلما استرد بنو مرين سبتة ساءت سيرة عمَّالهم بها، وكثر ظلمهم؛ فوقع الوباء العظيم بها حتى باد أعيانها، وكان من فساد ملك بني مرين وخراب فاس وأعمالها ما كان، فاغتنم الفرنج ذلك ونزلوا على سبتة، فلم يجدوا فيها من يدفعُهم.

العام الهجري : 888 العام الميلادي : 1483
تفاصيل الحدث:

لما فقد الأمير أبي الحسن علي بن سعد بصَرَه، تنازل عن المُلك لابنه أبي عبد الله محمد الثاني عشر الملقب بأبي عبد الله الصغير، الذي كان قد ثار على أبيه السنة الماضية, وبعد أن تولى الحكم قام بانتهاز فرصة هزيمة الإسبان أمام أمير مالقة عمه أبي عبد الله الزغل, فخرج بقواته واتجه إلى قرطبة، مجتاحًا في طريقه عدة حصون وهزم الإسبان في عدة معارك محلية، وحين عودته وبيده الغنائم الكثيرة أدركه الإسبان وقاتلوه مرة أخرى وهزموه وأسروه وقتلوا عددًا كبيرًا من أمرائه وفرسانه، فقام الملك أبو الحسن باستدعاء أخيه أبي عبد الله محمد بن سعد الملقب بالزغل؛ ليتولى ملك غرناطة عوضًا عن ابنه المأسور أبي عبد الله الصغير.

العام الهجري : 1064 العام الميلادي : 1653
تفاصيل الحدث:

هو السلطان محمد الأصغر بن زيدان ابن المنصور أحمد الذهبي ملك السعديين في المغرب الأقصى, ويلقَّب بالشيخ. لما قتل السلطان الوليد سنة 1045 اختلف الناس فيمن يقدمونه للولاية عليهم، ثم أجمع رأيُهم على مبايعة أخيه محمد الشيخ وإلقاء القيادة إليه، فأخرجوه من السجن، وكان أخوه الوليد قد سجنه إذ كان يتخوَّف منه الخروج عليه، فبويع بمراكش يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 1045 ولما بويع سار في الناس سيرةً حميدة وألان الجانب للكافة، وكان متواضعًا في نفسه صفوحًا عن الهفوات متوقفًا عن سفك الدماء مائلًا إلى الراحة والدَّعَة متظاهرًا بالخير ومحبة الصالحين، إلا أنه كان منكوس الراية مهزوم الجيش؛ وبسبب ذلك لم يصفُ له مما كان بيد أبيه وإخوته إلا مراكش وبعض أعمالها، وبعد وفاته تولى أحمد الثاني بن العباس أبي مروان خلفًا له.

العام الهجري : 1276 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

قام بنو عَمِّ عبد العزيز المحمد أبو العليان، وهم: حسن العبد المحسن، وأخوه عبد الله، ومحمد الغانم، وأخوه عبد الله، وقتلوا عبدَ الله بن عبد العزيز بن عدوان، أميرَ بُريدة من قِبَل الإمام فيصل، فلما بلغَ الإمامَ الخبَرُ جعل محمد الغانم أبو العليان أميرًا على بريدة، وبعد مدَّةٍ قليلة أطلق الإمامُ سراحَ عبد العزيز المحمد وأمره أن يرجِعَ أميرًا على بَلَدِه، وأبقى ابنَه عبد الله في الرياض كرهينةٍ؛ لأنَّ هذا الإطلاق لم يكُنْ عن رِضًا، ولكن رأى أنَّ البلد لا يستقيمُ فيها أميرٌ بسَبَبِ آل ابن عليان، وكان عبدُ الله الفيصل لا يرى رأيَ والده في عبد العزيز ويوَدُّ التخلُّصَ منه بأيِّ وجهٍ من الوجوه، ولكِن الإمامُ فيصل يغلِبُ عليه الحِلمُ والصَّفحُ.

العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:

تولى الشيخُ عبد الله الثاني بن صباح الثاني بن جابر الأول -من آل صباح، خامس أمراء الكويت- إمارةَ الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح الثاني عام 1866، وقد استماله الترك العثمانيون فسَمَّوه قائم مقام في الكويت، وكان للكويت في عهده أسطولٌ من السفن الشراعية الكبيرة، وكانت أهمُّ الأحداث في عهده:
(1) هو أول حاكم للكويت يسكُّ عملة كويتية عليها اسم الكويت عام 1866م.
(2) في عام الهيلق 1867م تعرضت الكويت إلى مجاعة ففتح الشيخ عبد الله خزائنَه أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة.
(3) مساعدتُه للدولة العثمانية للاستيلاء على الأحساء؛ حيث تولى الشيخ عبد الله قيادة ثمانين سفينة بحرية كويتية عام 1871م (نزلت بعد ذلك في رأس تنورة) بالإضافة إلى تسيير جيش من البر بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح.

العام الهجري : 1322 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1904
تفاصيل الحدث:

هو الشاعِرُ محمود سامي باشا بن حسن حسني بن عبد الله البارودي المصري, جركسي الأصلِ من سلالةِ المقام السيفي نوروز الأتابكي. ولِدَ بالقاهرة سنة 1255ه، وهو من أوائِلِ من نهض بالشعرِ العربيِّ في عصرنا الحاضر، كان البارودي إلى جانبِ موهبتِه الشعريَّةِ رجلًا عَسكريًّا وسياسيًّا، وهو من تلاميذِ جمال الدين الأفغاني وممَّن تأثَّر بفِكرِه وطرحِه السياسيِّ، رحل الباروديُّ إلى الأستانة فأتقَنَ الفارسيَّةَ والتركية، وله فيهما قصائِدُ، ثم عاد إلى مصر فكان من قوَّاد الحملتينِ المصريتينِ لِمساعدة تركيا الأولى في ثورة (كريد) سنة 1868م، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877م، ولَمَّا حدثت (الثورة العُرابية) كان في صفوفِ الثائرين. تقلَّد منصِبَ الوَزارةِ، ورأَسَ الوزارةَ العُرابية، وبعد فَشلِها نفِيَ مع قادتها إلى سريلانكا، وبعد عودته من منفاه سنة 1317هـ مكث بضعَ سنواتٍ ثمَّ توفِّيَ بالقاهرةِ سنة 1322هـ

العام الهجري : 1333 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1915
تفاصيل الحدث:

قدم سالم بن مبارك ابن الصباح مع قوة صغيرة لنجدة الملك عبدالعزيز بعد هزيمته من العجمان إلا أنه انقلب على الملك عبدالعزيز واتفق مع العجمان وصالحهم وأعلن حمايتهم وهجر حليفه الملك عبدالعزيز، فكتب محمد بن عبدالرحمن إلى أخيه عبدالعزيز يستأذنه في الهجوم على العجمان وابن الصباح فأجابه: " لا تفعل كيف نكون حلفاء أول النهار وأعداء في آخره والناس لا يعرفون حقيقة الحال" ثم كتب إلى مبارك يشكو إليه خيانة ابنه سالم ويقول: " لم أقدم إكراما لك على تأديبه" فكتب له الشيخ يذكره بأنه بينه وبين العجمان صداقة قديمة فغضب الملك عبدالعزيز وزحف مسرعا يريد مهاجمة العجمان وابن الصباح ولكنه حين وصل إلى معسكر أخيه محمد جاءه خبر وفاة الشيخ مبارك فوقف مدهوشا محزونا وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون مات الشيخ مبارك.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ المعَلِّمُ محمَّدُ بنُ لادِن عام 1326ه الموافِق 1908م في وادي دوعن بحَضرَمَوتَ، ثمَّ هاجَرَ إلى السُّعوديَّةِ للعَمَلِ، وكان أمِّيًا لا يُجيدُ ‏القِراءةَ والكِتابةَ، لكِنَّه ذو فِطنةٍ وذَكاءٍ، وعَزيمةٍ ومُثابَرةٍ، وقُدرةٍ على تحَمُّلِ المَسؤوليَّةِ؛ فانخَرَط في أعمالِ المُقاوَلاتِ والبِناءِ، واكتَسَب خِبراتٍ كَبيرةً، ثمَّ أنشَأَ شَرِكةً صَغيرةً في مجالِ المقاوَلاتِ، وقام ببناءِ مُنشَآتٍ حُكوميَّةٍ، حتى أصبَحَت شَرِكتُه مِن كُبرى شَرِكاتِ المَملكةِ، والتي عُرِفَت بعد ذلك بمجموعةِ (بن لادِن)، ومِن أشهَرِ مَشاريعِه التي نَفَّذَها: تَوسِعةُ الحَرَمينِ الشَّريفَينِ، وعِمارةُ مَسجِدِ قُبَّةِ الصَّخرةِ بالمسجِدِ الأقصى، وطَريقُ الهَدَا الموصِلُ بين مكَّةَ والطَّائِفِ، وعَدَدٌ مِن الأعمالِ الكَبيرةِ في شَرِكةِ أرامكو بالمَنطِقةِ الشَّرقيَّةِ وغَيرِها، توفِّيَ -رَحِمَه اللهُ- وعُمِّرَ 59 عامًا، عندما اصطَدَمت طائِرتُه المِروحيَّةُ وهو يتفَقَّدُ مَشروعَ الهَدَا.

العام الهجري : 597 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1201
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ المفَسِّر، شيخُ الإسلام، مَفخَر العراق، الحافِظُ الواعِظُ جمالُ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي الجوزي- نسبة إلى فرضة نهر البصرة- المشهور بابن الجوزي، القُرَشي التيمي البكري البغدادي الفقيهُ الحنبلي. ينتهي نسبُه إلى أبي بكر الصديقِ رَضِيَ الله عنه. كان علَّامة عصره وإمامَ وَقتِه في الحديث وصناعة الوعظ. ولد سنة تسع- أو عشر- وخمسمائة، كان والده واعظًا ويعمَلُ في الصفر بنهر القلايين. برز أبو الفرج في علوم كثيرة. وقد جمع من المصنَّفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف، وكتب بيده نحوًا من مائتي مجلَّدة وتفَرَّد بفن الوعظ الذي لَمْ يُسْبَقْ إليه ولا يُلحَق شأوُه فيه، وفي طريقتِه وشَكلِه، وفي فصاحته وبلاغتِه وعذوبتِه وحلاوةِ ترصيعِه ونفوذِ وعظِه، وغَوصِه على المعاني البديعة، وتقريبِه الأشياءَ الغريبة، هذا وله في العلومِ كُلِّها اليدُ الطولى، والمشاركاتُ في سائِرِ أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب، والنظر في النجوم، والطب والفقه، وغير ذلك من اللغة والنحو. قال الذهبي: "كان رأسًا في التذكير بلا مُدافعة، يقول النَّظمَ الرائق، والنثرَ الفائق بديهةً، ويُسهِب ويعجب ويطرب ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثلُه، فهو حامِلُ لواء الوعظ، والقَيِّم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحُسن السيرة، وكان بحرًا في التفسير، علَّامةً في السير والتاريخ، موصوفًا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيهًا عليمًا بالإجماع والاختلاف، جيِّدَ المشاركة في الطب، ذا تفنُّن وفَهمٍ وذكاء وحِفظٍ واستحضار، وإكبابٍ على الجمع والتصنيف، مع التصوُّن والتجمُّل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والأوصاف الحميدة، والحُرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفتُ أحدًا صَنَّفَ ما صنف".  ومن مصنفاته كتابُه في التفسير المشهور بزاد المسير، وله تفسير أبسط منه ولكنه ليس بمشهور، وله جامع المسانيد استوعب فيه غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وله كتاب المنتظم في تواريخِ الأُمَم من العرب والعَجَم، وله الأحاديث الموضوعة، وله العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، وغير ذلك، وبالجملة فكُتُبه أكثر من أن تُعَدُّ, وكَتَب بخطه شيئًا كثيرًا. كانت وفاته ليلة الجمعة بين العشاءين الثاني عشر من رمضان، وله من العمر سبع وثمانون سنة، وحملت جنازته على رؤوس الناس، وكان الجمعُ كثيرًا جِدًّا، ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد، وكان يومًا مشهودًا. كان له من الأولاد الذكور ثلاثة: عبد العزيز- وهو أكبرهم- مات شابًّا في حياته سنة 554، ثم أبو القاسم علي، وقد كان عاقًّا له إلبًا عليه في زمن المحنةِ وغيرها، وقد تسَلَّط على كتُبِه في غيبته بواسط فباعها بأبخَسِ الأثمان، ثمَّ محيي الدين يوسف، وكان أنجَبَ أولادِه وأصغَرَهم، جلس للوعظ بعد أبيه، واشتغل وحَرَّر وأتقن وساد أقرانه، ثم باشر محيي الدين الحِسبةَ ببغداد، وتولى التدريسَ بالمدرسة المستنصريَّة لطائفة الحنابلة، ثم صار رسولَ الخلفاء إلى الملوك بأطرافِ البلاد، ولا سيما بني أيوب بالشام، وصار أستاذ دار الخلافة، وتوفي في وقعة التتر قتيلًا سنة 653. وكان لابنِ الجوزي عدة بنات منهن رابعة أم سبطِه شمس الدين أبي المظفر بن قزغلي الواعظ المشهور والمعروف بسبط ابن الجوزي، وهو حنفي المذهب، وله صيت وسمعة في مجالس وعظه، وقبول عند الملوك وغيرهم، وصنف تاريخًا كبيرًا في أربعين مجلدًا سماه مرآة الزمان.

العام الهجري : 423 العام الميلادي : 1031
تفاصيل الحدث:

جمَعَ نائِبُ نَصرِ الدَّولة بنِ مَروان بالجزيرة جمعًا يُنَيِّفُ على عشرةِ آلافِ رَجُلٍ، وغزا مَن يُقارِبُه مِن الأرمن، وأوقع بهم وأثخَنَ فيهم، وغَنِمَ وسَبى كثيرًا، وعاد ظافرًا مَنصورًا